تفسير سورة القمر

تيسير التفسير
تفسير سورة سورة القمر من كتاب تيسير التفسير .
لمؤلفه إبراهيم القطان . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة القمر مكية وآياتها خمس وخمسون، نزلت بعد سورة الطارق. وهي كباقي السور المكية في معالجتها أصول الدين، ولكن بطابع خاص، وفي عرضها للموضوعات عرضا خاصا فيه التهديد والوعيد. وفيها حملة عنيفة على المكذبين بآيات القرآن المبين. وقد جاءت الآية الأولى من هذه السورة تنبه الأسماع إلى اقتراب القيامة، وتحذّر الناس من أمرها، ثم جاءت آيات بعدها توضح موقف الكفار من المعجزات، وإصرارهم على التكذيب، وتطلب على الرسول الكريم الإعراض عن المشركين وإمهالهم إلى يوم يخرجون فيه من قبورهم كأنهم جراد منتشر.
ثم تتابع الآيات بعد ذلك بالنذر والصبر، وتعرض أطرافا من أحوال الأمم السابقة مثل قوم نوح، وعاد وثمود، وقوم لوط، وفرعون وملئه، والعذاب الذي حاق بهم. وبين كل قصة وأخرى تنبه الأذهان إلى أن القرآن الكريم ميسّر لمن يطلب العظة والاعتبار.
ثم تنتهي إلى بيان أن كفار مكة ليسوا أقوى ولا أشد من الأمم السابقة، وأنه ليس لهم أمان من العذاب. ثم تُختتم السورة بتهديد المكذبين المعاندين بمصيرهم يوم يُسحبون إلى النار على وجوههم، ويقال لهم :﴿ ذوقوا مسّ سقر ﴾، وتبيّن مآل السعداء المتقين، وأنهم في منازلهم في جنات النعيم. ويظهر الفرق بالمقارنة بين الفجار المعاندين، والمؤمنين المتقين المصدقين :﴿ إن المتقين في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ﴾.

يخبرنا الله تعالى باقترابِ يوم القيامة، ونهايةِ الدنيا وانقضائها، وأنّ الكونَ يختلُّ كثيرٌ من نظامه عند ذاك، كما جاء في قوله تعالى :﴿ إِذَا الشمس كُوِّرَتْ وَإِذَا النجوم انكدرت ﴾ [ التكوير : ١-٢ ]، والتكدُّر هو الانتثار، فعبّر بالماضي، وهنا التعبير جاء بالماضي، وكما قال في آخر سورة النجم ﴿ أَزِفَتِ الآزفة ﴾ [ النجم : ٥٧ ].
وقد روى الإمام أحمد عن سهلِ بن سعد، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :« بُعثتُ أنا والساعةُ هكذا، وأشار بأصبعَيه السبّابةِ والوسطَى ».
وهنا يقول : اقتربت القيامة، وسينشقُّ القمرُ لا محالة. وتشير الأبحاثُ الفلكية إلى أن القمر يدنو من الأرض ويستمرُّ بالدنوّ منها حتى يبلغَ درجةً يتمزقُ عندها ويصير قِطعاً كلّ واحدةٍ تدور في فلكها الخاص. وهذا طبعاً سيحدُث عند انتهاء هذه الحياةِ الدنيا، ولا يعلم وقتَ ذلك إلا الله.
ويقول المفسّرون الأقدمون : إن انشقاق القمر قد حدَث فعلا، ويرون عدة أحاديث أسندوها إلى أنس بن مالك وعبد الله بن عباس، وجبير بن مطعم، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم. ويقول ابن كثير : قد كان هذا في زمان رسول الله كما ورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة.
والروايةُ عن خمسة من الصحابة فقط فكيف تكون متواترة ؟ واللهُ أعلم.
وإن يروا آية : وإن يروا دليلاً على نبوة محمد.
مستمر : دائم.
لقد كذّب هؤلاء الكفار النبيَّ الكريم، وأعرضوا عن الإيمان به، وقالوا : إنه كاهن وساحر يُرهِب الناسَ بسحره.
أهواءهم : ما زينه لهم الشيطانُ من الوساوس والأوهام.
مستقر : منتهٍ إلى غاية ينتهي إليها.
بذلك كذّبوا بالحق إذ جاءهم ﴿ واتبعوا أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ﴾ فهو منتهٍ إلى غاية يستقر عليها.
إن هذا الكون يا محمد يسير وفق قوانينَ منتظِمة محدّدة مستقرة. وإن أمرك أيها الرسول، سينتهي إلى الاستقرار بالنصر في الدنيا والفوزِ بالجنّة في الآخرة.
مزدجَر : ما فيه الكفاية لزجرهم.
ولقد جاء لهؤلاء المكذِّبين من الأخبار عن الماضِين الذين كذّبوا الرسلَ، فهلكوا، ما يردعُهم ويزجُرهم عما هم فيه من الغيِّ والشرك والفساد.
حكمة بالغة : واصلةٌ غايةَ الإحكام والإبداع.
فما تُغني النذر : فما يفيد المنذِرون لمن انصرف عنهم.
وهو ﴿ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِي النذر ﴾. إنه حكمةٌ عظيمة بالغةٌ غايتها في الهداية والإرشاد إلى طريق الحقّ لو أنهم فكّروا واستعملوا عقولهم، ولكن أيّ نفعٍ تفيد النذُر لمن اتَّبع هواه وانصرف عنها ! ؟.
نُكُر : بضم النون والكاف، كل ما تنكره النفوس وتعافه.
أعرِضْ أيها الرسول، عن هؤلاء الكفار، وانتظِر يومَ يدعو الداعي إلى أمرٍ شديدٍ تنكره النفوس، ولم يروا مثلَه لما فيه من هول وعذاب.
قراءات :
قرأ ابن كثير : نُكْر بضم النون وإسكان الكاف، والباقون : نُكُر بضم النون والكاف.
خشّعا : جمع خاشع وهو الذليل.
الأجداث : القبور.
إنه يوم الفزَع الأكبر، يوم تراهم :
﴿ خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجداث كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ﴾.
يخرجون من قبورهم في حالةِ هلع عظيم، خاشعة أبصارهم من شدة الهول، كأنهم من كثرتهم وسرعة انتشارهم جرادٌ منتشر. كما قال تعالى أيضا :﴿ يَوْمَ يَكُونُ الناس كالفراش المبثوث ﴾ [ القارعة : ٤ ]، فهم في أول أمرِهم يكونون كالفَراش حين يموجون فزِعين لا يهتدون أين يتوجهون، ثم يكونون كالجراد المنتشِر عندما يتوجهون للحشْر.
قراءات :
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم : خُشّعاً بضم الخاء وتشديد الشين جمع خاشع. والباقون : خاشعاً أبصارهم على الأفراد.
مهطِعين إلى الداع : مسرعين منقادين لمن يدعوهم إلى الحشر.
عسر : صعب شديد الهول.
في ذلك اليوم يخرجون مسرعين إلى الداعي، ينظرون إليه في ذلٍّ وخضوع، لما يرون من الهول حتى ﴿ يَقُولُ الكافرون هذا يَوْمٌ عَسِرٌ ﴾ هذا يوم صعب شديد.
ازدُجر : زجروه عن التبليغ.
يبيّن الله تعالى هنا أن شأنَ الرسول الكريم مع قومه كشأنِ نوحٍ مع قومه. فبعد أن أخبرَ أنه جاءهم من الأخبار ما فيه زاجرٌ لو تذكّروا، ذَكَر هنا قصة قوم نوح الذين كذّبوا نبيَّهم قديماً قبل قريش، ورمَوه بالجنون ومنعوه من تبليغ رسالته بأنواع الأذى والتخويف.
فانتصِر : فانتقم لي منهم.
فدعا نوح ربه : لقد غلبتُ على أمري، فانتقِم منهم بعذابك.
منهمر : منسكب بقوة.
فأخبره الله تعالى أنه أجاب دعاءه فقال :
﴿ فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السمآء بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ﴾ أي بماء متدفق من السماء،
قراءات :
قرأ ابن عامر ويعقوب : ففتّحنا بتشديد التاء، والباقون : ففتحنا بغير تشديد.
فالتقى الماء على أمرٍ قد قُدِر : فالتقى ماء السماء بماءِ الأرض، على حال قدّره الله.
وفجَّر من الأرض عيوناً فالتقى ماءُ السماء بماءِ الأرض وأهلك الكذّابين من قوم نوحٍ بالطوفان ﴿ على أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴾ وفق أمرٍ قدَّره الله تعالى.
ذات ألواحٍ ودُسُر : ألواح من الخشب ومسامير، ودسر جمعُ دسار.
وحملنا نوحاً ومن معه على سفينة مصنوعة من الخشب والمسامير.
بأعيننا : بحِفظنا وحراستنا.
تجري على الماء بحِفظ اللهِ ورعايته، وذلك جزاءً منا لنوحٍ الذي كذّبه قومه ولم يؤمنوا به.
تركناها آية : تركنا السفينة آية وحجّة.
مدّكر : معتبر، متذكر، متعظ.
ثم بين الله تعالى انه أبقى أخبارَ السفينة وإغراقَهم عبرةً لمن بعدهم فقال :
﴿ وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ فهل يوجَدُ مِن بينِهم من يتّعظ ويعتبر ! !
ونذُر : جمع نذير بمعنى إنذار.
انظروا كيف كان العذابُ الذي حلّ بهم ما أشدَّه، وما أفظع إنذاري لهم بما أحللته بهم. وقد تقدمت قصة نوح في أكثرَ من سورة وذكر في القرآن في ثلاثةٍ وأربعين موضعا.
ثم بين أن هذا القصص وأمثاله إنما يُروى في القرآن للعبرة، وأنه يسَّر معناه، وسهله للتذكّر والاتعاظ، فهل من متعظ ؟
في هذه الآية الكريمة والآيات التي بعدها يذكر الكتاب قصةَ عاد، قوم هود، وقصة ثمود قوم صالح، وقد ذُكر هود سبع مرات في القرآن وصالحٌ تسعاً.
ولقد كذّبت عادٌ نبيَّهم هودا ولم يؤمنوا به، فانظُروا يا معشر قريش كيف أنزلتُ بهم عذاباً شديداً.
الريح الصرصر : الباردة أشد البرد.
نحس : شؤم. مستمر : دائم.
ريحاً باردة مدوَّية في يومِ شؤمٍ دائم.
تنزع الناس : تنقلهم.
أعجاز نخل : أصول النخل.
منقعِر : منقلع، يقال قعرت النخلة، قلعتُها من أصلها فانقعرت.
تقتلع الناسَ من أماكنهم وترميهم كأنهم أعجازُ نخلٍ قد انقلَع من الأرض.
وقد كرر هذه الآية لبيان هولِ ما نزلَ بهم من عذاب.
ثم أردف ذلك بقوله تعالى :
﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾
لقد أنزلناه سهلاً ميسَّراً ليبيّن للناس العبر والعظات فهل يتعظون ؟.
بالنذُر : بالرسل.
ثم أردف بقصة ثمود، وكيف كذّبت نبيّهم صالحا.
وسُعر : جنون. يقال : سَعِرَ فلان فهو مسعور : جنّ فهو مجنون.
وكيف تعجبوا من أن يأتيه الوحي والنبوة من بينهم، وفيهم من هو أحقُّ منه، وقالوا :
﴿ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ ﴾
لو اتبعنا صالحاً هذا فيما يدعونا إليه لكُنّا ضللنا، وصرنا مجانين.
كذّاب أشِر : شديد البطر، متعاظم.
ثم شتموه بأنه كذاب أشِر.
كذّاب أشِر : شديد البطر، متعاظم.
ثم بين الله تعالى بأنهم :
﴿ سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الكذاب الأشر ﴾
سيعلمون قريباً يوم ينزل بهم العذابُ من هو الكذّاب المنكِر للنعمة، هم أم رسولنا إليهم صالح.
قراءات :
قرأ ابن عامر وحمزة ورويس : ستعلمون بالتاء. والباقون : سيعلمون بالياء.
فارتقبْهم واصطبر : فانتظرهم واصبر على أذاهم.
ثم بين الله لصالح انه مرسلٌ لهم الناقة آيةً، وامتحاناً، فانتظِرْهم يا صالح واصبر على أذاهم
كل شِرب محتضَر : الشِرب بكسر الشين : النصيب، ومحتضر : بفتح الضاد : يحضره صاحبه في نوبته.
وخبِّرهم أن ورود الماءِ مقسومٌ بينَهم وبين الناقة، ﴿ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ ﴾ كل نصيب يحضره صاحبه في يومه.
صاحبهم : هو الذي قتل الناقة.
فتعاطى : فاجترأ على هذه الجريمة.
فعقر : فضرب قوائم الناقة بالسيف.
فلم تعجبْهم القِسمة، فدعوا صاحبَهم ( وهو الذي عبَّر الله عنه في سورة الشّمس بقوله تعالى :﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ إِذِ انبعث أَشْقَاهَا ﴾ [ الشمس : ١١-١٢ ] ) ليفعل فِعْلته.
﴿ فتعاطى فَعَقَرَ ﴾
فتهيأ لعقر الناقة وضرَب قوائمها بالسيف فعقَرها.
كهشيم المحتظِر : الهشيم : كل زرع ونبات وشجر يابس، والمحتظر : الذي يعمل حظيرة لغنمه ويتساقط منه بعض أجزائه وتتفتت حال العمل.
ثم أخذتهم صيحةُ العذاب فكانوا مثلَ الهشيم اليابس الذي يجمعه صاحبُ الحظيرة لماشيته.
ثم يكرر قوله تعالى :﴿ وَلَقَد يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ ليوجّههم إلى القرآن ليتذكروا ويتدبروا.
ثم يذكر قصص قوم لوطٍ وفرعونَ باختصار، فقد كذّبت قوم لوط بما جاءهم من إنذار.
حاصبا : ريحا تحمل الحصباء.
السحَر : آخر الليل.
فأرسل الله عليهم ريحاً شديدةً ترميهم بالحصى، ونجّى آل لوط المؤمنين من هذا العذاب في آخر الليل.
وذلك كله نعمةٌ من الله ﴿ كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ ﴾، ﴿ إِلاَّ امرأته قَدَّرْنَاهَا مِنَ الغابرين ﴾ [ النمل : ٥٧ ].
بطشَتَنا : عذابنا الشديد.
فتماروا بالنذر : فشكّوا وجادلوا في الإنذارات.
لقد أنذرهم رسولُهم لوط من عذابِ الله فشكّوا في ذلك وسخِروا منه، بل توعّدوه كما جاء في سورة الشعراء :﴿ قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يا لوط لَتَكُونَنَّ مِنَ المخرجين ﴾ [ الشعراء : ١٦٧ ].
راودوه عن ضيفه : نازعوه في ضيوفه ليفجُروا بهم، وهم يظنون أنهم من البشر. الضيف يطلق على الواحد والجمع.
فطمسنا أعينهم : حجبناها عن الإبصار فلم تر شيئا.
ثم طلبوا منه ضيوفَه ليأخذوهم ويفجُروا بهم لَمّا رأوهم على صورة شبابٍ مُرْدٍ حسان، فَطَمَسَ الله أعينَهم وحجَبها عن الإبصار. وذهبَ الملائكةُ بعدَ أن أفهموا لوطاً بأنْ يخرج ليلاً من تلك القرية الظالمة.
بكرة : أول النهار.
مستقر : دائمٌ وثابتٌ مستمر.
وصبَّحَهم عذابٌ مستقر أهلكهم ودمّر بلادَهم.
وقال الله لهم :﴿ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴾
ثم كرر الآية الكريمة ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ ﴾
يسّرناهُ على الأفهام للاتعاظ والتذكُّر من قبل أصحابها.
ثم ذكر قصة فرعون وآله بآيتين.
وأنهم كذّبوا رسولهم موسى، ولم يؤمنوا بآيات الله.
﴿ فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ ﴾
لقد أهلكهم الله إهلاك قويّ لا يُغلب، عظيمِ القدرة على ما يشاء. وقد ذُكرت قصة فرعون وموسى بعدد من السور بين مطول ومختصر.
أم لكم براءة : أم عندكم كتابٌ فيه نجاتكم من العذاب.
الزُبُر : جمع زبور، وهي الكتب السماوية.
يوجَّه الخطابُ هنا إلى قريشٍ ومن والاهم. أكفاركم يا معشَر قريشٍ، أقوى من تلك الأقوامِ التي ذُكرت، فأنتم لستم بأكثرَ منهم قوة، ولا أوفرَ عددا. وهل عندكم صكٌّ مكتوب فيه براءتكم من العذاب !.
أم أن المشركين يقولون : نحن واثِقون بقوّتنا ونحن منتصِرون.
ويولّون الدبُر : يعطونكم ظهورهم عندما ينهزمون.
وقد ردّ الله عليهم مقالَهم بأنهم سيُهزمون ويولّون الدبُر. وقد صدق الله وعدَه فهزمهم جميعاً ونصرَ رسولَه الكريم صلى الله عليه وسلّم.
أدهى : أعظم.
وأمر : أشد مرارة.
ثم بيّن الله أن الهزيمةَ هي عذابُ الدنيا، وأن موعدَهم يومُ القيامة، فيه العذاب الشديد الذي ليس له مثيل، وكل عذابٍ دون جهنمَ بسيط وقليل.
سعر : نيران مستعرة.
ففي ذلك اليوم يكون المجرمون من المشركين في هلاكٍ وجحيم مستعر.
سقَر : اسم من أسماء جهنم، ومسّ سقر : حرها.
﴿ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النار على وُجُوهِهِمْ ﴾ ويقال لهم :﴿ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ﴾ قاسوا عذابَ جهنم.
بقدَر : بتقدير حسب حكمة بالغة.
ثم بين الله تعالى أن كلّ ما يوجد في هذا الكون يحدُث بقضائه وأمرِه وتقديره على ما تقتضيه حكمته.
وما أمرُنا إلا واحدة : كن فيكون.
كلمح بالبصر : كلمح البصر لشدة سرعته.
وإن أمْرَه ينفَذُ بكلمة ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [ البقرة : ١١٧ ] بأسرعَ من لمح البصر.
أشياعكم : أشباهكم، وأتباعكم وأنصاركم.
ثم بين لهم أنه أهلكَ أقواماً كثيرا أشباههم فهل يعتبرون ؟
وإن كل شيء فعلوه في الدنيا سيَجِدونه مكتوباً مسجّلاً لا يغيبُ منه شيء.
مستطر : مكتوب.
كلّ صغيرٍ وكبير من الأعمال مسجَّل مسطور.
ونهَر : أنهار.
وبعد أن بين مقام الكافرين وما ينتظرهم من عذاب يوم القيامة، ذكر ما ينالُه المتقون من الكرامة عند ربهم في جنّاتٍ وأنهارٍ متعددة.
في مقعد صدقٍ : في مكان مرضي.
عند مليكٍ مقتدر : عظيم القدرة.
في مجلسٍ كريم في ضيافةِ الرحمن الرحيم، القويّ العزيز، عظيمِ القدرة جلّ جلاله.
Icon