﴿ أألقي الذكر عليه من بيننا ﴾ على الاستفهام منهم، وهذا الاستفهام على إنكار أي : لم ينزل الذكر عليه من بيننا يجحدون ما جاء به صالح ﴿ بل هو كذاب أشر( ٢٥ ) ﴾. من باب الأشر.
تَفْسِير سُورَة الرَّحْمَن من الْآيَة ١ إِلَى الْآيَة ١٦.
325
سورة القمر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات
سورة (القَمَر) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الطارق)، وقد افتُتحت ببيانِ اقتراب أمر الله؛ من تحقُّقِ وقوع الساعة وشِدَّة اقترابها، وتقسيم الناس في جزائهم إلى أهلِ الجِنان، وأهل النِّيران والخسران؛ من خلال قصِّ سِيَرِ بعض الأنبياء، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى.
عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: «جاء مشرِكو قُرَيشٍ يُخاصِمون رسولَ اللهِ ﷺ في القَدَرِ؛ فنزَلتْ: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي اْلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٖ}[القمر: 48-49]». أخرجه مسلم (٢٦٥٦).
* سورة (القمر):
سُمِّيت سورةُ (القمر) بذلك؛ لافتتاحها بذكرِ انشقاق القمر، وهي معجزةٌ من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.
* كان صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة (القمر) في عيدَيِ الفطر والأضحى:
عن عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ: «أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ سألَ أبا واقدٍ اللَّيْثيَّ: ما كان رسولُ اللهِ ﷺ يَقرأُ في الفِطْرِ والأضحى؟ قال: كان النبيُّ ﷺ يَقرأُ بـ {قٓۚ وَاْلْقُرْءَانِ اْلْمَجِيدِ}، و{اْقْتَرَبَتِ اْلسَّاعَةُ وَاْنشَقَّ اْلْقَمَرُ}». أخرجه ابن حبان (2820).
1. المقدمة (١-٥).
2. إنذارٌ ووعيد (٦-٨).
3. عاقبة قوم نوحٍ (٩-١٧).
4. عاقبة عادٍ (١٨-٢٢).
5. عاقبة ثمودَ (٢٣-٣٢).
7. عاقبة قوم لوطٍ (٣٣-٤٠).
8. عاقبة المكذِّبين من آلِ فرعون (٤١-٤٢).
9. تعقيبٌ وختام (٤٣-٥٥).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /515).
مقصدُ السورة بيانُ أمر الساعة، وتحقُّق وقوعها، وشدة قُرْبه، وإثباتُ الجزاء للمؤمنين بالجنان، وللكافرين بالنِّيران والخسران، ويشير ابن عاشور إلى مقصدها بقوله: «تسجيل مكابَرة المشركين في الآيات البيِّنة.
وأمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن مكابَرتهم.
وإنذارُهم باقتراب القيامة، وبما يَلقَونه حين البعث من الشدائد.
وتذكيرهم بما لَقِيَتْه الأُمَمُ أمثالهم من عذاب الدنيا لتكذيبهم رُسُلَ الله، وأنهم سيَلقَون مثلما لَقِيَ أولئك؛ إذ ليسوا خيرًا من كفار الأمم الماضية.
وإنذارهم بقتالٍ يُهزَمون فيه، ثم لهم عذابُ الآخرة، وهو أشد.
وإعلامهم بإحاطة الله علمًا بأفعالهم، وأنه مُجازيهم شرَّ الجزاء، ومُجازٍ المتقين خيرَ الجزاء.
وإثبات البعث، ووصف بعض أحواله.
وفي خلال ذلك، تكريرُ التنويه بهَدْيِ القرآن وحِكْمته». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /166).
وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /40).