ﰡ
﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ ﴾ مجازه مستأنف أو مختصر فيه ضمير كقولك : هذا كتاب أنزلناه إليك، وفي آية أخرى :﴿ ألم ذلِكَ الكِتَابُ ﴾ وفي غيرها ما قد أظهر.
﴿ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً ﴾ يلتمسون، ويحتالون لها عوجاً، مكسور الأول مفتوح الثاني وذلك في الدِّين وَغيره، وفي الأرض مما لم يكن قائماً وفي الحائط وفي الرمح وفي السِّن عَوَجَ وَهو مفتوح الحروف.
﴿ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ﴾ مجازه : ليغفر لكم ذنوبكم، ومن من حروف الزوائد، وفي آية أخرى :﴿ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴾ مجازه : ما منكم أحد، وقال أبو ذُوَيْب :
| جَزيتِك ضِعفَ الحبّ لمّا شكوتِه | وما إن جزاكِ الضِّعفَ مَن أحدٍ قَبْلِي |
عَنود وعَنِيدٍ وعاند كلها، واحد والمعنى جائر عاند عن الحق، قال :
| إذا نزلتُ فاجعلاني وَسَطَا | إنّي كبير لا أُطيقُ العُنَّدا |
| أتوعدني وراءَ بني رِياحٍ | كذبتَ لتَقصُرنَّ يداك دونِي |
| أترجو بني مَروانَ سَمعي وطاعتي | وقَوْمي تميم والفَلاةُ ورائيا |
| وطَعْنِي إليك الليلَ حِضنَيْه إنّني | لتلك إذا هابَ الهِدانُ فَعولُ |
| كأن هنداً ثناياها وبَهجتَها | يوم التقينا على أَدحال دَبّابِ |
﴿ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عَاصِفٍ ﴾ يقال : قد عصَف يومُنا وذاك إذا اشتدْت الريح فيه، والعرب تفعل ذلك إذا كان في ظرف صفة لغيره، وجعلوا الصفة له أيضاً، كقوله :
| لقد لُمتِنَا يا أم غَيْلانَ في السُّرَى | ونُمتِ وما ليل المَطِيِّ بنائمِ |
| يا رسولَ المليك إن لساني | راتِقٌ ما فتقتُ إذ أنا بورُ |
| تُهدِي رؤوسُ المُتْرَفِين الأندادْ | إلى أمير المؤمنين المُمتادْ |
فيخبره مكانُ النُّون منى*** وما أُعطيتُه عَرقَ الخِلالِ
أي المخالّة.
| وتَنفُض مهدَه شفَقاً عليه | وتَجْنُبه قَلائصُنَا الصِعابا |
| وشعرٍ قد أَرِقْتُ له غريبٍ | أُجنِّبُه المُسانِدَ والمُحالا |
| بمُهْطِعٍ سُرُح كأنّ زمامه | في رأس جِذع من أَوال مشذَّبُ |
| بمستهطعٍ رَسْلٍ كأنّ جَدِيله | بقَيْدُوم رَعْنٍ مِن صُؤَامَ مُمنَّعِ |
| بدِجْلةَ دارُهم ولقد أَراهم | بدِجْلَةَ مُهطعين إلى السَّماعِ |
| يباكرن العِضاةَ بمُقْنَعاتٍ | نَواجذهن كالحِدَأ الوَقيعِ |
| أَنفضَ نحوِي رأسه وأَقْنعا | كأنَّما أَبْصر شيئاً أَطعما |
| أَلا أَبلغ أبا سُفْيان عني | فأنت مُجوَّفٌ نَخِبٌ هَواءٌ |
| ولا تك مِن أخذان كل يَراعةٍ | هواءٍ كسَقْب البانِ جُوفِ مَكاسِرُهْ |
| جاؤا بصَكِّهم واحَدبَ أَخرجتْ | منه السِياطُ يَراعةٌ إجْفِيلا |
| تضيفُته يوماً فقرَّب مَقْعدي | وأَصفَدني على الزًّمانِة قائِدا |