ﰡ
﴿ الحاقة ما الحاقة، وما أدراك ما الحاقة ﴾ أي الساعة أو الحاقة التي يحق فيها وقوعها أو التي تحق فيها الأمور.
﴿ كذبت ثمود وعاد بالقارعة ﴾ أي كذبوا بالحالة التي تقرع الناس بالذعر، وتقرع الأجرام السماوية بالانفطار، أي التشقق والانتشار. والمراد بها يوم القيامة.
﴿ فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ﴾ أي فأما بنو ثمود فأهلكهم الله بالواقعة المجاوزة للحد. وقيل إنها مصدر كالعافية. ولكن هذا التفسير لا يطابق ما جاء في الآية التي تليها.
﴿ وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية ﴾ أي بريح شديدة الصوت أو شديدة البرد شديدة العصف. فصرصر يمكن أن تكون مشتقة من الصرير وهو الصوت أو من الصرّ وهو البرد، ولذلك لها معنيان كما رأيت. وعاتية متجاوزة للحد، يقال عتا يعتو عتوا أي استكبر وتجاوز الحد.
﴿ سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ﴾ أي سلطها عليهم سبع ليال وثمانية أيام متتابعات. حسوما جمع حاسم، من حسمت الدابة إذا تابعت بين كيها. وقيل معناها : نحسات حسمت كل خير أي استأصلته. ﴿ فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ﴾ صرعى جمع صريع أي مصروع. وأعجاز النخل جمع عجز، ومعناه أصل النخل. وخاوية معناها خالية، والمراد أنها متآكلة الأجواف.
﴿ فهل ترى لهم من باقية ﴾ أي من نفس باقية.
﴿ وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة ﴾ أي وجاء فرعون والذين من قبله والمؤتفكات، أي قرى قوم لوط، بالفعال الخاطئة. وسميت المؤتفكات لأنها ائتفكت بأهلها أي انقلبت بهم.
﴿ فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية ﴾ أي فعصت كل أمة رسولها فأخذهم أخذة زائدة في الشدة. يقال ربا يربو ربا أي زاد.
﴿ إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية، لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ﴾ هذا تنويه بالطوفان. والمعنى : إنا لما تجاوز الماء حده المعتاد حملناكم في السفينة الجارية، لنجعلها، أي لنجعل هذه الفعلة، لكم عبرة وتعيها أي وتحفظها أذن حافظة. يقال وعى الحديث يعيه وعيا حفظه.
﴿ إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية، لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ﴾ هذا تنويه بالطوفان. والمعنى : إنا لما تجاوز الماء حده المعتاد حملناكم في السفينة الجارية، لنجعلها، أي لنجعل هذه الفعلة، لكم عبرة وتعيها أي وتحفظها أذن حافظة. يقال وعى الحديث يعيه وعيا حفظه.
﴿ فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة ﴾ الصور وهو البوق. قيل إن إسرافيل ينفخ في بوق يوم القيامة لإحياء الموتى.
﴿ وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ﴾.
والدك التسوية. يقال دك الحائط يدكه سواه بالأرض. ومن معاني الدك الضرب، فيكون المعنى فضربت الأرض بالجبال فصارتا هباء منثورا.
﴿ فيومئذ وقعت الواقعة ﴾
والواقعة القيامة.
﴿ والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ﴾ والملك أي جنس الملك، والمراد الملائكة. وأرجائها أي جوانبها جمع رجى.
﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ﴾ هاؤم خذوا. يقال هاء يا رجل وهاء يا امرأة، وهاؤما، وهاؤم، وهاؤن.
﴿ إني ظننت أني ملاق حسابيه ﴾ أي تيقنت.
﴿ قطوفها دانية ﴾، قطوف جمع قطف وهو ما يجتنى بسرعة. ودانية أي قريبة
﴿ كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ﴾ والخالية الماضية. يقال خلت السنون تخلو أي مضت.
﴿ وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ﴾ أوتي أعطى. وكتابه صحيفة أعماله، ولم أوت : لم أعط.
﴿ يا ليتها كانت القاضية ﴾ أي يا ليت الموتة الأولى كانت القاضية علي ولم أبعث بعدها
﴿ ما أغنى عني ماليه ﴾ وما أغني عني ماليه أي ما نفعني
﴿ هلك عني سلطانيه ﴾ وسلطانيه معناه ملكي وتسلطي على الناس، وهلاك سلطانه أي زواله.
﴿ خذوه فغلوه ﴾ أي خذوه فضعوا الأغلال في عنقه.
﴿ ثم الجحيم صلوه ﴾ أي ثم أدخلوه الجحيم. يقال أصلاه النار وصلاه النار أي أدخله فيها.
﴿ ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ﴾ ذرعا أي قياسها. فاسلكوه أي فأدخلوه فيها.
﴿ ولا يحض على طعام المسكين ﴾ الحض هو الحث.
﴿ فليس له اليوم ها هنا حميم ﴾ الحميم القريب والصديق الذي يعطف عليك.
﴿ ولا طعام إلا من غسلين ﴾، الغسلين غسالة أهل النار وصديدهم، وهو فعلين من الغسل،
﴿ لا يأكله إلا الخاطئون ﴾ والخاطئون أي المتعمدون للخطأ. يقال خطئ يخطأ أي تعمد الخطأ. وأخطأ يخطئ أي أخطأ غير متعمد.
﴿ فلا أقسم بما تبصرون، وما لا تبصرون ﴾ أي فلا أقسم لعدم ضرورة القسم لظهور الأمر جليا، بما تبصرون وما لا تبصرون أي من العوالم المنظورة والمحجوبة.
﴿ فلا أقسم بما تبصرون، وما لا تبصرون ﴾ أي فلا أقسم لعدم ضرورة القسم لظهور الأمر جليا، بما تبصرون وما لا تبصرون أي من العوالم المنظورة والمحجوبة.
﴿ إنه لقول رسول كريم ﴾ إنه أي القرآن لقول رسول كريم على الله وهو محمد.
﴿ وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ﴾ أي وليس هذا القرآن بقول شاعر.
﴿ ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ﴾ الكاهن هو الذي يأتيه جني يخبره ببعض المغيبات.
﴿ ولو تقول علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين ﴾ أي لو افترى علينا بعض الأقوال لأخذناه من يده اليمنى.
﴿ ثم لقطعنا منه الوتين ﴾ الوتين نياط القلب واصل بالعنق متى قطع مات الإنسان وهو تصوير لإهلاكه بأشنع صورة.
﴿ فما منكم من أحد عنه حاجزين ﴾ أي فما منكم من أحد يحجزه عن القتل، وحاجزين وصف لأحد وقد جاء بصيغة الجمع لأن الخطاب للناس.
﴿ وإنه ﴾ وإن القرآن. ﴿ لتذكرة للمتقين ﴾ أي لموعظة.
﴿ وإنا لنعلم أن منكم مكذبين ﴾ سنجازيهم على تكذيبهم.
﴿ وإنه ﴾ وإن القرآن. ﴿ لحسرة على الكافرين ﴾ لأنهم يرون ما ينال المؤمنين بسببه من النعيم المقيم فيتحسرون.
﴿ وإنه الحق اليقين ﴾ أي اليقين الذي لا ريب فيه.
﴿ فسبح باسم ربك العظيم ﴾ أي فنزهه عن النقص وقدسه.