تفسير سورة النازعات

تفسير المراغي
تفسير سورة سورة النازعات من كتاب تفسير المراغي .
لمؤلفه المراغي . المتوفي سنة 1371 هـ
آيها ست وأربعون
هي مكية، نزلت بعد سورة النبأ.
ووجه اتصالها بما قبلها : أنه هناك أنذر يوم القيامة- وهنا أقسم على أن البعث حق لا ريب فيه.

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح المفردات : والنازعات : أي الكواكب الجاريات على نظام معين في سيرها كالشمس والقمر، يقال نزعت الخيل : إذا جرت، غرقا : أي مجدة مسرعة في جريها، لتقطع مسافة فلكها حتى تصل إلى أقصى المغرب، والناشطات نشطا : أي الخارجات من برج إلى برج، من قولهم : نشط النور إذا خرج، والسابحات سبحا : أي السائرات في أفلاكها سيرا هادئا لا اضطراب فيه ولا اختلال، وقد جعل مرورها في جِوائها كالسبح في الماء كما جاء في قوله :﴿ وكل في فلك يسبحون ﴾ [ يس : ٤٠ ] والسابقات سبقا : أي المسرعات عن غيرها في سبحها، فتتم دورتها حول ما تدور عليه في مدة أسرع مما يتم غيرها كالقمر فإنه يتم دورته في شهر قمري، والأرض تتم دورتها في سنة شمسية، وهكذا غيرها من السيارات السريعة، ومنها ما لا يتم دورته إلا في سنين، فالمدبرات أمرا : أي فالكواكب التي تدبر بعض الأمور الكونية في عالمنا الأرضي بظهور بعض آثارها، فسبق القمر علّمنا حساب شهوره، وله الأثر العظيم في السحاب والمطر وفي البحر من المدّ والجزر، ولضيائه حين امتلائه فوائد في تصريف منافع الناس والحيوان، وسبق الشمس في أبراجها علّمنا حساب الشهور، وسبقها إلى تتميم دورتها السنوية علّمنا حساب السنين، وخالف بين فصول السنة، واختلاف الفصول من أسباب حياة النبات والحيوان، وقد نسب إليها التدبير، لأنها أسباب ما نستفيده منها، والمدبر الحكيم : هو الله تعالى جلّ شأنه.
المعنى الجملي : بدأ سبحانه هذه السورة بالحلف بأصناف من مخلوقاته- إن ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من أمر البعث وعرض الخلائق على ربهم، لينال كل عامل جزاء عمله- حق لا ريب فيه في يوم تعظم فيه الأهوال، وتضطرب القلوب، وتخشع الأبصار، ويعجب المبعوثون من عودتهم إلى حياتهم الأولى بعد أن كانوا عظاما نخرة تمر فيها الرياح، ويتحققون أن صفقتهم كانت خاسرة، إذ إنهم أنكروا في الدنيا معادهم، ويجابون على تعجبهم بألا يحسبوا أن الإحياء صعب على الله، فما الأمر عنده إلا صيحة واحدة، فإذا الناس جميعا ظاهرون في أرض المعاد.
لو تدبرنا أمر القسم ببعض المخلوقات في الكتاب الكريم لوجدناه يرجع إلى أحد أمرين :
( ١ ) أن تكون هذه المخلوقات قد عظمت في أعين بعض الناس، وقوي سلطانهم في نفوسهم، حتى عبدوها واتخذوها آلهة من دون الله كالشمس والقمر في نحو قوله :﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ﴾ [ الشمس : ١-٢ ]. وقد ذكر سبحانه بجانب ذلك بعض صفاتها الدالة على أنها مخلوقة له كتغيرها من حال إلى حال، وما يطرأ عليها من الأفول والزوال، مما لا يكون من شأن الآلهة المستحقة للعبادة.
( ٢ ) أن تكون مما احتقره الناس لغفلتهم عن فائدته، وذهولهم عن موضع العبرة فيه، ولو أنهم تدبروا فيما هو عليه من جليل الصنعة، وبديع الحكمة لاهتدوا إلى معرفة خالقه، ونعتوه بما هو أهل له من صفات الجلال والكمال.
فأقسم سبحانه على التوحيد في قوله :﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ﴾ [ الصافات : ١-٤ ].
وأقسم على أن الرسول حق بقوله :﴿ والقرآن الحكيم ( ٢ ) إنك لمن المرسلين ( ٣ ) على صراط مستقيم ﴾ [ يس : ٢-٤ ].
وأقسم إن القرآن حق في قوله :﴿ *فلا أقسم بمواقع النجوم ( ٧٥ ) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( ٧٦ ) إنه لقرآن كريم ﴾ [ الواقعة : ٧٥-٧٧ ].
وحلف إن الجزاء حق، وإن الناس سيبعثون إلى ربهم، وإن كلا منهم سيلاقي جزاء عمله كما قال :﴿ والذاريات ذروا ( ١ ) فالحاميات وقرا ( ٢ ) فالجاريات يسرا ( ٣ ) فالمقسمات أمرا ( ٤ ) إنما توعدون لصادق ( ٥ ) وإن الدين لواقع ﴾ [ الذاريات : ١-٦ ].
الإيضاح :﴿ والنازعات غرقا* والناشطات نشطا* والسابحات سبحا* فالسابقات سبقا* فالمدبرات أمرا ﴾ افتتح سبحانه هذه السورة بالقسم بالكواكب والنجوم والشموس والأقمار، إظهارا لعظم شأنها، وإتقان نظامها، وغزارة فوائدها، وأنها مسخرة لبارئها، خاضعة لأمره- لتبثن بعد الموت، ويدل على هذا ما حكاه عنهم بعد من قولهم :﴿ أئذا كنا عظاما نخرة ﴾ أي أنبعث إذا صرنا كذلك ؟.
المعنى الجملي : بدأ سبحانه هذه السورة بالحلف بأصناف من مخلوقاته- إن ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من أمر البعث وعرض الخلائق على ربهم، لينال كل عامل جزاء عمله- حق لا ريب فيه في يوم تعظم فيه الأهوال، وتضطرب القلوب، وتخشع الأبصار، ويعجب المبعوثون من عودتهم إلى حياتهم الأولى بعد أن كانوا عظاما نخرة تمر فيها الرياح، ويتحققون أن صفقتهم كانت خاسرة، إذ إنهم أنكروا في الدنيا معادهم، ويجابون على تعجبهم بألا يحسبوا أن الإحياء صعب على الله، فما الأمر عنده إلا صيحة واحدة، فإذا الناس جميعا ظاهرون في أرض المعاد.
لو تدبرنا أمر القسم ببعض المخلوقات في الكتاب الكريم لوجدناه يرجع إلى أحد أمرين :
( ١ ) أن تكون هذه المخلوقات قد عظمت في أعين بعض الناس، وقوي سلطانهم في نفوسهم، حتى عبدوها واتخذوها آلهة من دون الله كالشمس والقمر في نحو قوله :﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ﴾ [ الشمس : ١-٢ ]. وقد ذكر سبحانه بجانب ذلك بعض صفاتها الدالة على أنها مخلوقة له كتغيرها من حال إلى حال، وما يطرأ عليها من الأفول والزوال، مما لا يكون من شأن الآلهة المستحقة للعبادة.
( ٢ ) أن تكون مما احتقره الناس لغفلتهم عن فائدته، وذهولهم عن موضع العبرة فيه، ولو أنهم تدبروا فيما هو عليه من جليل الصنعة، وبديع الحكمة لاهتدوا إلى معرفة خالقه، ونعتوه بما هو أهل له من صفات الجلال والكمال.
فأقسم سبحانه على التوحيد في قوله :﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ﴾ [ الصافات : ١-٤ ].
وأقسم على أن الرسول حق بقوله :﴿ والقرآن الحكيم ( ٢ ) إنك لمن المرسلين ( ٣ ) على صراط مستقيم ﴾ [ يس : ٢-٤ ].
وأقسم إن القرآن حق في قوله :﴿ *فلا أقسم بمواقع النجوم ( ٧٥ ) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( ٧٦ ) إنه لقرآن كريم ﴾ [ الواقعة : ٧٥-٧٧ ].
وحلف إن الجزاء حق، وإن الناس سيبعثون إلى ربهم، وإن كلا منهم سيلاقي جزاء عمله كما قال :﴿ والذاريات ذروا ( ١ ) فالحاميات وقرا ( ٢ ) فالجاريات يسرا ( ٣ ) فالمقسمات أمرا ( ٤ ) إنما توعدون لصادق ( ٥ ) وإن الدين لواقع ﴾ [ الذاريات : ١-٦ ].
شرح المفردات : وترجف : أي تضطرب وتتحرك، والراجفة : الأرض بمن عليها.
﴿ يوم ترجف الراجفة ﴾ أي حين تتحرك الأرض وتضطرب الجبال، فيسمع لها صوت شديد.
ونحو الآية قوله :﴿ يوم ترجف الأرض والجبال ﴾ [ المزمل : ١٤ ].
المعنى الجملي : بدأ سبحانه هذه السورة بالحلف بأصناف من مخلوقاته- إن ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من أمر البعث وعرض الخلائق على ربهم، لينال كل عامل جزاء عمله- حق لا ريب فيه في يوم تعظم فيه الأهوال، وتضطرب القلوب، وتخشع الأبصار، ويعجب المبعوثون من عودتهم إلى حياتهم الأولى بعد أن كانوا عظاما نخرة تمر فيها الرياح، ويتحققون أن صفقتهم كانت خاسرة، إذ إنهم أنكروا في الدنيا معادهم، ويجابون على تعجبهم بألا يحسبوا أن الإحياء صعب على الله، فما الأمر عنده إلا صيحة واحدة، فإذا الناس جميعا ظاهرون في أرض المعاد.
لو تدبرنا أمر القسم ببعض المخلوقات في الكتاب الكريم لوجدناه يرجع إلى أحد أمرين :
( ١ ) أن تكون هذه المخلوقات قد عظمت في أعين بعض الناس، وقوي سلطانهم في نفوسهم، حتى عبدوها واتخذوها آلهة من دون الله كالشمس والقمر في نحو قوله :﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ﴾ [ الشمس : ١-٢ ]. وقد ذكر سبحانه بجانب ذلك بعض صفاتها الدالة على أنها مخلوقة له كتغيرها من حال إلى حال، وما يطرأ عليها من الأفول والزوال، مما لا يكون من شأن الآلهة المستحقة للعبادة.
( ٢ ) أن تكون مما احتقره الناس لغفلتهم عن فائدته، وذهولهم عن موضع العبرة فيه، ولو أنهم تدبروا فيما هو عليه من جليل الصنعة، وبديع الحكمة لاهتدوا إلى معرفة خالقه، ونعتوه بما هو أهل له من صفات الجلال والكمال.
فأقسم سبحانه على التوحيد في قوله :﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ﴾ [ الصافات : ١-٤ ].
وأقسم على أن الرسول حق بقوله :﴿ والقرآن الحكيم ( ٢ ) إنك لمن المرسلين ( ٣ ) على صراط مستقيم ﴾ [ يس : ٢-٤ ].
وأقسم إن القرآن حق في قوله :﴿ *فلا أقسم بمواقع النجوم ( ٧٥ ) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( ٧٦ ) إنه لقرآن كريم ﴾ [ الواقعة : ٧٥-٧٧ ].
وحلف إن الجزاء حق، وإن الناس سيبعثون إلى ربهم، وإن كلا منهم سيلاقي جزاء عمله كما قال :﴿ والذاريات ذروا ( ١ ) فالحاميات وقرا ( ٢ ) فالجاريات يسرا ( ٣ ) فالمقسمات أمرا ( ٤ ) إنما توعدون لصادق ( ٥ ) وإن الدين لواقع ﴾ [ الذاريات : ١-٦ ].
شرح المفردات : الرادفة : السماء وما فيها تردفها وتتبعها، فإنها تنشق وتنثر كواكبها.
﴿ تتبعها الرادفة ﴾ أي تتلوها السماء بما فيها من كواكب، إذ تنشق وتنثر كواكبها إثر اضطراب الأرض وميدانها.
عن أبيّ بن كعب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال :( أيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه ) أخرجه أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وغيرهم.
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ترجف الأرض رجفا وتزلزل بأهلها، وهي التي يقول الله فيها :﴿ يوم ترجف الراجفة* تتبعها الرادفة ﴾ ).
المعنى الجملي : بدأ سبحانه هذه السورة بالحلف بأصناف من مخلوقاته- إن ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من أمر البعث وعرض الخلائق على ربهم، لينال كل عامل جزاء عمله- حق لا ريب فيه في يوم تعظم فيه الأهوال، وتضطرب القلوب، وتخشع الأبصار، ويعجب المبعوثون من عودتهم إلى حياتهم الأولى بعد أن كانوا عظاما نخرة تمر فيها الرياح، ويتحققون أن صفقتهم كانت خاسرة، إذ إنهم أنكروا في الدنيا معادهم، ويجابون على تعجبهم بألا يحسبوا أن الإحياء صعب على الله، فما الأمر عنده إلا صيحة واحدة، فإذا الناس جميعا ظاهرون في أرض المعاد.
لو تدبرنا أمر القسم ببعض المخلوقات في الكتاب الكريم لوجدناه يرجع إلى أحد أمرين :
( ١ ) أن تكون هذه المخلوقات قد عظمت في أعين بعض الناس، وقوي سلطانهم في نفوسهم، حتى عبدوها واتخذوها آلهة من دون الله كالشمس والقمر في نحو قوله :﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ﴾ [ الشمس : ١-٢ ]. وقد ذكر سبحانه بجانب ذلك بعض صفاتها الدالة على أنها مخلوقة له كتغيرها من حال إلى حال، وما يطرأ عليها من الأفول والزوال، مما لا يكون من شأن الآلهة المستحقة للعبادة.
( ٢ ) أن تكون مما احتقره الناس لغفلتهم عن فائدته، وذهولهم عن موضع العبرة فيه، ولو أنهم تدبروا فيما هو عليه من جليل الصنعة، وبديع الحكمة لاهتدوا إلى معرفة خالقه، ونعتوه بما هو أهل له من صفات الجلال والكمال.
فأقسم سبحانه على التوحيد في قوله :﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ﴾ [ الصافات : ١-٤ ].
وأقسم على أن الرسول حق بقوله :﴿ والقرآن الحكيم ( ٢ ) إنك لمن المرسلين ( ٣ ) على صراط مستقيم ﴾ [ يس : ٢-٤ ].
وأقسم إن القرآن حق في قوله :﴿ *فلا أقسم بمواقع النجوم ( ٧٥ ) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( ٧٦ ) إنه لقرآن كريم ﴾ [ الواقعة : ٧٥-٧٧ ].
وحلف إن الجزاء حق، وإن الناس سيبعثون إلى ربهم، وإن كلا منهم سيلاقي جزاء عمله كما قال :﴿ والذاريات ذروا ( ١ ) فالحاميات وقرا ( ٢ ) فالجاريات يسرا ( ٣ ) فالمقسمات أمرا ( ٤ ) إنما توعدون لصادق ( ٥ ) وإن الدين لواقع ﴾ [ الذاريات : ١-٦ ].
شرح المفردات : الواجفة : أي الشديدة الاضطراب.
﴿ قلوب يومئذ واجفة ﴾ أي قلوب يومئذ مضطربة قلقة خائفة، والمراد بها قلوب الكفار، ذاك أنهم بعد أن عاينوا ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يذكره لهم ويشاهدونه في دنياهم ولم يؤمنوا به، تضطرب نفوسهم، مخافة أن يحل بهم ما أنذروا به، كما هي حال من تهدده بعقوبة إن لم يقلع عن جرائره- يهلع قلبه إن شاهد بوادر التنفيذ.
المعنى الجملي : بدأ سبحانه هذه السورة بالحلف بأصناف من مخلوقاته- إن ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من أمر البعث وعرض الخلائق على ربهم، لينال كل عامل جزاء عمله- حق لا ريب فيه في يوم تعظم فيه الأهوال، وتضطرب القلوب، وتخشع الأبصار، ويعجب المبعوثون من عودتهم إلى حياتهم الأولى بعد أن كانوا عظاما نخرة تمر فيها الرياح، ويتحققون أن صفقتهم كانت خاسرة، إذ إنهم أنكروا في الدنيا معادهم، ويجابون على تعجبهم بألا يحسبوا أن الإحياء صعب على الله، فما الأمر عنده إلا صيحة واحدة، فإذا الناس جميعا ظاهرون في أرض المعاد.
لو تدبرنا أمر القسم ببعض المخلوقات في الكتاب الكريم لوجدناه يرجع إلى أحد أمرين :
( ١ ) أن تكون هذه المخلوقات قد عظمت في أعين بعض الناس، وقوي سلطانهم في نفوسهم، حتى عبدوها واتخذوها آلهة من دون الله كالشمس والقمر في نحو قوله :﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ﴾ [ الشمس : ١-٢ ]. وقد ذكر سبحانه بجانب ذلك بعض صفاتها الدالة على أنها مخلوقة له كتغيرها من حال إلى حال، وما يطرأ عليها من الأفول والزوال، مما لا يكون من شأن الآلهة المستحقة للعبادة.
( ٢ ) أن تكون مما احتقره الناس لغفلتهم عن فائدته، وذهولهم عن موضع العبرة فيه، ولو أنهم تدبروا فيما هو عليه من جليل الصنعة، وبديع الحكمة لاهتدوا إلى معرفة خالقه، ونعتوه بما هو أهل له من صفات الجلال والكمال.
فأقسم سبحانه على التوحيد في قوله :﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ﴾ [ الصافات : ١-٤ ].
وأقسم على أن الرسول حق بقوله :﴿ والقرآن الحكيم ( ٢ ) إنك لمن المرسلين ( ٣ ) على صراط مستقيم ﴾ [ يس : ٢-٤ ].
وأقسم إن القرآن حق في قوله :﴿ *فلا أقسم بمواقع النجوم ( ٧٥ ) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( ٧٦ ) إنه لقرآن كريم ﴾ [ الواقعة : ٧٥-٧٧ ].
وحلف إن الجزاء حق، وإن الناس سيبعثون إلى ربهم، وإن كلا منهم سيلاقي جزاء عمله كما قال :﴿ والذاريات ذروا ( ١ ) فالحاميات وقرا ( ٢ ) فالجاريات يسرا ( ٣ ) فالمقسمات أمرا ( ٤ ) إنما توعدون لصادق ( ٥ ) وإن الدين لواقع ﴾ [ الذاريات : ١-٦ ].
شرح المفردات : خاشعة : أي ذليلة
﴿ أبصارها خاشعة ﴾ أي أبصار أصحابها خاشعة تظهر فيها الذلة والخوف.
المعنى الجملي : بدأ سبحانه هذه السورة بالحلف بأصناف من مخلوقاته- إن ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من أمر البعث وعرض الخلائق على ربهم، لينال كل عامل جزاء عمله- حق لا ريب فيه في يوم تعظم فيه الأهوال، وتضطرب القلوب، وتخشع الأبصار، ويعجب المبعوثون من عودتهم إلى حياتهم الأولى بعد أن كانوا عظاما نخرة تمر فيها الرياح، ويتحققون أن صفقتهم كانت خاسرة، إذ إنهم أنكروا في الدنيا معادهم، ويجابون على تعجبهم بألا يحسبوا أن الإحياء صعب على الله، فما الأمر عنده إلا صيحة واحدة، فإذا الناس جميعا ظاهرون في أرض المعاد.
لو تدبرنا أمر القسم ببعض المخلوقات في الكتاب الكريم لوجدناه يرجع إلى أحد أمرين :
( ١ ) أن تكون هذه المخلوقات قد عظمت في أعين بعض الناس، وقوي سلطانهم في نفوسهم، حتى عبدوها واتخذوها آلهة من دون الله كالشمس والقمر في نحو قوله :﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ﴾ [ الشمس : ١-٢ ]. وقد ذكر سبحانه بجانب ذلك بعض صفاتها الدالة على أنها مخلوقة له كتغيرها من حال إلى حال، وما يطرأ عليها من الأفول والزوال، مما لا يكون من شأن الآلهة المستحقة للعبادة.
( ٢ ) أن تكون مما احتقره الناس لغفلتهم عن فائدته، وذهولهم عن موضع العبرة فيه، ولو أنهم تدبروا فيما هو عليه من جليل الصنعة، وبديع الحكمة لاهتدوا إلى معرفة خالقه، ونعتوه بما هو أهل له من صفات الجلال والكمال.
فأقسم سبحانه على التوحيد في قوله :﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ﴾ [ الصافات : ١-٤ ].
وأقسم على أن الرسول حق بقوله :﴿ والقرآن الحكيم ( ٢ ) إنك لمن المرسلين ( ٣ ) على صراط مستقيم ﴾ [ يس : ٢-٤ ].
وأقسم إن القرآن حق في قوله :﴿ *فلا أقسم بمواقع النجوم ( ٧٥ ) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( ٧٦ ) إنه لقرآن كريم ﴾ [ الواقعة : ٧٥-٧٧ ].
وحلف إن الجزاء حق، وإن الناس سيبعثون إلى ربهم، وإن كلا منهم سيلاقي جزاء عمله كما قال :﴿ والذاريات ذروا ( ١ ) فالحاميات وقرا ( ٢ ) فالجاريات يسرا ( ٣ ) فالمقسمات أمرا ( ٤ ) إنما توعدون لصادق ( ٥ ) وإن الدين لواقع ﴾ [ الذاريات : ١-٦ ].
شرح المفردات : الحافرة : الحياة الأولى، أي الحياة بعد الموت وقد ظنوها حياتهم الأولى، يقال رجع في حافرته : أي في طريقه التي فيها.
وقد حكى الله عنهم أقوالا ثلاثة استبعدوا بها أمر البعث، واستهزؤوا فيها بالرسول والمؤمنين :
( ١ ) ﴿ يقولون أئنا لمردودون في الحافرة ﴾ أي يقول هؤلاء المكذبون بالبعث من مشركي قريش إذا قيل لهم إنكم مبعوثون من بعد الموت : أئنا لمردودون إلى حالنا الأولى قبل الممات، فراجعون أحياء كما كنا قبل مماتنا.
وتقول العرب لكل من كان في أمر ثم خرج منه ثم عاد إليه : قد رجع إلى حافرته : أي إلى أمره الذي كان فيه أولا.
المعنى الجملي : بدأ سبحانه هذه السورة بالحلف بأصناف من مخلوقاته- إن ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من أمر البعث وعرض الخلائق على ربهم، لينال كل عامل جزاء عمله- حق لا ريب فيه في يوم تعظم فيه الأهوال، وتضطرب القلوب، وتخشع الأبصار، ويعجب المبعوثون من عودتهم إلى حياتهم الأولى بعد أن كانوا عظاما نخرة تمر فيها الرياح، ويتحققون أن صفقتهم كانت خاسرة، إذ إنهم أنكروا في الدنيا معادهم، ويجابون على تعجبهم بألا يحسبوا أن الإحياء صعب على الله، فما الأمر عنده إلا صيحة واحدة، فإذا الناس جميعا ظاهرون في أرض المعاد.
لو تدبرنا أمر القسم ببعض المخلوقات في الكتاب الكريم لوجدناه يرجع إلى أحد أمرين :
( ١ ) أن تكون هذه المخلوقات قد عظمت في أعين بعض الناس، وقوي سلطانهم في نفوسهم، حتى عبدوها واتخذوها آلهة من دون الله كالشمس والقمر في نحو قوله :﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ﴾ [ الشمس : ١-٢ ]. وقد ذكر سبحانه بجانب ذلك بعض صفاتها الدالة على أنها مخلوقة له كتغيرها من حال إلى حال، وما يطرأ عليها من الأفول والزوال، مما لا يكون من شأن الآلهة المستحقة للعبادة.
( ٢ ) أن تكون مما احتقره الناس لغفلتهم عن فائدته، وذهولهم عن موضع العبرة فيه، ولو أنهم تدبروا فيما هو عليه من جليل الصنعة، وبديع الحكمة لاهتدوا إلى معرفة خالقه، ونعتوه بما هو أهل له من صفات الجلال والكمال.
فأقسم سبحانه على التوحيد في قوله :﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ﴾ [ الصافات : ١-٤ ].
وأقسم على أن الرسول حق بقوله :﴿ والقرآن الحكيم ( ٢ ) إنك لمن المرسلين ( ٣ ) على صراط مستقيم ﴾ [ يس : ٢-٤ ].
وأقسم إن القرآن حق في قوله :﴿ *فلا أقسم بمواقع النجوم ( ٧٥ ) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( ٧٦ ) إنه لقرآن كريم ﴾ [ الواقعة : ٧٥-٧٧ ].
وحلف إن الجزاء حق، وإن الناس سيبعثون إلى ربهم، وإن كلا منهم سيلاقي جزاء عمله كما قال :﴿ والذاريات ذروا ( ١ ) فالحاميات وقرا ( ٢ ) فالجاريات يسرا ( ٣ ) فالمقسمات أمرا ( ٤ ) إنما توعدون لصادق ( ٥ ) وإن الدين لواقع ﴾ [ الذاريات : ١-٦ ].
( ٢ ) ﴿ أئذا كنا عظاما نخرة ﴾ أي أنردّ إلى الحياة بعد أن نصير عظاما بالية لو لمست لتفتت ؟.
المعنى الجملي : بدأ سبحانه هذه السورة بالحلف بأصناف من مخلوقاته- إن ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من أمر البعث وعرض الخلائق على ربهم، لينال كل عامل جزاء عمله- حق لا ريب فيه في يوم تعظم فيه الأهوال، وتضطرب القلوب، وتخشع الأبصار، ويعجب المبعوثون من عودتهم إلى حياتهم الأولى بعد أن كانوا عظاما نخرة تمر فيها الرياح، ويتحققون أن صفقتهم كانت خاسرة، إذ إنهم أنكروا في الدنيا معادهم، ويجابون على تعجبهم بألا يحسبوا أن الإحياء صعب على الله، فما الأمر عنده إلا صيحة واحدة، فإذا الناس جميعا ظاهرون في أرض المعاد.
لو تدبرنا أمر القسم ببعض المخلوقات في الكتاب الكريم لوجدناه يرجع إلى أحد أمرين :
( ١ ) أن تكون هذه المخلوقات قد عظمت في أعين بعض الناس، وقوي سلطانهم في نفوسهم، حتى عبدوها واتخذوها آلهة من دون الله كالشمس والقمر في نحو قوله :﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ﴾ [ الشمس : ١-٢ ]. وقد ذكر سبحانه بجانب ذلك بعض صفاتها الدالة على أنها مخلوقة له كتغيرها من حال إلى حال، وما يطرأ عليها من الأفول والزوال، مما لا يكون من شأن الآلهة المستحقة للعبادة.
( ٢ ) أن تكون مما احتقره الناس لغفلتهم عن فائدته، وذهولهم عن موضع العبرة فيه، ولو أنهم تدبروا فيما هو عليه من جليل الصنعة، وبديع الحكمة لاهتدوا إلى معرفة خالقه، ونعتوه بما هو أهل له من صفات الجلال والكمال.
فأقسم سبحانه على التوحيد في قوله :﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ﴾ [ الصافات : ١-٤ ].
وأقسم على أن الرسول حق بقوله :﴿ والقرآن الحكيم ( ٢ ) إنك لمن المرسلين ( ٣ ) على صراط مستقيم ﴾ [ يس : ٢-٤ ].
وأقسم إن القرآن حق في قوله :﴿ *فلا أقسم بمواقع النجوم ( ٧٥ ) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( ٧٦ ) إنه لقرآن كريم ﴾ [ الواقعة : ٧٥-٧٧ ].
وحلف إن الجزاء حق، وإن الناس سيبعثون إلى ربهم، وإن كلا منهم سيلاقي جزاء عمله كما قال :﴿ والذاريات ذروا ( ١ ) فالحاميات وقرا ( ٢ ) فالجاريات يسرا ( ٣ ) فالمقسمات أمرا ( ٤ ) إنما توعدون لصادق ( ٥ ) وإن الدين لواقع ﴾ [ الذاريات : ١-٦ ].
شرح المفردات : الكرّة : الرجعة من الكرّ، وهو الرجوع، والخاسرة : هي التي يخسر أصحابها ولا يربحونا.
( ٣ ) و﴿ قالوا تلك إذا كرة خاسرة ﴾ أي إن صح ما قلتم من البعث يوم القيامة بعد أن نصير عظاما نخرة، فنحن إذا خاسرون، لأنا كذبنا به ولم نأخذ العدة له، فيا ويلنا في هذا اليوم  !.
وهذا منهم استهزاء وتهكم، اعتقادا منهم أن ذلك لن يكون.
المعنى الجملي : بدأ سبحانه هذه السورة بالحلف بأصناف من مخلوقاته- إن ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من أمر البعث وعرض الخلائق على ربهم، لينال كل عامل جزاء عمله- حق لا ريب فيه في يوم تعظم فيه الأهوال، وتضطرب القلوب، وتخشع الأبصار، ويعجب المبعوثون من عودتهم إلى حياتهم الأولى بعد أن كانوا عظاما نخرة تمر فيها الرياح، ويتحققون أن صفقتهم كانت خاسرة، إذ إنهم أنكروا في الدنيا معادهم، ويجابون على تعجبهم بألا يحسبوا أن الإحياء صعب على الله، فما الأمر عنده إلا صيحة واحدة، فإذا الناس جميعا ظاهرون في أرض المعاد.
لو تدبرنا أمر القسم ببعض المخلوقات في الكتاب الكريم لوجدناه يرجع إلى أحد أمرين :
( ١ ) أن تكون هذه المخلوقات قد عظمت في أعين بعض الناس، وقوي سلطانهم في نفوسهم، حتى عبدوها واتخذوها آلهة من دون الله كالشمس والقمر في نحو قوله :﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ﴾ [ الشمس : ١-٢ ]. وقد ذكر سبحانه بجانب ذلك بعض صفاتها الدالة على أنها مخلوقة له كتغيرها من حال إلى حال، وما يطرأ عليها من الأفول والزوال، مما لا يكون من شأن الآلهة المستحقة للعبادة.
( ٢ ) أن تكون مما احتقره الناس لغفلتهم عن فائدته، وذهولهم عن موضع العبرة فيه، ولو أنهم تدبروا فيما هو عليه من جليل الصنعة، وبديع الحكمة لاهتدوا إلى معرفة خالقه، ونعتوه بما هو أهل له من صفات الجلال والكمال.
فأقسم سبحانه على التوحيد في قوله :﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ﴾ [ الصافات : ١-٤ ].
وأقسم على أن الرسول حق بقوله :﴿ والقرآن الحكيم ( ٢ ) إنك لمن المرسلين ( ٣ ) على صراط مستقيم ﴾ [ يس : ٢-٤ ].
وأقسم إن القرآن حق في قوله :﴿ *فلا أقسم بمواقع النجوم ( ٧٥ ) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( ٧٦ ) إنه لقرآن كريم ﴾ [ الواقعة : ٧٥-٧٧ ].
وحلف إن الجزاء حق، وإن الناس سيبعثون إلى ربهم، وإن كلا منهم سيلاقي جزاء عمله كما قال :﴿ والذاريات ذروا ( ١ ) فالحاميات وقرا ( ٢ ) فالجاريات يسرا ( ٣ ) فالمقسمات أمرا ( ٤ ) إنما توعدون لصادق ( ٥ ) وإن الدين لواقع ﴾ [ الذاريات : ١-٦ ].
شرح المفردات : خاشعة : الزجرة : الصيحة، والمراد بها النفخة الثانية يبعث بها الأموات، والساهرة : الأرض البيضاء المستوية، لأن السراب يجري فيها، وسميت بذلك لأن شدة الخوف التي تعتري من عليها تطير النوم من أعينهم فلا يذوقون نوما، فهي ساهرة : أي ساهر من عليها.
وقد ردّ الله عليهم مقالتهم بقوله :
﴿ فإنما هي زجرة واحدة* فإذا هم بالساهرة ﴾ أي لا تستبعدوا ذلك وتظنوه عسيرا شاقا علينا، فإنما هي صيحة واحدة، وهي النفخة الثانية التي يبعث الله بها الموتى فإذا الناس كلهم على سطح الأرض أحياء.
ونحو الآية : قوله :﴿ وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ﴾ [ ص : ١٥ ].
وخلاصة هذا : لا تحسبوا أن هذه الرجعة عسيرة شاقة علينا، فما إعادتكم التي ظننتموها صعبة إلا أن نأمر ملكا من ملائكتنا أن يصيح صيحة واحدة، فإذا أنتم جميعا لدينا محضرون، لا يتخلف منكم أحد، ولا يستطيع التخلف إن أراد.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣:المعنى الجملي : بدأ سبحانه هذه السورة بالحلف بأصناف من مخلوقاته- إن ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من أمر البعث وعرض الخلائق على ربهم، لينال كل عامل جزاء عمله- حق لا ريب فيه في يوم تعظم فيه الأهوال، وتضطرب القلوب، وتخشع الأبصار، ويعجب المبعوثون من عودتهم إلى حياتهم الأولى بعد أن كانوا عظاما نخرة تمر فيها الرياح، ويتحققون أن صفقتهم كانت خاسرة، إذ إنهم أنكروا في الدنيا معادهم، ويجابون على تعجبهم بألا يحسبوا أن الإحياء صعب على الله، فما الأمر عنده إلا صيحة واحدة، فإذا الناس جميعا ظاهرون في أرض المعاد.
لو تدبرنا أمر القسم ببعض المخلوقات في الكتاب الكريم لوجدناه يرجع إلى أحد أمرين :
( ١ ) أن تكون هذه المخلوقات قد عظمت في أعين بعض الناس، وقوي سلطانهم في نفوسهم، حتى عبدوها واتخذوها آلهة من دون الله كالشمس والقمر في نحو قوله :﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ﴾ [ الشمس : ١-٢ ]. وقد ذكر سبحانه بجانب ذلك بعض صفاتها الدالة على أنها مخلوقة له كتغيرها من حال إلى حال، وما يطرأ عليها من الأفول والزوال، مما لا يكون من شأن الآلهة المستحقة للعبادة.
( ٢ ) أن تكون مما احتقره الناس لغفلتهم عن فائدته، وذهولهم عن موضع العبرة فيه، ولو أنهم تدبروا فيما هو عليه من جليل الصنعة، وبديع الحكمة لاهتدوا إلى معرفة خالقه، ونعتوه بما هو أهل له من صفات الجلال والكمال.
فأقسم سبحانه على التوحيد في قوله :﴿ والصافات صفا ( ١ ) فالزاجرات زجرا ( ٢ ) فالتاليات ذكرا ( ٣ ) إن إلهكم لواحد ﴾ [ الصافات : ١-٤ ].
وأقسم على أن الرسول حق بقوله :﴿ والقرآن الحكيم ( ٢ ) إنك لمن المرسلين ( ٣ ) على صراط مستقيم ﴾ [ يس : ٢-٤ ].
وأقسم إن القرآن حق في قوله :﴿ *فلا أقسم بمواقع النجوم ( ٧٥ ) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ( ٧٦ ) إنه لقرآن كريم ﴾ [ الواقعة : ٧٥-٧٧ ].
وحلف إن الجزاء حق، وإن الناس سيبعثون إلى ربهم، وإن كلا منهم سيلاقي جزاء عمله كما قال :﴿ والذاريات ذروا ( ١ ) فالحاميات وقرا ( ٢ ) فالجاريات يسرا ( ٣ ) فالمقسمات أمرا ( ٤ ) إنما توعدون لصادق ( ٥ ) وإن الدين لواقع ﴾ [ الذاريات : ١-٦ ].
شرح المفردات : خاشعة : الزجرة : الصيحة، والمراد بها النفخة الثانية يبعث بها الأموات، والساهرة : الأرض البيضاء المستوية، لأن السراب يجري فيها، وسميت بذلك لأن شدة الخوف التي تعتري من عليها تطير النوم من أعينهم فلا يذوقون نوما، فهي ساهرة : أي ساهر من عليها.

وقد ردّ الله عليهم مقالتهم بقوله :

﴿ فإنما هي زجرة واحدة* فإذا هم بالساهرة ﴾ أي لا تستبعدوا ذلك وتظنوه عسيرا شاقا علينا، فإنما هي صيحة واحدة، وهي النفخة الثانية التي يبعث الله بها الموتى فإذا الناس كلهم على سطح الأرض أحياء.
ونحو الآية : قوله :﴿ وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ﴾ [ ص : ١٥ ].
وخلاصة هذا : لا تحسبوا أن هذه الرجعة عسيرة شاقة علينا، فما إعادتكم التي ظننتموها صعبة إلا أن نأمر ملكا من ملائكتنا أن يصيح صيحة واحدة، فإذا أنتم جميعا لدينا محضرون، لا يتخلف منكم أحد، ولا يستطيع التخلف إن أراد.

شرح المفردات : المقدس : أي المبارك المطهر، والوادي المقدس : هو واد بأسفل جبل طور سينا من برية الشام، طوى : واد بين أيلة ومصر.
المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
الإيضاح :﴿ هل أتاك حديث موسى* إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ﴾ أي ألم يبلغك حديث موسى مع فرعون وقومه، وقد أمره الله بالتلطف في القول، واللين في الدعوة إلى الحق إقامة للحجة والوصول من أقرب محجة كما جاء في سورة طه :﴿ فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ﴾ [ طه : ٤٤ ].
فاتبع نهجه واسلك سبيله يكن ذلك أقرب للفوز ببغيتك وبلوغ مطلبك كما فاز موسى وانتصر.
وكان ذلك حين ناداه ربه بالوادي المطهر المبارك من طور سيناء من برية الشام بعد مضي وقت من الليل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:شرح المفردات : المقدس : أي المبارك المطهر، والوادي المقدس : هو واد بأسفل جبل طور سينا من برية الشام، طوى : واد بين أيلة ومصر.
المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
الإيضاح :﴿ هل أتاك حديث موسى* إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ﴾ أي ألم يبلغك حديث موسى مع فرعون وقومه، وقد أمره الله بالتلطف في القول، واللين في الدعوة إلى الحق إقامة للحجة والوصول من أقرب محجة كما جاء في سورة طه :﴿ فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ﴾ [ طه : ٤٤ ].
فاتبع نهجه واسلك سبيله يكن ذلك أقرب للفوز ببغيتك وبلوغ مطلبك كما فاز موسى وانتصر.
وكان ذلك حين ناداه ربه بالوادي المطهر المبارك من طور سيناء من برية الشام بعد مضي وقت من الليل.

المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
شرح المفردات : طغى : أي تجاوز الحد فتكبر على الله وكفر به.
ثم فصل هذه المناجاة بقوله :
﴿ اذهب إلى فرعون إنه طغى ﴾ أي اذهب له وعظه، فإنه تجاوز الحد وتكبر على الله وكفر به، وتجبر على بني إسرائيل، واستعبدهم حتى بلغ من أمره أن ذبح أبناءهم واستحيا نساءهم.
المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
شرح المفردات : هل لك إلى كذا : أي هل ترغب فيه، وتزكى : أي تتزكى وتتطهر من العيوب.
ثم طلب إلى موسى أن يلين له القول ليكون ذلك أنجع في الدعوة فقال :
﴿ فقل هل لك إلى أن تزكى* وأهديك إلى ربك فتخشى ﴾ أي فقل له : هل ترغب أن تطهر نفسك من الآثام التي انغمست فيها، وتعمل بما أدلك عليه من طرق الخير، وتبعد عما أنت فيه من اجتراح السيئات، وتخشى عاقبة مخالفة أمر ربك، حتى تأمن من عقابه، إذا أديت ما ألزمك به من فرائضه، واجتنبت ما نهاك عنه من معاصيه.
المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
شرح المفردات : هل لك إلى كذا : أي هل ترغب فيه، وتزكى : أي تتزكى وتتطهر من العيوب.
﴿ فقل هل لك إلى أن تزكى* وأهديك إلى ربك فتخشى ﴾ أي فقل له : هل ترغب أن تطهر نفسك من الآثام التي انغمست فيها، وتعمل بما أدلك عليه من طرق الخير، وتبعد عما أنت فيه من اجتراح السيئات، وتخشى عاقبة مخالفة أمر ربك، حتى تأمن من عقابه، إذا أديت ما ألزمك به من فرائضه، واجتنبت ما نهاك عنه من معاصيه.
المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
شرح المفردات : والآية الكبرى : أي العلامة الدالة على صدقه في دعواه النبوة، وهي انقلاب العصا حية.
ثم ذكر أنه لم يخضع للدليل والبرهان، ولم يقنع بما أدلى إليه موسى من حجة، فاضطر إلى أن يظهر له دليلا يراه ويشاهده فقال :
﴿ فأراه الآية الكبرى ﴾ أي فلما لم يقنع بالدليل القولي أظهر له آية ودليلا يراه بعينه، وهو انقلاب العصا حية، ومع ذلك كذب الداعي، وعصى سلطان البرهان وأظهر تمرده عليه، كما أشار إلى ذلك بقوله :﴿ فكذب وعصى* ثم أدبر يسعى ﴾
المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:شرح المفردات : أدبر : أي ترك موسى، يسعى : أي في مكايدته.
﴿ فكذب وعصى* ثم أدبر يسعى ﴾ أي فكذب موسى ثم ولى معرضا عما دعاه إليه من طاعة ربه وخشيته، وطفق يخبّ في المعاصي ويضع، غير متدبر في عاقبة أمره، ولا مفكر في غده.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١:المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:شرح المفردات : أدبر : أي ترك موسى، يسعى : أي في مكايدته.
﴿ فكذب وعصى* ثم أدبر يسعى ﴾ أي فكذب موسى ثم ولى معرضا عما دعاه إليه من طاعة ربه وخشيته، وطفق يخبّ في المعاصي ويضع، غير متدبر في عاقبة أمره، ولا مفكر في غده.


المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:شرح المفردات : فحشر : أي فجمع السحرة الذين في بلاده.
﴿ فحشر فنادى* فقال أنا ربكم الأعلى ﴾ أي فجمع السحرة الذين هم تحت إمرته وسلطانه كما جاء في قوله :﴿ وابعث في المدائن حاشرين ( ٣٦ ) يأتوك بكل سحار عليم ﴾ [ الشعراء : ٣٦- ٣٧ ] فقام فيهم يقول :﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾ فلا سلطان يعلو سلطاني، ولم يزل في عتوه حتى تبع موسى وقومه إلى البحر الأحمر ( بحر القٌلْزُم ) عند خروجهم من مصر فأغرق فيه هو وجنوده، وإلى ذلك أشار سبحانه بقوله :

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:شرح المفردات : فحشر : أي فجمع السحرة الذين في بلاده.
﴿ فحشر فنادى* فقال أنا ربكم الأعلى ﴾ أي فجمع السحرة الذين هم تحت إمرته وسلطانه كما جاء في قوله :﴿ وابعث في المدائن حاشرين ( ٣٦ ) يأتوك بكل سحار عليم ﴾ [ الشعراء : ٣٦- ٣٧ ] فقام فيهم يقول :﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾ فلا سلطان يعلو سلطاني، ولم يزل في عتوه حتى تبع موسى وقومه إلى البحر الأحمر ( بحر القٌلْزُم ) عند خروجهم من مصر فأغرق فيه هو وجنوده، وإلى ذلك أشار سبحانه بقوله :


المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
شرح المفردات : النكال : العذاب، والآخرة : يوم القيامة، والأولى : الدنيا.
﴿ فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ﴾ أي فنكل الله به ولم يكن ذلك النكال مقصورا على ما عذب به في الدنيا من الغرق في البحر، بل عذبه في الآخرة أيضا في جهنم وبئس القرار.
المعنى الجملي : بعد أن حكى عن كفار مكة إصرارهم على إنكارهم البعث وتماديهم في العتو والطغيان واستهزاءهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك يشق عليه، ويصعب على نفسه، ذكر له قصص موسى مع فرعون طاغية مصر، وبين له أنه قد بلغ في الجبروت حدا لم يبلغه قومك، فقد ادعى الألوهية وألب قومه على موسى، وكان موسى مع هذا كله يحتمل المشاق العظام في دعوته إلى الإيمان- ليكون ذلك تسلية لرسوله عما لاقيه من قومه من شديد العناد وعظيم الإعراض، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ﴾ [ الأحقاف : ٣٥ ].
وفي ذلك عبرة أخرى لقومه- وهي أن فرعون مع أنه كان أقوى منهم شكيمة أشد شوكة وأعظم سلطانا، لما تمرد على موسى وعصا أمر ربه أخذه الله نكال الآخرة والأولى، ولم يعجزه أن يهلكه ويجعله لمن خلفه آية، فأنتم أيها القوم مهما عظمت حالكم وقوي سلطانكم لم تبلغ مبلغ فرعون، فأخذكم أهون على الله منه.
وفي هذا تهديد لهم وإنذار بأنهم إن لم يؤمنوا بالله ورسوله، فسيصيبهم مثل ما أصاب فرعون وقومه كما قال في آية أخرى :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ( ١٣ ) إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ﴾ [ فصلت : ١٣-١٤ ].
﴿ إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ﴾ أي إن فيما ذكر لموعظة لمن له عقل يتدبر به في عواقب الأمور ومصايرها، فينظر في حوادث الماضين، ويقيس بها أحوال الحاضرين ليتعظ بها.
شرح المفردات : أشد خلقا : أي أصعب إنشاء، والبناء : ضم الأجزاء المتفرقة بعضها إلى بعض مع ربطها بما يمسكها حتى يكون عنها بنية واحدة، والسمك : قامة كل شيء، فسواها : أي جعل كل جزء موضوع في موضعه.
المعنى الجملي : بعد أن قص على المشركين قصص موسى عليه السلام مع فرعون وأومأ بهذا القصص إلى أنهم لا يعجزون الذي أخذ من فرعون ونكل به وجعله عبرة للباقين، وسلى به رسوله حتى لا يحزن لتكذيب قومه له، وعدم إيمانهم بما جاءهم به، أخذ يخاطب منكري البعث، وينبههم إلى أنه لا ينبغي لهم أن يجحدوه فإن بعثهم هين إذا أضيف إلى خلق السماوات التي تدل بحسن نظامها وجلالها، على حكمة مبدعها وعظيم قدرته، وواسع حكمته، وإلى خلق الأرض التي دحاها بعدها وجعلها معدة للسكنى، وهيأ فيها وسائل المعيشة للإنسان والحيوان، فأخرج منها الماء الذي به حياة كل شيء وأنبت فيها النبات الذي به قوام الإنسان والحيوان.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإيضاح :﴿ أأنتم أشد خلقا أم السماء ﴾ أي أأنتم أيها الناس وقد خلقتم من ماء مهين ضعافا عاجزين لا تملكون لأنفسكم نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة- أصعب إبداعا وإنشاء أم هذه السماء التي ترون خلقها، وبديع تركيبها وعظمة شأنها ؟.
إنكم لا تنازعون في أنها أشد منكم خلقا، ومع ذلك لم نعجز عن إبداعها، فكيف تظنون أنا نعجز عن إعادتكم بعد موتكم، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾[ غافر : ٥٧ ]. وقوله :﴿ أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ﴾ [ يس : ٨١ ].
وفي هذا من التقريع والتوبيخ ما لا يخفى.
وبعد أن أشار إلى عظم خلق السماوات إجمالا شرع يبين ذلك تفصيلا فقال :
﴿ بناها* رفع سمكها فسواها ﴾ أي ضم أجزاءها المتفرقة وربطها بما يمسكها حتى حصل عن جميعها بنية واحدة، فقد أبدع في خلق الكواكب وجعل كل كوكب منها على نسبة من الآخر، وجعل لكل منها ما يمسكه في مداره حتى كان من مجموعها ما يشبه البناء وهو ما نسميه بالسماء.
وقد جعلها ذاهبة في العلو صعدا، وعدلها فوضع كل جزء منها في موضعه الذي يستحقه ويحسن أن يكون فيه.

المعنى الجملي : بعد أن قص على المشركين قصص موسى عليه السلام مع فرعون وأومأ بهذا القصص إلى أنهم لا يعجزون الذي أخذ من فرعون ونكل به وجعله عبرة للباقين، وسلى به رسوله حتى لا يحزن لتكذيب قومه له، وعدم إيمانهم بما جاءهم به، أخذ يخاطب منكري البعث، وينبههم إلى أنه لا ينبغي لهم أن يجحدوه فإن بعثهم هين إذا أضيف إلى خلق السماوات التي تدل بحسن نظامها وجلالها، على حكمة مبدعها وعظيم قدرته، وواسع حكمته، وإلى خلق الأرض التي دحاها بعدها وجعلها معدة للسكنى، وهيأ فيها وسائل المعيشة للإنسان والحيوان، فأخرج منها الماء الذي به حياة كل شيء وأنبت فيها النبات الذي به قوام الإنسان والحيوان.
شرح المفردات : أشد خلقا : أي أصعب إنشاء، والبناء : ضم الأجزاء المتفرقة بعضها إلى بعض مع ربطها بما يمسكها حتى يكون عنها بنية واحدة، والسمك : قامة كل شيء، فسواها : أي جعل كل جزء موضوع في موضعه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإيضاح :﴿ أأنتم أشد خلقا أم السماء ﴾ أي أأنتم أيها الناس وقد خلقتم من ماء مهين ضعافا عاجزين لا تملكون لأنفسكم نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة- أصعب إبداعا وإنشاء أم هذه السماء التي ترون خلقها، وبديع تركيبها وعظمة شأنها ؟.
إنكم لا تنازعون في أنها أشد منكم خلقا، ومع ذلك لم نعجز عن إبداعها، فكيف تظنون أنا نعجز عن إعادتكم بعد موتكم، يرشد إلى ذلك قوله :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾[ غافر : ٥٧ ]. وقوله :﴿ أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ﴾ [ يس : ٨١ ].
وفي هذا من التقريع والتوبيخ ما لا يخفى.
وبعد أن أشار إلى عظم خلق السماوات إجمالا شرع يبين ذلك تفصيلا فقال :
﴿ بناها* رفع سمكها فسواها ﴾ أي ضم أجزاءها المتفرقة وربطها بما يمسكها حتى حصل عن جميعها بنية واحدة، فقد أبدع في خلق الكواكب وجعل كل كوكب منها على نسبة من الآخر، وجعل لكل منها ما يمسكه في مداره حتى كان من مجموعها ما يشبه البناء وهو ما نسميه بالسماء.
وقد جعلها ذاهبة في العلو صعدا، وعدلها فوضع كل جزء منها في موضعه الذي يستحقه ويحسن أن يكون فيه.

المعنى الجملي : بعد أن قص على المشركين قصص موسى عليه السلام مع فرعون وأومأ بهذا القصص إلى أنهم لا يعجزون الذي أخذ من فرعون ونكل به وجعله عبرة للباقين، وسلى به رسوله حتى لا يحزن لتكذيب قومه له، وعدم إيمانهم بما جاءهم به، أخذ يخاطب منكري البعث، وينبههم إلى أنه لا ينبغي لهم أن يجحدوه فإن بعثهم هين إذا أضيف إلى خلق السماوات التي تدل بحسن نظامها وجلالها، على حكمة مبدعها وعظيم قدرته، وواسع حكمته، وإلى خلق الأرض التي دحاها بعدها وجعلها معدة للسكنى، وهيأ فيها وسائل المعيشة للإنسان والحيوان، فأخرج منها الماء الذي به حياة كل شيء وأنبت فيها النبات الذي به قوام الإنسان والحيوان.
شرح المفردات : أغطش ليلها : أي أظلمه، ضحاها : أي نورها وضياء شمسها، دحاها : أي مهدها وجعلها قابلة للسكنى، قال زيد بن عمرو بن نفيل :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما استوت شدها بأيد وأرسى عليها الجبالا
مرعاها : أي نباتها، متاعا لكم : أي متعة ومنفعة لكم ولأنعامكم.
﴿ وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ﴾ أي وجعل ليلها مظلما بمغيب كواكبها، وأبرز نهارها، وعبر عن النهار بالضحى، لأنه أشرف أوقاته وأطيبها، وفيه من انتعاش الأرواح ما ليس في سائرها.
وتعاقب الليل والنهار واختلاف الفصول التابع لحركة بعض السيارات يهيئ الأرض للسكنى ومن ثم قال :﴿ والأرض بعد ذلك دحاها ﴾
المعنى الجملي : بعد أن قص على المشركين قصص موسى عليه السلام مع فرعون وأومأ بهذا القصص إلى أنهم لا يعجزون الذي أخذ من فرعون ونكل به وجعله عبرة للباقين، وسلى به رسوله حتى لا يحزن لتكذيب قومه له، وعدم إيمانهم بما جاءهم به، أخذ يخاطب منكري البعث، وينبههم إلى أنه لا ينبغي لهم أن يجحدوه فإن بعثهم هين إذا أضيف إلى خلق السماوات التي تدل بحسن نظامها وجلالها، على حكمة مبدعها وعظيم قدرته، وواسع حكمته، وإلى خلق الأرض التي دحاها بعدها وجعلها معدة للسكنى، وهيأ فيها وسائل المعيشة للإنسان والحيوان، فأخرج منها الماء الذي به حياة كل شيء وأنبت فيها النبات الذي به قوام الإنسان والحيوان.
شرح المفردات : دحاها : أي مهدها وجعلها قابلة للسكنى، قال زيد بن عمرو بن نفيل :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما استوت شدها بأيد وأرسى عليها الجبالا.
﴿ والأرض بعد ذلك دحاها ﴾ أي ومهد الأرض بعد ذلك وبسطها للسكنى، وسير الناس والأنعام عليها، وقد كانت مخلوقة غير مدحوة قبل ذلك، فلا تخالف هذه الآية ما جاء في سورة السجدة من قوله :﴿ أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ( ٩ ) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ( ١٠ ) ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ﴾ [ فصلت : ٩-١١ ].
فإن هذه الآية تدل على أن خلق السماوات كان بعد خلق الأرض، والآية التي نحن بصددها تشير إلى أن الله تعالى دحا الأرض ومهدها لسكنى الناس بعد أن خلق السماء.
فالآيتان ترشدان إلى أن الله تعالى خلق الأرض أولا ثم خلق السماوات بعد ذلك، ثم عاد إلى الأرض فمهدها ودحاها، فآية السجدة حكاية للخلق الأول ومبدئه وهذه الآية حكاية للإصلاح الذي كان بعد الخلق.
المعنى الجملي : بعد أن قص على المشركين قصص موسى عليه السلام مع فرعون وأومأ بهذا القصص إلى أنهم لا يعجزون الذي أخذ من فرعون ونكل به وجعله عبرة للباقين، وسلى به رسوله حتى لا يحزن لتكذيب قومه له، وعدم إيمانهم بما جاءهم به، أخذ يخاطب منكري البعث، وينبههم إلى أنه لا ينبغي لهم أن يجحدوه فإن بعثهم هين إذا أضيف إلى خلق السماوات التي تدل بحسن نظامها وجلالها، على حكمة مبدعها وعظيم قدرته، وواسع حكمته، وإلى خلق الأرض التي دحاها بعدها وجعلها معدة للسكنى، وهيأ فيها وسائل المعيشة للإنسان والحيوان، فأخرج منها الماء الذي به حياة كل شيء وأنبت فيها النبات الذي به قوام الإنسان والحيوان.
شرح المفردات : مرعاها : أي نباتها، متاعا لكم : أي متعة ومنفعة لكم ولأنعامكم.
ثم فسر التمهيد بما لابد منه في تأتي سكناها من أمر المآكل والمشارب وإمكان القرار عليها فقال :
﴿ أخرج منها ماءها ومرعاها ﴾ أي فجر منها العيون والينابيع والأنهار، وأنبت فيها النبات سواء أكان قوتا لبني آدم كالحب والثمر، أم قوتا للأنعام والماشية كالعشب والحشيش.
المعنى الجملي : بعد أن قص على المشركين قصص موسى عليه السلام مع فرعون وأومأ بهذا القصص إلى أنهم لا يعجزون الذي أخذ من فرعون ونكل به وجعله عبرة للباقين، وسلى به رسوله حتى لا يحزن لتكذيب قومه له، وعدم إيمانهم بما جاءهم به، أخذ يخاطب منكري البعث، وينبههم إلى أنه لا ينبغي لهم أن يجحدوه فإن بعثهم هين إذا أضيف إلى خلق السماوات التي تدل بحسن نظامها وجلالها، على حكمة مبدعها وعظيم قدرته، وواسع حكمته، وإلى خلق الأرض التي دحاها بعدها وجعلها معدة للسكنى، وهيأ فيها وسائل المعيشة للإنسان والحيوان، فأخرج منها الماء الذي به حياة كل شيء وأنبت فيها النبات الذي به قوام الإنسان والحيوان.
﴿ والجبال أرساها ﴾ أي وثبت الجبال في أماكنها وجعلها كالأوتاد، لئلا تميد بأهلها وتضطرب بهم.
المعنى الجملي : بعد أن قص على المشركين قصص موسى عليه السلام مع فرعون وأومأ بهذا القصص إلى أنهم لا يعجزون الذي أخذ من فرعون ونكل به وجعله عبرة للباقين، وسلى به رسوله حتى لا يحزن لتكذيب قومه له، وعدم إيمانهم بما جاءهم به، أخذ يخاطب منكري البعث، وينبههم إلى أنه لا ينبغي لهم أن يجحدوه فإن بعثهم هين إذا أضيف إلى خلق السماوات التي تدل بحسن نظامها وجلالها، على حكمة مبدعها وعظيم قدرته، وواسع حكمته، وإلى خلق الأرض التي دحاها بعدها وجعلها معدة للسكنى، وهيأ فيها وسائل المعيشة للإنسان والحيوان، فأخرج منها الماء الذي به حياة كل شيء وأنبت فيها النبات الذي به قوام الإنسان والحيوان.
شرح المفردات : متاعا لكم : أي متعة ومنفعة لكم ولأنعامكم.
ثم بين الحكمة في ذلك فقال :
﴿ متاعا لكم ولأنعامكم ﴾ أي إنما جعلنا ذلك كله، ليتمتع به الناس والأنعام من الإبل والغنم والبقر.
ونحو الآية قوله :﴿ هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ﴾ [ النحل : ١٠ ].
أفلا يكون خالقكم وواهبكم ما به تحيون، ورافع السماء فوقكم، وممهد الأرض تحتكم- قادر على بعثكم ؟ وهل يليق به أن يترككم سدى بعد أن دبر أمركم هذا التدبير المحكم، ووفر لكم هذا الخير الكثير.
شرح المفردات : الطامة الكبرى : أي الداهية العظمى التي تطم على الدواهي أي تغلب وتعلو، وهي النفخة الثانية التي يكون معها البعث قاله ابن عباس.
المعنى الجملي : بعد أن بين أنه تعالى قادر على نشر الأموات كما قدر على خلق الأكوان، بين صدق ما أوحى به إلى نبيه من أن ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، كائن لابد منه، فإذا جاءت طامته الكبرى التي تفوق كل طامة حين تعرض الأعمال على العاملين، فيتذكر كل امرئ ما عمل، ويظهر الله الجحيم وهي دار العذاب للعيان فيراها كل ذي بصر، في ذلك اليوم يوزع الجزاء على العاملين ؛ فأما من جاوز الحدود التي حدها الله في شرائعه، وفضل لذائذ الدنيا على ثواب الآخرة فدار العذاب مستقره ومأواه ؛ وأما من خاف مقامه بين يدي ربه في ذلك اليوم، وزجر نفسه عن هواها، فلم تجر وراء شهواتها فالجنة منزلة ومأواه، جزاء ما قدمت يداه.
الإيضاح :﴿ فإذا جاءت الطامة الكبرى ﴾ أي فإذا حل ذلك اليوم الذي تشيب من هوله الولدان، وتشاهد فيه النار، فينسى المرء كل هول دونها- فصل الله بين الخلائق، فأدخل الطائعين الأبرار الجنة، وأدخل المتمردين العصاة النار.
المعنى الجملي : بعد أن بين أنه تعالى قادر على نشر الأموات كما قدر على خلق الأكوان، بين صدق ما أوحى به إلى نبيه من أن ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، كائن لابد منه، فإذا جاءت طامته الكبرى التي تفوق كل طامة حين تعرض الأعمال على العاملين، فيتذكر كل امرئ ما عمل، ويظهر الله الجحيم وهي دار العذاب للعيان فيراها كل ذي بصر، في ذلك اليوم يوزع الجزاء على العاملين ؛ فأما من جاوز الحدود التي حدها الله في شرائعه، وفضل لذائذ الدنيا على ثواب الآخرة فدار العذاب مستقره ومأواه ؛ وأما من خاف مقامه بين يدي ربه في ذلك اليوم، وزجر نفسه عن هواها، فلم تجر وراء شهواتها فالجنة منزلة ومأواه، جزاء ما قدمت يداه.
وقد وصف هذا اليوم بوصفين :
﴿ يوم يتذكر الإنسان ما سعى ﴾ أي حين يرى الإنسان أعماله مدونة في كتابه وكان قد نسيها فتعاوده الذكرى، كما قال سبحانه :﴿ أحصاه الله ونسوه ﴾ [ المجادلة : ٦ ].
المعنى الجملي : بعد أن بين أنه تعالى قادر على نشر الأموات كما قدر على خلق الأكوان، بين صدق ما أوحى به إلى نبيه من أن ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، كائن لابد منه، فإذا جاءت طامته الكبرى التي تفوق كل طامة حين تعرض الأعمال على العاملين، فيتذكر كل امرئ ما عمل، ويظهر الله الجحيم وهي دار العذاب للعيان فيراها كل ذي بصر، في ذلك اليوم يوزع الجزاء على العاملين ؛ فأما من جاوز الحدود التي حدها الله في شرائعه، وفضل لذائذ الدنيا على ثواب الآخرة فدار العذاب مستقره ومأواه ؛ وأما من خاف مقامه بين يدي ربه في ذلك اليوم، وزجر نفسه عن هواها، فلم تجر وراء شهواتها فالجنة منزلة ومأواه، جزاء ما قدمت يداه.
شرح المفردات : وبرزت الجحيم : أي كانت في مكان بارز يراها كل من له عينان.
( ٢ ) ﴿ وبرزت الجحيم لمن يرى ﴾ أي وأظهرت النار حتى يراها كل ذي عينين سواء منهم المؤمن والكافر، سوى أنها تكون مقرا للكافرين، وينجي الله المؤمنين.
والخلاصة : إذا جاء ذلك اليوم فصل الله بين الخلائق كما فصله بعد بقوله :﴿ فأما من طغى* وآثر الحياة الدنيا* فإن الجحيم هي المأوى ﴾
المعنى الجملي : بعد أن بين أنه تعالى قادر على نشر الأموات كما قدر على خلق الأكوان، بين صدق ما أوحى به إلى نبيه من أن ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، كائن لابد منه، فإذا جاءت طامته الكبرى التي تفوق كل طامة حين تعرض الأعمال على العاملين، فيتذكر كل امرئ ما عمل، ويظهر الله الجحيم وهي دار العذاب للعيان فيراها كل ذي بصر، في ذلك اليوم يوزع الجزاء على العاملين ؛ فأما من جاوز الحدود التي حدها الله في شرائعه، وفضل لذائذ الدنيا على ثواب الآخرة فدار العذاب مستقره ومأواه ؛ وأما من خاف مقامه بين يدي ربه في ذلك اليوم، وزجر نفسه عن هواها، فلم تجر وراء شهواتها فالجنة منزلة ومأواه، جزاء ما قدمت يداه.
شرح المفردات : طغى : أي تكبر وتجاوز الحد، آثر : أي قدم وفضل، المأوى : المستقر.
﴿ فأما من طغى* وآثر الحياة الدنيا* فإن الجحيم هي المأوى ﴾ أي فأما من تكبر وتجاوز الحد وآثر لذات الحياة الدنيا، وشهواتها على ثواب الآخرة، فالنار مثواه ومستقره.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٧:المعنى الجملي : بعد أن بين أنه تعالى قادر على نشر الأموات كما قدر على خلق الأكوان، بين صدق ما أوحى به إلى نبيه من أن ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، كائن لابد منه، فإذا جاءت طامته الكبرى التي تفوق كل طامة حين تعرض الأعمال على العاملين، فيتذكر كل امرئ ما عمل، ويظهر الله الجحيم وهي دار العذاب للعيان فيراها كل ذي بصر، في ذلك اليوم يوزع الجزاء على العاملين ؛ فأما من جاوز الحدود التي حدها الله في شرائعه، وفضل لذائذ الدنيا على ثواب الآخرة فدار العذاب مستقره ومأواه ؛ وأما من خاف مقامه بين يدي ربه في ذلك اليوم، وزجر نفسه عن هواها، فلم تجر وراء شهواتها فالجنة منزلة ومأواه، جزاء ما قدمت يداه.
شرح المفردات : طغى : أي تكبر وتجاوز الحد، آثر : أي قدم وفضل، المأوى : المستقر.
﴿ فأما من طغى* وآثر الحياة الدنيا* فإن الجحيم هي المأوى ﴾ أي فأما من تكبر وتجاوز الحد وآثر لذات الحياة الدنيا، وشهواتها على ثواب الآخرة، فالنار مثواه ومستقره.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٧:المعنى الجملي : بعد أن بين أنه تعالى قادر على نشر الأموات كما قدر على خلق الأكوان، بين صدق ما أوحى به إلى نبيه من أن ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، كائن لابد منه، فإذا جاءت طامته الكبرى التي تفوق كل طامة حين تعرض الأعمال على العاملين، فيتذكر كل امرئ ما عمل، ويظهر الله الجحيم وهي دار العذاب للعيان فيراها كل ذي بصر، في ذلك اليوم يوزع الجزاء على العاملين ؛ فأما من جاوز الحدود التي حدها الله في شرائعه، وفضل لذائذ الدنيا على ثواب الآخرة فدار العذاب مستقره ومأواه ؛ وأما من خاف مقامه بين يدي ربه في ذلك اليوم، وزجر نفسه عن هواها، فلم تجر وراء شهواتها فالجنة منزلة ومأواه، جزاء ما قدمت يداه.
شرح المفردات : طغى : أي تكبر وتجاوز الحد، آثر : أي قدم وفضل، المأوى : المستقر.
﴿ فأما من طغى* وآثر الحياة الدنيا* فإن الجحيم هي المأوى ﴾ أي فأما من تكبر وتجاوز الحد وآثر لذات الحياة الدنيا، وشهواتها على ثواب الآخرة، فالنار مثواه ومستقره.

المعنى الجملي : بعد أن بين أنه تعالى قادر على نشر الأموات كما قدر على خلق الأكوان، بين صدق ما أوحى به إلى نبيه من أن ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، كائن لابد منه، فإذا جاءت طامته الكبرى التي تفوق كل طامة حين تعرض الأعمال على العاملين، فيتذكر كل امرئ ما عمل، ويظهر الله الجحيم وهي دار العذاب للعيان فيراها كل ذي بصر، في ذلك اليوم يوزع الجزاء على العاملين ؛ فأما من جاوز الحدود التي حدها الله في شرائعه، وفضل لذائذ الدنيا على ثواب الآخرة فدار العذاب مستقره ومأواه ؛ وأما من خاف مقامه بين يدي ربه في ذلك اليوم، وزجر نفسه عن هواها، فلم تجر وراء شهواتها فالجنة منزلة ومأواه، جزاء ما قدمت يداه.
شرح المفردات : مقام ربه : أي جلاله وعظمته، ونهى النفس عن الهوى : أي زجرها وكفها عن هواها المردى لها بميلها إلى الشهوات.
﴿ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوى ﴾ أي وأما من حذر وقوفه بين يدي ربه يوم القيامة، وأدرك مقدار عظمته وقهره، وغلبة جبروته وسطوته، وجنب نفسه الوقوع في محارمه، فالجنة مثواه وقراره.
وقد ذكر سبحانه من أوصاف السعداء شيئين يضادان أوصاف الأشقياء :
( ١ ) فقوله :﴿ خاف مقام ربه ﴾ يقابل قوله :﴿ طغى ﴾ وقوله :﴿ ونهى النفس عن الهوى ﴾ يضاد قوله :﴿ وآثر الحياة والدنيا ﴾ وقد مدح الحكماء مخالفة الهوى فقالوا : إذا أردت الصواب فانظر هواك فخالفه. وقيل لا يسلم من الهوى إلا الأنبياء وبعض الصديقين. وقيل :
فخالف هواها واعصها إن من يطع هوى نفسه تنزع به كل منزع
ومن يطع النفس اللجوجة ترده وترم به في مصرع أي مصرع
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٠:المعنى الجملي : بعد أن بين أنه تعالى قادر على نشر الأموات كما قدر على خلق الأكوان، بين صدق ما أوحى به إلى نبيه من أن ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، كائن لابد منه، فإذا جاءت طامته الكبرى التي تفوق كل طامة حين تعرض الأعمال على العاملين، فيتذكر كل امرئ ما عمل، ويظهر الله الجحيم وهي دار العذاب للعيان فيراها كل ذي بصر، في ذلك اليوم يوزع الجزاء على العاملين ؛ فأما من جاوز الحدود التي حدها الله في شرائعه، وفضل لذائذ الدنيا على ثواب الآخرة فدار العذاب مستقره ومأواه ؛ وأما من خاف مقامه بين يدي ربه في ذلك اليوم، وزجر نفسه عن هواها، فلم تجر وراء شهواتها فالجنة منزلة ومأواه، جزاء ما قدمت يداه.
شرح المفردات : مقام ربه : أي جلاله وعظمته، ونهى النفس عن الهوى : أي زجرها وكفها عن هواها المردى لها بميلها إلى الشهوات.
﴿ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوى ﴾ أي وأما من حذر وقوفه بين يدي ربه يوم القيامة، وأدرك مقدار عظمته وقهره، وغلبة جبروته وسطوته، وجنب نفسه الوقوع في محارمه، فالجنة مثواه وقراره.
وقد ذكر سبحانه من أوصاف السعداء شيئين يضادان أوصاف الأشقياء :
( ١ ) فقوله :﴿ خاف مقام ربه ﴾ يقابل قوله :﴿ طغى ﴾ وقوله :﴿ ونهى النفس عن الهوى ﴾ يضاد قوله :﴿ وآثر الحياة والدنيا ﴾ وقد مدح الحكماء مخالفة الهوى فقالوا : إذا أردت الصواب فانظر هواك فخالفه. وقيل لا يسلم من الهوى إلا الأنبياء وبعض الصديقين. وقيل :
فخالف هواها واعصها إن من يطع هوى نفسه تنزع به كل منزع
ومن يطع النفس اللجوجة ترده وترم به في مصرع أي مصرع

شرح المفردات : الساعة : هي ساعة يبعث الله الخلائق من قبورهم، وهي يوم القيامة، أيان : أي متى، مرساها : أي إرساؤها، وإقامتها : أي حصولها.
المعنى الجملي : كان المشركون يسألون الرسول عنادا واستهزاء عن الساعة، ويطلبون إليه أن يعجل بها كما يرشد إلى ذلك قوله :﴿ يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ﴾ [ الشورى : ١٨ ] وربما سألوه عن تحديد وقتها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يردد في نفسه ما يقولون، ويتمنى لو أمكن أن يجيب عما يسألون، كما هو شأن الحريص على الهداية، المجد في الإقناع- فنهاه الله عن تمني ما لا يرجى، وأبان له أنه لا حاجة لك إلى ذلك، فإن علمها عند ربك، وإنما شأنك أن تنذر من يخافها فتنبهه من غفلته، حتى يستعد لما يلقاه حينئذ، أما هؤلاء المعاندون فدعهم في غوايتهم، ولا تشغل نفسك بالجواب عما يسألون، فإذا جاء هذا اليوم خيل إليهم أنهم لم يلبثوا من يوم خلقوا إلى يوم البعث إلا طرفا من نهار أوله أو آخره، ولم يلبثوا نهارا كاملا لمفاجأتهم لهم على غير استعداد لوقوعها.
الإيضاح :﴿ يسألونك عن الساعة أيان مرساها ﴾ أي يسألك أيها الرسول هؤلاء المكذبون بالبعث عن الساعة التي تبعث فيها الموتى من قبورهم، متى قيامها وظهورها ؟.
المعنى الجملي : كان المشركون يسألون الرسول عنادا واستهزاء عن الساعة، ويطلبون إليه أن يعجل بها كما يرشد إلى ذلك قوله :﴿ يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ﴾ [ الشورى : ١٨ ] وربما سألوه عن تحديد وقتها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يردد في نفسه ما يقولون، ويتمنى لو أمكن أن يجيب عما يسألون، كما هو شأن الحريص على الهداية، المجد في الإقناع- فنهاه الله عن تمني ما لا يرجى، وأبان له أنه لا حاجة لك إلى ذلك، فإن علمها عند ربك، وإنما شأنك أن تنذر من يخافها فتنبهه من غفلته، حتى يستعد لما يلقاه حينئذ، أما هؤلاء المعاندون فدعهم في غوايتهم، ولا تشغل نفسك بالجواب عما يسألون، فإذا جاء هذا اليوم خيل إليهم أنهم لم يلبثوا من يوم خلقوا إلى يوم البعث إلا طرفا من نهار أوله أو آخره، ولم يلبثوا نهارا كاملا لمفاجأتهم لهم على غير استعداد لوقوعها.
شرح المفردات : فيم أنت من ذكراها : أي في أي شيء أنت من أن تذكر لهم وقت حصولها، وتبين لهم الزمان المعين لوقوعها.
﴿ فيم أنت من ذكراها ﴾ أي ما هذه الذكرى الدائمة لها، وما هذا الاهتمام الذي جعلك لا تألو جهدا في السؤال عنها ؟.
روي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يذكر الساعة ويسأل عنها حتى نزلت هذه الآية.
وتلخيص المعنى : لا تشغل نفسك بهذا الأمر، ولا تكلفها عناء البحث عنه، واستكناه أسراره، ومعرفة ما حجبه الله عن خلقه من شأنه.
المعنى الجملي : كان المشركون يسألون الرسول عنادا واستهزاء عن الساعة، ويطلبون إليه أن يعجل بها كما يرشد إلى ذلك قوله :﴿ يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ﴾ [ الشورى : ١٨ ] وربما سألوه عن تحديد وقتها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يردد في نفسه ما يقولون، ويتمنى لو أمكن أن يجيب عما يسألون، كما هو شأن الحريص على الهداية، المجد في الإقناع- فنهاه الله عن تمني ما لا يرجى، وأبان له أنه لا حاجة لك إلى ذلك، فإن علمها عند ربك، وإنما شأنك أن تنذر من يخافها فتنبهه من غفلته، حتى يستعد لما يلقاه حينئذ، أما هؤلاء المعاندون فدعهم في غوايتهم، ولا تشغل نفسك بالجواب عما يسألون، فإذا جاء هذا اليوم خيل إليهم أنهم لم يلبثوا من يوم خلقوا إلى يوم البعث إلا طرفا من نهار أوله أو آخره، ولم يلبثوا نهارا كاملا لمفاجأتهم لهم على غير استعداد لوقوعها.
شرح المفردات : إلى ربك منتهاها : أي إن منتهى علم حصولها عند ربك لم يؤته أحدا من خلقه.
﴿ إلى ربك منتهاها ﴾ أي إلى ربك ينتهي علم الساعة، فلا يعلم وقت قيامها غيره، ولم يعطه لملك مكرم، ولا لنبي مرسل.
المعنى الجملي : كان المشركون يسألون الرسول عنادا واستهزاء عن الساعة، ويطلبون إليه أن يعجل بها كما يرشد إلى ذلك قوله :﴿ يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ﴾ [ الشورى : ١٨ ] وربما سألوه عن تحديد وقتها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يردد في نفسه ما يقولون، ويتمنى لو أمكن أن يجيب عما يسألون، كما هو شأن الحريص على الهداية، المجد في الإقناع- فنهاه الله عن تمني ما لا يرجى، وأبان له أنه لا حاجة لك إلى ذلك، فإن علمها عند ربك، وإنما شأنك أن تنذر من يخافها فتنبهه من غفلته، حتى يستعد لما يلقاه حينئذ، أما هؤلاء المعاندون فدعهم في غوايتهم، ولا تشغل نفسك بالجواب عما يسألون، فإذا جاء هذا اليوم خيل إليهم أنهم لم يلبثوا من يوم خلقوا إلى يوم البعث إلا طرفا من نهار أوله أو آخره، ولم يلبثوا نهارا كاملا لمفاجأتهم لهم على غير استعداد لوقوعها.
﴿ إنما أنت منذر من يخشاها ﴾ أي إنما أنت رسول مبعوث للإنذار والتخويف، وتحذير الناس من المعاصي والقبائح، ولم تكلف علم وقتها، فدع علم ما لم تكلف به، واعمل ما أمرت به من إنذار من أمرت بإنذاره.
ونحو الآية قوله :﴿ إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ﴾ [ الأعراف : ١٨٧ ] وقوله :﴿ إن الله عنده علم الساعة ﴾ [ لقمان : ٣٤ ] ثم قرر ما دل عليه الإنذار من سرعة مجيء المنذر به، فقال :
المعنى الجملي : كان المشركون يسألون الرسول عنادا واستهزاء عن الساعة، ويطلبون إليه أن يعجل بها كما يرشد إلى ذلك قوله :﴿ يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ﴾ [ الشورى : ١٨ ] وربما سألوه عن تحديد وقتها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يردد في نفسه ما يقولون، ويتمنى لو أمكن أن يجيب عما يسألون، كما هو شأن الحريص على الهداية، المجد في الإقناع- فنهاه الله عن تمني ما لا يرجى، وأبان له أنه لا حاجة لك إلى ذلك، فإن علمها عند ربك، وإنما شأنك أن تنذر من يخافها فتنبهه من غفلته، حتى يستعد لما يلقاه حينئذ، أما هؤلاء المعاندون فدعهم في غوايتهم، ولا تشغل نفسك بالجواب عما يسألون، فإذا جاء هذا اليوم خيل إليهم أنهم لم يلبثوا من يوم خلقوا إلى يوم البعث إلا طرفا من نهار أوله أو آخره، ولم يلبثوا نهارا كاملا لمفاجأتهم لهم على غير استعداد لوقوعها.
شرح المفردات : واللبث : الإقامة، والعشية : طرف النهار من آخره، والضحى : طرفه من أوله.
﴿ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴾ أي إن هذا اليوم الذي لجوا في إنكاره سيقع البتة، ويرونه بأعينهم، فإذا عاينوه حسبوا أنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار ثم انقضت.
والخلاصة : إنهم ظنوا أنهم لم يلبثوا إلا عشية يوم أو ضحى تلك العشية، وتقول العرب : آتيك العشية أو غداتها، وآتيك الغداة أو عشيتها، والمراد أنهم يستقصرون مدة لبثهم، ويزعمون أنهم لم يلبثوا إلا قدر آخر نهار أو أوله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
Icon