تفسير سورة الإنشقاق

الوجيز للواحدي
تفسير سورة سورة الإنشقاق من كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المعروف بـالوجيز للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ
مكية وهي عشرون وثلاث آيات

﴿إذا السماء انشقت﴾ تنشقُّ السَّماء يوم القيامة
﴿وأذنت لربها﴾ سمعت أمر ربِّها بالانشقاق ﴿وحقت﴾ وحقَّ لها أن تطيع
﴿وإذا الأرض مدَّت﴾ من أطرافها فَزِيد فيها كما يمدُّ الأديم
﴿وألقت ما فيها﴾ ما في بطنها من الموتى والكنوز ﴿وتخلَّت﴾ وخَلَتْ منها
﴿وأذنت لربها وحقت﴾
﴿يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً﴾ عاملٌ لربِّك عملاً ﴿فملاقيه﴾ فملاقٍ عملك والمعنى: إذا كان يوم القيامة لقي الإنسان عمله
﴿فأمَّا مَنْ أوتي كتابه بيمينه﴾
﴿فسوف يحاسب حساباً يسيراً﴾ وهو العرض على الله عز وجل لأنَّ مَنْ نُوقش الحساب عذاب
﴿وينقلب إلى أهله﴾ في الجنَّة ﴿مسروراً﴾
﴿وأمَّا مَنْ أوتي كتابه وراء ظهره﴾ وذلك أنَّ يديه غُلَّتا إلى عنقه فيُؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره
﴿فسوف يدعو ثبوراً﴾ فينادي بالهلاك على نفسه
﴿ويصلى سعيراً﴾ ويدخل النَّار
﴿إنَّه كان في أهله﴾ في الدُّنيا ﴿مسروراً﴾ متابعاً لهواه
﴿إنَّه ظنَّ أن لن يحور﴾ لن يرجع إلى ربِّه
﴿بلى﴾ أيْ: ليس الأمر كما ظنَّ يرجع إلى ربِّه
﴿فلا أقسم﴾ معناه فأقسم ﴿بالشفق﴾ وهو الحمرة التي تُرى بعد سقوط الشَّمس وقيل: يعني: اللَّيل والنَّهار
﴿والليل وما وسق﴾ جمع وحمل وضمَّ وآوى من الدواب والحشرات والهرام والسباع وكلّ شيء دخل عليه اللَّيل
﴿والقمر إذا اتسق﴾ اجتمع واسترى
﴿لتركبنَّ طبقاً عن طبق﴾ حالا بعد حال ومن النُّطفة وإلى العلقة وإلى الهرم والموت حتى يصيروا إلى الله تعالى وقوله:
﴿فما لهم لا يؤمنون﴾
﴿وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون﴾
﴿بل الذين كفروا يكذبون﴾
﴿والله أعلم بما يوعون﴾ أي: يحملون في قلوبهم ويُضمرون
﴿فبشرهم﴾ أخبرهم ﴿بعذاب أليم﴾ وقوله:
﴿غير ممنون﴾ أي: غير منقوصٍ ولا مقطوعٍ
Icon