ﰡ
قوله: (الملائكة تقسم الأرزاق) وميكائيل صاحب الرزق، وإسرافيل صاحب الصور، وعزرائيل صاحب قبض الأرواح، وما مشى عليه المفسر في تفسير هذه الأشياء هو المشهور، وقيل: هذه الأوصاف الأربعة للرياح، لأنها تثير السحاب. قوله: (أي إن وعدهم) صوابه بكاف الخطاب.
قوله: ﴿ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ﴾ الضيف في الأصل مصدر مضاف، ولذلك يطلق على الواحد والجماعة. قوله: ﴿ ٱلْمُكْرَمِينَ ﴾ أي المعظمين. قوله: (مكنهم جبريل) أي على جميع الأقوال. قوله: (ظرف لحديث ضيف) هذا أحد أوجه في عامل الظرف، الثاني: أنه منصوب بما في ﴿ ضَيْفِ ﴾ من معنى الفعل، لكونه في الأصل مصدراً، الثالث: أنه منصوب بالمكرمين، الرابع: منصوب بفعل محذوف تقديره اذكر، ولا يصح نصبه بأتاك لاختلاف الزمانين. قوله: ﴿ فَقَالُواْ سَلاَماً ﴾ أي نسلم عليكم سلاماً، وقوله: ﴿ قَالَ سَلاَمٌ ﴾ أي عليكم سلام، وعدل إلى الرفع قصداً للإثبات، فتحيته أحسن من تحيتهم. قوله: ﴿ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴾ أي لا نعرف من أي بلدة قدموا، وفي هود﴿ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ ﴾[هود: ٧٠] فمقتضاه أن إنكارهم إنما حصل بعد مجيئه لهم بالعجل، وامتناعهم من الأكل، ومقتضى ما هنا أنه قبل ذلك، وحاصل الجمع بين الموضعين، أن الإنكار هنا غيره فيما تقدم، فما هنا محمول على عدم العلم بأنهم دخلوا عليه لقصد الخير أو الشر. قوله: ﴿ فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ ﴾ أي خدمه، وكان عامة ماله البقر. قوله: (سراً) أي في خفية من ضيفه، فإن من دأب رب المنزل الكريم، أن يبادر بالقرى في خفية، حذراً من أن يمنعه الضيف. قوله: ﴿ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ﴾ عطف على محذوف، والتقدير فشواه. قوله: (عرض عليهم الأكل) أشار بذلك إلى أن ﴿ أَلاَ ﴾ للعرض، وهو الطلب بلين ورفق، كما قال الشاعر: يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما قد حدثوك فما راء كمن سمعا
قوله: ﴿ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴾ الجملة حالية من مفعول ﴿ أَخَذْنَاهُ ﴾.
قوله: (آت بما يلام عليه) أشار بذلك إلى أن الفعل الذي يحصل اللوم عليه مختلف باعتبار من وصف به، فاندفع بذلك ما يقال: كيف وصف فرعون بما وصف به ذو النون. قوله: ﴿ وَفِي ﴾ (إهلاك) ﴿ عَادٍ ﴾ الخ، أي فما تقدم من تقدير المضاف، والمفعول يأتي هنا. قوله: (التي لا خير فيها) أي فالعقم في الأصل وصف للمرأة التي لا تلد، وصفت به الريح من حيث إنها لا تأتي بخير. قوله: (وهي الدبور) وقيل هي الجنوب، وقيل هي النكباء، وهي كل ريح هبت بين ريحين، والأظهر ما قاله المفسر لما في الحديث:" نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور "قوله: ﴿ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ ﴾ هذه الجملة في محل المفعول الثاني لتذر، كأنه قال: ما تترك شيئاً إلا مجعولاً كالرميم. قوله: (البالي المتفتت) وقيل: الرميم الرماد، وقيل: التراب المدقوق، والمعاني متقاربة. قوله: ﴿ فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ﴾ هذا الترتيب في الذكر فقط، وإلا فقول الله لهم ﴿ تَمَتَّعُواْ ﴾ متأخر عن العتو. قوله: ﴿ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ﴾ أي المذكور في سورة هود بقوله:﴿ وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً ﴾[هود: ٦٤] الخ. قوله: (أي الصيحة المهلكة) أي فصاح عليهم جبريل فهلكوا جميعاً، والصاعقة تطلق على النار تنزل من المساء، وعلى الصيحة وهو المراد هنا. قوله: (أي بالنهار) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ وَهُمْ يَنظُرُونَ ﴾ من النظر، وقيل هو من الانتظار، والمعنى ينتظرون ما وعدوه من العذاب. قوله: (على من أهلكهم) المناسب أن يقول: وما كانوا دافعين عن أنفسهم العذاب، إذ لا يتوهم انتصارهم على الله، وإنما يتوهم الفرار منه. قوله: (بالجر عطف على ثمود) هذه أحد أوجه وهو أقربها. قوله: (وبالنصب) أي على أنه معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله: (وأهلكنا) وفيه أوجه أخر، وهذا أحسنها، وقيل منصوب باذكر مقدراً، والقراءتان سبعيتان، وقرئ شذوذاً بالرفع على أنه مبتدأ، والخبر محذوف أي أهلكناهم.
قوله: ﴿ أَصْحَابِهِمْ ﴾ أي نظائرهم من الأمم السابقة.