٢ الحديث: لم أقف عليه..
ﰡ
اختلف في الآية هل هي منسوخة أو محكمة ؟ فقيل هي آية موادعة مختصة بجميع الكفار نسختها آية القتال. وقيل بل هي محكمة نزلت في اليهود وهم أصحاب جزية فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصبر على أذاهم وما يتكلمون به لأنه روي أن اليهود سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء في خلق السموات والأرض فلما أخبرهم قالوا : ثم ماذا يا محمد ؟ قال : " ثم استوى على العرش ". قالوا قد أصبت لو أتممت : ثم استراح.
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك غضبا شديدا فنزلت الآية :﴿ ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ( ٣٨ ) فاصبر على ما يقولون ﴾ وهذا القول أحسن ١.
-قوله تعالى :﴿ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ( ٣٩ ) ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ( ٤٠ ) ﴾ :
التسبيح في هذه الآية بمعنى الصلاة. وقوله تعالى :﴿ قبل طلوع الشمس ﴾ اختلف فيها. فقيل يعني الصبح وقيل ركعتي الفجر. واختلف في قوله :﴿ وقبل الغروب ﴾ فقيل هي العصر. قاله قتادة وغيره، وقيل الظهر والعصر قاله ابن عباس، وقيل الركعتان قبل المغرب. وقد اختلف فيهما، فمن الناس من أجازهما ومنهم من لم يجزهما وهو المشهور من المذهب. وقد قال قتادة : ما أدركت أحدا يصلي الركعتين قبل المغرب إلا أنسا وأبا برزة ٢.
٢ أبا برزة: هو نفلة بن عبيد بن الحارث الأسلمي: أبو برزة. صحابي غلبت عليه كنيته واختلف في اسمه. شهد قتال الأزارقة. توفي سنة ٦٥هـ/ ٦٨٥م. انظر تهذيب التهذيب ١٠/ ٤٤..
واختلف في قوله تعالى :﴿ وأدبار السجود ﴾ فقيل هي الركعتان قبل المغرب، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، كأنه روعي أدبار صلاة النهار كما روعي أدبار النجوم في صلاة الليل. فقيل هي الركعتان مع الفجر، وقال هذا عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب والشعبي والأوزاعي وغيرهم. وقيل هي الوتر، قاله ابن عباس فيما ذكره عنه بعضهم، وقيل هي صلاة الليل. وهي النوافل إثر الصلوات، قاله ابن زيد وابن عباس أيضا. وهذا القول أظهر على لفظ الآية. قال المهدوي : وقيل إنه منسوخ بالفرائض. وقال بعض العلماء هو مندوب إليه. وقيل هو التسبيح أدبار الصلوات ١.