تفسير سورة ق

فتح الرحمن في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة ق من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن .
لمؤلفه تعيلب . المتوفي سنة 2004 هـ
مكية
وآياتها خمس وأربعون
كلماتها : ٣٧٥ ؛ حروفها : ١٤٧٧.

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ ق والقرآن المجيد( ١ ) ﴾.
أقسم الله تعالى باسمه-على أن ﴿ ق ﴾ تشير إلى اسمه سبحانه [ قادر ]أو [ قاهر ] وأقسم جل ثناؤه بالقرآن ذي المجد والشرف، ووصف القرآن بذلك لكثرة ما يتضمن من المكارم الدنيوية والأخروية، وهو أمجد وأشرف من الكتب حقيقة ؛ أو مجازا، باعتبار قارئه وعالمه والعامل به.
ويمكن أن يقال في تفسير ﴿ ق ﴾ ما قلناه في تفسير حروف المعجم التي في أوائل سور القرآن مثل﴿ حم ﴾و﴿ طس ﴾ و﴿ ص ﴾.
﴿ بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب( ٢ ) ﴾.
فلما أتيتهم بالقرآن المجيد كذبوا به وبما أنزل فيه من المعاد، وبمن أنزل عليه ؛ وليس سبب امتناعهم من الإيمان بالقرآن أن لا مجد له، ولكن لجهلهم ؛ ومعلوم أن إنذار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أول كل شيء بالبعث وما يتبعه، فلهذا استبعدوا أن يُرْسِل الله إليهم رسولا بشرا مثلهم ولم يُرْسِل رسولا من الملائكة، كما استبعدوا أن يحيي الله الموتى بعد أن تبلى أجسادهم.
﴿ أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد( ٣ ) ﴾.
أبعد موتنا وتحلل أجسامنا وتفتت عظامنا تنشر أشباحنا وترد إلينا أرواحنا ونحيا حياة أخرى ؟ ﴿ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ﴾١ ﴿ يقولون أئنا لمردودون في الحافرة. أئذا كنا عظاما نخرة. قالوا تلك إذا كرة خاسرة ﴾٢ يقررون عجبهم ويشددون إنكارهم لما جاءهم من ربهم من وعده الحق وحسابه وجزائه-أي : أحين نموت ونصير ترابا نرجع ؟ - كما ينطق به النذير والمنذَر به- مع كمال التباين بيننا وبين الحياة حينئذ ؟ وقوله سبحانه ﴿ ذلك ﴾ إشارة إلى محل النزاع وهو الرجوع والبعث بعد الموت، أي ذلك الرجع ﴿ رجع بعيد ﴾ أي عن الأوهام والعادة أو الإمكان٣ - ؛ يقول القرطبي : أي : وقالوا أنبعث إذا متنا ؟ ؛ وذكر البعث منطو تحت قوله :﴿ بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ﴾ لأنه إنما ينذر بالعقاب والحساب في الآخرة أه.
١ سورة الأحقاف. الآية ٣٣..
٢ سورة النازعات الآيات: ١٢، ١١، ١٠..
٣ ما بين العارضتين أورده الألوسي..
﴿ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ( ٤ ) ﴾.
ما من حبة أو ذرة ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا مكتوبة محفوظة معلومة لله الذي أحاط بكل شيء علما، فمهما تحللت أجزاء الموتى وتآكلت لحومهم، وبليت وتفتت عظامهم، وتمزقت جلودهم، وتفرقت أشعارهم، فإنها لا تعزب عن الخبير البصير ﴿ .. وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ﴾١- وهي عندي مع علمي في كتاب حفيظ-٢.
١ سورة الأنعام. من الآية ٥٩..
٢ مما أورده الطبري في جامع البيان جـ٢٦ص٩٤..
﴿ بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج( ٥ ) ﴾
أضرب القرآن عن تعجبهم من مجيء نذير من جنسهم ومن بينهم، وتعجبهم من إحياء الله إياهم بعد موتهم، إلى التصريح بتكذيبهم ما وعد الرحمن، وما تضمن القرآن، فهم في اضطراب وتردد، والأمر مختلط عليهم :﴿ وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ﴾١
فهم من البعث في قلق، فمرة يقولون : سيكون : ومرة يقولون : لا يكون، فهم في ريبهم يترددون ؛ ومن أمر الرسول والرسالة في حيرة وضلال، فبينما يسمونه الصادق الأمين، يقولون شاعر، ساحر، كاهن، مفتر، ما جاء إلا بأساطير الأولين ! ﴿ ... ألا لعنة الله على الظالمين ﴾٢.
١ سورة الجاثية. الآية ٣٢..
٢ سورة هود. الآية ١٨..
﴿ بنيناها ﴾ أحكمناها ورفعناها بغير عمد.
﴿ فروج ﴾شقوق.
﴿ أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج( ٦ )والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج( ٧ )تبصرة وذكرى لكل عبد منيب( ٨ ) ونزلنا من السماء ماءا مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد( ٩ ) والنخل باسقات لها طلع نضيد( ١٠ )رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج( ١١ ) ﴾.
هذا برهان من الله المقتدر، الفعال لما يريد- الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء-على يسر البعث وإعادة الهلكى إلى حياة أخرى ؛ فهلا نظروا إلى ما فوقهم مما يشاهدون من هذا السقف المرفوع على غير عمد، المحكم الذي لا خلل فيه ولا تصدع ولا تشقق، المزدان بالنجوم والكواكب، وبالشمس والقمر ؟ وهلا تأملوا الأرض المترامية الأطراف، المثبتة بالجبال، المستودعة خيرا وركازا، المنبتة أقواتا وثمارا، وخضرا ومرعى ؟ فإن في تأمل آثار الرحمة، وإتقان الصنعة، ما يرسخ اليقين باقتدار الصانع الحكيم على إحياء المقبورين ؛ وما يُذَكِّرُ بقوة الله المتين على جمعنا ليوم الدين﴿.. إنما يتذكر أولو الألباب ﴾١، وفي إنزال المطر من السحاب- وهو الذي نراه معلقا فوقنا جهة السماء- وجعله يحمل الحياة والنماء فيكون منه ذلك الزرع الذي فيه شجر الفاكهة، والنبات الذي يثمر الحبوب والأقوات، نحصده فنقتات به، والنخل العاليات جنية الثمار، بهية جميلة الصورة، تفضل المولى بذلك رزقا للعباد واستنقاذا لهم من الهلاك ؛ من قَدَر على صنع ذلك فأحيا به موات الأرض والخَلْق ِ، قادر على أن يبعث من في القبور.
مما أورد الألوسي :﴿ والأرض مددناها ﴾بسطناها، وهو لا ينافي كرويتها التامة أو الناقصة من جهة القطبين.. ﴿ تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ﴾ راجع إلى ربه، وهو مجاز عن التفكر في بدائع صنعه سبحانه بتنزيل التفكير في المصنوعات منزلة الرجوع إلى صانعها، و﴿ تبصرة وذكرى ﴾ علتان للأفعال السابقة معنى، وإن انتصبتا بالفعل الأخير، أو لفعل مقدر بطريق الاستئناف، أي : فعلنا ما فعلنا تبصيرا وتذكيرا.. ﴿ وحب الحصيد ﴾ حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد من البر والشعير وأمثالهما.
﴿ مددناها ﴾ بسطناها.
﴿ رواسي ﴾ جبالا ثوابت.
﴿ زوج ﴾صنف.
﴿ بهيج ﴾ يبهج ويَسُرّ.
﴿ أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج( ٦ )والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج( ٧ )تبصرة وذكرى لكل عبد منيب( ٨ ) ونزلنا من السماء ماءا مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد( ٩ ) والنخل باسقات لها طلع نضيد( ١٠ )رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج( ١١ ) ﴾.
هذا برهان من الله المقتدر، الفعال لما يريد- الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء-على يسر البعث وإعادة الهلكى إلى حياة أخرى ؛ فهلا نظروا إلى ما فوقهم مما يشاهدون من هذا السقف المرفوع على غير عمد، المحكم الذي لا خلل فيه ولا تصدع ولا تشقق، المزدان بالنجوم والكواكب، وبالشمس والقمر ؟ وهلا تأملوا الأرض المترامية الأطراف، المثبتة بالجبال، المستودعة خيرا وركازا، المنبتة أقواتا وثمارا، وخضرا ومرعى ؟ فإن في تأمل آثار الرحمة، وإتقان الصنعة، ما يرسخ اليقين باقتدار الصانع الحكيم على إحياء المقبورين ؛ وما يُذَكِّرُ بقوة الله المتين على جمعنا ليوم الدين﴿.. إنما يتذكر أولو الألباب ﴾١، وفي إنزال المطر من السحاب- وهو الذي نراه معلقا فوقنا جهة السماء- وجعله يحمل الحياة والنماء فيكون منه ذلك الزرع الذي فيه شجر الفاكهة، والنبات الذي يثمر الحبوب والأقوات، نحصده فنقتات به، والنخل العاليات جنية الثمار، بهية جميلة الصورة، تفضل المولى بذلك رزقا للعباد واستنقاذا لهم من الهلاك ؛ من قَدَر على صنع ذلك فأحيا به موات الأرض والخَلْق ِ، قادر على أن يبعث من في القبور.
مما أورد الألوسي :﴿ والأرض مددناها ﴾بسطناها، وهو لا ينافي كرويتها التامة أو الناقصة من جهة القطبين.. ﴿ تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ﴾ راجع إلى ربه، وهو مجاز عن التفكر في بدائع صنعه سبحانه بتنزيل التفكير في المصنوعات منزلة الرجوع إلى صانعها، و﴿ تبصرة وذكرى ﴾ علتان للأفعال السابقة معنى، وإن انتصبتا بالفعل الأخير، أو لفعل مقدر بطريق الاستئناف، أي : فعلنا ما فعلنا تبصيرا وتذكيرا.. ﴿ وحب الحصيد ﴾ حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد من البر والشعير وأمثالهما.
﴿ تبصرة ﴾ ينير البصائر والعقول.
﴿ وذكرى ﴾ وتذكيرا.
﴿ منيب ﴾ رجاع إلى طريق الحق.
﴿ أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج( ٦ )والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج( ٧ )تبصرة وذكرى لكل عبد منيب( ٨ ) ونزلنا من السماء ماءا مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد( ٩ ) والنخل باسقات لها طلع نضيد( ١٠ )رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج( ١١ ) ﴾.
هذا برهان من الله المقتدر، الفعال لما يريد- الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء-على يسر البعث وإعادة الهلكى إلى حياة أخرى ؛ فهلا نظروا إلى ما فوقهم مما يشاهدون من هذا السقف المرفوع على غير عمد، المحكم الذي لا خلل فيه ولا تصدع ولا تشقق، المزدان بالنجوم والكواكب، وبالشمس والقمر ؟ وهلا تأملوا الأرض المترامية الأطراف، المثبتة بالجبال، المستودعة خيرا وركازا، المنبتة أقواتا وثمارا، وخضرا ومرعى ؟ فإن في تأمل آثار الرحمة، وإتقان الصنعة، ما يرسخ اليقين باقتدار الصانع الحكيم على إحياء المقبورين ؛ وما يُذَكِّرُ بقوة الله المتين على جمعنا ليوم الدين﴿.. إنما يتذكر أولو الألباب ﴾١، وفي إنزال المطر من السحاب- وهو الذي نراه معلقا فوقنا جهة السماء- وجعله يحمل الحياة والنماء فيكون منه ذلك الزرع الذي فيه شجر الفاكهة، والنبات الذي يثمر الحبوب والأقوات، نحصده فنقتات به، والنخل العاليات جنية الثمار، بهية جميلة الصورة، تفضل المولى بذلك رزقا للعباد واستنقاذا لهم من الهلاك ؛ من قَدَر على صنع ذلك فأحيا به موات الأرض والخَلْق ِ، قادر على أن يبعث من في القبور.
مما أورد الألوسي :﴿ والأرض مددناها ﴾بسطناها، وهو لا ينافي كرويتها التامة أو الناقصة من جهة القطبين.. ﴿ تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ﴾ راجع إلى ربه، وهو مجاز عن التفكر في بدائع صنعه سبحانه بتنزيل التفكير في المصنوعات منزلة الرجوع إلى صانعها، و﴿ تبصرة وذكرى ﴾ علتان للأفعال السابقة معنى، وإن انتصبتا بالفعل الأخير، أو لفعل مقدر بطريق الاستئناف، أي : فعلنا ما فعلنا تبصيرا وتذكيرا.. ﴿ وحب الحصيد ﴾ حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد من البر والشعير وأمثالهما.
﴿ من السماء ﴾ من السحاب الذي نراه جهة السماء.
﴿ ماء مباركا ﴾ مطرا كثير الخير [ لعل من الخير إضافة آراء علماء النبات، وما اكتشفوا من وجود [ النيتروجين ] بنسبة عالية معلقا فوق الأراضي الزراعية فيما تقل نسبته فوق الأراضي الصحراوية ؛ كتاب : العلم يدعو للإيمان ].
﴿ جنات ﴾ بساتين عظمت خضرة أشجارها حتى جنّت الأرض وغطتها.
﴿ حب الحصيد ﴾ حب الزرع الذي يحصد.
﴿ أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج( ٦ )والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج( ٧ )تبصرة وذكرى لكل عبد منيب( ٨ ) ونزلنا من السماء ماءا مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد( ٩ ) والنخل باسقات لها طلع نضيد( ١٠ )رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج( ١١ ) ﴾.
هذا برهان من الله المقتدر، الفعال لما يريد- الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء-على يسر البعث وإعادة الهلكى إلى حياة أخرى ؛ فهلا نظروا إلى ما فوقهم مما يشاهدون من هذا السقف المرفوع على غير عمد، المحكم الذي لا خلل فيه ولا تصدع ولا تشقق، المزدان بالنجوم والكواكب، وبالشمس والقمر ؟ وهلا تأملوا الأرض المترامية الأطراف، المثبتة بالجبال، المستودعة خيرا وركازا، المنبتة أقواتا وثمارا، وخضرا ومرعى ؟ فإن في تأمل آثار الرحمة، وإتقان الصنعة، ما يرسخ اليقين باقتدار الصانع الحكيم على إحياء المقبورين ؛ وما يُذَكِّرُ بقوة الله المتين على جمعنا ليوم الدين﴿.. إنما يتذكر أولو الألباب ﴾١، وفي إنزال المطر من السحاب- وهو الذي نراه معلقا فوقنا جهة السماء- وجعله يحمل الحياة والنماء فيكون منه ذلك الزرع الذي فيه شجر الفاكهة، والنبات الذي يثمر الحبوب والأقوات، نحصده فنقتات به، والنخل العاليات جنية الثمار، بهية جميلة الصورة، تفضل المولى بذلك رزقا للعباد واستنقاذا لهم من الهلاك ؛ من قَدَر على صنع ذلك فأحيا به موات الأرض والخَلْق ِ، قادر على أن يبعث من في القبور.
مما أورد الألوسي :﴿ والأرض مددناها ﴾بسطناها، وهو لا ينافي كرويتها التامة أو الناقصة من جهة القطبين.. ﴿ تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ﴾ راجع إلى ربه، وهو مجاز عن التفكر في بدائع صنعه سبحانه بتنزيل التفكير في المصنوعات منزلة الرجوع إلى صانعها، و﴿ تبصرة وذكرى ﴾ علتان للأفعال السابقة معنى، وإن انتصبتا بالفعل الأخير، أو لفعل مقدر بطريق الاستئناف، أي : فعلنا ما فعلنا تبصيرا وتذكيرا.. ﴿ وحب الحصيد ﴾ حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد من البر والشعير وأمثالهما.
﴿ باسقات ﴾ عاليات طويلات.
﴿ نضيد ﴾ منضد مصفف بعضه فوق بعض.
﴿ أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج( ٦ )والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج( ٧ )تبصرة وذكرى لكل عبد منيب( ٨ ) ونزلنا من السماء ماءا مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد( ٩ ) والنخل باسقات لها طلع نضيد( ١٠ )رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج( ١١ ) ﴾.
هذا برهان من الله المقتدر، الفعال لما يريد- الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء-على يسر البعث وإعادة الهلكى إلى حياة أخرى ؛ فهلا نظروا إلى ما فوقهم مما يشاهدون من هذا السقف المرفوع على غير عمد، المحكم الذي لا خلل فيه ولا تصدع ولا تشقق، المزدان بالنجوم والكواكب، وبالشمس والقمر ؟ وهلا تأملوا الأرض المترامية الأطراف، المثبتة بالجبال، المستودعة خيرا وركازا، المنبتة أقواتا وثمارا، وخضرا ومرعى ؟ فإن في تأمل آثار الرحمة، وإتقان الصنعة، ما يرسخ اليقين باقتدار الصانع الحكيم على إحياء المقبورين ؛ وما يُذَكِّرُ بقوة الله المتين على جمعنا ليوم الدين﴿.. إنما يتذكر أولو الألباب ﴾١، وفي إنزال المطر من السحاب- وهو الذي نراه معلقا فوقنا جهة السماء- وجعله يحمل الحياة والنماء فيكون منه ذلك الزرع الذي فيه شجر الفاكهة، والنبات الذي يثمر الحبوب والأقوات، نحصده فنقتات به، والنخل العاليات جنية الثمار، بهية جميلة الصورة، تفضل المولى بذلك رزقا للعباد واستنقاذا لهم من الهلاك ؛ من قَدَر على صنع ذلك فأحيا به موات الأرض والخَلْق ِ، قادر على أن يبعث من في القبور.
مما أورد الألوسي :﴿ والأرض مددناها ﴾بسطناها، وهو لا ينافي كرويتها التامة أو الناقصة من جهة القطبين.. ﴿ تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ﴾ راجع إلى ربه، وهو مجاز عن التفكر في بدائع صنعه سبحانه بتنزيل التفكير في المصنوعات منزلة الرجوع إلى صانعها، و﴿ تبصرة وذكرى ﴾ علتان للأفعال السابقة معنى، وإن انتصبتا بالفعل الأخير، أو لفعل مقدر بطريق الاستئناف، أي : فعلنا ما فعلنا تبصيرا وتذكيرا.. ﴿ وحب الحصيد ﴾ حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد من البر والشعير وأمثالهما.
﴿ بلدة ميتا ﴾ أرضا يابسة هامدة مقفرة.
﴿ كذلك الخروج ﴾ كذلك يخرج الله الموتى من قبورهم أحياء.
﴿ أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج( ٦ )والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج( ٧ )تبصرة وذكرى لكل عبد منيب( ٨ ) ونزلنا من السماء ماءا مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد( ٩ ) والنخل باسقات لها طلع نضيد( ١٠ )رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج( ١١ ) ﴾.
هذا برهان من الله المقتدر، الفعال لما يريد- الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء-على يسر البعث وإعادة الهلكى إلى حياة أخرى ؛ فهلا نظروا إلى ما فوقهم مما يشاهدون من هذا السقف المرفوع على غير عمد، المحكم الذي لا خلل فيه ولا تصدع ولا تشقق، المزدان بالنجوم والكواكب، وبالشمس والقمر ؟ وهلا تأملوا الأرض المترامية الأطراف، المثبتة بالجبال، المستودعة خيرا وركازا، المنبتة أقواتا وثمارا، وخضرا ومرعى ؟ فإن في تأمل آثار الرحمة، وإتقان الصنعة، ما يرسخ اليقين باقتدار الصانع الحكيم على إحياء المقبورين ؛ وما يُذَكِّرُ بقوة الله المتين على جمعنا ليوم الدين﴿.. إنما يتذكر أولو الألباب ﴾١، وفي إنزال المطر من السحاب- وهو الذي نراه معلقا فوقنا جهة السماء- وجعله يحمل الحياة والنماء فيكون منه ذلك الزرع الذي فيه شجر الفاكهة، والنبات الذي يثمر الحبوب والأقوات، نحصده فنقتات به، والنخل العاليات جنية الثمار، بهية جميلة الصورة، تفضل المولى بذلك رزقا للعباد واستنقاذا لهم من الهلاك ؛ من قَدَر على صنع ذلك فأحيا به موات الأرض والخَلْق ِ، قادر على أن يبعث من في القبور.
مما أورد الألوسي :﴿ والأرض مددناها ﴾بسطناها، وهو لا ينافي كرويتها التامة أو الناقصة من جهة القطبين.. ﴿ تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ﴾ راجع إلى ربه، وهو مجاز عن التفكر في بدائع صنعه سبحانه بتنزيل التفكير في المصنوعات منزلة الرجوع إلى صانعها، و﴿ تبصرة وذكرى ﴾ علتان للأفعال السابقة معنى، وإن انتصبتا بالفعل الأخير، أو لفعل مقدر بطريق الاستئناف، أي : فعلنا ما فعلنا تبصيرا وتذكيرا.. ﴿ وحب الحصيد ﴾ حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد من البر والشعير وأمثالهما.
﴿ كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود( ١٢ )وعاد وفرعون وإخوان لوط( ١٣ ) وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد( ١٤ )أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد( ١٥ ) ﴾.
يحذر الله منكري البعث والمرتابين أن يصيبهم ما أصاب من قبلهم من الذين لا يرجون لقاء ربهم : قوم نوح وأصحاب البئر الذين أرسل إليهم شعيب -عليه السلام- وثمود قوم صالح -عليه السلام- وعاد قوم هود -عليه السلام- وفرعون وقومه أرسل إليهم موسى وهارون -عليهما السلام- وإخوان لوط –عليه السلام- وكذا أصحاب الغيطة أرسل إليهم شعيب –عليه السلام- وقوم تبع باليمن كل هؤلاء كبُر عليهم ما دعاهم إليه رسل الله فدمرهم ربنا عزيز الانتقام.
وفيما مر – مع ذلك- تسلية للنبي والمؤمنين، وبرهان اقتدار الواحد القهار مالك يوم الدين، جامع الناس ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويثيب المحسنين. وما مسنا من نصب ولا لغوب إذ أنشأناكم من العدم ولم تكونوا شيئا، فكيف يُشَكُّ في قدرتنا على إعادتكم أحياء بعد موتكم ؟ ! ﴿ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ﴾١ ﴿ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم. قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ﴾٢ ﴿ أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ﴾٣.
بل اللبس والقلق والحيرة تأتي من الهول الذي أعيدوا لملاقاته، فهو هول جديد لا عهد لهم به من قبل ﴿ .. وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون ﴾٤.
وفي الصحيح : يقول الله تعالى :( يؤذيني ابن آدم يقول لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون من إعادته ).
١ سورة الأحقاف. الآية: ٣٣..
٢ سورة يس. الآيتان ٧٨-٧٩..
٣ سورة يس. الآية ٨١..
٤ نقل الألوسي عن الأثرم: أنه نهر الجسد، ويقال له في العنق: الوريد، وفي القلب: الوتين وفي الظهر: الأبهر، وفي الذراع والفخذ: الأكحل والنسا، وفي الخنصر: الأسلم..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:﴿ كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود( ١٢ )وعاد وفرعون وإخوان لوط( ١٣ ) وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد( ١٤ )أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد( ١٥ ) ﴾.
يحذر الله منكري البعث والمرتابين أن يصيبهم ما أصاب من قبلهم من الذين لا يرجون لقاء ربهم : قوم نوح وأصحاب البئر الذين أرسل إليهم شعيب -عليه السلام- وثمود قوم صالح -عليه السلام- وعاد قوم هود -عليه السلام- وفرعون وقومه أرسل إليهم موسى وهارون -عليهما السلام- وإخوان لوط –عليه السلام- وكذا أصحاب الغيطة أرسل إليهم شعيب –عليه السلام- وقوم تبع باليمن كل هؤلاء كبُر عليهم ما دعاهم إليه رسل الله فدمرهم ربنا عزيز الانتقام.
وفيما مر – مع ذلك- تسلية للنبي والمؤمنين، وبرهان اقتدار الواحد القهار مالك يوم الدين، جامع الناس ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويثيب المحسنين. وما مسنا من نصب ولا لغوب إذ أنشأناكم من العدم ولم تكونوا شيئا، فكيف يُشَكُّ في قدرتنا على إعادتكم أحياء بعد موتكم ؟ ! ﴿ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ﴾١ ﴿ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم. قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ﴾٢ ﴿ أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ﴾٣.
بل اللبس والقلق والحيرة تأتي من الهول الذي أعيدوا لملاقاته، فهو هول جديد لا عهد لهم به من قبل ﴿.. وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون ﴾٤.
وفي الصحيح : يقول الله تعالى :( يؤذيني ابن آدم يقول لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون من إعادته ).
١ سورة الأحقاف. الآية: ٣٣..
٢ سورة يس. الآيتان ٧٨-٧٩..
٣ سورة يس. الآية ٨١..
٤ نقل الألوسي عن الأثرم: أنه نهر الجسد، ويقال له في العنق: الوريد، وفي القلب: الوتين وفي الظهر: الأبهر، وفي الذراع والفخذ: الأكحل والنسا، وفي الخنصر: الأسلم..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:﴿ كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود( ١٢ )وعاد وفرعون وإخوان لوط( ١٣ ) وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد( ١٤ )أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد( ١٥ ) ﴾.
يحذر الله منكري البعث والمرتابين أن يصيبهم ما أصاب من قبلهم من الذين لا يرجون لقاء ربهم : قوم نوح وأصحاب البئر الذين أرسل إليهم شعيب -عليه السلام- وثمود قوم صالح -عليه السلام- وعاد قوم هود -عليه السلام- وفرعون وقومه أرسل إليهم موسى وهارون -عليهما السلام- وإخوان لوط –عليه السلام- وكذا أصحاب الغيطة أرسل إليهم شعيب –عليه السلام- وقوم تبع باليمن كل هؤلاء كبُر عليهم ما دعاهم إليه رسل الله فدمرهم ربنا عزيز الانتقام.
وفيما مر – مع ذلك- تسلية للنبي والمؤمنين، وبرهان اقتدار الواحد القهار مالك يوم الدين، جامع الناس ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويثيب المحسنين. وما مسنا من نصب ولا لغوب إذ أنشأناكم من العدم ولم تكونوا شيئا، فكيف يُشَكُّ في قدرتنا على إعادتكم أحياء بعد موتكم ؟ ! ﴿ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ﴾١ ﴿ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم. قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ﴾٢ ﴿ أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ﴾٣.
بل اللبس والقلق والحيرة تأتي من الهول الذي أعيدوا لملاقاته، فهو هول جديد لا عهد لهم به من قبل ﴿.. وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون ﴾٤.
وفي الصحيح : يقول الله تعالى :( يؤذيني ابن آدم يقول لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون من إعادته ).
١ سورة الأحقاف. الآية: ٣٣..
٢ سورة يس. الآيتان ٧٨-٧٩..
٣ سورة يس. الآية ٨١..
٤ نقل الألوسي عن الأثرم: أنه نهر الجسد، ويقال له في العنق: الوريد، وفي القلب: الوتين وفي الظهر: الأبهر، وفي الذراع والفخذ: الأكحل والنسا، وفي الخنصر: الأسلم..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:﴿ كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود( ١٢ )وعاد وفرعون وإخوان لوط( ١٣ ) وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد( ١٤ )أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد( ١٥ ) ﴾.
يحذر الله منكري البعث والمرتابين أن يصيبهم ما أصاب من قبلهم من الذين لا يرجون لقاء ربهم : قوم نوح وأصحاب البئر الذين أرسل إليهم شعيب -عليه السلام- وثمود قوم صالح -عليه السلام- وعاد قوم هود -عليه السلام- وفرعون وقومه أرسل إليهم موسى وهارون -عليهما السلام- وإخوان لوط –عليه السلام- وكذا أصحاب الغيطة أرسل إليهم شعيب –عليه السلام- وقوم تبع باليمن كل هؤلاء كبُر عليهم ما دعاهم إليه رسل الله فدمرهم ربنا عزيز الانتقام.
وفيما مر – مع ذلك- تسلية للنبي والمؤمنين، وبرهان اقتدار الواحد القهار مالك يوم الدين، جامع الناس ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويثيب المحسنين. وما مسنا من نصب ولا لغوب إذ أنشأناكم من العدم ولم تكونوا شيئا، فكيف يُشَكُّ في قدرتنا على إعادتكم أحياء بعد موتكم ؟ ! ﴿ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ﴾١ ﴿ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم. قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ﴾٢ ﴿ أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ﴾٣.
بل اللبس والقلق والحيرة تأتي من الهول الذي أعيدوا لملاقاته، فهو هول جديد لا عهد لهم به من قبل ﴿.. وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون ﴾٤.
وفي الصحيح : يقول الله تعالى :( يؤذيني ابن آدم يقول لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون من إعادته ).
١ سورة الأحقاف. الآية: ٣٣..
٢ سورة يس. الآيتان ٧٨-٧٩..
٣ سورة يس. الآية ٨١..
٤ نقل الألوسي عن الأثرم: أنه نهر الجسد، ويقال له في العنق: الوريد، وفي القلب: الوتين وفي الظهر: الأبهر، وفي الذراع والفخذ: الأكحل والنسا، وفي الخنصر: الأسلم..

﴿ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد( ١٦ ) إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد( ١٧ )ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد( ١٨ ) ﴾.
برهان آخر على اقتدار الله الكبير المتعال المهيمن، وسلطانه سبحانه على الخلق، وعلمه وعظمة جنده ؛ وتحققوا أني خلقت جنس الإنسان- كما أوجدت سائر ما في الكون- وأنا أعلم علانيته وسره وما هو أخفى من سره، أعلم حديث نفسه، وما أنا إلا قريب، أقرب من وريديْ العنق، على كل صفحة من صفحتي العنق١ عرق منهما، ونحن أقرب إليه من حبل وريده حين يتلقى الملكان الموكلان به عمله وقوله ؛ والملكان اللذان يكتبان عمل الإنسان اكتنفاه وأحاطا به من جانبيه، يكتبان أعماله من خير أو شر فيدونانها وينسخانها ويسجلانها في صحائف، و[ القعيد ] ليس ضد القائم، ولكنه المقاعد المترصد المرافق الملازم - أي نحن أعلم بأحواله فلا نحتاج إلى ملك يخبر، ولكنهما وُكِّلا به إلزاما للحجة وتوكيدا للأمر عليه-، ﴿ المتلقيان ﴾ملكان يتلقيان عملك أحدهما عن يمينك يكتب حسناتك، والآخر عن شمالك يكتب سيئاتك، قال الجوهري : فعيل وفعول مما يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع كقوله تعالى :﴿ إنا رسولا رب العالمين ﴾٢ وقوله ﴿ ... والملائكة بعد ذلك ظهير ﴾٣، وما يتكلم الإنسان بشيء إلا تلقاه بالحفظ والكتابة ﴿ رقيب ﴾ يتابع الأحوال والأقوال، و﴿ عتيد ﴾ حاضر ومهيأ معد للشهادة.
أورد صاحب روح المعاني نقولا٤ فيها ذكر للملائكة الكتبة الحفظة وماذا يكتبون ؛ نورد بعضها : واختلف فيما يكتبانه، فقال الإمام مالك، وجماعة : يكتبان كل شيء حتى الأنين في المرض ؛ وفي شرح الجوهرة للقاني : مما يجب اعتقاده أن لله تعالى ملائكة يكتبون أفعال العباد من خير أو شر أو غيرهما، قولا كانت أو عملا أو اعتقادا، همّا كانت أو عزما أو تقريرا، اختارهم سبحانه لذلك فهم لا يهملون من شأنهم شيئا فعلوه قصدا وتعمدا، أو ذهولا ونسيانا، صدر منهم في الصحة أو في المرض... وذهب إلى أن المباح لا يكتبه أحد منهما لأنه لا ثواب فيه ولا عقاب، والكتابة للجزاء، فيكون مستثنى حكما من عموم الآية، وروى ذلك عن عكرمة.... في شعب الإيمان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الله تعالى وكّل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله فإذا مات قال الملكان اللذان وكلا به : قد مات فأذن لنا أن نصعد إلى السماء فيقول الله تعالى : سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحوني فيقولان : أنقيم في الأرض فيقول الله تعالى : أرضي مملوءة من خلقي يسبحوني فيقولان فأين ؟ فيقول : قوما على قبر عبدي فسبحاني واحمداني وكبراني واكتبا ذلك لعبدي يوم القيامة ). وجاء أنه يكتب للمريض والمسافر ما كان يعمل في الصحة والإقامة من الحسنات.. أخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :( من مرض أو سافر كتب الله تعالى له ما كان يعمل صحيحا مقيما ).. ثم إن الملائكة الذين مع الإنسان ليسوا محصورين بالملكين الكاتبين.. ملكان بالليل، وملكان بالنهار.. أه.
أقول : ومما يشهد لما أشار إليه أخيرا قول الله –تبارك وتعالى- :﴿ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله.. ﴾٥ وما صح في الحديث :( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ).
نقل الطبري بسنده عن قتادة قال : تلا الحسن ﴿ .. عن اليمين وعن الشمال قعيد ﴾قال، فقال : يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك، فاعمل بما شئت أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة، فعند ذلك يقول :﴿ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ﴾ حتى بلغ ﴿ حسيبا ﴾٦ عدل والله عليك من جعلك حسيب نفسك. أه، .
١ سورة الشعراء. من الآية ١٦، وأولها:﴿فأتيا فرعون فقولا..﴾ والخطاب لموسى وهارون عليهما السلام..
٢ سورة التحريم.. من الآية ٤، وأولها:﴿إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين..﴾..
٣ دونها الألوسي في تفسيره جـ٢٦ص١٧٩ وما بعدها..
٤ سورة لرعد. من الآية ١١..
٥ سورة الرعد. من الآية ١١..
٦ سورة الإسراء. الآيتان ١٣، ١٤..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد( ١٦ ) إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد( ١٧ )ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد( ١٨ ) ﴾.
برهان آخر على اقتدار الله الكبير المتعال المهيمن، وسلطانه سبحانه على الخلق، وعلمه وعظمة جنده ؛ وتحققوا أني خلقت جنس الإنسان- كما أوجدت سائر ما في الكون- وأنا أعلم علانيته وسره وما هو أخفى من سره، أعلم حديث نفسه، وما أنا إلا قريب، أقرب من وريديْ العنق، على كل صفحة من صفحتي العنق١ عرق منهما، ونحن أقرب إليه من حبل وريده حين يتلقى الملكان الموكلان به عمله وقوله ؛ والملكان اللذان يكتبان عمل الإنسان اكتنفاه وأحاطا به من جانبيه، يكتبان أعماله من خير أو شر فيدونانها وينسخانها ويسجلانها في صحائف، و[ القعيد ] ليس ضد القائم، ولكنه المقاعد المترصد المرافق الملازم - أي نحن أعلم بأحواله فلا نحتاج إلى ملك يخبر، ولكنهما وُكِّلا به إلزاما للحجة وتوكيدا للأمر عليه-، ﴿ المتلقيان ﴾ملكان يتلقيان عملك أحدهما عن يمينك يكتب حسناتك، والآخر عن شمالك يكتب سيئاتك، قال الجوهري : فعيل وفعول مما يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع كقوله تعالى :﴿ إنا رسولا رب العالمين ﴾٢ وقوله ﴿... والملائكة بعد ذلك ظهير ﴾٣، وما يتكلم الإنسان بشيء إلا تلقاه بالحفظ والكتابة ﴿ رقيب ﴾ يتابع الأحوال والأقوال، و﴿ عتيد ﴾ حاضر ومهيأ معد للشهادة.
أورد صاحب روح المعاني نقولا٤ فيها ذكر للملائكة الكتبة الحفظة وماذا يكتبون ؛ نورد بعضها : واختلف فيما يكتبانه، فقال الإمام مالك، وجماعة : يكتبان كل شيء حتى الأنين في المرض ؛ وفي شرح الجوهرة للقاني : مما يجب اعتقاده أن لله تعالى ملائكة يكتبون أفعال العباد من خير أو شر أو غيرهما، قولا كانت أو عملا أو اعتقادا، همّا كانت أو عزما أو تقريرا، اختارهم سبحانه لذلك فهم لا يهملون من شأنهم شيئا فعلوه قصدا وتعمدا، أو ذهولا ونسيانا، صدر منهم في الصحة أو في المرض... وذهب إلى أن المباح لا يكتبه أحد منهما لأنه لا ثواب فيه ولا عقاب، والكتابة للجزاء، فيكون مستثنى حكما من عموم الآية، وروى ذلك عن عكرمة.... في شعب الإيمان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الله تعالى وكّل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله فإذا مات قال الملكان اللذان وكلا به : قد مات فأذن لنا أن نصعد إلى السماء فيقول الله تعالى : سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحوني فيقولان : أنقيم في الأرض فيقول الله تعالى : أرضي مملوءة من خلقي يسبحوني فيقولان فأين ؟ فيقول : قوما على قبر عبدي فسبحاني واحمداني وكبراني واكتبا ذلك لعبدي يوم القيامة ). وجاء أنه يكتب للمريض والمسافر ما كان يعمل في الصحة والإقامة من الحسنات.. أخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :( من مرض أو سافر كتب الله تعالى له ما كان يعمل صحيحا مقيما ).. ثم إن الملائكة الذين مع الإنسان ليسوا محصورين بالملكين الكاتبين.. ملكان بالليل، وملكان بالنهار.. أه.
أقول : ومما يشهد لما أشار إليه أخيرا قول الله –تبارك وتعالى- :﴿ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله.. ﴾٥ وما صح في الحديث :( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ).
نقل الطبري بسنده عن قتادة قال : تلا الحسن ﴿.. عن اليمين وعن الشمال قعيد ﴾قال، فقال : يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك، فاعمل بما شئت أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة، فعند ذلك يقول :﴿ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ﴾ حتى بلغ ﴿ حسيبا ﴾٦ عدل والله عليك من جعلك حسيب نفسك. أه،.
١ سورة الشعراء. من الآية ١٦، وأولها:﴿فأتيا فرعون فقولا..﴾ والخطاب لموسى وهارون عليهما السلام..
٢ سورة التحريم.. من الآية ٤، وأولها:﴿إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين..﴾..
٣ دونها الألوسي في تفسيره جـ٢٦ص١٧٩ وما بعدها..
٤ سورة لرعد. من الآية ١١..
٥ سورة الرعد. من الآية ١١..
٦ سورة الإسراء. الآيتان ١٣، ١٤..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد( ١٦ ) إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد( ١٧ )ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد( ١٨ ) ﴾.
برهان آخر على اقتدار الله الكبير المتعال المهيمن، وسلطانه سبحانه على الخلق، وعلمه وعظمة جنده ؛ وتحققوا أني خلقت جنس الإنسان- كما أوجدت سائر ما في الكون- وأنا أعلم علانيته وسره وما هو أخفى من سره، أعلم حديث نفسه، وما أنا إلا قريب، أقرب من وريديْ العنق، على كل صفحة من صفحتي العنق١ عرق منهما، ونحن أقرب إليه من حبل وريده حين يتلقى الملكان الموكلان به عمله وقوله ؛ والملكان اللذان يكتبان عمل الإنسان اكتنفاه وأحاطا به من جانبيه، يكتبان أعماله من خير أو شر فيدونانها وينسخانها ويسجلانها في صحائف، و[ القعيد ] ليس ضد القائم، ولكنه المقاعد المترصد المرافق الملازم - أي نحن أعلم بأحواله فلا نحتاج إلى ملك يخبر، ولكنهما وُكِّلا به إلزاما للحجة وتوكيدا للأمر عليه-، ﴿ المتلقيان ﴾ملكان يتلقيان عملك أحدهما عن يمينك يكتب حسناتك، والآخر عن شمالك يكتب سيئاتك، قال الجوهري : فعيل وفعول مما يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع كقوله تعالى :﴿ إنا رسولا رب العالمين ﴾٢ وقوله ﴿... والملائكة بعد ذلك ظهير ﴾٣، وما يتكلم الإنسان بشيء إلا تلقاه بالحفظ والكتابة ﴿ رقيب ﴾ يتابع الأحوال والأقوال، و﴿ عتيد ﴾ حاضر ومهيأ معد للشهادة.
أورد صاحب روح المعاني نقولا٤ فيها ذكر للملائكة الكتبة الحفظة وماذا يكتبون ؛ نورد بعضها : واختلف فيما يكتبانه، فقال الإمام مالك، وجماعة : يكتبان كل شيء حتى الأنين في المرض ؛ وفي شرح الجوهرة للقاني : مما يجب اعتقاده أن لله تعالى ملائكة يكتبون أفعال العباد من خير أو شر أو غيرهما، قولا كانت أو عملا أو اعتقادا، همّا كانت أو عزما أو تقريرا، اختارهم سبحانه لذلك فهم لا يهملون من شأنهم شيئا فعلوه قصدا وتعمدا، أو ذهولا ونسيانا، صدر منهم في الصحة أو في المرض... وذهب إلى أن المباح لا يكتبه أحد منهما لأنه لا ثواب فيه ولا عقاب، والكتابة للجزاء، فيكون مستثنى حكما من عموم الآية، وروى ذلك عن عكرمة.... في شعب الإيمان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الله تعالى وكّل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله فإذا مات قال الملكان اللذان وكلا به : قد مات فأذن لنا أن نصعد إلى السماء فيقول الله تعالى : سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحوني فيقولان : أنقيم في الأرض فيقول الله تعالى : أرضي مملوءة من خلقي يسبحوني فيقولان فأين ؟ فيقول : قوما على قبر عبدي فسبحاني واحمداني وكبراني واكتبا ذلك لعبدي يوم القيامة ). وجاء أنه يكتب للمريض والمسافر ما كان يعمل في الصحة والإقامة من الحسنات.. أخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :( من مرض أو سافر كتب الله تعالى له ما كان يعمل صحيحا مقيما ).. ثم إن الملائكة الذين مع الإنسان ليسوا محصورين بالملكين الكاتبين.. ملكان بالليل، وملكان بالنهار.. أه.
أقول : ومما يشهد لما أشار إليه أخيرا قول الله –تبارك وتعالى- :﴿ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله.. ﴾٥ وما صح في الحديث :( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ).
نقل الطبري بسنده عن قتادة قال : تلا الحسن ﴿.. عن اليمين وعن الشمال قعيد ﴾قال، فقال : يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك، فاعمل بما شئت أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة، فعند ذلك يقول :﴿ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ﴾ حتى بلغ ﴿ حسيبا ﴾٦ عدل والله عليك من جعلك حسيب نفسك. أه،.
١ سورة الشعراء. من الآية ١٦، وأولها:﴿فأتيا فرعون فقولا..﴾ والخطاب لموسى وهارون عليهما السلام..
٢ سورة التحريم.. من الآية ٤، وأولها:﴿إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين..﴾..
٣ دونها الألوسي في تفسيره جـ٢٦ص١٧٩ وما بعدها..
٤ سورة لرعد. من الآية ١١..
٥ سورة الرعد. من الآية ١١..
٦ سورة الإسراء. الآيتان ١٣، ١٤..

﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد( ١٩ )ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد( ٢٠ )وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد( ٢١ )لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد( ٢٢ ) ﴾.
وحين تجيء شدة الموت وسكرته، وتنزل غمرته وكربته، يستبين الحق-حق الرحيل عن هذه الحياة، حق رضوان الله عمن اهتدى بهداه، وسخطه على الفاسقين الطغاة-ذلك الموت الذي كنت عنه تميل ومنه تفر- والخطاب لجنس الإنسان من بر وفاجر-.
وفي الصحيح عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه ركوة-أو علبة- فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح وجهه ويقول :( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ) ثم نصب يده فجعل يقول :( في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده ) أخرجه البخاري.
ونفخ في الصور نفخة البعث- وكأنما جاء الحديث عن القيامتين الأولى الموت والثانية البعث جاء بلفظ الماضي لتحقق و قوعهما، وكأنهما أمران قد انقضيا وحدثا فعلا- ذلك اليوم الذي توعّد الله به الكفرة وإنه ليوم عسير إلا على المتقين فلهم البشرى ﴿ لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ﴾١، وتجيء كل نفس للحشر والعرض والسؤال والوزن والحساب يسوقها ملك ويشهد عليها ملك٢.
ولدى شهوده الحشر يقال له لقد كنت في غفلة من هذا المآل والمصير فكشفنا عنك ما غطى بصرك وبصيرتك، فأنت اليوم ترى ما لم تكن تحتسب ؛ ويُقر بذلك معتذرا ويتذكر، لكن حين لا تنفعهم الذكرى :﴿ ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا ﴾٣، وما أحدّ حواسهم ومداركهم يومئذ ﴿ أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا.. ﴾٤.
مما أورد الطبري :... اختلفوا في المقول ذلك له، فقال بعضهم : المقول له ذلك الكافر ؛ وقال آخرون : هو نبي الله صلى الله عليه وسلم ؛ وقال آخرون : هو جميع الخلق من الجن والإنس.... ذكر من قال هو نبي الله صلى الله عليه وسلم : حدثني يوسف فقال أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول :﴿ لقد كنت في غفلة من هذا.. ﴾ فقال : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : لقد كنت في غفلة من هذا الأمر يا محمد كنت مع القوم في جاهليتهم فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد، وعلى هذا التأويل الذي قاله ابن زيد يجب أن يكون هذا الكلام خطابا من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه كان في غفلة في الجاهلية من هذا الدين الذي بعثه به فكشف عنه غطاءه الذي كان عليه في الجاهلية فنفذ بصره بالإيمان وتبينه حتى تقرر ذلك عنده فصار حادّ البصر به. أه.
أقول : والقرآن الكريم نطق بما هو قريب من ذلك في الآية الكريمة :﴿ نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ﴾٥.
١ سورة الأنبياء. الآية ١٠٣..
٢ يقول القرطبي: في حديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(إن ابن آدم لفي غفلة عما خلقه الله عز وجل له إن الله لا إله غيره إذا أراد خلقه قال للملك اكتب رزقه وأثره وأجله واكتبه شقيا أو سعيدا ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث الله ملكا آخر فيحفظه حتى يدرج ثم يبعث الله ملكين يكتبان حسناته وسيئاته فإذا جاءه الموت ارتفع ذانك الملكان ثم جاءه ملك الموت عليه السلام فيقبض روحه فإذا أُدخل حفرته ردّ الروح في جسده ثم يرتفع ملك الموت ثم جاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات فأنشطا كتابا معقودا في عنقه ثم حضرا معه واحد سائق والآخر شهيد ثم قال الله تعالى:﴿لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد﴾). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لتركبن طبق عن طبق) قال: حالا بعد حال) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن قدامكم أمر عظيم فاستعينوا بالله العظيم) أخرجه أبو نعيم الحافظ من حديث جعفر، وحديث جابر تفرد عنه جابر الجعفي وعنه المفضل..
٣ سورة السجدة. من الآية ١٢..
٤ سورة مريم. من الآية ٣٨..
٥ سورة يوسف. الآية ٣..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد( ١٩ )ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد( ٢٠ )وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد( ٢١ )لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد( ٢٢ ) ﴾.
وحين تجيء شدة الموت وسكرته، وتنزل غمرته وكربته، يستبين الحق-حق الرحيل عن هذه الحياة، حق رضوان الله عمن اهتدى بهداه، وسخطه على الفاسقين الطغاة-ذلك الموت الذي كنت عنه تميل ومنه تفر- والخطاب لجنس الإنسان من بر وفاجر-.
وفي الصحيح عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه ركوة-أو علبة- فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح وجهه ويقول :( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ) ثم نصب يده فجعل يقول :( في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده ) أخرجه البخاري.
ونفخ في الصور نفخة البعث- وكأنما جاء الحديث عن القيامتين الأولى الموت والثانية البعث جاء بلفظ الماضي لتحقق و قوعهما، وكأنهما أمران قد انقضيا وحدثا فعلا- ذلك اليوم الذي توعّد الله به الكفرة وإنه ليوم عسير إلا على المتقين فلهم البشرى ﴿ لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ﴾١، وتجيء كل نفس للحشر والعرض والسؤال والوزن والحساب يسوقها ملك ويشهد عليها ملك٢.
ولدى شهوده الحشر يقال له لقد كنت في غفلة من هذا المآل والمصير فكشفنا عنك ما غطى بصرك وبصيرتك، فأنت اليوم ترى ما لم تكن تحتسب ؛ ويُقر بذلك معتذرا ويتذكر، لكن حين لا تنفعهم الذكرى :﴿ ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا ﴾٣، وما أحدّ حواسهم ومداركهم يومئذ ﴿ أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا.. ﴾٤.
مما أورد الطبري :... اختلفوا في المقول ذلك له، فقال بعضهم : المقول له ذلك الكافر ؛ وقال آخرون : هو نبي الله صلى الله عليه وسلم ؛ وقال آخرون : هو جميع الخلق من الجن والإنس.... ذكر من قال هو نبي الله صلى الله عليه وسلم : حدثني يوسف فقال أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول :﴿ لقد كنت في غفلة من هذا.. ﴾ فقال : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : لقد كنت في غفلة من هذا الأمر يا محمد كنت مع القوم في جاهليتهم فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد، وعلى هذا التأويل الذي قاله ابن زيد يجب أن يكون هذا الكلام خطابا من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه كان في غفلة في الجاهلية من هذا الدين الذي بعثه به فكشف عنه غطاءه الذي كان عليه في الجاهلية فنفذ بصره بالإيمان وتبينه حتى تقرر ذلك عنده فصار حادّ البصر به. أه.
أقول : والقرآن الكريم نطق بما هو قريب من ذلك في الآية الكريمة :﴿ نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ﴾٥.
١ سورة الأنبياء. الآية ١٠٣..
٢ يقول القرطبي: في حديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(إن ابن آدم لفي غفلة عما خلقه الله عز وجل له إن الله لا إله غيره إذا أراد خلقه قال للملك اكتب رزقه وأثره وأجله واكتبه شقيا أو سعيدا ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث الله ملكا آخر فيحفظه حتى يدرج ثم يبعث الله ملكين يكتبان حسناته وسيئاته فإذا جاءه الموت ارتفع ذانك الملكان ثم جاءه ملك الموت عليه السلام فيقبض روحه فإذا أُدخل حفرته ردّ الروح في جسده ثم يرتفع ملك الموت ثم جاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات فأنشطا كتابا معقودا في عنقه ثم حضرا معه واحد سائق والآخر شهيد ثم قال الله تعالى:﴿لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد﴾). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لتركبن طبق عن طبق) قال: حالا بعد حال) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن قدامكم أمر عظيم فاستعينوا بالله العظيم) أخرجه أبو نعيم الحافظ من حديث جعفر، وحديث جابر تفرد عنه جابر الجعفي وعنه المفضل..
٣ سورة السجدة. من الآية ١٢..
٤ سورة مريم. من الآية ٣٨..
٥ سورة يوسف. الآية ٣..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد( ١٩ )ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد( ٢٠ )وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد( ٢١ )لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد( ٢٢ ) ﴾.
وحين تجيء شدة الموت وسكرته، وتنزل غمرته وكربته، يستبين الحق-حق الرحيل عن هذه الحياة، حق رضوان الله عمن اهتدى بهداه، وسخطه على الفاسقين الطغاة-ذلك الموت الذي كنت عنه تميل ومنه تفر- والخطاب لجنس الإنسان من بر وفاجر-.
وفي الصحيح عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه ركوة-أو علبة- فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح وجهه ويقول :( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ) ثم نصب يده فجعل يقول :( في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده ) أخرجه البخاري.
ونفخ في الصور نفخة البعث- وكأنما جاء الحديث عن القيامتين الأولى الموت والثانية البعث جاء بلفظ الماضي لتحقق و قوعهما، وكأنهما أمران قد انقضيا وحدثا فعلا- ذلك اليوم الذي توعّد الله به الكفرة وإنه ليوم عسير إلا على المتقين فلهم البشرى ﴿ لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ﴾١، وتجيء كل نفس للحشر والعرض والسؤال والوزن والحساب يسوقها ملك ويشهد عليها ملك٢.
ولدى شهوده الحشر يقال له لقد كنت في غفلة من هذا المآل والمصير فكشفنا عنك ما غطى بصرك وبصيرتك، فأنت اليوم ترى ما لم تكن تحتسب ؛ ويُقر بذلك معتذرا ويتذكر، لكن حين لا تنفعهم الذكرى :﴿ ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا ﴾٣، وما أحدّ حواسهم ومداركهم يومئذ ﴿ أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا.. ﴾٤.
مما أورد الطبري :... اختلفوا في المقول ذلك له، فقال بعضهم : المقول له ذلك الكافر ؛ وقال آخرون : هو نبي الله صلى الله عليه وسلم ؛ وقال آخرون : هو جميع الخلق من الجن والإنس.... ذكر من قال هو نبي الله صلى الله عليه وسلم : حدثني يوسف فقال أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول :﴿ لقد كنت في غفلة من هذا.. ﴾ فقال : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : لقد كنت في غفلة من هذا الأمر يا محمد كنت مع القوم في جاهليتهم فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد، وعلى هذا التأويل الذي قاله ابن زيد يجب أن يكون هذا الكلام خطابا من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه كان في غفلة في الجاهلية من هذا الدين الذي بعثه به فكشف عنه غطاءه الذي كان عليه في الجاهلية فنفذ بصره بالإيمان وتبينه حتى تقرر ذلك عنده فصار حادّ البصر به. أه.
أقول : والقرآن الكريم نطق بما هو قريب من ذلك في الآية الكريمة :﴿ نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ﴾٥.
١ سورة الأنبياء. الآية ١٠٣..
٢ يقول القرطبي: في حديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(إن ابن آدم لفي غفلة عما خلقه الله عز وجل له إن الله لا إله غيره إذا أراد خلقه قال للملك اكتب رزقه وأثره وأجله واكتبه شقيا أو سعيدا ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث الله ملكا آخر فيحفظه حتى يدرج ثم يبعث الله ملكين يكتبان حسناته وسيئاته فإذا جاءه الموت ارتفع ذانك الملكان ثم جاءه ملك الموت عليه السلام فيقبض روحه فإذا أُدخل حفرته ردّ الروح في جسده ثم يرتفع ملك الموت ثم جاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات فأنشطا كتابا معقودا في عنقه ثم حضرا معه واحد سائق والآخر شهيد ثم قال الله تعالى:﴿لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد﴾). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لتركبن طبق عن طبق) قال: حالا بعد حال) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن قدامكم أمر عظيم فاستعينوا بالله العظيم) أخرجه أبو نعيم الحافظ من حديث جعفر، وحديث جابر تفرد عنه جابر الجعفي وعنه المفضل..
٣ سورة السجدة. من الآية ١٢..
٤ سورة مريم. من الآية ٣٨..
٥ سورة يوسف. الآية ٣..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد( ١٩ )ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد( ٢٠ )وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد( ٢١ )لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد( ٢٢ ) ﴾.
وحين تجيء شدة الموت وسكرته، وتنزل غمرته وكربته، يستبين الحق-حق الرحيل عن هذه الحياة، حق رضوان الله عمن اهتدى بهداه، وسخطه على الفاسقين الطغاة-ذلك الموت الذي كنت عنه تميل ومنه تفر- والخطاب لجنس الإنسان من بر وفاجر-.
وفي الصحيح عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه ركوة-أو علبة- فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح وجهه ويقول :( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ) ثم نصب يده فجعل يقول :( في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده ) أخرجه البخاري.
ونفخ في الصور نفخة البعث- وكأنما جاء الحديث عن القيامتين الأولى الموت والثانية البعث جاء بلفظ الماضي لتحقق و قوعهما، وكأنهما أمران قد انقضيا وحدثا فعلا- ذلك اليوم الذي توعّد الله به الكفرة وإنه ليوم عسير إلا على المتقين فلهم البشرى ﴿ لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ﴾١، وتجيء كل نفس للحشر والعرض والسؤال والوزن والحساب يسوقها ملك ويشهد عليها ملك٢.
ولدى شهوده الحشر يقال له لقد كنت في غفلة من هذا المآل والمصير فكشفنا عنك ما غطى بصرك وبصيرتك، فأنت اليوم ترى ما لم تكن تحتسب ؛ ويُقر بذلك معتذرا ويتذكر، لكن حين لا تنفعهم الذكرى :﴿ ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا ﴾٣، وما أحدّ حواسهم ومداركهم يومئذ ﴿ أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا.. ﴾٤.
مما أورد الطبري :... اختلفوا في المقول ذلك له، فقال بعضهم : المقول له ذلك الكافر ؛ وقال آخرون : هو نبي الله صلى الله عليه وسلم ؛ وقال آخرون : هو جميع الخلق من الجن والإنس.... ذكر من قال هو نبي الله صلى الله عليه وسلم : حدثني يوسف فقال أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول :﴿ لقد كنت في غفلة من هذا.. ﴾ فقال : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : لقد كنت في غفلة من هذا الأمر يا محمد كنت مع القوم في جاهليتهم فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد، وعلى هذا التأويل الذي قاله ابن زيد يجب أن يكون هذا الكلام خطابا من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه كان في غفلة في الجاهلية من هذا الدين الذي بعثه به فكشف عنه غطاءه الذي كان عليه في الجاهلية فنفذ بصره بالإيمان وتبينه حتى تقرر ذلك عنده فصار حادّ البصر به. أه.
أقول : والقرآن الكريم نطق بما هو قريب من ذلك في الآية الكريمة :﴿ نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ﴾٥.
١ سورة الأنبياء. الآية ١٠٣..
٢ يقول القرطبي: في حديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(إن ابن آدم لفي غفلة عما خلقه الله عز وجل له إن الله لا إله غيره إذا أراد خلقه قال للملك اكتب رزقه وأثره وأجله واكتبه شقيا أو سعيدا ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث الله ملكا آخر فيحفظه حتى يدرج ثم يبعث الله ملكين يكتبان حسناته وسيئاته فإذا جاءه الموت ارتفع ذانك الملكان ثم جاءه ملك الموت عليه السلام فيقبض روحه فإذا أُدخل حفرته ردّ الروح في جسده ثم يرتفع ملك الموت ثم جاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات فأنشطا كتابا معقودا في عنقه ثم حضرا معه واحد سائق والآخر شهيد ثم قال الله تعالى:﴿لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد﴾). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لتركبن طبق عن طبق) قال: حالا بعد حال) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن قدامكم أمر عظيم فاستعينوا بالله العظيم) أخرجه أبو نعيم الحافظ من حديث جعفر، وحديث جابر تفرد عنه جابر الجعفي وعنه المفضل..
٣ سورة السجدة. من الآية ١٢..
٤ سورة مريم. من الآية ٣٨..
٥ سورة يوسف. الآية ٣..

﴿ وقال قرينه هذا ما لدي عتيد( ٢٣ )ألقيا في جهنم كل كفار عنيد( ٢٤ )مناع للخير معتد مريب( ٢٥ )الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد( ٢٦ )*قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد( ٢٧ )قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد( ٢٨ )ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد( ٢٩ ) ﴾.
ويقول قرين١ الكافر حين يساق للعرض على الله : هذا ما كان عندي جئت به مُعَدًّا مهيأ ؛ وقال قتادة وابن زيد : قرينه : الملك الموكل بسوقه يقول مشيرا إليه : هذا ما لديّ حاضر، واختار ابن جرير أنه يعم السائق والشهيد وله اتجاه وقوة ؛ فعند ذلك يحكم الله تعالى في الخليقة بالعدل ويقول :﴿ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ﴾ كثير الكفر بالنعمة وبالمنعم، معاند للحق، مبالغ في المشاقة والتجافي والاستنكاف عن الرشد، ينأى عن الخير وينهى عنه، ولا يؤدي صدقة ولا صلة رحم ولا برا، متجاوز في قوله وفعله وأمره ظالم، يقيم على حال مريب، ويشك في صدق وحينا، ويزين لغيره الشك، هذا الذي طرح في الجحيم بفساده، وعناده وجحوده وصدوده، وبغيه وجوره، جعل لله شريكا فعبد معه غيره، فاطرحاه في أشد العذاب ليذوق وبال أمره ؛ فيقول الضالون من الجن والإنس ما حكاه القرآن :﴿ .. ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ﴾٢ فيقول قرينه من الهلكى المضلين، ورفيقه من الشياطين- شياطين الإنس والجن- : يا رب ما أفسدته ولا أغويته، ولكنه آثر الغواية، واستحب العمى على الهداية، وأمعن في الجهالة والسوء والضلالة، وذلك ما بيّنه الكتاب العزيز إذ يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة ويكفر بعضهم ببعض :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي.. ﴾٣ ﴿ .... أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ﴾٤ ﴿ وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار. أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار. إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ﴾٥، فلا يقبل الله منهم عذرا، وإنما يحسرهم بقوله الحق، ويقيم عليهم الحجة بوعده الصدق : ليس في هذه الدار يكون الجدال، والتبري من الإضلال، فقد بعثت إليكم بالحق رسلا مبشرين ومنذرين ﴿ .. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.. ﴾٦ أنذروكم عذابي وخوفوكم وعيدي الذي تلاقونه اليوم وقد سبق القول مني :﴿ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها.. ﴾٧ وما أنا بمعذب أحدا لم يذنب، ولكن لا أعذب أحدا إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
١ أورد الألوسي: وفي الحديث:(ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال:(ولا أنا إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير)..
٢ سورة فصلت. من الآية ٢٩..
٣ سورة إبراهيم. من الآية ٢٢..
٤ سورة سبأ. من الآية ٣٢..
٥ سورة ص. الآيات: ،٦٢، ٦٣، ٦٤..
٦ سورة النساء. من الآية ١٦٥..
٧ سورة البينة. من الآية ٦..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ وقال قرينه هذا ما لدي عتيد( ٢٣ )ألقيا في جهنم كل كفار عنيد( ٢٤ )مناع للخير معتد مريب( ٢٥ )الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد( ٢٦ )*قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد( ٢٧ )قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد( ٢٨ )ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد( ٢٩ ) ﴾.
ويقول قرين١ الكافر حين يساق للعرض على الله : هذا ما كان عندي جئت به مُعَدًّا مهيأ ؛ وقال قتادة وابن زيد : قرينه : الملك الموكل بسوقه يقول مشيرا إليه : هذا ما لديّ حاضر، واختار ابن جرير أنه يعم السائق والشهيد وله اتجاه وقوة ؛ فعند ذلك يحكم الله تعالى في الخليقة بالعدل ويقول :﴿ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ﴾ كثير الكفر بالنعمة وبالمنعم، معاند للحق، مبالغ في المشاقة والتجافي والاستنكاف عن الرشد، ينأى عن الخير وينهى عنه، ولا يؤدي صدقة ولا صلة رحم ولا برا، متجاوز في قوله وفعله وأمره ظالم، يقيم على حال مريب، ويشك في صدق وحينا، ويزين لغيره الشك، هذا الذي طرح في الجحيم بفساده، وعناده وجحوده وصدوده، وبغيه وجوره، جعل لله شريكا فعبد معه غيره، فاطرحاه في أشد العذاب ليذوق وبال أمره ؛ فيقول الضالون من الجن والإنس ما حكاه القرآن :﴿.. ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ﴾٢ فيقول قرينه من الهلكى المضلين، ورفيقه من الشياطين- شياطين الإنس والجن- : يا رب ما أفسدته ولا أغويته، ولكنه آثر الغواية، واستحب العمى على الهداية، وأمعن في الجهالة والسوء والضلالة، وذلك ما بيّنه الكتاب العزيز إذ يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة ويكفر بعضهم ببعض :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي.. ﴾٣ ﴿.... أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ﴾٤ ﴿ وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار. أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار. إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ﴾٥، فلا يقبل الله منهم عذرا، وإنما يحسرهم بقوله الحق، ويقيم عليهم الحجة بوعده الصدق : ليس في هذه الدار يكون الجدال، والتبري من الإضلال، فقد بعثت إليكم بالحق رسلا مبشرين ومنذرين ﴿.. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.. ﴾٦ أنذروكم عذابي وخوفوكم وعيدي الذي تلاقونه اليوم وقد سبق القول مني :﴿ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها.. ﴾٧ وما أنا بمعذب أحدا لم يذنب، ولكن لا أعذب أحدا إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
١ أورد الألوسي: وفي الحديث:(ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال:(ولا أنا إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير)..
٢ سورة فصلت. من الآية ٢٩..
٣ سورة إبراهيم. من الآية ٢٢..
٤ سورة سبأ. من الآية ٣٢..
٥ سورة ص. الآيات: ، ٦٢، ٦٣، ٦٤..
٦ سورة النساء. من الآية ١٦٥..
٧ سورة البينة. من الآية ٦..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ وقال قرينه هذا ما لدي عتيد( ٢٣ )ألقيا في جهنم كل كفار عنيد( ٢٤ )مناع للخير معتد مريب( ٢٥ )الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد( ٢٦ )*قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد( ٢٧ )قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد( ٢٨ )ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد( ٢٩ ) ﴾.
ويقول قرين١ الكافر حين يساق للعرض على الله : هذا ما كان عندي جئت به مُعَدًّا مهيأ ؛ وقال قتادة وابن زيد : قرينه : الملك الموكل بسوقه يقول مشيرا إليه : هذا ما لديّ حاضر، واختار ابن جرير أنه يعم السائق والشهيد وله اتجاه وقوة ؛ فعند ذلك يحكم الله تعالى في الخليقة بالعدل ويقول :﴿ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ﴾ كثير الكفر بالنعمة وبالمنعم، معاند للحق، مبالغ في المشاقة والتجافي والاستنكاف عن الرشد، ينأى عن الخير وينهى عنه، ولا يؤدي صدقة ولا صلة رحم ولا برا، متجاوز في قوله وفعله وأمره ظالم، يقيم على حال مريب، ويشك في صدق وحينا، ويزين لغيره الشك، هذا الذي طرح في الجحيم بفساده، وعناده وجحوده وصدوده، وبغيه وجوره، جعل لله شريكا فعبد معه غيره، فاطرحاه في أشد العذاب ليذوق وبال أمره ؛ فيقول الضالون من الجن والإنس ما حكاه القرآن :﴿.. ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ﴾٢ فيقول قرينه من الهلكى المضلين، ورفيقه من الشياطين- شياطين الإنس والجن- : يا رب ما أفسدته ولا أغويته، ولكنه آثر الغواية، واستحب العمى على الهداية، وأمعن في الجهالة والسوء والضلالة، وذلك ما بيّنه الكتاب العزيز إذ يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة ويكفر بعضهم ببعض :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي.. ﴾٣ ﴿.... أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ﴾٤ ﴿ وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار. أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار. إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ﴾٥، فلا يقبل الله منهم عذرا، وإنما يحسرهم بقوله الحق، ويقيم عليهم الحجة بوعده الصدق : ليس في هذه الدار يكون الجدال، والتبري من الإضلال، فقد بعثت إليكم بالحق رسلا مبشرين ومنذرين ﴿.. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.. ﴾٦ أنذروكم عذابي وخوفوكم وعيدي الذي تلاقونه اليوم وقد سبق القول مني :﴿ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها.. ﴾٧ وما أنا بمعذب أحدا لم يذنب، ولكن لا أعذب أحدا إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
١ أورد الألوسي: وفي الحديث:(ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال:(ولا أنا إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير)..
٢ سورة فصلت. من الآية ٢٩..
٣ سورة إبراهيم. من الآية ٢٢..
٤ سورة سبأ. من الآية ٣٢..
٥ سورة ص. الآيات: ، ٦٢، ٦٣، ٦٤..
٦ سورة النساء. من الآية ١٦٥..
٧ سورة البينة. من الآية ٦..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ وقال قرينه هذا ما لدي عتيد( ٢٣ )ألقيا في جهنم كل كفار عنيد( ٢٤ )مناع للخير معتد مريب( ٢٥ )الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد( ٢٦ )*قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد( ٢٧ )قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد( ٢٨ )ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد( ٢٩ ) ﴾.
ويقول قرين١ الكافر حين يساق للعرض على الله : هذا ما كان عندي جئت به مُعَدًّا مهيأ ؛ وقال قتادة وابن زيد : قرينه : الملك الموكل بسوقه يقول مشيرا إليه : هذا ما لديّ حاضر، واختار ابن جرير أنه يعم السائق والشهيد وله اتجاه وقوة ؛ فعند ذلك يحكم الله تعالى في الخليقة بالعدل ويقول :﴿ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ﴾ كثير الكفر بالنعمة وبالمنعم، معاند للحق، مبالغ في المشاقة والتجافي والاستنكاف عن الرشد، ينأى عن الخير وينهى عنه، ولا يؤدي صدقة ولا صلة رحم ولا برا، متجاوز في قوله وفعله وأمره ظالم، يقيم على حال مريب، ويشك في صدق وحينا، ويزين لغيره الشك، هذا الذي طرح في الجحيم بفساده، وعناده وجحوده وصدوده، وبغيه وجوره، جعل لله شريكا فعبد معه غيره، فاطرحاه في أشد العذاب ليذوق وبال أمره ؛ فيقول الضالون من الجن والإنس ما حكاه القرآن :﴿.. ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ﴾٢ فيقول قرينه من الهلكى المضلين، ورفيقه من الشياطين- شياطين الإنس والجن- : يا رب ما أفسدته ولا أغويته، ولكنه آثر الغواية، واستحب العمى على الهداية، وأمعن في الجهالة والسوء والضلالة، وذلك ما بيّنه الكتاب العزيز إذ يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة ويكفر بعضهم ببعض :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي.. ﴾٣ ﴿.... أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ﴾٤ ﴿ وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار. أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار. إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ﴾٥، فلا يقبل الله منهم عذرا، وإنما يحسرهم بقوله الحق، ويقيم عليهم الحجة بوعده الصدق : ليس في هذه الدار يكون الجدال، والتبري من الإضلال، فقد بعثت إليكم بالحق رسلا مبشرين ومنذرين ﴿.. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.. ﴾٦ أنذروكم عذابي وخوفوكم وعيدي الذي تلاقونه اليوم وقد سبق القول مني :﴿ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها.. ﴾٧ وما أنا بمعذب أحدا لم يذنب، ولكن لا أعذب أحدا إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
١ أورد الألوسي: وفي الحديث:(ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال:(ولا أنا إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير)..
٢ سورة فصلت. من الآية ٢٩..
٣ سورة إبراهيم. من الآية ٢٢..
٤ سورة سبأ. من الآية ٣٢..
٥ سورة ص. الآيات: ، ٦٢، ٦٣، ٦٤..
٦ سورة النساء. من الآية ١٦٥..
٧ سورة البينة. من الآية ٦..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ وقال قرينه هذا ما لدي عتيد( ٢٣ )ألقيا في جهنم كل كفار عنيد( ٢٤ )مناع للخير معتد مريب( ٢٥ )الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد( ٢٦ )*قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد( ٢٧ )قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد( ٢٨ )ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد( ٢٩ ) ﴾.
ويقول قرين١ الكافر حين يساق للعرض على الله : هذا ما كان عندي جئت به مُعَدًّا مهيأ ؛ وقال قتادة وابن زيد : قرينه : الملك الموكل بسوقه يقول مشيرا إليه : هذا ما لديّ حاضر، واختار ابن جرير أنه يعم السائق والشهيد وله اتجاه وقوة ؛ فعند ذلك يحكم الله تعالى في الخليقة بالعدل ويقول :﴿ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ﴾ كثير الكفر بالنعمة وبالمنعم، معاند للحق، مبالغ في المشاقة والتجافي والاستنكاف عن الرشد، ينأى عن الخير وينهى عنه، ولا يؤدي صدقة ولا صلة رحم ولا برا، متجاوز في قوله وفعله وأمره ظالم، يقيم على حال مريب، ويشك في صدق وحينا، ويزين لغيره الشك، هذا الذي طرح في الجحيم بفساده، وعناده وجحوده وصدوده، وبغيه وجوره، جعل لله شريكا فعبد معه غيره، فاطرحاه في أشد العذاب ليذوق وبال أمره ؛ فيقول الضالون من الجن والإنس ما حكاه القرآن :﴿.. ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ﴾٢ فيقول قرينه من الهلكى المضلين، ورفيقه من الشياطين- شياطين الإنس والجن- : يا رب ما أفسدته ولا أغويته، ولكنه آثر الغواية، واستحب العمى على الهداية، وأمعن في الجهالة والسوء والضلالة، وذلك ما بيّنه الكتاب العزيز إذ يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة ويكفر بعضهم ببعض :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي.. ﴾٣ ﴿.... أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ﴾٤ ﴿ وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار. أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار. إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ﴾٥، فلا يقبل الله منهم عذرا، وإنما يحسرهم بقوله الحق، ويقيم عليهم الحجة بوعده الصدق : ليس في هذه الدار يكون الجدال، والتبري من الإضلال، فقد بعثت إليكم بالحق رسلا مبشرين ومنذرين ﴿.. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.. ﴾٦ أنذروكم عذابي وخوفوكم وعيدي الذي تلاقونه اليوم وقد سبق القول مني :﴿ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها.. ﴾٧ وما أنا بمعذب أحدا لم يذنب، ولكن لا أعذب أحدا إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
١ أورد الألوسي: وفي الحديث:(ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال:(ولا أنا إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير)..
٢ سورة فصلت. من الآية ٢٩..
٣ سورة إبراهيم. من الآية ٢٢..
٤ سورة سبأ. من الآية ٣٢..
٥ سورة ص. الآيات: ، ٦٢، ٦٣، ٦٤..
٦ سورة النساء. من الآية ١٦٥..
٧ سورة البينة. من الآية ٦..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ وقال قرينه هذا ما لدي عتيد( ٢٣ )ألقيا في جهنم كل كفار عنيد( ٢٤ )مناع للخير معتد مريب( ٢٥ )الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد( ٢٦ )*قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد( ٢٧ )قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد( ٢٨ )ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد( ٢٩ ) ﴾.
ويقول قرين١ الكافر حين يساق للعرض على الله : هذا ما كان عندي جئت به مُعَدًّا مهيأ ؛ وقال قتادة وابن زيد : قرينه : الملك الموكل بسوقه يقول مشيرا إليه : هذا ما لديّ حاضر، واختار ابن جرير أنه يعم السائق والشهيد وله اتجاه وقوة ؛ فعند ذلك يحكم الله تعالى في الخليقة بالعدل ويقول :﴿ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ﴾ كثير الكفر بالنعمة وبالمنعم، معاند للحق، مبالغ في المشاقة والتجافي والاستنكاف عن الرشد، ينأى عن الخير وينهى عنه، ولا يؤدي صدقة ولا صلة رحم ولا برا، متجاوز في قوله وفعله وأمره ظالم، يقيم على حال مريب، ويشك في صدق وحينا، ويزين لغيره الشك، هذا الذي طرح في الجحيم بفساده، وعناده وجحوده وصدوده، وبغيه وجوره، جعل لله شريكا فعبد معه غيره، فاطرحاه في أشد العذاب ليذوق وبال أمره ؛ فيقول الضالون من الجن والإنس ما حكاه القرآن :﴿.. ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ﴾٢ فيقول قرينه من الهلكى المضلين، ورفيقه من الشياطين- شياطين الإنس والجن- : يا رب ما أفسدته ولا أغويته، ولكنه آثر الغواية، واستحب العمى على الهداية، وأمعن في الجهالة والسوء والضلالة، وذلك ما بيّنه الكتاب العزيز إذ يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة ويكفر بعضهم ببعض :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي.. ﴾٣ ﴿.... أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ﴾٤ ﴿ وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار. أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار. إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ﴾٥، فلا يقبل الله منهم عذرا، وإنما يحسرهم بقوله الحق، ويقيم عليهم الحجة بوعده الصدق : ليس في هذه الدار يكون الجدال، والتبري من الإضلال، فقد بعثت إليكم بالحق رسلا مبشرين ومنذرين ﴿.. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.. ﴾٦ أنذروكم عذابي وخوفوكم وعيدي الذي تلاقونه اليوم وقد سبق القول مني :﴿ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها.. ﴾٧ وما أنا بمعذب أحدا لم يذنب، ولكن لا أعذب أحدا إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
١ أورد الألوسي: وفي الحديث:(ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال:(ولا أنا إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير)..
٢ سورة فصلت. من الآية ٢٩..
٣ سورة إبراهيم. من الآية ٢٢..
٤ سورة سبأ. من الآية ٣٢..
٥ سورة ص. الآيات: ، ٦٢، ٦٣، ٦٤..
٦ سورة النساء. من الآية ١٦٥..
٧ سورة البينة. من الآية ٦..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ وقال قرينه هذا ما لدي عتيد( ٢٣ )ألقيا في جهنم كل كفار عنيد( ٢٤ )مناع للخير معتد مريب( ٢٥ )الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد( ٢٦ )*قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد( ٢٧ )قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد( ٢٨ )ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد( ٢٩ ) ﴾.
ويقول قرين١ الكافر حين يساق للعرض على الله : هذا ما كان عندي جئت به مُعَدًّا مهيأ ؛ وقال قتادة وابن زيد : قرينه : الملك الموكل بسوقه يقول مشيرا إليه : هذا ما لديّ حاضر، واختار ابن جرير أنه يعم السائق والشهيد وله اتجاه وقوة ؛ فعند ذلك يحكم الله تعالى في الخليقة بالعدل ويقول :﴿ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ﴾ كثير الكفر بالنعمة وبالمنعم، معاند للحق، مبالغ في المشاقة والتجافي والاستنكاف عن الرشد، ينأى عن الخير وينهى عنه، ولا يؤدي صدقة ولا صلة رحم ولا برا، متجاوز في قوله وفعله وأمره ظالم، يقيم على حال مريب، ويشك في صدق وحينا، ويزين لغيره الشك، هذا الذي طرح في الجحيم بفساده، وعناده وجحوده وصدوده، وبغيه وجوره، جعل لله شريكا فعبد معه غيره، فاطرحاه في أشد العذاب ليذوق وبال أمره ؛ فيقول الضالون من الجن والإنس ما حكاه القرآن :﴿.. ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ﴾٢ فيقول قرينه من الهلكى المضلين، ورفيقه من الشياطين- شياطين الإنس والجن- : يا رب ما أفسدته ولا أغويته، ولكنه آثر الغواية، واستحب العمى على الهداية، وأمعن في الجهالة والسوء والضلالة، وذلك ما بيّنه الكتاب العزيز إذ يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة ويكفر بعضهم ببعض :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي.. ﴾٣ ﴿.... أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ﴾٤ ﴿ وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار. أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار. إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ﴾٥، فلا يقبل الله منهم عذرا، وإنما يحسرهم بقوله الحق، ويقيم عليهم الحجة بوعده الصدق : ليس في هذه الدار يكون الجدال، والتبري من الإضلال، فقد بعثت إليكم بالحق رسلا مبشرين ومنذرين ﴿.. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.. ﴾٦ أنذروكم عذابي وخوفوكم وعيدي الذي تلاقونه اليوم وقد سبق القول مني :﴿ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها.. ﴾٧ وما أنا بمعذب أحدا لم يذنب، ولكن لا أعذب أحدا إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
١ أورد الألوسي: وفي الحديث:(ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال:(ولا أنا إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير)..
٢ سورة فصلت. من الآية ٢٩..
٣ سورة إبراهيم. من الآية ٢٢..
٤ سورة سبأ. من الآية ٣٢..
٥ سورة ص. الآيات: ، ٦٢، ٦٣، ٦٤..
٦ سورة النساء. من الآية ١٦٥..
٧ سورة البينة. من الآية ٦..

﴿ يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد( ٣٠ )وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد( ٣١ )هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ( ٣٢ ) من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب( ٣٣ )ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود( ٣٤ )لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد( ٣٥ ) ﴾
وأنذرهم يوم نقول للنار- بعد أن يُلْقَوْا فيها فوجا بعد فوج - هل امتلأت ؟ فتقول هل من زيادة ممن يستحقون الدخول ؟. والظاهر بقاء السؤال والجواب على حقيقتهما... ونحن متعبدون باعتقاد الظاهر ما لم يمنع مانع، ولا مانع هاهنا، فإن القدرة صالحة، والعقل مجوز، والظواهر قاضية بوقوع ما جوزه العقل، وأمور الآخرة لا ينبغي أن تقاس على أمور الدنيا ؛ ونقل عن ابن عباس ومجاهد والحسن : هو من باب التمثيل، والمعنى أن مع اتساعها وتباعد أقطارها نطرح فيها من الجنة والناس فوجا بعد فوج حتى تمتلئ ؛ فالاستفهام للإنكار، أي لا مزيد على امتلائها.
وبعد بيان مصير الفجار الكفار بينت الآيات مآل المحسنين الأبرار، وشوقت إلى نعيم العزيز الغفار، فالجنة التي وُعِدُوا قريبة من موقف العرض ؛ يقول صاحب غرائب القرآن :﴿ غير بعيد ﴾ نصب على الظرف أي مكانا غير بعيد.. معناه التوكيد.. وقال آخرون إنه صفة مصدر محذوف أي إزلافا غير بعيد عن قدرتنا، وذلك أن المكان لا يقرب وإنما يُقْرب منه، فذكر الله سبحانه أن إزلاف المكان ليس ببعيد عن قدرتنا بطيّ المسافة وغير ذلك ؛ ويقال لهم : هذا ما عد الله لكل رجّاع إلى طريقه ومنهاجه، حفيظ شديد الرعاية لأمانات دينه ؛ من خاف مقام ربه واسع الرحمة يقال له ولمن على شاكلته : ادخلوها سالمين من الآفات فلا موت ولا نصب، ولا مشيب ولا كدر، ولا تحول بل هو المستقر، وذلك أول يوم البقاء والخلود.
قال قتادة :﴿ ذلك يوم الخلود ﴾ خلدوا والله فلا يموتون، ونعموا فلا يبأسون، واستقروا فلا يتحولون، ولكم ما تشتهون وتدعون، وتتمنون وتطلبون، بل يتفضل المولى بأكثر مما تستحقون ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة... ﴾١.
يقول القرطبي :﴿ وتقول ﴾ جهنم ﴿ هل من مزيد ﴾ أي ما بقى فيّ موضع للزيادة كقوله عليه السلام :( وهل ترك لنا عقيل من رَبْع أو منزل ) أي ما ترك ؛ فمعنى الكلام الجحد.. وقال : ابن عباس وعطاء : الأوّاب٢ : المسبح من قوله :﴿ .. يا جبال أوّبي معه.. ﴾٣... والخشية بالغيب أن تخافه ولم تره.. وقال الحسن إذا أرخى الستر وأغلق الباب. أه.
قال مسلم في صحيحه بسنده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( احتجت الجنة والنار فقالت النار فيّ الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة فيّ ضعفاء الناس ومساكينهم فقضى بينهما فقال للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها ).
ومما روى مسلم وأحمد وغيرهما عن صهيب ما يشهد أن معنى المزيد والزيادة : النظر إلى وجه ربنا الكريم جل علاه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم –وقد تلا :﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة.. ﴾ قال :( إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناديا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويُجرنا من النار قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فو الله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم ).
١ سورة يونس. من الآية ٢٦..
٢ أورد الماوردي فيما نقله عن القرطبي: روى مكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع ركعات من أول النهار كان أوّابا حفيظا)..
٣ سورة سبأ الآية ١٠..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٠:﴿ يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد( ٣٠ )وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد( ٣١ )هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ( ٣٢ ) من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب( ٣٣ )ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود( ٣٤ )لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد( ٣٥ ) ﴾
وأنذرهم يوم نقول للنار- بعد أن يُلْقَوْا فيها فوجا بعد فوج - هل امتلأت ؟ فتقول هل من زيادة ممن يستحقون الدخول ؟. والظاهر بقاء السؤال والجواب على حقيقتهما... ونحن متعبدون باعتقاد الظاهر ما لم يمنع مانع، ولا مانع هاهنا، فإن القدرة صالحة، والعقل مجوز، والظواهر قاضية بوقوع ما جوزه العقل، وأمور الآخرة لا ينبغي أن تقاس على أمور الدنيا ؛ ونقل عن ابن عباس ومجاهد والحسن : هو من باب التمثيل، والمعنى أن مع اتساعها وتباعد أقطارها نطرح فيها من الجنة والناس فوجا بعد فوج حتى تمتلئ ؛ فالاستفهام للإنكار، أي لا مزيد على امتلائها.
وبعد بيان مصير الفجار الكفار بينت الآيات مآل المحسنين الأبرار، وشوقت إلى نعيم العزيز الغفار، فالجنة التي وُعِدُوا قريبة من موقف العرض ؛ يقول صاحب غرائب القرآن :﴿ غير بعيد ﴾ نصب على الظرف أي مكانا غير بعيد.. معناه التوكيد.. وقال آخرون إنه صفة مصدر محذوف أي إزلافا غير بعيد عن قدرتنا، وذلك أن المكان لا يقرب وإنما يُقْرب منه، فذكر الله سبحانه أن إزلاف المكان ليس ببعيد عن قدرتنا بطيّ المسافة وغير ذلك ؛ ويقال لهم : هذا ما عد الله لكل رجّاع إلى طريقه ومنهاجه، حفيظ شديد الرعاية لأمانات دينه ؛ من خاف مقام ربه واسع الرحمة يقال له ولمن على شاكلته : ادخلوها سالمين من الآفات فلا موت ولا نصب، ولا مشيب ولا كدر، ولا تحول بل هو المستقر، وذلك أول يوم البقاء والخلود.
قال قتادة :﴿ ذلك يوم الخلود ﴾ خلدوا والله فلا يموتون، ونعموا فلا يبأسون، واستقروا فلا يتحولون، ولكم ما تشتهون وتدعون، وتتمنون وتطلبون، بل يتفضل المولى بأكثر مما تستحقون ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة... ﴾١.
يقول القرطبي :﴿ وتقول ﴾ جهنم ﴿ هل من مزيد ﴾ أي ما بقى فيّ موضع للزيادة كقوله عليه السلام :( وهل ترك لنا عقيل من رَبْع أو منزل ) أي ما ترك ؛ فمعنى الكلام الجحد.. وقال : ابن عباس وعطاء : الأوّاب٢ : المسبح من قوله :﴿.. يا جبال أوّبي معه.. ﴾٣... والخشية بالغيب أن تخافه ولم تره.. وقال الحسن إذا أرخى الستر وأغلق الباب. أه.
قال مسلم في صحيحه بسنده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( احتجت الجنة والنار فقالت النار فيّ الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة فيّ ضعفاء الناس ومساكينهم فقضى بينهما فقال للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها ).
ومما روى مسلم وأحمد وغيرهما عن صهيب ما يشهد أن معنى المزيد والزيادة : النظر إلى وجه ربنا الكريم جل علاه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم –وقد تلا :﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة.. ﴾ قال :( إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناديا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويُجرنا من النار قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فو الله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم ).
١ سورة يونس. من الآية ٢٦..
٢ أورد الماوردي فيما نقله عن القرطبي: روى مكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع ركعات من أول النهار كان أوّابا حفيظا)..
٣ سورة سبأ الآية ١٠..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٠:﴿ يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد( ٣٠ )وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد( ٣١ )هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ( ٣٢ ) من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب( ٣٣ )ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود( ٣٤ )لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد( ٣٥ ) ﴾
وأنذرهم يوم نقول للنار- بعد أن يُلْقَوْا فيها فوجا بعد فوج - هل امتلأت ؟ فتقول هل من زيادة ممن يستحقون الدخول ؟. والظاهر بقاء السؤال والجواب على حقيقتهما... ونحن متعبدون باعتقاد الظاهر ما لم يمنع مانع، ولا مانع هاهنا، فإن القدرة صالحة، والعقل مجوز، والظواهر قاضية بوقوع ما جوزه العقل، وأمور الآخرة لا ينبغي أن تقاس على أمور الدنيا ؛ ونقل عن ابن عباس ومجاهد والحسن : هو من باب التمثيل، والمعنى أن مع اتساعها وتباعد أقطارها نطرح فيها من الجنة والناس فوجا بعد فوج حتى تمتلئ ؛ فالاستفهام للإنكار، أي لا مزيد على امتلائها.
وبعد بيان مصير الفجار الكفار بينت الآيات مآل المحسنين الأبرار، وشوقت إلى نعيم العزيز الغفار، فالجنة التي وُعِدُوا قريبة من موقف العرض ؛ يقول صاحب غرائب القرآن :﴿ غير بعيد ﴾ نصب على الظرف أي مكانا غير بعيد.. معناه التوكيد.. وقال آخرون إنه صفة مصدر محذوف أي إزلافا غير بعيد عن قدرتنا، وذلك أن المكان لا يقرب وإنما يُقْرب منه، فذكر الله سبحانه أن إزلاف المكان ليس ببعيد عن قدرتنا بطيّ المسافة وغير ذلك ؛ ويقال لهم : هذا ما عد الله لكل رجّاع إلى طريقه ومنهاجه، حفيظ شديد الرعاية لأمانات دينه ؛ من خاف مقام ربه واسع الرحمة يقال له ولمن على شاكلته : ادخلوها سالمين من الآفات فلا موت ولا نصب، ولا مشيب ولا كدر، ولا تحول بل هو المستقر، وذلك أول يوم البقاء والخلود.
قال قتادة :﴿ ذلك يوم الخلود ﴾ خلدوا والله فلا يموتون، ونعموا فلا يبأسون، واستقروا فلا يتحولون، ولكم ما تشتهون وتدعون، وتتمنون وتطلبون، بل يتفضل المولى بأكثر مما تستحقون ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة... ﴾١.
يقول القرطبي :﴿ وتقول ﴾ جهنم ﴿ هل من مزيد ﴾ أي ما بقى فيّ موضع للزيادة كقوله عليه السلام :( وهل ترك لنا عقيل من رَبْع أو منزل ) أي ما ترك ؛ فمعنى الكلام الجحد.. وقال : ابن عباس وعطاء : الأوّاب٢ : المسبح من قوله :﴿.. يا جبال أوّبي معه.. ﴾٣... والخشية بالغيب أن تخافه ولم تره.. وقال الحسن إذا أرخى الستر وأغلق الباب. أه.
قال مسلم في صحيحه بسنده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( احتجت الجنة والنار فقالت النار فيّ الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة فيّ ضعفاء الناس ومساكينهم فقضى بينهما فقال للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها ).
ومما روى مسلم وأحمد وغيرهما عن صهيب ما يشهد أن معنى المزيد والزيادة : النظر إلى وجه ربنا الكريم جل علاه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم –وقد تلا :﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة.. ﴾ قال :( إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناديا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويُجرنا من النار قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فو الله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم ).
١ سورة يونس. من الآية ٢٦..
٢ أورد الماوردي فيما نقله عن القرطبي: روى مكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع ركعات من أول النهار كان أوّابا حفيظا)..
٣ سورة سبأ الآية ١٠..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٠:﴿ يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد( ٣٠ )وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد( ٣١ )هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ( ٣٢ ) من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب( ٣٣ )ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود( ٣٤ )لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد( ٣٥ ) ﴾
وأنذرهم يوم نقول للنار- بعد أن يُلْقَوْا فيها فوجا بعد فوج - هل امتلأت ؟ فتقول هل من زيادة ممن يستحقون الدخول ؟. والظاهر بقاء السؤال والجواب على حقيقتهما... ونحن متعبدون باعتقاد الظاهر ما لم يمنع مانع، ولا مانع هاهنا، فإن القدرة صالحة، والعقل مجوز، والظواهر قاضية بوقوع ما جوزه العقل، وأمور الآخرة لا ينبغي أن تقاس على أمور الدنيا ؛ ونقل عن ابن عباس ومجاهد والحسن : هو من باب التمثيل، والمعنى أن مع اتساعها وتباعد أقطارها نطرح فيها من الجنة والناس فوجا بعد فوج حتى تمتلئ ؛ فالاستفهام للإنكار، أي لا مزيد على امتلائها.
وبعد بيان مصير الفجار الكفار بينت الآيات مآل المحسنين الأبرار، وشوقت إلى نعيم العزيز الغفار، فالجنة التي وُعِدُوا قريبة من موقف العرض ؛ يقول صاحب غرائب القرآن :﴿ غير بعيد ﴾ نصب على الظرف أي مكانا غير بعيد.. معناه التوكيد.. وقال آخرون إنه صفة مصدر محذوف أي إزلافا غير بعيد عن قدرتنا، وذلك أن المكان لا يقرب وإنما يُقْرب منه، فذكر الله سبحانه أن إزلاف المكان ليس ببعيد عن قدرتنا بطيّ المسافة وغير ذلك ؛ ويقال لهم : هذا ما عد الله لكل رجّاع إلى طريقه ومنهاجه، حفيظ شديد الرعاية لأمانات دينه ؛ من خاف مقام ربه واسع الرحمة يقال له ولمن على شاكلته : ادخلوها سالمين من الآفات فلا موت ولا نصب، ولا مشيب ولا كدر، ولا تحول بل هو المستقر، وذلك أول يوم البقاء والخلود.
قال قتادة :﴿ ذلك يوم الخلود ﴾ خلدوا والله فلا يموتون، ونعموا فلا يبأسون، واستقروا فلا يتحولون، ولكم ما تشتهون وتدعون، وتتمنون وتطلبون، بل يتفضل المولى بأكثر مما تستحقون ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة... ﴾١.
يقول القرطبي :﴿ وتقول ﴾ جهنم ﴿ هل من مزيد ﴾ أي ما بقى فيّ موضع للزيادة كقوله عليه السلام :( وهل ترك لنا عقيل من رَبْع أو منزل ) أي ما ترك ؛ فمعنى الكلام الجحد.. وقال : ابن عباس وعطاء : الأوّاب٢ : المسبح من قوله :﴿.. يا جبال أوّبي معه.. ﴾٣... والخشية بالغيب أن تخافه ولم تره.. وقال الحسن إذا أرخى الستر وأغلق الباب. أه.
قال مسلم في صحيحه بسنده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( احتجت الجنة والنار فقالت النار فيّ الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة فيّ ضعفاء الناس ومساكينهم فقضى بينهما فقال للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها ).
ومما روى مسلم وأحمد وغيرهما عن صهيب ما يشهد أن معنى المزيد والزيادة : النظر إلى وجه ربنا الكريم جل علاه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم –وقد تلا :﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة.. ﴾ قال :( إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناديا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويُجرنا من النار قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فو الله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم ).
١ سورة يونس. من الآية ٢٦..
٢ أورد الماوردي فيما نقله عن القرطبي: روى مكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع ركعات من أول النهار كان أوّابا حفيظا)..
٣ سورة سبأ الآية ١٠..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٠:﴿ يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد( ٣٠ )وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد( ٣١ )هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ( ٣٢ ) من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب( ٣٣ )ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود( ٣٤ )لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد( ٣٥ ) ﴾
وأنذرهم يوم نقول للنار- بعد أن يُلْقَوْا فيها فوجا بعد فوج - هل امتلأت ؟ فتقول هل من زيادة ممن يستحقون الدخول ؟. والظاهر بقاء السؤال والجواب على حقيقتهما... ونحن متعبدون باعتقاد الظاهر ما لم يمنع مانع، ولا مانع هاهنا، فإن القدرة صالحة، والعقل مجوز، والظواهر قاضية بوقوع ما جوزه العقل، وأمور الآخرة لا ينبغي أن تقاس على أمور الدنيا ؛ ونقل عن ابن عباس ومجاهد والحسن : هو من باب التمثيل، والمعنى أن مع اتساعها وتباعد أقطارها نطرح فيها من الجنة والناس فوجا بعد فوج حتى تمتلئ ؛ فالاستفهام للإنكار، أي لا مزيد على امتلائها.
وبعد بيان مصير الفجار الكفار بينت الآيات مآل المحسنين الأبرار، وشوقت إلى نعيم العزيز الغفار، فالجنة التي وُعِدُوا قريبة من موقف العرض ؛ يقول صاحب غرائب القرآن :﴿ غير بعيد ﴾ نصب على الظرف أي مكانا غير بعيد.. معناه التوكيد.. وقال آخرون إنه صفة مصدر محذوف أي إزلافا غير بعيد عن قدرتنا، وذلك أن المكان لا يقرب وإنما يُقْرب منه، فذكر الله سبحانه أن إزلاف المكان ليس ببعيد عن قدرتنا بطيّ المسافة وغير ذلك ؛ ويقال لهم : هذا ما عد الله لكل رجّاع إلى طريقه ومنهاجه، حفيظ شديد الرعاية لأمانات دينه ؛ من خاف مقام ربه واسع الرحمة يقال له ولمن على شاكلته : ادخلوها سالمين من الآفات فلا موت ولا نصب، ولا مشيب ولا كدر، ولا تحول بل هو المستقر، وذلك أول يوم البقاء والخلود.
قال قتادة :﴿ ذلك يوم الخلود ﴾ خلدوا والله فلا يموتون، ونعموا فلا يبأسون، واستقروا فلا يتحولون، ولكم ما تشتهون وتدعون، وتتمنون وتطلبون، بل يتفضل المولى بأكثر مما تستحقون ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة... ﴾١.
يقول القرطبي :﴿ وتقول ﴾ جهنم ﴿ هل من مزيد ﴾ أي ما بقى فيّ موضع للزيادة كقوله عليه السلام :( وهل ترك لنا عقيل من رَبْع أو منزل ) أي ما ترك ؛ فمعنى الكلام الجحد.. وقال : ابن عباس وعطاء : الأوّاب٢ : المسبح من قوله :﴿.. يا جبال أوّبي معه.. ﴾٣... والخشية بالغيب أن تخافه ولم تره.. وقال الحسن إذا أرخى الستر وأغلق الباب. أه.
قال مسلم في صحيحه بسنده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( احتجت الجنة والنار فقالت النار فيّ الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة فيّ ضعفاء الناس ومساكينهم فقضى بينهما فقال للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها ).
ومما روى مسلم وأحمد وغيرهما عن صهيب ما يشهد أن معنى المزيد والزيادة : النظر إلى وجه ربنا الكريم جل علاه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم –وقد تلا :﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة.. ﴾ قال :( إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناديا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويُجرنا من النار قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فو الله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم ).
١ سورة يونس. من الآية ٢٦..
٢ أورد الماوردي فيما نقله عن القرطبي: روى مكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع ركعات من أول النهار كان أوّابا حفيظا)..
٣ سورة سبأ الآية ١٠..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٠:﴿ يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد( ٣٠ )وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد( ٣١ )هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ( ٣٢ ) من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب( ٣٣ )ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود( ٣٤ )لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد( ٣٥ ) ﴾
وأنذرهم يوم نقول للنار- بعد أن يُلْقَوْا فيها فوجا بعد فوج - هل امتلأت ؟ فتقول هل من زيادة ممن يستحقون الدخول ؟. والظاهر بقاء السؤال والجواب على حقيقتهما... ونحن متعبدون باعتقاد الظاهر ما لم يمنع مانع، ولا مانع هاهنا، فإن القدرة صالحة، والعقل مجوز، والظواهر قاضية بوقوع ما جوزه العقل، وأمور الآخرة لا ينبغي أن تقاس على أمور الدنيا ؛ ونقل عن ابن عباس ومجاهد والحسن : هو من باب التمثيل، والمعنى أن مع اتساعها وتباعد أقطارها نطرح فيها من الجنة والناس فوجا بعد فوج حتى تمتلئ ؛ فالاستفهام للإنكار، أي لا مزيد على امتلائها.
وبعد بيان مصير الفجار الكفار بينت الآيات مآل المحسنين الأبرار، وشوقت إلى نعيم العزيز الغفار، فالجنة التي وُعِدُوا قريبة من موقف العرض ؛ يقول صاحب غرائب القرآن :﴿ غير بعيد ﴾ نصب على الظرف أي مكانا غير بعيد.. معناه التوكيد.. وقال آخرون إنه صفة مصدر محذوف أي إزلافا غير بعيد عن قدرتنا، وذلك أن المكان لا يقرب وإنما يُقْرب منه، فذكر الله سبحانه أن إزلاف المكان ليس ببعيد عن قدرتنا بطيّ المسافة وغير ذلك ؛ ويقال لهم : هذا ما عد الله لكل رجّاع إلى طريقه ومنهاجه، حفيظ شديد الرعاية لأمانات دينه ؛ من خاف مقام ربه واسع الرحمة يقال له ولمن على شاكلته : ادخلوها سالمين من الآفات فلا موت ولا نصب، ولا مشيب ولا كدر، ولا تحول بل هو المستقر، وذلك أول يوم البقاء والخلود.
قال قتادة :﴿ ذلك يوم الخلود ﴾ خلدوا والله فلا يموتون، ونعموا فلا يبأسون، واستقروا فلا يتحولون، ولكم ما تشتهون وتدعون، وتتمنون وتطلبون، بل يتفضل المولى بأكثر مما تستحقون ﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة... ﴾١.
يقول القرطبي :﴿ وتقول ﴾ جهنم ﴿ هل من مزيد ﴾ أي ما بقى فيّ موضع للزيادة كقوله عليه السلام :( وهل ترك لنا عقيل من رَبْع أو منزل ) أي ما ترك ؛ فمعنى الكلام الجحد.. وقال : ابن عباس وعطاء : الأوّاب٢ : المسبح من قوله :﴿.. يا جبال أوّبي معه.. ﴾٣... والخشية بالغيب أن تخافه ولم تره.. وقال الحسن إذا أرخى الستر وأغلق الباب. أه.
قال مسلم في صحيحه بسنده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( احتجت الجنة والنار فقالت النار فيّ الجبارون والمتكبرون وقالت الجنة فيّ ضعفاء الناس ومساكينهم فقضى بينهما فقال للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها ).
ومما روى مسلم وأحمد وغيرهما عن صهيب ما يشهد أن معنى المزيد والزيادة : النظر إلى وجه ربنا الكريم جل علاه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم –وقد تلا :﴿ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة.. ﴾ قال :( إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناديا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويُجرنا من النار قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فو الله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم ).
١ سورة يونس. من الآية ٢٦..
٢ أورد الماوردي فيما نقله عن القرطبي: روى مكحول عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع ركعات من أول النهار كان أوّابا حفيظا)..
٣ سورة سبأ الآية ١٠..

﴿ كم ﴾ كثير.
﴿ قرن ﴾ الوقت من الزمان، والأكثرون على أنه مائة سنة١، أو أهل كل مدة كانوا مقترنين فيها، والذين يأتون من بعدهم ذوو اقتران آخر.
﴿ بطشا ﴾ شدة سطوة، أو أخذا بعنف، أو نكالا في سرعة.
﴿ فنقبوا ﴾ فأقبلوا أو أدبروا، أو خرقوا، أو ساروا حتى خرقت أخفاف إبلهم.
وهذا الباب كله أصله التأثير الذي له عمق ودخول، ومن ذلك يقال : نقبت الحائط أي بلغت في النقب آخره، وشاع التنقيب في العرف بمعنى التنقير عن الشيء والبحث عن أحواله.
﴿ محيص ﴾ مخلص، أو مفر.
﴿ وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص( ٣٦ )إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد( ٣٧ )ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب( ٣٨ ) ﴾
عادت الآيات الكريمة تنذر بأس الله تعالى الذي يُعَجَّل للكفار الطاغين ؛ ولقد أهلك الله ناسا كانوا أشد من كفار مكة قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها ؛ أمم كثيرة سبقتهم بنوا بيوتا بكل ريع آية يعبثون، واتخذوا مصانع لعلهم يخلدون، ونحتوا من الجبال بيوتا فارهين، وبطشوا بطش الجبارين، وتكاثروا بالأموال والبنين، فما أغنى عنهم جمعهم وما كانوا يستكبرون، ونجى الله الذين ينهون عن السوء وأخذ الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون، فما استطاعوا من فرار ولا هم يُنصرون ؛ إن في هذا لعظة للذين هم لربهم يرهبون ؛ والذين إذا سمعوا الحق يعتبرون٢، وهم شهداء الله على الناس يوم يبعثون ؛ وخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس، ولقد خلقناهما فيما تعدونه ستة أيام من أيامكم، وما أدركنا من خلقهما -على عظمهما- إعياء ولا نصب ولا تعب، فلن يعيينا أن نعيد خلقكم كما بدأناكم أول مرة، وأن نجزي الذين أساءوا بما عملوا ونجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
يقول صاحب تفسير القرآن العظيم :﴿ فنقبوا في البلاد.. ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما : أثروا فيها... قوله تعالى﴿ هل من محيص ﴾ هل من مفر كان لهم من قضاء الله وقدره.. فأنتم أيضا لا مفر لكم... وقال قتادة : قالت اليهود -عليهم لعائن الله- خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت.. فأنزل الله تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه. أهـ.
وفي الآية ترتيب حسن لأنه إن كان ذا قلب ذكي يستخرج المعاني بتدبره وفكره فذاك، وإلا فلابد أن يكون مستمعا مصغيا إلى كلام ليحصل له التذكر٣.
[ والمراد أن فيما فُعِلَ بسوالف الأمم، أو في المذكور أماما من الآيات لذكرى لإحدى طائفتين : من له قلب يفقه عن الله عز وجل، ومن له سمع مصغ مع ذهن حاضر، أي لمن له استعداد القبول عن الفقيه إن لم يكن فقيها في نفسه ؛ و﴿ أو ﴾ لمنع الخلو من حيث إنه يجوز أن يكون الشخص فقيها ومستعدا للقبول من الفقيه، وذكر بعضهم أنها لتقسيم المتذكر إلى تال وسامع، أو إلى فقيه ومتعلم، أو إلى عالم كامل الاستعداد لا يحتاج لغير التأمل فيما عنده، وقاصر محتاج للتعليم فيتذكر إذا أقبل بكليته وأزال الموانع بأسرها فتأمل ]٤.
١ وفي الحديث: أنه مسح رأس غلام وقال: (عش قرنا) فعاش مائة سنة؟ والقرن من الناس: أهل زمان واحد، وقال:
﴿ بطشا ﴾ شدة سطوة، أو أخذا بعنف، أو نكالا في سرعة.
﴿ فنقبوا ﴾ فأقبلوا أو أدبروا، أو خرقوا، أو ساروا حتى خرقت أخفاف إبلهم.
وهذا الباب كله أصله التأثير الذي له عمق ودخول، ومن ذلك يقال : نقبت الحائط أي بلغت في النقب آخره، وشاع التنقيب في العرف بمعنى التنقير عن الشيء والبحث عن أحواله.
﴿ محيص ﴾ مخلص، أو مفر.
﴿ وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص( ٣٦ )إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد( ٣٧ )ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب( ٣٨ ) ﴾
عادت الآيات الكريمة تنذر بأس الله تعالى الذي يُعَجَّل للكفار الطاغين ؛ ولقد أهلك الله ناسا كانوا أشد من كفار مكة قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها ؛ أمم كثيرة سبقتهم بنوا بيوتا بكل ريع آية يعبثون، واتخذوا مصانع لعلهم يخلدون، ونحتوا من الجبال بيوتا فارهين، وبطشوا بطش الجبارين، وتكاثروا بالأموال والبنين، فما أغنى عنهم جمعهم وما كانوا يستكبرون، ونجى الله الذين ينهون عن السوء وأخذ الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون، فما استطاعوا من فرار ولا هم يُنصرون ؛ إن في هذا لعظة للذين هم لربهم يرهبون ؛ والذين إذا سمعوا الحق يعتبرون٢، وهم شهداء الله على الناس يوم يبعثون ؛ وخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس، ولقد خلقناهما فيما تعدونه ستة أيام من أيامكم، وما أدركنا من خلقهما -على عظمهما- إعياء ولا نصب ولا تعب، فلن يعيينا أن نعيد خلقكم كما بدأناكم أول مرة، وأن نجزي الذين أساءوا بما عملوا ونجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
يقول صاحب تفسير القرآن العظيم :﴿ فنقبوا في البلاد.. ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما : أثروا فيها... قوله تعالى﴿ هل من محيص ﴾ هل من مفر كان لهم من قضاء الله وقدره.. فأنتم أيضا لا مفر لكم... وقال قتادة : قالت اليهود -عليهم لعائن الله- خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت.. فأنزل الله تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه. أهـ.
وفي الآية ترتيب حسن لأنه إن كان ذا قلب ذكي يستخرج المعاني بتدبره وفكره فذاك، وإلا فلابد أن يكون مستمعا مصغيا إلى كلام ليحصل له التذكر٣.
[ والمراد أن فيما فُعِلَ بسوالف الأمم، أو في المذكور أماما من الآيات لذكرى لإحدى طائفتين : من له قلب يفقه عن الله عز وجل، ومن له سمع مصغ مع ذهن حاضر، أي لمن له استعداد القبول عن الفقيه إن لم يكن فقيها في نفسه ؛ و﴿ أو ﴾ لمنع الخلو من حيث إنه يجوز أن يكون الشخص فقيها ومستعدا للقبول من الفقيه، وذكر بعضهم أنها لتقسيم المتذكر إلى تال وسامع، أو إلى فقيه ومتعلم، أو إلى عالم كامل الاستعداد لا يحتاج لغير التأمل فيما عنده، وقاصر محتاج للتعليم فيتذكر إذا أقبل بكليته وأزال الموانع بأسرها فتأمل ]٤.
﴿ لغوب ﴾ تعب أوإعياء.
﴿ بطشا ﴾ شدة سطوة، أو أخذا بعنف، أو نكالا في سرعة.
﴿ فنقبوا ﴾ فأقبلوا أو أدبروا، أو خرقوا، أو ساروا حتى خرقت أخفاف إبلهم.
وهذا الباب كله أصله التأثير الذي له عمق ودخول، ومن ذلك يقال : نقبت الحائط أي بلغت في النقب آخره، وشاع التنقيب في العرف بمعنى التنقير عن الشيء والبحث عن أحواله.
﴿ محيص ﴾ مخلص، أو مفر.
﴿ وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص( ٣٦ )إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد( ٣٧ )ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب( ٣٨ ) ﴾
عادت الآيات الكريمة تنذر بأس الله تعالى الذي يُعَجَّل للكفار الطاغين ؛ ولقد أهلك الله ناسا كانوا أشد من كفار مكة قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها ؛ أمم كثيرة سبقتهم بنوا بيوتا بكل ريع آية يعبثون، واتخذوا مصانع لعلهم يخلدون، ونحتوا من الجبال بيوتا فارهين، وبطشوا بطش الجبارين، وتكاثروا بالأموال والبنين، فما أغنى عنهم جمعهم وما كانوا يستكبرون، ونجى الله الذين ينهون عن السوء وأخذ الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون، فما استطاعوا من فرار ولا هم يُنصرون ؛ إن في هذا لعظة للذين هم لربهم يرهبون ؛ والذين إذا سمعوا الحق يعتبرون٢، وهم شهداء الله على الناس يوم يبعثون ؛ وخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس، ولقد خلقناهما فيما تعدونه ستة أيام من أيامكم، وما أدركنا من خلقهما -على عظمهما- إعياء ولا نصب ولا تعب، فلن يعيينا أن نعيد خلقكم كما بدأناكم أول مرة، وأن نجزي الذين أساءوا بما عملوا ونجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
يقول صاحب تفسير القرآن العظيم :﴿ فنقبوا في البلاد.. ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما : أثروا فيها... قوله تعالى﴿ هل من محيص ﴾ هل من مفر كان لهم من قضاء الله وقدره.. فأنتم أيضا لا مفر لكم... وقال قتادة : قالت اليهود -عليهم لعائن الله- خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت.. فأنزل الله تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه. أهـ.
وفي الآية ترتيب حسن لأنه إن كان ذا قلب ذكي يستخرج المعاني بتدبره وفكره فذاك، وإلا فلابد أن يكون مستمعا مصغيا إلى كلام ليحصل له التذكر٣.
[ والمراد أن فيما فُعِلَ بسوالف الأمم، أو في المذكور أماما من الآيات لذكرى لإحدى طائفتين : من له قلب يفقه عن الله عز وجل، ومن له سمع مصغ مع ذهن حاضر، أي لمن له استعداد القبول عن الفقيه إن لم يكن فقيها في نفسه ؛ و﴿ أو ﴾ لمنع الخلو من حيث إنه يجوز أن يكون الشخص فقيها ومستعدا للقبول من الفقيه، وذكر بعضهم أنها لتقسيم المتذكر إلى تال وسامع، أو إلى فقيه ومتعلم، أو إلى عالم كامل الاستعداد لا يحتاج لغير التأمل فيما عنده، وقاصر محتاج للتعليم فيتذكر إذا أقبل بكليته وأزال الموانع بأسرها فتأمل ]٤.
﴿ فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب( ٣٩ )ومن الليل فسبحه وإدبار السجود( ٤٠ )واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب( ٤١ )يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج( ٤٢ )إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير( ٤٣ )يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير( ٤٤ ) ﴾.
أمر للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بالإعراض عن الجاهلين ولغوهم، وألا نضيق بجحودهم وارتيابهم- فإن من قدر على خلق العالم في تلك المدة اليسيرة بلا إعياء قادر على بعثهم والانتقام منهم- ونزّه ربك شاكرا له أنعمه، وقدّسه ناهضا بالسجود والركوع والصلاة له قبل طلوع الشمس [ صبحا ] وقبل غروبها[ عصرا ] وكانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء اثنتين : قبل طلوع الشمس في وقت الفجر، وقبل الغروب في وقت العصر، وقيام الليل كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته حولا ثم نسخ في حق الأمة وجوبه، ثم بعد ذلك نسخ الله ذلك كله ليلة الإسراء بخمس صلوات، ولكن منهن صلاة الصبح والعصر فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ؛ وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع.... عن جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال :( أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) ثم قرأ :﴿ .. وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ﴾ ورواه البخاري ومسلم وبقية الجماعة من حديث إسماعيل به ؛ وقوله تعالى :﴿ ومن الليل فسبحه ﴾ أي فصلِّ له، لقوله :﴿ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾١ ﴿ .. وإدبار السجود ﴾ قال ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما : هو التسبيح بعد الصلاة، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء فقراء المهاجرين فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" وما ذاك ؟ " قالوا : يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق ؛ قال صلى الله عليه وسلم :( أفلا فعلتم شيئا إذا فعلتم تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ) قال : فقالوا : يا رسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال صلى الله عليه وسلم :( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )٢. واستمع لما يوحى من أهوال يوم القيامة، يوم ينادي المنادي، يوم النفخة الثانية في الصور، فيخرج من في القبور، للحشر والنشور، ينادَوْن من قريب فلا يخفى النداء على أحد، يناديهم المولى فيلبّون النداء :﴿ يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ﴾٣ ذلك يوم البعث ؛ إنا نحن نحيي ونميت في الدنيا من غير أن يشاركنا في ذلك أحد ﴿ .. وإلينا المصير ﴾ المرجع للجزاء في الآخرة إلينا لا إلى غيرنا- لا استقلالا ولا اشتركا-٤ يوم يخرجون من الأجداث مسرعين يساقون إلى العرض على مالك يوم الدين، لا يغيب منهم أحد، ولن يجدوا لهم من دونه موئلا ؛ وذلك السوْق والجمع والنشور والحشر يسير علينا هين ﴿ ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة.. ﴾٥ ﴿ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا. لقد أحصاهم وعدهم عدا. وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ﴾٦ ﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ﴾٧.
١ سورة الإسراء الآية: ٧٩.
٢ سورة الإسراء. الآية ٧٩..
٣ سورة الإسراء. الآية ٥٢..
٤ ما بين العارضتين أورده ابن كثير، وأورد رأيا ثانيا عن ابن عباس: ركعتين قبل صلاة الفجر إدبار النجوم، وركعتين بعد المغرب أدبار السجود..
٥ مقتبس من روح المعاني..
٦ سورة لقمان. من الآية ٢٨..
٧ سورة مريم. الآيات: ٩٥، ٩٤، ٩٣..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٩:﴿ فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب( ٣٩ )ومن الليل فسبحه وإدبار السجود( ٤٠ )واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب( ٤١ )يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج( ٤٢ )إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير( ٤٣ )يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير( ٤٤ ) ﴾.
أمر للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بالإعراض عن الجاهلين ولغوهم، وألا نضيق بجحودهم وارتيابهم- فإن من قدر على خلق العالم في تلك المدة اليسيرة بلا إعياء قادر على بعثهم والانتقام منهم- ونزّه ربك شاكرا له أنعمه، وقدّسه ناهضا بالسجود والركوع والصلاة له قبل طلوع الشمس [ صبحا ] وقبل غروبها[ عصرا ] وكانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء اثنتين : قبل طلوع الشمس في وقت الفجر، وقبل الغروب في وقت العصر، وقيام الليل كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته حولا ثم نسخ في حق الأمة وجوبه، ثم بعد ذلك نسخ الله ذلك كله ليلة الإسراء بخمس صلوات، ولكن منهن صلاة الصبح والعصر فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ؛ وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع.... عن جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال :( أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) ثم قرأ :﴿.. وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ﴾ ورواه البخاري ومسلم وبقية الجماعة من حديث إسماعيل به ؛ وقوله تعالى :﴿ ومن الليل فسبحه ﴾ أي فصلِّ له، لقوله :﴿ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾١ ﴿.. وإدبار السجود ﴾ قال ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما : هو التسبيح بعد الصلاة، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء فقراء المهاجرين فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" وما ذاك ؟ " قالوا : يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق ؛ قال صلى الله عليه وسلم :( أفلا فعلتم شيئا إذا فعلتم تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ) قال : فقالوا : يا رسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال صلى الله عليه وسلم :( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )٢. واستمع لما يوحى من أهوال يوم القيامة، يوم ينادي المنادي، يوم النفخة الثانية في الصور، فيخرج من في القبور، للحشر والنشور، ينادَوْن من قريب فلا يخفى النداء على أحد، يناديهم المولى فيلبّون النداء :﴿ يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ﴾٣ ذلك يوم البعث ؛ إنا نحن نحيي ونميت في الدنيا من غير أن يشاركنا في ذلك أحد ﴿.. وإلينا المصير ﴾ المرجع للجزاء في الآخرة إلينا لا إلى غيرنا- لا استقلالا ولا اشتركا-٤ يوم يخرجون من الأجداث مسرعين يساقون إلى العرض على مالك يوم الدين، لا يغيب منهم أحد، ولن يجدوا لهم من دونه موئلا ؛ وذلك السوْق والجمع والنشور والحشر يسير علينا هين ﴿ ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة.. ﴾٥ ﴿ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا. لقد أحصاهم وعدهم عدا. وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ﴾٦ ﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ﴾٧.
١ سورة الإسراء الآية: ٧٩.
٢ سورة الإسراء. الآية ٧٩..
٣ سورة الإسراء. الآية ٥٢..
٤ ما بين العارضتين أورده ابن كثير، وأورد رأيا ثانيا عن ابن عباس: ركعتين قبل صلاة الفجر إدبار النجوم، وركعتين بعد المغرب أدبار السجود..
٥ مقتبس من روح المعاني..
٦ سورة لقمان. من الآية ٢٨..
٧ سورة مريم. الآيات: ٩٥، ٩٤، ٩٣..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٩:﴿ فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب( ٣٩ )ومن الليل فسبحه وإدبار السجود( ٤٠ )واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب( ٤١ )يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج( ٤٢ )إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير( ٤٣ )يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير( ٤٤ ) ﴾.
أمر للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بالإعراض عن الجاهلين ولغوهم، وألا نضيق بجحودهم وارتيابهم- فإن من قدر على خلق العالم في تلك المدة اليسيرة بلا إعياء قادر على بعثهم والانتقام منهم- ونزّه ربك شاكرا له أنعمه، وقدّسه ناهضا بالسجود والركوع والصلاة له قبل طلوع الشمس [ صبحا ] وقبل غروبها[ عصرا ] وكانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء اثنتين : قبل طلوع الشمس في وقت الفجر، وقبل الغروب في وقت العصر، وقيام الليل كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته حولا ثم نسخ في حق الأمة وجوبه، ثم بعد ذلك نسخ الله ذلك كله ليلة الإسراء بخمس صلوات، ولكن منهن صلاة الصبح والعصر فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ؛ وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع.... عن جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال :( أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) ثم قرأ :﴿.. وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ﴾ ورواه البخاري ومسلم وبقية الجماعة من حديث إسماعيل به ؛ وقوله تعالى :﴿ ومن الليل فسبحه ﴾ أي فصلِّ له، لقوله :﴿ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾١ ﴿.. وإدبار السجود ﴾ قال ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما : هو التسبيح بعد الصلاة، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء فقراء المهاجرين فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" وما ذاك ؟ " قالوا : يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق ؛ قال صلى الله عليه وسلم :( أفلا فعلتم شيئا إذا فعلتم تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ) قال : فقالوا : يا رسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال صلى الله عليه وسلم :( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )٢. واستمع لما يوحى من أهوال يوم القيامة، يوم ينادي المنادي، يوم النفخة الثانية في الصور، فيخرج من في القبور، للحشر والنشور، ينادَوْن من قريب فلا يخفى النداء على أحد، يناديهم المولى فيلبّون النداء :﴿ يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ﴾٣ ذلك يوم البعث ؛ إنا نحن نحيي ونميت في الدنيا من غير أن يشاركنا في ذلك أحد ﴿.. وإلينا المصير ﴾ المرجع للجزاء في الآخرة إلينا لا إلى غيرنا- لا استقلالا ولا اشتركا-٤ يوم يخرجون من الأجداث مسرعين يساقون إلى العرض على مالك يوم الدين، لا يغيب منهم أحد، ولن يجدوا لهم من دونه موئلا ؛ وذلك السوْق والجمع والنشور والحشر يسير علينا هين ﴿ ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة.. ﴾٥ ﴿ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا. لقد أحصاهم وعدهم عدا. وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ﴾٦ ﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ﴾٧.
١ سورة الإسراء الآية: ٧٩.
٢ سورة الإسراء. الآية ٧٩..
٣ سورة الإسراء. الآية ٥٢..
٤ ما بين العارضتين أورده ابن كثير، وأورد رأيا ثانيا عن ابن عباس: ركعتين قبل صلاة الفجر إدبار النجوم، وركعتين بعد المغرب أدبار السجود..
٥ مقتبس من روح المعاني..
٦ سورة لقمان. من الآية ٢٨..
٧ سورة مريم. الآيات: ٩٥، ٩٤، ٩٣..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٩:﴿ فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب( ٣٩ )ومن الليل فسبحه وإدبار السجود( ٤٠ )واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب( ٤١ )يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج( ٤٢ )إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير( ٤٣ )يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير( ٤٤ ) ﴾.
أمر للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بالإعراض عن الجاهلين ولغوهم، وألا نضيق بجحودهم وارتيابهم- فإن من قدر على خلق العالم في تلك المدة اليسيرة بلا إعياء قادر على بعثهم والانتقام منهم- ونزّه ربك شاكرا له أنعمه، وقدّسه ناهضا بالسجود والركوع والصلاة له قبل طلوع الشمس [ صبحا ] وقبل غروبها[ عصرا ] وكانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء اثنتين : قبل طلوع الشمس في وقت الفجر، وقبل الغروب في وقت العصر، وقيام الليل كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته حولا ثم نسخ في حق الأمة وجوبه، ثم بعد ذلك نسخ الله ذلك كله ليلة الإسراء بخمس صلوات، ولكن منهن صلاة الصبح والعصر فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ؛ وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع.... عن جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال :( أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) ثم قرأ :﴿.. وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ﴾ ورواه البخاري ومسلم وبقية الجماعة من حديث إسماعيل به ؛ وقوله تعالى :﴿ ومن الليل فسبحه ﴾ أي فصلِّ له، لقوله :﴿ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾١ ﴿.. وإدبار السجود ﴾ قال ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما : هو التسبيح بعد الصلاة، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء فقراء المهاجرين فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" وما ذاك ؟ " قالوا : يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق ؛ قال صلى الله عليه وسلم :( أفلا فعلتم شيئا إذا فعلتم تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ) قال : فقالوا : يا رسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال صلى الله عليه وسلم :( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )٢. واستمع لما يوحى من أهوال يوم القيامة، يوم ينادي المنادي، يوم النفخة الثانية في الصور، فيخرج من في القبور، للحشر والنشور، ينادَوْن من قريب فلا يخفى النداء على أحد، يناديهم المولى فيلبّون النداء :﴿ يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ﴾٣ ذلك يوم البعث ؛ إنا نحن نحيي ونميت في الدنيا من غير أن يشاركنا في ذلك أحد ﴿.. وإلينا المصير ﴾ المرجع للجزاء في الآخرة إلينا لا إلى غيرنا- لا استقلالا ولا اشتركا-٤ يوم يخرجون من الأجداث مسرعين يساقون إلى العرض على مالك يوم الدين، لا يغيب منهم أحد، ولن يجدوا لهم من دونه موئلا ؛ وذلك السوْق والجمع والنشور والحشر يسير علينا هين ﴿ ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة.. ﴾٥ ﴿ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا. لقد أحصاهم وعدهم عدا. وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ﴾٦ ﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ﴾٧.
١ سورة الإسراء الآية: ٧٩.
٢ سورة الإسراء. الآية ٧٩..
٣ سورة الإسراء. الآية ٥٢..
٤ ما بين العارضتين أورده ابن كثير، وأورد رأيا ثانيا عن ابن عباس: ركعتين قبل صلاة الفجر إدبار النجوم، وركعتين بعد المغرب أدبار السجود..
٥ مقتبس من روح المعاني..
٦ سورة لقمان. من الآية ٢٨..
٧ سورة مريم. الآيات: ٩٥، ٩٤، ٩٣..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٩:﴿ فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب( ٣٩ )ومن الليل فسبحه وإدبار السجود( ٤٠ )واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب( ٤١ )يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج( ٤٢ )إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير( ٤٣ )يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير( ٤٤ ) ﴾.
أمر للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بالإعراض عن الجاهلين ولغوهم، وألا نضيق بجحودهم وارتيابهم- فإن من قدر على خلق العالم في تلك المدة اليسيرة بلا إعياء قادر على بعثهم والانتقام منهم- ونزّه ربك شاكرا له أنعمه، وقدّسه ناهضا بالسجود والركوع والصلاة له قبل طلوع الشمس [ صبحا ] وقبل غروبها[ عصرا ] وكانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء اثنتين : قبل طلوع الشمس في وقت الفجر، وقبل الغروب في وقت العصر، وقيام الليل كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته حولا ثم نسخ في حق الأمة وجوبه، ثم بعد ذلك نسخ الله ذلك كله ليلة الإسراء بخمس صلوات، ولكن منهن صلاة الصبح والعصر فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ؛ وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع.... عن جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال :( أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) ثم قرأ :﴿.. وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ﴾ ورواه البخاري ومسلم وبقية الجماعة من حديث إسماعيل به ؛ وقوله تعالى :﴿ ومن الليل فسبحه ﴾ أي فصلِّ له، لقوله :﴿ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾١ ﴿.. وإدبار السجود ﴾ قال ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما : هو التسبيح بعد الصلاة، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء فقراء المهاجرين فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" وما ذاك ؟ " قالوا : يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق ؛ قال صلى الله عليه وسلم :( أفلا فعلتم شيئا إذا فعلتم تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ) قال : فقالوا : يا رسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال صلى الله عليه وسلم :( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )٢. واستمع لما يوحى من أهوال يوم القيامة، يوم ينادي المنادي، يوم النفخة الثانية في الصور، فيخرج من في القبور، للحشر والنشور، ينادَوْن من قريب فلا يخفى النداء على أحد، يناديهم المولى فيلبّون النداء :﴿ يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ﴾٣ ذلك يوم البعث ؛ إنا نحن نحيي ونميت في الدنيا من غير أن يشاركنا في ذلك أحد ﴿.. وإلينا المصير ﴾ المرجع للجزاء في الآخرة إلينا لا إلى غيرنا- لا استقلالا ولا اشتركا-٤ يوم يخرجون من الأجداث مسرعين يساقون إلى العرض على مالك يوم الدين، لا يغيب منهم أحد، ولن يجدوا لهم من دونه موئلا ؛ وذلك السوْق والجمع والنشور والحشر يسير علينا هين ﴿ ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة.. ﴾٥ ﴿ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا. لقد أحصاهم وعدهم عدا. وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ﴾٦ ﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ﴾٧.
١ سورة الإسراء الآية: ٧٩.
٢ سورة الإسراء. الآية ٧٩..
٣ سورة الإسراء. الآية ٥٢..
٤ ما بين العارضتين أورده ابن كثير، وأورد رأيا ثانيا عن ابن عباس: ركعتين قبل صلاة الفجر إدبار النجوم، وركعتين بعد المغرب أدبار السجود..
٥ مقتبس من روح المعاني..
٦ سورة لقمان. من الآية ٢٨..
٧ سورة مريم. الآيات: ٩٥، ٩٤، ٩٣..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٩:﴿ فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب( ٣٩ )ومن الليل فسبحه وإدبار السجود( ٤٠ )واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب( ٤١ )يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج( ٤٢ )إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير( ٤٣ )يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير( ٤٤ ) ﴾.
أمر للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بالإعراض عن الجاهلين ولغوهم، وألا نضيق بجحودهم وارتيابهم- فإن من قدر على خلق العالم في تلك المدة اليسيرة بلا إعياء قادر على بعثهم والانتقام منهم- ونزّه ربك شاكرا له أنعمه، وقدّسه ناهضا بالسجود والركوع والصلاة له قبل طلوع الشمس [ صبحا ] وقبل غروبها[ عصرا ] وكانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء اثنتين : قبل طلوع الشمس في وقت الفجر، وقبل الغروب في وقت العصر، وقيام الليل كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته حولا ثم نسخ في حق الأمة وجوبه، ثم بعد ذلك نسخ الله ذلك كله ليلة الإسراء بخمس صلوات، ولكن منهن صلاة الصبح والعصر فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ؛ وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع.... عن جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال :( أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر لا تضامون فيه فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) ثم قرأ :﴿.. وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ﴾ ورواه البخاري ومسلم وبقية الجماعة من حديث إسماعيل به ؛ وقوله تعالى :﴿ ومن الليل فسبحه ﴾ أي فصلِّ له، لقوله :﴿ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾١ ﴿.. وإدبار السجود ﴾ قال ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما : هو التسبيح بعد الصلاة، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء فقراء المهاجرين فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا والنعيم المقيم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" وما ذاك ؟ " قالوا : يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق ؛ قال صلى الله عليه وسلم :( أفلا فعلتم شيئا إذا فعلتم تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ) قال : فقالوا : يا رسول الله سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال صلى الله عليه وسلم :( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )٢. واستمع لما يوحى من أهوال يوم القيامة، يوم ينادي المنادي، يوم النفخة الثانية في الصور، فيخرج من في القبور، للحشر والنشور، ينادَوْن من قريب فلا يخفى النداء على أحد، يناديهم المولى فيلبّون النداء :﴿ يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ﴾٣ ذلك يوم البعث ؛ إنا نحن نحيي ونميت في الدنيا من غير أن يشاركنا في ذلك أحد ﴿.. وإلينا المصير ﴾ المرجع للجزاء في الآخرة إلينا لا إلى غيرنا- لا استقلالا ولا اشتركا-٤ يوم يخرجون من الأجداث مسرعين يساقون إلى العرض على مالك يوم الدين، لا يغيب منهم أحد، ولن يجدوا لهم من دونه موئلا ؛ وذلك السوْق والجمع والنشور والحشر يسير علينا هين ﴿ ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة.. ﴾٥ ﴿ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا. لقد أحصاهم وعدهم عدا. وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ﴾٦ ﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ﴾٧.
١ سورة الإسراء الآية: ٧٩.
٢ سورة الإسراء. الآية ٧٩..
٣ سورة الإسراء. الآية ٥٢..
٤ ما بين العارضتين أورده ابن كثير، وأورد رأيا ثانيا عن ابن عباس: ركعتين قبل صلاة الفجر إدبار النجوم، وركعتين بعد المغرب أدبار السجود..
٥ مقتبس من روح المعاني..
٦ سورة لقمان. من الآية ٢٨..
٧ سورة مريم. الآيات: ٩٥، ٩٤، ٩٣..

﴿ نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد( ٤٥ ) ﴾
ربكم أعلم بما تفيضون فيه، ومهما أسررتم القول أو جهرتم به فإن الله سميع يعلم السر وأخفى ﴿ أم يحسبون أنا لا نعلم سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ﴾١ ﴿ .. ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ﴾٢ - وهذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وتهديد لهم –وما أنت بمسيطر عليهم تقهرهم على الإيمان أو تملك لهم شيئا، إنما أنت منذر ؛ وقيل أريد التحلم عنهم وترك الغلظة عليهم ؛ فذكر بهذا الحق الذي جاءك والذكر العزيز ؛ وأنذر الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم، فإنه لا ينتفع به غيرهم :﴿ سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى ﴾٣ أما القاسية قلوبهم والذين لا يرجون لقاء الله، ولا يستيقنون بالآخرة فلا تغني عنهم النذر ﴿ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا. وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا ﴾٤ ﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب... ﴾٥.
١ سورة يس. الآية ٥٣..
٢ سورة الزخرف. الآية ٨٠..
٣ سورة المجادلة. من الآية ٧..
٤ سورة الأعلى. الآيتان: ١١، ١٠..
٥ سورة الإسراء. الآيتان: ٤٦، ٤٥..
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم وخلّفت في قرن فأنت غريب.