" بسم الله " كلمة من ذكرها نال في الدنيا والعقبى بهجته، من عرفها بذل في طلبها مهجته.
كلمة إذا استولت على قلب عطلت عن كل شغل، كلمة إذا واظب على ذكرها عبد أمنته من كل هول.
ﰡ
الحاء تشير إلى حقِّه ؛ والميم تشير إلى محبته. ومعناه : بحقي وبمحبتي لِعِبادي، وبكتابي العزيز إليهم : إنِّي لا أُعِذِّبُ أهل معرفتي بفرقتي.
﴿ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ﴾ : قيل هي ليلة القَدْر، وقيل هي النصف من شعبان وهي ليلة الصَّك. أنْزَلَ القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا كلَّ سَنَةٍ بمقدار ما كان جبريلُ ينزل به على الرسول صلى الله عليه وسلم.
وسمَّاها :﴿ لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ﴾ لأنها ليلة افتتاح الوصلة. وأشدُّ الليالي بركةً ليلةٌ يكون العبدُ فيها حاضراً، بقلبه، مشاهداً لربَّه، يتَنَعَّمُ فيها بأنوار الوصلة، ويجد فيها نسيم القربة.
وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة، كما قالوا :
لا أظْلِمُ الليلَ ولا أدَّعي *** أنَّ نجومَ الليل ليست تزولُ
لَيْلِي كما شاءت : قصيرٌ إذا *** جادَتْ، وإن ضنَّتْ فَلَيْلِي طويلُ
ولهؤلاء القوم ( يعني الصوفية ) أحوالٌ من الخصب والجدب، والوصل والفصل، والوفاق والخلاف، والتوفيق والخذلان، والقبض والبسط. فكم مِنْ عبدٍ ينزل له الحكم والقضاء بالبُعْدِ والشقاء، وآخر ينزل حكمه بالرِّفد والوفاء.
﴿ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ﴾ : وهي الرسولُ - صلى الله عليه وسلم، قال صلوات الله عليه :" أنا رحمة مهداة ".
ويقال :﴿ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ رحمةً لنفوسُ أوليائنا بالتوفيق، ولقلوبهم بالتحقيق.
﴿ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ﴾ : وهي الرسولُ - صلى الله عليه وسلم، قال صلوات الله عليه :" أنا رحمة مهداة ".
ويقال :﴿ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ رحمةً لنفوسُ أوليائنا بالتوفيق، ولقلوبهم بالتحقيق.
﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ :" السميع " لأنين المشتاقين، " العليم " بحنين المحبين.
مالك السماوات والأرضين، ومالك ما بينهما - وتداخل في ذلك أكسابُ العباد.
وتَمْلُّكُها بمعنى القدرة عليها، وإذا حَصَلَ مقدورٌ في الوجود دَلَّ على أنه مفعولُه ؛ لأن معنى الفعل مقدورٌ وجِدَ.
هذه الكلمة فيها نَفْيُ ما أثبتوه بجهلهم، وإثباتُ ما نَفَوْه بجحدهم.
﴿ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِِينَ ﴾ : مُرَبِّي أصْلَكُم ونَسْلَكُمْ.
اللَّعِبُ فِعْلٌ يجري على غير ترتيبٍ تشبيهاً باللُّعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص ؛ فَوَصَفَ المنافقَ باللَّعبِ ؛ وذلك لتردُّدِه وتحيُّرِه نتيجةَ شكِّه في عقيدته.
هذا من أشراط الساعة ؛ إذ يتقدم عليها.
وقيامة هؤلاء ( يقصد الصوفية ) معجَّلة ( أي تتم هنا في هذه الدنيا ) فيومُهم الذي تأتي السماء فيه بدخان مبين هو يومُ غيبةِ الأحباب، وانسداد ما كان مفتوحاً من الأبواب، أبوابِ الأُنسِ بالأحباب في معناه قالوا :
فما جانبُ الدنيا بسَهْلٍ ولا الضُّحى | بطَلْقٍ ولا ماءُ الحياةٍ بباردِ |
وعذابُ هؤلاء ( يقصد الصوفية ) مقيمٌ في الغالب، وهو عذابٌ مُسْتَعذْبٌ، أولئك يقولون :﴿ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾. وهؤلاء يستزيدون - على العكس من الخَلْق - العذاب، وفي ذلك يقول قائلهم :
فكلُّ مآربي قد نِلْتُ منها | سوى ملذوذِ وجدي بالعذاب |
أنت البلاءُ فكيف أرجو كَشْفَه | إنَّ البلاَءَ إذا فَقَدْتُ بلائي |
وعذابُ هؤلاء ( يقصد الصوفية ) مقيمٌ في الغالب، وهو عذابٌ مُسْتَعذْبٌ، أولئك يقولون :﴿ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾. وهؤلاء يستزيدون - على العكس من الخَلْق - العذاب، وفي ذلك يقول قائلهم :
فكلُّ مآربي قد نِلْتُ منها | سوى ملذوذِ وجدي بالعذاب |
أنت البلاءُ فكيف أرجو كَشْفَه | إنَّ البلاَءَ إذا فَقَدْتُ بلائي |
إن خالفوا دواعي قلوبهم من الخواطر التي تَرِدُ من الحقِّ عليهم عوقبوا- في الوقت بما لا يتَّسعُ لهم ويُسْعِفهم، فإذا أخذوا في الاستغاثة يقال لهم : أنَّى لكم الذكرى وقد جاءكم الرسول على قلوبكم فخالفتم ؟ !
حيث نورثكم حزناً طويلاً، ولا تجدون في ظلال انتقامنا مقيلاً.
حيث نورثكم حزناً طويلاً، ولا تجدون في ظلال انتقامنا مقيلاً.
فتَنَهم بعد ما أصَرُّوا على جحودهم ولم يرجعوا إلى طريق الرشد من نفرة عنودهم.
﴿ وَجَآءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ﴾ : يطالبهم بإزالة الظلم عن بني إسرائيل، وأن يستبصروا، واستنفرهم لله، وأظهر الحُجَّةَ من قِبَلِ الله.
فتَنَهم بعد ما أصَرُّوا على جحودهم ولم يرجعوا إلى طريق الرشد من نفرة عنودهم.
﴿ وَجَآءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ﴾ : يطالبهم بإزالة الظلم عن بني إسرائيل، وأن يستبصروا، واستنفرهم لله، وأظهر الحُجَّةَ من قِبَلِ الله.
ما خلفوه من أحوالهم ومن رياشهم، وما تركوه من أسباب معاشهم استلبناه عنهم.
ما خلفوه من أحوالهم ومن رياشهم، وما تركوه من أسباب معاشهم استلبناه عنهم.
ما خلفوه من أحوالهم ومن رياشهم، وما تركوه من أسباب معاشهم استلبناه عنهم.
لم يكن لهم من القَدْرِ والخَطَرِ ما يتحرك في العالَم بِسببَهم ساكنٌ، أو يسكن متحركٌ فلا الخضراء بسببهم اغبرَّتْ، ولا الغبراءُ لغيبتهم اخضَّرتْ. لم يبقَ منهم عينٌ ولا أثر، ولم يظهر مِنْ قِبَلِهم على قلبِ أحدٍ من عبادِنا أثرٌ. وكيف تبكي السماءُ لفقْدِ من لم تستبشر به من قَبْلُ ؟ بعكس المؤمن الذي تُسَرُّ السماءُ بصعود ِعمله إليها، فإنها تبكي عند غيابه وفَقْدِه.
نجَّاهم، وأقمى عدوَّهم، وأهلكه.
ويقال :" على علمٍ منا " بأحوالهم أنهم يُؤثِرون أمرنا على كل شيء.
ويقال :" على علمٍ منا " بمحبة قلوبهم لنا مع كثرة ذنوبهم فينا.
ويقال :" على علم منا " بما نودع عندهم من أسرارنا، وما نكاشفهم به من حقائق حقِّنا.
من مطالبته بالشكر عند الرخاء، والصبر عند الكَدَرِ والعناء.
اقترح أبو جهلٍ على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحييَ لهم نَفْساً :
" لتخبرنا : هل أنت صادق أم لا ؟ " فأخبر الله - سبحانه - أنهم اقترحوا هذا بعد قيامِ الحُجَّةِ عليهم، وإظهار ما أزاح لهم من العُذْر :
ثم قال جل ذكره :﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمٌ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمينَ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾.
اقترح أبو جهلٍ على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحييَ لهم نَفْساً :
" لتخبرنا : هل أنت صادق أم لا ؟ " فأخبر الله - سبحانه - أنهم اقترحوا هذا بعد قيامِ الحُجَّةِ عليهم، وإظهار ما أزاح لهم من العُذْر :
ثم قال جل ذكره :﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمٌ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمينَ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾.
اقترح أبو جهلٍ على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحييَ لهم نَفْساً :
" لتخبرنا : هل أنت صادق أم لا ؟ " فأخبر الله - سبحانه - أنهم اقترحوا هذا بعد قيامِ الحُجَّةِ عليهم، وإظهار ما أزاح لهم من العُذْر :
ثم قال جل ذكره :﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمٌ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمينَ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾.
ما خلقناهما إلا بالحقِّ، بالحُكْمِ الحقِّ، وبالأمرِ الحقِّ. . . " فأنا مُحِقُّ في خَلْقِهما " : أي كان لي خَلْقُهما.
ما خلقناهما إلا بالحقِّ، بالحُكْمِ الحقِّ، وبالأمرِ الحقِّ... " فأنا مُحِقُّ في خَلْقِهما " : أي كان لي خَلْقُهما.
يومئذٍ لا يُغْني ناصرٌ عن ناصر ولا حميمٌ عن حميم، ولا نسيبٌ عن نسيبٍ. . . شيئاً. ولا ينالهم نصرٌ إلا من رَحِمَه الله ؛ وبفَضْلِه ونِعْمته.
" بسم الله " كلمة من ذكرها نال في الدنيا والعقبى بهجته، من عرفها بذل في طلبها مهجته.
كلمة إذا استولت على قلب عطلت عن كل شغل، كلمة إذا واظب على ذكرها عبد أمنته من كل هول.
" الأثيم " مرتكبُ الذنوب.
ادفعوا به إلى وسط الحميم.
ادفعوا به إلى وسط الحميم.
آمنين من المحن من جميع الوجوه، لِباسُهم من حرير، وفراشُهم من سُندسٍ واستبرق، " متقابلين " : لا يبرحون ولا يبغون عنها حِوَلاً.
آمنين من المحن من جميع الوجوه، لِباسُهم من حرير، وفراشُهم من سُندسٍ واستبرق، " متقابلين " : لا يبرحون ولا يبغون عنها حِوَلاً.
تُباح لهم صُحْبَتُهن، ولا يكون في الجنة عقد تزويج ولا طلاقٌ، ويمكَّن الوليُّ بهذه الأوصاف من هذه الألطاف. ثم قد يُخْتطفُ قوم من بين هذه الأسباب، فيتحررون عن هذه الجملة ؛ فكما أنهم في الدنيا مُختَطَفُون عن كلِّ العلائق فإنهم في الآخرة تطمع الحورُ العينُ في صحبتهم فيستلبهم الحقُّ عن كلِّ شيء.
الزاهدُ في الدنيا يحميه منها، والعارفُ في الجنة يحميه من الجنة.
الموتة الأولى هي بقبض أرواحهم في الدنيا، ويقيهم الله في الآخرة العذاب بفضله، وذلك هو الظَّفَرُ بالبغية، ونجاح السُّؤل.
يا محمد، ليذكر به أهلُك.