تفسير سورة القلم

أحكام القرآن
تفسير سورة سورة القلم من كتاب أحكام القرآن .
لمؤلفه الجصاص . المتوفي سنة 370 هـ

قوله تعالى :﴿ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ ﴾ قيل :" من يحلف بالله كاذباً "، وسمّاه مَهِيناً لاستجازته الكذب والحلف عليه، والحلافُ اسْمٌ لمن أَكْثَرَ الحلف بحق أو باطل، وقد نهى الله عن ذلك بقوله :﴿ ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ﴾.
قوله تعالى :﴿ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بنَمِيمٍ ﴾، يعني : وقّاعاً في الناس عائباً لهم بما ليس فيهم. وقوله :﴿ مشاء بنميم ﴾ يعني : ينقل الكلام من بعض إلى بعض على وجه التضريب بينهم ؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ " يعني النمام.
قوله تعالى :﴿ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ﴾ قيل في العُتُلِّ إنه الفَظّ الغليظ، والزنيمُ الدَّعِيُّ. وحدثنا عبدالباقي بن قانع قال : حدثنا الحسين بن إسحاق التُّسْتُريّ قال : حدثنا الوليد بن عتبة قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن عثمان بن عمير البجلي عن شهر بن حوشب عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ جَوَّاظٌ ولا جَعْظَرِيٌّ ولا عُتُلٌّ زَنِيمٌ "، قلت : وما الجواظ ؟ قال :" كُلُّ جَمَّاعٍ "، قلت : وما الجعظري ؟ قال :" الفَظُّ الغَلِيظُ "، قلت : وما العتل الزنيم ؟ قال :" رَحْبُ الجَوْفِ ".
Icon