تفسير سورة القمر

فتح الرحمن في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة القمر من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن المعروف بـفتح الرحمن في تفسير القرآن .
لمؤلفه مجير الدين العُلَيْمي . المتوفي سنة 928 هـ

سورة القمر
مكية، وقال بعضهم: إلا قوله: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ﴾ الآية، وآيها: خمس وخمسون آية، وحروفها: ألف وأربع مئة وثلاثة وعشرون حرفًا، وكلمها: ثلاث مئة واثنتان وأربعون كلمة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)﴾.
[١] ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾ دَنَت القيامة ﴿وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾.
* * *
﴿وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢)﴾.
[٢] روي أن أهل مكة سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُريهم آية، فأرأهم القمر شقتين حتى رأوا حِراءَ بينهما (١)، ورئي فرقتين: فرقة على قُعَيْقِعان، وفرقة على أبي قُبَيْس (٢)، فقالت قريش: سحركم ابن أبي كبشة، فاسألوا السُّفَّار،
(١) رواه البخاري (٣٦٥٥)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: انشقاق القمر، ومسلم (٢٨٠٢)، كتاب: صفة القيامة والجنة والنار، باب: انشقاق القمر، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٢) رواه أبو نعيم في "الحلية"، كما في "الدر المنثور" (٧/ ٦٧١) وذكره القرطبي في =
فسألوهم فقالوا: نعم قد رأيناه (١)، فنزلت الآية:
﴿وَإِنْ يَرَوْا﴾ أي: قريش ﴿آيَةً﴾ دالةً على معجزة محمد - ﷺ -؛ كانشقاق القمر ﴿يُعْرِضُوا﴾ عن الإيمان بها.
﴿وَيَقُولُوا﴾ هذا ﴿سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾ أي: ذاهب، سوف يبطل؛ من قولهم: مر: إذا ذهب، وقيل: معناه: دائمٌ متمادٍ، ومعنى تسمية ما جاءت به الأنبياء معجزة: هو أن الخلق عجزوا عن الإتيان بها.
* * *
﴿وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣)﴾.
[٣] ﴿وَكَذَّبُوا﴾ النبي ﴿وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴾ في الباطل.
﴿وَكُلُّ أَمْرٍ﴾ من الخير والشر ﴿مُسْتَقِرٌّ﴾ بأهله في الجنة أو في (٢) النار. قرأ أبو جعفر: (مُسْتَقرّ) بخفض الراء نعتًا لـ (أَمْرٍ)؛ أي: اقتربت الساعة، واقترب كل أمر مستقرٍّ يستقرُّ ويتبين حاله، وقرأ الباقون: برفعها على المعنى الأول (٣).
= "تفسيره" (١٧/ ١٢٧) عن ابن عباس. وقعيقعان وأبو قبيس هما جبلا مكة.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٧/ ٨٥)، ومن طريقه: الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٦٢). ورواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ٢٦٦)، ومن طريقه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤/ ٣٥٥).
(٢) "في" زيادة من "ت".
(٣) انظر: "تفسير البغوي" (٤/ ٢٧٢)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٨٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٢٩).
﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤)﴾.
[٤] ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ﴾ في القرآن ﴿مِنَ الْأَنْبَاءِ﴾ المتقدمة عن الأمم الماضية.
﴿مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ﴾ مُتَّعظ، زجرته وازدجرته: نهيته.
* * *
﴿حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (٥)﴾.
[٥] ﴿حِكْمَةٌ﴾ خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هذا حكمة.
﴿بَالِغَةٌ﴾ تامة قد بلغت الغاية.
﴿فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ﴾ نفي واستفهام توبيخ. وقف يعقوب (تُغْنِي) بإثبات الياء، والنذر: جمع نذير (١).
* * *
﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦)﴾.
[٦] ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ أي: لا تذهب نفسُك عليهم حسرات، وتم القول في قوله: (عَنْهُمْ)، ثم ابتدأ وعيدهم فقال:
﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ﴾ هو إسرافيل عليه السلام، ونصب (يَوْمَ) بـ: اذكر مقدرة. قرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، وورش: (الدَّاعِي) بإثبات الياء وصلًا، ويعقوب والبزي: بإثباتها وصلًا ووقفًا، والباقون: بحذفها في الحالين (٢).
(١) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ١٣٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٣٠).
(٢) انظر: "التيسير" للداني (ص: ٢٠٦)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري =
﴿إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ﴾ فظيع، تنكره النفوس؛ لأنها لم تعهَدْ مثله. قرأ ابن كثير: (نُكْرٍ) بإسكان الكاف، والباقون: بضمها (١).
* * *
﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (٧)﴾.
[٧] ﴿خُشَّعًا﴾ قرأ أبو عمرو، ويعقوب، وحمزة، والكسائي، وخلف: (خاشِعًا) بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين بعدها مخففة على الواحد، وقرأ الباقون: (خُشَّعًا) بضم الخاء وفتح الشين مشددة من غير ألف (٢)، جمع خاشع، حال العاملُ فيها (يدْعُو)، وصاحب الحال ضميرٌ محذوف تقديره: يدعوهم الداعي، ولم يؤنث خاشع؛ لأنَّ تأنيثه غير حقيقي.
﴿أَبْصَارُهُمْ﴾ أي: ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب، وخص الأبصار بالخشوع؛ لأنه فيها أظهر منه في سائر الجوارح، وكذلك سائر ما في الإنسان من حياء أو خوف ونحوه إنما يظهر في البصر.
﴿يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ﴾ والقبور ﴿كَأَنَّهُمْ﴾ لكثرتهم وما بهم من الخوف والحيرة.
﴿جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ﴾ مُنْبَثٌّ لا يدرون أين يذهبون.
= (٢/ ٣٨٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٣٠).
(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦١٧ - ٦١٨)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٠٥)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٢٧٣)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٣٠ - ٣١).
(٢) المصادر السابقة.
﴿مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨)﴾.
[٨] ﴿مُهْطِعِينَ﴾ حال من (يَخْرُجُونَ)؛ أي: مسرعين مادِّي أعناقهم.
﴿إِلَى الدَّاعِ﴾ إلى صوت إسرافيل. قرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو: (الدَّاعِي) بإثبات الياء، وابن كثير ويعقوب: بإثباتها وصلًا ووقفًا، والباقون: بحذفها في الحالين (١).
﴿يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ﴾ صعب شديد.
* * *
﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (٩)﴾.
[٩] ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ﴾ قبلَ قريش ﴿قَوْمُ نُوحٍ﴾ نوحًا ﴿فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا﴾ نوحًا؛ أي: كذبوه تكذيبًا بعد تكذيب، فكان كلما ذهب قرن مكذِّب، تبعه قرن مكذِّب.
﴿وَقَالُوا﴾ هو ﴿مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ﴾ انْتُهِر وزُجر عن التبليغ بأنواع الأذية.
* * *
﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (١٠)﴾.
[١٠] ﴿فَدَعَا﴾ نوحٌ ﴿رَبَّهُ﴾ منتصرًا عليهم ﴿أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾ لي منهم.
(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦١٧)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٠٦)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٨٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٣٢).
﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (١١)﴾.
[١١] ﴿فَفَتَحْنَا﴾ قرأ أبو جعفر، وابن عامر، وحفص عن عاصم: بتشديد التاء، والباقون: بتخفيفها (١) ﴿أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾ كثيرٍ سريع الانصباب، لم ينقطع أربعين يومًا.
* * *
﴿وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢)﴾.
[١٢] ﴿وَفَجَّرْنَا﴾ أي: جعلنا ﴿الْأَرْضَ عُيُونًا﴾ كلها تنبع. قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وابن ذكوان عن ابن عامر، وأبو بكر عن عاصم: (عِيُونًا) بكسر العين، والباقون: بضمها (٢) ﴿فَالْتَقَى الْمَاءُ﴾ أي: ماء الأرض وماء السماء، فصارا ماء واحدًا.
﴿عَلَى أَمْرٍ﴾ أي: حال ﴿قَدْ قُدِرَ﴾ مضى عليهم، وهو الغرق.
* * *
﴿وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (١٣)﴾.
[١٣] ﴿وَحَمَلْنَاه﴾ أي: نوحًا ﴿عَلَى﴾ سفينة ﴿ذَاتِ أَلْوَاحٍ﴾ هي خشباتها العِراض.
﴿وَدُسُرٍ﴾ جمع دِسار؛ أي: المسامير التي تشد بها الألواح.
(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٠٢)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٥٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٣٣).
(٢) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٤٠٤)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٣٣).
﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (١٤)﴾.
[١٤] ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ أي: بحفظنا وحمايتنا ﴿جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ﴾ يعني: فعلنا به وبهم من إنجاء نوح وإغراق قومه ثوابًا لمن جُحِد أمرُه، وهو نوح - ﷺ -.
* * *
﴿وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٥)﴾.
[١٥] ﴿وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا﴾ أي: أبقينا السفينة بباقَرْدَى من بلد الجزيرة حتى أبصرها أوائل هذه الأمة، أو أبقينا الفعلة بقوم نوح.
﴿آيَةً﴾ يُعتبر بها ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ معتبرٍ خائفٍ مثلَ عقوبتهم.
* * *
﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (١٦)﴾.
[١٦] ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ استفهام تعظيم، ووعيد لقريش، والنذر هنا جمع نذير، المعنى: كيف كان عاقبة إنذاري لمن لم يحصل به كأنتم أيها القوم. قرأ ورش عن نافع: (وَنُذُرِي) في الأحرف الستة بإثبات الياء وصلًا، ويعقوب: بإثباتها وصلًا ووقفًا، والباقون: بحذفها في الحالين (١).
(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦٨٠)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٠٦)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٨٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٣٤ - ٣٥).
﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧)﴾.
[١٧] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾ سهَّلناه للتلاوة والحفظ عن ظهر قلب.
﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ استدعاء وحض على ذكره وحفظه؛ لتكون زواجره وعلومه وهدايته حاضرة في النفس، وقيل: معناه: هل من طالب علم، فيعان عليه.
* * *
﴿كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (١٨)﴾.
[١٨] ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ﴾ وهي قبيلة، وتقدم قَصَصُها.
﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ إنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله.
* * *
﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩)﴾.
[١٩] ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا﴾ شديدةَ الهبوب.
﴿فِي يَوْمِ نَحْسٍ﴾ شؤم ﴿مُسْتَمِرٍّ﴾ صفته؛ أي: دائم الشؤم.
* * *
﴿تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠)﴾.
[٢٠] ﴿تَنْزِعُ النَّاسَ﴾ تقلَعُهم عن أماكنهم؛ لأنهم كانوا يدخلون الشعاب، ويحفرون الحفر يندسون فيها، فكانت الريح تقلعهم، وتصرعهم على رؤوسهم، فتدقُّ رقابهم، فَيَبين الرأس عن الجسد.
﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ﴾ أصولُ ﴿نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾ منقلع، وشبهوا بالنخل؛ لطولهم،
وذكر منقعر حملًا على لفظ (نخل)، ولو حمل على المعنى، لأنث؛ كـ ﴿أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٧].
* * *
﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٢١)﴾.
[٢١] ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ كرره للتهويل.
* * *
﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢)﴾.
[٢٢] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ تقدم تفسيره.
* * *
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣)﴾.
[٢٣] ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ﴾ بالإنذار الذي جاءهم به صالح عليه السلام.
قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وهشام: (كَذَّبَت ثَّمُودُ) بإدغام التاء في الثاء، واختلف عن ابن ذكوان، وقرأ الباقون: بالإظهار (١).
* * *
﴿فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٢٤)﴾.
[٢٤] ﴿فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا﴾ وانتصابُه بفعل يفسره.
﴿نَتَّبِعُهُ﴾ ونحن جماعة كثيرة، فكيف نتبعه وهو واحد منا، وليس بملك؟
(١) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٣٦١)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٤٠٤)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٣٥).
﴿إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ﴾ خطأٍ ﴿وَسُعُرٍ﴾ جنون إن اتبعناه.
* * *
﴿أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥)﴾.
[٢٥] ﴿أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ﴾ الوحيُ ﴿عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا﴾ ونحن أحقُّ به منه. واختلاف القراء في الهمزتين من (أَأُلْقِيَ) كاختلافهم فيهما من (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) في سورة ص [الآية: ٨] ﴿بَلْ هُوَ كَذَّابٌ﴾ في قوله، ﴿أَشِرٌ﴾ متكبر بَطِر.
* * *
﴿سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦)﴾.
[٢٦] ﴿سَيَعْلَمُونَ﴾ قرأ ابن عامر، وحمزة: (سَتَعْلَمُونَ) بالخطاب على معنى: قل يا صالح لهم، وقرأ الباقون: بالغيب؛ أي: يقول الله: سيعلمون (١).
﴿غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ﴾ وقوله: (غَدًا) تقريب يريد به الزمان المستقبل، لا يومًا بعينه (٢).
* * *
﴿إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (٢٧)﴾.
[٢٧] ﴿إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ﴾ مخرجوها، وذلك أنهم تعنتوا على صالح،
(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ٢٠٦)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٢٧٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٣٦ - ٣٧).
(٢) من قوله: "لهم عقب... " (ص: ٤٥٢) إلى هنا سقط من "ش".
فسألوه أن يخرج لهم من صخرة ناقة حمراء عشراء، فقال الله لهم: ﴿إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ﴾.
﴿فِتْنَةً لَهُمْ﴾ اختبارًا لهم ﴿فَارْتَقِبْهُمْ﴾ فانتظر هلاكهم ﴿وَاصْطَبِرْ﴾ على أذاهم.
* * *
﴿وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (٢٨)﴾.
[٢٨] ﴿وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ﴾ مقسوم ﴿بَيْنَهُمْ﴾ وبين الناقة، فيومٌ لهم ويومٌ لها.
﴿كُلُّ شِرْبٍ﴾ نصيب من الماء ﴿مُحْتَضَرٌ﴾ يحضره من كان نوبته، هم أو الناقة.
* * *
﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (٢٩)﴾.
[٢٩] فهموا بقتلها ﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ﴾ قدار بن سالف.
﴿فَتَعَاطَى﴾ فتناول الناقة بسيفه ﴿فَعَقَرَ﴾ الناقة؛ أي: قتلها.
* * *
﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٠)﴾.
[٣٠] ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾.
* * *
﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (٣١)﴾.
[٣١] ثم بين عذابهم فقال: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ هي صيحة جبريل عليه السلام ﴿فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ هو الرجل يجعل لغنمه
حظيرة من الشجر والشوك دون السباع، فما سقط من ذلك فداسته الغنم، فهو هشيم، وقيل: هو يبس الشجر إذا تحطم.
* * *
﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٣٢)﴾.
[٣٢] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾.
* * *
﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (٣٣)﴾.
[٣٣] ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ﴾.
* * *
﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤)﴾.
[٣٤] ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا﴾ ريحًا ترميهم بالحصباء، وهي الحصى.
﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ﴾ يعني: لوطًا وابنتيه، والاستثناء منقطع.
﴿نَجَّيْنَاهُمْ﴾ من العذاب ﴿بِسَحَرٍ﴾ وهو السدس الآخر من الليل.
* * *
﴿نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (٣٥)﴾.
[٣٥] ﴿نِعْمَةً﴾ أي: جعلناه نعمة عليهم ﴿مِنْ عِنْدِنَا﴾ حيث أنجيناهم.
﴿كَذَلِكَ﴾ كما أنعمنا على آل لوط ﴿نَجْزِي مَنْ شَكَرَ﴾ أَنْعُمَنا، وهو مؤمن.
﴿وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦)﴾.
[٣٦] ﴿وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ﴾ لوط ﴿بَطْشَتَنَا﴾ أخذتنَا بالعذاب.
﴿فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ﴾ شَكُّوا في الإنذار.
* * *
﴿وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٧)﴾.
[٣٧] ﴿وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ﴾ ليخبثوا بهم، فصدهم وأغلق بابه، فعالجوا فتحه، فقالت الملائكة: خَلِّ بيننا وبينهم، ففتحه، فصفقهم جبريل بجناحه.
﴿فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ﴾ مسحناها، فصاروا عميًا لا يبصرون، فثَمَّ قالت الملائكة إخبارًا عنه تعالى: ﴿فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ أي: وما أنذركم به لوط.
* * *
﴿وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨)﴾.
[٣٨] ﴿وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً﴾ نصب على الظرف، وصرفت؛ لتنكيرها؛ أي: حل بهم وقتَ الصبح ﴿عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ﴾ دائم متصل.
* * *
﴿فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (٣٩)﴾.
[٣٩] ﴿فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ﴾.
﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٤٠)﴾.
[٤٠] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ كرر ذلك في كل قصة؛ لأن التخويف والوعظ متى كررا، كانا أوقع في القلوب، وأردع للنفوس.
* * *
﴿وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١)﴾.
[٤١] ﴿وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ﴾ هما موسى وهارون. واختلاف القراء في الهمزتين من (جاءَ آلَ) كاختلافهم فيهما من (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ) في سورة الحج [الآية: ٦٥].
* * *
﴿كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (٤٢)﴾.
[٤٢] ﴿كَذَّبُوا﴾ أي: كذب فرعون وقومه ﴿بِآيَاتِنَا كُلِّهَا﴾ يعني: الآيات التسع، وهي: اليد، والعصا، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وحل عقدة من لسانه، وانفلاق البحر.
﴿فَأَخَذْنَاهُمْ﴾ بالعذاب ﴿أَخْذَ عَزِيزٍ﴾ غالب في انتقامه ﴿مُقْتَدِرٍ﴾ قادر على إهلاكهم.
* * *
﴿أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (٤٣)﴾.
[٤٣] ﴿أَكُفَّارُكُمْ﴾ يا قريش ﴿خَيْرٌ﴾ أشد وأعظم ﴿مِنْ أُولَئِكُمْ﴾ المذكورين من قوم نوح إلى فرعون؟! وهذا استفهام بمعنى الإنكار.
﴿أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ﴾ من العذاب ﴿فِي الزُّبُرِ﴾ أي: الكتب أنه لن يصيبكم ما أصاب الأمم الخالية.
* * *
﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (٤٤)﴾.
[٤٤] ﴿أَمْ يَقُولُونَ﴾ جهلًا منهم ﴿نَحْنُ جَمِيعٌ﴾ أي: جماعة أمرنا مجتمع ﴿مُنْتَصِرٌ﴾ أي: ممتنع لا نُضام، ووحد منتصر؛ لأنه وصف للفظ (جميع).
* * *
﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥)﴾.
[٤٥] ولما قال أبو جهل يوم بدر: إنا جمع منتصر، نزل: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ﴾ (١) قرأ روح، وزيد عن يعقوب: (سَنَهْزِمُ) بالنون مفتوحة وكسر الزاي ونصب (الجمعَ) مفعولًا، وقرأ الباقون: بالياء (٢) ورفعها (الجمعُ) رفع على غير تسمية الفاعل، المعنى: ينصر تعالى رسوله، ويهزم جمع المشركين.
﴿وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ أي: الأدبار، وإفراده لإرادة الجنس، فهزموا ببدر.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٧/ ١٠٩)، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر: "تفسير الثعلبي" (٩/ ١٧٠).
(٢) انظر: "تفسير البغوي" (٤/ ٢٧٨)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٨٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٤٠).
﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (٤٦)﴾.
[٤٦] ﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ﴾ بالتعذيب ﴿وَالسَّاعَةُ﴾ أي: عذابها.
﴿أَدْهَى﴾ أعظم داهية ﴿وَأَمَرُّ﴾ أشدُّ مرارة من الأسر والقتل يوم بدر.
* * *
﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٤٧)﴾.
[٤٧] ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ﴾ المشركين.
﴿فِي ضَلَالٍ﴾ في الدنيا ﴿وَسُعُرٍ﴾ نيران في العقبى.
* * *
﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨)﴾.
[٤٨] وسعر مظروف ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ﴾ ويقال لهم:
﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ أي: حر النار؛ فإن مسها سبب للتألم بها، وسقر: علم لجهنم، ولذلك لم يصرف.
* * *
﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩)﴾.
[٤٩] ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ﴾ نصب لفعل يفسره ﴿خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ أي: بتقدير سابق.
* * *
﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠)﴾.
[٥٠] ﴿وَمَا أَمْرُنَا﴾ بشيء نريد تكوينه.
﴿إِلَّا وَاحِدَةٌ﴾ أي: كلمة واحدة ﴿كَلَمْحٍ﴾ كنظر سريع ﴿بِالْبَصَرِ﴾ بالعين.
* * *
﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١)﴾.
[٥١] ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ﴾ أشباهكم في الكفر ممن قبلكم (١).
﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ متعظ فيخاف.
* * *
﴿وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢)﴾.
[٥٢] ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ﴾ مبتدأ، نعته ﴿فَعَلُوهُ﴾ أي: العباد، مكتوب خبره.
﴿فِي الزُّبُرِ﴾ في كتب الحفظة.
* * *
﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣)﴾.
[٥٣] ﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ﴾ من الخلق وأعمالهم وآجالهم.
﴿مُسْتَطَرٌ﴾ مكتوب محفوظ.
* * *
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤)﴾.
[٥٤] ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ﴾ بساتين ﴿وَنَهَرٍ﴾ أي: أنهار، وتوحيده على أنه اسم الجنس، وهي أنهار الماء واللبن والعسل والخمر في الجنة.
(١) "ممن قبلكم" زيادة من "ت".
﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)﴾.
[٥٥] ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾ مكان مرضي مُقرَّبين. قرأ أبو عمرو: (مَقْعَد صِّدْقٍ) بإدغام الدال في الصاد (١).
﴿عِنْدَ مَلِيكٍ﴾ عزيز الملك ﴿مُقْتَدِرٍ﴾ قادر (٢) لا يعجزه شيء، وهذا إشارة إلى الرتبة والقربى، والله أعلم.
(١) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٣٦١)، و"القراءات الشاذة" لابن خالويه (ص: ١٤٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٧/ ٤٢).
(٢) "قادر" زيادة من "ت".
Icon