ﰡ
(١) - يُقسِمُ اللهُ تَعَالى بِالرِّياحِ التي تَذْرُو التُّرَابَ ذَرْواً.
الذَّرْوُ - التَّفْرِيقُ وَالبَعْثَرَةُ.
(٢) - وَيُقْسِمُ تَعَالى بِالسِّحَابِ المُثْقَلِ بِالمَاءِ.
الوِقْرُ - حِمْلُ البَعِيرِ.
(٣) - وَيُقْسِم اللهُ تَعَالَى بِالسُّفُنِ التي تَجْري عَلَى سَطْحِ المَاءِ جَرْياً سَهْلاً مُيَسَّراً.
اليُسْرُ - السُّهُولَةُ.
(٤) - وَيُقْسِمُ تَعَالى بِالمَلائِكَةِ تََنْزِلُ بأوامرِ اللهِ الشَّرعِيةِ والكَونيةِ، وَتُوَزِّعُها وَفْقَ مَشِيئَتِهِ، فَتَفْصِلُ في الشُّؤُونِ المُخْتَصَّةِ بها، وتُقَسِّمُ الأمُورَ في الكَوْنِ بِحَسبِها.
(٥) - لَقَدْ أقْسَمَ تَعَالى بجَميعِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ عَلَى أنَّ مَا يُوعَدُ بِهِ النَّاسُ مِنْ مَوْتٍ ثُمَّ بَعْثٍ ثُمَّ حَشْرٍ ثُمَّ جَزاءٍ لَخَبَرٌ صَادِقٌ وَحَقٌّ وَسَيَتَحَقَّقُ وُقُوعُهُ.
(٦) - وَإِنَّ يَوْمَ الحِسَابِ الذِي يُوعَدُونَ بِهِ وَاقِعٌ لاَ مَحَالَة.
الدِّينَ - الجَزَاءَ وَالحِسَابَ.
ذَاتِ الحُبُكِ - ذَاتِ الجَمَالِ وَحُسْنِ التَّركيبِ.
أُفِكَ - صُرِفَ.
(١٠) - لُعِنَ المُرْتَابُونَ الذِينَ يَظُنُّونَ ظَنّاً، وَيَقُولُونَ قَوْلاً لا يَسْتَنِدُونَ فِيهِ إلى دَليلٍ وَلا حُجَّةٍ.
الخَرَّاصُ - الكَذَّابُ - أوِ الذِي يَظُنُّ وَيُقَدِّرُ جُزَافاً.
قُتِلَ - لُعِنَ وَقُبِّحَ فِعْلُه.
غَمْرةٍ- جَهَالةٍ غَامِرَةٍ.
سَاهُونَ - غَافِلُونَ عَمَّا أُمِرُوا بِهِ.
(١٢) - الذينَ يَقُولُونَ تَكْذِيباً وَشَكّاً واسْتِبْعَاداً، لاَ طَلَباً لِلْعِلمِ، وَالمعرِفةِ: مَتَى يكُونُ يَوْمُ الحِسَابِ هذا الذِي تَعِدُونَنَا بِه؟
أيَّانَ - مَتَى.
يَوْمُ الدِّينِ - يَوْمُ الحسَابِ والجَزَاءِ.
يُفتَنُونَ - يُحْرَقُونَ وَيُعَذَّبُونَ.
(١٥) - أمَّا الذِينَ آمَنُوا باللهِ وَرُسُلِهِ، وَاتقَوا رَبَّهُمْ وَأطَاعُوهُ، وَاجْتَنَبُوا مَعَاصِيَهِ، فَإِنَّهُمْ يَكُونُونَ في ذَلكَ اليَومِ في بَسَاتِينَ وَجَنَّاتٍ تَجْري فيها الأنْهارُ.
(١٦) - قَرِيرَةً أعينُهُمْ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهمْ مِنْ نَعيمٍ يَفُوقُ مَا كَانُوا يُؤَمِّلُونَ، لأنهم كَانُوا في الحَيَاةِ الدُّنيا يَعْمَلُونَ الأعمالَ الصَّالِحَةَ، طَلَباً لمَرْضَاةِ رَبِّهِمْ، فَنَالُوا هذا الجَزَاءَ العَظِيمَ.
(١٧) - كَانُوا يَنَامُونَ القَلِيلَ مِنْ سَاعَاتِ الْلِّيلِ، وَيَقُومُونَ لِلصلاةِ وَالعِبَادةِ في مُعْظَمِهِ.
يَهْجَعُون - يَرقُدون وَيَنَامُونَ.
الأسْحَارِ - أوَاخِرِ اللِّيْلِ.
(١٩) - وَجَعَلُوا في أمْوالِهِمْ جُزْءاً مُعَيِّناً خَصَّصُوهُ للسَّائِلِ المُحْتَاجِ، وَلِلْمُتَعَفِّفِ الذِي لا يَجدُ ما يُغْنِيهِ، وَلاَ يَسْألُ النَّاسَ، وَلا يَفْطَنُ إليهِ أحَدٌ لِيَتَصَدَّق عَليه.
المَحْرُومُ - الذِي حُرِمَ الصَّدَقَةَ لِتَعَفُّفِهِ عَنِ السُّؤَالِ مَعَ حَاجَتِهِ.
(٢٠) - وَفي الأرْضِ آيَاتٌ دَالَّةٌ عَلَى عَظَمَةِ الخَالِقِ وَقُدْرتِهِ البَاهِرَةِ، تَسْتَبينُ لِمَنْ فَكَّر فيها، وَتَدَبَّرَ مَعْنَى هَذِهِ الآيَاتِ فآمَنَ وَزَادَ يَقِيناً.
(٢٤) - وَيَعُودُ تَعَالى لِيُذَكِّرَ رَسُولَهُ الكَرِيمَ ﷺ بِقَصَصِ الأنبياءِ الكِرَامِ مَعَ أقوامِهم، وَمَا لَقوهُ من تَكْذِيبٍ وَإيذاءٍ فَثَبَتُوا عَلى ما أصَابَهُمْ، وَتَابَعُوا أَدَاءَ مَهَمَّتِهِم التي كَلَّفَهُمْ بها رَبُّهُمْ، ، بِعَزْمٍ وَصَبْرٍ فَنَصَرَهُمُ اللهُ، وَدَمَّرَ أقَوْامَهُمْ.
وَفي هَذِهِ القَصَصِ تَثْبِيتٌ لِقَلْبِ الرَّسُولِ ﷺ، وَتَسْلِيَةٌ لَهُ، وَتَحْذيرٌ للكَافِرِينَ مِنْ عَذابِ اللهِ وَعِقَابِهِ، وَلفتٌ لأنْظارِهِمْ إلى أنَّ سُنَّةَ اللهِ قَدْ مَضَتْ في نَصْرِ الرُّسُلِ، وَتَدْمِيرِ الكُفْرِ وَأهْلِهِ، وَليسَ لِسُنةِ اللهِ تَبْدِيلٌ، وَلا تَحْويلٌ.
وَيَبْدَأ اللهُ تَعَالى بِقصَّةِ إبراهيمَ، عليه السَّلامُ، حينَما جَاءَهُ ضُيُوفٌ مُكَرَّمونَ مِنَ الملائكةِ الأطْهَارِ.
ضَيْفُ إبرَاهيمَ - أضْيَافُهُ مِنَ المَلاَئِكَةِ.
(٢٥) - وَقَدْ دَخَلَ هَؤُلاءِ الأضْيَافُ عَلَى إبراهِيمَ، عَليهِ السَّلامُ، فَحَيَّوْهُ بالسَّلامِ، فَرَدَّ تَحِيَّتَهُمْ بأحْسَنَ مِنْها. وَقَدْ جَاءَهُ الرُّسُلُ في هَيِْئةِ شُبَّانٍ صِبَاحِ الوُجُوهِ، عَلَيهِم المَهَابَةُ، فأَنْكَرَ وُجُودَ مِثْلِهِمْ في المِنْطَقَةِ.
رَاغَ - ذَهَبَ بِسُرْعَةٍ، أوْ ذَهَبَ خفْيَةً بِانْسِلاَلٍ.
(٢٨) - فَلَمْ يَمُدَّ الأضْيَافُ أيْدِيَهُمْ إلى الطَّعَامِ وَلَم يَأكُلُوا مِنْهُ، فَاسْتَشْعَرَ، إِبراهِيمُ، عَلَيهِ السَّلامُ، في نفسِه الخَوْفَ مِنْهُمْ ظَنّاً مِنْهُ أنهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ شَرّاً فَطَمْأنُوهُ وَقَالُوا لَهُ: لا تَخَفْ مِنَّا فَإِنَّنا رُسُلُ اللهِ تَعَالى جِئْنا لإِهْلاَكِ قَوْمِ لُوطٍ، وَبَشَّرُوهُ بِأنهُ سَيُرْزَقُ وَلَداً ذَكَراً يَمْتَازُ بِالعِلْمِ، لِيَكُونَ ذَلِكَ قُرَّةً لِعُيونِ وَالِدَيهِ.
أوْجَسَ - أحَسَّ في نَفْسِهِ.
(وَجَاءَ في آيةٍ أخْرَى أَنَّها قَالَتْ: ﴿قَالَتْ ياويلتى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وهذا بَعْلِي شَيْخاً.﴾ صَرَّةٍ - صَيْحَةٍ وَضَجَّةٍ.
صَكَّتْ وَجْهَهَا - لَطَمَتْهُ بِيَدِها تَعَجُّباً مِمَّا سَمِعَتْ.
الخَطْبُ - الأمرُ الخَطِيرُ.
(وَقِيلَ إِنَّ التَّسويمَ، هُنَا يَعْني أنَّ الحِجَارَة مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ وَاحِدةٍ مِنْها اسْمُ الشَّخْصِ الذِي أعِدَّتْ لِهَلاكِهِ.
مُسَوَّمَةً - ذَاتَ عَلاَمَاتٍ.
(٣٧) - وَبَعْدَ أنْ أخْرَجَ اللهُ تَعَالى. لُوطاً وأهْلَهُ مِنَ القَرْيَةِ دمَّرَها رُسُلُهُ عَلَى أهْلِها عِنْدَ الصَّبَاحِ، وَجَعَلُوا عَالَيهَا سَافِلَها فَلَمْ يَنْجُ أحَدٌ مِنْ أهلِها الفَاسِقينَ، فَجَعَلَها اللهُ عِبْرةً لِلْمُعْتَبِرينَ بِمَا أنْزَلَهُ بِها مِنَ العَذَابِ والنَّكَالِ، وَخَسَفَتِ الأرْضُ بالقَرِيةِ، فَكَانَتْ تِلْكَ عَلامَةً أرادَها اللهُ عَلى هَلاَكِ المُكَذِّبِينَ الفَاجِرِينَ مِنْ أهْلِها.
(٣٨) - وَجَعَلْنا في قِصَّةِ مُوسى عِظَةً لِقَومٍ يَعْقِلُونَ، إذْ أرْسَلَهُ اللهُ إلى فِرَعَونَ بِحُجَجٍ ظِاهِرَةٍ، وَمُعْجِزاتٍ وَاضِحَةٍ.
(٣٩) - وَأعْرضَ فِرْعَونُ عَمَّا جَاءَهُ مُوسَى مِنَ الحقِّ المُبينِ، مُسْتَكْبِراً مُسْتَعِزّاً بِقَومِهِ وَجُنُودِهِ وَمُلْكِهِ، وَقَالَ لَهُ إنَّ أمرَكَ فيما جِئْتَني بهِ لا يَعدُو أنْ يَكُونَ وَاحِداً منِ اثْنينِ: فَإما أنْ تَكُونَ سَاحِراً، وَإما أنْ تَكُونَ مجنوناً.
تَوَلَّى بِرُكْنِهِ - أعْرَضَ فِرْعَوْنُ بِقوَّتِهِ، وَاسْتَعَزَّ بِسُلْطَانِهِ عَنِ الإِيمَانِ.
(٤٠) - فَعَاقَبَهُ اللهُ تَعَالى عَلَى كُفْرِهِ وَتَكْذِيبِهِ رَسُولَهُ مُوسَى، عَليهِ السَّلامُ، بِأنْ ألْقَاهُ اللهُ وَجُنُودَهُ في البَحْرِ، فأغْرقَهُم جَميعاً، وَقَدْ أَتى فِرعَوْنُ مَا يُلامُ عَلَيهِ مِنَ الكُفْرِ والطُّغْيَانِ، وَتكذِيبِ رَسُولِ اللهِ.
مُليمٌ - فَعَلَ مَا يَسْتَوجِبُ اللَّوْمَ عَليهِ.
نَبَذَهُ - قَذَفَهُ كَما تُقْذَفُ النَّواةُ.
العَقِيمَ - المُهْلِكَةَ القَاطِعَةَ لِنَسْلِهِمْ أوْ هِيَ الرِّيحُ التي لا تَسُوقُ مَطَراً.
الرَّمِيمِ - العَظْمِ البَالي المُفَتَّتِ.
(٤٤) - فَكَذَّبَتْ ثَمُودُ صَالحاً عليه السَّلامُ، واسْتَكْبَرُوا، وَعَتَوْا عَنْ أمْرِ رَبِّهمْ، فأرْسَلَ اللهُ تَعَالى عَلَيْهِمْ صَاعِقَةً مِنَ السَّماءِ، وَرَجَفَتْ بِهِمْ الأرْضُ فَهَلَكُوا جَميعاً، وَهُمْ يَنْظُرُون إلى وُقُوعِها بِهِمْ.
فَعَتَوْا - فَاسْتَكْبَرُوا وَتَمَرَّدُوا.
أخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ - أهْلَكَتْهُمْ صَيْحَةٌ أوْ نَارٌ مِنَ السَّماءِ.
(٤٥) - فَلَمْ يَجِدُوا مَهْرَباً وَلاَ مَفرّاً منَ العَذَابِ الذِي نَزَلَ بِهِمْ وَلَمْ يَجِدُوا نَاصِراً لَهُمْ يَدْفَعُ عَنْهُمْ بَأسَ اللهِ وَعَذَابَهُ.
(٤٦) - وَقدْ أهْلَكَ اللهُ أهْلَكَ اللهُ تَعَالى قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلِ هَؤُلاءِ بالطُّوفَانِ، بِسَبَبِ فِسْقِهِمْ وَخُرُوجِهِمْ عَنْ طَاعَةِ اللهِ.
(٤٧) - يُخْبِرُ اللهُ تَعَالى أنَّهُ بَنَى السَّماءَ بِعَظِيمِ قُدْرَتِهِ وَبَدِيعِ صَنْعَتِهِ، وَأنهُ لَقَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ، لاَ يَمَسُّهُ تَعَبٌ وَلاَ نَصَبٌ.
بِأيْدٍ - بقُوّةٍ وَقُدْرَةٍ.
مُوسِعُونَ - قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى أنَّهُ وَسَّع أرْجَاءَها.
وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنى قَادِرُونَ أيْ إِنَّ خَلْقَها في طَاقَتِهِ تَعَالى وَقُدْرَتِهِ، وَإِنَّ في طَاقَتِهِ وَقُدْرَتِهِ أنْ يَخْلقَ غَيْرَها إِذا شَاءَ.
(٤٨) - وَجَعَلَ اللهُ تَعَالى الأرضَ فرَاشاً لِلْمَخْلُوقَاتِ، وَمَهَّدَهَا وَجَعَلَهَا صَالِحَةً لاسْتِقْرارِ المَخْلُوقَاتِ عَليها، مِنْ حَيَوانٍ وَنَبَاتٍ.
الماهِدُونَ - المُصْلِحُونَ المُسَوُّونَ.
زَوْجَينِ - صِنْفَينِ وَنَوعَينِ مُخْتَلِفَينِ.
فِرُّوا - اهْرُبُوا مِنْ عِقَابِ اللهِ إلى ثَوَابِهِ.
(٥١) - وَلاَ تَجْعَلُوا لَكُم مَعْبُوداً آخَرَ تَعْبُدُونَهُ مَعَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الخَالِقُ، وَهُوَ وَحْدَه الرَّبُّ الذِي تَجِبُ العِبَادَةُ لهُ، وَإِني نَذِيرٌ أنْذِرُكُمْ مِنْ عَذَابِهِ عَلَى إشْراكِكُم مَعَهُ غَيْرَهُ في العِبَادَةِ.
طَاغُونَ - مُتَجَاوِزونَ الحَدَّ في الكُفْرِ.
لِعَيْبُدونِ - لِيَعْرِفُوني أوْ لِيَخْضَعُوا لِي وَيَتَذَلَّلُوا.
وَجَاءَ في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتي أمْلأْ صَدْرَكَ غنىً، وأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإلا تَفْعَلْ مَلأتُ صَدْرَكَ شُغْلاً وَلَمْ أسُدَّ فَقْرَكَ.
(٥٩) - فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا أنْفُسَهُم بالاشْتِغَالِ في غَيْرِ ما خُلِقُوا لَهُ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ، وَظَلَمُوها بالكُفْرِ وَالتَّكْذِيبِ، نَصيباً مِنَ العَذابِ، مِثْلَ نَصِيبِ أصْحَابِهِم، الكَفَرَةِ المُكَذِّبِينَ مِنَ الأمَمِ الخَاليةِ، فَلاَ تَسْتَعْجِلُوني بإنزالِ العَذَابِ بِهِمْ، قَبْلَ حُلُولِ موعِدِهِ المُقَرَّرِ.
ذُنُوباً - نَصِيباً مِنَ العَذَابِ.
فَوْيلٌ - فَهَلاكٌ وَحَسْرَةٌ، أوْ شِدَّةُ عَذابٍ.