سورة ن، مكية عددها اثنتان وخمسون آية كوفي.
ﰡ
﴿ وَدُّواْ ﴾ حين دعى إلى أبائه ﴿ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [آية: ٩] يقول: ودوا لو تكفر يا محمد، فيكفرون فلا يؤمنون ﴿ وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ ﴾ [آية: ١٠] يعني الوليد بن المغيرة المخزومي، يقول: كان تاجراً ضعيف القلب، وذلك أنه كان عرض على النبي صلى الله عليه وسلم المال على أن يرجع عن دينه، وذلك قوله تعالى:﴿ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً ﴾[الإنسان: ٢٤]، يعني الوليد وعتبة ﴿ هَمَّازٍ ﴾ يعني مغتاب ﴿ مَّشَّآءِ بِنَمِيمٍ ﴾ [آية: ١١] كان يشمي بالنميمة ﴿ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ ﴾ يعني الإسلام منع ابن أخيه وأهله الإسلام ﴿ مُعْتَدٍ ﴾ يعني الغشم والظلم ﴿ أَثِيمٍ ﴾ [آية: ١٢] يعني أثيم بربه لغشمه وظلمه. نظيرها في﴿ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ﴾[المطففين: ١].
ثم قال: ﴿ وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴾ [آية: ٤٨] يعني مكروب في بطن الحوت يعني السمكة ﴿ لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ ﴾ [آية: ٤٩] ولكن تداركه نعمة يعني رحمة من ربه فنبذناه بالعراء وهو سقيم والعراء البراز يعني لألقى بالبراز وهو مذموم.