﴿ وإنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا ﴾ وَإنْ أيقنتم ألاَّ تَعْدِلوا. ﴿ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى ﴾ أي ثنتين، ولا تنوين فيها، قال ابن عَنَمة الضَّبي :
يباعون بالبُعْرَان مَثْنَى ومَوْحِدا ***
وقال الشاعر :
ولكنما أهلي بوادٍ أَنيسُه ***ذِئابٌ تَبَغَّي الناس مَثْنَى ومَوْحِدا
قال النحويون : لا ينوّن ﴿ مَثْنَى ﴾ لأنه مصروف عن حدّه، والحدّ أن يقولوا : اثنين ؛ وكذلك ثُلاثُ ورُباعُ لا تنوين فيهما، لأنه ثَلاثٌ وأربعٌ في قول النحويين، قال صَخْر بن عمرو بن الشّرِيد السُلَمِيّ :
ولقد قتلتكم ثُناءَ ومَوْحداً
وتركتُ مُرّةَ مثلَ أَمسِ المُدْيرِ
فأخرج اثنين على مخرج ثُلاث، قال صَخْر الغَيّ الهذلي :
منَتْ لَك أن تُلاقيَني المَنَايا
أُحادَ أحادَ في شهْرٍ حلالِ
منَتْ لك، تقول : قدّرت لك، والمنايا : الأقدار، يقال : منت تَمْنِى له مَنْياً ؛ فأخرج الواحد مخرج ثُناء وثُلاث، ولا تجاوز العرب رُباع، غير أن الكمُيْتَ بن زيد الأسَديّ قال :
فلم يَسترِيثوكَ حتى رَمي
تَ فوقَ الرِّجال خِصالاً عُشارا
فجعل عشار على مخرج ثلاث ورُباع. ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاَّ تَعْدِلُوا ﴾ : مجازه : أيقنتم، قالت ليلَى بنت الحِماس :
قلتُ لكم خافوا بألف فارسِ
مُقَنَّعِينَ في الحديد اليابسِ
أي أيقنوا. قال : لم أسمع هذا من أبي عبيدة. ﴿ ذَلِكَ أدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا ﴾ أي أقرب ألا تجوروا، تقول : عُلتَ عليّ أي جُرت عليّ.
﴿ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً ﴾ : مصدرُ يقيمكم، ويجئ في الكلام في معنى قوام فيكسر، وإنما هو مِن الذي يقيمك، وإنما أذهبوا الواو لكسرة القاف، وتَرَكها بعضهم كما قالوا : ضِياءً للناس وضِواءً للناس.
﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى ﴾ أي اختبِرُوهم. ﴿ إِسْرَافاً ﴾ الإسراف : الإفراط. ﴿ وبِدَاراً ﴾ أي مبادرة قبل أن يُدْرَك فيؤنَس منه الرُّشد فيأخذ منك. ﴿ فَلْيأكُلْ بِالْمَعْرُوف ﴾ أي لا يتأثَّلْ مالاً، التأثل : اتخاذ أصل مالٍ، والأَثلة : الأصل، قال الأعشى :
﴿ فَلَهُنَّ الثُّمنُ ﴾، ﴿ والرُّبعُ ﴾ والمعنى واحد. ﴿ كَلاَلَةً ﴾ : كل من لم يرثه أب أو ابن أو أخ فهو عند العرب كلالة. ﴿ يُورَثُ كلالةً ﴾ : مصدرٌ مِنَ تَكلَّلَهُ النسبُ، أي تعطّف النسب عليه، ومن قال :﴿ يُورثُ كلالة ﴾ فهم الرجال الورثة، أي يعطف النسب عليه.
﴿ وَلاَ تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ : نهاهم أن ينكحوا نساء آبائهم، ولم يُحِلَّ لهم ما سلف، أي ما مضى، ولكنه يقول : إلاَّ ما فعلتم. ﴿ إنَّه كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ أي بئس طريقةً ومَسْلَكا، ومن كان يتزوج امرأة أبيه فوُلد له منها، يقال له : مَقْتِيّ، ومقْتَوِىٌ من قَتَوْتُ، وهذا من مَقَت ؛ " كان الأشْعَث بن قيس منهم، تزوج قيس بن مَعْدِي كَرِب امرأة أبيه، فولدت له الأشْعَثَ، وكان أبو عمرو بن أمَيَّة خلف على العامرية امرأةِ أبيه فولدت له أبا مُعيط ".
﴿ وَرَبَائِبُكُُ الَّلاتيِ فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُم ﴾ بنات المرأة من غيره. ربيبة الرجل : بنت امرأته، ويقال لها : المربوبة، وهي بمنزلة قتيلة ومقتولة. ﴿ فِي حُجُورِكُمْ ﴾ في بيوتكم، ويقال : إن عائشة كتبت إلى حَفْصة : إن ابن أبي طالب بعث ربِيبَه ربيبَ السَّوء، تعنى محمد بن أبي بكرٍ، وكانت أمه أسماء بنت عُمَيْس، عند علي بن أبي طالب ؛ ويقال للزوج أيضاً : هو ربيب ابن امرأته، وهو رابٌّ له، فخرجت مخرج عليم في موضع عالم. ﴿ وَحَلاَئِلُ أبْنَائِكُمْ ﴾ حليلة الرجل : امرأتُهُ.
أي الجَرَب. ﴿ كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ ﴾ أي : كتَبَ اللهُ ذاك عليكم، والعرب تفعل مثل هذا إذا كان في موضع " فعَل " أو " يفعل "، نصبوه.
عن أبي عمرو بن العلاء، قال كَعْب بن زهير :
تَسْعَى الوُشَاةُ جَنَابَيْهَا وَقِيَلهُمُ
إنّك يَا بْنَ أَبي سُلْمَي لَمَقْتُولُ
قال : سمعت أَبا عمرو بن العَلاء يقول : معناها : ويقولون، وكذا كل شيء من هذا المنصوب كان في موضع " فعل " أو " يفعل "، كقولك : صَبراً ومهلاً وحِلاًّ، أي : اصبرْ، وامهلْ، وتحلَّلْ. ﴿ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ ﴾ : ما سوى ذلك. ﴿ مُسَافِحِينَ ﴾ : المُسَافح، الزاني، ومصدره : السِّفاح. ﴿ ولاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ﴾ : لا إثم عليكم، ولا تَبِعة.
﴿ طَوْلاً ﴾، الطول : السَّعَة والفضل، تقول للرجل : ما لك علي فضلٌ ولا طَوْلٌ. ﴿ فَتَيَاتكُم ﴾ إماءِكم، وكذلك العبيد، يقال للعبد : فتى فلانٍ. ﴿ وَاءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ﴾، أي : مهورهنَّ. ﴿ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ﴾ من عقوبة الحدّ. ﴿ العَنَتَ ﴾ كل ضررٍ، تقول : أَعنتنِى.
﴿ وَبِالْوَالِديْنِ إحْسَاناً ﴾ : مختصر، تفعل العرب ذلك، فكان في التمثيل : واستوصُوا بالوالدين إحساناً. ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبىَ ﴾ القريب، ﴿ وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾ الغريب، يقال : ما تأتينا إلا عن جنابة، أي من بعيد، قال عَلْقَمة بن عَبْدة :
فلا تَحرِمني نائلاً عن جنابَةٍ
فإني امرُؤٌ وَسْطَ القِبابِ غَرِيبُ
وإنما هي من الاجتناب، وقال الأعشى :
أتَيْتُ حُرَيثاً زائراً عن جنابةٍ
فكان حُرَيثٌ عن عَطائِيَ جامدا
﴿ والصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ﴾ أي : يصاحبك في سفرك، ويلزَمُك، فينزل إلى جنبك :﴿ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾ : الغريب. ﴿ مُخْتَالاً ﴾ : المختال، ذو الْخُيَلاء والخال، وهما واحد، ويجىء مصدراً، قال العجَّاج :
والخالُ ثوبٌ مِنْ ثِيَابِ الْجُهَّالْ ***
وقال العَبدِيّ :
﴿ وَلاَ جُنُباً إلاَّ عَابِرِي سَبيلٍ ﴾ معناه في هذا الموضع : لا تقربوا المُصلّى جنباً إلاّ عابر سبيلٍ يقطعه، ولا يقعد فيه ﴿ والمصلّى ﴾ مختصر. ﴿ أوْ عَلَى سَفَرٍ ﴾ : أو في سفر، وتقول : أنا على سفر، في معنى آخر : تقول : أنا متهىّءٌ له. ﴿ أوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنُكُمْ مِنَ الغَائِطِ ﴾ : كناية عن حاجة ذي البطن، والغائط : الفَيْح من الأرض المتصوِّبُ وهو أعظم من الوادي. ﴿ أوْ لاَمَسْتُمْ النِّسَاءَ ﴾ : اللماس النكاح : لمستم، ولامستم أكثر. ﴿ فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ﴾ أي فتعمدوا ذاك، والصعيدُ : وجه الأرض.
﴿ نُصْلِيهِم نَاراً ﴾ : نَشْوِيهم بالنار ونُنضِجهم بها، يقال : أتانا بحمَل مَصْلىّ مَشْوِيّ، وذكروا أن يهودية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاةً مَصْلِيةً، أي مشوية.
﴿ وَأُوِلي الأمْر مِنْكُمْ ﴾ أي ذوي الأمر، والدليل على ذلك أن واحدها " ذو ". ﴿ فَإنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شيْءِ ﴾ أي اختلفتم. ﴿ فَرُدُّوهُ إِلى اللهِ ﴾ أي حُكمُه إلى الله فالله أعلم.
﴿ وَلَو أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ ﴾ معناه : قضينا عليهم. ﴿ مَا فَعَلُوهُ إلا قَلِيلٌ مَنْهُمْ ﴾ ما فعلوه : استثناء قليل من كثير، فكأنه قال : ما فعلوه، فاستثنى الكلام، ثم قال : إلا أنه يفعل قليل منهم. ومنهم من زعم : أن ﴿ ما فعلوه ﴾ في موضع : ما فعله إلاَّ قليل منهم، وقال عمرو بن مَعْدي كَربِ :
وكل أخٍ مُفارِقهُ أخوه
لعَمر أبيك إلاَّ الفَرْقَدانِ
فشُبّه رفع هذا برفع الأول، وقال بعضهم : لا يشبهه لأن الفعل منهما جميعاً. ﴿ مَا يُوعَظونَ بِهِ ﴾ : ما يُؤمَرون به. ﴿ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً ﴾ : من الإثبات، منها : اللَّهم ثبِّتنا على مِلّة رسولك.
﴿ أَذَاعُوا بِهِ ﴾ : أَفشَوه، معناها : أذاعوه، وقال أبو الأَسْوَد :
أَذَاعَ بهِ في النَّاس حتى كأنه
بعَلْياءَ نارٌ أوقدتْ بِثُقُوبِ
يقال : أثقِبْ نارك، أي أوقدِها حتى تُضئ. ﴿ الّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ ﴾ : يستخرجونه، يقال للرَّكية إذا استُخرجتْ هي نَبَطٌ إذا أَمهاها يعنى استخرج ماءها.
﴿ وحَرِّض المُؤْمِنِينَ ﴾ أي حَضّض. ﴿ عَسَى اللهُ ﴾ هي إيجاب من الله، وهي في القرآن كلَّها واجبة، فجاءت على إحدى لغتى العرب، لأن عسى في كلامهم رجاءٌ ويقين، قال ابن مُقْبِل :
﴿ يَكنْ لهُ كِفْلٌ مِنْهَا ﴾ أي نصيب، ويقال : جاءنا فلان متكفلا حماراً، أي متخذا عليه كساءً يُديره يُشبِّهه بالسَّرج يقعد عليه. ﴿ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً ﴾ أي حافظاً محيطاً، قال اليهوديّ في غير هذا المعنى :
﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إلاَّ خَطئاً ﴾، هذا كلام تستثنى العربُ الشيء من الشيء وليس منه على اختصار وضمير، وليس لمؤمن أن يقتل مؤمناً على حالٍ إلاَّ أن يقتله مُخطئاً، فإن قتله خطئا فعليه ما قال الله في القرآن، وفي القرآن :﴿ الّذيِنَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ اْلإِثْم وَالْفَوَاحِشَ إلاَّ اللَّمَمَ ﴾ : واللَّمَم ليس من الكبائر، وهو في التمثيل : إلا أن يُلِمُّوا من غير الكبائر والفواحش، قال جرير :
من البِيض لم تَظْعَن بعيداً ولم تطأ
على الأرض إلا ذَيل مِرْطٍ مُرَحَّلِ
المُرَحَّل : بُرْد في حاشيته خطوط، فكأنه قال : لم تطأ على الأرض إلا أن تطأ ذيلَ البُرْد، وليس هو من الأرض، ومثله في قول بعضهم :
وَبَلْدةٍ لَيْسَ بها أَنيسُ
إلاَّ اليَعافيرُ وإلاَّ العِيسُ
يقول : إلاَّ أن يكون بها. وقال أبو خِراش الهذليّ :
أَمْسَى سُقامُ خلاءً لا أَنيسَ به
إلا السِّباع ومَرّ الريح بالغَرَف
سقام : وادٍ لهذيل ؛ الغَرفُ : شجرٌ تُعمَل منه الغرابيل، وكان أبو عمرو الهذلي يرفع ذلك.
﴿ لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُم إلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ ﴾ فالنجوى فعل والأمر بالصدقة ليس مِن نجواهم التي لا خير فيها. إلا أن يكونوا يأمرون بصدقة أو معروف، والنَّجوَى : فِعل، ومَن : اسمٌ، قال النابغة :
وقد خِفْتُ حتى ما تزيدُ مخَافتي
على وَعَلٍ فِي ذِي القِفارة عاقِلِ
والمخافة : فعل، والوَعل اسم ؛ وفي آية أخرى :﴿ ليس البِرّ أنْ تُولوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ وَلكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ ﴾ فالبرّ ها هنا مصدر، و " مَن " في هذا الموضع اسم.
﴿ لَكِن الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم مِنْهُمْ وَالُمؤْمنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيميِنَ الصَّلاَةَ وَالمؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ ﴾ : العرب تخرج من الرفع إلى النصب إذا كثُرَ الكلام، ثم تعود بعدُ إلى الرفع. قالت خِرْنق :
﴿ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ ﴾ : نصبٌ على ضمير جواب ﴿ يكن خيراً لكم ﴾، وكذلك كل أمر ونهى، وإذا كانت آية قبلها وأنْ تفعلوا، ألف ﴿ أن ﴾ مفتوحة فما بعدها رفع لأنه خبر ﴿ أن ﴾، ﴿ وأنْ تَصَدَّقوا خَيْرٌ لَكُمْ ﴾.
وما مرَّ بك من أسماء الأنبياء لم تحسن فيه الألف واللام فإنه لا ينصرف، وما كان في آخره ﴿ ى ﴾ فإنه لا ينون نحو عِيسَى ومُوسَى.
﴿ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ﴾ من الغلوّ والاعتداء، كل شيء زاد حتى يجاوز الحدّ من نبات أو عظم أو شباب، يقال في غُلَوَائها وغُلَواء الشباب، قال الحارث بن خالد المخْزُومي :
خُمْصانةٌ قَلِقٌ موشَّحُها
رُؤْدُ الشبابِ غَلاَبها عَظْمُ
﴿ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ﴾ قوله كُنْ، فكان. ﴿ وَرُوح مِنْهُ ﴾ أحياه الله فجعله روحاً. ﴿ وَلاَ تَقُولوُا ثَلاَثَةٌ ﴾ أي لا تقولوا : هم ثلاثة.
﴿ فَأَمَّا الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلوا الصَّالَحِاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ﴾ الألف مفتوحة وكذلك كل شيء في القرآن إذا كان تمامُ كلامه بالفاء، وإذا كان تخييراً فألف ﴿ إما ﴾ مكسورة كقوله :﴿ إمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإمَّا أنْ تَتَّخِذَ ﴾، وإذا كان في موضع ﴿ إن ﴾ فكذلك الألف مكسورة ؛ من ذلك ﴿ فَإِمَّا تَرَيَنَّ مِنَ البَشَر أحَداً ﴾.