تفسير سورة القمر

تفسير غريب القرآن للكواري
تفسير سورة سورة القمر من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري .
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿مُزْدَجَرٌ﴾ ما فيه زَجْرٌ لهم عن الكُفْرِ لو قَبِلُوهُ، وَمُزْدَجَرٌ: مِنَ الزَّجْرِ: يقال: زَجَرَهُ وَازْدَجَرَهُ فَانْزَجَرَ وَازْدَجَرَ، أي: كَفَّهُ فَكَفَّ.
﴿نُكُرٍ﴾ يَوْمَ يَدْعُو دَاعِي القيامةِ إلى شيءٍ نُكُرٍ، أي: أَمْرٍ فَظِيعٍ تُنْكِرُهُ الخليقةُ، فَلَا شَيْءَ أَنْكَرَ عَلَى النفوسِ من ذلك اليومِ.
﴿مُهْطِعِينَ﴾ مُسْرِعِينَ إلى الداعي وهو إِسْرَافِيلُ.
﴿وَازْدُجِرَ﴾ أَيْ: زَجَرُوهُ عن أداءِ رسالتِه بالشتمِ والتهديدِ.
﴿مُنْهَمِرٍ﴾ أي كثيرٌ سريعُ الانْصِبَابِ.
﴿دُسُرٍ﴾ مَسَامِيرَ.
﴿صَرْصَرًا﴾ أَيْ: رِيحٌ ذَاتُ صَرِيرٍ لِقُوَّتِهَا وَشِدَّتِهَا، وقيل: شَدِيدَةُ البرودةِ.
﴿تَنزِعُ النَّاسَ﴾ مِنْ شِدَّتِهَا، فَتَرْفَعُهُمْ إِلَى جَوِّ السَّمَاءِ، ثم تَدْفَعُهُمْ بالأرضِ فَتُهْلِكهُمْ.
﴿مُنقَعِرٍ﴾ مُنْقَطِعٌ مِنْ مَكَانِهِ سَاقِطٌ عَلَى الأَرْضِ، وَشَبَّهَهُمْ بِأَعْجَازِ النَّخْلِ لطُولِ أَجْسَامِهِمْ وَقُوَّةِ أَبْدَانِهِمْ.
﴿النُّذُرِ﴾ جمع نَذِيرٍ وهو الرَّسُولُ، وقيل: هي الآيَاتُ.
﴿أَشِرٌ﴾ مُتَكَبِّرٌ بَطِرٌ، أي: ليس كما يَدَّعِيهِ، وإنما يريدُ أن يلتمسَ التكبرَ علينا، والأَشر: المَرَحُ والتَّجَبُّرُ، أو كثيرُ الكذبِ والشرِّ.
﴿مُحْتَضَرٌ﴾ أي: كلُّ نَصِيبٍ من الماءِ يحضرُه مَنْ كَانَتْ نَوْبَتُهُ، فالناقةُ تَحْضُرُ الماءَ يومَ وِرْدِهَا، وهم يَحْضُرُونَهُ يومَ وِرْدِهِمْ، فَمَلَّتْ ثَمُودُ هذه القسمةَ.
﴿كَهَشِيمِ المُحْتَظِرِ﴾ وَالمُحْتَظِرُ: هُوَ الرجلُ الَّذِي يَجْعَلُ لِغَنَمِهِ حظيرةً من الشجرِ والشَّوْكِ، فما سَقَطَ من ذلك وَدَاسَتْهُ الغنمُ فهو الهشيمُ، والمعنى كأنهم هلكوا من أَمَدٍ بَعِيدٍ.
﴿حَاصِبًا﴾ أي: رَيِحًا تَرْمِيهِمْ بالحَصْبَاءِ وهي الحَصَى.
﴿فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ﴾ تَشَكَّكُوا فيه ولم يُؤْمِنُوا به.
﴿فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ﴾ صَيَّرْنَا أَعْيُنَهُمْ مَمْسُوحَةً فلا يُبْصِرُونَ.
﴿فِي الزُّبُرِ﴾ في الكُتُبِ التي أَنْزَلَها عَلَى الأَنْبِيَاءِ.
﴿أَشْيَاعَكُمْ﴾ أَشْبَاهَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ السابقين الَّذِينَ كَذَّبُوا كما كَذَّبْتُمْ.
51
سُورة الرَّحْمَن
Icon