" بسم الله " اسم عزيز رداؤه كبرياؤه، وسناؤه علاؤه، وعلاؤه بهاؤه، وجلاله جماله، وجماله جلاله. الوجود له غير مستفتح، والموجود منه غير مستقبح. المعهود منه لطفه، المأمول منه لطفه. . . كيفما قسم للعبد فالعبد عبده ؛ إن أقصاه فالحكم حكمه، وإن أدناه فالأمر أمره.
ﰡ
﴿ وَيْلٌ ﴾ : الويلُ كلمةٌ تُذْكَر عند وقوع البلاء، فيقال : ويلٌ لك، وويلٌ عليك ! و " المطفّف "، الذي يُنْقِصُ الكيْلَ والوزنَ، وأراد بهذا الذين يعامِلون الناس فإذا أخذوا لأنفسهم استوفوا، وإذا دفعوا إِلى من يعاملهم نقصوا، ويتجلَّى ذلك في : الوزن والكيْلِ، وفي إظهار العيب، وفي القضاء والأداء والاقتضاءْ ؛ فَمَنْ لم يَرْضَ لأخيه المسلم ما لا يرضاه لنفسه فليس بمنصف. وأمَّا الصِّدِّيقون فإنهم كما ينظرون للمسلمين فإنهم ينظرون لكلِّ مَنْ لهم معهم معاملة - والصدقُ عزيزٌ، وكذلك أحوالهم في الصُّحْبَةِ والمعاشرة. . . فالذي يرى عَيْبَ الناسِ ولا يرى عيبَ نَفْسِه فهو من هذه الجملة - جملة المطففين - كما قيل :
وتُبْصِرُ في العينِ منِّي القَذَى | وفي عينِكَ الجذْعَ لا تُبْصِرُ |
والفتى مَنْ يقضي حقوق الناس ولا يقتضي من أحدٍ لنفسه حقّاً.
أي : ألا يستيقن هؤلاء أنهم مُحَاسَبون غداً، وأنهم مُطَالَبون بحقوق الناس ؟.
ويقال : مَنْ لم يَذْكُرْ - في حال معاملةِ الناسِ - معاينة القيامة ومحاسبتها فهو في خسرانٍ في معاملته.
ويقال : مَنْ كان صاحبَ مراقبة لله ربِّ العالَمين استشعر الهيبةَ في عاجِلِهِ، كما يكون حالُ الناسِ في المحشر ؛ لأنَّ اطلاعَ الحقِّ اليومَ كاطلاعه غداً.
﴿ سِجِّينٍ ﴾ قيل : هي الأرض السابعة، وهي الأرض السفلى، يُوضَع كتابُ أعمالِ الكفار هنالك إِذلالاً لهم وإهانة، ثم تُحْمَلُ أرواحُهم إلى ما هنالك.
ويقال :" السِّجين " جُبٌّ في جهنم. وقيل : صخرةٌ في الأرض السفلى، وفي اللغة السِّجين : فعيلٌ من السجن.
ويلٌ للذين لا يُصَدِّقون بيوم الدين، وما يُكذِّبُ به إلا كل مُجَاوِزٍ للحَدِّ الذي وُضِعَ له ؛ إذا يُتْلَى عليه القرآن كَفَرَ به.
ويلٌ للذين لا يُصَدِّقون بيوم الدين، وما يُكذِّبُ به إلا كل مُجَاوِزٍ للحَدِّ الذي وُضِعَ له ؛ إذا يُتْلَى عليه القرآن كَفَرَ به.
ويلٌ للذين لا يُصَدِّقون بيوم الدين، وما يُكذِّبُ به إلا كل مُجَاوِزٍ للحَدِّ الذي وُضِعَ له ؛ إذا يُتْلَى عليه القرآن كَفَرَ به.
ويلٌ للذين لا يُصَدِّقون بيوم الدين، وما يُكذِّبُ به إلا كل مُجَاوِزٍ للحَدِّ الذي وُضِعَ له ؛ إذا يُتْلَى عليه القرآن كَفَرَ به.
ويقال : إنها سِدْرة المنتهى. ويقال : فوق السماء السابعة. كتابٌ مرقوم فيه أعمالهم مكتوبة يشهده المقربون من الملائكة.
أثْبَتَ النظرَ ولم يُبَيَّنْ المنظور إليه لاختلافهم في أحوالهم ؛ فمنهم من ينظر إلى قُصُوره. ومنهم من ينظر إلى حُرِه، ومنهم ومنهم. . . ومنهم الخواصُّ فهم على دوامِ الأوقات إلى الله - سبحانه - يَنْظُرون.
مَنْ نظر إليهم عَلِمَ أنَّ أثََرَ نَظَرِه إلى مولاه ما يلوح على وجه من النعيم ؛ فأحوال المحبِّ شهودٌ عليه أبداً. فإنْ كان الوقتُ وقتَ وصالٍ فاختيالُه ودلالُه، وسرورُه وحبورُه، ونشاطُه وانبساطُه. وإِنْ كان الوقتُ وقتَ غيبةٍ وفراق فالشهودُ عليه نحولُه وذبولُه، وحنينُه وأنينه، ودموعُه وهجوعُه. . . وفي معناه قلت :
يا مَنْ تَغَيُّرُ صورتي لَمَّا بدا | - لجميع ما ظنوا بنا - تحقيقُ |
ولمَّا أتَى الواشين أنِّي زُرْتُها | جَحَدُتُ حذاراً أنْ تَشِيعَ السرائرُ |
نرى في وجهِك اليومَ نضرةً | كَسَتْ مُحيَّاك. . وهاذاك ظاهِرُ ! |
وبُرْدُكَ لا ذاك الذي كان قبلَه | به طِيبُ نَشْرٍ لم تُشِعْهُ المجامِرُ |
فما كان منِّي من بيانٍ أُقيمه | وهيهات أن يخفي مُريبٌ مساتِرُ ! |
ويقال : عتيقٌ طَيِّبٌ.
ويقال : إنهم يشربون شراباً آخره مِسْكٌ.
ويقال : بل هو مختومٌ قبل حضورهم.
﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾. وتنافُسُهم فيه بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة، والسباقُ إلى القُرْب، وتعليقُ القلبِ بالله، والانسلاخُ عن الأخلاقِ الدَّنِيَّة، وجَوَلاَنُ الهِمَمِ في الملكوت، واستدامةُ المناجاة.
﴿ تَسْنِيمٍ ﴾ : أي : عينٌ تسَنَّمُ عليهم من عُلُوٍّ.
وقيل : ميزابٌ يَنْصَبُّ عليهم من فوقهم.
ويقال : سُمِّي تسنيماً ؛ لأن ماءَه يجري في الهواء مُتَسَنِّماً فينصبُّ في أواني أهل الجنة ؛ فمنهم مَنْ يُسْقَى مَزْجاً، ومنهم مَنْ يُسْقى صِرْفاً. . . الأولياء يُسْقَون مزجاً، والخواصُ يُسْقَون صِرْفاً.
كانوا يضحكون استهزاءً بهم ﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾ !.
كانوا يضحكون استهزاءً بهم ﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾ !.
ويقال : إذا رأوا أهلَ النارَ يُعذَّبون لا تأخذهم بهم رأْفة، ولا تَرِقُّ لهم قلوبُهم، بل يضحكون ويستهزئون ويُعَيِّرونهم.
ويقال : إذا رأوا أهلَ النارَ يُعذَّبون لا تأخذهم بهم رأْفة، ولا تَرِقُّ لهم قلوبُهم، بل يضحكون ويستهزئون ويُعَيِّرونهم.