مكية. وهي سبع وخمسون آية. ومناسبتها لما قبلها قوله :﴿ فسوف تعلمون ﴾ [ الزخرف : ٨٩ ] على الاحتمال الثاني، أي : سوف تعلمون حقيقة ما أنزلنا على محمد، ثم أقسم أنه أنزل في ليلة مباركة، أو لقوله :﴿ إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ﴾ [ الزخرف : ٨٨ ] أي : بما أنزلت إليّ، فأقسم الله تعالى أنه أنزله من عنده، أو يرجع لقوله :﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ [ الزخرف : ٤٤ ] والحديث شجون، يجر بعضه بعضا.
ﰡ
﴿ حم ﴾*﴿ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾*﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴾*﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾*﴿ أَمْراً مِّنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾*﴿ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾*﴿ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴾*﴿ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ ﴾*﴿ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴾.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ حم ﴾ يا محمد.
والليلة المباركة عند القوم، هي ليلة الوصال والاتصال، حين يُمْتَحى وجودُهم، ويتحقق فناؤهم، وكل وقت يجدون فيه قلوبهم، ويفقدون وجودهم ؛ فهو مبارك، وهو ليلة القدر عندهم، فإذا دام اتصالهم، كانت أوقاتهم كلها ليلة القدر، وكلها مباركة. قال الورتجبي : قوله تعالى :﴿ في ليلة مباركة ﴾ كانت مباركة لتجلِّي الحق فيها بالأقضية، والرحمة غالبة فيها، ومن جملتها : إنزال القرآن فيها ؛ فإنه افتتاح وصلة لأهل القرية. هـ.
قال القشيري : وسمّاها ليلة مباركة ؛ لأنها ليلة افتتاح الوصلة، وأشدُّ الليالي بركةً، ليلةٌ يكون العبد فيها حاضراً بقلبه، مشاهداً لربه، يتنسّم بأنوار الوصلة، ويجد فيها نسيم القربة، وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة، كما قالوا، وأنشدوا١ :
لا أَظْلِمْ الليلَ ولا أَدَّعي | أنّ نُجومَ الليلِ ليست تَغُورُ |
لَيْلِي كما شَاء فإن لم يَزرْ | طالَ، وإن زار فلَيْلي قَصيرُ |
أي : لَيْلِي كما شاء المحبوب، فإن لم يزرني طال ليلِي، وإن زارني قَصُر. والحاصل : أن أوقات الجمال والبسط كلها قصيرة، وأوقات الجلال كلها طويلة، وقوله تعالى :﴿ فيها يُفرق كل أمر حكيم ﴾ أي : في ليلة الوصال تفرق وتبرز الحِكَم والمواهب القدسية، بلا واسطة، بل أمراً من عندنا، والغالب أن هذه الحالة لا تكون إلا عند الحيرة والشدة من الفاقة أو غيرها، وكان بعض العارفين من أشياخنا يستعدُّون فيها لكتب المواهب، ويسمونها ليلة القدر.
وقوله تعالى :﴿ إِنّا كنا مرسلين رحمةً من ربك ﴾ هو الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" أنا الرحمة المهداة " ٢، فرحمة مفعول به، ﴿ إِنه هو السميع العليم ﴾ قال القشيري : السميع لأنين المشتاقين، العليم بحنين المحبين. هـ. ﴿ لا إِله إلا هو ﴾ أي : لا يستحق أن يَتَأله ويُعشق إلا هو، ﴿ يُحيي ويميت ﴾ يُحيي قلوب قوم بمعرفته ومحبته، ويُميت قلوباً بالجهل والبُعد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. ثم وصف أهل الجهل والبُعد بقوله :﴿ بل هم في شك يلعبون ﴾ وأما أهل المعرفة والقُرب فهم في حضرة محبوبهم يتنعّمون، ومن روح وصاله يتنسّمون. قال القشيري : واللعب يجري على غير ترتيب، تشبيهاً باللعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص، ووصف الكافر باللعب لتردُّده وشكِّه وتحيُّره في عقيدته. هـ.
والليلة المباركة عند القوم، هي ليلة الوصال والاتصال، حين يُمْتَحى وجودُهم، ويتحقق فناؤهم، وكل وقت يجدون فيه قلوبهم، ويفقدون وجودهم ؛ فهو مبارك، وهو ليلة القدر عندهم، فإذا دام اتصالهم، كانت أوقاتهم كلها ليلة القدر، وكلها مباركة. قال الورتجبي : قوله تعالى :﴿ في ليلة مباركة ﴾ كانت مباركة لتجلِّي الحق فيها بالأقضية، والرحمة غالبة فيها، ومن جملتها : إنزال القرآن فيها ؛ فإنه افتتاح وصلة لأهل القرية. هـ.
قال القشيري : وسمّاها ليلة مباركة ؛ لأنها ليلة افتتاح الوصلة، وأشدُّ الليالي بركةً، ليلةٌ يكون العبد فيها حاضراً بقلبه، مشاهداً لربه، يتنسّم بأنوار الوصلة، ويجد فيها نسيم القربة، وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة، كما قالوا، وأنشدوا١ :
لا أَظْلِمْ الليلَ ولا أَدَّعي | أنّ نُجومَ الليلِ ليست تَغُورُ |
لَيْلِي كما شَاء فإن لم يَزرْ | طالَ، وإن زار فلَيْلي قَصيرُ |
أي : لَيْلِي كما شاء المحبوب، فإن لم يزرني طال ليلِي، وإن زارني قَصُر. والحاصل : أن أوقات الجمال والبسط كلها قصيرة، وأوقات الجلال كلها طويلة، وقوله تعالى :﴿ فيها يُفرق كل أمر حكيم ﴾ أي : في ليلة الوصال تفرق وتبرز الحِكَم والمواهب القدسية، بلا واسطة، بل أمراً من عندنا، والغالب أن هذه الحالة لا تكون إلا عند الحيرة والشدة من الفاقة أو غيرها، وكان بعض العارفين من أشياخنا يستعدُّون فيها لكتب المواهب، ويسمونها ليلة القدر.
وقوله تعالى :﴿ إِنّا كنا مرسلين رحمةً من ربك ﴾ هو الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" أنا الرحمة المهداة " ٢، فرحمة مفعول به، ﴿ إِنه هو السميع العليم ﴾ قال القشيري : السميع لأنين المشتاقين، العليم بحنين المحبين. هـ. ﴿ لا إِله إلا هو ﴾ أي : لا يستحق أن يَتَأله ويُعشق إلا هو، ﴿ يُحيي ويميت ﴾ يُحيي قلوب قوم بمعرفته ومحبته، ويُميت قلوباً بالجهل والبُعد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. ثم وصف أهل الجهل والبُعد بقوله :﴿ بل هم في شك يلعبون ﴾ وأما أهل المعرفة والقُرب فهم في حضرة محبوبهم يتنعّمون، ومن روح وصاله يتنسّمون. قال القشيري : واللعب يجري على غير ترتيب، تشبيهاً باللعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص، ووصف الكافر باللعب لتردُّده وشكِّه وتحيُّره في عقيدته. هـ.
والمباركة : الكثيرة الخير ؛ لما ينزل فيها من الخير والبركة، والمنافع الدينية والدنيوية، ولو لم يوجد فيها إلا إنزال القرآن لكفى به بركة.
﴿ إِنا كنا منذِرينَ ﴾ استئناف مبين لما يقتضي الإنزال، كأنه قيل : إنا أنزلناه لأن من شأننا الإنذار والتحذير من العقاب.
﴿ فيها يُفرَقُ كلُّ أمرٍ حكيم ﴾ استئناف أيضاً مبين لسر تخصيص هذه الليلة بالإنزال، أي : إنما أنزلناه في هذه الليلة المباركة، لأنها فيها يُفرق كل أمر حكيم.
والليلة المباركة عند القوم، هي ليلة الوصال والاتصال، حين يُمْتَحى وجودُهم، ويتحقق فناؤهم، وكل وقت يجدون فيه قلوبهم، ويفقدون وجودهم ؛ فهو مبارك، وهو ليلة القدر عندهم، فإذا دام اتصالهم، كانت أوقاتهم كلها ليلة القدر، وكلها مباركة. قال الورتجبي : قوله تعالى :﴿ في ليلة مباركة ﴾ كانت مباركة لتجلِّي الحق فيها بالأقضية، والرحمة غالبة فيها، ومن جملتها : إنزال القرآن فيها ؛ فإنه افتتاح وصلة لأهل القرية. هـ.
قال القشيري : وسمّاها ليلة مباركة ؛ لأنها ليلة افتتاح الوصلة، وأشدُّ الليالي بركةً، ليلةٌ يكون العبد فيها حاضراً بقلبه، مشاهداً لربه، يتنسّم بأنوار الوصلة، ويجد فيها نسيم القربة، وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة، كما قالوا، وأنشدوا١ :
لا أَظْلِمْ الليلَ ولا أَدَّعي | أنّ نُجومَ الليلِ ليست تَغُورُ |
لَيْلِي كما شَاء فإن لم يَزرْ | طالَ، وإن زار فلَيْلي قَصيرُ |
أي : لَيْلِي كما شاء المحبوب، فإن لم يزرني طال ليلِي، وإن زارني قَصُر. والحاصل : أن أوقات الجمال والبسط كلها قصيرة، وأوقات الجلال كلها طويلة، وقوله تعالى :﴿ فيها يُفرق كل أمر حكيم ﴾ أي : في ليلة الوصال تفرق وتبرز الحِكَم والمواهب القدسية، بلا واسطة، بل أمراً من عندنا، والغالب أن هذه الحالة لا تكون إلا عند الحيرة والشدة من الفاقة أو غيرها، وكان بعض العارفين من أشياخنا يستعدُّون فيها لكتب المواهب، ويسمونها ليلة القدر.
وقوله تعالى :﴿ إِنّا كنا مرسلين رحمةً من ربك ﴾ هو الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" أنا الرحمة المهداة " ٢، فرحمة مفعول به، ﴿ إِنه هو السميع العليم ﴾ قال القشيري : السميع لأنين المشتاقين، العليم بحنين المحبين. هـ. ﴿ لا إِله إلا هو ﴾ أي : لا يستحق أن يَتَأله ويُعشق إلا هو، ﴿ يُحيي ويميت ﴾ يُحيي قلوب قوم بمعرفته ومحبته، ويُميت قلوباً بالجهل والبُعد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. ثم وصف أهل الجهل والبُعد بقوله :﴿ بل هم في شك يلعبون ﴾ وأما أهل المعرفة والقُرب فهم في حضرة محبوبهم يتنعّمون، ومن روح وصاله يتنسّمون. قال القشيري : واللعب يجري على غير ترتيب، تشبيهاً باللعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص، ووصف الكافر باللعب لتردُّده وشكِّه وتحيُّره في عقيدته. هـ.
أي : ذي حكمة بالغة، ومعنى " يُفرق " : يفصل ويكتب كل أمر من أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمورهم، من هذه الليلة إلى ليلة القدر المستقبلة، وقيل : الضمير في " فيها " يرجع لليلة النصف، على الخلاف المتقدم.
وروى أبو الشيخ، بسند صحيح، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله :﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت ﴾ قال :" ليلة النصف من شعبان، يُدبر أمر السنة، فيمحو ما يشاء ويُثبت غيره ؛ الشقاوة والسعادة، والموت والحياة ". قال السيوطي : سنده صحيح لا غُبار عليه ولا مطعن فيه. ه. وروي عن ابن عباس : قال : إن الله يقضي الأقضية كلها ليلة النصف من شعبان، ويسلمها إلى أربابها ليلة القدر. وفي رواية : ليلة السابع والعشرين من رمضان، قيل : وبذلك يرتفع الخلاف أن الأمر يبتدأ في ليلة النصف من شعبان، ويكمل في ليلة السابع والعشرين من رمضان١. والله أعلم.
وقوله تعالى :﴿ حكيم ﴾ الحكيم : ذو الحكمة، وذلك أن تخصيص الله كل أحد بحالة معينة من الرزق والأجل، والسعادة والشقاوة، في هذه الليلة، يدلّ على حكمة بالغة ؛ فأسند إلى الليلة لكونها ظرفاً، إسناداً مجازياً.
والليلة المباركة عند القوم، هي ليلة الوصال والاتصال، حين يُمْتَحى وجودُهم، ويتحقق فناؤهم، وكل وقت يجدون فيه قلوبهم، ويفقدون وجودهم ؛ فهو مبارك، وهو ليلة القدر عندهم، فإذا دام اتصالهم، كانت أوقاتهم كلها ليلة القدر، وكلها مباركة. قال الورتجبي : قوله تعالى :﴿ في ليلة مباركة ﴾ كانت مباركة لتجلِّي الحق فيها بالأقضية، والرحمة غالبة فيها، ومن جملتها : إنزال القرآن فيها ؛ فإنه افتتاح وصلة لأهل القرية. هـ.
قال القشيري : وسمّاها ليلة مباركة ؛ لأنها ليلة افتتاح الوصلة، وأشدُّ الليالي بركةً، ليلةٌ يكون العبد فيها حاضراً بقلبه، مشاهداً لربه، يتنسّم بأنوار الوصلة، ويجد فيها نسيم القربة، وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة، كما قالوا، وأنشدوا١ :
لا أَظْلِمْ الليلَ ولا أَدَّعي | أنّ نُجومَ الليلِ ليست تَغُورُ |
لَيْلِي كما شَاء فإن لم يَزرْ | طالَ، وإن زار فلَيْلي قَصيرُ |
أي : لَيْلِي كما شاء المحبوب، فإن لم يزرني طال ليلِي، وإن زارني قَصُر. والحاصل : أن أوقات الجمال والبسط كلها قصيرة، وأوقات الجلال كلها طويلة، وقوله تعالى :﴿ فيها يُفرق كل أمر حكيم ﴾ أي : في ليلة الوصال تفرق وتبرز الحِكَم والمواهب القدسية، بلا واسطة، بل أمراً من عندنا، والغالب أن هذه الحالة لا تكون إلا عند الحيرة والشدة من الفاقة أو غيرها، وكان بعض العارفين من أشياخنا يستعدُّون فيها لكتب المواهب، ويسمونها ليلة القدر.
وقوله تعالى :﴿ إِنّا كنا مرسلين رحمةً من ربك ﴾ هو الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" أنا الرحمة المهداة " ٢، فرحمة مفعول به، ﴿ إِنه هو السميع العليم ﴾ قال القشيري : السميع لأنين المشتاقين، العليم بحنين المحبين. هـ. ﴿ لا إِله إلا هو ﴾ أي : لا يستحق أن يَتَأله ويُعشق إلا هو، ﴿ يُحيي ويميت ﴾ يُحيي قلوب قوم بمعرفته ومحبته، ويُميت قلوباً بالجهل والبُعد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. ثم وصف أهل الجهل والبُعد بقوله :﴿ بل هم في شك يلعبون ﴾ وأما أهل المعرفة والقُرب فهم في حضرة محبوبهم يتنعّمون، ومن روح وصاله يتنسّمون. قال القشيري : واللعب يجري على غير ترتيب، تشبيهاً باللعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص، ووصف الكافر باللعب لتردُّده وشكِّه وتحيُّره في عقيدته. هـ.
والليلة المباركة عند القوم، هي ليلة الوصال والاتصال، حين يُمْتَحى وجودُهم، ويتحقق فناؤهم، وكل وقت يجدون فيه قلوبهم، ويفقدون وجودهم ؛ فهو مبارك، وهو ليلة القدر عندهم، فإذا دام اتصالهم، كانت أوقاتهم كلها ليلة القدر، وكلها مباركة. قال الورتجبي : قوله تعالى :﴿ في ليلة مباركة ﴾ كانت مباركة لتجلِّي الحق فيها بالأقضية، والرحمة غالبة فيها، ومن جملتها : إنزال القرآن فيها ؛ فإنه افتتاح وصلة لأهل القرية. هـ.
قال القشيري : وسمّاها ليلة مباركة ؛ لأنها ليلة افتتاح الوصلة، وأشدُّ الليالي بركةً، ليلةٌ يكون العبد فيها حاضراً بقلبه، مشاهداً لربه، يتنسّم بأنوار الوصلة، ويجد فيها نسيم القربة، وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة، كما قالوا، وأنشدوا١ :
لا أَظْلِمْ الليلَ ولا أَدَّعي | أنّ نُجومَ الليلِ ليست تَغُورُ |
لَيْلِي كما شَاء فإن لم يَزرْ | طالَ، وإن زار فلَيْلي قَصيرُ |
أي : لَيْلِي كما شاء المحبوب، فإن لم يزرني طال ليلِي، وإن زارني قَصُر. والحاصل : أن أوقات الجمال والبسط كلها قصيرة، وأوقات الجلال كلها طويلة، وقوله تعالى :﴿ فيها يُفرق كل أمر حكيم ﴾ أي : في ليلة الوصال تفرق وتبرز الحِكَم والمواهب القدسية، بلا واسطة، بل أمراً من عندنا، والغالب أن هذه الحالة لا تكون إلا عند الحيرة والشدة من الفاقة أو غيرها، وكان بعض العارفين من أشياخنا يستعدُّون فيها لكتب المواهب، ويسمونها ليلة القدر.
وقوله تعالى :﴿ إِنّا كنا مرسلين رحمةً من ربك ﴾ هو الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" أنا الرحمة المهداة " ٢، فرحمة مفعول به، ﴿ إِنه هو السميع العليم ﴾ قال القشيري : السميع لأنين المشتاقين، العليم بحنين المحبين. هـ. ﴿ لا إِله إلا هو ﴾ أي : لا يستحق أن يَتَأله ويُعشق إلا هو، ﴿ يُحيي ويميت ﴾ يُحيي قلوب قوم بمعرفته ومحبته، ويُميت قلوباً بالجهل والبُعد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. ثم وصف أهل الجهل والبُعد بقوله :﴿ بل هم في شك يلعبون ﴾ وأما أهل المعرفة والقُرب فهم في حضرة محبوبهم يتنعّمون، ومن روح وصاله يتنسّمون. قال القشيري : واللعب يجري على غير ترتيب، تشبيهاً باللعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص، ووصف الكافر باللعب لتردُّده وشكِّه وتحيُّره في عقيدته. هـ.
وقال الطيبي : هذه الجمل كلها واردة على التعليل المتداخل ؛ فكأنه لما قيل :﴿ إنا أنزلناه في ليلة مباركة ﴾ قيل : فلِمَ أُنزل ؟ فأجيب : لأن من شأننا التحذير والعقاب، فقيل : لِمَ خص الإنزال في هذه الليلة ؟ فقيل : لأنه من الأمور المُحكَمة، ومن شأن هذه الليلة أن يُفرق فيها كل أمر حكيم، فقيل : لِمَ كان من الأمور المُحكَمة ؟ فأجيب : لأن ذا الجلال والإكرام أراد إرسال الرحمة للعالمين، ومن حق المنزَل عليه أن يكون حكيماً، لكونه للعالمين نذيراً، أو ﴿ داعياً إلى الله بإذنه. . . ﴾ الآية، فقيل : لماذا رحمهم الرب بذلك ؟ فأجيب : لأنه وحده سميع عليم، يعلم جريان أحوال عباده، ويعلم ما يحتاجون إليه دنيا وأخرى. ه. وهذا معنى قوله :﴿ إِنه هو السميع ﴾ لأقوالهم وحده، ﴿ العليم ﴾ بأحوالهم.
والليلة المباركة عند القوم، هي ليلة الوصال والاتصال، حين يُمْتَحى وجودُهم، ويتحقق فناؤهم، وكل وقت يجدون فيه قلوبهم، ويفقدون وجودهم ؛ فهو مبارك، وهو ليلة القدر عندهم، فإذا دام اتصالهم، كانت أوقاتهم كلها ليلة القدر، وكلها مباركة. قال الورتجبي : قوله تعالى :﴿ في ليلة مباركة ﴾ كانت مباركة لتجلِّي الحق فيها بالأقضية، والرحمة غالبة فيها، ومن جملتها : إنزال القرآن فيها ؛ فإنه افتتاح وصلة لأهل القرية. هـ.
قال القشيري : وسمّاها ليلة مباركة ؛ لأنها ليلة افتتاح الوصلة، وأشدُّ الليالي بركةً، ليلةٌ يكون العبد فيها حاضراً بقلبه، مشاهداً لربه، يتنسّم بأنوار الوصلة، ويجد فيها نسيم القربة، وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة، كما قالوا، وأنشدوا١ :
لا أَظْلِمْ الليلَ ولا أَدَّعي | أنّ نُجومَ الليلِ ليست تَغُورُ |
لَيْلِي كما شَاء فإن لم يَزرْ | طالَ، وإن زار فلَيْلي قَصيرُ |
أي : لَيْلِي كما شاء المحبوب، فإن لم يزرني طال ليلِي، وإن زارني قَصُر. والحاصل : أن أوقات الجمال والبسط كلها قصيرة، وأوقات الجلال كلها طويلة، وقوله تعالى :﴿ فيها يُفرق كل أمر حكيم ﴾ أي : في ليلة الوصال تفرق وتبرز الحِكَم والمواهب القدسية، بلا واسطة، بل أمراً من عندنا، والغالب أن هذه الحالة لا تكون إلا عند الحيرة والشدة من الفاقة أو غيرها، وكان بعض العارفين من أشياخنا يستعدُّون فيها لكتب المواهب، ويسمونها ليلة القدر.
وقوله تعالى :﴿ إِنّا كنا مرسلين رحمةً من ربك ﴾ هو الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" أنا الرحمة المهداة " ٢، فرحمة مفعول به، ﴿ إِنه هو السميع العليم ﴾ قال القشيري : السميع لأنين المشتاقين، العليم بحنين المحبين. هـ. ﴿ لا إِله إلا هو ﴾ أي : لا يستحق أن يَتَأله ويُعشق إلا هو، ﴿ يُحيي ويميت ﴾ يُحيي قلوب قوم بمعرفته ومحبته، ويُميت قلوباً بالجهل والبُعد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. ثم وصف أهل الجهل والبُعد بقوله :﴿ بل هم في شك يلعبون ﴾ وأما أهل المعرفة والقُرب فهم في حضرة محبوبهم يتنعّمون، ومن روح وصاله يتنسّمون. قال القشيري : واللعب يجري على غير ترتيب، تشبيهاً باللعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص، ووصف الكافر باللعب لتردُّده وشكِّه وتحيُّره في عقيدته. هـ.
والليلة المباركة عند القوم، هي ليلة الوصال والاتصال، حين يُمْتَحى وجودُهم، ويتحقق فناؤهم، وكل وقت يجدون فيه قلوبهم، ويفقدون وجودهم ؛ فهو مبارك، وهو ليلة القدر عندهم، فإذا دام اتصالهم، كانت أوقاتهم كلها ليلة القدر، وكلها مباركة. قال الورتجبي : قوله تعالى :﴿ في ليلة مباركة ﴾ كانت مباركة لتجلِّي الحق فيها بالأقضية، والرحمة غالبة فيها، ومن جملتها : إنزال القرآن فيها ؛ فإنه افتتاح وصلة لأهل القرية. هـ.
قال القشيري : وسمّاها ليلة مباركة ؛ لأنها ليلة افتتاح الوصلة، وأشدُّ الليالي بركةً، ليلةٌ يكون العبد فيها حاضراً بقلبه، مشاهداً لربه، يتنسّم بأنوار الوصلة، ويجد فيها نسيم القربة، وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة، كما قالوا، وأنشدوا١ :
لا أَظْلِمْ الليلَ ولا أَدَّعي | أنّ نُجومَ الليلِ ليست تَغُورُ |
لَيْلِي كما شَاء فإن لم يَزرْ | طالَ، وإن زار فلَيْلي قَصيرُ |
أي : لَيْلِي كما شاء المحبوب، فإن لم يزرني طال ليلِي، وإن زارني قَصُر. والحاصل : أن أوقات الجمال والبسط كلها قصيرة، وأوقات الجلال كلها طويلة، وقوله تعالى :﴿ فيها يُفرق كل أمر حكيم ﴾ أي : في ليلة الوصال تفرق وتبرز الحِكَم والمواهب القدسية، بلا واسطة، بل أمراً من عندنا، والغالب أن هذه الحالة لا تكون إلا عند الحيرة والشدة من الفاقة أو غيرها، وكان بعض العارفين من أشياخنا يستعدُّون فيها لكتب المواهب، ويسمونها ليلة القدر.
وقوله تعالى :﴿ إِنّا كنا مرسلين رحمةً من ربك ﴾ هو الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" أنا الرحمة المهداة " ٢، فرحمة مفعول به، ﴿ إِنه هو السميع العليم ﴾ قال القشيري : السميع لأنين المشتاقين، العليم بحنين المحبين. هـ. ﴿ لا إِله إلا هو ﴾ أي : لا يستحق أن يَتَأله ويُعشق إلا هو، ﴿ يُحيي ويميت ﴾ يُحيي قلوب قوم بمعرفته ومحبته، ويُميت قلوباً بالجهل والبُعد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. ثم وصف أهل الجهل والبُعد بقوله :﴿ بل هم في شك يلعبون ﴾ وأما أهل المعرفة والقُرب فهم في حضرة محبوبهم يتنعّمون، ومن روح وصاله يتنسّمون. قال القشيري : واللعب يجري على غير ترتيب، تشبيهاً باللعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص، ووصف الكافر باللعب لتردُّده وشكِّه وتحيُّره في عقيدته. هـ.
ثم ردّ أن يكونوا موقنين بقوله :﴿ بل هم في شك يلعبون ﴾
والليلة المباركة عند القوم، هي ليلة الوصال والاتصال، حين يُمْتَحى وجودُهم، ويتحقق فناؤهم، وكل وقت يجدون فيه قلوبهم، ويفقدون وجودهم ؛ فهو مبارك، وهو ليلة القدر عندهم، فإذا دام اتصالهم، كانت أوقاتهم كلها ليلة القدر، وكلها مباركة. قال الورتجبي : قوله تعالى :﴿ في ليلة مباركة ﴾ كانت مباركة لتجلِّي الحق فيها بالأقضية، والرحمة غالبة فيها، ومن جملتها : إنزال القرآن فيها ؛ فإنه افتتاح وصلة لأهل القرية. هـ.
قال القشيري : وسمّاها ليلة مباركة ؛ لأنها ليلة افتتاح الوصلة، وأشدُّ الليالي بركةً، ليلةٌ يكون العبد فيها حاضراً بقلبه، مشاهداً لربه، يتنسّم بأنوار الوصلة، ويجد فيها نسيم القربة، وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة، كما قالوا، وأنشدوا١ :
لا أَظْلِمْ الليلَ ولا أَدَّعي | أنّ نُجومَ الليلِ ليست تَغُورُ |
لَيْلِي كما شَاء فإن لم يَزرْ | طالَ، وإن زار فلَيْلي قَصيرُ |
أي : لَيْلِي كما شاء المحبوب، فإن لم يزرني طال ليلِي، وإن زارني قَصُر. والحاصل : أن أوقات الجمال والبسط كلها قصيرة، وأوقات الجلال كلها طويلة، وقوله تعالى :﴿ فيها يُفرق كل أمر حكيم ﴾ أي : في ليلة الوصال تفرق وتبرز الحِكَم والمواهب القدسية، بلا واسطة، بل أمراً من عندنا، والغالب أن هذه الحالة لا تكون إلا عند الحيرة والشدة من الفاقة أو غيرها، وكان بعض العارفين من أشياخنا يستعدُّون فيها لكتب المواهب، ويسمونها ليلة القدر.
وقوله تعالى :﴿ إِنّا كنا مرسلين رحمةً من ربك ﴾ هو الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" أنا الرحمة المهداة " ٢، فرحمة مفعول به، ﴿ إِنه هو السميع العليم ﴾ قال القشيري : السميع لأنين المشتاقين، العليم بحنين المحبين. هـ. ﴿ لا إِله إلا هو ﴾ أي : لا يستحق أن يَتَأله ويُعشق إلا هو، ﴿ يُحيي ويميت ﴾ يُحيي قلوب قوم بمعرفته ومحبته، ويُميت قلوباً بالجهل والبُعد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. ثم وصف أهل الجهل والبُعد بقوله :﴿ بل هم في شك يلعبون ﴾ وأما أهل المعرفة والقُرب فهم في حضرة محبوبهم يتنعّمون، ومن روح وصاله يتنسّمون. قال القشيري : واللعب يجري على غير ترتيب، تشبيهاً باللعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص، ووصف الكافر باللعب لتردُّده وشكِّه وتحيُّره في عقيدته. هـ.
وإقرارهم غير صادر عن علم وإيقان، بل قول مخلوط بهزؤ ولعب. والله تعالى أعلم.
والليلة المباركة عند القوم، هي ليلة الوصال والاتصال، حين يُمْتَحى وجودُهم، ويتحقق فناؤهم، وكل وقت يجدون فيه قلوبهم، ويفقدون وجودهم ؛ فهو مبارك، وهو ليلة القدر عندهم، فإذا دام اتصالهم، كانت أوقاتهم كلها ليلة القدر، وكلها مباركة. قال الورتجبي : قوله تعالى :﴿ في ليلة مباركة ﴾ كانت مباركة لتجلِّي الحق فيها بالأقضية، والرحمة غالبة فيها، ومن جملتها : إنزال القرآن فيها ؛ فإنه افتتاح وصلة لأهل القرية. هـ.
قال القشيري : وسمّاها ليلة مباركة ؛ لأنها ليلة افتتاح الوصلة، وأشدُّ الليالي بركةً، ليلةٌ يكون العبد فيها حاضراً بقلبه، مشاهداً لربه، يتنسّم بأنوار الوصلة، ويجد فيها نسيم القربة، وأحوال هذه الطائفة في لياليهم مختلفة، كما قالوا، وأنشدوا١ :
لا أَظْلِمْ الليلَ ولا أَدَّعي | أنّ نُجومَ الليلِ ليست تَغُورُ |
لَيْلِي كما شَاء فإن لم يَزرْ | طالَ، وإن زار فلَيْلي قَصيرُ |
أي : لَيْلِي كما شاء المحبوب، فإن لم يزرني طال ليلِي، وإن زارني قَصُر. والحاصل : أن أوقات الجمال والبسط كلها قصيرة، وأوقات الجلال كلها طويلة، وقوله تعالى :﴿ فيها يُفرق كل أمر حكيم ﴾ أي : في ليلة الوصال تفرق وتبرز الحِكَم والمواهب القدسية، بلا واسطة، بل أمراً من عندنا، والغالب أن هذه الحالة لا تكون إلا عند الحيرة والشدة من الفاقة أو غيرها، وكان بعض العارفين من أشياخنا يستعدُّون فيها لكتب المواهب، ويسمونها ليلة القدر.
وقوله تعالى :﴿ إِنّا كنا مرسلين رحمةً من ربك ﴾ هو الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" أنا الرحمة المهداة " ٢، فرحمة مفعول به، ﴿ إِنه هو السميع العليم ﴾ قال القشيري : السميع لأنين المشتاقين، العليم بحنين المحبين. هـ. ﴿ لا إِله إلا هو ﴾ أي : لا يستحق أن يَتَأله ويُعشق إلا هو، ﴿ يُحيي ويميت ﴾ يُحيي قلوب قوم بمعرفته ومحبته، ويُميت قلوباً بالجهل والبُعد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. ثم وصف أهل الجهل والبُعد بقوله :﴿ بل هم في شك يلعبون ﴾ وأما أهل المعرفة والقُرب فهم في حضرة محبوبهم يتنعّمون، ومن روح وصاله يتنسّمون. قال القشيري : واللعب يجري على غير ترتيب، تشبيهاً باللعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص، ووصف الكافر باللعب لتردُّده وشكِّه وتحيُّره في عقيدته. هـ.
﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴾*﴿ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾*﴿ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ ﴾*﴿ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴾*﴿ ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴾*﴿ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴾*﴿ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴾.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ فارتقبْ ﴾ فانتظر ﴿ يوم تأتي السماءُ بدُخان مبين ﴾ قال عليّ وابن عباس وابن عمر والحسن رضي الله عنهم : هو دخان يجيء قبل يوم القيامة، يُصيب المؤمن منه مثل الزكام، ويُنضج رؤوسَ المنافقين والكافرين، حتى تكون كأنها مصليَّة حنيذة١، وتكون الأرض كلها كبيت أُوقد فيه نار، ليس فيه خِصاص، ويؤيد هذا حديث حذيفة :" أول الآيات الدخان، ونزول عيسى، ونار تخرج من عدن، تسوق الناس إلى الحشر، تقيل معهم إذا قالوا. . . " ٢ الحديث، انظر الثعلبي.
وأنكر هذا ابن مسعود، وقال : هذا الدخان قد رأته قريش حين دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بسبع كسبع يوسف٣، فكان الرجل يرى من الجوع دخاناً بينه وبين السماء. ويؤيده ما يأتي بعده. وقوله :﴿ مبين ﴾ أي : ظاهر لا يشك أحد أنه دخان.
لَيلِي بوجهكَ مشْرقٌ | وظلامُهُ في الناس سَارِ |
الناسُ في سَدَفِ الظَّلامِ | ونحنُ في ضوءِ النَّهارِ |
طَلَعتْ شَمْسُ مَن أُحبُّ بِليلٍ | فَاسْتَنارَتْ فما تلاها غُروبُ |
إِن شمسَ النَّهارِ تَغْربُ بِليلٍ | وشَمسُ القُلوبِ لَيْسَت تغِيبُ |
فلاَ الشمس شَمْسٌ تستنيرُ ولا الضحى | بطَلْقٍ ولا ماءُ الحياة بباردِ |
وقوله تعالى :﴿ ربنا اكشف عنا العذاب ﴾ قال القشيري : وقد يستزيد هؤلاء العذاب على العكس من أحوال الخلق، وفي ذلك أنشدوا٣ :
وكلُّ مآربي قدْ نِلْتُ مِنها | سِوى مُلكِ وَدِّ قَلْبي بالعذاب |
أَنْتَ البلاَءُ فكيف أرجو كَشْفه | إنَّ البلاء إذا فقدتُ بلائي |
قلت : وأصرح منه قول الشاعر :
يا مَنْ عَذَابي عذبٌ في مَحَبَّته | لاَ أشْتكِي منك لا صَدّاً ولا مَلَلا |
وقول الجيلاني رضي الله عنه :
تَلَذُّ ليَ الآلامُ إِذ كنتَ مُسقِمي | وَإن تَخْتبِرني فهي عِنْدي صنَائِعُ |
تَحكَّمْ بما تَهْواه فيَّ فإنني | فَقِيرٌ لِسلطانِ المحبة طائِعُ |
٢ أخرجه الطبري في تفسيره ٢٥/١١٤، والبغوي في تفسيره ٧/٢٣٠..
٣ حديث: "اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف" أخرجه البخاري في تفسير سورة ٤٤ حديث ٤٨٢٣، ومسلم في المنافقين حديث ٣٩..
لَيلِي بوجهكَ مشْرقٌ | وظلامُهُ في الناس سَارِ |
الناسُ في سَدَفِ الظَّلامِ | ونحنُ في ضوءِ النَّهارِ |
طَلَعتْ شَمْسُ مَن أُحبُّ بِليلٍ | فَاسْتَنارَتْ فما تلاها غُروبُ |
إِن شمسَ النَّهارِ تَغْربُ بِليلٍ | وشَمسُ القُلوبِ لَيْسَت تغِيبُ |
فلاَ الشمس شَمْسٌ تستنيرُ ولا الضحى | بطَلْقٍ ولا ماءُ الحياة بباردِ |
وقوله تعالى :﴿ ربنا اكشف عنا العذاب ﴾ قال القشيري : وقد يستزيد هؤلاء العذاب على العكس من أحوال الخلق، وفي ذلك أنشدوا٣ :
وكلُّ مآربي قدْ نِلْتُ مِنها | سِوى مُلكِ وَدِّ قَلْبي بالعذاب |
أَنْتَ البلاَءُ فكيف أرجو كَشْفه | إنَّ البلاء إذا فقدتُ بلائي |
قلت : وأصرح منه قول الشاعر :
يا مَنْ عَذَابي عذبٌ في مَحَبَّته | لاَ أشْتكِي منك لا صَدّاً ولا مَلَلا |
وقول الجيلاني رضي الله عنه :
تَلَذُّ ليَ الآلامُ إِذ كنتَ مُسقِمي | وَإن تَخْتبِرني فهي عِنْدي صنَائِعُ |
تَحكَّمْ بما تَهْواه فيَّ فإنني | فَقِيرٌ لِسلطانِ المحبة طائِعُ |
لَيلِي بوجهكَ مشْرقٌ | وظلامُهُ في الناس سَارِ |
الناسُ في سَدَفِ الظَّلامِ | ونحنُ في ضوءِ النَّهارِ |
طَلَعتْ شَمْسُ مَن أُحبُّ بِليلٍ | فَاسْتَنارَتْ فما تلاها غُروبُ |
إِن شمسَ النَّهارِ تَغْربُ بِليلٍ | وشَمسُ القُلوبِ لَيْسَت تغِيبُ |
فلاَ الشمس شَمْسٌ تستنيرُ ولا الضحى | بطَلْقٍ ولا ماءُ الحياة بباردِ |
وقوله تعالى :﴿ ربنا اكشف عنا العذاب ﴾ قال القشيري : وقد يستزيد هؤلاء العذاب على العكس من أحوال الخلق، وفي ذلك أنشدوا٣ :
وكلُّ مآربي قدْ نِلْتُ مِنها | سِوى مُلكِ وَدِّ قَلْبي بالعذاب |
أَنْتَ البلاَءُ فكيف أرجو كَشْفه | إنَّ البلاء إذا فقدتُ بلائي |
قلت : وأصرح منه قول الشاعر :
يا مَنْ عَذَابي عذبٌ في مَحَبَّته | لاَ أشْتكِي منك لا صَدّاً ولا مَلَلا |
وقول الجيلاني رضي الله عنه :
تَلَذُّ ليَ الآلامُ إِذ كنتَ مُسقِمي | وَإن تَخْتبِرني فهي عِنْدي صنَائِعُ |
تَحكَّمْ بما تَهْواه فيَّ فإنني | فَقِيرٌ لِسلطانِ المحبة طائِعُ |
لَيلِي بوجهكَ مشْرقٌ | وظلامُهُ في الناس سَارِ |
الناسُ في سَدَفِ الظَّلامِ | ونحنُ في ضوءِ النَّهارِ |
طَلَعتْ شَمْسُ مَن أُحبُّ بِليلٍ | فَاسْتَنارَتْ فما تلاها غُروبُ |
إِن شمسَ النَّهارِ تَغْربُ بِليلٍ | وشَمسُ القُلوبِ لَيْسَت تغِيبُ |
فلاَ الشمس شَمْسٌ تستنيرُ ولا الضحى | بطَلْقٍ ولا ماءُ الحياة بباردِ |
وقوله تعالى :﴿ ربنا اكشف عنا العذاب ﴾ قال القشيري : وقد يستزيد هؤلاء العذاب على العكس من أحوال الخلق، وفي ذلك أنشدوا٣ :
وكلُّ مآربي قدْ نِلْتُ مِنها | سِوى مُلكِ وَدِّ قَلْبي بالعذاب |
أَنْتَ البلاَءُ فكيف أرجو كَشْفه | إنَّ البلاء إذا فقدتُ بلائي |
قلت : وأصرح منه قول الشاعر :
يا مَنْ عَذَابي عذبٌ في مَحَبَّته | لاَ أشْتكِي منك لا صَدّاً ولا مَلَلا |
وقول الجيلاني رضي الله عنه :
تَلَذُّ ليَ الآلامُ إِذ كنتَ مُسقِمي | وَإن تَخْتبِرني فهي عِنْدي صنَائِعُ |
تَحكَّمْ بما تَهْواه فيَّ فإنني | فَقِيرٌ لِسلطانِ المحبة طائِعُ |
لَيلِي بوجهكَ مشْرقٌ | وظلامُهُ في الناس سَارِ |
الناسُ في سَدَفِ الظَّلامِ | ونحنُ في ضوءِ النَّهارِ |
طَلَعتْ شَمْسُ مَن أُحبُّ بِليلٍ | فَاسْتَنارَتْ فما تلاها غُروبُ |
إِن شمسَ النَّهارِ تَغْربُ بِليلٍ | وشَمسُ القُلوبِ لَيْسَت تغِيبُ |
فلاَ الشمس شَمْسٌ تستنيرُ ولا الضحى | بطَلْقٍ ولا ماءُ الحياة بباردِ |
وقوله تعالى :﴿ ربنا اكشف عنا العذاب ﴾ قال القشيري : وقد يستزيد هؤلاء العذاب على العكس من أحوال الخلق، وفي ذلك أنشدوا٣ :
وكلُّ مآربي قدْ نِلْتُ مِنها | سِوى مُلكِ وَدِّ قَلْبي بالعذاب |
أَنْتَ البلاَءُ فكيف أرجو كَشْفه | إنَّ البلاء إذا فقدتُ بلائي |
قلت : وأصرح منه قول الشاعر :
يا مَنْ عَذَابي عذبٌ في مَحَبَّته | لاَ أشْتكِي منك لا صَدّاً ولا مَلَلا |
وقول الجيلاني رضي الله عنه :
تَلَذُّ ليَ الآلامُ إِذ كنتَ مُسقِمي | وَإن تَخْتبِرني فهي عِنْدي صنَائِعُ |
تَحكَّمْ بما تَهْواه فيَّ فإنني | فَقِيرٌ لِسلطانِ المحبة طائِعُ |
لَيلِي بوجهكَ مشْرقٌ | وظلامُهُ في الناس سَارِ |
الناسُ في سَدَفِ الظَّلامِ | ونحنُ في ضوءِ النَّهارِ |
طَلَعتْ شَمْسُ مَن أُحبُّ بِليلٍ | فَاسْتَنارَتْ فما تلاها غُروبُ |
إِن شمسَ النَّهارِ تَغْربُ بِليلٍ | وشَمسُ القُلوبِ لَيْسَت تغِيبُ |
فلاَ الشمس شَمْسٌ تستنيرُ ولا الضحى | بطَلْقٍ ولا ماءُ الحياة بباردِ |
وقوله تعالى :﴿ ربنا اكشف عنا العذاب ﴾ قال القشيري : وقد يستزيد هؤلاء العذاب على العكس من أحوال الخلق، وفي ذلك أنشدوا٣ :
وكلُّ مآربي قدْ نِلْتُ مِنها | سِوى مُلكِ وَدِّ قَلْبي بالعذاب |
أَنْتَ البلاَءُ فكيف أرجو كَشْفه | إنَّ البلاء إذا فقدتُ بلائي |
قلت : وأصرح منه قول الشاعر :
يا مَنْ عَذَابي عذبٌ في مَحَبَّته | لاَ أشْتكِي منك لا صَدّاً ولا مَلَلا |
وقول الجيلاني رضي الله عنه :
تَلَذُّ ليَ الآلامُ إِذ كنتَ مُسقِمي | وَإن تَخْتبِرني فهي عِنْدي صنَائِعُ |
تَحكَّمْ بما تَهْواه فيَّ فإنني | فَقِيرٌ لِسلطانِ المحبة طائِعُ |
لَيلِي بوجهكَ مشْرقٌ | وظلامُهُ في الناس سَارِ |
الناسُ في سَدَفِ الظَّلامِ | ونحنُ في ضوءِ النَّهارِ |
طَلَعتْ شَمْسُ مَن أُحبُّ بِليلٍ | فَاسْتَنارَتْ فما تلاها غُروبُ |
إِن شمسَ النَّهارِ تَغْربُ بِليلٍ | وشَمسُ القُلوبِ لَيْسَت تغِيبُ |
فلاَ الشمس شَمْسٌ تستنيرُ ولا الضحى | بطَلْقٍ ولا ماءُ الحياة بباردِ |
وقوله تعالى :﴿ ربنا اكشف عنا العذاب ﴾ قال القشيري : وقد يستزيد هؤلاء العذاب على العكس من أحوال الخلق، وفي ذلك أنشدوا٣ :
وكلُّ مآربي قدْ نِلْتُ مِنها | سِوى مُلكِ وَدِّ قَلْبي بالعذاب |
أَنْتَ البلاَءُ فكيف أرجو كَشْفه | إنَّ البلاء إذا فقدتُ بلائي |
قلت : وأصرح منه قول الشاعر :
يا مَنْ عَذَابي عذبٌ في مَحَبَّته | لاَ أشْتكِي منك لا صَدّاً ولا مَلَلا |
وقول الجيلاني رضي الله عنه :
تَلَذُّ ليَ الآلامُ إِذ كنتَ مُسقِمي | وَإن تَخْتبِرني فهي عِنْدي صنَائِعُ |
تَحكَّمْ بما تَهْواه فيَّ فإنني | فَقِيرٌ لِسلطانِ المحبة طائِعُ |
﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ﴾*﴿ أَنْ أَدُّواْ إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾*﴿ وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾*﴿ وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ ﴾*﴿ وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَاعْتَزِلُونِ ﴾*﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ ﴾*﴿ فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ ﴾*﴿ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ ﴾.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ ولقد فتنا قبلهم ﴾ قبل هؤلاء المشركين، ﴿ قومَ فرعون ﴾ أي : امتحانهم بإرسال موسى عليه السلام، أو : أوقعناهم في الفتنة بالإمهال وتوسيع الأرزاق، أو فعلنا بهم فعل المختبِر ؛ ليظهر ما كان باطناً، ﴿ وجاءهم رسولٌ كريمٌ ﴾ موسى عليه السلام، أي : كريم على الله، أو على المؤمنين، أو في نفسه حسيب نسيب، لأن الله تعالى لم يبعث نبيّاً إلا من سادات قومه :﴿ أنْ أدُّوا إِليَّ عبادَ الله ﴾.
قيل : لما قال :﴿ وأن لا تعلوا على الله ﴾ توعّدوه بالرجم، فتوكّل على الله، واعتصم به، ولم يُبال بما توعّدوه.
طَيرٌ رَأَتْ بازياً نَضحَ الدُّعاءُ به | وأُمَّةٌ خَرَجَتْ رَهْواً إلى عيدِ |
﴿ كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾*﴿ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴾*﴿ وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ ﴾*﴿ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ ﴾*﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ ﴾*﴿ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيا إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴾*﴿ مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾*﴿ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾*﴿ وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ ﴾.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ كم تركوا من جناتٍ وعُيون ﴾ أي : كثيراً ما ترك فرعون وجنوده بمصر من بساتين. رُوي أنها كانت متصلة بضفتي النيل جميعاً، من رشيد إلى أسوان، ﴿ وعُيون ﴾ يحتمل أن يريد الخلجان، شَبَّهها بالعيون، أو كانت ثَمَّ عيون وانقضت.
ذكر الطرطوسي في كتابه " سراج الملوك " : قال أبو عبد الله بن حمدون : كنتُ مع المتوكل، لما خرج إلى دمشق، فركب يوماً إلى رصافة " هشام بن عبد الملك " فنظر إلى قصورها خاوية، ثم خرج فنظر إلى دير هناك قديم، حسن البناء، بين مزارع وأشجار، فدخله، فبينما هو يطوف به، إذ بَصُر برقعة قد التصقت بصدره، فأمر بقلعها، فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات :
أَيا مَنْزلاً بالدّيْرِ أَصْبَحَ خَالياً | تَلاعَبَ فيه شمألُ ودِفُورُ |
كَأَنَّكَ لَمْ يَسْكُنْكَ بيضٍ نَوَاعمٌ | وَلَمْ يَتَبَخْتَر في قِبابِكَ حُورُ |
وأَبْنَاءُ أَمْلاكِ غَواشِمُ سَاداتٍ | صَغِيرهم عِندَ الأنَامِ كَبِيرُ |
إذَا لَبسوا أَدْرَاعَهم، فعَوَابسٌ | وَإن لَبسوا تيجانَهمْ فَبُدورُ |
علَى أنَّهم يَومَ اللِّقاء ضَرَاغِمٌ | وأَنَّهم يوم النَّوالِ بُحورُ |
ليالي هِشامٌ بالرّصاَفَةٍ قاطنٌ | وفيك ابنه يا دَيْرَ وَهُوَ أَميرُ |
إلى أن قال :
بلَى فسقاكِ الْغيثُ صَوب سحائبٍ | عَلَيْك بِها بَعد الرَّواحِ بُكْورُ |
تَذَكَّرْتُ قَومي فيكما فَبَكيتهم | بشَجْوٍ ومثْلِي بالبُكَاءِ جديرُ |
فعَزيْتُ نَفْسِي وهْي نَفَسٌ إذا جَرى | لَها ذِكْر قَومِي أَنَّةٌ وزفِيرُ |
ومن هذا القبيل ما وجد مكتوباً على باب " كافور الإخشيدي " بمصر :
انْظر إلى عِبرِ الأيَّامِ مَا صنعتْ | أَفْنَتْ أنَاساً بها كانوا ومَا فنيتْ |
دِيارهم ضَحِكَتْ أَيَّامَ دولتِهِمْ | فإِذا خلَتْ مِنْهُم صاحتهم وبَكَتْ |
بَاتوا على قُلَل الأجْبَال تَحْرسُهمْ | غُلْبُ الرجال فلمْ تمنعْهم الْقُلَل |
واستُنزلوا منْ أَعالِي عز معْقلهمْ | فأُسْكِنوا حُفراً، يا بِئْسَ ما نَزَلوا |
أَيْنَ الْوجوه التي كانت محَجَّبةً | من دُونِها تُضْرَبُ الأستارُ والكلل ؟ |
فأَفْصح القبرُ عَنْهم حين سائلهم | تِلْك الوجوه عَلَيْهَا الدود تقتبلُ |
قد طالَ ما أَكَلوا دهراً وما شَرِبُوا | فَأصبحوا بَعدَ طُولِ الأكْلِ قد أُكلوا |
وحاصل الدنيا ما قال الشاعر :
أَلاَ إِنَّما الدنيا كأَحْلامِ نَائِم | وَمَا خَيْر عَيْشٍ لاَ يَكونُ بِدائم ؟ ! |
تَأمَّلْ إذَا ما نِلْت بالأمْسِ لَذَّةً | فَأفنَيْتها هَلْ أَنْتَ إلا كَحَالِم ؟ ! |
تَجلّى حَبِيبي فِي مرائي جَمَالهِ | فَفِي كلِّ مَرئيٍّ لِلحَبِيبِ طَلاَئِعُ |
فلَمَّا تَبَدَّى حُسْنهُ متنوِّعاً | تَسَمَّى بِأَسْمَاءٍ فهن مَطَالِعُ |
وقوله تعالى :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ قال القشيري : ويُقال : على علم بمحبة قلوبهم لنا مع كثرة ذنوبهم فينا، ويقال : على علم بما نُودع عندهم من أسرارنا، ونكاشفهم به من حقائق حقنا.
وقال الورتجبي :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ أي : على علم بصفاتنا، ومعرفة بذاتنا، ومشاهدة على أسرارنا، وبيان على معرفة العبودية والربوبية، ودقائق الخطرات والقهريات واللطيفات في زمان المراقبات. هـ.
وقال الواسطي : اخترناهم على علم منا بجنايتهم، وما يقترفون من أنواع المخالفات، فلم يؤثر ذلك في سوابق علمنا لهم، ليُعلم أن الجنايات لا تؤثر في الرعايات. وقال الجرّار : علما ما أودعنا فيهم من خصائص سرنا، فاخترناهم بعلمنا على العالمين. هـ. قلت : والمقصود بالذات : بيان أن اختياره - تعالى - مرتّب على سابق علمه الأزلي، وعلمه - تعالى - لا تُغيره الحوادث، وقد انقطعت دولة بني إسرائيل، فما بقي الكلام إلا مع الملة المحمدية.
ذكر الطرطوسي في كتابه " سراج الملوك " : قال أبو عبد الله بن حمدون : كنتُ مع المتوكل، لما خرج إلى دمشق، فركب يوماً إلى رصافة " هشام بن عبد الملك " فنظر إلى قصورها خاوية، ثم خرج فنظر إلى دير هناك قديم، حسن البناء، بين مزارع وأشجار، فدخله، فبينما هو يطوف به، إذ بَصُر برقعة قد التصقت بصدره، فأمر بقلعها، فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات :
أَيا مَنْزلاً بالدّيْرِ أَصْبَحَ خَالياً | تَلاعَبَ فيه شمألُ ودِفُورُ |
كَأَنَّكَ لَمْ يَسْكُنْكَ بيضٍ نَوَاعمٌ | وَلَمْ يَتَبَخْتَر في قِبابِكَ حُورُ |
وأَبْنَاءُ أَمْلاكِ غَواشِمُ سَاداتٍ | صَغِيرهم عِندَ الأنَامِ كَبِيرُ |
إذَا لَبسوا أَدْرَاعَهم، فعَوَابسٌ | وَإن لَبسوا تيجانَهمْ فَبُدورُ |
علَى أنَّهم يَومَ اللِّقاء ضَرَاغِمٌ | وأَنَّهم يوم النَّوالِ بُحورُ |
ليالي هِشامٌ بالرّصاَفَةٍ قاطنٌ | وفيك ابنه يا دَيْرَ وَهُوَ أَميرُ |
إلى أن قال :
بلَى فسقاكِ الْغيثُ صَوب سحائبٍ | عَلَيْك بِها بَعد الرَّواحِ بُكْورُ |
تَذَكَّرْتُ قَومي فيكما فَبَكيتهم | بشَجْوٍ ومثْلِي بالبُكَاءِ جديرُ |
فعَزيْتُ نَفْسِي وهْي نَفَسٌ إذا جَرى | لَها ذِكْر قَومِي أَنَّةٌ وزفِيرُ |
ومن هذا القبيل ما وجد مكتوباً على باب " كافور الإخشيدي " بمصر :
انْظر إلى عِبرِ الأيَّامِ مَا صنعتْ | أَفْنَتْ أنَاساً بها كانوا ومَا فنيتْ |
دِيارهم ضَحِكَتْ أَيَّامَ دولتِهِمْ | فإِذا خلَتْ مِنْهُم صاحتهم وبَكَتْ |
بَاتوا على قُلَل الأجْبَال تَحْرسُهمْ | غُلْبُ الرجال فلمْ تمنعْهم الْقُلَل |
واستُنزلوا منْ أَعالِي عز معْقلهمْ | فأُسْكِنوا حُفراً، يا بِئْسَ ما نَزَلوا |
أَيْنَ الْوجوه التي كانت محَجَّبةً | من دُونِها تُضْرَبُ الأستارُ والكلل ؟ |
فأَفْصح القبرُ عَنْهم حين سائلهم | تِلْك الوجوه عَلَيْهَا الدود تقتبلُ |
قد طالَ ما أَكَلوا دهراً وما شَرِبُوا | فَأصبحوا بَعدَ طُولِ الأكْلِ قد أُكلوا |
وحاصل الدنيا ما قال الشاعر :
أَلاَ إِنَّما الدنيا كأَحْلامِ نَائِم | وَمَا خَيْر عَيْشٍ لاَ يَكونُ بِدائم ؟ ! |
تَأمَّلْ إذَا ما نِلْت بالأمْسِ لَذَّةً | فَأفنَيْتها هَلْ أَنْتَ إلا كَحَالِم ؟ ! |
تَجلّى حَبِيبي فِي مرائي جَمَالهِ | فَفِي كلِّ مَرئيٍّ لِلحَبِيبِ طَلاَئِعُ |
فلَمَّا تَبَدَّى حُسْنهُ متنوِّعاً | تَسَمَّى بِأَسْمَاءٍ فهن مَطَالِعُ |
وقوله تعالى :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ قال القشيري : ويُقال : على علم بمحبة قلوبهم لنا مع كثرة ذنوبهم فينا، ويقال : على علم بما نُودع عندهم من أسرارنا، ونكاشفهم به من حقائق حقنا.
وقال الورتجبي :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ أي : على علم بصفاتنا، ومعرفة بذاتنا، ومشاهدة على أسرارنا، وبيان على معرفة العبودية والربوبية، ودقائق الخطرات والقهريات واللطيفات في زمان المراقبات. هـ.
وقال الواسطي : اخترناهم على علم منا بجنايتهم، وما يقترفون من أنواع المخالفات، فلم يؤثر ذلك في سوابق علمنا لهم، ليُعلم أن الجنايات لا تؤثر في الرعايات. وقال الجرّار : علما ما أودعنا فيهم من خصائص سرنا، فاخترناهم بعلمنا على العالمين. هـ. قلت : والمقصود بالذات : بيان أن اختياره - تعالى - مرتّب على سابق علمه الأزلي، وعلمه - تعالى - لا تُغيره الحوادث، وقد انقطعت دولة بني إسرائيل، فما بقي الكلام إلا مع الملة المحمدية.
وفي المشارق : النعمة - بالفتح التنعُّم، وبالكسر : اسم ما أنعم الله به على عباده، قال ابن عطية : النعمة - بالفتح : غضاوة العيش، ولذاذة الحياة، والنعمة - بالكسر : أعم من هذا كله، وقد تكون الأمراض والمصائب نِعماً، ولا يقال فيها نعمة بالفتح. ه فانظره.
ذكر الطرطوسي في كتابه " سراج الملوك " : قال أبو عبد الله بن حمدون : كنتُ مع المتوكل، لما خرج إلى دمشق، فركب يوماً إلى رصافة " هشام بن عبد الملك " فنظر إلى قصورها خاوية، ثم خرج فنظر إلى دير هناك قديم، حسن البناء، بين مزارع وأشجار، فدخله، فبينما هو يطوف به، إذ بَصُر برقعة قد التصقت بصدره، فأمر بقلعها، فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات :
أَيا مَنْزلاً بالدّيْرِ أَصْبَحَ خَالياً | تَلاعَبَ فيه شمألُ ودِفُورُ |
كَأَنَّكَ لَمْ يَسْكُنْكَ بيضٍ نَوَاعمٌ | وَلَمْ يَتَبَخْتَر في قِبابِكَ حُورُ |
وأَبْنَاءُ أَمْلاكِ غَواشِمُ سَاداتٍ | صَغِيرهم عِندَ الأنَامِ كَبِيرُ |
إذَا لَبسوا أَدْرَاعَهم، فعَوَابسٌ | وَإن لَبسوا تيجانَهمْ فَبُدورُ |
علَى أنَّهم يَومَ اللِّقاء ضَرَاغِمٌ | وأَنَّهم يوم النَّوالِ بُحورُ |
ليالي هِشامٌ بالرّصاَفَةٍ قاطنٌ | وفيك ابنه يا دَيْرَ وَهُوَ أَميرُ |
إلى أن قال :
بلَى فسقاكِ الْغيثُ صَوب سحائبٍ | عَلَيْك بِها بَعد الرَّواحِ بُكْورُ |
تَذَكَّرْتُ قَومي فيكما فَبَكيتهم | بشَجْوٍ ومثْلِي بالبُكَاءِ جديرُ |
فعَزيْتُ نَفْسِي وهْي نَفَسٌ إذا جَرى | لَها ذِكْر قَومِي أَنَّةٌ وزفِيرُ |
ومن هذا القبيل ما وجد مكتوباً على باب " كافور الإخشيدي " بمصر :
انْظر إلى عِبرِ الأيَّامِ مَا صنعتْ | أَفْنَتْ أنَاساً بها كانوا ومَا فنيتْ |
دِيارهم ضَحِكَتْ أَيَّامَ دولتِهِمْ | فإِذا خلَتْ مِنْهُم صاحتهم وبَكَتْ |
بَاتوا على قُلَل الأجْبَال تَحْرسُهمْ | غُلْبُ الرجال فلمْ تمنعْهم الْقُلَل |
واستُنزلوا منْ أَعالِي عز معْقلهمْ | فأُسْكِنوا حُفراً، يا بِئْسَ ما نَزَلوا |
أَيْنَ الْوجوه التي كانت محَجَّبةً | من دُونِها تُضْرَبُ الأستارُ والكلل ؟ |
فأَفْصح القبرُ عَنْهم حين سائلهم | تِلْك الوجوه عَلَيْهَا الدود تقتبلُ |
قد طالَ ما أَكَلوا دهراً وما شَرِبُوا | فَأصبحوا بَعدَ طُولِ الأكْلِ قد أُكلوا |
وحاصل الدنيا ما قال الشاعر :
أَلاَ إِنَّما الدنيا كأَحْلامِ نَائِم | وَمَا خَيْر عَيْشٍ لاَ يَكونُ بِدائم ؟ ! |
تَأمَّلْ إذَا ما نِلْت بالأمْسِ لَذَّةً | فَأفنَيْتها هَلْ أَنْتَ إلا كَحَالِم ؟ ! |
تَجلّى حَبِيبي فِي مرائي جَمَالهِ | فَفِي كلِّ مَرئيٍّ لِلحَبِيبِ طَلاَئِعُ |
فلَمَّا تَبَدَّى حُسْنهُ متنوِّعاً | تَسَمَّى بِأَسْمَاءٍ فهن مَطَالِعُ |
وقوله تعالى :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ قال القشيري : ويُقال : على علم بمحبة قلوبهم لنا مع كثرة ذنوبهم فينا، ويقال : على علم بما نُودع عندهم من أسرارنا، ونكاشفهم به من حقائق حقنا.
وقال الورتجبي :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ أي : على علم بصفاتنا، ومعرفة بذاتنا، ومشاهدة على أسرارنا، وبيان على معرفة العبودية والربوبية، ودقائق الخطرات والقهريات واللطيفات في زمان المراقبات. هـ.
وقال الواسطي : اخترناهم على علم منا بجنايتهم، وما يقترفون من أنواع المخالفات، فلم يؤثر ذلك في سوابق علمنا لهم، ليُعلم أن الجنايات لا تؤثر في الرعايات. وقال الجرّار : علما ما أودعنا فيهم من خصائص سرنا، فاخترناهم بعلمنا على العالمين. هـ. قلت : والمقصود بالذات : بيان أن اختياره - تعالى - مرتّب على سابق علمه الأزلي، وعلمه - تعالى - لا تُغيره الحوادث، وقد انقطعت دولة بني إسرائيل، فما بقي الكلام إلا مع الملة المحمدية.
ذكر الطرطوسي في كتابه " سراج الملوك " : قال أبو عبد الله بن حمدون : كنتُ مع المتوكل، لما خرج إلى دمشق، فركب يوماً إلى رصافة " هشام بن عبد الملك " فنظر إلى قصورها خاوية، ثم خرج فنظر إلى دير هناك قديم، حسن البناء، بين مزارع وأشجار، فدخله، فبينما هو يطوف به، إذ بَصُر برقعة قد التصقت بصدره، فأمر بقلعها، فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات :
أَيا مَنْزلاً بالدّيْرِ أَصْبَحَ خَالياً | تَلاعَبَ فيه شمألُ ودِفُورُ |
كَأَنَّكَ لَمْ يَسْكُنْكَ بيضٍ نَوَاعمٌ | وَلَمْ يَتَبَخْتَر في قِبابِكَ حُورُ |
وأَبْنَاءُ أَمْلاكِ غَواشِمُ سَاداتٍ | صَغِيرهم عِندَ الأنَامِ كَبِيرُ |
إذَا لَبسوا أَدْرَاعَهم، فعَوَابسٌ | وَإن لَبسوا تيجانَهمْ فَبُدورُ |
علَى أنَّهم يَومَ اللِّقاء ضَرَاغِمٌ | وأَنَّهم يوم النَّوالِ بُحورُ |
ليالي هِشامٌ بالرّصاَفَةٍ قاطنٌ | وفيك ابنه يا دَيْرَ وَهُوَ أَميرُ |
إلى أن قال :
بلَى فسقاكِ الْغيثُ صَوب سحائبٍ | عَلَيْك بِها بَعد الرَّواحِ بُكْورُ |
تَذَكَّرْتُ قَومي فيكما فَبَكيتهم | بشَجْوٍ ومثْلِي بالبُكَاءِ جديرُ |
فعَزيْتُ نَفْسِي وهْي نَفَسٌ إذا جَرى | لَها ذِكْر قَومِي أَنَّةٌ وزفِيرُ |
ومن هذا القبيل ما وجد مكتوباً على باب " كافور الإخشيدي " بمصر :
انْظر إلى عِبرِ الأيَّامِ مَا صنعتْ | أَفْنَتْ أنَاساً بها كانوا ومَا فنيتْ |
دِيارهم ضَحِكَتْ أَيَّامَ دولتِهِمْ | فإِذا خلَتْ مِنْهُم صاحتهم وبَكَتْ |
بَاتوا على قُلَل الأجْبَال تَحْرسُهمْ | غُلْبُ الرجال فلمْ تمنعْهم الْقُلَل |
واستُنزلوا منْ أَعالِي عز معْقلهمْ | فأُسْكِنوا حُفراً، يا بِئْسَ ما نَزَلوا |
أَيْنَ الْوجوه التي كانت محَجَّبةً | من دُونِها تُضْرَبُ الأستارُ والكلل ؟ |
فأَفْصح القبرُ عَنْهم حين سائلهم | تِلْك الوجوه عَلَيْهَا الدود تقتبلُ |
قد طالَ ما أَكَلوا دهراً وما شَرِبُوا | فَأصبحوا بَعدَ طُولِ الأكْلِ قد أُكلوا |
وحاصل الدنيا ما قال الشاعر :
أَلاَ إِنَّما الدنيا كأَحْلامِ نَائِم | وَمَا خَيْر عَيْشٍ لاَ يَكونُ بِدائم ؟ ! |
تَأمَّلْ إذَا ما نِلْت بالأمْسِ لَذَّةً | فَأفنَيْتها هَلْ أَنْتَ إلا كَحَالِم ؟ ! |
تَجلّى حَبِيبي فِي مرائي جَمَالهِ | فَفِي كلِّ مَرئيٍّ لِلحَبِيبِ طَلاَئِعُ |
فلَمَّا تَبَدَّى حُسْنهُ متنوِّعاً | تَسَمَّى بِأَسْمَاءٍ فهن مَطَالِعُ |
وقوله تعالى :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ قال القشيري : ويُقال : على علم بمحبة قلوبهم لنا مع كثرة ذنوبهم فينا، ويقال : على علم بما نُودع عندهم من أسرارنا، ونكاشفهم به من حقائق حقنا.
وقال الورتجبي :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ أي : على علم بصفاتنا، ومعرفة بذاتنا، ومشاهدة على أسرارنا، وبيان على معرفة العبودية والربوبية، ودقائق الخطرات والقهريات واللطيفات في زمان المراقبات. هـ.
وقال الواسطي : اخترناهم على علم منا بجنايتهم، وما يقترفون من أنواع المخالفات، فلم يؤثر ذلك في سوابق علمنا لهم، ليُعلم أن الجنايات لا تؤثر في الرعايات. وقال الجرّار : علما ما أودعنا فيهم من خصائص سرنا، فاخترناهم بعلمنا على العالمين. هـ. قلت : والمقصود بالذات : بيان أن اختياره - تعالى - مرتّب على سابق علمه الأزلي، وعلمه - تعالى - لا تُغيره الحوادث، وقد انقطعت دولة بني إسرائيل، فما بقي الكلام إلا مع الملة المحمدية.
الرِّيحُ تَبْكِي شَجْوَها | والبَرْقُ يَلْمعُ فِي الغمامَهْ |
فالشَّمسُ طالِعةٌ ليستْ بكاسفةٍ | تَبكي عليك نُجُومَ اللَّيل والْقَمَرَا |
حُمّلْتَ أمراً عظيماً فاصطَبرَتْ له | وقُمْتَ فينا بأمر اللّهِ يَا عُمَرا |
ذكر الطرطوسي في كتابه " سراج الملوك " : قال أبو عبد الله بن حمدون : كنتُ مع المتوكل، لما خرج إلى دمشق، فركب يوماً إلى رصافة " هشام بن عبد الملك " فنظر إلى قصورها خاوية، ثم خرج فنظر إلى دير هناك قديم، حسن البناء، بين مزارع وأشجار، فدخله، فبينما هو يطوف به، إذ بَصُر برقعة قد التصقت بصدره، فأمر بقلعها، فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات :
أَيا مَنْزلاً بالدّيْرِ أَصْبَحَ خَالياً | تَلاعَبَ فيه شمألُ ودِفُورُ |
كَأَنَّكَ لَمْ يَسْكُنْكَ بيضٍ نَوَاعمٌ | وَلَمْ يَتَبَخْتَر في قِبابِكَ حُورُ |
وأَبْنَاءُ أَمْلاكِ غَواشِمُ سَاداتٍ | صَغِيرهم عِندَ الأنَامِ كَبِيرُ |
إذَا لَبسوا أَدْرَاعَهم، فعَوَابسٌ | وَإن لَبسوا تيجانَهمْ فَبُدورُ |
علَى أنَّهم يَومَ اللِّقاء ضَرَاغِمٌ | وأَنَّهم يوم النَّوالِ بُحورُ |
ليالي هِشامٌ بالرّصاَفَةٍ قاطنٌ | وفيك ابنه يا دَيْرَ وَهُوَ أَميرُ |
إلى أن قال :
بلَى فسقاكِ الْغيثُ صَوب سحائبٍ | عَلَيْك بِها بَعد الرَّواحِ بُكْورُ |
تَذَكَّرْتُ قَومي فيكما فَبَكيتهم | بشَجْوٍ ومثْلِي بالبُكَاءِ جديرُ |
فعَزيْتُ نَفْسِي وهْي نَفَسٌ إذا جَرى | لَها ذِكْر قَومِي أَنَّةٌ وزفِيرُ |
ومن هذا القبيل ما وجد مكتوباً على باب " كافور الإخشيدي " بمصر :
انْظر إلى عِبرِ الأيَّامِ مَا صنعتْ | أَفْنَتْ أنَاساً بها كانوا ومَا فنيتْ |
دِيارهم ضَحِكَتْ أَيَّامَ دولتِهِمْ | فإِذا خلَتْ مِنْهُم صاحتهم وبَكَتْ |
بَاتوا على قُلَل الأجْبَال تَحْرسُهمْ | غُلْبُ الرجال فلمْ تمنعْهم الْقُلَل |
واستُنزلوا منْ أَعالِي عز معْقلهمْ | فأُسْكِنوا حُفراً، يا بِئْسَ ما نَزَلوا |
أَيْنَ الْوجوه التي كانت محَجَّبةً | من دُونِها تُضْرَبُ الأستارُ والكلل ؟ |
فأَفْصح القبرُ عَنْهم حين سائلهم | تِلْك الوجوه عَلَيْهَا الدود تقتبلُ |
قد طالَ ما أَكَلوا دهراً وما شَرِبُوا | فَأصبحوا بَعدَ طُولِ الأكْلِ قد أُكلوا |
وحاصل الدنيا ما قال الشاعر :
أَلاَ إِنَّما الدنيا كأَحْلامِ نَائِم | وَمَا خَيْر عَيْشٍ لاَ يَكونُ بِدائم ؟ ! |
تَأمَّلْ إذَا ما نِلْت بالأمْسِ لَذَّةً | فَأفنَيْتها هَلْ أَنْتَ إلا كَحَالِم ؟ ! |
تَجلّى حَبِيبي فِي مرائي جَمَالهِ | فَفِي كلِّ مَرئيٍّ لِلحَبِيبِ طَلاَئِعُ |
فلَمَّا تَبَدَّى حُسْنهُ متنوِّعاً | تَسَمَّى بِأَسْمَاءٍ فهن مَطَالِعُ |
وقوله تعالى :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ قال القشيري : ويُقال : على علم بمحبة قلوبهم لنا مع كثرة ذنوبهم فينا، ويقال : على علم بما نُودع عندهم من أسرارنا، ونكاشفهم به من حقائق حقنا.
وقال الورتجبي :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ أي : على علم بصفاتنا، ومعرفة بذاتنا، ومشاهدة على أسرارنا، وبيان على معرفة العبودية والربوبية، ودقائق الخطرات والقهريات واللطيفات في زمان المراقبات. هـ.
وقال الواسطي : اخترناهم على علم منا بجنايتهم، وما يقترفون من أنواع المخالفات، فلم يؤثر ذلك في سوابق علمنا لهم، ليُعلم أن الجنايات لا تؤثر في الرعايات. وقال الجرّار : علما ما أودعنا فيهم من خصائص سرنا، فاخترناهم بعلمنا على العالمين. هـ. قلت : والمقصود بالذات : بيان أن اختياره - تعالى - مرتّب على سابق علمه الأزلي، وعلمه - تعالى - لا تُغيره الحوادث، وقد انقطعت دولة بني إسرائيل، فما بقي الكلام إلا مع الملة المحمدية.
والبرق يضحك في الغمامه ***....
٢ البيتان في ديوان جرير ص ٧٣٦، والدرر ٣/٤٢، وشرح التصريح ٢/١٦٤، وشرح شواهد المغني ٢/٧٩٢، وشرح عمدة الحافظ ص٢٨٩، والمقاصد النحوية ٤/٢٢٩، والأشباه والنظائر ٥/٣٠٧، وأمالي المرتضى ١/٥٢، وشرح شواهد الشافية ص ٢٦، والعقد الفريد ١/٩٦، ولسان العرب (كسف) (بكى)..
٣ لفظ الحديث كما أخرجه الترمذي في تفسير سورة ٤٤، حديث ٣٢٥٥: "ما من مؤمن إلا وله بابان، باب يصعد منه عمله، وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه، وذلك قوله عز وجل: ﴿فما بكت عليهم السماء والأرض﴾..
ذكر الطرطوسي في كتابه " سراج الملوك " : قال أبو عبد الله بن حمدون : كنتُ مع المتوكل، لما خرج إلى دمشق، فركب يوماً إلى رصافة " هشام بن عبد الملك " فنظر إلى قصورها خاوية، ثم خرج فنظر إلى دير هناك قديم، حسن البناء، بين مزارع وأشجار، فدخله، فبينما هو يطوف به، إذ بَصُر برقعة قد التصقت بصدره، فأمر بقلعها، فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات :
أَيا مَنْزلاً بالدّيْرِ أَصْبَحَ خَالياً | تَلاعَبَ فيه شمألُ ودِفُورُ |
كَأَنَّكَ لَمْ يَسْكُنْكَ بيضٍ نَوَاعمٌ | وَلَمْ يَتَبَخْتَر في قِبابِكَ حُورُ |
وأَبْنَاءُ أَمْلاكِ غَواشِمُ سَاداتٍ | صَغِيرهم عِندَ الأنَامِ كَبِيرُ |
إذَا لَبسوا أَدْرَاعَهم، فعَوَابسٌ | وَإن لَبسوا تيجانَهمْ فَبُدورُ |
علَى أنَّهم يَومَ اللِّقاء ضَرَاغِمٌ | وأَنَّهم يوم النَّوالِ بُحورُ |
ليالي هِشامٌ بالرّصاَفَةٍ قاطنٌ | وفيك ابنه يا دَيْرَ وَهُوَ أَميرُ |
إلى أن قال :
بلَى فسقاكِ الْغيثُ صَوب سحائبٍ | عَلَيْك بِها بَعد الرَّواحِ بُكْورُ |
تَذَكَّرْتُ قَومي فيكما فَبَكيتهم | بشَجْوٍ ومثْلِي بالبُكَاءِ جديرُ |
فعَزيْتُ نَفْسِي وهْي نَفَسٌ إذا جَرى | لَها ذِكْر قَومِي أَنَّةٌ وزفِيرُ |
ومن هذا القبيل ما وجد مكتوباً على باب " كافور الإخشيدي " بمصر :
انْظر إلى عِبرِ الأيَّامِ مَا صنعتْ | أَفْنَتْ أنَاساً بها كانوا ومَا فنيتْ |
دِيارهم ضَحِكَتْ أَيَّامَ دولتِهِمْ | فإِذا خلَتْ مِنْهُم صاحتهم وبَكَتْ |
بَاتوا على قُلَل الأجْبَال تَحْرسُهمْ | غُلْبُ الرجال فلمْ تمنعْهم الْقُلَل |
واستُنزلوا منْ أَعالِي عز معْقلهمْ | فأُسْكِنوا حُفراً، يا بِئْسَ ما نَزَلوا |
أَيْنَ الْوجوه التي كانت محَجَّبةً | من دُونِها تُضْرَبُ الأستارُ والكلل ؟ |
فأَفْصح القبرُ عَنْهم حين سائلهم | تِلْك الوجوه عَلَيْهَا الدود تقتبلُ |
قد طالَ ما أَكَلوا دهراً وما شَرِبُوا | فَأصبحوا بَعدَ طُولِ الأكْلِ قد أُكلوا |
وحاصل الدنيا ما قال الشاعر :
أَلاَ إِنَّما الدنيا كأَحْلامِ نَائِم | وَمَا خَيْر عَيْشٍ لاَ يَكونُ بِدائم ؟ ! |
تَأمَّلْ إذَا ما نِلْت بالأمْسِ لَذَّةً | فَأفنَيْتها هَلْ أَنْتَ إلا كَحَالِم ؟ ! |
تَجلّى حَبِيبي فِي مرائي جَمَالهِ | فَفِي كلِّ مَرئيٍّ لِلحَبِيبِ طَلاَئِعُ |
فلَمَّا تَبَدَّى حُسْنهُ متنوِّعاً | تَسَمَّى بِأَسْمَاءٍ فهن مَطَالِعُ |
وقوله تعالى :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ قال القشيري : ويُقال : على علم بمحبة قلوبهم لنا مع كثرة ذنوبهم فينا، ويقال : على علم بما نُودع عندهم من أسرارنا، ونكاشفهم به من حقائق حقنا.
وقال الورتجبي :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ أي : على علم بصفاتنا، ومعرفة بذاتنا، ومشاهدة على أسرارنا، وبيان على معرفة العبودية والربوبية، ودقائق الخطرات والقهريات واللطيفات في زمان المراقبات. هـ.
وقال الواسطي : اخترناهم على علم منا بجنايتهم، وما يقترفون من أنواع المخالفات، فلم يؤثر ذلك في سوابق علمنا لهم، ليُعلم أن الجنايات لا تؤثر في الرعايات. وقال الجرّار : علما ما أودعنا فيهم من خصائص سرنا، فاخترناهم بعلمنا على العالمين. هـ. قلت : والمقصود بالذات : بيان أن اختياره - تعالى - مرتّب على سابق علمه الأزلي، وعلمه - تعالى - لا تُغيره الحوادث، وقد انقطعت دولة بني إسرائيل، فما بقي الكلام إلا مع الملة المحمدية.
ذكر الطرطوسي في كتابه " سراج الملوك " : قال أبو عبد الله بن حمدون : كنتُ مع المتوكل، لما خرج إلى دمشق، فركب يوماً إلى رصافة " هشام بن عبد الملك " فنظر إلى قصورها خاوية، ثم خرج فنظر إلى دير هناك قديم، حسن البناء، بين مزارع وأشجار، فدخله، فبينما هو يطوف به، إذ بَصُر برقعة قد التصقت بصدره، فأمر بقلعها، فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات :
أَيا مَنْزلاً بالدّيْرِ أَصْبَحَ خَالياً | تَلاعَبَ فيه شمألُ ودِفُورُ |
كَأَنَّكَ لَمْ يَسْكُنْكَ بيضٍ نَوَاعمٌ | وَلَمْ يَتَبَخْتَر في قِبابِكَ حُورُ |
وأَبْنَاءُ أَمْلاكِ غَواشِمُ سَاداتٍ | صَغِيرهم عِندَ الأنَامِ كَبِيرُ |
إذَا لَبسوا أَدْرَاعَهم، فعَوَابسٌ | وَإن لَبسوا تيجانَهمْ فَبُدورُ |
علَى أنَّهم يَومَ اللِّقاء ضَرَاغِمٌ | وأَنَّهم يوم النَّوالِ بُحورُ |
ليالي هِشامٌ بالرّصاَفَةٍ قاطنٌ | وفيك ابنه يا دَيْرَ وَهُوَ أَميرُ |
إلى أن قال :
بلَى فسقاكِ الْغيثُ صَوب سحائبٍ | عَلَيْك بِها بَعد الرَّواحِ بُكْورُ |
تَذَكَّرْتُ قَومي فيكما فَبَكيتهم | بشَجْوٍ ومثْلِي بالبُكَاءِ جديرُ |
فعَزيْتُ نَفْسِي وهْي نَفَسٌ إذا جَرى | لَها ذِكْر قَومِي أَنَّةٌ وزفِيرُ |
ومن هذا القبيل ما وجد مكتوباً على باب " كافور الإخشيدي " بمصر :
انْظر إلى عِبرِ الأيَّامِ مَا صنعتْ | أَفْنَتْ أنَاساً بها كانوا ومَا فنيتْ |
دِيارهم ضَحِكَتْ أَيَّامَ دولتِهِمْ | فإِذا خلَتْ مِنْهُم صاحتهم وبَكَتْ |
بَاتوا على قُلَل الأجْبَال تَحْرسُهمْ | غُلْبُ الرجال فلمْ تمنعْهم الْقُلَل |
واستُنزلوا منْ أَعالِي عز معْقلهمْ | فأُسْكِنوا حُفراً، يا بِئْسَ ما نَزَلوا |
أَيْنَ الْوجوه التي كانت محَجَّبةً | من دُونِها تُضْرَبُ الأستارُ والكلل ؟ |
فأَفْصح القبرُ عَنْهم حين سائلهم | تِلْك الوجوه عَلَيْهَا الدود تقتبلُ |
قد طالَ ما أَكَلوا دهراً وما شَرِبُوا | فَأصبحوا بَعدَ طُولِ الأكْلِ قد أُكلوا |
وحاصل الدنيا ما قال الشاعر :
أَلاَ إِنَّما الدنيا كأَحْلامِ نَائِم | وَمَا خَيْر عَيْشٍ لاَ يَكونُ بِدائم ؟ ! |
تَأمَّلْ إذَا ما نِلْت بالأمْسِ لَذَّةً | فَأفنَيْتها هَلْ أَنْتَ إلا كَحَالِم ؟ ! |
تَجلّى حَبِيبي فِي مرائي جَمَالهِ | فَفِي كلِّ مَرئيٍّ لِلحَبِيبِ طَلاَئِعُ |
فلَمَّا تَبَدَّى حُسْنهُ متنوِّعاً | تَسَمَّى بِأَسْمَاءٍ فهن مَطَالِعُ |
وقوله تعالى :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ قال القشيري : ويُقال : على علم بمحبة قلوبهم لنا مع كثرة ذنوبهم فينا، ويقال : على علم بما نُودع عندهم من أسرارنا، ونكاشفهم به من حقائق حقنا.
وقال الورتجبي :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ أي : على علم بصفاتنا، ومعرفة بذاتنا، ومشاهدة على أسرارنا، وبيان على معرفة العبودية والربوبية، ودقائق الخطرات والقهريات واللطيفات في زمان المراقبات. هـ.
وقال الواسطي : اخترناهم على علم منا بجنايتهم، وما يقترفون من أنواع المخالفات، فلم يؤثر ذلك في سوابق علمنا لهم، ليُعلم أن الجنايات لا تؤثر في الرعايات. وقال الجرّار : علما ما أودعنا فيهم من خصائص سرنا، فاخترناهم بعلمنا على العالمين. هـ. قلت : والمقصود بالذات : بيان أن اختياره - تعالى - مرتّب على سابق علمه الأزلي، وعلمه - تعالى - لا تُغيره الحوادث، وقد انقطعت دولة بني إسرائيل، فما بقي الكلام إلا مع الملة المحمدية.
ذكر الطرطوسي في كتابه " سراج الملوك " : قال أبو عبد الله بن حمدون : كنتُ مع المتوكل، لما خرج إلى دمشق، فركب يوماً إلى رصافة " هشام بن عبد الملك " فنظر إلى قصورها خاوية، ثم خرج فنظر إلى دير هناك قديم، حسن البناء، بين مزارع وأشجار، فدخله، فبينما هو يطوف به، إذ بَصُر برقعة قد التصقت بصدره، فأمر بقلعها، فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات :
أَيا مَنْزلاً بالدّيْرِ أَصْبَحَ خَالياً | تَلاعَبَ فيه شمألُ ودِفُورُ |
كَأَنَّكَ لَمْ يَسْكُنْكَ بيضٍ نَوَاعمٌ | وَلَمْ يَتَبَخْتَر في قِبابِكَ حُورُ |
وأَبْنَاءُ أَمْلاكِ غَواشِمُ سَاداتٍ | صَغِيرهم عِندَ الأنَامِ كَبِيرُ |
إذَا لَبسوا أَدْرَاعَهم، فعَوَابسٌ | وَإن لَبسوا تيجانَهمْ فَبُدورُ |
علَى أنَّهم يَومَ اللِّقاء ضَرَاغِمٌ | وأَنَّهم يوم النَّوالِ بُحورُ |
ليالي هِشامٌ بالرّصاَفَةٍ قاطنٌ | وفيك ابنه يا دَيْرَ وَهُوَ أَميرُ |
إلى أن قال :
بلَى فسقاكِ الْغيثُ صَوب سحائبٍ | عَلَيْك بِها بَعد الرَّواحِ بُكْورُ |
تَذَكَّرْتُ قَومي فيكما فَبَكيتهم | بشَجْوٍ ومثْلِي بالبُكَاءِ جديرُ |
فعَزيْتُ نَفْسِي وهْي نَفَسٌ إذا جَرى | لَها ذِكْر قَومِي أَنَّةٌ وزفِيرُ |
ومن هذا القبيل ما وجد مكتوباً على باب " كافور الإخشيدي " بمصر :
انْظر إلى عِبرِ الأيَّامِ مَا صنعتْ | أَفْنَتْ أنَاساً بها كانوا ومَا فنيتْ |
دِيارهم ضَحِكَتْ أَيَّامَ دولتِهِمْ | فإِذا خلَتْ مِنْهُم صاحتهم وبَكَتْ |
بَاتوا على قُلَل الأجْبَال تَحْرسُهمْ | غُلْبُ الرجال فلمْ تمنعْهم الْقُلَل |
واستُنزلوا منْ أَعالِي عز معْقلهمْ | فأُسْكِنوا حُفراً، يا بِئْسَ ما نَزَلوا |
أَيْنَ الْوجوه التي كانت محَجَّبةً | من دُونِها تُضْرَبُ الأستارُ والكلل ؟ |
فأَفْصح القبرُ عَنْهم حين سائلهم | تِلْك الوجوه عَلَيْهَا الدود تقتبلُ |
قد طالَ ما أَكَلوا دهراً وما شَرِبُوا | فَأصبحوا بَعدَ طُولِ الأكْلِ قد أُكلوا |
وحاصل الدنيا ما قال الشاعر :
أَلاَ إِنَّما الدنيا كأَحْلامِ نَائِم | وَمَا خَيْر عَيْشٍ لاَ يَكونُ بِدائم ؟ ! |
تَأمَّلْ إذَا ما نِلْت بالأمْسِ لَذَّةً | فَأفنَيْتها هَلْ أَنْتَ إلا كَحَالِم ؟ ! |
تَجلّى حَبِيبي فِي مرائي جَمَالهِ | فَفِي كلِّ مَرئيٍّ لِلحَبِيبِ طَلاَئِعُ |
فلَمَّا تَبَدَّى حُسْنهُ متنوِّعاً | تَسَمَّى بِأَسْمَاءٍ فهن مَطَالِعُ |
وقوله تعالى :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ قال القشيري : ويُقال : على علم بمحبة قلوبهم لنا مع كثرة ذنوبهم فينا، ويقال : على علم بما نُودع عندهم من أسرارنا، ونكاشفهم به من حقائق حقنا.
وقال الورتجبي :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ أي : على علم بصفاتنا، ومعرفة بذاتنا، ومشاهدة على أسرارنا، وبيان على معرفة العبودية والربوبية، ودقائق الخطرات والقهريات واللطيفات في زمان المراقبات. هـ.
وقال الواسطي : اخترناهم على علم منا بجنايتهم، وما يقترفون من أنواع المخالفات، فلم يؤثر ذلك في سوابق علمنا لهم، ليُعلم أن الجنايات لا تؤثر في الرعايات. وقال الجرّار : علما ما أودعنا فيهم من خصائص سرنا، فاخترناهم بعلمنا على العالمين. هـ. قلت : والمقصود بالذات : بيان أن اختياره - تعالى - مرتّب على سابق علمه الأزلي، وعلمه - تعالى - لا تُغيره الحوادث، وقد انقطعت دولة بني إسرائيل، فما بقي الكلام إلا مع الملة المحمدية.
ذكر الطرطوسي في كتابه " سراج الملوك " : قال أبو عبد الله بن حمدون : كنتُ مع المتوكل، لما خرج إلى دمشق، فركب يوماً إلى رصافة " هشام بن عبد الملك " فنظر إلى قصورها خاوية، ثم خرج فنظر إلى دير هناك قديم، حسن البناء، بين مزارع وأشجار، فدخله، فبينما هو يطوف به، إذ بَصُر برقعة قد التصقت بصدره، فأمر بقلعها، فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات :
أَيا مَنْزلاً بالدّيْرِ أَصْبَحَ خَالياً | تَلاعَبَ فيه شمألُ ودِفُورُ |
كَأَنَّكَ لَمْ يَسْكُنْكَ بيضٍ نَوَاعمٌ | وَلَمْ يَتَبَخْتَر في قِبابِكَ حُورُ |
وأَبْنَاءُ أَمْلاكِ غَواشِمُ سَاداتٍ | صَغِيرهم عِندَ الأنَامِ كَبِيرُ |
إذَا لَبسوا أَدْرَاعَهم، فعَوَابسٌ | وَإن لَبسوا تيجانَهمْ فَبُدورُ |
علَى أنَّهم يَومَ اللِّقاء ضَرَاغِمٌ | وأَنَّهم يوم النَّوالِ بُحورُ |
ليالي هِشامٌ بالرّصاَفَةٍ قاطنٌ | وفيك ابنه يا دَيْرَ وَهُوَ أَميرُ |
إلى أن قال :
بلَى فسقاكِ الْغيثُ صَوب سحائبٍ | عَلَيْك بِها بَعد الرَّواحِ بُكْورُ |
تَذَكَّرْتُ قَومي فيكما فَبَكيتهم | بشَجْوٍ ومثْلِي بالبُكَاءِ جديرُ |
فعَزيْتُ نَفْسِي وهْي نَفَسٌ إذا جَرى | لَها ذِكْر قَومِي أَنَّةٌ وزفِيرُ |
ومن هذا القبيل ما وجد مكتوباً على باب " كافور الإخشيدي " بمصر :
انْظر إلى عِبرِ الأيَّامِ مَا صنعتْ | أَفْنَتْ أنَاساً بها كانوا ومَا فنيتْ |
دِيارهم ضَحِكَتْ أَيَّامَ دولتِهِمْ | فإِذا خلَتْ مِنْهُم صاحتهم وبَكَتْ |
بَاتوا على قُلَل الأجْبَال تَحْرسُهمْ | غُلْبُ الرجال فلمْ تمنعْهم الْقُلَل |
واستُنزلوا منْ أَعالِي عز معْقلهمْ | فأُسْكِنوا حُفراً، يا بِئْسَ ما نَزَلوا |
أَيْنَ الْوجوه التي كانت محَجَّبةً | من دُونِها تُضْرَبُ الأستارُ والكلل ؟ |
فأَفْصح القبرُ عَنْهم حين سائلهم | تِلْك الوجوه عَلَيْهَا الدود تقتبلُ |
قد طالَ ما أَكَلوا دهراً وما شَرِبُوا | فَأصبحوا بَعدَ طُولِ الأكْلِ قد أُكلوا |
وحاصل الدنيا ما قال الشاعر :
أَلاَ إِنَّما الدنيا كأَحْلامِ نَائِم | وَمَا خَيْر عَيْشٍ لاَ يَكونُ بِدائم ؟ ! |
تَأمَّلْ إذَا ما نِلْت بالأمْسِ لَذَّةً | فَأفنَيْتها هَلْ أَنْتَ إلا كَحَالِم ؟ ! |
تَجلّى حَبِيبي فِي مرائي جَمَالهِ | فَفِي كلِّ مَرئيٍّ لِلحَبِيبِ طَلاَئِعُ |
فلَمَّا تَبَدَّى حُسْنهُ متنوِّعاً | تَسَمَّى بِأَسْمَاءٍ فهن مَطَالِعُ |
وقوله تعالى :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ قال القشيري : ويُقال : على علم بمحبة قلوبهم لنا مع كثرة ذنوبهم فينا، ويقال : على علم بما نُودع عندهم من أسرارنا، ونكاشفهم به من حقائق حقنا.
وقال الورتجبي :﴿ ولقد اخترناهم على علم ﴾ أي : على علم بصفاتنا، ومعرفة بذاتنا، ومشاهدة على أسرارنا، وبيان على معرفة العبودية والربوبية، ودقائق الخطرات والقهريات واللطيفات في زمان المراقبات. هـ.
وقال الواسطي : اخترناهم على علم منا بجنايتهم، وما يقترفون من أنواع المخالفات، فلم يؤثر ذلك في سوابق علمنا لهم، ليُعلم أن الجنايات لا تؤثر في الرعايات. وقال الجرّار : علما ما أودعنا فيهم من خصائص سرنا، فاخترناهم بعلمنا على العالمين. هـ. قلت : والمقصود بالذات : بيان أن اختياره - تعالى - مرتّب على سابق علمه الأزلي، وعلمه - تعالى - لا تُغيره الحوادث، وقد انقطعت دولة بني إسرائيل، فما بقي الكلام إلا مع الملة المحمدية.
﴿ إِنَّ هَؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ ﴾*﴿ إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُوْلَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ ﴾*﴿ فَأْتُواْ بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾*﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ﴾*﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ ﴾*﴿ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ إِنَّ هؤلاء ﴾ يعني كفار قريش ؛ لأن الكلام معهم، وقصة فرعون مسوقة للدلالة على مماثلتهم في الإصرار على الضلالة، والتحذير من حلول مثل حلّ بهم، ﴿ لَيقولون إِن هي إِلا موتَتنا الأُولى ﴾.
قيل : كانوا يطلبون أن ينشر لهم قُصيّ بن كلاب، ليُشاوروه، كان كبيرهم ومفزعهم في المهمات.
قال القشيري : كان تُبَّع ملك اليمن، وكان قومه فيهم كثرة، وكان مسلماً، فأهلك اللّهُ قومَه على كثرة عددهم وكمال قوتهم. ه. روي عنه عليه السلام أنه قال :" لا تسبُّوا تُبعاً فإنه كان مؤمناً " ١ ه وقيل : كان نبيّاً، وفي حديث أبي هريرة عنه صلى الله عليه وسلم قال :" لا أدري تُبعاً كان نبيّاً أو غير نبي " ٢.
وذكر السهيلي : أن الحديث يُؤذن بأنه واحد بعينه، وهو - والله أعلم - أسعد أبو كرب، الذي كسا الكعبة بعدما أراد غزوه، وبعدما غزا المدينة، وأراد خرابها، ثم انصرف عنها، لما أخبر أنها مهاجَر نبي اسمه " أحمد " وقال فيه شعراً، وأودعه عند أهلها، فكانوا يتوارثونه كابراً عن كابر، إلى أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فأدُّوه إليه. ويقال : كان الكتاب والشعر عند أبي أيوب الأنصاري : حتى نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فدفعه إليه، وفي الكتاب الشعر، وهو :
شَهِدتُ عَلَى أَحمَدٍ أَنه | رَسولٌ مِنَ الله بارِي النَّسمْ |
فَلَو مُدَّ عُمْرِي إلَى عُمْرهِ | لكنتُ وزيراً له وابن عَمْ |
وأَلْزَمتُ طَاعَتَه كلَّ مَن | عَلَى الأَرْضِ، مِنْ عُرْبٍ وعَجمْ |
ولَكِن قَوْلي له دَائماً | سَلاَمٌ عَلَى أَحْمَدٍ في الأمَمْ |
﴿ والذين مِن قبلهم ﴾ عطف على " قوم تُبع "، والمراد بهم عاد وثمود، وأضرابهم من كل جبار عنيد، أُولي بأس شديد، ﴿ أهلكناهم ﴾ بأنواع من العذاب ﴿ إِنهم كانوا مجرمين ﴾ تعليل لإهلاكهم، ليعلم أن أولئك حيث أهلكوا بسبب إجرامهم مع ما كانوا عليه من غاية القوة والشدة، فكان مهلكَ هؤلاء - وهم شركاؤهم في الإجرام، مع كونهم أضعف منهم في الشدة والقوة - أولى.
قال الطيبي : لما أنكر المشركون الحشر، بقولهم :﴿ إن هي إلا موتتنا الأولى ﴾ وبَّخهم بقوله :﴿ أهم خير أم قوم تبع ﴾ إيذاناً بأن هذا الإنكار ليس عن حجة قاطعة ودليل ظاهر، بل عن مجرد حب العاجلة، والتمتُّع بملاذ الدنيا، والاغترار بالمال والمآل والقوة والمنعة، أي : كما فعل بمَن سلك قبلَهم من الفراعنة والتبابعة حتى هلكوا، كذلك يفعل بهؤلاء إن لم يرتدعوا.
٢ أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٨/٣٢٩، والحاكم في المستدرك ١/٣٦..
قال الطيبي : وقد سبق مراراً : أنه ما خلقهما إلا ليوحَّد ويُعبَد، ثم لا بد أن يجزي المطيع والعاصي، وليست هذه دار الجزاء. وقال ابن عرفة : قوله :﴿ إلا بالحق ﴾ أي : إلا مصاحبين للدلالة على النشأة الآخرة، وهي حق. ه. ﴿ ولكن أكثرهم لا يعلمون ﴾ أنهن خُلقن لذلك، بل عبثاً، تعالى الله عن ذلك.
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾*﴿ يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ﴾*﴿ إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾*﴿ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ ﴾*﴿ طَعَامُ الأَثِيمِ ﴾*﴿ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ﴾*﴿ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴾*﴿ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴾*﴿ ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ﴾*﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾*﴿ إِنَّ هَذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ﴾.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ إِنَّ يوم الفصل ﴾ : أي : فصل الحق عن الباطل، وتمييز المحق من المبطل، أو فصل الرجل عن أقاربه وأحبابه، وهو يوم القيامة، ﴿ ميقاتُهم أجمعين ﴾ أي : وقت موعدهم كلهم.
قال قتادة : انقطعت الأسباب يومئذ بابن آدم، وصار الناس إلى أعمالهم، فمَن أصاب يومئذ خيراً، سعد به، ومَن أصاب يومئذ شرّاً شقي به. ه. و﴿ يوم ﴾ بدل من يوم الفصل، أو : صفة لميقاتهم، أو : ظرف لما دلّ عليه الفصل، أي : يفصل في هذا اليوم، ﴿ ولا هم يُنصرون ﴾ يُمنعون مما أراد الله، والضمير ل " مولى " باعتبار المعنى ؛ لأنه عام.
وقرأ الكسائي :" أنك " بالفتح، أي : لأنك أنت العزيز في قومك، الكريم في زعمك.
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾*﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾*﴿ يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴾*﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴾*﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ﴾*﴿ لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾*﴿ فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾*﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾*﴿ فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ ﴾.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ إِنَّ المتقين في مقامٍ ﴾ بضم الميم : مصدر، أي : في إقامة حسنة، وبالفتح : اسم مكان، أي : في مكان كريم، وأصل المقام، بالفتح : موضع القيام، ثم عمّم واستعمل في جميع الأمكنة، حتى قيل لموضع القعود : مقام، وإن لم يقم فيه أصلاً، ويقال : كنا في مقام فلان، أي : مجلسه، فهو من الخاص الذي وقع مستعملاً في معنى العموم، وقوله :﴿ أمين ﴾ وصف له، أي : يأمن صاحبُه الآفات والانتقال عنه، وهو من الأمن ضد الخيانة، وصف به المكان مجازاً، لأن المكان المخيف يخون صاحبه بما يلقى فيه من المكاره.
وقال الورتجبي بعد كلام : إذ أحضرهم - تعالى - في ساحة كبريائه، ويتجلّى لهم بالبديهة من غير الجبّارية والقهّارية ؛ يكونون في محل الفناء، وفي فناء الفناء، وغلبات سطوات ألوهيته، فإذا صاروا فانين، ألبسهم الله لباس بقائه، فيبقون ببقائه أبد الآبدين، فإذاً الاستثناء وقع على التحقيق، لا على التأويل، فيا رُبّ موتٍ هناك، ويا رُبّ حياة هناك ؛ لأن الحدَث لا يستقيم عند بروز حقائق بواطن القِدم، ألا ترى إلى إشارة النبي صلى الله عليه وسلم كيف قال :" حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ١ أي : فيتلاشى الخلق ويبقى الحق.
قيل للجنيد : أهل الجنة باقون ببقاء الحق ؟ فقال : لا، ولكنهم مُبْقَوْن ببقاء الحق، والباقي على الحقيقة من لم يزل، ولا يزال باقياً. هـ.
والحاصل : أنه لا عدم بعد وجودهم بالله، ولا يكون إلا بعد الفناء عن أوصاف الخليقة، ووجود البشرية، بالاندراج في وجود الحق، ثم الحياة بحياته، والبقاء ببقائه أبداً، قاله في الحاشية الفاسية. والفرق بين الباقي والمبقى في كلام الجنيد : أن الباقي يدلّ على ثبوت بقائه مستقلاً، بخلاف المبقَى، لا وجود لبقائه، بل مبقى ببقاء غيره.
وقال في قطب العارفين، لمَّا تكلم على التقوى : التقوى مطرد في وجوه كثيرة، تقوى الشرك، ثم تقوى المعصية، ثم تقوى فضل المباح، ثم تقوى كل ما يسترق القلوب عن الله تعالى، وإلى هذا الصنف الإشارة بسر قوله تعالى :﴿ إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون... ﴾ الآية. هـ. وعنه صلى الله عليه وسلم :" مَن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " ٢ ذكره في الجامع، وفي فضلها أحاديث، تركتها.
وقال الورتجبي بعد كلام : إذ أحضرهم - تعالى - في ساحة كبريائه، ويتجلّى لهم بالبديهة من غير الجبّارية والقهّارية ؛ يكونون في محل الفناء، وفي فناء الفناء، وغلبات سطوات ألوهيته، فإذا صاروا فانين، ألبسهم الله لباس بقائه، فيبقون ببقائه أبد الآبدين، فإذاً الاستثناء وقع على التحقيق، لا على التأويل، فيا رُبّ موتٍ هناك، ويا رُبّ حياة هناك ؛ لأن الحدَث لا يستقيم عند بروز حقائق بواطن القِدم، ألا ترى إلى إشارة النبي صلى الله عليه وسلم كيف قال :" حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ١ أي : فيتلاشى الخلق ويبقى الحق.
قيل للجنيد : أهل الجنة باقون ببقاء الحق ؟ فقال : لا، ولكنهم مُبْقَوْن ببقاء الحق، والباقي على الحقيقة من لم يزل، ولا يزال باقياً. هـ.
والحاصل : أنه لا عدم بعد وجودهم بالله، ولا يكون إلا بعد الفناء عن أوصاف الخليقة، ووجود البشرية، بالاندراج في وجود الحق، ثم الحياة بحياته، والبقاء ببقائه أبداً، قاله في الحاشية الفاسية. والفرق بين الباقي والمبقى في كلام الجنيد : أن الباقي يدلّ على ثبوت بقائه مستقلاً، بخلاف المبقَى، لا وجود لبقائه، بل مبقى ببقاء غيره.
وقال في قطب العارفين، لمَّا تكلم على التقوى : التقوى مطرد في وجوه كثيرة، تقوى الشرك، ثم تقوى المعصية، ثم تقوى فضل المباح، ثم تقوى كل ما يسترق القلوب عن الله تعالى، وإلى هذا الصنف الإشارة بسر قوله تعالى :﴿ إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون... ﴾ الآية. هـ. وعنه صلى الله عليه وسلم :" مَن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " ٢ ذكره في الجامع، وفي فضلها أحاديث، تركتها.
وقال الورتجبي بعد كلام : إذ أحضرهم - تعالى - في ساحة كبريائه، ويتجلّى لهم بالبديهة من غير الجبّارية والقهّارية ؛ يكونون في محل الفناء، وفي فناء الفناء، وغلبات سطوات ألوهيته، فإذا صاروا فانين، ألبسهم الله لباس بقائه، فيبقون ببقائه أبد الآبدين، فإذاً الاستثناء وقع على التحقيق، لا على التأويل، فيا رُبّ موتٍ هناك، ويا رُبّ حياة هناك ؛ لأن الحدَث لا يستقيم عند بروز حقائق بواطن القِدم، ألا ترى إلى إشارة النبي صلى الله عليه وسلم كيف قال :" حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ١ أي : فيتلاشى الخلق ويبقى الحق.
قيل للجنيد : أهل الجنة باقون ببقاء الحق ؟ فقال : لا، ولكنهم مُبْقَوْن ببقاء الحق، والباقي على الحقيقة من لم يزل، ولا يزال باقياً. هـ.
والحاصل : أنه لا عدم بعد وجودهم بالله، ولا يكون إلا بعد الفناء عن أوصاف الخليقة، ووجود البشرية، بالاندراج في وجود الحق، ثم الحياة بحياته، والبقاء ببقائه أبداً، قاله في الحاشية الفاسية. والفرق بين الباقي والمبقى في كلام الجنيد : أن الباقي يدلّ على ثبوت بقائه مستقلاً، بخلاف المبقَى، لا وجود لبقائه، بل مبقى ببقاء غيره.
وقال في قطب العارفين، لمَّا تكلم على التقوى : التقوى مطرد في وجوه كثيرة، تقوى الشرك، ثم تقوى المعصية، ثم تقوى فضل المباح، ثم تقوى كل ما يسترق القلوب عن الله تعالى، وإلى هذا الصنف الإشارة بسر قوله تعالى :﴿ إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون... ﴾ الآية. هـ. وعنه صلى الله عليه وسلم :" مَن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " ٢ ذكره في الجامع، وفي فضلها أحاديث، تركتها.
﴿ وزوجناهم بحُور عِينٍ ﴾ أي : قرنّاهم وأصحبناهم، ولذلك عُدي بالباء. قال القشيري : وليس في الجنة عقد نكاح ولا طلاق، بل تمكن الوليّ من هذه الألطاف بهذه الأوصاف ه. والحور : جمع حَوْراء، وهي الشديدة سواد العين، والشديدة بياضها، والعين : جمع عيناء، وهي الواسعة العَين، واختلف في أنها نساء الدنيا أو غيرها.
وقال الورتجبي بعد كلام : إذ أحضرهم - تعالى - في ساحة كبريائه، ويتجلّى لهم بالبديهة من غير الجبّارية والقهّارية ؛ يكونون في محل الفناء، وفي فناء الفناء، وغلبات سطوات ألوهيته، فإذا صاروا فانين، ألبسهم الله لباس بقائه، فيبقون ببقائه أبد الآبدين، فإذاً الاستثناء وقع على التحقيق، لا على التأويل، فيا رُبّ موتٍ هناك، ويا رُبّ حياة هناك ؛ لأن الحدَث لا يستقيم عند بروز حقائق بواطن القِدم، ألا ترى إلى إشارة النبي صلى الله عليه وسلم كيف قال :" حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ١ أي : فيتلاشى الخلق ويبقى الحق.
قيل للجنيد : أهل الجنة باقون ببقاء الحق ؟ فقال : لا، ولكنهم مُبْقَوْن ببقاء الحق، والباقي على الحقيقة من لم يزل، ولا يزال باقياً. هـ.
والحاصل : أنه لا عدم بعد وجودهم بالله، ولا يكون إلا بعد الفناء عن أوصاف الخليقة، ووجود البشرية، بالاندراج في وجود الحق، ثم الحياة بحياته، والبقاء ببقائه أبداً، قاله في الحاشية الفاسية. والفرق بين الباقي والمبقى في كلام الجنيد : أن الباقي يدلّ على ثبوت بقائه مستقلاً، بخلاف المبقَى، لا وجود لبقائه، بل مبقى ببقاء غيره.
وقال في قطب العارفين، لمَّا تكلم على التقوى : التقوى مطرد في وجوه كثيرة، تقوى الشرك، ثم تقوى المعصية، ثم تقوى فضل المباح، ثم تقوى كل ما يسترق القلوب عن الله تعالى، وإلى هذا الصنف الإشارة بسر قوله تعالى :﴿ إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون... ﴾ الآية. هـ. وعنه صلى الله عليه وسلم :" مَن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " ٢ ذكره في الجامع، وفي فضلها أحاديث، تركتها.
وقال الورتجبي بعد كلام : إذ أحضرهم - تعالى - في ساحة كبريائه، ويتجلّى لهم بالبديهة من غير الجبّارية والقهّارية ؛ يكونون في محل الفناء، وفي فناء الفناء، وغلبات سطوات ألوهيته، فإذا صاروا فانين، ألبسهم الله لباس بقائه، فيبقون ببقائه أبد الآبدين، فإذاً الاستثناء وقع على التحقيق، لا على التأويل، فيا رُبّ موتٍ هناك، ويا رُبّ حياة هناك ؛ لأن الحدَث لا يستقيم عند بروز حقائق بواطن القِدم، ألا ترى إلى إشارة النبي صلى الله عليه وسلم كيف قال :" حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ١ أي : فيتلاشى الخلق ويبقى الحق.
قيل للجنيد : أهل الجنة باقون ببقاء الحق ؟ فقال : لا، ولكنهم مُبْقَوْن ببقاء الحق، والباقي على الحقيقة من لم يزل، ولا يزال باقياً. هـ.
والحاصل : أنه لا عدم بعد وجودهم بالله، ولا يكون إلا بعد الفناء عن أوصاف الخليقة، ووجود البشرية، بالاندراج في وجود الحق، ثم الحياة بحياته، والبقاء ببقائه أبداً، قاله في الحاشية الفاسية. والفرق بين الباقي والمبقى في كلام الجنيد : أن الباقي يدلّ على ثبوت بقائه مستقلاً، بخلاف المبقَى، لا وجود لبقائه، بل مبقى ببقاء غيره.
وقال في قطب العارفين، لمَّا تكلم على التقوى : التقوى مطرد في وجوه كثيرة، تقوى الشرك، ثم تقوى المعصية، ثم تقوى فضل المباح، ثم تقوى كل ما يسترق القلوب عن الله تعالى، وإلى هذا الصنف الإشارة بسر قوله تعالى :﴿ إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون... ﴾ الآية. هـ. وعنه صلى الله عليه وسلم :" مَن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " ٢ ذكره في الجامع، وفي فضلها أحاديث، تركتها.
﴿ ووقاهم ﴾ ربهم ﴿ عذابَ الجحيم فضلاً من ربك ﴾. أي : أعطوا ذلك كله عطاءً وتفضُّلا منه تعالى ؛ إذ لا يجب عليه شيء، فهو مفعول له، أو مصدر مؤكد لِما قبله، لأن قوله :﴿ وقاهم ﴾ في معنى تفضل عليهم، ﴿ ذلك هو الفوز العظيم ﴾ الذي لا فوز وراءه ؛ إذ هو خلاص من جميع المكاره، ونيل لكل المطالب.
وقال الورتجبي بعد كلام : إذ أحضرهم - تعالى - في ساحة كبريائه، ويتجلّى لهم بالبديهة من غير الجبّارية والقهّارية ؛ يكونون في محل الفناء، وفي فناء الفناء، وغلبات سطوات ألوهيته، فإذا صاروا فانين، ألبسهم الله لباس بقائه، فيبقون ببقائه أبد الآبدين، فإذاً الاستثناء وقع على التحقيق، لا على التأويل، فيا رُبّ موتٍ هناك، ويا رُبّ حياة هناك ؛ لأن الحدَث لا يستقيم عند بروز حقائق بواطن القِدم، ألا ترى إلى إشارة النبي صلى الله عليه وسلم كيف قال :" حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ١ أي : فيتلاشى الخلق ويبقى الحق.
قيل للجنيد : أهل الجنة باقون ببقاء الحق ؟ فقال : لا، ولكنهم مُبْقَوْن ببقاء الحق، والباقي على الحقيقة من لم يزل، ولا يزال باقياً. هـ.
والحاصل : أنه لا عدم بعد وجودهم بالله، ولا يكون إلا بعد الفناء عن أوصاف الخليقة، ووجود البشرية، بالاندراج في وجود الحق، ثم الحياة بحياته، والبقاء ببقائه أبداً، قاله في الحاشية الفاسية. والفرق بين الباقي والمبقى في كلام الجنيد : أن الباقي يدلّ على ثبوت بقائه مستقلاً، بخلاف المبقَى، لا وجود لبقائه، بل مبقى ببقاء غيره.
وقال في قطب العارفين، لمَّا تكلم على التقوى : التقوى مطرد في وجوه كثيرة، تقوى الشرك، ثم تقوى المعصية، ثم تقوى فضل المباح، ثم تقوى كل ما يسترق القلوب عن الله تعالى، وإلى هذا الصنف الإشارة بسر قوله تعالى :﴿ إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون... ﴾ الآية. هـ. وعنه صلى الله عليه وسلم :" مَن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " ٢ ذكره في الجامع، وفي فضلها أحاديث، تركتها.
﴿ ووقاهم ﴾ ربهم ﴿ عذابَ الجحيم فضلاً من ربك ﴾. أي : أعطوا ذلك كله عطاءً وتفضُّلا منه تعالى ؛ إذ لا يجب عليه شيء، فهو مفعول له، أو مصدر مؤكد لِما قبله، لأن قوله :﴿ وقاهم ﴾ في معنى تفضل عليهم، ﴿ ذلك هو الفوز العظيم ﴾ الذي لا فوز وراءه ؛ إذ هو خلاص من جميع المكاره، ونيل لكل المطالب.
وقال الورتجبي بعد كلام : إذ أحضرهم - تعالى - في ساحة كبريائه، ويتجلّى لهم بالبديهة من غير الجبّارية والقهّارية ؛ يكونون في محل الفناء، وفي فناء الفناء، وغلبات سطوات ألوهيته، فإذا صاروا فانين، ألبسهم الله لباس بقائه، فيبقون ببقائه أبد الآبدين، فإذاً الاستثناء وقع على التحقيق، لا على التأويل، فيا رُبّ موتٍ هناك، ويا رُبّ حياة هناك ؛ لأن الحدَث لا يستقيم عند بروز حقائق بواطن القِدم، ألا ترى إلى إشارة النبي صلى الله عليه وسلم كيف قال :" حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ١ أي : فيتلاشى الخلق ويبقى الحق.
قيل للجنيد : أهل الجنة باقون ببقاء الحق ؟ فقال : لا، ولكنهم مُبْقَوْن ببقاء الحق، والباقي على الحقيقة من لم يزل، ولا يزال باقياً. هـ.
والحاصل : أنه لا عدم بعد وجودهم بالله، ولا يكون إلا بعد الفناء عن أوصاف الخليقة، ووجود البشرية، بالاندراج في وجود الحق، ثم الحياة بحياته، والبقاء ببقائه أبداً، قاله في الحاشية الفاسية. والفرق بين الباقي والمبقى في كلام الجنيد : أن الباقي يدلّ على ثبوت بقائه مستقلاً، بخلاف المبقَى، لا وجود لبقائه، بل مبقى ببقاء غيره.
وقال في قطب العارفين، لمَّا تكلم على التقوى : التقوى مطرد في وجوه كثيرة، تقوى الشرك، ثم تقوى المعصية، ثم تقوى فضل المباح، ثم تقوى كل ما يسترق القلوب عن الله تعالى، وإلى هذا الصنف الإشارة بسر قوله تعالى :﴿ إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون... ﴾ الآية. هـ. وعنه صلى الله عليه وسلم :" مَن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " ٢ ذكره في الجامع، وفي فضلها أحاديث، تركتها.
وقال الورتجبي بعد كلام : إذ أحضرهم - تعالى - في ساحة كبريائه، ويتجلّى لهم بالبديهة من غير الجبّارية والقهّارية ؛ يكونون في محل الفناء، وفي فناء الفناء، وغلبات سطوات ألوهيته، فإذا صاروا فانين، ألبسهم الله لباس بقائه، فيبقون ببقائه أبد الآبدين، فإذاً الاستثناء وقع على التحقيق، لا على التأويل، فيا رُبّ موتٍ هناك، ويا رُبّ حياة هناك ؛ لأن الحدَث لا يستقيم عند بروز حقائق بواطن القِدم، ألا ترى إلى إشارة النبي صلى الله عليه وسلم كيف قال :" حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ١ أي : فيتلاشى الخلق ويبقى الحق.
قيل للجنيد : أهل الجنة باقون ببقاء الحق ؟ فقال : لا، ولكنهم مُبْقَوْن ببقاء الحق، والباقي على الحقيقة من لم يزل، ولا يزال باقياً. هـ.
والحاصل : أنه لا عدم بعد وجودهم بالله، ولا يكون إلا بعد الفناء عن أوصاف الخليقة، ووجود البشرية، بالاندراج في وجود الحق، ثم الحياة بحياته، والبقاء ببقائه أبداً، قاله في الحاشية الفاسية. والفرق بين الباقي والمبقى في كلام الجنيد : أن الباقي يدلّ على ثبوت بقائه مستقلاً، بخلاف المبقَى، لا وجود لبقائه، بل مبقى ببقاء غيره.
وقال في قطب العارفين، لمَّا تكلم على التقوى : التقوى مطرد في وجوه كثيرة، تقوى الشرك، ثم تقوى المعصية، ثم تقوى فضل المباح، ثم تقوى كل ما يسترق القلوب عن الله تعالى، وإلى هذا الصنف الإشارة بسر قوله تعالى :﴿ إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون... ﴾ الآية. هـ. وعنه صلى الله عليه وسلم :" مَن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " ٢ ذكره في الجامع، وفي فضلها أحاديث، تركتها.
وقال الورتجبي بعد كلام : إذ أحضرهم - تعالى - في ساحة كبريائه، ويتجلّى لهم بالبديهة من غير الجبّارية والقهّارية ؛ يكونون في محل الفناء، وفي فناء الفناء، وغلبات سطوات ألوهيته، فإذا صاروا فانين، ألبسهم الله لباس بقائه، فيبقون ببقائه أبد الآبدين، فإذاً الاستثناء وقع على التحقيق، لا على التأويل، فيا رُبّ موتٍ هناك، ويا رُبّ حياة هناك ؛ لأن الحدَث لا يستقيم عند بروز حقائق بواطن القِدم، ألا ترى إلى إشارة النبي صلى الله عليه وسلم كيف قال :" حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ١ أي : فيتلاشى الخلق ويبقى الحق.
قيل للجنيد : أهل الجنة باقون ببقاء الحق ؟ فقال : لا، ولكنهم مُبْقَوْن ببقاء الحق، والباقي على الحقيقة من لم يزل، ولا يزال باقياً. هـ.
والحاصل : أنه لا عدم بعد وجودهم بالله، ولا يكون إلا بعد الفناء عن أوصاف الخليقة، ووجود البشرية، بالاندراج في وجود الحق، ثم الحياة بحياته، والبقاء ببقائه أبداً، قاله في الحاشية الفاسية. والفرق بين الباقي والمبقى في كلام الجنيد : أن الباقي يدلّ على ثبوت بقائه مستقلاً، بخلاف المبقَى، لا وجود لبقائه، بل مبقى ببقاء غيره.
وقال في قطب العارفين، لمَّا تكلم على التقوى : التقوى مطرد في وجوه كثيرة، تقوى الشرك، ثم تقوى المعصية، ثم تقوى فضل المباح، ثم تقوى كل ما يسترق القلوب عن الله تعالى، وإلى هذا الصنف الإشارة بسر قوله تعالى :﴿ إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون... ﴾ الآية. هـ. وعنه صلى الله عليه وسلم :" مَن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " ٢ ذكره في الجامع، وفي فضلها أحاديث، تركتها.