ﰡ
٥٧٨- أخبرنا يوسفُ بن سعيدٍ، قال: حدثنا حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، قال: أخبرني يوسفُ بن ماهكَ، قال: إنِّي لَعِندَ عائشةَ أُمِّ المؤمنين إذ جاءها عراقيٌّ، فقال: أي أُمَّ المؤمنين، أريني مُصحفكِ، قالت: لم؟ قال: أُريدُ أن أُؤَلِّفَ عليه القرآن، فإنا نقرأهُ عندنا غير مُؤلَّفٍ، قالت: ويحك، وما يضرُّك أيهُ قرأتَ قبلُ، إنما نزلت أولَ ما نزل سُورةٌ من المُفصَّلِ فيها ذكرُ الجنةِ والنارِ حتى إذا ثاب الناسُ للإسلامِ، نزل الحلالُ والحرامُ، ولو نزل أولُ شيءٍ لا تشربوا الخمرَ، قالوا: لا ندعُ شُرب الخمرِ، ولو نزل أولُ شيءٍ لا تزنوا، لقالو:/ لا ندعُ الزِّنَا، وإنَّهُ أُنزلت ﴿ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ﴾ بمكَّةَ، وأنا جاريةٌ أَلعَبُ، على مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم، وما نزلتْ سُورةُ البقرةِ إلاَّ وأنا عِنْدهُ، قال: فأُخرجَ إليه المُصحفُ فأملتْ عليه السُّوَرَ.