ﰡ
﴿ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴾ لما ذكر أمر كتاب الفجار عقبه بذكر كتاب ضدهم ليتبين الفرق.﴿ عِلِّيُّونَ ﴾ جمع واحده على مشتق من العلو وهو للمبالغة وعليون الملائكة وإعراب لفي عليين وكتاب مرقوم كإِعراب لفي سجين والمقربون هنا قال ابن عباس وغيرهم هم الملائكة أهل كل سماء ينظرون إلى ما أعد لهم من الكرامات وقرىء تعرف بتاء الخطاب للرسول عليه السلام والنضرة تقدم شرحها في قوله نضرة وسروراً.﴿ مَّخْتُومٍ ﴾ الظاهر أن الرحيق ختم عليه تهمما وتنظفاً بالرائحة المسكية كما فسره ما بعده.﴿ خِتَامُهُ ﴾ أي خلطه ومزاجه قاله ابن عباس:﴿ مِن تَسْنِيمٍ ﴾ قال ابن عباس هو أشرف شراب الجنة وهو إسم مذكر لماء عين في الجنة.﴿ يَشْرَبُ بِهَا ﴾ أي يشربها أو منها روي أن علياً كرم الله وجهه وجماعة من المؤمنين مروا بجمع من كفار مكة فضحكوا منهم واستخفوا بهم عبثاً فنزلت ان الذين أجرموا قبل أن يصل علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفار مكة هؤلاء قيل أبو جهل والوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل والمؤمنون عمار وصهيب وخباب وبلال وغيرهم من فقراء المؤمنين والضمير في رأوهم على المجرمين إذ إذا رأوا المؤمنين ينسبونهم إلى الضلال.﴿ وَمَآ أُرْسِلُواْ ﴾ على المؤمنين حفظة يحفظون عليهم أحوالهم ولما تقدم ذكر يوم القيامة قيل:﴿ فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ واليوم منصوب بيضحكون أي إن كان قد ضحك الكفار من المؤمنين في وقت مّا في الدنيا فالمؤمنون يضحكون منهم في الآخرة وينظرون حال من الضمير في يضحكون أي يضحكون ناظرين إليهم وإلى ما هم فيه من الهوان والعذاب بعد العزة والنعيم. وقال كعب: لأهل الجنة كوى ينظرون منها إلى أهل النار.﴿ هَلْ ثُوِّبَ ﴾ أي هل جوزي يقال ثوبه وأثابه إذا جاز قال الشاعر: سأجزيك أو يجزيك عني مثوب وحسبك أن يثنى عليك وتحمدوهو استفهام بمعنى التقرير للمؤمنين أي هل جوزوا بأفعالهم السيئة أي قد جوزوا بها وفي قوله: ما كانوا حذف تقديره جزاء أو عقاب ما كانوا يفعلون.