تفسير سورة القلم

تفسير القرآن
تفسير سورة سورة القلم من كتاب تفسير القرآن .
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة ن والقلم

بسم الله الرحمن الرحيم١.
عبد الرزاق عن معمر عن وقتادة الحسن في قوله تعالى :﴿ ن والقلم وما يسطرون ﴾٢ وما يكتبون.
عبد الرزاق عن معمر والثوري عن الأعمش، عن أبي ظبيان عن ابن عباس، قال : إن أول ما خلق الله من شيء خلق القلم فقال : اكتب، فقال : أي ورب وما أكتب ؟ قال : اكتب القدر، فجرى بما هو كائن في ذلك اليوم إلى أن تقوم الساعة، ثم طوى الكتاب ورفع القلم، فارتفع بخار الماء ففتق السماوات، ثم خلق٣ النون ثم بسط الأرض عليها، فاضطربت النون فمادت الأرض، فخلق الجبال فوتدها فإنها لتفخر على الأرض، ثم قرأ ابن عباس :﴿ ن والقلم وما يسطرون ﴾ إلى ﴿ ما أنت بنعمة ربك مجنون ﴾.
١ البسملة من (م)..
٢ في (م)... في قوله: ﴿ن والقلم﴾ قال: الدواة ﴿والقلم وما يسطرون﴾ وما يكتبون..
٣ مثل هذه الروايات لم ترفع وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والراجح أنها من خرافات بني إسرائيل التي تسربت إلى التابعين، ونسبت إلى بعض الصحابة ترويجا لها..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن سعد بن هشام بن عامر في قوله تعالى :﴿ وإنك لعلى خلق عظيم ﴾ قال : سألت عائشة فقلت : يا أم المؤمنين أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت : أتقرأ القرآن ؟ فقلت : نعم، فقالت : إن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن١.
١ رواه مسلم في حديث طويل في باب صلاة الليل ج ٢ ص ١٦٩.
وأبو داود في التطوع ج ٢ ص ٩٩ والنسائي في قيام الليل ج ٣ ص ١٩٩..

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ بأييكم المفتون ﴾ قال : أيكم أولى بالشيطان.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ﴿ ودوا لو تدهن ﴾ قال : ودوا لو يدهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدهنون.
عبد الرزاق عن الثوري١ قال : الحسن في قوله تعالى :﴿ كل حلاف مهين ﴾ قال : يقول كل مكثار٢ في الحلف ﴿ مهين ﴾ يقول : ضعيف.
١ في (م) عبد الرزاق عن معمر عن الحسن..
٢ في (م) كل مكثري الحلف..
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ مشاء بنميم ﴾ قال : هو الأخنس بن شريق أصله من ثقيف وعداده في بني زهرة.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ عتل بعد ذلك ﴾ قال : الفاحش اللئيم الضريبة١. عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم في قوله تعالى :﴿ زنيم ﴾ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تبكي السماء٢ من رجل أصح الله جسمه وأرحب جوفه وأعطاه من الدنيا مقضما وكان للناس ظلوما، فذلك العتل الزنيم. قال وتبكي السماء من الشيخ الزاني ما تكاد الأرض تقله " ٣.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله في ﴿ زنيم ﴾.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن علي قال : الزنيم هو الهجين الكافر. قال عبد الرزاق : قال معمر : هو ولد الزنا في بعض اللغة.
١ الضريبة: الطبيعة أي اللئيم بطبعه..
٢ في (م) تبكي الأرض..
٣ أخرجه ابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم. انظر الدر ج ٦ ص ٢٥٢..
م*
[ معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ سنسمه على الخرطوم ﴾ قال : سيما على أنفه ]٣.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إذا أقسموا ليصرمنها ﴾ قال : كانت الجنة لشيخ وكان يتصدق وكان بنوه ينهونه عن الصدقة، وكان يمسك قوت سنة ويتصدق بالفضل، فلما مات أبوهم غدوا عليها، فقالوا :﴿ لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ﴾ قال :﴿ وغدوا على حرد قادرين ﴾ يقول : على جد١ من أمرهم. قال معمر : وقال الحسن : على فاقة ﴿ فلما رأوها قالوا إنا لضالون ﴾.
قال عبد الرزاق : قال معمر : وقال قتادة : يقول : أخطأنا الطريق ما هذه جنتنا، قال بعضهم :﴿ بل نحن محرومون ﴾ حورفنا٢ حرمنا حتى ﴿ راغبون ﴾.
م*
[ معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ سنسمه على الخرطوم ﴾ قال : سيما على أنفه ]٣.
قال عبد الرزاق : قال معمر : فقال لقتادة : أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار ؟ قال : لقد كلفتني تعبا.
عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني تميم بن عبد الرحمن أنه سمع ابن جبير يقول : هي أرض باليمن يقال لها ضروان.
١ في (م) على جهد من أمرهم. ورواية الطبري كالتي أثبتناها..
٢ معنى حورفنا: المحارف الذي لا يصيب خيرا من وجه توجه له. انظر لسان العرب ج ٩ ص ٤٣..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ﴿ قال : أوسطهم ﴾ : قال : هو أعدلهم وخيرهم.
عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن مغيرة عن إبراهيم في قوله تعالى :﴿ يوم يكشف عن ساق ﴾ قال : عن أمر عظيم وقال : قد قامت الحرب على ساق، وقال إبراهيم : قال ابن مسعود : يكشف عن ساق. قال : قال ابن عباس : يكشف عن ساق فيسجد كل مؤمن ويقسو ظهر الكافر فيكون عظما واحدا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يوم يكشف عن ساق ﴾ قال : يكشف عن شدة الأمر.
عبد الرزاق عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن ابن مسعود في قوله تعالى :﴿ يوم يكشف عن ساق ﴾ قال : يعني ساقه١ تبارك وتعالى.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ويدعون إلى السجود ﴾ قال : بلغني أنه يؤذن للمؤمنين يوم القيامة في السجود وبين كل مؤمنين منافق فيسجد المؤمنين ولا يستطيع المنافقون أن يسجدوا أحسبه قال : تقسوا ظهورهم، ويكون سجود المؤمنين توبيخا لهم، قال :﴿ وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ﴾.
١ في (ق) يعني ساقيه تبارك وتعالى، وقد أثبتنا رواية (م) تمسكا بظاهر اللفظ وكذلك في رواية البخاري: {يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة...) الحديث، انظر البخاري ج ٦ ص ٧٢..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تكن كصاحب الحوت ﴾ قال : لا تعجل كما عجل ولا تغضب كما غضب١.
١ في (ق) ولا تغاضب كما غضب، ورواية الطبري كالتي أثبتناها..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ليزلقونك بأبصارهم ﴾ قال : ليزهقونك، قال عبد الرزاق : قال معمر عن الكلبي : ليصرعونك.
Icon