ﰡ
﴿ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ ﴾، أي : على أهل يعقوب، والدليل على ذلك أنك إذا صغرت آل، قلت : أهيل، وعلى أهل ملته أيضاً.
فإن أنا يوماً غيَّبَتْنِي غَيابتي | فسيروا مَسيري في العشيرة والأهلِ |
لئن كنتَ في جُبِّ ثمانين قامةً | ورُقِّيتَ أسبابَ السماءَ بسُلَّمِ |
﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾، مرفوعان ؛ لأن جميل صفة للصبر ولو كان الصبر وحده لنصبوه، كقولك : صبراً، لأنه في موضع : اصبر، وإذا وصفوه رفعوه واستغنوا عن موضع : اصبر، قال الراجز :
يشكو إلىَّ جَمَلى طولَ السُّرَى | صَبرٌ جميلٌ فكِلانا مبُتَلى |
وشَريتُ بُرْداً ليتَني | من بَعد بُردٍ كنتُ هامْه |
﴿ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ ﴾، جررتَه على التكرير والبدل.
أبلْغ أمير المؤمن *** ين أخا العِراق إذا أتَيتَا
أنّ العِراق وأهلَه *** عُنُقٌ إليك فهيتَ هَيْتا
يريد عليّ بن أبي طالب رحمه الله، أي تعالى وتقرب وادته، وكذا لفظ هيت للاثنين والجميع من الذكر والأنثى سواء إلا أن العدد فيما بعدها تقول : هيت لكما وهيت لكن، وشهدت أبا عمرو وسأله أبو أحمد أو أحمد، وكان عالماً بالقرآن، وكان لألأً، ثم كبر، فقعد في بيته، فكان يؤخذ عنه القرآن، ويكون مع القُضاة، فسأله عن قول من قال : هئت، فكسر الهاء وهمز الياء، فقال أبو عمرو : نبسى، أي : باطل جعلها قُلْتُ مِن تهيأت ؛ فهذا الخِنْدِق، واستعرِضِ العربَ حتى تنتهى إلى اليمن هل يعرف أحد هئت لك ؛ كان خندق كسرى إلى هيت حين بلغه أن النبي صلى الله عليه يخرج وخاف العرب فوضع عليه المراصد وصوامع وحرساً ودون ذلك مناظر ثم لما كانت فتنة ابن الأشعث حفره عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة، وكان أعور، فقال له حميد الأرقط :
يا أعور العين فديتَ العُورا *** لا تحسبنَّ الخِندق المحفورا
يردّ عنك القدرَ المقدورا ***
وذلك أنه لما انهزم ابن الأشعث من الزاوية قام هو بأمر أهل البصرة فناصب الحجاج، ثم لما هرب يزيد بن المهلب من سجن عمر بن عبد العزيز حفره عدى بن أرطاة عامل البصرة، لئلا يدخل يزيد البصرة، ثم حفره المنصور وجعل عليه حائطاً مما يلي الباب، فحصنه أشد من تحصين الأولين للحائط، ولم يكن له حائط قبل ذلك.
فألقيُته غير مستعِتب | ولا ذاكرَ الله إلاّ قليلا |
ولكن همّاً دون ذلك والجٌ | مكان الشِّغَاف تبتغيه الأصابعُ |
لهن مُتكَئاً، أي : ممرقاً تتكئ عليه، وزعم قوم أنه الأترج، وهذا أبطل باطل في الأرض ولكن عسى أن يكون من المتكاء أترج يأكلونه، ويقال : ألق له مُتكَئاً.
﴿ أَكْبَرْنَهُ ﴾، أجللنه وأعظمنه، ومن زعم أن أكبرنه حضن فمن أين، وإنما وقع عليه الفعل ذلك، لو قال : أكبرن، وليس في كلام العرب : أكبرن حضن، ولكن عسى أن يكون من شده ما أعظمنه حضن.
﴿ وُقُلْنَ حَاشَ للهِ ﴾، الشين مفتوحة ولا ياء فيه، وبعضهم يدخل الياء في آخره، كقوله :
حاشى أبِى ثَوْبانَ إنّ به | ضَنّا عن المَلْحاةِ والشَّتْمِ |
إلى هِندٍ صبَا قلبِي | وهِندٌ مثلُها تُصبِى |
صَبا صَبوةً بل لَجَّ وهو لَجوجُ ***وزالت له بالأنْعَمَينِ حُدوجُ
فإن يك رَبُّ أذوادٍ بحِسْمَي | أصابوا من لقائك ما أصابوا |
رَبّي كريم لا يكدّرِ نِعمةً | وإذا تُنوشِدَ في المَهارِق أَنشدا |
وأسفلَ مني نَهدةً قد ربطتُها | وأَلقيتُ ضِغْثا من خَلىً متَطيّبِ |
ولقد كان عُصْرةَ المنجودِ ***
أي : المقهور المغلوب، وقال لبيد :
فبات وأَسرَى القومُ آخرَ ليلهم | وما كان وقّافاً بغير معُصَّرٍ |
أتى قَريةً كانت كثيراً طَعامُها | كرفع التراب كلُّ شئ يَميرُها |
﴿ وأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ﴾ أي كفيل وقبيل، قال المُؤسِّىُّ الأزْديَّ :
فلست بآمرٍ فيها بسَلْم | ولكنّي على نفسي زعيمُ |
بغزوٍ مثل وَلْغ الذئب حتى | يَنُوءَ بصاحبي ثأرٌ منيم |
﴿ خَلَصُوا نَجِيّاً ﴾ أي اعتزلوا نجيّاً يتناجون، والنجى يقع لفظه على الواحد والجميع أيضاً وقد يجمع، فيقال : بَجىٌ وأنْجية، وقال لَبِيد :
وشَهدتُ أَبجية الأفاقة عالياً **** كعبي وأَردافُ الملوك شهودُ
يا راكباً إمّا عرضتَ فَبّلغنْ ***
والأسف أشدّ الحزن والتندم، ويقال : يُوسُف مضموم في مكانين، ويُوسِف تضمّ أوله وتكسر السين بغير همز، ومنهم من يهمزه يجعله يُفعِل مِن آسفته.
فما فتِئتْ خيلٌ تَثُوبُ وتدَّعِى | ويَلحق منها لاحِقٌ وتقَطَّعُ |
وأبرَحُ ما أَدام الله قومي | بحمد الله منتطِقا مُجيدا |
كأنك صَمٌّ بالأَطِبّاء مُحْرَضُ ***
وقال العَرْجِىّ :
إلِّى امرؤٌ لجَّ بي حُبٌّ فأَحرضنِي ***حتى بكيِتُ وحتى شَفَّني السَّقمُ
أي أذابني. فتبقى مُحرَضاً ﴿ أوْ تَكُونَ مِنَ الهَالِكِينَ ﴾ أي من الميِّتين.
وحاجةٍ غيرُ مُزجاة من الحاجِ
يا لهفَ هندٍ إذ خطئن كاهلا ***
أي أخطأن، وقال : أُمَيَّة بن الأسْكُر :
وإنّ مُهاجِرَيْنِ تَكَنّفاهُ | لعَمْرُ اللّهِ قَدْ خَطِئا وَخابا |
يا صاحبيَّ دَعا لَوْمي وتفنيدي | ما فات مِن أَمْرٍ بمردودِ |
﴿ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ ﴾ أي أَفسد وحمل بعضنا على بعض.
﴿ أُوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً ﴾ أي فجأة، قال ابن ضَبّة وهو يزيد ابن مُقسِم الثّقفي، وأُمه ضبة التي قامت عنه أي ولدته :
ولكنّهم بانوا ولم أَدْرِ بَغتةً | وأفظع شئٍ حين يفجَأُكَ البغتُ |
فلا تبعَدْ فكل فتى أناسٍ | سيصبِح سالكاً تلك السبيلا |