" بسم الله " : كلمة بها نور القلوب والأبصار، وبعرفانها يحصل سرور الأرواح والأسرار. كلمة تدل على جلاله – الذي هو استحقاقه لأوصافه. كلمة تدل على نعته الذي هو غاية أفضاله وألطافه.
ﰡ
أجمع أهلُ التفسير على أنَّ القمرَ قد انشقَّ على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال ابن مسعود :" رأيت حراء بين فلقتي القمر " ولم يوجد لابن مسعود مخالف في ذلك ؛ فقد روي أيضاً عن أنس وابن عمر وحذيفة وابن عباس وجبير بن مطعم. . كلهم رووا هذا الخبر.
وفيه إعجازٌ من وجهين : أحدهما رؤية مَنْ رأى ذلك، والثاني خفاء مثل ذلك على مَنْ لم يَرَه ؛ لأنه لا ينكتم مثله في العادة فإذا خفي كان نقض العادة.
وأهل مكة رأوا ذلك، وقالوا : إنَّ محمداً قد سحر القمر.
ومعنى ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعِةُ ﴾ : أي ما بقي من الزمانِ إلى القيامةِ إلا قليلٌ بالإضافةِ إلى ما مضى.
يعني أن أهل مكة إذا رأوا آية من الآيات أعرضوا عن النظر فيها، ولو نظروا لحصل لهم العلمُ واجباً.
﴿ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ﴾ : أي دائمٌ قويٌّ شديد. . . ويقال إنهم قالوا : هذا ذاهب لا تبقى مدته فاستمر : أي ذهب.
أما اتباع الرضا فمقرونٌ بالتصديق ؛ لأنَّ اللَّهَ ببركاتِ اتباع الحقِّ يفتح عينَ البصيرة فيحصل التصديقِ.
وكلُّ امرئ جَرَتْ له القِسْمةُ والتقدير فلا محالةَ. يستقر له حصولُ ما قُسِمَ وقدِّر له.
﴿ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ﴾ : يستقر عملُ المؤمنِ فتُوجَبُ له الجنة، ويستقر عملُ الكافرِ فَيُجَّازَى.
جاءهم من أخبارِ الأنبياءِ والأممِ الذين مِنْ قَبْلهِم والأزمنةِ الماضية ما يجب أَنْ يحصلَ به الارتداعُ، ولكنَّ الحقَّ - سبحانه - أَسْبَلَ على بصائرهم سُجُوف الجهلِ فَعَموا عن مواضع الرشد.
والحكمة البالغة هي الصحيحة الظاهرة الواضحة لمن تفكّر فيها.
﴿ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴾ : وأي شيء يغني إنذارُ النذيرِ وقد سَبَقَ التقديرُ لهم بالشقاء ؟
﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ﴾ : ها هنا تمام الكلام - أي فأعرِضْ عنهم، وهذا قبل الأمر بالقتال. ثم استأنف الكلامَ :﴿ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ. . . ﴾ والجواب :﴿ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ ﴾ - أراد به يوم القيامة.
ومعنى ﴿ نُّكُرٍ ﴾ : أي شيءٌ ينكرونه ( بِهَوْله وفظاعته ) وهو يوم البعث والحشر.
﴿. . . كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ﴾.
كأنهم كالجراد لكثرتهم وتفَرقهم.
كذب قوم نوح نبيَّهم، وقالوا : إنه مجنون، وزجروه وشتموه.
وقيل :﴿ وَازْدُجِرَ ﴾ : أي استطار عَقْلهُ، أي قومُ نوحٍ قالوا له ذلك.
فدعا ربَّه فقال : إِني مغلوب ؛ أي بتسلُّطِ قومي عليَّ ؛ فلم يكن مغلوباً بالحُجَّة لأنَّ الحُجَّةَ كانت عليهم، فقال نوح لله : اللهمَّ فانتَصِرْ منهم أي انْتَقِمْ.
ففتحنا أبواب السماء بماءٍ مُنْصَبٍّ، وشَقَقْنَا عيوناً بالماء، فالتقي ماء السماءِ وماءُ الأرضِ على أمرٍ قد قُدِّرَ في اللوح المحفوظ، وَقُدِرَ عليه بإهلاكهم !
وفي التفاسير : أن الماء الذي نَبَعَ من الأرضِ نَضَبَ. والماء الذي نزل من السماء هو البخارُ اليومَ.
كذب قوم نوح نبيَّهم، وقالوا : إنه مجنون، وزجروه وشتموه.
وقيل :﴿ وَازْدُجِرَ ﴾ : أي استطار عَقْلهُ، أي قومُ نوحٍ قالوا له ذلك.
فدعا ربَّه فقال : إِني مغلوب ؛ أي بتسلُّطِ قومي عليَّ ؛ فلم يكن مغلوباً بالحُجَّة لأنَّ الحُجَّةَ كانت عليهم، فقال نوح لله : اللهمَّ فانتَصِرْ منهم أي انْتَقِمْ.
ففتحنا أبواب السماء بماءٍ مُنْصَبٍّ، وشَقَقْنَا عيوناً بالماء، فالتقي ماء السماءِ وماءُ الأرضِ على أمرٍ قد قُدِّرَ في اللوح المحفوظ، وَقُدِرَ عليه بإهلاكهم !
وفي التفاسير : أن الماء الذي نَبَعَ من الأرضِ نَضَبَ. والماء الذي نزل من السماء هو البخارُ اليومَ.
كذب قوم نوح نبيَّهم، وقالوا : إنه مجنون، وزجروه وشتموه.
وقيل :﴿ وَازْدُجِرَ ﴾ : أي استطار عَقْلهُ، أي قومُ نوحٍ قالوا له ذلك.
فدعا ربَّه فقال : إِني مغلوب ؛ أي بتسلُّطِ قومي عليَّ ؛ فلم يكن مغلوباً بالحُجَّة لأنَّ الحُجَّةَ كانت عليهم، فقال نوح لله : اللهمَّ فانتَصِرْ منهم أي انْتَقِمْ.
ففتحنا أبواب السماء بماءٍ مُنْصَبٍّ، وشَقَقْنَا عيوناً بالماء، فالتقي ماء السماءِ وماءُ الأرضِ على أمرٍ قد قُدِّرَ في اللوح المحفوظ، وَقُدِرَ عليه بإهلاكهم !
وفي التفاسير : أن الماء الذي نَبَعَ من الأرضِ نَضَبَ. والماء الذي نزل من السماء هو البخارُ اليومَ.
ويقال : بأعين ملائكتنا الذين وكلناهم لحفظهِم.
ويقال : بأعين الماء الذي أنبعتاه من أوجه الأرض.
﴿ جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ ﴾ : أي الذين كفروا بنوح.
جعلنا أَمْرَ السفينةِ علامةً بَيِّنَةً لِمَنْ يعتبر بها.
﴿ فَهَلْ مِن مُُّذَّكِرٍ ﴾ : فهل منكم من يعتبر ؟. أمَرَهم بالاعتبار بها.
قالها على جهة التعظيم لأمرِه.
وقد ذَكَرَ قصة نوحٍ هنا على أفصحِ بيانٍ وأقصرِ كلام وَأَتَمِّ معنًى.
وكان نوحٌ - عليه السلام- أطول الأنبياء عمراً، وَأشَدَّهم للبلاءِ مقاساةً.
ثم إن اللَّهَ - سبحانه - لما نَجَّى نوحاً متَّعه بعد هلاك قومه ومتع أولادَه، فكلُّ مَنْ على وجه الأرض من أولا د نوح عليه السلام. وفي هذا قوةٌ لرجاء أهل الدين، إذا لقوا في دين الله محنةً ؛ فإنَّ الله يُهلِكُ - عن قريب - عَدوَّهم، ويُمكِّنُهم من ديارهم وبلادهم، ويورثهم ما كان إليهم.
وكذلك كانت قصة موسى عليه السلام مع فرعون وقومه، وسنةُ اللَّهِ في جميع أهل الضلال أن يُعِزَّ أولياءَه بعد أن يزهق أعداءَه.
يَسَّرنا قراءَتَه على ألسنةِ الناس، ويسَّرنا عِلْمه على قلوبِ قوم، ويسَّرنا فَهْمَه على قلوب قوم، ويَسَّرْنا حِفْظَه على قلوبِ قومٍ، وكلُّهم أهلُ القرآن، وكلُّهم أهلُ القرآن، وكلُّهم أهل الله وخاصته.
ويقال : كاشَفَ الأرواحَ من قوم - بالقرآن - قبل إدخالها في الأجساد.
﴿ فَهَلْ مِن مُّدَّكَرٍ ﴾ لهذا العهد الذي جرى لنا معه.
كَذَّبوا هوداً، فأرسلنا عليهم ﴿ رِيحاً صَرْصَراً ﴾ أي : باردةً شديدة الهُبوب، يُسْمَعُ لها صوت.
﴿ فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴾ أي : في يوم شؤم استمرَّ فيه العذابُ بهم، ودام ذلك فيهم ثمانيةَ أيام وسَبْعَ ليالٍ، وقيل : دائم الشؤم تنزع رياحُه الناسَ عن حُفَرِهم التي حفروها. حتى صاروا كأنهم أسافلُ نخلٍ مُنْقَطِع. وقيل : كانت الريح تقتلع رؤوسهم عن مناكبهم ثم تُلْقي بهم كأنهم أصول نخلٍ قطعت رؤوسُها.
كَذَّبوا هوداً، فأرسلنا عليهم ﴿ رِيحاً صَرْصَراً ﴾ أي : باردةً شديدة الهُبوب، يُسْمَعُ لها صوت.
﴿ فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴾ أي : في يوم شؤم استمرَّ فيه العذابُ بهم، ودام ذلك فيهم ثمانيةَ أيام وسَبْعَ ليالٍ، وقيل : دائم الشؤم تنزع رياحُه الناسَ عن حُفَرِهم التي حفروها. حتى صاروا كأنهم أسافلُ نخلٍ مُنْقَطِع. وقيل : كانت الريح تقتلع رؤوسهم عن مناكبهم ثم تُلْقي بهم كأنهم أصول نخلٍ قطعت رؤوسُها.
كَذَّبوا هوداً، فأرسلنا عليهم ﴿ رِيحاً صَرْصَراً ﴾ أي : باردةً شديدة الهُبوب، يُسْمَعُ لها صوت.
﴿ فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴾ أي : في يوم شؤم استمرَّ فيه العذابُ بهم، ودام ذلك فيهم ثمانيةَ أيام وسَبْعَ ليالٍ، وقيل : دائم الشؤم تنزع رياحُه الناسَ عن حُفَرِهم التي حفروها. حتى صاروا كأنهم أسافلُ نخلٍ مُنْقَطِع. وقيل : كانت الريح تقتلع رؤوسهم عن مناكبهم ثم تُلْقي بهم كأنهم أصول نخلٍ قطعت رؤوسُها.
كَذَّبوا هوداً، فأرسلنا عليهم ﴿ رِيحاً صَرْصَراً ﴾ أي : باردةً شديدة الهُبوب، يُسْمَعُ لها صوت.
﴿ فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴾ أي : في يوم شؤم استمرَّ فيه العذابُ بهم، ودام ذلك فيهم ثمانيةَ أيام وسَبْعَ ليالٍ، وقيل : دائم الشؤم تنزع رياحُه الناسَ عن حُفَرِهم التي حفروها. حتى صاروا كأنهم أسافلُ نخلٍ مُنْقَطِع. وقيل : كانت الريح تقتلع رؤوسهم عن مناكبهم ثم تُلْقي بهم كأنهم أصول نخلٍ قطعت رؤوسُها.
هم قوم صالح. وقد مضى القولُ فيه، وما كان من عقرهم للناقة. . إلى أن أرسل الله عليهم صيحةً واحدةً أوجبت هذا الهلاك، فَصيَّرَهم كالهشيم، وهو اليابس من النبات، ﴿ الْمُحْتَظِرِ ﴾ : أي : المجعول في الحظيرة، أو الحاصل في الحظيرة.
فأرسلنا عليهم ﴿ حَاصِباً ﴾ : أي : حجارةً رُمُوا بها.
وهكذا نجزي من شكر ؛ فمثل هذا نعامِلُ به مَن شَكَرَ نعمتنا.
والشُّكْرُ على نِعَم الدفع أتمُّ من الشكر على نِعَم النفع - ولا يَعْرِفُ ذلك إلا كلُّ مُوَفَّق كَيِّس.
سَحْبُهم على الوجوهِ أمارةٌ لإذْلالهم، ولو كان ذلك مرةً واحدةً لكانت عظيمة - فكيف وهو التأبيد والتخليد ؟ !
وكما أنََّ أمارةَ الذُلِّ تظهر على وجوههم فعلامةُ إعزازِ المؤمنين وإكرامهم تظهر على وجوههم، قال تعالى :﴿ وُجُوه يَومَئِذٍ نَّاَضِرَةٌ ﴾ [ القيامة : ٢٢ ]. وقال :﴿ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴾ [ المطففين : ٢٤ ].
أي بِقَدَرٍ مكتوب في اللوح المحفوظ.
ويقال : خلقناه بقدر ما عَلِمْنا وأردْنا وأخبرْنا.
أي إذا أردنا خَلْقَ شيءٍ لا يتعسَّرُ ولا يتعَذَّرُ علينا، نقول له : كُنْ - فيكون بقدرتنا. ولا يقتضي هذا استئناف قولٍ في ذلك الوقت ولكن استحقاق أن يقال لقوله القدم أن يكون أمراً لذلك المكون إنما يَحصل في ذلك الوقت.
﴿ كَلَمْحِ بِالْصَبرِ ﴾ : أي كما أن هذا القَدْرَ عندكم أي قَدْرَ ما يلمح أحدُكم ببصره لا تلحقكم به مشقةٌ - كذلك عندنا : إذا أردنا نخلق شيئاً- قل أو كَثُرَ، صَغُرَ أو كَبُرَ - لا تلحقنا فيه مشقة.
أي أهلكنا القرونَ التي كانت قبلكم فكلُّهم أمثالكم من بني آدم. . .
في اللوح المحفوظ مكتوبٌ قبل أن يعمله. وفي صحيفة الملائكة مكتوب. لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها. .
ويقال : كلُّ صغيرٍ من الأعمال وكبيرٍ مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، وفي ديوان الملائكة.
وتعريف الناس عما يكتبه الملائكة هو على جهة التخويف ؛ لئلا يتجاسر العبدُ على الزَّلَّةِ إذا عرف المحاسبة عليها والمطالبة بها.
لهم بساتين وأنهار، والجمعُ إذا قوبل بالجمع فالآحادُ تُقابَلُ بالآحاد.
فظاهرُ هذا الخطاب يقتضي أن يكون لكل واحدٍ من المتقين جنةٌ ونَهْرٌ.
﴿ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ ﴾ : أراد به عِنْديََّةَ القْرْبة والزلفة.
ويقال : مقعد الصدق أي مكان الصدق، والصادق في عبادته مَنْ لا يتعبَّدُ على ملاحظة الأطماع ومطالعة الأعواض.
ويقال : مَنْ طلب الأعواض هَتَكَتْه الأطماع، ومَنْ صَدَقَ في العبوديَّة تحرَّرَ عن المقاصد الدَّنِيَّة.
ويقال : مَنْ اشتغل بالدنيا حَجَبَتْه الدنيا عن الآخرة، ومَنْ أَسَرَه نعيمُ الجنة حُجِبَ عن القيامة بالحقيقة، ومَنْ قام بالحقيقة شُغِلَ عن الكوْن بجملته.