تفسير سورة سورة يس من كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز
المعروف بـالوجيز للواحدي
.
لمؤلفه
الواحدي
.
المتوفي سنة 468 هـ
مكية وهي ثلاث وثمانون آية
ﰡ
﴿والقرآن الحكيم﴾ أقسم الله تعالى بالقرآن المحكم أنَّ محمداً ﷺ من المرسلين وهو قوله:
﴿على صراط مستقيم﴾ على طريق الأنبياء الذين تقدَّموك
﴿تنزيل﴾ أَيْ: القرآن تَنْزِيلَ ﴿الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾
﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آباؤهم﴾ في الفترة ﴿فهم غافلون﴾ عن الإيمان والرُّشد
﴿لقد حقَّ القول﴾ وجبت عليهم كلمة العذاب ﴿فهم لا يؤمنون﴾ ثمَّ بيَّن سبب تركهم الإيمان فقال:
﴿إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً﴾ أراد: في أعناقهم وأيديهم لأنَّ الغلَّ لا يكون في العنق دون اليد ﴿فهي إلى الأذقان﴾ أَيْ: فأيديهم مجموعةٌ إلى أذقانهم لأنَّ الغلَّ يجعل في اليد ممَّا يلي الذقن ﴿فهم مقمحون﴾ رافعوا رؤوسهم لا يستطيعون الإطراق لأن من علت يده إلى ذقنه ارتفع رأسه وهذا مَثَلٌ معناه: أمسكنا أيديهم عن النَّفقة في سبيل الله بموانعَ كالأغلال
﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سداً﴾ هذا وصف إضلال الله تعالى إياهم فهم بمنزلة مَنْ سُدَّ طريقه من بين يديه ومن خلقه يريد: إنَّهم لا يستطيعون أن يخرجوا من ضلالهم ﴿فأغشيناهم﴾ فأعميناهم عن الهدى ﴿فهم لا يُبصرون﴾ هـ ثم ذكر أنَّ هؤلاء لا ينفعهم الإِنذار فقال:
﴿وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾
﴿إنما تنذر من اتبع الذكر﴾ إنما إنذارك من ابتع القرآن فعمل به ﴿وخشي الرحمن بالغيب﴾ خاف اله تعالى ولم يره
﴿إنا نحن نحيي الموتى﴾ عند البعث ﴿ونكتب ما قدَّموا﴾ من الأعمال ﴿وآثارهم﴾ ما استُنَّ به بعدهم وقيل: خطاهم إلى المساجد ﴿وكلَّ شيء أحصيناه﴾ عددناه وبيَّناه ﴿في إمام مبين﴾ وهو اللَّوح المحفوظ
﴿واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية﴾ وهي أنطاكية ﴿إذ جاءها المرسلون﴾ رسل عيس عليه السَّلام
﴿إذْ أرسلنا إليهم اثنين﴾ من الحوارييِّن ﴿فكذبوهما فَعَزَّزْنا بثالث﴾ قوَّينا الرِّسالة برسولٍ ثالث وقوله:
﴿قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ﴾
﴿قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ﴾
﴿وَمَا علينا إلا البلاغ المبين﴾
﴿إنّا تطيرنا بكم﴾ أَيْ: تشاءمنا وذلك أنَّهم حُبس عنهم المطر فقالوا: هذا بشؤمكم ﴿لئن لم تنتهوا لَنَرْجُمَنَّكم﴾ لنقتلنَّكم رجماً بالحجارة
﴿قالوا طائركم معكم﴾ شؤمكم معكم بكفركم ﴿أَإِنْ ذكرتم﴾ وُعظتم وخُوِّفتم تطيَّرتم ﴿بل أنتم قوم مسرفون﴾ مُجاوزون الحدّ بشرككم
﴿وجاء من أقصى المدينة رجل﴾ وهو حبيب النَّجار كان قد آمن بالرُّسل وكان منزله في أقصى البلد فلمَّا سمع أنَّ القوم كذَّبوهم وهمُّوا بقتلهم أتاهم يأمرهم بالإيمان فقال: ﴿يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾
﴿اتبعوا مَنْ لا يسألكم أَجْراً﴾ على أداء النُّصح وتبليغ الرِّسالة ﴿وهم مهتدون﴾ يعني: الرُّسل فقيل له: أنت على دين هؤلاء؟ فقال:
﴿وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ ترجعون﴾
﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنَ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا ينقذون﴾
﴿إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾
﴿إني آمنت بربكم فاسمعون﴾ فلمَّا قال ذلك وثبوا إليه فقتلوه فأدخله الله تعالى الجنَّة فذلك قوله تعالى:
﴿قيل ادخل الجنَّة﴾ فلمَّا شاهدها قَالَ: ﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾
﴿بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾ أَيْ: بمغفرة ربي
الجزء الثالث والعشرون:
﴿ما أنزلنا على قومه﴾ يعني: على قوم حبيب ﴿من جند من السماء﴾ لنصرة الرُّسل الذين كذَّبوهم يريد: لم نحتج في إهلاكهم إلى إرسال جند
﴿إن كانت﴾ ما كانت عقوبتهم ﴿إلاَّ صيحة واحدة﴾ صاح بهم جبريل عليه السَّلام فماتوا عن آخرهم وهو قوله: ﴿فإذا هم خامدون﴾ ساكنون قد ماتوا
﴿يا حسرة على العباد﴾ يعني: هؤلاء حين استهزؤوا بالرُّسل فتحسَّروا عند العقوبة
﴿ألم يروا﴾ يعني: أهل مكَّة ﴿كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يرجعون﴾ يعني: ألم يروا أنَّ الذين أهلكناهم قبلهم لا يرجعون إليهم
﴿وإن كل﴾ وما كلُّ مَنْ خُلق مِن الخلق إلاَّ ﴿جميع لدينا محضرون﴾ عند البعث يوم القيامة يحضرهم ليقفوا على ما عملوا
﴿وآية لهم﴾ على البعث ﴿الأرض الميتة أحييناها﴾ وقوله:
﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فيها من العيون﴾
﴿وما عملته أيديهم﴾ أَيْ: لم تعمله ولا صنع لهم في ذلك
﴿سبحان الذي خلق الأزواج كلها﴾ أَيْ: الأجناس من النَّبات والحيوان ﴿وممَّا لا يعلمون﴾ ممَّا خلق الله سبحانه من جميع الأنواع والأشباه
﴿وآية لهم﴾ ودلالةٌ لهم على توحيد الله سبحانه وقدرته ﴿الليل نسلخ﴾ نُخرج ﴿منه النهار﴾ إخراجاً لا يبقى معه شيء من ضوء النَّهار والمعنى: ننزع النَّهار فنذهب به ونأتي باللَّيل ﴿فإذا هم مظلمون﴾ داخلون في الظَّلام
﴿والشمس﴾ أَيْ: وآيةٌ لهم الشَّمس ﴿تجري لمستقرٍ لها﴾ عند انقضاء الدُّنيا
﴿والقمر قدرناه منازل﴾ ذا منازلٍ ﴿حتى عاد﴾ في آخر منزله ﴿كالعرجون القديم﴾ وهو عود الشِّمراخ إذا يبس اعوجَّ
﴿لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾ فيجتمعا معاً ﴿ولا الليل سابق النهار﴾ يسبقه فيأتي قبل انقضاء النَّهار ﴿وكلٌّ﴾ من الشَّمس والقمر والنُّجوم ﴿فِي فَلَكٍ يسبحون﴾ يسيرون
﴿وآية لهم أنا حملنا ذريتهم﴾ أباهم ﴿في الفلك المشحون﴾ يعني: سفينة نوحٍ عليه السَّلام
﴿وخلقنا لهم من مثله﴾ من مثل جنس سفينة نوح ﴿ما يركبون﴾ في البحر
﴿وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم﴾ فلا مُغيث لهم ﴿ولا هم يُنقذون﴾ ينجون
﴿رحمةً منا ومتاعاً إلى حين﴾ أَيْ: إلا أن نَرحمهم ونُمتِّعهم إلى انقضاء آجالهم
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ﴾ العذاب الذي عُذِّب به الأمم قبلكم ﴿وما خلفكم﴾ يعني: عذاب الآخرة ﴿لعلكم ترحمون﴾ لكي تكونوا على رجاء الرَّحمة وجواب ﴿إذا﴾ محذوف تقديره: وإذا قيل لهم هذا أعرضوا ودلَّ على هذا قوله تعالى:
﴿وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾
﴿وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم ال﴾ كان فقراء أصحاب رسول الله ﷺ يقولون للمشركين: أعطونا من أموالكم ما زعمتم أنَّها لله تعالى فكانوا يقولون استهزاءً: ﴿أنطعم مَن لو يشاء الله أطعمه﴾ فقال الله تعالى: ﴿إن أنتم إلاَّ في ضلال مبين﴾
﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ أنَّا نُبعث
﴿ما ينظرون﴾ ما ينتظرون ﴿إلاَّ صيحة واحدة﴾ وهي نفخة إسرافيل ﴿تأخذهم وهم يخصمون﴾ يختصمون يُخاصم بعضهم بعضاً يعني: يوم تقوم الساعة وهم في غفلةٍ عنها
﴿فلا يستطيعون﴾ بعد ذلك أن يُوصوا في أمورهم بشيءٍ ﴿ولا إلى أهلهم يرجعون﴾ لا ينقلبون إلى أهليهم من الأسواق ويموتون في مكانهم
﴿ونفخ في الصور﴾ يعني: نفخة البعث ﴿فإذا هم من الأجداث﴾ القبور ﴿إلى ربهم ينسلون﴾ يخرجون بسرعة
﴿قَالُوا: يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا﴾ أَيْ: منامنا وذلك أنَّهم كانوا قد رفع عنه العذاب فيا بين النَّفختين فيرقدون ثم يقولون: ﴿هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون﴾ أقرُّوا حين لم ينفعهم
﴿إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جميع لدينا محضرون﴾ يريد: إنَّ بعثهم وإحياءهم كان بصيحة تُصاح بهم وهو قول إسرافيل عليه السَّلام: أيَّتها العظام البالية
﴿فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إلاَّ ما كنتم تعملون﴾
﴿إن أصحاب الجنة اليوم في شغل﴾ بافتضاض الأبكار ﴿فاكهون﴾ ناعمون فرحون مُعجبون
﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾
﴿سلام﴾ أَيْ: لهم سلامٌ ﴿قولاً﴾ يقوله الله عزَّ وجل قولاً
﴿وامتازوا اليوم أيها المجرمون﴾ أَيْ: انفردوا عن المؤمنين
﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ﴾ ألم آمركم ﴿يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾
﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾
﴿ولقد أضل منكم جبلاً﴾ خلقاً ﴿كثيراً أفلم تكونوا تعقلون﴾ عدوانه وإضلاله
﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾
﴿اصلوها اليوم﴾ اُدخلوها وقاسوا حرَّها ﴿بما كنتم تكفرون﴾ بكفركم
﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
﴿ولو نشاء لطمسنا على أعينهم﴾ لأعميناهم وأذهبنا أبصارهم ﴿فاستبقوا الصراط﴾ فتبادروا إلى الطَّريق ﴿فأنى﴾ يبصرون حينئذٍ وقد طمسنا أعنيهم؟
﴿ولو نشاء لمسخناهم﴾ حجارةً وقردةً وخنازير ﴿على مكانتهم﴾ في منازلهم ﴿فما استطاعوا مُضيّاً ولا يرجعون﴾ أَيْ: لم يقدروا على ذهابٍ ولا مجيءٍ
﴿ومَنْ نعمره ننكسه في الخلق﴾ مَنْ أطلنا عمره نكَّسنا خلقه فصار بدل القوة ضعفا وبدل الشَّباب هرماً ﴿أفلا يعقلون﴾ أنَّا نفعل ذلك
﴿وما علمناه الشعر﴾ لم نعلم محمدا ﷺ قول الشِّعر ﴿وما ينبغي له﴾ وما يتسهَّل له ذلك ﴿إن هو﴾ أَيْ: ليس الذي أتى به ﴿إلاَّ ذكرٌ وقرآن مبين﴾
﴿لينذر مَنْ كان حيَّاً﴾ عاقلاً فلا يغفل ما يُخاطب به لأنَّ الكافر كالميِّت ﴿ويحق القول على الكافرين﴾ تجب الحُجَّة عليهم
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أيدينا أنعاماً﴾ أَيْ: عملناه من غير واسطةٍ ولا توكيلٍ ولا شريكٍ أعاننا ﴿أنعاماً فهم لها مالكون﴾ ضابطون
﴿وذللناها﴾ سخَّرناها ﴿لهم فمنها ركوبهم﴾ ما يركبون
﴿ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون﴾
﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ﴾ يُمنعون من عذاب الله تعالى
﴿لا يستطيعون نصرهم﴾ لا تنصرهم آلهتهم ﴿وهم لهم جند محضرون﴾ في النار لأنَّ أوثانهم معهم فيها
﴿فلا يحزنك قولهم﴾ فيك بالسُّوء والقبيح ﴿إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون﴾ فنجازيهم بذلك
﴿أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ﴾ يعني: العاص بن وائل وقيل: أبي بن خلف ﴿فإذا هو خصيم مبين﴾ جَدِلٌ بالباطل خاصم النبي ﷺ في إنكار البعث وهو قوله:
﴿وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه﴾ وهو أنَّه قال: متى يحيي الله العظم البالي المتفتِّت؟ ونسي ابتداء خلقه لأنَّه لو علم ذلك ما أنكر الإِعادة وهذا معنى قوله: ﴿قال من يحيي العظام وهي رميم﴾ أَيْ: باليةٌ
﴿قل يحييها الذي أنشأها﴾ خلقها ﴿أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ﴾ من الابتداء والإِعادة ﴿عليم﴾
﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا﴾ يعني: المرخ والعفار ومنهما زنود الأعراب ﴿فإذا أنتم منه توقدون﴾ تورون النَّار ثمَّ احتج عليهم بخلق السماوات والأرض فقال:
﴿وليس الذي خلق السماوات وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وهو الخلاق العليم﴾ ثمَّ ذكر كمال قدرته فقال:
﴿إنما أمره إذا أراد شيئاً﴾ أَيْ: خلق شيءٍ ﴿أن يقول له كن فيكون﴾ ذلك الشَّىء
﴿فسبحان﴾ تنزيهاً لله سبحانه من أن يُوصف بغير القدرة على الإعادة ﴿الذي بيده ملكوت كلِّ شيء﴾ أَيْ: القدرة على كلِّ شيء ﴿وإليه ترجعون﴾ تُردُّون في الآخرة