سورة الشعراء
مكية
إلا قوله :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾ إلى آخره
وهي مائتان وست أو سبع وعشرون آية وأحد عشر ركوعا
ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ طسم ﴾ عن بعض السلف إنه من أسماء الله، وعن بعض إنه قسم
﴿ تِلْكَ ﴾ إشارة إلى السورة ﴿ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ القرآن
﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ ﴾ قاتل ﴿ نَّفْسَكَ ﴾ أشفق على نفسك أن تقتلها، ﴿ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ لئلا يؤمنوا،
﴿ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً ﴾ ملجئة إلى الإيمان ﴿ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾ منقادين فلا يقدرون بعدها على الإعراض، ولم يقل خاضعة ؛ لأن المقصود أهل الأعناق، وزيدت الأعناق لبيان موضع الخضوع، أو كما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء أجريت مجراهم، أو المراد من الأعناق الرؤساء، أو الجماعات، وعطف بصيغة الماضي على المضارع الذي هو الجزاء إشعارا بأن انقيادهم أمر مقطوع به كأنه مضى فيخبر عنه
﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْر ﴾ طائفة من القرآن تكون موعظة ﴿ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ ﴾ مجرد إنزاله ﴿ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴾ استمروا على إعراضهم، فلم يرفعوا إليه رءوسهم
﴿ فَقَدْ كَذَّبُوا ﴾ بالذكر، وأدى تكذيبهم إلى الاستهزاء، ﴿ فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ﴾ أهو حقيق بالتعظيم حق أم بالاستهزاء باطل
﴿ أَوَ لَمْ يَرَوْا ﴾ لم ينظروا ﴿ إِلَى الْأَرْضِ ﴾ إلى عجائبها ﴿ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ ﴾ صنف ﴿ كَرِيمٍ ﴾ كثير النفع، والكريم صفة لكل ما يرضى في بابه
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ الإنبات ﴿ لَآيَةً ﴾ على أن منبتها قادر حكيم ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ في علم الله، وقضائه، فلهذا لا تنفعهم الآيات
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُالرَّحِيمُ ﴾ فيمهلهم مع أنه لا غالب عليه أحد.
﴿ وَإِذْ نَادَى ﴾ مقدر باذكر ﴿ رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ ﴾ أي بأن، أو أن مفسرة
﴿ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ﴾ تقديره ائتهم قائلا قولي لهم ﴿ ألا تتقون ﴾ نحو :﴿ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ﴾ [ البقرة : ١٨٦ ] أو استئناف أتبعه إرساله إليهم تعجيبا لموسى من أمنهم العواقب، وعدم خوفهم عقاب الله
﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُلِسَانِي ﴾ بعد التكذيب فأعجز عن جوابهم ﴿ فَأَرْسِلْ ﴾ جبريل ﴿ إلَى هَارُونَ ﴾ اجعله نبيا يقوي قلبي، ويتكلم حيث تعروني حبسة،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُلِسَانِي ﴾ بعد التكذيب فأعجز عن جوابهم ﴿ فَأَرْسِلْ ﴾ جبريل ﴿ إلَى هَارُونَ ﴾ اجعله نبيا يقوي قلبي، ويتكلم حيث تعروني حبسة،
﴿ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ ﴾ تبعة ذنب وهي قصاص قتل قبطي قتله موسى ﴿ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ﴾ به فلم يتم أمر الرسالة
﴿ قَالَ كَلَّا ﴾ لن يقتلوك ﴿ فَاذْهَبَا ﴾ عطف على ما دل عليه كلا، أي : ارتدع عما تظن فاذهب أنت وهارون، وغلب الحاضر ﴿ بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ ﴾ لما يجري بينكم، وبين عدوكم، فأظهركم عليه، فلا تخف ذكر ( معكم ) بلفظ الجمع ك ( مستمعون ) للتعظيم مثل نفسه بمن حضر محضرا ليصغي إلى مقاولتهم فيمد أولياءه، ومعكم إما حال، أو ظرف مقدم، أو خبر أول،
﴿ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ لوحدة المرسل به وحد الرسول أو لاتحادهما في الأخوة، أو لأنه أراد كل واحد منهما، أو لأنه مصدر وصف به أي : ذوو رسالة
﴿ أَنْ أَرْسِلْ ﴾ بأن أرسل ﴿ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ خلهم يذهبوا معنا إلى الشام
﴿ قَالَ ﴾ فرعون بعدما أتيا وأديا رسالتهما :﴿ ألَمْ نُرَبِّكَ فِينَا ﴾ في منازلنا ﴿ وَلِيدًا ﴾ طفلا ﴿ وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴾ ثلاثين سنة
﴿ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ ﴾ أي : قتل القبطي، وبخه بما جرى على يده، وعظمه حيث أتى به مجملا كأنه لفظاعته لا ينطق به بعدما عدد عليه نعمه، ﴿ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ الجاحدين لنعمتي
﴿ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴾ الجاهلين لم يأتني من الله شيء
﴿ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا ﴾ نبوة أو فهما وعلما { وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ
﴿ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ أي : تلك التربية نعمة، لأنك اتخذتهم عبيدا، وما اتخذني عبدا فهذا اعتراف بنعمته، أو تلك نعمة لأجل أنك عبدتهم، ولولا ذلك لكلفني أهلي، وما كنت إلى تربيتك محتاجا يعني هذا منة، ونعمة لا حقيقة تحتها، بل نقمة في الحقيقة، أو تلك إشارة إلى ما في الذهن، وقوله أن عبدت إلى آخره عطف بيانها أي تعبيدك إياهم منة تمنها عليّ، وليست إلا غاية نقمة وبلية، أو همزة الإنكار مقدرة أي : أو تلك نعمة، وقوله : أن عبدت إلخ علة للإنكار، أي : هل يبقي إحسان مع تلك الإساءات، وكيف تقابله ؟ !،
﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ أي : أي شيء هو وهذا إنكار منه أن يكون إله غيره
﴿ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ ما بين الجنسين ﴿ إن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴾ من أهل الإيقان والنظر الصحيح
﴿ قَالَ ﴾ فرعون ﴿ لِمَنْ حَوْلَهُ ﴾ من أشراف قوم تعجبا :﴿ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴾ هذا كأنه سمع ما لم يسمع قط
﴿ قَالَ ﴾ موسى :﴿ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ حين لم يكن فرعون، ولا قومه إشارة إلى أن الإله لابد أن يكون قديما فالحادث لا يليق
﴿ قَالَ ﴾ فرعون :﴿ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴾ حيث يتكلم بما لم نعهد أن نسمعه، وينفي ما اتفق عليه الخلق من ألوهيتي
﴿ قَالَ ﴾ موسى ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ فإن طلوع الشمس من جانب، والغروب من آخر على هيئة مستقيمة مع اختلاف المطالع في فصول السنة من أظهر ما استدل به ﴿ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ إن كنتم عقلاء عارض ﴿ إن رسولكم لمجنون ﴾ به قيل : سؤال( * ) فرعون بقوله، وما رب العالمين، عن حقيقة المرسل، وموسى عرفه بأظهر خواصه وآثاره، إشارة إلى أن بيان حقيقته ممتنع، ولهذا قال : إن كنتم موقنين الأشياء محققين لها ثم استعجب فرعون لأنه سأل عن الحقيقة، وأجيب بالأفعال، ثم عدل إلى ما أقرب إلى الناظر، وأوضح عند التأمل، ثم صرح فرعون بجنونه لأنه يسأل عن شيء، ويجيب عن آخر، ثم استدل بشيء من غرائب آثاره الظاهر الدالة على كمال قدرته وحكمته، فعدل فرعون إلي التهديد
﴿ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴾ اللام للعهد فسجنه هوة بعيدة العمق مظلمة، أي : ممن عرفت حالهم في السجن
﴿ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴾ الواو للحال، أي أتفعل بي ذلك، ولو جئتك بشيء يبين لك صدقي ؟
﴿ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾في دعواك أو في أن لك بينة
﴿ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴾ ظاهر ثعبانيته
﴿ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ ﴾ تتلألأ كالشمس لها شعاع يكاد يغشى الأبصار ويسد الأفق.
﴿ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ ﴾ ظرف في محال الحال :﴿ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴾ في سحره
﴿ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ ﴾ بأن يذهب بقلوب الناس، فيكثر أعوانه، فيغلبكم على دولتكم، فيأخذ البلاد منكم ﴿ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴾ من المؤامرة وهي المشاورة، أي : أشيروا على فيه ما أصنع أو من الأمر أي : أي أمر تأمرون ؟ وعلى الوجهين كلامه من فرط الدهش
﴿ قَالُوا أَرْجِهِ ﴾ أخره ﴿ وَأَخَاهُ ﴾ أو احبسهما ﴿ وَابْعَثْ ﴾ شرطا ﴿ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴾ يجمعون السحرة
﴿ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴾ لعلهم يغلبونه
﴿ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾ الميقات وقت الضحى، واليوم يوم عيدهم
﴿ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ ﴾ حثهم على الانطلاق كما تقول لعبدك هل أنت منطلق إلى فلان ؟
﴿ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ ﴾ ولا نتبع موسى ﴿ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴾
﴿ فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ يعني : إن غلبتم لكم الأجر، والقربة ( فإذا ) جواب وجزاء
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤١:﴿ فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ يعني : إن غلبتم لكم الأجر، والقربة ( فإذا ) جواب وجزاء
﴿ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ ﴾ هذا إذن منه في تقديم ما هم فاعلوه البتة
﴿ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ ﴾ جمع عصى ﴿ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴾ أقسموا بعزته لفرط اعتقادهم الغلبة
﴿ فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ ﴾ تبتلع ﴿ مَا يَأْفِكُونَ ﴾ ما يزورونه أو ما مصدرية، وتسمية المأفوك إفكا للمبالغة
﴿ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴾ لعلمهم أن هذا وراء السحر يعني لما رأوا ما رأوا لم يتمالكوا أن رموا بأنفسهم إلى الأرض كأنهم أخذوا فطرحوا طرحا على وجوههم
﴿ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ﴾ فوادعكم ذلك وتواطأتم عليه، أو فعلمكم شيئا دون شيء يريد التلبس على قومه من خوف اعتقادهم حقيته، ﴿ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ وبال ما فعلتم ﴿ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ﴾ مختلفات اليد اليمنى والرجل اليسرى ﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٧:﴿ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ﴾ فوادعكم ذلك وتواطأتم عليه، أو فعلمكم شيئا دون شيء يريد التلبس على قومه من خوف اعتقادهم حقيته، ﴿ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ وبال ما فعلتم ﴿ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ﴾ مختلفات اليد اليمنى والرجل اليسرى ﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٧:﴿ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ﴾ فوادعكم ذلك وتواطأتم عليه، أو فعلمكم شيئا دون شيء يريد التلبس على قومه من خوف اعتقادهم حقيته، ﴿ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ وبال ما فعلتم ﴿ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ﴾ مختلفات اليد اليمنى والرجل اليسرى ﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾
﴿ قَالُوا لَا ضَيْرَ ﴾ لا ضرر لنا في ذلك ﴿ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ ﴾ نرجع إليه، وهو لا يضيع أجر الصابرين
﴿ إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا ﴾ لأن كنا ﴿ أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ لموسى من القبط، أو بالله من أهل زماننا، وقد مر في سورة الأعراف وطه بسطها فأرجع إليهما.
﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي ﴾ من مصر، وذلك بعد مدة متطاولة هو بين أظهر القبط يدعوهم إلى الله، وهم لا يزيدون سوى الكفر، والإصرار ﴿ إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ ﴾ يتبعكم فرعون وجنوده، وهذا علة الأمر بالإسراء لأنه سبب هلاك الأعداء
﴿ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ ﴾ حين هلم خروجهم، ﴿ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴾ يحشرون العساكر ليتبعوهم فيأخذوهم
﴿ إِنَّ هَؤُلَاء ﴾ أي : قال لهم إن بني إسرائيل ﴿ لَشِرْذِمَةٌ ﴾ طائفة قليلة ﴿ قَلِيلُونَ ﴾ صفة، أو خبر بعد خبر، قيل : إنهم ستمائة وسبعون ألفا، مقدمة جيش فرعون سبعمائة ألف
﴿ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ ﴾ لفاعلون ما يغيظنا
﴿ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴾ لجمع من عادتنا التقيظ والحذر واستعمال الحزم في الأمور، وهذه معاذيره لئلا يظن به الخوف
﴿ فَأَخْرَجْنَاهُم ﴾ من كلام الله لا حكاية كلامهم، أي : بهذه الداعية ﴿ مِّن جَنَّاتٍ ﴾ بساتين بنوا على شاطئ النيل ﴿ وَعُيُونٍ ﴾أنهار جارية
﴿ وَكُنُوزٍ ﴾ أموال جمعوها ولم يعطوا حق الله ﴿ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴾ منازل حسنة
﴿ كَذَلِكَ ﴾ الأمر وأخرجناهم مثل ذلك الإخراج الذي وصفنا ﴿ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ أعطيناهم ديارهم، وأموالهم
﴿ فَأَتْبَعُوهُم ﴾ فلحقوهم ﴿ مُّشْرِقِينَ ﴾ داخلين في وقت الشروق، أي : طلوع الشمس
﴿ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ ﴾ رأى كل منهما الآخر ﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ ملحقون
﴿ قَالَ ﴾ موسى ثقة بوعد الله ﴿ كَلَّا ﴾ لن يدركوكم ﴿ إِنَّ مَعِيَرَبِّي ﴾ بالنصرة ﴿ سَيَهْدِينِ ﴾ طريقالنجاة
﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب ﴾ أن مفسرة ﴿ بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ﴾ القلزم ﴿ فَانفَلَقَ ﴾ أي : ضرب فانشق، أوحى إلى البحر إذا ضربك موسى بعصاه فانفلق له، فبات البحر تلك الليلة يضطرب يضرب بعضه بعضا فرقا من الله، وانتظار لما أمره الله ﴿ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ ﴾ كل قطعة من البحر ﴿ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ كالجبل الضخم
﴿ وَأَزْلَفْنَا ﴾ قربنا ﴿ ثَمَّ الْآخَرِينَ ﴾ فرعون وقومه حتى دخلوا مداخلهم من أثرهم.
﴿ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً ﴾ عبرة وعظة ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُممُّؤْمِنِينَ ﴾ ما آمن منهم إلا رجل وامرأتان
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ الغالب ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بأوليائه.
﴿ وَاتْلُ ﴾ يا محمد ﴿ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ﴾
﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ سألهم ليريهم أن معبودهم لا يستحق العبادة
﴿ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ ﴾ ندوم ﴿ لَهَا عَاكِفِينَ ﴾ عابدين، أطنبوا في الجواب كمن يفتخر بصنيعه
﴿ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ ﴾ يسمعون دعاءكم ﴿ إِذْ تَدْعُونَ ﴾ ومجيئه مضارعا مع إذ على حكاية الحال الماضية استحضارا لها،
﴿ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ ﴾ إذ تعبدونها ﴿ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾ إذ تعرضون عنها
﴿ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ فقلدناهم أسندوا فعلهم إلى التقليد المحض
﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ﴾ فإن التقدم، والأولية لا يكون برهانا على الصحة
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ﴾ فإن التقدم، والأولية لا يكون برهانا على الصحة
﴿ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي ﴾ أراد أن يقول عدو لكم لكن بنى الكلام على التعريض ؛ لأنه أدخل في القبول كقولك لمن يسيء الأدب : ليت والدي أدبني، يعني هل عرفتم أنكم عبدتم أعداءكم، قال تعالى :﴿ كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ﴾ [ مريم : ٨٢ ] قيل معناه : عدو لي لو عبدتهم، فلهذا لا أعبدهم، وقيل من باب القلب، أي : إني عدو لهم، ووحد العدو لأنه في الأصل مصدر ﴿ إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ منقطع، أو متصل لأنهم يعبدون الأصنام مع الله
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ﴾ إلى طريق مصالح معاشي ومعادي، وعطف الجملة الاسمية بالفاء للدلالة على استمرار الهداية المتأخرة
﴿ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴾ تكرار الموصول للدلالة على استقلال كل باقتضاء الحكم
﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ عطف على الصلة من غير إعادة الموصول، لأن الصحة والمرض في الأكثر يتبعان المأكول، والمشروب، وراعي الأدب كما حكى الله تعالى عن الجن :﴿ وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ﴾ [ الجن : ١٠ ] وأيضا غرضه تعداد النعم، والمرض من النقم بحسب الظاهر، وأما الإماتة مع أنها وسيلة للسعداء إلى نيل الفوز، وللأشقياء إلى تقليل أسباب عذابهم، وتطهير الدنيا من دنسهم، فبموت الظالم تفرح الطير في أوكارها، فأمر لا ضرر فيه، لأنها غير محسوس إنما الضرر في مقدماتها أعني المرض
﴿ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾ يعني إن صدر عني صغيرة
﴿ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا ﴾ علما وفهما أو نبوة ﴿ وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ الكاملين في الصلاح الذين ما أذنبوا
﴿ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ ذكرا جميلا، وثناء حسنا بعدي إلى القيامة أذكر به، ويقتدي بي في الخير، وقيل صادقا من ذريتي يدعو الناس إلى الله
﴿ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ﴾ أي : ممن لهم الجنة كأخص أموالهم
﴿ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ﴾ وهذا قبل أن يتبين أنه عدو لله كما مر في سورة التوبة
﴿ وَلَا تُخْزِنِي ﴾ لا تفضحني ولا تذلني ﴿ يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴾ يبعث الخلائق، أو هؤلاء المشركون، وجميع الأنبياء عليهم السلام مشفقون من سوء العاقبة، فإنه لا معقب لحكمه يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، أو لا تخزني بإهانة والدي، وقد ورد أن إبراهيم يلقى أباه في القيامة، فيقول : وعدك أن لا تخزني يوم يبعثون، فيقول الله : إني حرمت الجنة على الكافرين
﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ لكن من أتى بقلب سليم عن الشرك، أو صحيح لا مريض كالمنافق يسلم وينتفع، أو حال من أتى بهذا القلب ينفعه، أو لا ينفع شيء إلا حال من أتى الله به، أو لا ينفعان أحد إلا سليم القلب، لأنه صرف المال في الخير، وأرشد الأولاد أو جعل سلامة قلبه من جنسهما كما تقول : هل لك مال وأولاد ؟ فيقول : مالي، وأولادي غنى قلبي
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٨:﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ لكن من أتى بقلب سليم عن الشرك، أو صحيح لا مريض كالمنافق يسلم وينتفع، أو حال من أتى بهذا القلب ينفعه، أو لا ينفع شيء إلا حال من أتى الله به، أو لا ينفعان أحد إلا سليم القلب، لأنه صرف المال في الخير، وأرشد الأولاد أو جعل سلامة قلبه من جنسهما كما تقول : هل لك مال وأولاد ؟ فيقول : مالي، وأولادي غنى قلبي
﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ قربتلهم عطف على لا ينفع
﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ ﴾ أظهرت ﴿ لِلْغَاوِينَ ﴾
﴿ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ ﴾ كما زعمتم أنهم شفعاء ﴿ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴾ بدفع العذاب عن أنفسهم، فإنهم وما يعبدون من دون الله حصب جهنم
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٢:﴿ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ ﴾ كما زعمتم أنهم شفعاء ﴿ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴾ بدفع العذاب عن أنفسهم، فإنهم وما يعبدون من دون الله حصب جهنم
﴿ فَكُبْكِبُوا ﴾ ألقوا، والكبكبة : تكرير الكب جعل تكرير لفظه لتكرير معناه، كأنه ينكب فيها مرة بعد أخرى ﴿ فِيهَا ﴾ في جهنم ﴿ هُمْ ﴾ المعبودون ﴿ وَالْغَاوُونَ ﴾ العابدون أو التابعون والمتبعون
﴿ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ ﴾ متبعوه ﴿ أَجْمَعُونَ ﴾ تأكيد للجنود
﴿ قَالُوا ﴾ السفلة للكبراء ﴿ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴾ جملة حالية معترضة بين القول ومقوله
﴿ تَاللَّهِ إِن كُنَّا ﴾ أي : إنه كنا ﴿ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ حيث كنا لكم تبعا، أو ضمير قالوا للأصنام، وعابديها وتسويتهم أنهم عبدوها، واتخذوها آلهة
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٧:﴿ تَاللَّهِ إِن كُنَّا ﴾ أي : إنه كنا ﴿ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ حيث كنا لكم تبعا، أو ضمير قالوا للأصنام، وعابديها وتسويتهم أنهم عبدوها، واتخذوها آلهة
﴿ وَما أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴾ على الوجه الأول من باب الالتفات، وعلى الثاني المراد من المجرمون آباؤهم وسادتهم
﴿ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴾ كما للمؤمنين
﴿ وَلَا ﴾ من ﴿ صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴾ من الاحتمام، أي : الاهتمام، أو من الحامة، أي : الخاصة، ولتعدد أنواع الشفاء من الملك والنبي والولي جمع الشفيع بخلاف الصديق، ولأن الصديق الحقيق قليل ولذلك قيل هو اسم لا معنى له
﴿ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً ﴾ رجعة إلى الدنيا ﴿ فَنَكُونَ ﴾ نصب بجواب ( لو ) التي للتمني ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ المذكور من قصة إبراهيم ﴿ لَآيَةً ﴾ حجة وعظة، فكم فيها من الإرشاد والتنبيه والاستدلال على ترتيب أنيق نصحهم ووعدهم وأوعدهم بأحسن طريق ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ القادر ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بالإمهال.
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ﴾ القوم بدليل تصغيرها على قويمة مؤنثة﴿ الْمُرْسَلِينَ ﴾ فإن من كذب رسولا فقد كذب الرسل
﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ ﴾ لأنه منهم ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ الله
﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ عرفتموني قبل الرسالة بالأمانة
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾ على ما أدعوكم إليه ﴿ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ كرره تأكيدا، وتنبيها على أن كلا من الأمانة وحسم الطمع موجب لقبول النصح، فكيف إذا اجتمعا.
﴿ قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ ﴾ الهمزة للإنكار ﴿ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ﴾ الواو للحال، وأتباعه الحاكة والسوقة حينئذ
﴿ قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ ما أعلم صنائعهم، وليس لي من دناءتهم شيء إنما كلفت بالدعوة المطلقة
﴿ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي ﴾ أي : لا أطلب إلا التصديق فيما جئت به، والله مطلع على السرائر ﴿ لَوْ تَشْعُرُونَ ﴾ لعلمتم ذلك، قيل مرادهم أنهم سفلة اتبعوك لعزة ولقمة لا لاعتقاد ويقين كما قال تعالى حكاية :﴿ الذين هم أراذلنا بادي الرأي ﴾ [ هود : ٢٧ ] فأجاب بأني لا أعلم أعمالهم، وأنهم مخلصون فيها أو لا وأنا لا أطلب سوى التصديق، وحسابهم على الله
﴿ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ فقيرا كان أو غنيا شريفا أو دنيّا،
﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌمُّبِينٌ ﴾ فليس لي طرد أحد واجتباء آخر
﴿ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ ﴾ عما تقول ﴿ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ﴾ المقتولين بالحجارة، أو المشتومين
﴿ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ﴾ وما دعا وما شكا عليهم، وعنهم إلا بعد أيام متطاولة يدعوهم، وهم في كفرهم يعمهون
﴿ فَافْتَحْ ﴾ فاحكم ﴿ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ من بلاء تنزله عليهم، أو من كيدهم وشؤمهم
﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾ المملوء من أنواع الأشياء
﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ ﴾ أي : بعد إنجاء المؤمنين ﴿ الْبَاقِينَ ﴾ من قومه
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً ﴾ دالة على أن المكذبين في معرض العقوبة ولو بعد حين ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ ﴾ التأنيث باعتبار القبيلة، وهو في الأصل اسم أبيهم ﴿ الْمُرْسَلِينَ ﴾
﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ ﴾ هو أيضا منهم ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ تصدير القصص بمضمون عبارة واحدة ليعلم أن كلمتهم متفقة، وإن اختلف في بعض الفروع
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٤:﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ ﴾ هو أيضا منهم ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ تصدير القصص بمضمون عبارة واحدة ليعلم أن كلمتهم متفقة، وإن اختلف في بعض الفروع
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٤:﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ ﴾ هو أيضا منهم ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ تصدير القصص بمضمون عبارة واحدة ليعلم أن كلمتهم متفقة، وإن اختلف في بعض الفروع
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٤:﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ ﴾ هو أيضا منهم ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ تصدير القصص بمضمون عبارة واحدة ليعلم أن كلمتهم متفقة، وإن اختلف في بعض الفروع
﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ﴾ مكان مرتفع ﴿ آيَةً ﴾ عمارة مشيدة عالية كآية في الشهرة ﴿ تَعْبَثُونَ ﴾ في بنائها لا تحتاجون إليها، بل للشهرة قيل : بنوا على الطرق عمارات كالقصور يجلسون فيها يسخرون بمن يمر، أو المراد منها بروج الحمام، فإنهم متولعون بها
﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ ﴾ قصورا أو حصونا، أو مآخذ الماء ﴿ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾ ترجون الخلود
﴿ وَإِذَا بَطَشْتُم ﴾ سطوتم ﴿ بَطَشْتُمْجَبَّارِينَ ﴾ متسلطين ظالمين بلا رحمة
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ فإن أعمالكم تورث الخزي والندامة
﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم ﴾ أعطاكم ﴿ بِمَا تَعْلَمُونَ ﴾ من الخير نبههم على نعم الله مجملا، ثم فصلها بقوله ﴿ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣٢:﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم ﴾ أعطاكم ﴿ بِمَا تَعْلَمُونَ ﴾ من الخير نبههم على نعم الله مجملا، ثم فصلها بقوله ﴿ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣٢:﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم ﴾ أعطاكم ﴿ بِمَا تَعْلَمُونَ ﴾ من الخير نبههم على نعم الله مجملا، ثم فصلها بقوله ﴿ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾
ثم أوعدهم فقال ﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم ﴾ إن بقيتم على الكفر والكفران
﴿ قَالُوا سَوَاء ﴾ مستو ﴿ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ ﴾ أي : مستو علينا وعظك وعدمه، فإنا على ما نحن فيه لا نرعوى عنه
﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ﴾ ما هذا الدين الذي نحن عليه إلا دين الأوائل، ونحن سالكون وراءهم نعيش كما عاشوا ونموت كما ماتوا ولا بعث ولا نشور، أو ما هذا الذي جئتنا به إلا عادتهم يكذبون ويزخرفون، ومن قرأ ﴿ خلق ﴾ بفتح الخاء وسكون اللام، فالمراد اختلاقهم واختراعهم
﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ فلا نخاف مما تخاف علينا وتخوفنا به
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ ﴾ يعني بريح صرصر ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ﴾ إنكار لأن يتركوا مخلدين في نعيمهم، أو تذكير بالنعمة في تخلية الله إياهم، وما يتنعمون فيه آمنين، فالهمزة للإنكار، أو التقرير، و ( ما ) موصولة، أي : في الذي استقر في هذا المكان من النعم،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤١:﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ﴾ إنكار لأن يتركوا مخلدين في نعيمهم، أو تذكير بالنعمة في تخلية الله إياهم، وما يتنعمون فيه آمنين، فالهمزة للإنكار، أو التقرير، و ( ما ) موصولة، أي : في الذي استقر في هذا المكان من النعم،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤١:﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ﴾ إنكار لأن يتركوا مخلدين في نعيمهم، أو تذكير بالنعمة في تخلية الله إياهم، وما يتنعمون فيه آمنين، فالهمزة للإنكار، أو التقرير، و ( ما ) موصولة، أي : في الذي استقر في هذا المكان من النعم،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤١:﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ﴾ إنكار لأن يتركوا مخلدين في نعيمهم، أو تذكير بالنعمة في تخلية الله إياهم، وما يتنعمون فيه آمنين، فالهمزة للإنكار، أو التقرير، و ( ما ) موصولة، أي : في الذي استقر في هذا المكان من النعم،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤١:﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ﴾ إنكار لأن يتركوا مخلدين في نعيمهم، أو تذكير بالنعمة في تخلية الله إياهم، وما يتنعمون فيه آمنين، فالهمزة للإنكار، أو التقرير، و ( ما ) موصولة، أي : في الذي استقر في هذا المكان من النعم،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤١:﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ﴾ إنكار لأن يتركوا مخلدين في نعيمهم، أو تذكير بالنعمة في تخلية الله إياهم، وما يتنعمون فيه آمنين، فالهمزة للإنكار، أو التقرير، و ( ما ) موصولة، أي : في الذي استقر في هذا المكان من النعم،
ثم فسر المجمل بقوله :﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾ لطيف ضامر طلع إناث النخل بالنسبة إلى فحولها لطيف، وطلع البرني( * ) ألطف من غيره، أو مكسور مظلوم من كثرة الثمر، وإفراد النخل لفضله على الأشجار
ثم فسر المجمل بقوله :﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾ لطيف ضامر طلع إناث النخل بالنسبة إلى فحولها لطيف، وطلع البرني( * ) ألطف من غيره، أو مكسور مظلوم من كثرة الثمر، وإفراد النخل لفضله على الأشجار
﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ﴾ حاذقين متقنين لنحتها، قيل من رأي منازلهم لرأي عجبا، أو أشرينبطرين
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ رؤسائهم، وقادتهم
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥٠:﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ رؤسائهم، وقادتهم
﴿ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ﴾ بالكفر، وأنواع المعاصي ﴿ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴾ قطعا
﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ الذين سحروا كثيرا حتى غلب على عقلهم، أو من الذين لهم سحر، أي : رئة يعني أنت لست بملك، فكيف تكون نبيا ؟ !
﴿ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا ﴾ هذا على الوجه الثاني تأكيد ﴿ فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ في دعواك
﴿ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ ﴾ دعا الله تعالى فأخرجها من الصخرة في محضرهم باقتراحهم ﴿ لَّهَا شِرْبٌ ﴾ نصيب من الماء ﴿ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾ هو يوم لا تشرب فيه الماء
﴿ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ عظم اليوم لعظم ما يحل فيه
﴿ فَعَقَرُوهَا ﴾ أسند العقر إليهم لأن كلهم راضون به ﴿ فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ﴾ عند معاينة العذاب
﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ﴾ زلزال مع صيحة اقتلعت قلوبهم بهما ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ أي : أتأتون من بين العالمين الذكران يعني إنكم مختصون بتلك الفاحشة لا يشارككم شيء، أو أتأتون الذكران من بين أولاد آدم مع غلبة الإناث الموضوع له
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٠:﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ أي : أتأتون من بين العالمين الذكران يعني إنكم مختصون بتلك الفاحشة لا يشارككم شيء، أو أتأتون الذكران من بين أولاد آدم مع غلبة الإناث الموضوع له
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٠:﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ أي : أتأتون من بين العالمين الذكران يعني إنكم مختصون بتلك الفاحشة لا يشارككم شيء، أو أتأتون الذكران من بين أولاد آدم مع غلبة الإناث الموضوع له
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٠:﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ أي : أتأتون من بين العالمين الذكران يعني إنكم مختصون بتلك الفاحشة لا يشارككم شيء، أو أتأتون الذكران من بين أولاد آدم مع غلبة الإناث الموضوع له
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٠:﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ أي : أتأتون من بين العالمين الذكران يعني إنكم مختصون بتلك الفاحشة لا يشارككم شيء، أو أتأتون الذكران من بين أولاد آدم مع غلبة الإناث الموضوع له
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٠:﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ أي : أتأتون من بين العالمين الذكران يعني إنكم مختصون بتلك الفاحشة لا يشارككم شيء، أو أتأتون الذكران من بين أولاد آدم مع غلبة الإناث الموضوع له
﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم ﴾ ( من ) بيان ( لما ) ﴿ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ مفرطون في المعصية، حيث تختصون بفاحشة لا تشارككم بهيمة
﴿ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ ﴾ عما تنازعنا فيه ﴿ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ من أرضنا
﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ ﴾ من المبغضين غاية البغض
﴿ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ من وباله
﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ﴾ أهل بيته ومن تبعه ﴿ أَجْمَعِينَ ﴾ بأن أخرجناهم من بينهم حين حلول العذاب
﴿ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴾ أي : موصوفة بكونها في الباقين في العذاب هي امرأة لوط خرجت معهم، وهم مأمورون بأن لا يلتفتوا إلى القرية إذا سمعوا صيحة العذاب وهي التفتت لأنها كانت تحبهم راضية بعملهم، فأهلكها الله بحجارة من السماء، أو هي ما خرجت معهم
﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا ﴾ أهلكنا ﴿ الْآخَرِينَ ﴾،
﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ﴾ قلب الله ديارهم، وحين التقليب أمطر عليهم الحجارة، أو إمطار الحجارة على مسافريهم ﴿ فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴾ مطرهم، ولام المنذرين للجنس، لأنه يجب أن يكون فاعل المدح والذم جنسا، أو مضافا إليه ليكون فيه إبهام، ويكون المخصوص بالمدح أو الذم تفسيره ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ﴾ شجرة كانوا يعبدونها ﴿ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ﴾ لم يقل هنا أخوهم مع أنه أخوهم نسبا، لأنه نسبهم إلى عبادة شجرة فقطع نسبة الأخوة بينهم، والأصح أنهم أهل مدين، ولهذا وعظهم، وأمرهم بوفاء الكيل كما في قصة مدين سواء، وعن بعض : هم غيرهم، وشعيب من أهل مدين لا منهم، فلهذا لم يقل أخوهم ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾
﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ﴾ شجرة كانوا يعبدونها ﴿ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ﴾ لم يقل هنا أخوهم مع أنه أخوهم نسبا، لأنه نسبهم إلى عبادة شجرة فقطع نسبة الأخوة بينهم، والأصح أنهم أهل مدين، ولهذا وعظهم، وأمرهم بوفاء الكيل كما في قصة مدين سواء، وعن بعض : هم غيرهم، وشعيب من أهل مدين لا منهم، فلهذا لم يقل أخوهم ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾
﴿ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيم ﴾ بالميزان السوي قيل القسطاس القبان( * )
﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ ﴾ لا تنقصوا شيئا من حقوقهم ﴿ وَلَا تَعْثَوْا ﴾ لا تغلوا في الفساد ﴿ فِي الْأَرْضِ ﴾ حال كونكم ﴿ مُفْسِدِينَ ﴾ بالقتل، وقطع الطريق
﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ ﴾ ذوى الجلبة ﴿ الْأَوَّلِينَ ﴾ يعني : وخلق الخلائق الأولين
﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا ﴾ أتوا بالواو هؤلاء دون قوم ثمود دلالة على أنه جامع بين وصفين متنافيين للرسالة مبالغة في تكذيبه، وكذا أكدوا في نفيها عنه بقولهم :﴿ وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ والظن بمعنى العلم بدليل ( إن ) واللام، ولذا أيضا ما طلبوا البرهان عنه، بل قطعوا بما يدل على اليأس، حيث قالوا :﴿ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا ﴾ قطعة، أو عذابا ﴿ مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ في الدعوى
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨٥:﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا ﴾ أتوا بالواو هؤلاء دون قوم ثمود دلالة على أنه جامع بين وصفين متنافيين للرسالة مبالغة في تكذيبه، وكذا أكدوا في نفيها عنه بقولهم :﴿ وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ والظن بمعنى العلم بدليل ( إن ) واللام، ولذا أيضا ما طلبوا البرهان عنه، بل قطعوا بما يدل على اليأس، حيث قالوا :﴿ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا ﴾ قطعة، أو عذابا ﴿ مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ في الدعوى
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨٥:﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا ﴾ أتوا بالواو هؤلاء دون قوم ثمود دلالة على أنه جامع بين وصفين متنافيين للرسالة مبالغة في تكذيبه، وكذا أكدوا في نفيها عنه بقولهم :﴿ وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ والظن بمعنى العلم بدليل ( إن ) واللام، ولذا أيضا ما طلبوا البرهان عنه، بل قطعوا بما يدل على اليأس، حيث قالوا :﴿ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا ﴾ قطعة، أو عذابا ﴿ مِّنَ السَّمَاء إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ في الدعوى
﴿ قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ فيجازيكم بما أنتم تستحقون
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ﴾ سلط عليهم حر شديد، فأظلتهم سحابة، واستظلوا جميعا بظلها، فخرجت نار من السحابة، وأحرقتهم، وعن بعض : كشف عنهم الظلة، وحمى عليهم الشمس فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى
﴿ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ هذا هو العلة في نزول العذاب على الأمم، ولو آمن أكثرهم كما آمن قريش لأمهلهم
﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ الغالب المنتقم من الأعداء ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ على أوليائه، وهذا آخر القصص السبع المذكورة على سبيل الاختصار بعدما فصلها مكررة تسلية لرسوله، وتهديدالمن خالفه.
﴿ وَإِنَّهُ ﴾ القرآن ﴿ لَتَنزِيلُ ﴾ منزل
﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ ﴾ الباء للتعدية ﴿ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴾ جبريل
﴿ عَلَى قَلْبِكَ ﴾ لأنه بلسانك ولغتك، فتفهمه أولا من غير أن تلاحظ الألفاظ كيف جرت، ولو لم يكن بلغتك لكان نازلا على سمعك تسمع الألفاظ، أولا ثم تخرج المعاني منها وإن كنت ماهرا بتلك اللغة أيضا ﴿ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴾ عن كل ما لا يرضي به الله
﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾ واضح المعنى متعلق بنزل، وقيل بالمنذرين أي : لتكون ممن أنذروا بلغة العرب، وهم خمسة هود، وصالح، وإسماعيل، وشعيب، ومحمد عليهم أفضل الصلوات وأتمها ومن التحيات أزكاها
﴿ وَإِنَّهُ ﴾ أي : ذكر القرآن ﴿ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ﴾ كتبهم
﴿ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً ﴾ على صحته ﴿ أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ أي : أليس علم علمائهم بأنه من الله دليلا دالا على صحته، والمراد العدول منهم كعبد الله بن سلام وسلمان، وقرئ تكن بالتاء مع رفع آية فآية اسم كان، ولهم خبره ( وأن يعلمه ) إلخ بدل من الاسم، أو اسم كان ضمير القصة ( وأن يعلمه ) إلخ مبتدأ أو آية خبره، والجملة خبر كان
﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ ﴾ القرآن الفصيح الذي عجز دونه أفصح فصحاء العرب ﴿ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ ﴾ الذين لا يدرون من العربية
﴿ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ﴾ لفرط عنادهم، قال تعالى :﴿ إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية ﴾ الآية [ يونس : ٩٦ ]، قيل : معناه، ولو نزلنا القرآن بلغة العجم على بعض الأعجمين فقرأه على أهل مكة ما كانوا به يؤمنون قال تعالى :﴿ ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ﴾ [ فصلت : ٤٤ ]
﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ ﴾ أدخلنا الكفر والتكذيب ﴿ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ فلا ينفعهم حينئذ
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٠:﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ ﴾ أدخلنا الكفر والتكذيب ﴿ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ فلا ينفعهم حينئذ
﴿ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ بإتيان العذاب
﴿ فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ ﴾ يتمنون النظرة
﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ﴾ وهم يطلبون النظرة عند نزول العذاب كما قالوا :﴿ فأتنا بما تعدنا ﴾ [ الأعراف : ٧٠ ] نقل أنه لما نزل لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم، قالوا : متى هذا العذاب ؟ فنزل ﴿ أفبعذابنا يستعجلون ﴾ ؟ !
﴿ أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴾ لم ينفعهم تمتعهم في أيام متطاولة، ولم يدفع شيئا من العذاب عنهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٥:﴿ أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴾ لم ينفعهم تمتعهم في أيام متطاولة، ولم يدفع شيئا من العذاب عنهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٥:﴿ أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴾ لم ينفعهم تمتعهم في أيام متطاولة، ولم يدفع شيئا من العذاب عنهم.
﴿ وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ ﴾ رسل ينذرونهم
﴿ ذِكْرَى ﴾ مصدر لمنذرون لأن أنذر وذكر متقاربان، أو مفعول له أي : منذرون لأجل الموعظة، أو أهلكناهم بعد إلزام الحجة تذكرة وعبرة لغيرهم ﴿ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ فنهلك قبل الإنذار
﴿ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴾ نزل به الروح الأمين لا الشياطين
﴿ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ ﴾ ما يصح للشياطين أن ينزلوا به فإنهم ينزلون لفساد، وما في القرآن إلا الرشاد ﴿ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾ إنزاله وإن أرادوا
﴿ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ ﴾ عن استراق السمع من السماء بحيث يكون المسموع كلاما مفيدا تاما ﴿ لَمَعْزُولُونَ ﴾ محجوبون كما قالوا :﴿ وإنا كنا نقعد مقاعد للسمع ﴾ الآية [ الجن : ٩ ]
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾عن ابن عباس يحذر به غيره يقول : يا محمد أنت أكرم خلقي، ولو اتخذت إلها غيري لعذبتك،
﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ فإن الاعتناء بشأنهم وفو
﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ ﴾ لين جانبك، وتواضع ﴿ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ لا من المنافقين، فإنهم أيضا يتبعونك بحسب الظاهر
﴿ فَإِنْ عَصَوْكَ ﴾ لم يتبعوك ﴿ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴾
﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴾ الذي يقدر على قهر الأعداء، ونصر الأولياء يكفيك شر من يعصيك
﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ إلى الصلاة وحدك
﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ عطف على كاف يراك، أي : تصرفك بأركان الصلاة فيما بين المصلين يعني : يراك إذا صليت منفردا، وإذا صليت في جماعة أو تصرفك وذهابك ومجيئك في أصحابك المؤمنين، أو تقلبك في أصلاب آبائك الأنبياء من نبي إلى نبي، حتى أخرجك يعني : توكل على من يراك في أحوال اجتهادك في مرضاته
﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴾ بعدما قال :﴿ وما تنزلت به الشياطين ﴾، قال : هل أخبركم بأن الشياطين على من تتنزل
( ﴿ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ ﴾ كذاب ﴿ أَثِيمٍ ﴾ كثير الإثم هم الكهنة والمنجمون
﴿ يُلْقُونَ السَّمْعَ ﴾ أي : يسترق الشياطين السمع من السماء فيختطفون كلمة من الملائكة ثم يلقونها إلى أوليائهم من الإنس مع مائة كذبة، وفي الحديث ( ربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقى قبل أن يدركه )، وهذا يدل على أن الاستراق حينئذ أيضا واقع، أو معناه يلقى الأفّاكون السمع إلى الشياطين فيتلقون منهم ظنون وأمارات أكثرها أكاذيب ﴿ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾ قل من يصدق منهم
﴿ وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ﴾ أي : الضالون يعني : شعراء الكفار الذين يهجون النبي عليه السلام، ويقولون : نحن نقول مثل ما يقول محمد يجتمع إليهم غواة يستمعون ويروون عنهم
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ ﴾ من أودية الكلام ﴿ يَهِيمُونَ ﴾ يذهبون كالمجنون، فإن أكثر الأشعار وأحسنها خيالات لا حقيقةلها
﴿ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ فعلم أن القرآن ليس بشعر، وأنت لست بشاعر، فإن أتباعك هداة مهديون، والقرآن كله حق صدق وأنت بالصدق موصوف، وبالوفاء معروف
﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ استثناء للشعراء المؤمنين المادحين لرسول الله صلى الله عليه وسلم الهاجين لأعداء الله ﴿ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ في شعرهم، وغير شعرهم ﴿ وَانتَصَرُوا ﴾ من الكفار بهجوهم ﴿ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾ أي : مكافأة هجاتهم هجوا للمسلمين.
لما نزلت ﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾ جاء حسان، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك إليه عليه السلام، وهم يبكون، فقالوا : قد علم الله حين أنزل هذه الآية أنا شعراء، فأنزل الله ﴿ إلا الذين آمنوا ﴾ الآية ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ بأن ذموا قوما، ومدحوا قوما بباطل، وتكلموا بالأكاذيب ﴿ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾ أي : مرجع يرجعون بعد الموت، فيه تهديد شديد وسياق الآية، وإن كان في الكفار وشعرائهم لكن عام لكل ظالم، ولهذا كتب الصديق رضي الله عنه عند الوصية : بسم الله الرحمان الرحيم هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند خروجه من الدنيا حين يؤمن الكافر وينتهي الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب. فإن يعدل فذاك ظني به، ورجائي، فيه وإن يجرؤ ويبدل فلا أعلم الغيب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.