ﰡ
قوله عز وجل :﴿ عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴾.
يقال : عن أي شيء يتساءلون ؟ يعني : قريشا، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : يتساءلون عن النبأ العظيم، يعني : القرآن. ويقال : عم يتحدث به قريش في القرآن. ثم أجابَ، فصارت : عم يتساءلون، كأنها [ في معنى ] : لأي شيء يتساءلون عن القرآن.
مثل :﴿ إِذَا السَّماء انْشَقَّتْ ﴾ ﴿ وإذا السماء فُرِجَتْ ﴾ معناه واحد، والله أعلم. بذلك جاء التفسير.
حُدِّثت عن الأعمش أنه قال : بلغنا عن علقمة أنه قرأ «لَبِثين » وهي قراءة أصحاب عبد الله. والناس بعد يقرءون :( لابثين )، وهو أجود الوجهين ؛ لأن ( لابثين ) إذا كانت في موضع تقع فتنصب كانت بالألف، مثل : الطامع، والباخل عن قليل. واللّبِثُ : البطيء، وهو جائز، كما يقال : رجل طمِعٌ وطامع. ولو قلت : هذا طمِعٌ فيما قبلك كان جائزاً، وقال لبيد :
أوْ مِسْحَلٌ عَملٌ عضادةَ سَمْحَجٍ *** بسَرَاتِها نَدَبٌ له وكُلومُ
فأوقع عمل على العضادة، ولو كانت عاملا كان أبين في العربية، وكذلك إذا قلت للرجل : ضرّابٌ، وضروبٌ فلا توقعنهما على شيء لأنهما مدح، فإذا احتاج الشاعر إلى إيقاعهما فَعَل، أنشدني بعضهم :
وبالفأسِ ضرَّابٌ رءوس الكرانفِ ***...
واحدها : كِرنافة، وهي أصول السقف. ويقال : الحُقْبُ ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يوما، اليوم منها ألف سنة من عدد أهل الدنيا.
[ حدثنا أبو العباس قال ] : حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء قال : حدثني حِبَّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب، وقال بعضهم : لا يذوقون فيها برداً، يريد : نوما، قال الفراء : وإن النوم ليبردُ صاحبه. وإن العطشانَ لينامَ ؛ فيبرد بالنوم.
وفقا لأعمالهم.
خففها على بن أبي طالب رحمه الله :«كِذَابا »، وثقلها عاصم والأعمش وأهل المدينة والحسن البصري.
وهي لغة يمانية فصيحة يقولون : كذبت به كِذَّابا، وخرّقت القميص خِرّاقا، وكل فعّلت فمصدره فِعّال في لغتهم مشدد، قال لي أعرابي منهم [ ١٢٣/ب ] : على المروة : آلحلقُ أحب إليك أم القِصَّار ؟ يستفتيني.
وأنشدني بعض بني كلاب :
لقدْ طالَ ما ثَبَّطْتَنِي عنْ صَحابتيِ | وعن حِوَجٍ قِضَّاؤها من شِفائيا |
يخفض في لفظ الإعراب، ويرفع، وكذلك :﴿ الرَّحْمنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً ﴾ يرفع «الرحمنُ » ويخفض في الإعراب. والرفع فيه أكثر. قال والفراء يخفض :( ربِّ )، ويرفع «الرحمنُ ».