ﰡ
﴿ ق ﴾ الأحرف التي تبدأ بها بعض السور، قيل إنها أسرار مرموزة، وقيل إنها أسماء لله، وقيل إنها أقسام له تعالى، وقيل إنها إشارة لابتداء كلام وقيل إنها أسماء لتلك السور.
تفسير المعاني :
ق، وحق القرآن المجيد، ذي المجد والشرف على سائر الكتب.
بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون : هذا شيء عجيب.
﴿ أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ﴾ الجواب محذوف هنا، وتقديره أإذا متنا وكنا ترابا، أنرجع إلى الحياة ؟ ذلك رجع بعيد أي رجوع بعيد.
تفسير المعاني :
أإذا متنا واستحالت أجسادنا إلى تراب، أإنا راجعون إلى الحياة ؟ ذلك رجوع بعيد.
﴿ كتاب حفيظ ﴾ أي حافظ لتفاصيل الأشياء كلها.
تفسير المعاني :
قد علمنا ما تنقصه الأرض من أجسادهم بالتحليل، وعندنا كتاب يحصي تفصيل كل شيء.
﴿ مريج ﴾ أي مضطرب، من مرج الخاتم في أصبعه يمرج أي قلق.
تفسير المعاني :
بل كذبوا بالنبي لما جاءهم فهم في أمر مضطرب، فتارة يقولون : إنه ساحر، وتارة يقولون : إنه شاعر، وتارة إنه كاهن.
﴿ فروج ﴾ أي فتوق جمع فرجة وهي الخلل.
تفسير المعاني :
أفلم ينظروا – حين كفروا بالبعث – إلى السماء والأرض وما فيهما من العجائب، وإلى صنوف النباتات ؟ خلقنا كل ذلك رزقا للعباد وأحيينا بذلك الماء بلدة ميتا كذلك الخروج. أي كما أحييناها بعد موتها نحييكم بعد موتكم.
﴿ رواسي ﴾ أي ثوابت جمع راس.
﴿ من كل زوج ﴾ أي من كل صنف. ﴿ بهيج ﴾ أي حسن.
﴿ منيب ﴾ أي راجع إلى ربه.
﴿ مباركا ﴾ كثير المنافع. ﴿ وحب الحصيد ﴾ أي حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد كالقمح.
﴿ باسقات ﴾ أي طوالا أو حوامل، من أبسقت الشاة إذا حملت، أو من بسقت النخلة تبسق إذا طالت. ﴿ نضيد ﴾ أي منضود أي منظم بعضه فوق بعض.
﴿ وأصحاب الرس ﴾ الرسّ بئر كانت لبقية من ثمود رسوا نبيهم فيها، أي دسّوه فيها.
﴿ وإخوان لوط ﴾ سماهم إخوانه لأنهم كانوا أصهاره.
﴿ وأصحاب الأيكة ﴾ أي قوم شعيب. والأيكة واحدة الشجر الكثيف الملتف جمعها أيك. ﴿ وقوم تبّع ﴾ تبّع هو ملك اليمن. ﴿ فحق وعيد ﴾ أي فوجب وعيدي. يقال حق يحق أي ثبت ووجب. والوعيد التهديد، والفرق بينه وبين الوعد أن الوعد للخير والوعيد للشر.
﴿ أفعيينا ﴾ أي أفعجزنا. يقال عيى به يعيا أي عجز عنه. ﴿ في لبس ﴾ أي في خلط وشبهة. يقال لبس الأمر يلبسه لبسا أي خلطه. ولبس الثوب يلبسه لبسا وضعه على جسمه.
﴿ حبل الوريد ﴾ الحبل العرق. والوريد عرقان مكتنفان لصفحتي العنق، والوريد يضرب به المثل في القرب.
﴿ الملتقيان ﴾ الملكان الحفيظان. ﴿ عن اليمين وعن الشمال قعيد ﴾ أي عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، أي مقاعد كجليس ومجالس. ويطلق القعيد للواحد والمتعدد.
﴿ عتيد ﴾ أي معد حاضر.
﴿ سكرة الموت ﴾ شدته الذاهبة بالعقل.
﴿ ونفخ في الصور ﴾ الصور البوق. قيل إسرافيل ينفخ يوم القيامة في بوق فيموت كل حي ثم ينفخ فيه أخرى فيحيون للبعث. ونظن نحن أن النفخ في البوق كناية عن مجيء موعدي الإماتة والإحياء.
﴿ سائق وشهيد ﴾ ملكان أحدهما يسوقه والآخر يشهد عليه. وقيل السائق كاتب السيئات والشهيد كاتب الحسنات.
﴿ حديد ﴾ أي حادّ نافذ.
﴿ وقال قرينه ﴾ أي الملك الموكّل به، وقيل الشيطان الذي يلازمه. ﴿ هذا ما لدي عتيد ﴾ أي حاضر مهيأ لجهنم.
﴿ ألقيا ﴾ خطاب للسائق والشهيد.
تفسير المعاني :
ارميا، أيها الملكان، في جهنم كل كفور عنيد.
﴿ مريب ﴾ أي شاك في الله وفي دينه.
تفسير المعاني :
مناع للخير متجاوز للحدود، شاك في الدين.
الذي جعل مع الله شريكا فارمياه في العذاب الشديد. فيقول المحكوم عليه : يا رب قد أطغاني قريني هذا.
﴿ قال قرينه ﴾ أي الشيطان الملازم له. ﴿ ما أطغيته ﴾ أي ما جعلته يطغى، أي يتجاوز الحد من الطغيان.
تفسير المعاني :
فيرد عليه قرينه قائلا : يا رب أنا ما أطغيته بل كان هو نفسه في ضلال بعيد فأعنته عليه.
فيقول الله : لا تتخاصموا لدي وقد أسلفت لكم التهديد.
ما يتبدل القول عندي وما أنا بظلام للعبيد.
﴿ وأزلفت الجنة ﴾ أي وقربت. يقال زلف يزلف أي قرب، وأزلفه قربه.
تفسير المعاني :
ثم ذكر الله تعالى ما أعده للكافرين من عذاب وللمتقين من نعيم.
﴿ أوّاب ﴾ أي رجاع إلى الله من آب يئوب أوبا أي رجع. ﴿ حفيظ ﴾ أي حافظ لحدوده.
﴿ منيب ﴾ أي تائب، يقال أناب إلى الله أي رجع إليه.
﴿ من قرن ﴾ أي من أهل قرن، والقرن في اللغة ثمانون سنة وفي الاصطلاح مائة سنة. ﴿ بطشا ﴾ البطش الأخذ بعنف. يقال بطش به يبطش أي أخذه بعنف. ﴿ فنقبوا في البلاد ﴾ أي فخرقوا في البلاد وتصرفوا فيها. وأصل التنقيب التنقير عن الشيء والبحث عنه. ﴿ محيص ﴾ أي محيد ومهرب. يقال حاص عنه يحيص أي حاد عنه.
تفسير المعاني :
ونصح للمجرمين أن يتذكروا كم أهلك الله قبلهم من أمم كانت أشد منهم بطشا جالوا البلاد طلبا للخلاص من الهلاك فلم يفلحوا.
﴿ وهو شهيد ﴾ أي حاضر. والمراد حاضر بذهنه ليفهم. ﴿ لغوب ﴾ أي تعب وإعياء. يقال لغب يلغب لغوبا أي تعب وأعيا.
تفسير المعاني :
إن في ذلك لموعظة لمن كان له قلب يعي الحق، أو أصغى لسماعه وهو حاضر بذهنه ليفهم معانيه.
ولقد خلقنا السماوات والأرض في ستة أيام، أي أدوار، وما لحقنا من تعب.
﴿ وسبح بحمد ربك ﴾ أي ونزهه عن النقص، حامدا إياه على نعمه. والتسبيح تنزيه الله.
تفسير المعاني :
فاصبر يا محمد على ما يقولون من إنكار البعث، ونزه ربك حامدا إياه في الفجر وقبل غروب الشمس.
﴿ وأدبار السجود ﴾ أي وأعقاب الصلاة، جمع دبر ودبر وهو الخلف
تفسير المعاني :
وسبحه بعض الليل وأعقاب الصلاة.
﴿ المناد ﴾ هو إسرافيل أو جبريل ينادي الموتى بالقيام للبعث. وهذا يدل على أن النفخ في الصور أي البوق كناية. ﴿ من مكان قريب ﴾ أي بحيث يصل نداؤه إلى الكل على السواء.
تفسير المعاني :
واستمع لما أخبرك به من أحوال القيامة، يوم ينادي إسرافيل أو جبرائيل الناس للبعث.
﴿ يوم الخروج ﴾ أي الخروج من القبور.
تفسير المعاني :
فيسمعون نداءه على السواء، ذلك يوم الخروج من القبور.
إنا نحن نحيي ونميت وإلينا الرجوع.
﴿ تشقق ﴾ أي تشقق. ﴿ سراعا ﴾ أي مسرعين جمع سريع أي مسرع. ﴿ ذلك حشر ﴾ أي ذلك جمع، وأصل الحشر جمع الناس وسوقهم للحرب. يقال حشرهم يحشرهم حشرا، أي حشدهم وجمعهم. ﴿ يسير ﴾ أي هيّن.
تفسير المعاني :
يوم تشقق الأرض عنهم فيخرجون من القبور مسرعين ذلك يوم جمعهم لمحاسبتهم على ما عملوا، وهذا أمر هين علينا لا يكلفنا إلا الأمر به.
﴿ وما أنت عليهم بجبار ﴾ أي ولست عليهم بمتسلط تجبرهم على الإيمان وإنما أنت داع فحسب. ﴿ من يخاف وعيد ﴾ أي من يخاف وعيدي أي تهديدي.
تفسير المعاني :
نحن أعلم بما يقولون من الكفر ولست عليهم بمتسلط فتجبرهم على الإيمان، إنما أنت داع فاكتف بأن تعظ بالقرآن من يخاف تهديدي.