تفسير سورة القمر

التفسير المظهري
تفسير سورة سورة القمر من كتاب التفسير المظهري .
لمؤلفه المظهري . المتوفي سنة 1216 هـ
سورة القمر
مكية وهي خمس وخمسون آية وثلاث ركوعات
روى البغوي عن أنس ابن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى أرى حرا بينهما١ وكذا أخرج الشيخان في الصحيحين وقال البغوي قال شيبان عن قتادة فأراهم انشقاق القمر مرتين كذا أخرج الترمذي بلفظ فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت ﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾ إلى قوله ﴿ سحر مستمر ﴾ ٢ وأخرج الشيخان والحاكم واللفظ له عن ابن مسعود قال رأيت القمر منشقا شقتين بمكة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا سحر القمر فنزلت ﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾ وكذا أخرج البغوي من طرق البخاري بلفظ انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا وقال البغوي وقال أبو الضحى عن مسروق عن عبد الله انشق القمر بمكة وقال انشق القمر التام بعد ذلك وروى أبو الضحى عن مسروق عن عبد الله قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سحركم ابن أبي كبشة فاسألوا السفار فسألوهم نعم قد رأينا الله تعالى.
١ أخرجه البخاري في كتاب: مناقب الأنصار باب: انشقاق القمر (٣٨٦٨} وأخرجه مسلم في كتاب: صفقة القيامة والجنة والنار، باب: انشقاق القمر (٢٨٠٢.
٢ أخرجه الترمذي في كتاب: تفسير القرآن باب: ومن سورة القمر (٣٢٨٥}.

﴿ اقتربت ﴾ أي دنت ﴿ الساعة وانشق القمر ﴾ يعني قد حصل من آيات اقترابها انشقاق القمر
﴿ وإن يروا ﴾ يعني الكفار ﴿ آية ﴾ معجزة دالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ يعرضوا ﴾ عن التأمل والإيمان ﴿ ويقولوا ﴾ هذا ﴿ سحر مستمر ﴾ أي ذاهب سوف يذهب ويبطل من قولهم مر الفيء واستمر بمعنى ذهب كقولهم قر واستقر كذا وقال مجاهد وقتادة وقال أبو العالية والضحاك مستمر بمعنى قوي شديد يعلو كل سحر من قولهم مر الحبل إذا صلب واشتدوا وأمررته إذا أحكمت فتله واستمر الشيء إذا قوي واستحكم وقيل معناه سحر مطرد يوجد متتابعا كثيرا وقيل معناه متشبع من استمر إذا اشتد مرارته والجملة الشرطية معترضة لبيان عادة الكفار
وقوله تعالى :﴿ وكذبوا ﴾ عطف على انشق يعني كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن وما عاينوا من قدرة الله تعالى ﴿ واتبعوا أهواءهم ﴾ ولم يتبعوا الوحي بعد ظهوره ذكرهما بلفظ الماضي للإشعار بأنهما من عادتهم القديمة ﴿ وكل أمر مستقر ﴾ أي منتبه أي غاية من خدلان أو نصر في الدنيا وسعادة أو شقاوة في الآخرة فإن الشيء إذا انتهى إلى غاية ثبت واستقر وكذا قال مقاتل لكل حديث منتهى قيل معناه كل أمر مقدر مستقر يعني كأين واقع ولا محالة وكل أمر وعد واقع كأين لا محالة وقال الكلبي لكل أمر حقيقة ما كان منهم في الدنيا فسيظهر وما كان منه تعالى في الآخرة فسيعرف وقال قتادة وكل أمر مستقر في الخير يستقر بأهل الخير وكل أمر مستقر في الشر يستقر بأهل الشر، وقيل كل أمر من خير أو شر مستقر قراره فالخير مستقر بأهله في الجنة والشر مستقر بأهله
﴿ ولقد جاءهم ﴾ يعني كفار مكة في القرآن ﴿ من الأنباء ﴾ أنباء القرون الخالية أو أنباء الآخرة ﴿ ما فيه مزدجر ﴾ ما موصولة أو موصوفة أصله مزتجر بقلب تاء الافتعال مع الزاء وإلا للتناسب وكذا مع الذال فإن التاء حرف مهموس والدال والذال والزاء مهجورات ومخرج التاء والذال واحد مصدر ميمي بمعنى الازدجار يعني جاءهم ما فيه نهي وعظة بحيث يقتضي الانتهاء من المعاصي والاتعاظ فإن هلاك الأمم الطاغية الماضية المواعيد بالنار يقتضي ذلك
﴿ حكمة بالغة ﴾ غايتها لا خلل فيها بدل من ما فاعل جاء أو خبر لمبتدأ محذوف أي هو ﴿ فما تغن النذر ﴾ نفي أو استفهام للإنكار أي فلم تغن النذر أو فأي غناء يغني النذر وهو جمع نذير بمعنى المنذر أي الرسول أو المصدر منه أو مصدر الإنذار
﴿ فتول ﴾ حيث لا ينفعهم إنذارك نسختها أية القتال ﴿ يوم يدع الداع ﴾ قرأ البزي الداعي بإثبات الياء وصلا وقفا وأبو عمر ودورش في الوصل فقد ويوم منصوب باذكر والجملة مستأنف وجملة يخرجون حال من مفعول لدعوا المحذوف تقديره يوم بدعوهم الداعي يخرجون أو الظرف متعلق يخرجون وجملة تخرجون مستأنفة وذلك يوم القيامة الداعي إسرافيل عليه السلام يقف على صخرة بيت المقدس يقول يا أيتها العظام النخرة والجلود المتمزقة والأشعار المنقطعة إن الله يأمركن أن تجمعين لفصل الخطاب رواه ابن عساكر عن زيد ابن جابر الشافعي ﴿ إلى شيء نكر ﴾ قرأ ابن كثير بإسكاف الكاف والباقون بضمة أي شيء منك فظيع لم تعهد مثله تنكره النفوس استعظام
﴿ خشعا أبصارهم ﴾ قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب خاشعا بفتح الخاء وألف بعد كسر الشين على الإفراد والتذكير لأن فاعله ظاهر غير حقيق التأنيث وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه خاشعة على الأصل وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر خشعا على صيغة التكسير وحسن ذلك ولا يحسن مررت برجال قائمين غلمانهم لأنه ليس على صيغة يشبه الفعل يعني ذليلا أبصارهم حال من فاعل ﴿ يخرجون من الأجداث ﴾ أي القبور ﴿ كأنهم جراد منتشر ﴾ في الكثرة والتموج والانتشار في الأمكنة الجملة أيضا حال من فاعل يخرجون
﴿ مهطعين إلى الداع ﴾ قرأ ابن كثير الداعي بإثبات الياء في الحالين ونافع وأبو عمرو في الوصل فقط يعني مسرعين مادي أعناقهم إلى صوت الداعي أو ناظرين إليه ﴿ يقول الكافرون هذا يوم عسر ﴾ صعب شديد جملة مستأنفة.
﴿ كذبت قبلهم ﴾ أي قبل قومك ﴿ قوم نوح فكذبوا عبدنا ﴾ نوحا عليه السلام تنازع الفعلان في المفعولية فاعمل الثاني وحذف من الأول والمعنى كذبت قوم نوح نوحا عليه السلام فكذبوه تكذيبا بعد تكذيب كلما معنة منهم قرن مكذب جاء قرن آخر فكذبوه وهذا على ألف سنة إلا خمسين عاما وجاز أن يقدر المحذوف غير المذكور فلا يكون من باب التنازع والمعنى كذبوه بعد ما كذبوا الرسل وجاز أن ينزل الفعل منزل واللازم ولا يقدر المفعول فلا يكون من باب التنازع والمعنى صدر التكذيب قبلهم من قوم فكذبوا نوحا والفاء حينئذ للتفصيل بعد الإجمال ﴿ وقالوا ﴾ عطف على كذبوا ﴿ مجنون ﴾ خبر مبتدأ محذوف أي هو ﴿ وازدجر ﴾ إما عطف على مجنون يعني قالوا هو مجنون وازدجرته الجن فخطبته وذهب بعقله كذا قال مجاهد أو عطف علي قالوا يعني وازدجروه عن التبليغ بأنواع الأذية وقالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين أخرج عبد ابن حميد عن مجاهد وأحد منهم كان يلقاه فيخنقه حتى يخر مغشيا عليه فيفيق ويقول اللهم اغفر لي ولقومي فإنهم لا يعلمون وكذا أخرج أحمد في الزهد من طريق مجاهد عن عبيد ابن عمير
﴿ فدعا ﴾ نوح ﴿ ربه ﴾ بعدما أوحي إليه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ﴿ أني مغلوب ﴾ أي بأني مغلوب غلبني قومي ﴿ فانتصر ﴾ أي فانتقم لي منهم لعذاب تبعتهم وقال :﴿ رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ٢٦ إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ٢٧ ﴾ ١
١ ورة نوح الآية: ٢٦ ـ ٢٧.
﴿ ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ﴾ منصب انصبابا شديدا لم ينقطع أربعين يوما وقيل معناه طبق ما بين السماء والأرض
﴿ وفجرنا الأرض عيونا ﴾ تميز من النسبة والمعنى فجرنا عيون الأرض لكن غير للمبالغة كأنه قال جعلنا الأرض كلها عيونا منفجرة ﴿ فالتقى الماء ﴾ ويعني الافتعال بمعنى تفاعل وذلك يقتضي تعدد الفاعل لكن الماء اسم يطلق على الواحد والكثير وأريد هاهنا فالتقى الماءان يعني ماء السماء وماء الأرض كذا قرأ عاصم الجحدري ﴿ على أمر قد قدر ﴾ أي على حسب أمر قدره الله تعالى في الأزل وكتب في اللوح أو على حال قدرت وسويت وهو أن قدر ما أنزل من السماء على قدرنا أخرج من الأرض أو على أمر قدره الله وهو هلاك قوم نوح بالطوفان
﴿ وحملناه ﴾ يعني نوحا ﴿ على ﴾ سفينة ﴿ ذات ألواح ﴾ أخشاب عريضة ﴿ ودسر ﴾ أي مسامير دسار أو سير ذكر النعت وأقيمت مقام الاسم
﴿ تجري ﴾ حال من ذات ألواح ﴿ بأعيننا ﴾ أي محفوظة بحفظنا ﴿ جزاء ﴾ أي فعلنا ذلك أجزاء أو جزينا قوم نوح جزاء ﴿ لمن كان كفر ﴾ أي لأجل نوح لأنه نعمة كفروها فإن كل نبي نعمة من الله ورحمة على أمته وقيل من بمعنى ما أي جزاء لما كان كفر من أيادي الله ونعمة عند الكافرين أو المعنى حاجزا لما صنع بنوح وأصحابه أو المعنى فعلنا ذلك أي أغرقنا قوم نوح وأنجينا نوحا جزاء وثوابا لنوح عليه السلام
﴿ ولقد تركناها ﴾ أي الفعلة المذكورة يعني أبقينا قصتها ﴿ آية ﴾ على قدرتنا وصدق الأنبياء يعتبر بها من بعدهم وقال قتادة الضمير المنصوب عايد إلى السفينة ولقد أبقى الله السفينة بأرض الجزيرة وقيل بالجودي دهرا طويلا حتى نظرها أوائل هذه الأمة وهذه جملة معترضة وكذا قوله تعالى :﴿ فهل من مدكر ﴾ أي معتبر الاستفهام للإغراء والتحريض على الإذكار والاتعاظ والفاء السببية أصله مدتكر مفتعل من الدكر قلبت التاء وإلا للتناسب ثم أدغمت الدال في الدال لقرب المخرج
﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾ الاستفهام للتعظيم والتهويل والفاء للسببية فإن القصة السابقة سبب للتهويل ونذر جمع نذير قال الفراء والنذر مصدر أن كالإنفاق والنفقة والإيقان واليقين وكيف خبر كان قدمت لاقتضائها صدر الكلام قرأ رش عذابي ونذري بإثبات الياءات في ستة مواضع من هذه السورة
﴿ ولقد يسرنا ﴾ أي سهلنا ﴿ القرآن للذكر ﴾ أي للاذكار والاتعاظ بأن ذكرنا فيه أنواع المواعظ والعبر والوعيد وأحوال الأمم السابقة للاعتبار والمعنى يسرنا القرآن للحفظ بالاختصار وعذوبة اللفظ ﴿ فهل من مدكر ﴾
﴿ كذبت عاد ﴾ قوم هود عليه السلام هودا وجمع الأنبياء ﴿ فكيف كان عذابي ونذر ١٦ ﴾ أي إنذاراتي لهم بالعذاب قبل نزوله أو لمن بعدهم في تعذيبهم
﴿ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ﴾ باردا شديد الهبوب وشديد الصوت ﴿ في يوم نحس ﴾ شؤم على الأعداء ﴿ مستمر ﴾ أي استمر شؤمه أو استمر عليهم حتى أهلكهم الله أو على صغيرهم وكبيرهم فلم يبقى منهم أحدا وأشد مرارته قال البغوي قيل كان يوم الأربعاء آخر شهر
﴿ تنزع الناس ﴾ أي تقلعهم من أماكنهم ثم ترمي بهم على رؤوسهم فتدق رقابهم وقال البيضاوي : روى أنهم دخلوا في الشعاب والحفر وتمسك بعضهم ببعض فنزعهم الريح منها صرعتهم موتى، وقال البغوي روي أنها كانت تنزع الناس من قبورهم ﴿ كأنهم أعجاز ﴾ أي أصول ﴿ نخل منقعر ﴾ منقلع من مكانه ساقط على الأرض ذكر الصفة حملا على اللفظ والتأنيث في قوله :﴿ أعجاز نخل خاوية ﴾١ ﴿ والنخل باسقات ﴾ ٢ للمعنى قال البغوي إنما قال أعجاز نخل هي أصولها التي قطعت فروعها لأن الريح كانت تمين رؤسهم من أجسادهم فتبقى الأجسام بلا رؤوس
١ سورة الحاقة الآية: ٧.
٢ سورة ق الآية: ١٠.
﴿ فكيف كان عذابي ونذر ٢١ ﴾ كرر للتهويل وقيل الأول لما حاق بهم في الدنيا والثاني لما يحيق بهم في الآخرة كما قال أيضا في قصتهم لنذيقهم الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى
﴿ كذبت ثمود بالنذر ٢٣ ﴾ بالإنذارات والمواعظ والرسل
﴿ فقالوا أبشرا ﴾ آدميا منصوب على المفعولية بفعل مضمر يفسره ما بعده ﴿ منا ﴾ صفة البشر أي من جنسنا أو من جملتنا لا فضل له علينا بالمال والجاه واحدا بدل من بشر أو عطف بيان له أي منفردا لا تبع له أو من آحادنا دون أشرافنا ﴿ نتبعه ﴾ الاستفهام للإنكار والإنكار على كون متبوعهم مثلهم في الجنسية ودونهم في الإنفراد لا علة فعل الاتباع فإنه لو كان المتبوع من الملائكة أو ملوك البشر لم ينكروا إتباعه فلا بد تقدير الفعل مؤخرا من المفعول في الإضمار والتفسير تأكيدا الإنكار الاتباع ﴿ إنا إذا ﴾ أي إذا نتبعه ﴿ لفي ضلال ﴾ أي خطأ ذهاب عن الصواب ﴿ وسعر ﴾ قال وهب معناه بعد من الحق وقال الفراء جنون يقال ناقة مسعورة إذا كانت خفيفة الرأس هائمة على وجهها وقال قتادة معناه عناء أو عذاب مما يكره منا من طاعة وقيل سعر جمع سعير قال ابن عباس معناه عذاب وقال الحسن شدة عذاب كأنهم عكسوا قول صالح عليه السلام لما قال إن تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق وسعير ونيران فقالوا اتبعناك إنا إذا لفي ضلال وسعير
﴿ أءلقي الذكر عليه ﴾ الكتاب والوحي ﴿ من بيننا ﴾ وفينا من هو أحق بذلك يعنون أنه لم يلق عليه الذكر من بيننا ﴿ بل هو كذاب ﴾ يكذب على الله ﴿ أشر ﴾ بطر منكم أن يتعظم علينا بادعاء النبوة إضراب من نفي الفضيلة إلى ادعاء الرزيلة فيه عليه السلام
﴿ سيعلمون غدا ﴾ حين ينزل هم العذاب وقال الكلبي يعني يوم القيامة ﴿ من الكذاب الأشر ﴾ أهم أم صالح عليه السلام قرأ ابن عامر وحمزة ستعلمون عذابنا الخطاب على الإلتفات والباقون بالياء على الغيبة والجملة استئناف في جواب ما شأنهم
ولما سألوا معجزة من الصالح عليه السلام على صدقه وقالوا تعنتا أن يخرج لهم ناقة حمراء عشراء من صخرة عينوها قال الله تعالى :﴿ إنا مرسلوا الناقة ﴾ أي مخرجوها وباعثوها ﴿ فتنة لهم ﴾ أي لأجل امتحانهم أو حال كونها امتحاناتهم ﴿ فارتقبهم ﴾ أي فانتظر يا صالح ما يصنعوا بها ﴿ واصطبر ﴾ على إذا هم أو اصبر على ارتقابهم
﴿ ونبئهم أن الماء قسمة ﴾ أي مقسوم ﴿ بينهم ﴾ يعني بين قومك وبين الناقة لها يوم ولهم يوم أورد ضمير الجمع المذكر العاقل تغليبا ﴿ كل شرب ﴾ نصيب من الماء ﴿ محتضر ﴾ يحضر ه من كان نوبته فإذا كان يوم الناقة حضرت شربها وإذا كان يوم نوبتهم حضروه دون الناقة واحتضر وحضر بمعنى واحد وقال مجاهد يحتضرون الماء إذا غابت الناقة فإذا جاءت الناقة حضر واللبن
﴿ فنادوا ﴾ ثمود ﴿ صاحبهم ﴾ قدار ابن سالف ﴿ فتعاطى ﴾ فتنال الناقة بسيفه ﴿ فعقر ﴾ فعذبهم
﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾ ثم بين عذابهم فقال ﴿ إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ﴾.
﴿ إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة ﴾ صاح بهم جبرائيل عليه السلام ﴿ فكانوا ﴾ أي صاروا ﴿ كهشيم المحتظر ﴾ قال ابن عباس المحتظر الرجل يجعل لفنمه حظيرة من الشجر والشوك دون السباع فما سقط من ذلك فداسته الغنم فهو الهشيم وقيل هو الشجر اليابس الذي يتخذه من الحظير لأجل الحظيرة أو الحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء وقال قتادة معناه كالعظام النخرة المحترقة وقال سعيد ابن جبير هو التاب يتناثر من الحائط
﴿ كذبت قوم لوط بالنذر*إنا أرسلنا عليهم حاصبا ﴾ أي ريحا ترميهم بالحصباء وهي الحصى الصغار وقيل الحصباء هي الحجر الذي دون ملأ الكف وقد يكون الحاصب الرامي فيكون على هذا إنا أرسلنا عليهم حاصبا يحصبهم أي يرمهم بالحجارة ﴿ إلا آل لوط ﴾ استثناء من الضمير المجرور في عليهم ﴿ نجيناهم ﴾ يعني آل لوط ﴿ بسحر ﴾ أي في سحر وهي آخر الليل أو مسحورين الجهلة تعليل للاستثناء
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:﴿ كذبت قوم لوط بالنذر*إنا أرسلنا عليهم حاصبا ﴾ أي ريحا ترميهم بالحصباء وهي الحصى الصغار وقيل الحصباء هي الحجر الذي دون ملأ الكف وقد يكون الحاصب الرامي فيكون على هذا إنا أرسلنا عليهم حاصبا يحصبهم أي يرمهم بالحجارة ﴿ إلا آل لوط ﴾ استثناء من الضمير المجرور في عليهم ﴿ نجيناهم ﴾ يعني آل لوط ﴿ بسحر ﴾ أي في سحر وهي آخر الليل أو مسحورين الجهلة تعليل للاستثناء
﴿ نعمة ﴾ أي إنعاما علة لنجينا ﴿ من عندنا ﴾ صفة لنعمة ﴿ كذلك نجزي من شكر ﴾ نعمة الله بالإيمان والطاعة يعني من وحد الله وشكر نعمة نجزيه جزاء. . .
كما جزينا آل لوط ولم نعذبهم مع المشركين كذا قال مقاتل
﴿ ولقد أنذرهم ﴾ يعني أنذر لوط قومه ﴿ بطشتنا ﴾ أي أخذتنا إياهم بالعذاب إن لم يؤمنوا مفعول ثاني لأنذر ﴿ فتماروا بالنذر ﴾ يعني كذبوا وشكوا بالإنذار
﴿ ولقد راودوه ﴾ أي طلبوا لوطا أن يعرض ﴿ عن ضيفه ﴾ ويسلمهم إليهم حين قصدوا الفجور بهم وكانوا الملائكة فيهم جبرائيل عليه السلام على صورة الأمارد أرسلهم الله على قوم لوط ليرسلوا عليهم حجارة من طين مسومة للمسرفين فلما قصد قوم لوط داره وعالجوا الباب ليدخلوا قالت الرسل للوط خل بينهم وبين الدخول فأنا رسل بك لن يصلوا إليك فدخلوا الدار. وقال البغوي وأخرج ابن إسحاق وابن عساكر من طريق جرير ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس إن لوطا أغلق بابه دون أضيافه وأخذ يجادلهم من وراء الباب فتسوروا الجدار فلما رأى الملائكة على لوط قالوا إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فصعقهم جبرائيل بجناحه بإذن الله فتركهم عميا يترددون متحيرين إلى الباب فأخرجهم لوط عميانا لا يبصرون وذلك قوله تعالى ﴿ فطمسنا أعينهم ﴾ أي صيرناها كسائر الوجه لا يرى له شق كذا قال أكثر المفسرين وقال الضحاك طمس الله أبصارهم فلم يروا الرسل فقالوا قد رأيناهم حين دخلوا البيت فأين ذهبوا فلم يروهم فرجعوا فقال الله تعالى على ألسنة الرسل ﴿ فذوقوا عذابي ونذر ﴾ أي ما أنذرتكم به على لسان لوط من العذاب
﴿ ولقد صبحهم ﴾ أي جلاهم وقت الصبح ﴿ بكرة ﴾ أول النهار ﴿ عذاب ﴾ رمي الحجارة ﴿ مستقر ﴾ أي يستقر بهم بعد الموت عذاب القبر حتى يسلمهم إلى النار المؤبدة
﴿ فذوقوا عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ١٧ ﴾ وفائدة التكرير بعد كل قصة أن يستأنفوا تنبيها واتعاظا واستيقاظا إذا سمعوا الحث على ذلك والبعث عليه
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٩:﴿ فذوقوا عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ١٧ ﴾ وفائدة التكرير بعد كل قصة أن يستأنفوا تنبيها واتعاظا واستيقاظا إذا سمعوا الحث على ذلك والبعث عليه
﴿ ولقد جاء آل فرعون النذر ﴾ يعني موسى وهارون عليهما السلام ومن معهما وقيل هي الآيات التي أنذرهم بها موسى واكتفى بذكر آل فرعون عن ذكره للعمل بأنه أولي بذلك
﴿ كذبوا بآياتنا ﴾ يعني الآيات التسعة ﴿ كلها ﴾ عن صفوان ابن عسال قال : قال يهودي لصاحبه اذهب بنا على هذا النبي فقال له صاحبه لا تقل نبي إنه لو سمعك لكان له أربع أعين فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا عن تسع آيات بينات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمك :( لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة لا تولوا للفرار يوم الزحف وعليكم خاصة اليهود أن لا تعتدوا في السبت قال فقبلا يديه ورجليه وقالا نشهد أنك نبي قال فما يمنعكم أن تتبعوني ؟ قالا إن داود عليه السلام دعى ربه أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن تبعناك أن يقتلنا اليهود }١ رواه أبو داود والترمذي والنسائي ﴿ فأخذناهم ﴾ بالعذاب يعني أغرقناهم في اليم ثم أدخلنا في النار ﴿ أخذ عزيز ﴾ غالب لا يغلب ﴿ مقتدر ﴾ على الانتقام لا يعجزه ما أرادوا لا يمنعه شيء عما أراد.
١ أخرجه الترمذي في كتاب: الاستئذان والآداب باب: ما جاء في قبلة اليد والرجل (٢٧٣٣} واخرجه النسائي في كتاب تحريم الدم باب: السحر (٤٠٧٦.
﴿ أكفاركم ﴾ يعني كفار قومكم أيها المؤمنون من قريش ﴿ خير من أولئكم ﴾ يعني من قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وآل فرعون المذكورين بحلول العذاب بهم قوة وعددا أو مكانة ودينا عند الله والاستفهام للإنكار يعني ليسوا خيرا منهم فكيف آمنوا من مثل ما حل بهم من العذاب ﴿ أم لكم ﴾ يا أهل مكة ﴿ براءة ﴾ وأمان من العذاب ﴿ في الزبر ﴾ أي في الكتب السماوية أن من كفر منكم وكذب الرسل لا يعذب حتى آمنوا من العذاب
﴿ أم يقولون ﴾ أي هؤلاء الكفار ﴿ نحن جميع ﴾ أي جماعة أمرنا مجتمع ﴿ منتصر ﴾ ممتنع لا نرام ومنتصر من الأعداء لا تغلب أو متناصر بعضنا بعضا والتوحيد حملا على لفظ الجميع وموافقة لرؤوس الآي أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال قالوا يوم بدر نحن جميع منتصر فنزلت
﴿ سيهزم الجمع ويولون الدبر ﴾ قرأ يعقوب سنهزم بالنون على صيغة المتكلم المعروف والجمع منصوبا على المفعولية والباقون على صيغة الواحد الغائب المجهول والجمع مرفوعا على أنه مسند إليه أورد الدبر مفردا في محل الإدبار بإرادة الجمع الجنس موافقة لرؤوس كما يقال ضربنا منهم الرأس أو لأن كل واحد منهم يولي بره.
روى البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة يوم بدر ( أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن تنشأ لا تعبد بعد اليوم ) فقال أبو بكر وأخذ بيده حسبك يا رسول الله ألححت على ربك فخرج وهو يثب في الدرع وهو يقول ( سيهزم الجمع ويولون الدبر١
كنت لا أدري أي جمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في درعه ويقول ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) ذكره البغوي قول سعيد ابن المسيب قال سمعته من عمر
١ أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب: قوله (سيهزم الجمع ويولون الدبر ٤٥} (٤٨٧٧}.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم من مرسل عكرمة ورواه الطبراني في مجمعه الأوسط بل الساعة اضرب على طريقة الانتقال إلى الأهم ﴿ موعدهم ﴾ وجميعا للعذاب وما يحيق بهم في الدنيا فمن طلائعه وكان ليس بعذاب بالنسبة إلى ما يحيق بهم يوم القيامة ولذلك لا يعذب بعض الكفار في الدنيا مع استحقاقهم جميعا للعذاب ﴿ والساعة أدهى ﴾ أي أشد داهية والداهية أمر فظيع لا يهدي إلى دفعه ﴿ وأمرّ ﴾ مذاقا من عذاب الدنيا
﴿ إن المجرمين ﴾ أي الكافرين تعميم بعد تخصيص لبيان حال الكفار مطلقا بعد التخصيص بذكر كفار مكة في ﴿ ضلال ﴾ عن الحق في الدنيا ﴿ وسعر ﴾ نيران في الآخرة وقيل معنى الآية في ضلال أي ذهاب من طريق الجنة في الآخرة وسعر أي نار مسعرة كذا قال الحسن ابن فضل وقال قتادة في عناء وعذاب
﴿ يوم يسحبون ﴾ أي يجرون ﴿ في النار على وجوههم ﴾ يقال لهم ﴿ ذوقوا مس سقر ﴾ أي حر النار وألمها فإن مسها سبب لألمها
﴿ إنا كل شيء ﴾ منصوب بفعل مضمر يفسره ﴿ خلقناه بقدر ﴾ والجملة معترضة بين ذكر الكفار نزلت ردا لمخاصمة قريش.
روى مسلم والترمذي عن أبي هريرة قال جاءت مشركو قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت ﴿ إن المجرمين في ضلال وسعر ﴾ إلى قوله :﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾١ يعني خلقنا كل شيء بتقدير سابق أو مقدرا مكتوبا في اللوح المحفوظ معلوما قبل كونه قد علمنا حاله وزمانه قال الحسن قدر الله لكل شيء من خلقه قدر الذي ينبغي له أي يقتضيه الحكمة عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( كتب الله مقادير الخلائق كما قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال كان عرشه على الماء ) ٢.
رواه مسلم وروى البغوي بسنده عن طاووس ابن مسلم اليماني قال أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، وعن علي ابن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع يشهد أن لا إلاه إلا الله وإني رسول الله بعثني بالحق ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر ) ٣
رواه الترمذي وابن ماجه عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( يكون في أمتي خسف ومسخ وذلك على المكذبين بالقدر ).
رواه أبو داود وروى الترمذي نحوه وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضو إلا تعودوهم وإن ماتوا لا تشهدوهم ) ٤ رواه أحمد وأبو داود وعن أبي خزامة عن أبيه قال قلت يا رسول الله أرأيت رقي نسترقي بها ودواء نتداوى بها وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا ؟ قال :( هي من قدر الله )٥ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وفي الباب أحاديث كثيرة وانعقد عليه إجماع الصحابة ومن بعدهم من أهل السنة والجماعة
١ أخرجه مسلم في كتاب: البر والآداب باب كل شيء بقدر (وأخرجه الترمذي في كتاب: تفسير القرآن باب: ومن سورة القمر (٣٤١١}.
٢ أخرجه مسلم في كتاب: البر والصلة والآداب باب: حجاج آدم وموسى عليهما السلام (٢٦٥٣}.
٣ أخرجه الترمذي في كتاب: القدر باب: ما جاء أن الإيمان بالقدر خيره وشره (٢١٤٥}.
٤ أخرجه أبو داود في كتاب: السنة باب: في القدر (٤٦٧٩}.
٥ أخرجه الترمذي في كتاب الطب باب: ما جاء في الرقى والأدوية (٢٠٦٥} وأخرجه ابن ماجه في كتاب: الطب باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء (٣٤٣٧.
﴿ وما أمرنا ﴾ في تكوين الأشياء وإعدامها وإعادتها ﴿ إلا واحدة ﴾ أي الأفعلة واحدة وهي الإيجاد والإمحاء بلا معالجة ومعناه أو إلا كلمة واحدة وهي قوله تعالى : كن في الإيجاد والصيحة في الإعدام والبعث كائنة في اليسر والسرعة ﴿ كلمح بالبصر ﴾ قال الكلبي عن ابن عباس وما أمرنا بمجيء في السرعة إلا كطرف البصر نظيره قوله تعالى ﴿ وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب ﴾ ١
١ سورة الحج الآية: ٧٧.
﴿ ولقد أهلكنا أشياعهم ﴾ جمع شيع معناه المثل كذا في القاموس يعني أهلكنا أشباهكم في الكفر ممن قبلكم يا أهل مكة ﴿ فهل من مدكر ﴾ متعظ بالاعتبار ممن قبله الفاء للسببية والاستفهام للحث والتحريض بمعنى الأمر يعني لقد أهلكنا يا أهل مكة أشباهكم فاذكروا واتعظوا منصل بما سبق في توبيخ أهل مكة وما بينهما معترضات
﴿ وكل شيء فعلوه ﴾ صفة لشيء فعله المكلفون ثابت مكتوب ﴿ في الزبر ﴾ أي في صحائف الحفظة التي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فيجازي بها يوم القيامة أو في اللوح المحفوظ
﴿ وكل صغير وكبير ﴾ من أعمال المكلفين أو من الخلائق وأعمالهم وآجالهم ﴿ مستطر ﴾ أي مسطور مكتوب في صحائف الحفظة أو في اللوح المحفوظة فهذه الجملة بيان تفسير وتأكيدها لما سبق أو المراد بأحد الجملتين كونها مكتوبا في صحائف الحفظة وبالأحرى في اللوح المحفوظ والله تعالى أعلم
﴿ إن المتقين في جنات ونهر ٤٥ ﴾ أي أنهار الجنة من الماء والخمر والعسل واللبن، أورد لفظ المفرد اكتفاء باسم الجنس موافقة لرؤوس الآي وقال الضحاك يعني في الضياء السعة ومنه النهار، قال البغوي قرأ الأعرج ونهر بالضمتين جمع نهار يعني لا ليل لهم
﴿ في مقعد صدق ﴾ أي في مكان لا لغو فيه ولا تأثيم يعني الجنة أو في مكان مرضى قال الجوهري يعبر عن فعل فاضل ظاهرا وباطنا بالصدق ومنه قوله تعالى :﴿ في مقعد صدق ﴾ الآية قوله تعالى ﴿ لهم قدم صدق عند ربهم ﴾١ وقوله تعالى :﴿ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ﴾ ٢ قال البغوي قال الصادق رضي الله عنه ﴿ مدح الله المكان بالصدق فلا يقعد فيه إلا أهل الصدق { عند مليك مقتدر ﴾ أي عند الله مالك الأشياء كلها وملكها قادر لا يعجزه شيء عندية غير متكيفة لا تدركه العقول والأفهام إلا من فتق الله غشاوة بصيرته من الكرام وفائدة التكبير فيها الإيماء إلى ما من شيء إلا تحت ملكه وقدرته والله تعالى أعلم.
١ ورة يونس: الآية: ٢.
٢ سورة الإسراء الآية ٨٠.
Icon