تفسير سورة الذاريات

جهود الإمام الغزالي في التفسير
تفسير سورة سورة الذاريات من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير .
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

﴿ والسماء ذات الحبك ﴾( ٧ )
١٠٣٤- قيل : الحبك : الطرق، وقيل : ذات الزنية.
فهي دلائل واضحة تدل على فاعلها، وصنعته محكمة صمدية تدل على سعة علم بارئها وأمور ترتيبها، كما تدل على إرادة منشئها فسبحان القادر العالم المريد. ( الحكمة في مخلوقات الله عز وجل ضمن المجموعة رقم ١ ص٦ )
﴿ وبالأسحار هم يستغفرون ﴾( ١٨ )
١٠٣٥- السدس الأخير من الليل هو وقت السحر، فإن الله تعالى قال :﴿ وبالأسحار هم يستغفرون ﴾ قيل : يصلون لما فيها من الاستغفار، وهو مقارب للفجر الذي هو وقت انصراف ملائكة الليل وإقبال ملائكة النهار. ( الإحياء : ١/٤٤ )
١٠٣٦- ﴿ وبالأسحار هم يستغفرون ﴾ شكر. ( أيها الولد : ١١٣ )
﴿ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ﴾( ٢١ )
١٠٣٧- ليستدل بما شاهد في نفسه على ما لم يشاهد. ( معراج السالكين ضمن المجموعة رقم ١ ص ٨٦ )
١٠٣٨- ﴿ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ﴾ وما أراد به ظاهر الجسد، فإن ذلك تبصرة البهائم، فضلا عن الناس. ( ميزان العمل : ٢٠٠ )
١٠٣٩- قيل في :﴿ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ﴾ هو سبيل الغائط والبول. ( الإحياء : ٣/٣٥٨ )
١٠٤٠- قال الحسن رحمه الله : لعن الله أقواما ما أقسم لهم الله تعالى ثم لم يصدقوه. ثم قرأ :﴿ وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ﴾. ( نفسه : ٤/٢٢-٢٣ )
١٠٤١- قالت الملائكة عند نزول هذه الآية :﴿ فورب السماء والأرض ﴾ هلكت بنوا آدم، أغضبوا الرب حتى أقسم لهم على أرزاقهم. ( منهاج العابدين : ١٩٩ )
﴿ هل آتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ﴾ ( ٢٤ )
١٠٤٢- أكرموا بتعجيل الطعام إليهم، دل عليه قوله تعالى :﴿ فما لبث أن جاء بعجل حنيد ﴾١ ( الإحياء : ٢/١٨ )
١ - هودك ٦٩..
﴿ فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ﴾ ( ٢٦ )
١٠٤٣- الروغان : الذهاب بسرعة، وقيل : في خفية، وقيل : جاء بفخذ من لحم، وإنما سمي عجلا لأنه عجله ولم يلبث. ( نفسه : ٢/١٨ )
١٠٤٤- لم يكن بالاتفاق إلا بيت واحد. ( نفسه : ١/١٣٨ )
١٠٤٥- المخلوقات كلها مفطورة على الازدواج لطيفها وكثيفها، معقولها ومحسوسها، ففي المركبات ازدواج، وفي البسائط ازدواج، وبين البسائط ازدواج، وبين البسائط والمركبات ازدواج، والنفوس بواسطة الأفلاك معطية، والعناصر قابلة وبين المعطي والقابل نتائج ومواليد من المعادن والنبات والحيوان والإنسان، وبين العقل والنفس ازدواج كما بين القلم واللوح ازدواج، ومواليد هما للروحانيات من العقول والنفوس.
ومن له الخلق والأمر متعال على الازدواج أداء وقولا سبحانه أن يكون له ولد ولم تكن له صاحبة، وخلق كل شيء فقدره تقديرا. ( معارج القدس : ١٧٣ )
١٠٤٦- ﴿ ومن كل شيء خلقنا زوجين ﴾ فإن الموجودات كلها متقابلة مزدوجة، إلا الله تعالى فإنه فرد لا مقابل له، بل هو الواحد الحق الخالق للأزواج كلها. ( الإحياء : ٣/٣٠ )
﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾( ٥٦ )
١٠٤٧- تعبد الله عز وجل الخلق بأن يكون همهم واحدا وهو الله سبحانه واليوم الآخر، وهو المعني بقوله تعالى :﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾. ( نفسه : ١/٢٦٣ )
١٠٤٨- أي ليكونوا عبيدا لي، ولا يكون العبد عبدا ما لم يعرف ربه بالربوبية ونفسه بالعبودية، ولابد أن يعرف نفسه وربه. ( نفسه : ٤/٢١ )
١٠٤٩- اعلم أن مراعاة مصالح العباد من جملة العبادة ؛ بل هي أفضل العبادات، قال عليه السلام :( الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله )١. ( ميزان العمل : ٣٨٣ )
١٠٥٠- ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ أي ليعرفون، وعلى التحقيق فلا عبادة إلا عن معرفة بمقتضى النص. ( مدخل السلوك إلى منازل الملوك : ٥٢ )
١٠٥١- ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ كفى بهذه الآية دليلا على شرف العبادة ولزوم الإقبال عليها. ( منهاج العابدين : ٥٩ )
١٠٥٢- ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ المراد به الإعلام، إذ لو كان قضاء وحكما مبرما ليعبده الكل، فنشأ الخلاف لعدم الفرقان. ( روضة الطالبين وعمدة السالكين ضمن المجموعة رقم ٢ ص٣٣ )
١ - أخرج البيهقي في الشعب بروايات متقاربة وأسانيد متعددة ٦/٤٣ والطبراني في المعجم الكبير: ١٠/١٠٥..
Icon