ﰡ
حدثنا محمد بن الجهم قال : حدّثنا الفراء قال حدّثني عِماد بن الصَّلْت العُكْلىّ عن سَعيد بن مسروق أَبى سفيان عن الربيع بن خَيْثَم أَنه قرأ ( سُبْحانَهُ وَتَعَالى عَما تُشْرِكُون ) الأُولى والتي بعدها كلتاهما بالتاء : وتقرأ بالياء. فمن قال بالتاء فكأنه خاطبهم ومن قرأ بالياء فكأنَّ القرآن نَزَل على محمد صَلَّى الله عليه وسلم ثم قال ﴿ سُبْحانَهُ ﴾ يعجِّبه من كفرهم وإشراكهم.
بالياء، و ( تَنَزَّلُ المَلائكَةُ ) بالتاء. وقراءة أصحاب عبد الله ﴿ يُنَزِّل الملائكة ﴾ بالياء.
نصبت ( الأنعامَ ) بخلقها لما كانت في الأنعام واو. كذلك كلّ فعل عاد على اسم بِذكرِه، قبل الاسم واو أو فاء أو كلام يحتمل نُقْلة الفعل إلى ذلك الحرف الذي قبل الاسم ففيه وجهان : الرفع والنصب. أما النصب فأن تجعل الواو ظَرْفا للفعل. والرفع أن تجعل الواو ظرفاً للاسم الذي هي معه. ومثله ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ ﴾ ﴿ والسَّماء بَنَيناها بأَيْدٍ ﴾ وهو كثير.
ومثله :﴿ وكُلَّ إنْسَانٍ أَلْزَمْناهُ طَائرَهُ ﴾ ﴿ وكُلَّ شيء أَحْصَيْناهُ ﴾.
والوجه في كلام العرب رفع كُلّ في هذين الحرفين، كان في آخره راجع من الذكر أو لم يكن لأنه في مذهب ما مِن شيء إلاّ قد أحصيناه في إمام مبين والله أعلم. سمعت العرب تُنشد :
ما كلُّ مَنْ يظَّنُّنِي أَن مُعْتب | ولا كلُّ ما يَرْوَى على أقول |
قد حَلِقت أَمُّ الخِيَار تَدَّعِي | عليّ ذَنْبا كلُّه لم أصْنِع |
وأما قوله :﴿ وكلُّ شيء فَعَلُوهُ في الزْبُر ﴾ فلا يكون إلاّ رفعاً ؛ لأن المعنى - والله أعلم - كلُّ فعلهم في الزبر مكتوب، فهو مرفوع بِفى وَ ( فعلوه ) صلة لشيء. ولو كانت ( في ) صلة لفعلوه في مثل هذا من الكلام جاز رفع كل ونصبها ؛ كما تقول : وكلّ رجل ضربوه في الدار، فإن أردت ضَرَبوا كلّ رجل في الدار رفعت ونصبت. وإن أردت : وكلّ من ضربوه هو في الدار رفعت.
وقوله :﴿ لَكُمْ فِيها دِفْءٌ ﴾ وهو ما ينتفع به من أوبارها. وكتبت بغير همز لأن الهمزة إذا سكن ما قبلها حذفت من الكتاب، وذلك لخفاء الهمزة إذا سُكِت عليها، فلما سكن ما قبلها ولم يقدِروا على همزها في السكت كان سكوتهم كأنه على الفاء. وكذلك قوله :﴿ يُخْرِجُ الخَبْء ﴾ و ﴿ النَشْأَةَ ﴾ و ﴿ مِلْء الأَرْضِ ﴾ واعمل في الهمز بما وجدت في هذين الحرفين.
وإن كتبت الدِّفء في الكلام بواو في الرفع وياء في الخفض وألِف في النصب كان صَوابا. وذلك على ترك الهمز وَنقل إعراب الهمزة إلى الحرف الذي قبلها. من ذلك قول العرب. هؤلاء نَشْءٌ صِدْق، فإذا طَرحُوا الهمزة قالوا : هؤلاء نَشُو صِدْق ورأيت نَشَا صِدْق ومررت بِنَشِي صدق. وأجود من ذلك حذف الواو والألف والياء ؛ لأن قولهم : يَسَل أكثر من يَسَال، ومَسَلة أكثر من مَسَالة وكذلك بين المَرِ وزوجه إذا تركت الهمزة.
والمنافع : حملهم على ظهورها، وأولادُها وألبانها. والدفء : ما يلبسون منها، ويبتنون من أوبارها.
أي حين تريحون إبلكم : تردّونها بين الرعى ومباركها يقال لها المُرَاح. والسروح بالغداة ( قال الفرّاء ) إذا سعت للرعى.
أكثر القُرّاء على كسر الشين ومعناها : إلا بجَهد الأنفس. وكأنه اسْم وكأن الشَّقّ فِعْل ؛ كما تُوهِّم أن الكُرْه الاسم وأن الكَرْه الفعل. وقد قرأ به بعضهم ( إلاّ بِشَقِّ الأَنْفُسِ ) وقد يجوز في قوله :﴿ بِشِقِّ الأَنفُسِ ﴾ أن تذهب إلى أن الجَهد يَنقص من قوّة الرجُل ونَفْسه حتى يجعله قد ذهَبَ بالنصف من قوّته، فتكون الكسرة على أنه كالنصف والعرب تقول : خذ هذا الشِّقّ لشقّة الشاة ويقال : المال بيني وبينك شَقّ الشعرة وشِقّ الشَعَرة وهما متقاربان، فإذا قالوا شققت عَليك شَقّا نصبوا ولم نسمع غيره.
تنصبها بالردّ على خَلَق. وإن شئت جعلته منصوباً على إضمار سَخّر : فيكون في جواز إضماره مثل قوله :﴿ خَتَمَ اللهُ على قُلُوبِهِمْ وَعلى سَمْعِهِمْ وَعلى أَبْصَارِهم غِشَاوَةً ﴾ مَن نصب في البقرة نصب الغشاوة بإضمار ( وجعل ) ولو رفعت ﴿ الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ ﴾ كان صوابا من وجهين. أحدهما أن تقول : لما لم يكن الفعل معها ظاهراً رفعته على الاستئناف. والآخر أن يُتوهّم أن الرفع في الأنعام قد كان يصلح فتردّها على ذلك كأنك قلت : والأنعام خلقها، والخيلُ والبغالُ على الرفع.
وقوله عزّ وجلّ :﴿ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً ﴾، ننصبها : ونجعلها زينة على فعل مضمر، مثل ﴿ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ ﴾ أي جَعَلناها. ولو لم يكن في الزينة ولا في ( وَحِفْظاً ) واو لنصبتها بالفعل الذي قبلها لا بالإضمار. ومثله أعطيتك درهما ورغبة في الأجر، المعنى أعطيتكه رغبة. فلو ألقيت الواو لم تحتج إلى ضَمير لأنه متَّصل بالفعل الذي قبله.
يقال : هداية الطُرُق. ويقال السبيل : الإسلام ( وَمِنْها جَائرٌ )، يقال : الجائر اليهوديّة والنصرانيّة. يدلّ على هذا أنَّه القول قولُه ﴿ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكمْ أَجْمَعِينَ ﴾.
ترعون إبلكم.
واحدها ماخِرة وهو صوت جَرْي الفُلْك بالرياح، وقد مَخَرت تمْخَر وتمخَرُ.
يقال : الجَدْي والفَرْقَدان.
جعل ( مَن ) لغير الناس لَما ميَّزه فجعله مع الخالِق وصَلح، كما قال :﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِى على بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِى على رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِى على أَرْبَعٍ ﴾ والعرب تقول : اشتبه على الراكبُ وحمله فما أدرى مَن ذا مِن ذا، حيث جَمعَهما واحدهما إنسان صلحت ( مَن ) فيهما جميعاً.
رفعته بالاستئناف. وإن شئت رددته إلى أنه خبر للذين فكأنه قال : والذين تدعونَ من دون الله أمْوَات. الأموات في غير هذا الموضع أَنها لا رُوح فيها يعنى الأصنام. ولو كانت نصباً على قولك يُخْلَقون أمواتاً على القطع وعلى وقوع الفِعل أي ويخلقون أمواتاً ليسوا بأحياء.
وقوله :﴿ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ يقول : هي أموات فكيْف تشعر متى تُبعث، يعنى الأصنام. ويقال للكفار : وما يشعرون أيّان. وقرأ أبو عبد الرحمن السُّلَميّ ( إيَّانَ يُبْعَثُونَ ) بكسر ألف ( إيَّان ) وهي لغة لسُلَيم وقد سمعتُ بعض العرب يَقول : مَتى إيوان ذاك والكلام أوَان ذلك.
ترفع الجنات لأنه اسم لنعم كما تقول : نعم الدار دارٌ تنزلها. وأن شئت جَعلت ﴿ وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ ﴾ مكتفياً بما قبله، ثم تستأنف الجنات فيكون رفعها على الاستئناف. وإن شئت رفعتَها بما عَاد من ذكرها في ﴿ يَدْخُلُونَها ﴾.
ترفع الجنات لأنه اسم لنعم كما تقول : نعم الدار دارٌ تنزلها. وأن شئت جَعلت ﴿ وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ ﴾ مكتفياً بما قبله، ثم تستأنف الجنات فيكون رفعها على الاستئناف. وإن شئت رفعتَها بما عَاد من ذكرها في ﴿ يَدْخُلُونَها ﴾.
قرأها أَصْحاب عبد الله ( يَهدِّى ) يريدون : يهتدي مَنْ يُضلّ. والعرب تقول للرجل : قد هَدَّى الرجلُ يريدون : اهتدى. ومثله ﴿ أَمْ مَنْ لاَ يَهِدِّى إلاَّ أَنْ يُهْدَى ﴾ حدثنا محمّد قال : حدّثنا الفراء قال حدَّثني الحسن بن عَيّاش أخو أبى بكر بن عَيّاش وقيس بن الربيع وغيرهما عن الأعمش عن الشَّعبى عن عَلْقمة أنه قرأ ( لا يَهْدِى مَنْ يُضِل ) كذلك.
وقرأها أهل الحجاز ( لا يُهْدَى من يُضلُّ ) وهو وجه جيّد لأنها في قراءة أُبىّ ( لا هادى لمن أضل الله ) ومَنْ في الوجهين جَميعاً في موضع رفع ومن قال ﴿ يُهْدَى ﴾ كانت رَفعاً إذ لم يُسمّ فاعلها ومن قال ﴿ لا يَهْدِى ﴾ يريد : يَهتدي يكون الفعل لمَنْ.
بلى ليبعثنَّهم وعداً عليه حَقّاً. ولو كان رفعاً على قوله :﴿ بَلَى وَعْد عَلَيْهِ حَقٌّ ﴾ كان صواباً.
القول مرفوع بقوله :( أَنْ نَقُولَ ) كما تقول : إنما قولنا الحقّ. وأما قوله ﴿ فيَكُون ﴾ فهي منصوبة بالردّ على نقول. ومثلها التي في يس منصوبة، وقد رَفعها أكثر القراء. وكان الكسائي يردّ الرفع في النحل ٩٤ب. وفي يس وهو جائز على أن تجعل ﴿ أَنْ تَقُولَ لَهُ ﴾ كلاما تاما ثم تخبر بأنه سيكون، كما تقول للرجل : إنّما يكفيه أن آمره ثم تقول : فيفعلُ بعد ذلك ما يؤمر.
ذُكِرَ أَنها نزلت في عَمار وصُهَيب وبِلاَل ونظرائهم الذين عُذِّبوا بمكّة ﴿ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾ : نزولَ المدينة، ولنحَلِّلَنَّ لهم الغنيمة. و( الذين ) موضعها رفع.
ثم قال :﴿ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ ٤٤ ﴾
بعد إِلاَّ وَصِلَةُ ما قَبِل إِلاَّ لا تتأخّر بعد إلاَّ. وذلك جائز على كلامين. فمن ذلك أن تقول : ما ضرب زَيْداً إلاَّ أخوكَ، وما مَرّ بزيد إلاّ أخوك. ( فإن قلت ما ضرب [ سقط في ا ] إلاّ أخوك زيداً أو ما مرّ إلا أخوك بزيد ) فإنه على كلامين تريد ما مَرّ إلا أخوك ثم تقول : مَرّ بزيد. ومثله قولُ الأعشى :
وليس مُجيراً إن أتى الحيَّ خائف | ولا قائلاً إلا هو المتَعَيَّبَا |
نُبِّئْتُهُمْ عَذَّبُوا بالنار جارتهُمْ | وهل يعِّذب إلاّ اللهُ بالنارِ |
فلم يَدْر إِلاّ اللهُ ما هيَّجت لَنا | أَهِلَّةُ أناء الديار وشامُها |
أبنى لُبَيْني لَسْتُم بيدٍ | إلاّ يدٍ ليست لها عضد |
ثم قال :﴿ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ ٤٤ ﴾
بعد إِلاَّ وَصِلَةُ ما قَبِل إِلاَّ لا تتأخّر بعد إلاَّ. وذلك جائز على كلامين. فمن ذلك أن تقول : ما ضرب زَيْداً إلاَّ أخوكَ، وما مَرّ بزيد إلاّ أخوك. ( فإن قلت ما ضرب [ سقط في ا ] إلاّ أخوك زيداً أو ما مرّ إلا أخوك بزيد ) فإنه على كلامين تريد ما مَرّ إلا أخوك ثم تقول : مَرّ بزيد. ومثله قولُ الأعشى :
وليس مُجيراً إن أتى الحيَّ خائف | ولا قائلاً إلا هو المتَعَيَّبَا |
نُبِّئْتُهُمْ عَذَّبُوا بالنار جارتهُمْ | وهل يعِّذب إلاّ اللهُ بالنارِ |
فلم يَدْر إِلاّ اللهُ ما هيَّجت لَنا | أَهِلَّةُ أناء الديار وشامُها |
أبنى لُبَيْني لَسْتُم بيدٍ | إلاّ يدٍ ليست لها عضد |
جاء التفسير بأنه التنقّص. والعرب تقول : تحوَّفته بالحاء : تنقّصته من حافاته. فهذا الذي سَمعت. وقد أتى التفسير بالخَاء و ( هو معنى ). ومثله مما قرئ بوجهين قوله ﴿ إنَّ لَكَ في النَّهارِ سَبْحا طَوِيلاً ﴾ و ( سَبْخاً ) بالحاء والخاء. والسَّبخ : السعة. وسَمعت العرب تقول : سَبِّخي صُوفك وهو شبيه بالندف، والسَّبح نحو من ذلك، وكلّ صَواب بحمد الله.
الظِّلّ يرجع على كلّ شيء من جوانبه، فذلك تفيّؤه. ثم فَسَّر فقال :﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمائلِ ﴾ فوحّد اليمين وجمع الشمائل. وكل ذلك جائز في العربيّة. قال الشاعر :
بِفي الشامتين الصخر إن كان هدّني *** رَزِيّة شِبْلَىْ مُخْدر في الضراغم
ولم يقل : بأفواه الشامتين. وقال الآخر :
الواردون وثَيْم في ذُرَاسَبَأ *** قد عضَّ أعناقَهم جلدُ الجواميس
وقال الآخر/٩٥ ا :
فباست بنى عَبْس وأسْتَاه طيّء *** وباست بنى دُودان حاشا بنى نَصْرِ
فجمع وَوَحَّد. وقال الآخر :
كلوا في نصف بطنكم تعيشوا *** فإنَّ زمانكم زَمَنٌ خميصُ
فجاء التوحيد لأن أكثر الكلام يواجَه به الواحد، فيقال : خذ عن يمينك وعن شِمالك لأن المكلَّم واحد والمتكلّم كذلك، فكأنه إِذا وَحّد ذهب إِلى واحد من القوم، وإذا جَمَع فهو الذي لا مسألة فيه. وكذلك قوله :
بنى عُقَيل ماذِهِ الخنافِقُ *** المالُ هَدْىٌ والنساء طالق
وجبل يأوي إليه السارق ***...
فقال : طالق لأن أكثر ما يجرى الاستحلاف بين الخصم والخصم، فجرى في الجمع على كثرة المُجرَى في الأصْل. ومثله ( بِفي الشامتين ) وأشباهه.
فقال :( مِن دابة ) لأن ( ما ) وإن كانت قد تكون على مذهب ( الذي ) فإنها غير مؤقّتة، وإِذا أُبهمت غير موقّتة أشبهت الجزاء. والجزاء تدْخل ( مِن ) فيما جاء من اسم بعده من النكرة. فيقال : مَن ضربه من رجُل فاضربوه. ولا تسقط من في هذا الموضع. وهو كثير في كتاب الله عزَّ وجلَّ. قال الله تبارك وتعالى ﴿ ما أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ ﴾ وقال ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾ وقال ﴿ أَوَلم يَرَوْا إلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شيء ﴾ ولم يقل في شيء منه بطرح ( مِنْ ) كراهِيَة أن تُشبه أن تكون حالا لَمن وَما، فجعلوه بمِن ليدلّ على أنه تفسير لما ومَن لأنهما غير مؤقّتتين، فكان دخول ( مِن ) فيما بعدهما تفسيراً لمعْناهما، وكان دخول ( مِن ) أدلَّ على ما لم يوقّت مِنْ مَن وما، فلذلك لم تُلْقَيَا. ومثله قول الشاعر :
حاز لك الله ما آتاك من حَسَنٍ | وَحيثما يقضِ أمراً صَالحا تكُنِ |
عُمْرا حَييت ومَن يشناكَ من أحد | يَلْق الهوان ويلق الذلّ والغِيَرا |
فإن قلت : فكَيف جَاز سقوط مِن في هَذَا الموضع ؟ قلت مِن قِبَل أن الذي قبله مؤقت فلَمْ أُبَلْ أن يخرج بطرح من كالحال، وكان في الجزاء غير موقت فكرهُوا أن تفسَّر حال عن اسْم غير موقّت فألزموها مِن. فإن قلت : ٩٥ ب قد قالت العرب : ما أتاني مِن أحدٍ وما أَتاني أحد فاستجازوا إلقاء مِن. قلت : جاز ذلك إذْ لم يكن قَبْل أحد وما أتى مثله شيء يكون الأَحد له حالا فلذلك قالوا : ما جاءني من رجل وما جاءني رجل.
معناه : دائما. يقال : وَصَبَ يَصِبُ : دام. ويقال : خالصاً.
( ما ) في معنى جزاء ولها فعل مضمر، كأنك قلت : ما يكن بكم من نعمة فمن الله ؛ لأن الجزاء لا بدّ له من فعل مجزوم، إن ظهر فهو جزم، وإن لم يظهر فهو مضمر ؛ كما قال الشاعر :
إنِ العَقْلُ في أموالنا لا نضِق به | ذِراعاً وإن صبراً فنَعْرِفُ للصبر |
والجُؤار : الصوت الشديد. والثور يقال له : قد جأرَ يَجْأَر جُؤارا إذا ارتفع صَوته من جوع أو غيره بالجيم. وكذلك ﴿ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾.
نَصْب ؛ لأنها مصدر، وفيها معنى من التعّوذ والتنزيه لله عزّ وجلّ. فكأنها بمنزلة قوله :﴿ مَعَاذَ اللهِ ﴾، وبمنزلة ﴿ غَفْرَانَكَ رَبَنا ﴾.
وقوله :﴿ لَهُمْ ما يَشْتَهُونَ ﴾، ( ما ) في موضع رفع، ولو كانت نصباً على : ويجعلون لأنفسهم ما يشتهون، لكان ذلك صواباً. وإنما اخترت الرفع ؛ لأن مثل هذا من الكلام، يجعل ماكان لهم لأنفسهم ؛ أَلا ترى أنك تقول : قد جعلتَ لنفسك كذا وكذا، ولا تقول : قد جَعلتَ لك. وكلّ فعل أو خافض ذكَرته من مكنّى عائد عليه مكنيّاً، فاجعل مخفوضه الثاني بالنفس، فتقول : أنت لنفسك لا لغيرك، ثم تقول في المنصوب أنت قتلت نفسك، وفي المرفوع أهلكتْكَ نفسُك، ولا تقول أهْلَكْتَكَ. وإنما أراد بإدخال النفس، تفرِقة ما بين نفس المتكلّم وغيره. فإذا كان الفعل واقعاً من مكنّى على مكنّى سواه، لم تُدخل النفس. تقول غُلامك أهلك مالك ثم تكنى عن الغلام والمال فتقول : هو أهلكه، ولا تقول : هو أهلك نفسه، وأنت تريد المال، وقد تقوله العرب في ظننت وأَخواتها ؛ مِن رأيت، وعلمت، وحسبت، فيقولون : أظنُّني قائما، ووجدتُني صالحا ؛ لنقصانهما، وحاجتهما إلى خبر سوى الاسم. وربما اضطُرّ الشاعر فقال : عدمتُني وفقدتُني فهو جائز، وإن كان قليلا ؛ قال الشاعر - وهو جِرَان العَوْد - :
لقد كان بي عن ضَرَّتين عدِمتُني | وعما ألاقِي منهما متَزحزَح |
هي الغُول والسعلاة حَلْقي منهما | مُخَدَّشُ فوق التراقي مكدَّح |
ولو كان ( ظلَّ وجههُ مُسْوَدٌ )، لكان صواباً، تجعل الظُلُول للرجل ويكون الوجه ومسودّ في موضع نصب، كما قال :﴿ وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَىَ الذِينَ كَذَبُوا على اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ﴾. والظُلول إذا قلت [ ٩٦ ا ] :( مُسْوَدَّاً ) للوجه.
الهُون في لغة قريش : الهوان، وبعض بني تميم يجعل الهُون مصدراً للشيء الهيّن. قال الكسائي : سمعت العرب تقول : إن كنت لقليل هُون المؤونة مُذُ اليوم. وقال : سمعت الهوان في مثل هذا المعنى من بني إنسان، قال : قال لبعير لهُ ما به بأس غير هوانه، يقول : إنه هيّن خفيف الثمن. فإذا قالت العرب : أقبل فلان يمشي على هَوْنه، لم يقولوه إلاّ بفتح الهاء، كقوله :﴿ يَمْشُونَ على الأرْضِ هَوْنا ﴾، وهي السكينة والوقار. وحدثنا محّمد قال : حدثنا الفراء، قال : حدثني شريك عن جابر، عن عِكْرمة ومجاهد في قوله :﴿ يَمْشُونَ على الأَرْض هَوْنا ﴾ قالا : بالسكينة والوقار، وقوله :﴿ أَيُمْسِكُهُ على هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ ﴾، يقول : لا يدري أيُّهما يفعل : أيمسكه، أم يدسّه في التراب، يقول : يدفنها، أم يصبر عليها وعلى مكروهها وهي الموءودة، وهو مَثَل ضربه الله تبارك وتعالى.
ولو كان ﴿ مَثَلَ السَّوْءِ ﴾ نصباً لجازَ، فيكون في المعنى على قولك : ضَرَب للذين لا يؤمنون مثلَ السوء، كما كان في قراءة أُبَيّ ( وَضَرَبَ مَثَلاً كَلِمةً خَبِيثَةً )، وقراءة العَوَامّ ها هنا، وفي إبراهيم بالرفع، لم نسمع أحداً نَصَب.
وقوله :﴿ وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ ﴾، يقول : مَنْسيّون في النار. والعرب تقول : أفرطت منهم ناساً، أي : خَلّفتهم ونسِيتهم. وتقرأ :﴿ وَأَنَّهُمْ مُّفْرِطُونَ ﴾، بكسر الراء، كانوا مُفْرِطين في سوء العمل، لأنفسهم في الذنوب. وتقرأ :﴿ مُفرِّطُونَ ﴾، كقوله :﴿ يَا حَسْرَتَا على ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله ﴾، يقول : فيما تركت وضيَّعت.
العرب تقول لكلّ ما كان من بطون الأنعام، ومنَ السَّماء، أو نهر يجري لقوم : أسْقَيت. فإذا سقَاك الرَّجل ماء لشَفَتك، قالوا : سقَاه. ولم يقولوا : أسْقَاه ؛ كما قال الله عَزّ وجّل :﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ﴾، وقال :﴿ وَالذي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴾، وربما قالوا لما في بطون الأنعام، ولماء السّماء : سَقى وأسْقى، كما قال لَبِيد :
سَقَى قومي بني مَجْد وأسقى *** نُمَيرَا والقبائلَ من هلال
رَعَوه مُربِعاً وتَصيّفوه *** بلا وَبَأٍ سُمَيَّ ولا وَبَالِ
وقد اختلف القُراء، فقرأ بعضهم :﴿ نَسْقِيكم ﴾، وبعضهم :﴿ نُسْقِيكم ﴾.
وَأما قوله :﴿ مِّما فِي بُطُونِهِ ﴾، ولم يقل : بطونها فإنه قيل - والله أعلم - إن النَّعَمَ والأَنعام شيء واحد، وهما جمعان، فرجع التذكير إلى معنى النَّعَم، إذا كان يؤدى عن الأنعام، أنشدني بعضهم :
إذا رأيتَ أنجما من الأَسد *** جَبْهته أو الخرَاة والكَتَدْ
بال سُهَيل في الفضِيح. ففسد *** وطاب أَلْبانُ الِّلقَاح وبَردْ
فرجع إلى اللبن ؛ لأن اللبن والألبان يكون في معنَى واحد. وقال الكسائي ( نُسْقِيكم مِما بُطُونِهِ ) : بطون ما ذكرناه، وهو صواب، أنشدني بعضهم :
مثل الفراخ نَتَقَتْ حواصلهْ ***...
وقال الآخر :
كذاك ابنةَ الأَعيار خافي بسالة الرجال وأصلال الرجال أقاصرُهْ ***...
ولم يقل أقاصرهم. أصلال الرجال : الأقوياء منهم.
وقوله ﴿ سَائغاً لِلشَّارِبِينَ ﴾، يقول : لا يشرَق باللبن، ولا يُغَصّ به.
وقوله :﴿ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِما يَعْرِشُونَ ﴾، وهي سقوف البيوت.
نعت للسبل. يقال : سبيل ذَلُول، وذُلُل للجمع، ويقال : إن الذُّلُل نعت للنحل، أي : ذُلِّلت لأن يخرج الشراب من بطونها.
وقوله :﴿ شِفَاء لِلناسِ ﴾، يعني : العسل دواء، ويقال :﴿ فِيهِ شِفَاء لِلناسِ ﴾، يراد بالهاء : القرآن، فيه بيان الحلال والحرام :
يقول : لكيلا يعقل من بعد عقله الأوّل ( شَيْئاً ).
فهذا مثل ضَرب الله للذين قالوا : إن عيسى ابنه، تعالى الله عَما يقول الظالمون علوّا كبيراً، فقال : أنتم لا تُشركون عبيدكم فيما ملكتم فتكونون سواء فيه، فكيف جعلتم عبده شريكاً لهُ تبارك وتعالى ! ؟.
والحفَدة : الأختان، وقالوا الأعوان. ولو قِيل : الحَفَد : كان صَواباً ؛ لأن واحدهم حافد، فيكون بمنزلة الغائب والغَيَب، والقاعد والقَعَد.
نصبت ( شيئاً )، بوقوع الرزق عليه، كما قال تبارك وتعالى :﴿ أَلَمْ نَجْعَل الأَرْضَ كَفَاتاً أَحْيَاء وَأَمْوَاتاً ﴾، أي : تكفِت الأحياء والأمْوَات. ومثله :﴿ أَوْ إِطْعَامٌ في يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَة يَتِيما ﴾، ولو كان الرزق مع الشيء لجاز خفضه : لا يملك لهم رزقَ شيء من السموات. ومثله قراءة من قرأ :﴿ فَجَزَاء مِثْلِ ما قَتَلَ مِنَ النِّعَمِ ﴾.
وقوله :﴿ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ ﴾، وقال في أوَّل الكلام :( يَمْلِكُ )، وذلك أن ( ما )، في مذهب جَمْع لآلهتهم التي يعبدون، فوُحِّد ( يَملك )، على لفظ ( ما ) وتوحيدها، وجُمِع في :( يستطيعون )، على المعنى.
ومثله قوله :﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ﴾، وفي موضع آخر :﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُون إليك ﴾، ومثله :﴿ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالحا ﴾، و ﴿ يَعملْ صَالحا ﴾، فمن ذكره، رَدّ آخره على أوَّله، ومن أنَّث، ذهب إلى أن ( مَن ) في موضع تأنيث، فذهب إلى تأنيثها. وأنشدنا بعضُ العرب :
هَيَا أُمَّ عمرو مَن يكن عُقْرَ دارِه | جِوَاء عَدِيّ يأكلِ الحشرات |
ويسودَّ من لفْح السموم جَبينُهُ | ويَعْرَ وإن كانوا ذوي نَكَرات |
تَعَشَّ فإن واثقتني لا تخونُني | نكن مثل مَن يا ذئب يصطحبان |
وأنت امرؤ يا ذئب والغدرُ كنتما | أُخَيَّيْنِ كانا أُرضِعا بِلِبان |
ضَرَب مَثَلا للصنم الذي يعبدون أنه لا يقدر على شيء، ﴿ وهُوَ كَلٌّ على مولاه ﴾، أي : يحمله، فقال : هل يستوي هذا الصنم، ﴿ وَمَنْ يَأْمُرُ بالعَدْلِ ﴾، فقال : لا تُسوُّوا بين الصنم وبين الله تبارك وتعالى.
يعني : الفَساطيط للسفر، وبيوتَ العرب التي من الصوف والشعر. والظعن يثقّل في القراءة ويخفّف ؛ لأن ثانيه عين، والعرب تفعل ذلك بما كان ثانيه أحد الستة الأحرف، مثل الشعر والبحر والنهر. أنشدني بعض العرب :
له نَعَل لا تَطَّبِي الكلبَ ريحُها | وإن وُضِعت بين المجالس شُمَّت |
وما أدْرِي إذا يمَّمت وجها | أريد الخير أيُّهما يليني |
فكسرت لأنها من صلة القول. ومن فتحها لو لم تكن فيها لام في قوله لكاذبون جعلها تفسيراً للقول : ألقَوْ إليهم أنكم كاذبون، فيكون نصباً لو لم يكن فيها لام ؛ كما تقول : ألقيت إليك أنك كاذب. ولا يجوز إلاَّ الكسر عند دخول اللام، فتقول : ألقيت إليك إنّك لكاذب.
قوله ﴿ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ﴾ يقول : هي أكثر، ومعناه لا تغدروا بقوم لقلّتهم وكثرتكم أو قلّتكم وكثرتهم، وقد غرَرتموهم بالأيمان فسَكَنُوا إليها ٩٧ ب. وموضع ( أدْنَى ) نصب. وإن شئت رفعت ؛ كما تقول : ما أظن رجلاً يكون هو أفضلَ منك وأفضلُ منك، النصب على العِماد، والرفع على أن تجعل ( هو ) اسما. ومثله قول الله عزّ وجَلَّ :﴿ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ﴾ نَصْب، ولو كان رفعا كان صَواباً.
إذا نسخنا آية فيها تشديد مكان آية أليَن منها، قال المشركون : إنما يتقوَّله من نفسه، ويتعلّمه من عائش مملوكٍ كان لحُوَيطِب بن عبد العُزّى، كان قد أسلم فحسُن إسلامه وكان أعجم.
يقول : عُذِّبوا. نزلت في عَمار بن ياسر وأصحابه الذين عُذّبوا، حتّى أشرك بعضهم بلسانه وهو مؤمن بقلبه فغفر الله لهم، فذلك قوله :﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِها لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾، بعد الفَعلة.
يعني : مكَّة أنها كانت لا يُغار عليها كما تفعل العرب : كانوا يتغاورون، ( مُّطْمَئِنَّةً ) : لا تنتقل كما تنتجِع العرب الخِصْب بالنُّقْلة.
وقوله :﴿ مِّن كُلِّ مَكَانٍ ﴾ : من كلّ ناحية، ﴿ فَكَفَرَتْ ﴾، ثم قال :﴿ بِما كَانُواْ يَصْنَعُونَ ﴾، ومثله في القرآن كثير. منه قوله :﴿ فَجَاءها بَأْسُنا بَيَاتاً أَوُهُمْ قائلونَ ﴾ ولم يقل : قائلة. فإذا قال :( قائلون )، ذهب إلى الرجال، وإذا قال :( قائلة )، فإنما يعني : أهلها، وقوله :﴿ فحاسَبْناها حِسَاباً شدِيداً وعَذّبْناها عَذَابا نُكْراً فَذَاقَتْ ﴾.
وقوله :﴿ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ﴾، ابتُلو بالجوع سبع سنين حتى أكلوا العظام المحرقة والجِيَف. والخوف بُعُوث رسول الله صلّى الله عليه وسلم وسراياه. ثم إن النبي صلَّى الله عليه وسلم رَقَّ لهم فحمل إليهم الطعام وهم مشركون. قال الله عز وجل لهم، كُلُوا ﴿ وَاشْكُرُوا ﴾.
كلّ من عمل سوءا فهو جَاهل إذا عمله.
أَتى موسى أصحابه فقال : تفرّغوا لله يوم الجمعة فلا تعملوا فيه شيئاً، فقالوا : لا، بل يوم السبت، فرغ الله فيه من خَلْق السموات والأرض، فشُدّد عليهم فيه. وأتَى عيسى النصارى بالجمعة أيضاً فقالوا : لا يكون عيدهم بعد عيدنا فصاروا إلى الأحَد. فذلك اختلافهم وتقرأ ( إنما جَعَل ٩٨ ا السبتَ نصباً، أي : جعل الله تبارك وتعالى.
( نزلت في حمزة ) لما مَثَّل المشركون بحمزة يوم أُحُد فقال النبي صلى الله عَليه وسلم : لأمثّلَنَّ بسبعين شيخاً من قريش، فأنزل الله عز وجل :﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾، ثم أمره بالصبر فقال :﴿ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ ﴾، ثم أمره بالصبر عزما.
وقوله :﴿ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّما يَمْكُرُونَ ﴾، فالضَّيق ما ضَاق عنه صدرك، والضِّيق ما يكون في الذي يتّسع ؛ مثل الدار وَالثوب وأشباه ذلك، إذا رأيت الضَّيْق وقع في موقع الضِّيق كان على وجهين : أحدهما أن يكون جمعاً واحدته ضَيْقة كما قال :
كَشَف الضيْقة عَنا وفَسَحْ ***...
والوجه الآخر أن يراد به شيء ضَيِّق فيكون مخففاً، وأصله التشديد مثل هَيْن ولَيْن تريد هيِّن لَيّن.