تفسير سورة سورة غافر من كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز
المعروف بـالوجيز للواحدي
.
لمؤلفه
الواحدي
.
المتوفي سنة 468 هـ
وسورة الغافر مكية وهي ثمانون آية
ﰡ
﴿تنزيل الكتاب﴾ ابتداء وخبره: ﴿من الله العزيز العليم﴾
﴿غافر الذنب﴾ لمن قال لا إله إلا الله ﴿وقابل التوب﴾ ممن قال: لا إله إلا الله ﴿شديد العقاب﴾ لمَنْ لم يقل لا إله إلاَّ الله ﴿ذي الطول﴾ الغنى والسَّعة
﴿ما يجادل في آيات الله﴾ أي: في دفعها وإبطالها ﴿فلا يغررك تقلبهم﴾ تصرفهم ﴿في البلاد﴾ للتجارات أَيْ: سلامتهم بعد كفرهم حتى إنَّهم يتصرَّفون حيث شاؤوا فإنَّ عاقبتهم كعاقبة من الكفَّار وهو قوله:
﴿كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم﴾ أي: الذين تحزَّبوا على انبيائهم بالمخافة والعداوة كعادٍ وثمود ﴿وهمَّت كلُّ أمة برسولهم ليأخذوه﴾ أَيْ: قصدت كلُّ أمة رسولها ليتمكَّنوا منه فيقتلوه ﴿وجادلوا﴾ بباطلهم ﴿ليدحضوا﴾ ليدفعوا ﴿به الحق فأخذتهم﴾ فعاقبتهم ﴿فكيف كان عقاب﴾ استفهام تقرير
﴿وكذلك﴾ ومثل ما ذكرنا ﴿حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار﴾ يعني: قوله: ﴿لأملأنَّ جهنم منك وممن تبعك﴾ الآية ثمَّ أخبر بفضل المؤمنين وأنَّ الملائكة يستغفرون لهم فقال:
﴿الذين يحملون العرش ومَنْ حوله﴾ من الملائكة وقوله: ﴿ربنا وسعت كلَّ شيءٍ رحمةً وعلماً﴾ أَيْ: وسعت رحمتك كلَّ شيء وعلمتَ كل شيء
﴿ربَّنا وأَدْخِلْهم جنَّاتِ عدنٍ التي وَعَدْتَهُم ومَنْ صلَحَ من آبائِهم وأزوَاجِهم وذُرِّيَّاتهم إنك أنت العزيز الحكيم﴾
﴿وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم﴾
﴿إن الذين كفروا ينادون﴾ وهم في النَّار وقد مقتوا أنفسهم حين وقعوا في العذاب: ﴿لمقت الله﴾ إيَّاكم في الدُّنيا إذ تُدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبرُ من مقتكم أنفسكم
﴿قالوا ربنا أمتَّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين﴾ وذلك أنَّهم كانوا أمواتاً نُطفاً فأُحيوا ثمَّ أُميتوا في الدُّنيا ثمَّ أُحيوا للبعث ﴿فاعترفنا بذنوبنا﴾ أي: أريتنا من الآيات ما أوجب علينا الإقرار بذنوبنا ﴿فهل إلى خروج﴾ من الدُّنيا ﴿من سبيل﴾ فقيل لهم:
﴿ذلكم﴾ العذاب ﴿بأنَّه إذا دعي الله وحده كفرتم﴾ نكرتم وحدانيته ﴿وإن يشرك به تؤمنوا﴾ تُصدِّقوا ذلك الشِّرك ﴿فالحكم لله﴾ في إنزال العذاب بكم لا يمنعه عن ذلك مانع
﴿هو الذي يريكم آياته﴾ دلائل توحيده ﴿وينزل لكم من السماء رزقاً﴾ بالمطر ﴿وما يتذكر﴾ وما يتَّعظ بآيات الله ﴿إلاَّ مَنْ ينيب﴾ يرجع إلى الله بالإيمان
﴿فادعوا الله مخلصين له الدين﴾ الطَّاعة
﴿رفيع الدرجات﴾ رافعها لأهل الثَّواب في الجنَّة ﴿ذو العرش﴾ مالكه وخالقه ﴿يلقي الروح﴾ الوحي الذي تحيا به القلوب من موت الكفر ﴿من أمره﴾ من قوله ﴿على مَنْ يشاء من عباده﴾ على مَنْ يختصه بالرِّسالة ﴿لينذر يوم التلاق﴾ ليخوِّف الخلق يوم يلتقي أهل الأرض وأهل السَّماء أَيْ: يوم القيامة
﴿يوم هم بارزون﴾ خارجون من قبورهم ﴿لا يخفى على الله﴾ من أعمالهم وأموالهم ﴿شيء﴾ يقول الله في ذلك اليوم: ﴿لمن الملك اليوم﴾ ثمَّ يجيب نفسه ﴿لله الواحد القهار﴾
﴿اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب﴾
﴿وأنذرهم يوم الآزفة﴾ خوّفهم بيوم القيامة والآزقة: القريبة ﴿إذ القلوب لدى الحناجر﴾ وذلك أنَّ القلوب ترتفع من الفزع إلى الحناجر ﴿كاظمين﴾ ممتلئين غمّاً وخوفاً وحزناً ﴿ما للظالمين﴾ أي: الكافرين ﴿من حميم﴾ قريبٍ ﴿ولا شفيع يطاع﴾ فيشفع فيهم
﴿يعلم خائنة الأعين﴾ خيانة الأعين وهي مسارقتها النَّظر إلى ما لا يحلُّ
﴿والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير﴾
﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق﴾
﴿ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب﴾
﴿ولقد أرسلنا موسى بآياتنا﴾ بعلاماتنا التي تدلُّ على صحة نبوّته ﴿وَسُلْطَانٍ مبين﴾ أي: حجة ظاهرة
﴿إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب﴾
﴿فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه﴾ وذلك أَنَّ فرعون أمر بإعادة القتل على الذُّكور من أولاد بني إسرائيل لمَّا أتاه موسى عليه السَّلام ليصدَّهم بذلك عن متابعة موسى ﴿وما كيد الكافرين﴾ مكر فرعون وسوء صنيعه ﴿إلاَّ في ضلال﴾ زوالٍ وبطلانٍ وذهابٍ
﴿وقال فرعون﴾ لملَئهِ: ﴿ذروني أقتل موسى وليدع ربه﴾ الذي أرسله إلينا فمنعه ﴿إني أخاف أن يبدل دينكم﴾ الذي أنتم عليه ويبطله ﴿أو أن يظهر في الأرض الفساد﴾ أو يفسد عليكم دينكم إن لم يبطله فلمَّا توعَّده بالقتل قال موسى:
﴿إني عذت بربي وربكم من كلِّ متكبر لا يؤمن بيوم الحساب﴾ وقوله:
﴿يصبكم بعض الذي يعدكم﴾ قيل: كلُّ الذي يعدكم
﴿يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض﴾ هذا من قول مؤمن آل فرعون أعلمهم أنَّ لهم الملك ظاهرين عالين عل بني إسرائيل في أرض مصر ثمَّ أعلمهم أنَّ عذاب الله لا يدفعه دافع فقال: ﴿فمن ينصرنا من بأس الله﴾ أَيْ: مَنْ يمنعنا من عذابه ﴿إن جاءنا﴾ ؟ فـ ﴿قال فرعون﴾ حين منع قتله: ﴿ما أُريكُمْ﴾ من الرَّأي والنَّصيحة ﴿إلاَّ ما أرى﴾ لنفسي
﴿وقال الذي آمن﴾ يعني: مؤمن آل فرعون: ﴿يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب﴾ ثمَّ فسَّر ذلك فقال:
﴿مثل دأب قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ﴾ خوَّفهم إن أقاموا على كفرهم مثل حال هؤلاء حين عذِّبوا ثمَّ خوَّفهم بيوم القيامة وهو قوله:
﴿إني أخاف عليكم يوم التناد﴾ وذلك أنَّه يكثر النِّداء في ذلك اليوم يُنادى بالسَّعادة والشَّقاوة ويُنادى فيُدعى كلُّ أناسٍ بإمامهم
﴿يوم تولون مدبرين﴾ مُنصرفين عن موقف الحساب إلى النَّار ﴿ما لكم من الله﴾ من عذاب الله ﴿من عاصم﴾ مانعٍ يمنعكم من عذاب الله
﴿ولقد جاءكم يوسف من قبل﴾ أي: من قبل موسى ﴿بالبينات﴾ بالآيات المعجزات ﴿كذلك﴾ مثل ذلك الضَّلال ﴿يضل الله مَنْ هو مسرف﴾ مشركٌ ﴿مرتاب﴾ شاكٌّ فيما أتى به الأنبياء
﴿الذين يجادلون في آيات الله﴾ أَيْ: في إبطالها ودفعها ﴿بغير سلطان﴾ أَيْ: حُجَّةٍ ﴿أتاهم كبر﴾ ذلك الجدال ﴿مقتاً﴾ بغضاً
﴿وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً﴾ قصراً طويلاً ﴿لعلي أبلغ الأسباب﴾ أبواب السماوات وأطرافها التي تُوصلني إليها
﴿وإني لأظنه كاذباً﴾ في ادِّعائه إلهاً دوني ﴿وكذلك﴾ مثل ما وصفنا ﴿زين لفرعون سوء عمله وصدَّ عن السبيل﴾ ومُنع عن الإيمان ﴿وما كيد فرعون إلاَّ في تباب﴾ خسارٍ يريد: أنه خسر كيده ولم ينفعه ذلك
﴿وقال الذي آمن﴾ من قوم فرعون: ﴿يا قوم اتَّبِعُون أهدكم سبيل الرشاد﴾ طريق الصَّواب
﴿يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع﴾ متعةٌ ينتفعون بها مدَّة ولا تبقي وقوله:
﴿من عمل سيئة فلا يجزى إلاَّ مثلها ومن عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب﴾
﴿ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار﴾
﴿وأشرك به ما ليس لي به علم﴾ أيْ: أشرك بالله شيئاً لا علم لي به أنَّه شريك له
﴿لا جرم﴾ حقا ﴿أنما تدعونني إليه ليس له دعوة﴾ إجابة دعوة أَيْ: لا يستجيب لأحدٍ ﴿في الدنيا ولا في الآخرة وأنَّ مردَّنا﴾ مرجعنا ﴿إلى الله﴾
﴿فستذكرون﴾ إذا عاينتم العذاب ﴿ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله﴾ وذلك أنهم تدعوه لمخالفته دينهم
﴿فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب﴾
﴿النار يعرضون عليها غدوّاً وعشياً﴾ وذلك أنَّهم يُعرضون على النَّار صباحاً ومساءً ويقال لهم: هذه منازلكم إذا بعثتم
﴿وإذ يتحاجون في النار فيقول الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار﴾
﴿قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد﴾
﴿وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب﴾
﴿قالوا: أَوَلَمْ تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا: بلى قالوا: فادعوا﴾ أَيْ: فادعوا أنتم إذاً فإنَّا لن ندعو الله لكم ﴿وما دعاء الكافرين إلاَّ في ضلال﴾ هلاكٍ وبطلانٍ لأنَّه لا ينفعهم
﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا﴾ بظهور حجتهم والانتصار ممَّن عاداهم بالعذاب في الدُّنيا والآخرة ﴿ويوم يقوم الاشهاد﴾ الملائكةُ الذين يكتبون أعمال بني آدم
﴿يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار﴾
﴿ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب﴾
﴿هدى وذكرى لأولي الألباب﴾
﴿فاصبر﴾ يا محمَّدُ ﴿إنَّ وعد الله﴾ في نصرتك وإهلاك أعدائك ﴿وسبح بحمد ربك﴾ صل بالشُّكر منك لربِّك ﴿بالعشي والإِبكار﴾ أَيْ: طرفي النَّهار وقوله:
﴿إن في صدورهم إلاَّ كبر ما هم ببالغيه﴾ أَيْ: تكبُّرٌ وطمعٌ أن يعلوا على محمدٍ عليه السلام وما هم ببالغي ذلك ﴿فاستعذ بالله﴾ أي: فامتنع بالله من شرِّهم
﴿لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس﴾ أي: في القدرة من إعادة الناس للبعث
﴿وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون﴾
﴿إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون﴾
﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم﴾ اعبدوني أُثبكم وأغفر لكم وقوله: ﴿داخرين﴾ أي: صاغرين وقوله:
﴿الله الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مبصراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أكثر الناس لا يشكرون﴾
﴿ذلكم الله ربكم خالق كلِّ شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون﴾
﴿كذلك يؤفك﴾ أَيْ: كما صُرفتم عن الحقِّ مع قيام الدلائل يُصرف عن الحقِّ ﴿الذين كانوا بآيات الله يجحدون﴾ وقوله:
﴿الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين﴾
﴿هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين﴾
﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين﴾
﴿ولتبلغوا أجلاً مسمَّى﴾ أَيْ: وقتاً محدوداً لا تجاوزونه ﴿ولعلكم تعقلون﴾ ولكي تعقلوا أنَّ الذي فعل ذلك لا إله غيره
﴿هو الذي يحيي ويميت فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾
﴿ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله﴾ أي: في دفعها وإبطالها ﴿أنى يصرفون﴾ عن الحقِّ وقوله:
﴿الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون﴾
﴿والسلاسل يسحبون﴾ يُجَرُّون
﴿في الحميم ثم في النار يسجرون﴾ يُصيَّرون وقوداً للنَّار
﴿ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون﴾
﴿من دون الله﴾ أي: الأصنام ﴿قالوا ضلوا عنا﴾ زالوا عنَّا وبطلوا فلا نراهم ﴿بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً﴾ أَيْ: ضاعت عبادتنا فلم تكن تصنع شيئاً ﴿كذلك﴾ كما أضلَّهم ﴿يضل الله الكافرين﴾
﴿ذلكم﴾ العذاب الذي نزل بكم ﴿بما كنتم تفرحون﴾ بالباطل وتبطرون
﴿ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المتكبرين﴾
﴿فإمَّا نرينك بعض الذي نعدهم﴾ من العذاب في حياتك ﴿أو نتوفينك﴾ قبل أن ينزل بهم ذلك ﴿فإلينا يرجعون﴾ وقوله:
﴿فإذا جاء أمر الله﴾ بعذاب الأمم المُكذِّبة ﴿قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون﴾ أَيْ: تبيَّن خسران أصحاب الباطل فقوله:
﴿الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون﴾
﴿ولكم فيها منافع﴾ من الصُّوف والوبر والدَّرِّ والنَّسل ﴿ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم﴾ من حلم أثقالكم إلى البلاد وقوله:
﴿ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون﴾
﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون﴾
﴿فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم﴾ رضوا بما عندهم من العلم وقالوا: نخن أعلم منهم لن نُبعث ولن نعذب قوله:
﴿فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين﴾
﴿سنة الله﴾ أَيْ: سنَّ الله هذه السُّنَّةَ في الأمم كلِّها أن لا ينفعهم الإِيمان إذا رأوا العذاب ﴿وخسر هنالك الكافرون﴾ تبيَّن لهم الخسران