تفسير سورة الشعراء

فتح الرحمن في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن .
لمؤلفه تعيلب . المتوفي سنة 2004 هـ
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢

﴿ طسم١تلك آيات الكتاب المبين٢ ﴾
﴿ طسم ﴾١ربما تكون من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله ).. والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا.. ( ٢وقد تكون من المحكم الذي يمكن فهم معناه، فجائز أن تكون بدء أسماء، وفواتح سور، وجائز أن تكون للتحدي بمعنى أن القرآن الكريم مكونة كلماته من الطاء والسين والميم وهي من الحروف التي تنطقون بها، ومنها يتكون كلامكم، ومع أن الكتاب الكريم مكون من حروف كالتي تتكلمون بها فإنكم عجزتم وستظلون عاجزين عن الإتيان بمثله، أو بشيء من مثله، فاعلموا إذا أنه ليس من كلام البشر، وإنما هو كلام الله العزيز الحكيم.
١ والطواسيم والطواسين: سور في القرآن الكريم، أولها هذه، والثانية: سورة النمل، ،افتتحت بقول الله العظيم)طس(، والثالثة: سورة القصص. والآية الأولى منها(طسم(، ويرى الجوهري أن الصواب أن تجمع بذوات(طسم(..
٢ سورة آل عمران. من الآية ٧..
﴿ تلك آيات الكتاب المبين ﴾تلك الآيات التي تتلى عليكم آيات الكتاب الذي هو كتاب على الحقيقة، لا يشبهه كتاب ولا يدانيه، وهو المبين لكل حجة، الموضح لكل رشد وسبيل هداية- فتأويل الكلام على قول ابن عباس : والجميع إن هذه الآيات التي أنزلتها على محمد صلى الله عليه وسلم في هذه السورة لآيات الكتاب الذي أنزلته إليه من قبلها، الذي بين لمن تدبره بفهم، وفكر فيه بعقل، أنه من عند الله جل جلاله، لم يتخرصه محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يتقوله من عنده، بل أوحاه إليه ربه.
﴿ باخع نفسك ﴾ قاتل نفسك حزنا على عدم إيمانهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين٣ إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين٤ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين٥ فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون٦ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم٧ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين٨ وإن ربك لهو العزيز الرحيم٩ ﴾
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..

﴿ آية ﴾معجزة، وعلامة على قرب حلول بأسنا بمن كذب.
﴿ فظلت ﴾فاستمرت.
﴿ خاضعين ﴾ خاضعة أعناقهم، مذللة منقادة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين٣ إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين٤ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين٥ فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون٦ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم٧ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين٨ وإن ربك لهو العزيز الرحيم٩ ﴾
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..


﴿ إن نشأ ﴾.. استئناف لتعليل الأمر بإشفاقه على نفسه صلى الله عليه وسلم... أي إن نشأ إيمانهم﴿ ننزل عليهم من السماء آية ﴾ ملجئة لهم إلى الإيمان، قاسرة عليه، كما نتق الجبل فوق بني إسرائيل.. ﴿ فظلت أعناقهم لها خاضعين ﴾منقادين.. ، وقال ابن عباس ومجاهد وابن زيد والأخفش : الأعناق : الجماعات، يقال : جاءني عنق من الناس أي جماعة، والمعنى : ظلت جماعتهم أي جملتهم ]١-
وقال آخرون : بل معنى ذلك : فظلت سادتهم وكبراؤهم للآية خاضعين... وقال أحب إلي.. أن يقال : إن الأعناق إذا خضعت فأربابها خاضعون، فجعل الفعل أولا للأعناق، ثم جعلت خاضعين للرجال.. -٢ أو يكون ما ههنا على شاكلة ما جاء في الآية الكريمة :).. والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين( ٣فحين جاء بعد الكواكب والشمس والقمر ضمير العقلاء [ هم ] قيل :)ساجدين(، وهنا لما وصفت الأعناق بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل :﴿ خاضعين ﴾
١ ما بين العلامتين[ ] مما أورد الألوسي..
٢ ما بين العارضتين نقله ابن جرير الطبري..
٣ سورة يوسف. من الآية ٤..
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين٣ إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين٤ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين٥ فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون٦ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم٧ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين٨ وإن ربك لهو العزيز الرحيم٩ ﴾
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..


﴿ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين ﴾وكلما جاء الناس من مولانا الرحيم بالمؤمنين في أولاهم وأخراهم، الرحمان مفيض الرحمة في الدنيا على من يحب ومن لا يحب- كلما أعطى الناس كتابا وأتاهم منه وحي جددوا هجر الوحي، وإنكار الكتب والتكذيب بالأنبياء :)كلما جاء أمة رسولها كذبوه.. (، فقد استخف قومك بالوحي ومن أنزل عليه، وقالوا ).. إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون( ١ ).. وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى.. ( ٢ ) وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا( ٣ فسيعلمون حين يرون العذاب جزاء تكذيبهم واستهزائهم :).. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون( ٤
١ سورة الفرقان. من الآية ٤..
٢ سورة سبأ. من الآية ٤٣..
٣ سورة الفرقان. من الآية ٥.
٤ سورة الشعراء. من الآية ٢٢٧..
﴿ أنباء ﴾ أخبار وعواقب.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين٣ إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين٤ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين٥ فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون٦ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم٧ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين٨ وإن ربك لهو العزيز الرحيم٩ ﴾
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..

﴿ زوج ﴾ صنف.
﴿ كريم ﴾ نفيس، حسن، فاضل، مرضي.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين٣ إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين٤ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين٥ فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون٦ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم٧ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين٨ وإن ربك لهو العزيز الرحيم٩ ﴾
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..


﴿ أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم ﴾ أعموا ولم يروا آثار قدرة منزل هذا الكتاب وموحيه ؟ ولو نظروا إلى بديع صنعنا لاستيقنوا بآياتنا، وصدقوا برسولنا، فبماء واحد نسقطه على ثرى واحد نخرج به زرعا ونباتا من صنوف شتى، ).. انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه.. ( ١ )وحدائق غلبا. وفاكهة وأبا. متاعا لكم ولأنعامكم ( ٢.
١ سورة الأنعام. من الآية ٩٩..
٢ سورة عبس. الآيات. ٣٠-٣٢..
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين٣ إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين٤ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين٥ فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون٦ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم٧ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين٨ وإن ربك لهو العزيز الرحيم٩ ﴾
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..


﴿ إن في ذلك لآية ﴾ في إحكام أمرنا، وإتقان صنعنا آية وعلامة على عظيم إحساننا، وبالغ فضلنا، يؤمن على مثلها كل ذي عقل.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين٣ إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين٤ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين٥ فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون٦ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم٧ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين٨ وإن ربك لهو العزيز الرحيم٩ ﴾
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..


﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ ما آمن إلا قليل منهم، وأكثرهم كذب وأنكر، وجحد واستكبر ).. ولا تجد أكثرهم شاكرين( ١ ).. وقليل من عبادي الشكور( ٢.
﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ واثبتوا على يقينكم، وليرسخ التصديق في قلوبكم بأن مولاكم وناصركم على عدوكم هو﴿ العزيز ﴾ الذي هيمن على كل شيء، وقهر كل مخلوق، ﴿ الرحيم ﴾- أي بخلقه فلا يعجل على من عصاه، بل يؤجله وينظره، ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر، قال أبو العالية... ﴿ العزيز ﴾ في نقمته وانتصاره ممن خالف أمره، وعبد غيره، .. ﴿ الرحيم ﴾ بمن تاب إليه وأناب٣﴿ كان ﴾ هنا صلة في قول سيبويه، تقديره : وما أكثرهم مؤنين.
١ سورة الأعراف. الآية١٧..
٢ سورة سبأ. من الآية ١٣..
٣ ما بين العارضتين مما نقل ابن كثير..
﴿ وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين١٠ قوم فرعون ألا يتقون١١ قال رب إني أخاف أن يكذبون١٢ ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون١٣ ولهم على ذنب فأخاف أن يقتلون١٤ قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون١٥ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين١٦ أن أرسل معنا بني إسرائيل١٧ ﴾
واذكر إذ كلم ربك نبيه موسى أن اذهب إلى القوم الظالمين، المتجاوزين الحد مع الخالق جل علاه، فادعى فرعون الألوهية مع الله، وأطاعه قومه وأعانه أكابرهم الطغاة، وبغوا على العباد، واستضعفوا طائفة منهم، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم.
﴿ ألا يتقون ﴾ ألا يخافون الملك المهيمن، القدوس الجبار ؟ ألا يحذرون عاقبة البغي والعتو وهي النكال في الآخرة والأولى ؟ - والتقدير عند بعض : واذكر في نفسك وقت ندائه تعالى أخاك موسى عليه السلام، وماجرى له مع قومه من التكذيب مع ظهور الآيات وسطوع المعجزات، لتعلم أن تكذيب الأمم لأنبيائهم ليس بأول قارورة كسرت، ولا بأول صحيفة نشرت، فيهون عليك الحال، وتستريح نفسك مما أنت فيه من البلبال... ﴿ ألا يتقون ﴾حال بتقدير القول، أي ائتهم قائلا لهم، ﴿ ألا يتقون ﴾  ! -١.
١ ما بين العارضتين مقتبس من روح المعاني..
﴿ قال رب إني أخاف أن يكذبون. ويضيق صدري ولا ينطق لساني ﴾ قال موسى مناجيا مولاه- يارب إنهم قوم فيهم تكبر واستعلاء وغرور سيسارع بهم إلى رد ما أدعوهم إليه من الحذر والتوقي، فإذا كان منهم الجحود اشتد همي، وضاق صدري، وعيى لساني لاغتمام قلبي، أو لما تعلم يامولاي فيه من قيد وتلجلج وعلة، ولعلها التي تضرع إلى ربه ليبرئه منها فيما بينته آيات كريمات :)واحلل عقدة من لساني. يفقهوا قولي( ١، ﴿ فأرسل إلى هارون ﴾فأتمم نعمتك علي ونبىء أخي، وابعثه معي، حتى يشاركني حمل أمانات الرسالة، ويؤازرني على الوفاء بعهدها، وفصلت ذلك آيات مباركات :)وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني.. ( ٢واجعل لي وزيرا من أهلي. هارون أخي. أشدد به أزري. وأشركه في أمري. كي نسبحك كثيرا. ونذكرك كثيرا. إنك كنت بنا بصيرا. قال قد أوتيت سؤلك ياموسى( ٣.
١ سورة طه. الآيتان ٢٧-٢٨..
٢ سورة القصص. من الآية ٣٤..
٣ سورة طه. الآيات: من ٢٩ إلى ٣٦..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:﴿ قال رب إني أخاف أن يكذبون. ويضيق صدري ولا ينطق لساني ﴾ قال موسى مناجيا مولاه- يارب إنهم قوم فيهم تكبر واستعلاء وغرور سيسارع بهم إلى رد ما أدعوهم إليه من الحذر والتوقي، فإذا كان منهم الجحود اشتد همي، وضاق صدري، وعيى لساني لاغتمام قلبي، أو لما تعلم يامولاي فيه من قيد وتلجلج وعلة، ولعلها التي تضرع إلى ربه ليبرئه منها فيما بينته آيات كريمات :)واحلل عقدة من لساني. يفقهوا قولي( ١، ﴿ فأرسل إلى هارون ﴾فأتمم نعمتك علي ونبىء أخي، وابعثه معي، حتى يشاركني حمل أمانات الرسالة، ويؤازرني على الوفاء بعهدها، وفصلت ذلك آيات مباركات :)وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني.. ( ٢واجعل لي وزيرا من أهلي. هارون أخي. أشدد به أزري. وأشركه في أمري. كي نسبحك كثيرا. ونذكرك كثيرا. إنك كنت بنا بصيرا. قال قد أوتيت سؤلك ياموسى( ٣.
١ سورة طه. الآيتان ٢٧-٢٨..
٢ سورة القصص. من الآية ٣٤..
٣ سورة طه. الآيات: من ٢٩ إلى ٣٦..

﴿ ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون ﴾ يتابع موسى عليه السلام ضراعته إلى مولانا البر الرحيم، فيقول : إن لهم علي تبعة ذنب القبطي الذي كنت وكزته يوم استغاث بي الإسرائيلي، فمات القبطي من أثر الوكزة، فإذا ذهب إلى قوم فرعون سيهبون لقتلي ثأرا لقتله :- وإنما سمى ذنبا بحسب زعمهم- مما جاء في روح المعانى : ومراده عليه السلام بهذا استدفاع البلية خوف فوات مصلحة الرسالة، وانتشار أمرها، كما هو اللائق بمقام أولي العزم من الرسل عليهم السلام، فإنهم يتوقون لذلك، كما كان يفعل- صلى الله عليه وسلم- حتى نزل :).. والله يعصمك من الناس.. ( ١، ولعل الحق أن قصد حفظ النفس معه لا ينافي مقامهم. اه
[ ودل على أن الخوف قد يصحب الأنبياء والفضلاء والأولياء مع معرفتهم بالله وأن لا فاعل إلا هو، إذ قد يسلط من شاء على من شاء ]٢.
١ سورة المائدة. من الآية ٦٧..
٢ ما بين العلامتين[ ] مما في الجامع لأحكام القرآن..
﴿ قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون ﴾ طمأن الله الحق رسوليه موسى وهارون إلى أنه سبحانه يرعاهما، ويحفظهما ممن يمكر بهما، ويحوط وينجي رسله ومن يؤمن، وبهذا جاءت البشرى صريحة في آية مباركة :)قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون( ١.
١ سورة القصص. الآية ٣٥..
﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين. أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾اذهبا إلى القوم الطاغين، وادعواهم إلى الإذعان للذي خلق العوالم كلها، ودبرها وتولى أمرها، وملكها وهو أحق من تذعن لطاعته وتسلم له زمامها، وادعواه أن يفك إسار الإسرائيليين، ويتركهم أحرارا، مثلما أشار إليه قول العزيز الحكيم :)... وجاءهم رسول كريم. أن أدوا إلي عباد الله.. ( ١.
هكذا جاءت الدعوة من رب العالمين لإنقاد المستضعفين، وتحرير المستذلين، وتخليص البشر من قهر الجبارين، واستعلاء المتكبرين، بل كانت في أول ما دعا إليه الرسول الكريم الكليم، موسى عليه الصلوات والتسليم، وأول عهد الله إليه وإلى أخيه هارون :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين. أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾ )وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين. حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل( ٢، فهل يشكر الإسرائيليون نعمة الله ؟ وهل يقدس اليهود الوحي الرباني الذي جعل لهم ذكرا على تعاقب أعصار الحياة ؟ وهل يزدجرون وقد ذاق أوائلهم والأواخر مرارة البغي والقهر-فيقلعون عن إشاعة السفك والفحش والشر وتوسيع مداه ؟   !.
ألم يأن للمستشرفين للحرية والحقوق الإنسانية، والداعين إليها، أن يدخلوا في دين الإسلام الذي يهدي من آمن به إلى سنن المرسلين، ويستحفظهم كرامة وحق البشر، ويؤاخي على الإيمان بين الناس، ويلزمهم المودة والتناصر، مهما اختلفت الشعوب والأجناس  ! [ و﴿ معكم ﴾ و﴿ مستمعون ﴾ خبران لإن.. ولا يخفى ما في المعية من المجاز.. فالمراد معية النصر والمعونة.. فحاصل الآية إنا لكما ولعدوكما كالناصر والظهير لكما عليه إذا حضر واستمع.. وإنما وحد الرسول في قوله :﴿ إنا رسول رب العالمين ﴾ لأنه أراد كل واحد، أو أراد الرسول بمعنى المصدر، أي ذو رسالة.. ]٣.
١ سورة الدخان. من الآيتين ١٧-١٨..
٢ سورة الأعراف. الآيتان: ١٠٤، ١٠٥..
٣ ما بين العلامتين[ ] مما نقل صاحب تفسير غرائب القرآن..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين. أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾اذهبا إلى القوم الطاغين، وادعواهم إلى الإذعان للذي خلق العوالم كلها، ودبرها وتولى أمرها، وملكها وهو أحق من تذعن لطاعته وتسلم له زمامها، وادعواه أن يفك إسار الإسرائيليين، ويتركهم أحرارا، مثلما أشار إليه قول العزيز الحكيم :)... وجاءهم رسول كريم. أن أدوا إلي عباد الله.. ( ١.
هكذا جاءت الدعوة من رب العالمين لإنقاد المستضعفين، وتحرير المستذلين، وتخليص البشر من قهر الجبارين، واستعلاء المتكبرين، بل كانت في أول ما دعا إليه الرسول الكريم الكليم، موسى عليه الصلوات والتسليم، وأول عهد الله إليه وإلى أخيه هارون :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين. أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾ )وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين. حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل( ٢، فهل يشكر الإسرائيليون نعمة الله ؟ وهل يقدس اليهود الوحي الرباني الذي جعل لهم ذكرا على تعاقب أعصار الحياة ؟ وهل يزدجرون وقد ذاق أوائلهم والأواخر مرارة البغي والقهر-فيقلعون عن إشاعة السفك والفحش والشر وتوسيع مداه ؟   !.
ألم يأن للمستشرفين للحرية والحقوق الإنسانية، والداعين إليها، أن يدخلوا في دين الإسلام الذي يهدي من آمن به إلى سنن المرسلين، ويستحفظهم كرامة وحق البشر، ويؤاخي على الإيمان بين الناس، ويلزمهم المودة والتناصر، مهما اختلفت الشعوب والأجناس  ! [ و﴿ معكم ﴾ و﴿ مستمعون ﴾ خبران لإن.. ولا يخفى ما في المعية من المجاز.. فالمراد معية النصر والمعونة.. فحاصل الآية إنا لكما ولعدوكما كالناصر والظهير لكما عليه إذا حضر واستمع.. وإنما وحد الرسول في قوله :﴿ إنا رسول رب العالمين ﴾ لأنه أراد كل واحد، أو أراد الرسول بمعنى المصدر، أي ذو رسالة.. ]٣.
١ سورة الدخان. من الآيتين ١٧-١٨..
٢ سورة الأعراف. الآيتان: ١٠٤، ١٠٥..
٣ ما بين العلامتين[ ] مما نقل صاحب تفسير غرائب القرآن..

﴿ قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين١٨ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين١٩ قال فعلتها إذا وأنا من الضالين٢٠ ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين٢١ وتلك نعمة تمنها علي أن عبّدت بني إسرائيل٢٢ ﴾.
كأن في الكلام حذفا تقديره : قلنا : فأتيا فرعون فقولا له إنا رسول رب العالمين، وقولا له أرسل معنا بني إسرائيل، وخل سبيلهم، واتركهم أحرارا، فذهبا إلى فرعون، ليبلغاه ما أمر الله تعالى به، فلما دخلا عليه قال : ألست موسى الذي ربيتك في بيتي ونشأت فيه من بدء طفولتك حتى صرت يافعا ؟ ولم نقتلك كما قتلنا بقية أبناء الإسرائيليين ؟   ! ألست قاتل القبطي ؟   ! فكفرت بنعمة من عشت بينهم فقتلت أحدهم، وكفرت بنعمة من رباك صغيرا  ! قال فعلتها إذا وأنا من الحائرين، فتركت دياركم وبغيكم فأنعم علي ربي بالعلم بالحق، ونور العقل والقلب، ومن علي فشرفني بالرسالة، ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾ أتتفضل علي بأنك ربيتني ؟ إن الذي رباني أهلي، وما وصلت إلى دارك إلا فرارا من بغيك على الآخرين، وبطشك بالإسرائيليين، فهل استبعاد الأحرار مما يتفضل به- أتمن علي أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا ؟   ! لو لم تفعل ذلك لكفلني أهلي.. قيل : وفيه تقدير استفهام أي : أو تلك نعمة ؟
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:﴿ قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين١٨ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين١٩ قال فعلتها إذا وأنا من الضالين٢٠ ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين٢١ وتلك نعمة تمنها علي أن عبّدت بني إسرائيل٢٢ ﴾.
كأن في الكلام حذفا تقديره : قلنا : فأتيا فرعون فقولا له إنا رسول رب العالمين، وقولا له أرسل معنا بني إسرائيل، وخل سبيلهم، واتركهم أحرارا، فذهبا إلى فرعون، ليبلغاه ما أمر الله تعالى به، فلما دخلا عليه قال : ألست موسى الذي ربيتك في بيتي ونشأت فيه من بدء طفولتك حتى صرت يافعا ؟ ولم نقتلك كما قتلنا بقية أبناء الإسرائيليين ؟   ! ألست قاتل القبطي ؟   ! فكفرت بنعمة من عشت بينهم فقتلت أحدهم، وكفرت بنعمة من رباك صغيرا  ! قال فعلتها إذا وأنا من الحائرين، فتركت دياركم وبغيكم فأنعم علي ربي بالعلم بالحق، ونور العقل والقلب، ومن علي فشرفني بالرسالة، ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾ أتتفضل علي بأنك ربيتني ؟ إن الذي رباني أهلي، وما وصلت إلى دارك إلا فرارا من بغيك على الآخرين، وبطشك بالإسرائيليين، فهل استبعاد الأحرار مما يتفضل به- أتمن علي أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا ؟   ! لو لم تفعل ذلك لكفلني أهلي.. قيل : وفيه تقدير استفهام أي : أو تلك نعمة ؟

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:﴿ قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين١٨ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين١٩ قال فعلتها إذا وأنا من الضالين٢٠ ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين٢١ وتلك نعمة تمنها علي أن عبّدت بني إسرائيل٢٢ ﴾.
كأن في الكلام حذفا تقديره : قلنا : فأتيا فرعون فقولا له إنا رسول رب العالمين، وقولا له أرسل معنا بني إسرائيل، وخل سبيلهم، واتركهم أحرارا، فذهبا إلى فرعون، ليبلغاه ما أمر الله تعالى به، فلما دخلا عليه قال : ألست موسى الذي ربيتك في بيتي ونشأت فيه من بدء طفولتك حتى صرت يافعا ؟ ولم نقتلك كما قتلنا بقية أبناء الإسرائيليين ؟   ! ألست قاتل القبطي ؟   ! فكفرت بنعمة من عشت بينهم فقتلت أحدهم، وكفرت بنعمة من رباك صغيرا  ! قال فعلتها إذا وأنا من الحائرين، فتركت دياركم وبغيكم فأنعم علي ربي بالعلم بالحق، ونور العقل والقلب، ومن علي فشرفني بالرسالة، ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾ أتتفضل علي بأنك ربيتني ؟ إن الذي رباني أهلي، وما وصلت إلى دارك إلا فرارا من بغيك على الآخرين، وبطشك بالإسرائيليين، فهل استبعاد الأحرار مما يتفضل به- أتمن علي أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا ؟   ! لو لم تفعل ذلك لكفلني أهلي.. قيل : وفيه تقدير استفهام أي : أو تلك نعمة ؟

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:﴿ قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين١٨ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين١٩ قال فعلتها إذا وأنا من الضالين٢٠ ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين٢١ وتلك نعمة تمنها علي أن عبّدت بني إسرائيل٢٢ ﴾.
كأن في الكلام حذفا تقديره : قلنا : فأتيا فرعون فقولا له إنا رسول رب العالمين، وقولا له أرسل معنا بني إسرائيل، وخل سبيلهم، واتركهم أحرارا، فذهبا إلى فرعون، ليبلغاه ما أمر الله تعالى به، فلما دخلا عليه قال : ألست موسى الذي ربيتك في بيتي ونشأت فيه من بدء طفولتك حتى صرت يافعا ؟ ولم نقتلك كما قتلنا بقية أبناء الإسرائيليين ؟   ! ألست قاتل القبطي ؟   ! فكفرت بنعمة من عشت بينهم فقتلت أحدهم، وكفرت بنعمة من رباك صغيرا  ! قال فعلتها إذا وأنا من الحائرين، فتركت دياركم وبغيكم فأنعم علي ربي بالعلم بالحق، ونور العقل والقلب، ومن علي فشرفني بالرسالة، ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾ أتتفضل علي بأنك ربيتني ؟ إن الذي رباني أهلي، وما وصلت إلى دارك إلا فرارا من بغيك على الآخرين، وبطشك بالإسرائيليين، فهل استبعاد الأحرار مما يتفضل به- أتمن علي أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا ؟   ! لو لم تفعل ذلك لكفلني أهلي.. قيل : وفيه تقدير استفهام أي : أو تلك نعمة ؟

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:﴿ قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين١٨ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين١٩ قال فعلتها إذا وأنا من الضالين٢٠ ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين٢١ وتلك نعمة تمنها علي أن عبّدت بني إسرائيل٢٢ ﴾.
كأن في الكلام حذفا تقديره : قلنا : فأتيا فرعون فقولا له إنا رسول رب العالمين، وقولا له أرسل معنا بني إسرائيل، وخل سبيلهم، واتركهم أحرارا، فذهبا إلى فرعون، ليبلغاه ما أمر الله تعالى به، فلما دخلا عليه قال : ألست موسى الذي ربيتك في بيتي ونشأت فيه من بدء طفولتك حتى صرت يافعا ؟ ولم نقتلك كما قتلنا بقية أبناء الإسرائيليين ؟   ! ألست قاتل القبطي ؟   ! فكفرت بنعمة من عشت بينهم فقتلت أحدهم، وكفرت بنعمة من رباك صغيرا  ! قال فعلتها إذا وأنا من الحائرين، فتركت دياركم وبغيكم فأنعم علي ربي بالعلم بالحق، ونور العقل والقلب، ومن علي فشرفني بالرسالة، ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾ أتتفضل علي بأنك ربيتني ؟ إن الذي رباني أهلي، وما وصلت إلى دارك إلا فرارا من بغيك على الآخرين، وبطشك بالإسرائيليين، فهل استبعاد الأحرار مما يتفضل به- أتمن علي أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا ؟   ! لو لم تفعل ذلك لكفلني أهلي.. قيل : وفيه تقدير استفهام أي : أو تلك نعمة ؟

﴿ قال فرعون وما رب العالمين٢٣ قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين٢٤ قال لمن حوله ألا تستمعون٢٥ قال ربكم ورب آبائكم الأولين٢٦ قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون٢٧ قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون٢٨ قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين٢٩ قال أولو جئتك بشيء مبين ٣٠ قال فأت به إن كنت من الصادقين٣١ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين٣٢ ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين٣٣ قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم٣٤ يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون ٣٥ قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين٣٦ يأتوك بكل سحار عليم٣٧ فجمع السحرة لميقات يوم معلوم٣٨ وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ٣٩ لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين٤٠ ﴾
لما جادل فرعون في أمر الرسول موسى عليه السلام، ودمغ كليم الله فرية عدو الله، تحول فرعون عن التشكيك في أمر رسالته إلى محاولة التشكيك في شأن من أرسله، فقال :﴿ وما رب العالمين ﴾ كأنه يستعلم عن حقيقته جل علاه، وفي آية أخرى كان سؤاله للنبيين الكريميين موسى وهارون :).. فمن ربكما ياموسى( ؟ وفي كلتا الحالتين١ أجابه بذكر بعض صفات العلي الأعلى، فحين سأله :).. من ربكما.. ( قال :).. ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى( ٢، وهنا أجابه بأنه خالق السموات والأرض وما بينهما ومصلح ذلك كله ووليه، ومطاعه﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾إن كنتم تستيقنون بشيء فاستيقنوا بالحق الذي ليس من بعده إلا الضلال، ﴿ قال لمن حوله ألا تستمعون ﴾ قال فرعون لجلسائه أسمعتم ما يقول ؟   ! - يريد التعجيب منه والإزراء بقائله.. حيث لم يبين فيه الحقيقة المسؤول عنها.... وقد بالغ اللعين في الإشارة إلى عدم الاعتداد بالجواب المذكور حيث أوهم أن مجرد استماعهم له كاف في رده وعدم قبوله-٣
١ سورة طه. من الآية ٤٩..
٢ سورة طه. من الآية ٥٠.
٣ ما بين العارضتين مقتبس من روح المعاني..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ قال فرعون وما رب العالمين٢٣ قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين٢٤ قال لمن حوله ألا تستمعون٢٥ قال ربكم ورب آبائكم الأولين٢٦ قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون٢٧ قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون٢٨ قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين٢٩ قال أولو جئتك بشيء مبين ٣٠ قال فأت به إن كنت من الصادقين٣١ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين٣٢ ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين٣٣ قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم٣٤ يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون ٣٥ قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين٣٦ يأتوك بكل سحار عليم٣٧ فجمع السحرة لميقات يوم معلوم٣٨ وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ٣٩ لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين٤٠ ﴾
لما جادل فرعون في أمر الرسول موسى عليه السلام، ودمغ كليم الله فرية عدو الله، تحول فرعون عن التشكيك في أمر رسالته إلى محاولة التشكيك في شأن من أرسله، فقال :﴿ وما رب العالمين ﴾ كأنه يستعلم عن حقيقته جل علاه، وفي آية أخرى كان سؤاله للنبيين الكريميين موسى وهارون :).. فمن ربكما ياموسى( ؟ وفي كلتا الحالتين١ أجابه بذكر بعض صفات العلي الأعلى، فحين سأله :).. من ربكما.. ( قال :).. ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى( ٢، وهنا أجابه بأنه خالق السموات والأرض وما بينهما ومصلح ذلك كله ووليه، ومطاعه﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾إن كنتم تستيقنون بشيء فاستيقنوا بالحق الذي ليس من بعده إلا الضلال، ﴿ قال لمن حوله ألا تستمعون ﴾ قال فرعون لجلسائه أسمعتم ما يقول ؟   ! - يريد التعجيب منه والإزراء بقائله.. حيث لم يبين فيه الحقيقة المسؤول عنها.... وقد بالغ اللعين في الإشارة إلى عدم الاعتداد بالجواب المذكور حيث أوهم أن مجرد استماعهم له كاف في رده وعدم قبوله-٣
١ سورة طه. من الآية ٤٩..
٢ سورة طه. من الآية ٥٠.
٣ ما بين العارضتين مقتبس من روح المعاني..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ قال فرعون وما رب العالمين٢٣ قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين٢٤ قال لمن حوله ألا تستمعون٢٥ قال ربكم ورب آبائكم الأولين٢٦ قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون٢٧ قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون٢٨ قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين٢٩ قال أولو جئتك بشيء مبين ٣٠ قال فأت به إن كنت من الصادقين٣١ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين٣٢ ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين٣٣ قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم٣٤ يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون ٣٥ قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين٣٦ يأتوك بكل سحار عليم٣٧ فجمع السحرة لميقات يوم معلوم٣٨ وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ٣٩ لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين٤٠ ﴾
لما جادل فرعون في أمر الرسول موسى عليه السلام، ودمغ كليم الله فرية عدو الله، تحول فرعون عن التشكيك في أمر رسالته إلى محاولة التشكيك في شأن من أرسله، فقال :﴿ وما رب العالمين ﴾ كأنه يستعلم عن حقيقته جل علاه، وفي آية أخرى كان سؤاله للنبيين الكريميين موسى وهارون :).. فمن ربكما ياموسى( ؟ وفي كلتا الحالتين١ أجابه بذكر بعض صفات العلي الأعلى، فحين سأله :).. من ربكما.. ( قال :).. ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى( ٢، وهنا أجابه بأنه خالق السموات والأرض وما بينهما ومصلح ذلك كله ووليه، ومطاعه﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾إن كنتم تستيقنون بشيء فاستيقنوا بالحق الذي ليس من بعده إلا الضلال، ﴿ قال لمن حوله ألا تستمعون ﴾ قال فرعون لجلسائه أسمعتم ما يقول ؟   ! - يريد التعجيب منه والإزراء بقائله.. حيث لم يبين فيه الحقيقة المسؤول عنها.... وقد بالغ اللعين في الإشارة إلى عدم الاعتداد بالجواب المذكور حيث أوهم أن مجرد استماعهم له كاف في رده وعدم قبوله-٣
١ سورة طه. من الآية ٤٩..
٢ سورة طه. من الآية ٥٠.
٣ ما بين العارضتين مقتبس من روح المعاني..

﴿ قال ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾ قال موسى مذكرا بصفات المولى الكبير المتعال وجلاله وأنه هو خالقكم وخالق الجبلة الأقدمين [ فجاء بدليل يفهمونه عنه، لأنهم يعلمون أنه قد كان لهم آباء، وأنهم قد فنوا، وأنه لا بد لهم من مغير، وأنهم قد كانوا بعد أن لم يكونوا، وأنهم لا بد لهم من مكوّن ]١، فرد فرعون منفرا عن القول ومن قاله، متهما موسى عليه السلام بالجنون، والقرآن الكريم يبين كيف كانت المحاجة بين موسى وفرعون فاصلة )ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا. قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يافرعون مثبورا( ٢
١ ما بين العلامتين[ ] من الجامع لأحكام القرآن..
٢ سورة الإسراء. الآيتان: ١٠١، ١٠٢..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٦:﴿ قال ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾ قال موسى مذكرا بصفات المولى الكبير المتعال وجلاله وأنه هو خالقكم وخالق الجبلة الأقدمين [ فجاء بدليل يفهمونه عنه، لأنهم يعلمون أنه قد كان لهم آباء، وأنهم قد فنوا، وأنه لا بد لهم من مغير، وأنهم قد كانوا بعد أن لم يكونوا، وأنهم لا بد لهم من مكوّن ]١، فرد فرعون منفرا عن القول ومن قاله، متهما موسى عليه السلام بالجنون، والقرآن الكريم يبين كيف كانت المحاجة بين موسى وفرعون فاصلة )ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا. قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يافرعون مثبورا( ٢
١ ما بين العلامتين[ ] من الجامع لأحكام القرآن..
٢ سورة الإسراء. الآيتان: ١٠١، ١٠٢..

﴿ قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ﴾ الذي أرسلني وتسألونني عنه هو مسير الكواكب، ومسخر ما في السماوات والأرض، وملزم كل مخلوق سننه الذي أراد، وهو الذي أجرى الشمس في فلكها، تشرق من حيث أريد لها، وتغرب حيث أريد لها، وفيما بين هذا وذلك الكل مملوك لربي مطيع له، إن كنتم ممن تعملون عقولكم، وكأن فرعون أحس بأن حجته داحضة، وأن شدة حزم موسى، وقوة عزمه، ستبلغ به ما يريد من هداية الناس إلى الحق، وصرفهم عما يزعم فرعون من الزور والإفك، فقال ما بينه الكتاب العزيز :).. إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد( ١.
١ سورة غافر. من الآية ٢٦..
﴿ قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ﴾انقطع به البرهان، فلجأ إلى التهديد بالبغي والعدوان، وتوعد موسى إن بقي على إيمانه ودعوته إلى إله غير فرعون أن يلقيه في غيابات السجن، فعاد موسى عليه السلام إلى القول اللين لعله يتذكر أو يخشى، وعرض عليه أن يريه بعض العلامات الهاديات، والخوارق التي بمثلها تصدق النبوات، ومعجزات يجريها الله تعالى على يد من يبعثه إلى عباده عسى أن يؤمنوا
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٩:﴿ قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ﴾انقطع به البرهان، فلجأ إلى التهديد بالبغي والعدوان، وتوعد موسى إن بقي على إيمانه ودعوته إلى إله غير فرعون أن يلقيه في غيابات السجن، فعاد موسى عليه السلام إلى القول اللين لعله يتذكر أو يخشى، وعرض عليه أن يريه بعض العلامات الهاديات، والخوارق التي بمثلها تصدق النبوات، ومعجزات يجريها الله تعالى على يد من يبعثه إلى عباده عسى أن يؤمنوا
﴿ قال فأت به إن كنت من الصادقين ﴾ قال فرعون لموسى : فهات بالشيء المبين الذي تقول إنه يوضح صدق دعواك، يقول اللغويون : وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، والتقدير : إن كنت من الصادقين فأت به
﴿ فألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ﴾رمى الرسول الكريم موسى عليه الصلوات والتسليم عصاه فانقلبت ثعبانا ظاهرا متحركا، ليس من التخييل ولا من السحر، وإنما بفعل ربنا الذي لا يعجزه شيء، وأدخل موسى يده في جيبه ثم أخرجها، فإذا بياضها يجتمع عليه النظارة لنورانيته حتى روي – كان لها شعاع يكاد يسد الأفق-١، عندها قال فرعون لجلسائه : إن هذا لمتمكن في السحر محيط بعلومه، وفي سورة طه حكى القرآن ما قاله وقومه في آيات كريمة :)قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى )٢، وما قاله الملأ من قومه :)قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ( ٣
١ أورد هذه الرواية بأطول من ذلك الألوسي..
٢ سورة طه. الآية ٥٧..
٣ سورة طه. الآية ٦٣..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ﴾رمى الرسول الكريم موسى عليه الصلوات والتسليم عصاه فانقلبت ثعبانا ظاهرا متحركا، ليس من التخييل ولا من السحر، وإنما بفعل ربنا الذي لا يعجزه شيء، وأدخل موسى يده في جيبه ثم أخرجها، فإذا بياضها يجتمع عليه النظارة لنورانيته حتى روي – كان لها شعاع يكاد يسد الأفق-١، عندها قال فرعون لجلسائه : إن هذا لمتمكن في السحر محيط بعلومه، وفي سورة طه حكى القرآن ما قاله وقومه في آيات كريمة :)قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى )٢، وما قاله الملأ من قومه :)قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ( ٣
١ أورد هذه الرواية بأطول من ذلك الألوسي..
٢ سورة طه. الآية ٥٧..
٣ سورة طه. الآية ٦٣..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ﴾رمى الرسول الكريم موسى عليه الصلوات والتسليم عصاه فانقلبت ثعبانا ظاهرا متحركا، ليس من التخييل ولا من السحر، وإنما بفعل ربنا الذي لا يعجزه شيء، وأدخل موسى يده في جيبه ثم أخرجها، فإذا بياضها يجتمع عليه النظارة لنورانيته حتى روي – كان لها شعاع يكاد يسد الأفق-١، عندها قال فرعون لجلسائه : إن هذا لمتمكن في السحر محيط بعلومه، وفي سورة طه حكى القرآن ما قاله وقومه في آيات كريمة :)قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى )٢، وما قاله الملأ من قومه :)قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ( ٣
١ أورد هذه الرواية بأطول من ذلك الألوسي..
٢ سورة طه. الآية ٥٧..
٣ سورة طه. الآية ٦٣..

﴿ فماذا تأمرون ﴾أي : فأي أمر تأمروني، أوأي مشورة تشيرون بها علي [ وفي جعله عبيده بزعمه آمرين له مع ما كان يظهره لهم من دعوى الألوهية والربوبية ما يدل على أن سلطان المعجزة بهره وحيره... فزل عن ذكر دعوى الألوهية، وحط عن منكبيه كبرياء الربوبية، وانحط عن ذروة الفرعنة إلى حضيض المسكنة، ولهذا أظهر استشعار الخوف من استيلائه عليه السلام على ملكه ]١، قال جلساء فرعون –مشيرين عليه- : أخر أمر موسى وهارون، وابعث في مدائن ملكك شرطاء يجمعون لك السحرة
١ ما بين العلامتين[ ]. من روح المعاني..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:﴿ فماذا تأمرون ﴾أي : فأي أمر تأمروني، أوأي مشورة تشيرون بها علي [ وفي جعله عبيده بزعمه آمرين له مع ما كان يظهره لهم من دعوى الألوهية والربوبية ما يدل على أن سلطان المعجزة بهره وحيره... فزل عن ذكر دعوى الألوهية، وحط عن منكبيه كبرياء الربوبية، وانحط عن ذروة الفرعنة إلى حضيض المسكنة، ولهذا أظهر استشعار الخوف من استيلائه عليه السلام على ملكه ]١، قال جلساء فرعون –مشيرين عليه- : أخر أمر موسى وهارون، وابعث في مدائن ملكك شرطاء يجمعون لك السحرة
١ ما بين العلامتين[ ]. من روح المعاني..

فإنك إن تبعثهم ﴿ يأتوك بكل سحار عليم ﴾ فأنفذ فرعون مشورتهم وأرسل في طلب السحرة، فجاءوا جميعا أو جاء منهم كل مبدع في السحر كثير العمل به، عليم بحيله وتخييله وتضليله
﴿ لميقات يوم معلوم ﴾ - لما وقت به...... وفي الكشاف : هو ما وقت به، أي حدد من زمان أو مكان، ومنه مواقيت الإحرام
﴿ وقيل للناس ﴾استبطاء لهم في الاجتماع، وحثا على التبادر إليه :﴿ هل أنتم مجتمعون ﴾ في ذلك الميقات، فالاستفهام مجاز عن الحث والاستعجال...
﴿ لعلنا نتبع السحرة ﴾أي دينهم ﴿ إن كانوا هم الغالبين ﴾لا موسى عليه السلام، وليس مرادهم بذلك إلا أن لا يتبعوا موسى عليه السلام في دينه، لكن ساقوا كلامهم مساق الكناية-١.
١ أورد هذه الرواية بأطول من ذلك الألوسي..
﴿ فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين ٤١ قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ٤٢ قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون ٤٣ فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ٤٤ فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون ٤٥ فألقي السحرة ساجدين ٤٦ قالوا آمنا برب العالمين ٤٧ رب موسى وهارون ٤٨ ﴾
و لم يبق السحرة على الحال التي كان عليها قوم فرعون في مطاوعته على ادعاء الألوهية، بل شارطوه، وساوموه، وأرادوا أن يأخدوا لأنفسهم ما تبتغي قبل أن ينفذ أمر هذا المفتون، فاستوثقوا من التزامه بدفع أجر كبير لهم مقابل مغالبتهم لما جاء به موسى
﴿ قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ﴾ يعدهم ويمنيهم بأجر مادي، وآخر-معه- معنوي، فيه ما يعده المفتونون مفخرة : أن يكونوا أول من يدخل على الملك المتأله، وآخر من يخرج عنه، واليوم يوم زينة، والساعة ضحى، وكيد الكافرين مجتمع، وموسى عليه السلام يخوفهم عاقبة الكذب والافتراء :)قال لهم موسى ويلكم لاتفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى( ١ وأئمة الضلال يتواصون بالإثم والعدوان، والتمادي في البهتان :)فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى ) قال السحرة لموسى : أتلقي أنت أم نلقي نحن أولا ؟
١ سورة طه. الآية ٦١..
﴿ قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون. فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾١. ).. فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ( ٢، وتنزلت البشرى على موسى زيادة في تثبيته، وتطمينا إلى أن الله تعالى لن يخذله، ولن يتركه إلى حوله، بل سيمده بحوله العظيم وقوته، ويعزه بعزته. ).. إنك أنت الأعلى. وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إن ما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى( ٣، )وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك.. ( ٤
١ سورة طه. الآية ٦٤..
٢ سورة الأعراف. من الآية ١١٦..
٣ سورة طه. من الآية ٦٨، والآية ٦٩..
٤ سورة الأعراف. من الآية ١١٧..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٣:﴿ قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون. فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾١. ).. فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ( ٢، وتنزلت البشرى على موسى زيادة في تثبيته، وتطمينا إلى أن الله تعالى لن يخذله، ولن يتركه إلى حوله، بل سيمده بحوله العظيم وقوته، ويعزه بعزته. ).. إنك أنت الأعلى. وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إن ما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى( ٣، )وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك.. ( ٤
١ سورة طه. الآية ٦٤..
٢ سورة الأعراف. من الآية ١١٦..
٣ سورة طه. من الآية ٦٨، والآية ٦٩..
٤ سورة الأعراف. من الآية ١١٧..

﴿ تلقف ﴾تبتلع بسرعة.
﴿ يأفكون ﴾ يقلبون.
﴿ فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون ﴾ ما إن ألقاها حتى ابتلعت بسرعة ما قلبوه من الحبال والعصى، فغدا بتمويه وتزوير وتخييل يحسبه الجاهل حيات تسعى
﴿ فألقي السحرة ساجدين ﴾ فسارع السحرة إلى السقوط على الأرض ساجدين مؤمنين بأن الذي بعث موسى أقدره على الحق الذي يزهق التخييل والباطل
﴿ قالوا آمنا برب العالمين. رب موسى وهارون ﴾ غلب ملأ فرعون، وأخزى الله فرعون، وانقلب جميعهم أذلاء صاغرين، خزايا مهزومين، وشرح الله صدور الذين حشدهم فرعون ليجيئوا بالسحر، الذي يصد الناس عن الداعين إلى الخير، والحق والبر، وأذعنوا لله القوي المتين، وأعلنوا أنهم بالله الخالق الرازق مصدقين مستيقنين، ولرسالة موسى وهارون متبعين.
رب إن الهدى هداك وآ ياتك تهدي بها من تشاء
استيقنا أن للعالمين ربا، هو الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأمد موسى وهارون بالحق الذي لا يخفى، وقد أفلح اليوم من استعلى.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٧:﴿ قالوا آمنا برب العالمين. رب موسى وهارون ﴾ غلب ملأ فرعون، وأخزى الله فرعون، وانقلب جميعهم أذلاء صاغرين، خزايا مهزومين، وشرح الله صدور الذين حشدهم فرعون ليجيئوا بالسحر، الذي يصد الناس عن الداعين إلى الخير، والحق والبر، وأذعنوا لله القوي المتين، وأعلنوا أنهم بالله الخالق الرازق مصدقين مستيقنين، ولرسالة موسى وهارون متبعين.
رب إن الهدى هداك وآ ياتك تهدي بها من تشاء
استيقنا أن للعالمين ربا، هو الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأمد موسى وهارون بالحق الذي لا يخفى، وقد أفلح اليوم من استعلى.

﴿ قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين٤٩ قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون ٥٠ إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ٥١ وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ٥٢ فأرسل فرعون في المدائن حاشرين٥٣ إن هؤلاء لشرذمة قليلون ٥٤ وإنهم لنا لغائظون٥٥ وإنا لجميع حادرون ٥٦ فأخرجناهم من جنات وعيون ٥٧ وكنوز ومقام كريم ٥٨ كذلك وأورثناها بني إسرائيل ٥٩ فأتبعوهم مشرقين٦٠ ﴾.
قال فرعون للسحرة وقد شرح الله صدورهم للرشد والإسلام : آمنتم للذي ساقه إليكم موسى، وخرجتم على طاعتي، ولم تنتظروا إذني مع أنكم عبيدي ؟   ! إن موسى الذي صدقتموه واتبعتموه ليس إلا خبيرا بالسحر، علمكم كيف تنهزمون أمامه ).. إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها.. ( ١ تواطأتم وإياه على ما فعلتم-وأراد اللعين بذلك التلبيس على قومه كيلا يعتقدوا أنهم آمنوا عن بصيرة وظهور حق- ٢﴿ فلسوف تعلمون ﴾ما أفعل بكم، توعد السحرة بالنكال وقال :﴿ .. ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ﴾٣ لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين } كان وعيدهم أن يمثل بهم، ولا يكتفي بإزهاق أرواحهم، فأتى في إنذاره بتوكيد أنه لا بد أن يقطع أوصالهم، ويبتر أطرافهم، ويقص يدا من ناحية ورجلا من الناحية المقابلة، وليتركنهم مصلبين على جذوع النخل ليموتوا صبرا، أو لتبقى أشلاؤهم عبرا، قال السحرة-غير مبالين بويله وثبوره-
١ سورة الأعراف. من الآية ١٢٣..
٢ مابين العارضتين من روح المعاني..
٣ سورة طه. من الآية ٧١..
﴿ لا ضير ﴾ لن يضرنا ما تفعل بنا، فإنا ).. لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا.. ( ١، ﴿ إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع٢أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول٣المؤمنين ﴾، علم الله تعالى المؤمنين لتوهم حقائق الدنيا ويوم الدين، وعلموا أن إلى ربنا الرجعى، ولا يفلح إلا من تزكى، وصدق بالحسنى، آثروا ما يبقى على ما يفنى، ( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى( ٤ فلتسمع الدنيا هذا الرشد الذي يضيء جوانب القلب والعقل، واليسير من نوره يرد عن الضلالة والغي، طائفة عاشوا للباطل والتخييل، والتمويه والتضليل، وساوموا فرعون ليطفئوا نور الله بأفواههم، وصاحوا بتأليهه في بداية سحرهم، ومالئوا الطاغية الذي خدعهم وزعم أنه ربهم، فقالوا :﴿ .. بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾ تنشرح صدورهم للإسلام طرفة عين فإذا هم الحكماء العلماء، الخشع الأتقياء، الصابرون الأوفياء، يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، ويعرضون عن ذهب فرعون، وعما سيصب عليهم مستخفين بما يلقون، لأنه لا يملك إلا النيل من أجسادهم، لكن لله تعالى السرائر والعقول، فمن حبب الله إليه الإيمان وزينه في قلبه، فلن يزيده البلاء وإيذاء الأعداء إلا إيمانا وتسليما )ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم( ٥، وفي هذه السورة لم يرد بيان ماذا كان بين إيمان الذين سبقت لهم الحسنى وبين الأمر بالهجرة، لكن أشير إلى عبر مما جرى في آيات من سورة الأعراف، وقليل من آيات سورة الزخرف، أوحى الله تعالى إلى عبده ونبيه موسى أن يخرج ويسير ليلا هو ومن آمن معه، فإن عدوهم متبعهم، فاستجاب موسى لأمر ربه، وخرج ومن معه إلى حيث هدوا، فلما علم فرعون برحيلهم سارع في حشد جنده من كافة المدائن والأقاليم، وحرضهم ليكونوا أشد فتكا بالمسلمين، فقال : إن هؤلاء ليسوا إلا بقية شيء خسيس
١ سورة طه. من الآية٧٢..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:﴿ لا ضير ﴾ لن يضرنا ما تفعل بنا، فإنا ).. لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا.. ( ١، ﴿ إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع٢أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول٣المؤمنين ﴾، علم الله تعالى المؤمنين لتوهم حقائق الدنيا ويوم الدين، وعلموا أن إلى ربنا الرجعى، ولا يفلح إلا من تزكى، وصدق بالحسنى، آثروا ما يبقى على ما يفنى، ( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى( ٤ فلتسمع الدنيا هذا الرشد الذي يضيء جوانب القلب والعقل، واليسير من نوره يرد عن الضلالة والغي، طائفة عاشوا للباطل والتخييل، والتمويه والتضليل، وساوموا فرعون ليطفئوا نور الله بأفواههم، وصاحوا بتأليهه في بداية سحرهم، ومالئوا الطاغية الذي خدعهم وزعم أنه ربهم، فقالوا :﴿.. بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾ تنشرح صدورهم للإسلام طرفة عين فإذا هم الحكماء العلماء، الخشع الأتقياء، الصابرون الأوفياء، يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، ويعرضون عن ذهب فرعون، وعما سيصب عليهم مستخفين بما يلقون، لأنه لا يملك إلا النيل من أجسادهم، لكن لله تعالى السرائر والعقول، فمن حبب الله إليه الإيمان وزينه في قلبه، فلن يزيده البلاء وإيذاء الأعداء إلا إيمانا وتسليما )ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم( ٥، وفي هذه السورة لم يرد بيان ماذا كان بين إيمان الذين سبقت لهم الحسنى وبين الأمر بالهجرة، لكن أشير إلى عبر مما جرى في آيات من سورة الأعراف، وقليل من آيات سورة الزخرف، أوحى الله تعالى إلى عبده ونبيه موسى أن يخرج ويسير ليلا هو ومن آمن معه، فإن عدوهم متبعهم، فاستجاب موسى لأمر ربه، وخرج ومن معه إلى حيث هدوا، فلما علم فرعون برحيلهم سارع في حشد جنده من كافة المدائن والأقاليم، وحرضهم ليكونوا أشد فتكا بالمسلمين، فقال : إن هؤلاء ليسوا إلا بقية شيء خسيس
١ سورة طه. من الآية٧٢..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:﴿ لا ضير ﴾ لن يضرنا ما تفعل بنا، فإنا ).. لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا.. ( ١، ﴿ إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع٢أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول٣المؤمنين ﴾، علم الله تعالى المؤمنين لتوهم حقائق الدنيا ويوم الدين، وعلموا أن إلى ربنا الرجعى، ولا يفلح إلا من تزكى، وصدق بالحسنى، آثروا ما يبقى على ما يفنى، ( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى( ٤ فلتسمع الدنيا هذا الرشد الذي يضيء جوانب القلب والعقل، واليسير من نوره يرد عن الضلالة والغي، طائفة عاشوا للباطل والتخييل، والتمويه والتضليل، وساوموا فرعون ليطفئوا نور الله بأفواههم، وصاحوا بتأليهه في بداية سحرهم، ومالئوا الطاغية الذي خدعهم وزعم أنه ربهم، فقالوا :﴿.. بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾ تنشرح صدورهم للإسلام طرفة عين فإذا هم الحكماء العلماء، الخشع الأتقياء، الصابرون الأوفياء، يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، ويعرضون عن ذهب فرعون، وعما سيصب عليهم مستخفين بما يلقون، لأنه لا يملك إلا النيل من أجسادهم، لكن لله تعالى السرائر والعقول، فمن حبب الله إليه الإيمان وزينه في قلبه، فلن يزيده البلاء وإيذاء الأعداء إلا إيمانا وتسليما )ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم( ٥، وفي هذه السورة لم يرد بيان ماذا كان بين إيمان الذين سبقت لهم الحسنى وبين الأمر بالهجرة، لكن أشير إلى عبر مما جرى في آيات من سورة الأعراف، وقليل من آيات سورة الزخرف، أوحى الله تعالى إلى عبده ونبيه موسى أن يخرج ويسير ليلا هو ومن آمن معه، فإن عدوهم متبعهم، فاستجاب موسى لأمر ربه، وخرج ومن معه إلى حيث هدوا، فلما علم فرعون برحيلهم سارع في حشد جنده من كافة المدائن والأقاليم، وحرضهم ليكونوا أشد فتكا بالمسلمين، فقال : إن هؤلاء ليسوا إلا بقية شيء خسيس
١ سورة طه. من الآية٧٢..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..

﴿ لشرذمة ﴾ وهم مع هذا قلة لايؤبه بهم
﴿ وإنهم لنا لغائظون ﴾ فموسى وهارون يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ).. ويذهبا بطريقتكم المثلى( ١ ).. إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد( ٢.
١ سورة طه. من الآية٦٣..
٢ سورة غافر. من الآية ٢٦..
﴿ وإنا لجميع حاذرون ﴾ أي أنا لجمع من عاداتنا الحذر والاحتراز واستعمال الحزم في الأمور، أشار أولا إلى عدم ما يمنع اتباعهم من شوكتهم، ثم إلى تحقق ما يدعو إليه من فرط عداوتهم-١، وشاء الخبير البصير الحكيم القدير أن يستخرج فرعون وهامان وجنودهما ليطهر الأرض من بطشهم وكيدهما، وأن يهلكوا بعيدا عن الكنوز والقصور، والحدائق والدور، لأنهم قد سبق في علم المولى سبحانه أن يرث هذه النعمة من كانوا مستضعفين من قبل، وجمهور علماء القرآن على أن ميراث بني إسرائيل لهذه الأرض وما حوت من أموال على ظاهرها وفي باطنها كان بعد إغراق فرعون وقومه، لكن عبر عن المستقبل حينذاك بالماضي لأنه واقع لا محالة، ولتحقق وقوعه كأنه قد وقع وانقضى، وحين بدأ شروق الشمس كان جند الكفر يتحرك يتابع المسلمين، موسى وهارون ومن آمن بهما.
١ ما بين العارضتين من روح المعانى..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:﴿ لا ضير ﴾ لن يضرنا ما تفعل بنا، فإنا ).. لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا.. ( ١، ﴿ إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع٢أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول٣المؤمنين ﴾، علم الله تعالى المؤمنين لتوهم حقائق الدنيا ويوم الدين، وعلموا أن إلى ربنا الرجعى، ولا يفلح إلا من تزكى، وصدق بالحسنى، آثروا ما يبقى على ما يفنى، ( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى( ٤ فلتسمع الدنيا هذا الرشد الذي يضيء جوانب القلب والعقل، واليسير من نوره يرد عن الضلالة والغي، طائفة عاشوا للباطل والتخييل، والتمويه والتضليل، وساوموا فرعون ليطفئوا نور الله بأفواههم، وصاحوا بتأليهه في بداية سحرهم، ومالئوا الطاغية الذي خدعهم وزعم أنه ربهم، فقالوا :﴿.. بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾ تنشرح صدورهم للإسلام طرفة عين فإذا هم الحكماء العلماء، الخشع الأتقياء، الصابرون الأوفياء، يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، ويعرضون عن ذهب فرعون، وعما سيصب عليهم مستخفين بما يلقون، لأنه لا يملك إلا النيل من أجسادهم، لكن لله تعالى السرائر والعقول، فمن حبب الله إليه الإيمان وزينه في قلبه، فلن يزيده البلاء وإيذاء الأعداء إلا إيمانا وتسليما )ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم( ٥، وفي هذه السورة لم يرد بيان ماذا كان بين إيمان الذين سبقت لهم الحسنى وبين الأمر بالهجرة، لكن أشير إلى عبر مما جرى في آيات من سورة الأعراف، وقليل من آيات سورة الزخرف، أوحى الله تعالى إلى عبده ونبيه موسى أن يخرج ويسير ليلا هو ومن آمن معه، فإن عدوهم متبعهم، فاستجاب موسى لأمر ربه، وخرج ومن معه إلى حيث هدوا، فلما علم فرعون برحيلهم سارع في حشد جنده من كافة المدائن والأقاليم، وحرضهم ليكونوا أشد فتكا بالمسلمين، فقال : إن هؤلاء ليسوا إلا بقية شيء خسيس
١ سورة طه. من الآية٧٢..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:﴿ لا ضير ﴾ لن يضرنا ما تفعل بنا، فإنا ).. لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا.. ( ١، ﴿ إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع٢أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول٣المؤمنين ﴾، علم الله تعالى المؤمنين لتوهم حقائق الدنيا ويوم الدين، وعلموا أن إلى ربنا الرجعى، ولا يفلح إلا من تزكى، وصدق بالحسنى، آثروا ما يبقى على ما يفنى، ( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى( ٤ فلتسمع الدنيا هذا الرشد الذي يضيء جوانب القلب والعقل، واليسير من نوره يرد عن الضلالة والغي، طائفة عاشوا للباطل والتخييل، والتمويه والتضليل، وساوموا فرعون ليطفئوا نور الله بأفواههم، وصاحوا بتأليهه في بداية سحرهم، ومالئوا الطاغية الذي خدعهم وزعم أنه ربهم، فقالوا :﴿.. بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾ تنشرح صدورهم للإسلام طرفة عين فإذا هم الحكماء العلماء، الخشع الأتقياء، الصابرون الأوفياء، يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، ويعرضون عن ذهب فرعون، وعما سيصب عليهم مستخفين بما يلقون، لأنه لا يملك إلا النيل من أجسادهم، لكن لله تعالى السرائر والعقول، فمن حبب الله إليه الإيمان وزينه في قلبه، فلن يزيده البلاء وإيذاء الأعداء إلا إيمانا وتسليما )ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم( ٥، وفي هذه السورة لم يرد بيان ماذا كان بين إيمان الذين سبقت لهم الحسنى وبين الأمر بالهجرة، لكن أشير إلى عبر مما جرى في آيات من سورة الأعراف، وقليل من آيات سورة الزخرف، أوحى الله تعالى إلى عبده ونبيه موسى أن يخرج ويسير ليلا هو ومن آمن معه، فإن عدوهم متبعهم، فاستجاب موسى لأمر ربه، وخرج ومن معه إلى حيث هدوا، فلما علم فرعون برحيلهم سارع في حشد جنده من كافة المدائن والأقاليم، وحرضهم ليكونوا أشد فتكا بالمسلمين، فقال : إن هؤلاء ليسوا إلا بقية شيء خسيس
١ سورة طه. من الآية٧٢..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:﴿ لا ضير ﴾ لن يضرنا ما تفعل بنا، فإنا ).. لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا.. ( ١، ﴿ إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع٢أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول٣المؤمنين ﴾، علم الله تعالى المؤمنين لتوهم حقائق الدنيا ويوم الدين، وعلموا أن إلى ربنا الرجعى، ولا يفلح إلا من تزكى، وصدق بالحسنى، آثروا ما يبقى على ما يفنى، ( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى( ٤ فلتسمع الدنيا هذا الرشد الذي يضيء جوانب القلب والعقل، واليسير من نوره يرد عن الضلالة والغي، طائفة عاشوا للباطل والتخييل، والتمويه والتضليل، وساوموا فرعون ليطفئوا نور الله بأفواههم، وصاحوا بتأليهه في بداية سحرهم، ومالئوا الطاغية الذي خدعهم وزعم أنه ربهم، فقالوا :﴿.. بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾ تنشرح صدورهم للإسلام طرفة عين فإذا هم الحكماء العلماء، الخشع الأتقياء، الصابرون الأوفياء، يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، ويعرضون عن ذهب فرعون، وعما سيصب عليهم مستخفين بما يلقون، لأنه لا يملك إلا النيل من أجسادهم، لكن لله تعالى السرائر والعقول، فمن حبب الله إليه الإيمان وزينه في قلبه، فلن يزيده البلاء وإيذاء الأعداء إلا إيمانا وتسليما )ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم( ٥، وفي هذه السورة لم يرد بيان ماذا كان بين إيمان الذين سبقت لهم الحسنى وبين الأمر بالهجرة، لكن أشير إلى عبر مما جرى في آيات من سورة الأعراف، وقليل من آيات سورة الزخرف، أوحى الله تعالى إلى عبده ونبيه موسى أن يخرج ويسير ليلا هو ومن آمن معه، فإن عدوهم متبعهم، فاستجاب موسى لأمر ربه، وخرج ومن معه إلى حيث هدوا، فلما علم فرعون برحيلهم سارع في حشد جنده من كافة المدائن والأقاليم، وحرضهم ليكونوا أشد فتكا بالمسلمين، فقال : إن هؤلاء ليسوا إلا بقية شيء خسيس
١ سورة طه. من الآية٧٢..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:﴿ لا ضير ﴾ لن يضرنا ما تفعل بنا، فإنا ).. لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا.. ( ١، ﴿ إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع٢أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول٣المؤمنين ﴾، علم الله تعالى المؤمنين لتوهم حقائق الدنيا ويوم الدين، وعلموا أن إلى ربنا الرجعى، ولا يفلح إلا من تزكى، وصدق بالحسنى، آثروا ما يبقى على ما يفنى، ( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى( ٤ فلتسمع الدنيا هذا الرشد الذي يضيء جوانب القلب والعقل، واليسير من نوره يرد عن الضلالة والغي، طائفة عاشوا للباطل والتخييل، والتمويه والتضليل، وساوموا فرعون ليطفئوا نور الله بأفواههم، وصاحوا بتأليهه في بداية سحرهم، ومالئوا الطاغية الذي خدعهم وزعم أنه ربهم، فقالوا :﴿.. بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾ تنشرح صدورهم للإسلام طرفة عين فإذا هم الحكماء العلماء، الخشع الأتقياء، الصابرون الأوفياء، يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، ويعرضون عن ذهب فرعون، وعما سيصب عليهم مستخفين بما يلقون، لأنه لا يملك إلا النيل من أجسادهم، لكن لله تعالى السرائر والعقول، فمن حبب الله إليه الإيمان وزينه في قلبه، فلن يزيده البلاء وإيذاء الأعداء إلا إيمانا وتسليما )ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم( ٥، وفي هذه السورة لم يرد بيان ماذا كان بين إيمان الذين سبقت لهم الحسنى وبين الأمر بالهجرة، لكن أشير إلى عبر مما جرى في آيات من سورة الأعراف، وقليل من آيات سورة الزخرف، أوحى الله تعالى إلى عبده ونبيه موسى أن يخرج ويسير ليلا هو ومن آمن معه، فإن عدوهم متبعهم، فاستجاب موسى لأمر ربه، وخرج ومن معه إلى حيث هدوا، فلما علم فرعون برحيلهم سارع في حشد جنده من كافة المدائن والأقاليم، وحرضهم ليكونوا أشد فتكا بالمسلمين، فقال : إن هؤلاء ليسوا إلا بقية شيء خسيس
١ سورة طه. من الآية٧٢..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..

﴿ فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون٦١ قال كلا إن معي ربي سيهدين ٦٢ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم٦٣ وأزلفنا ثم الآخرين٦٤ وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ٦٥ ثم أغرقنا الآخرين٦٦ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين٦٧ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ٦٨ ﴾
وانتهى المسير في مرحلته الأولى بموسى والمؤمنين حين بلغوا البحر- والأرجح كما أسلفنا أنه البحر الأحمر–واقترب منهم جند فرعون حتى أصبح كل من الجمعين يرى الجمع الآخر، عندها قال أصحاب موسى لموسى-متحزنين شاكين- : إنا لها لكون  ! إذ قد أدركنا العدو بجنوده التي لا قبل لنا بها، لكن المصطفين الأخيار على يقين راسخ بقدرة العزيز الجبار، وحين تتقطع أسباب الأرض يبقى تدبير وتأييد رب الأرض والسماء، فقال موسى ردعا لهم، وتذكيرا بأن الله وليه ووليهم :﴿ كلا ﴾ !
﴿ كلا ﴾ !  لن يدركونا فقد جاءنا الوعد الصدق من ربنا :).. إنني معكما أسمع وأرى( ١.
).. فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون( ٢ لكن كيف نكون لنا الغلبة ؟ وكيف يأتينا النصر ؟ فهذا من تدبير وتقرير العزيز العليم، ﴿ إن معي ربي سيهدين ﴾. سيهدين- قريبا إلى ما فيه نجاتكم منهم ونصركم عليهم، ولم يشركهم عليه السلام في المعية والهداية إخراجا للكلام على حسب ما أشاروا إليه في قولهم :﴿ إنا لمدركون ﴾من طلب التدبير منه عليه السلام...... وقيل : قدم المعية هنا وأخرت في قوله تعالى :).. إن الله معنا... ( ٣ لأن المخاطب هنا بنو إسرائيل وهم أنبياء يعرفون الله عز وجل بعد النظر والسماع من موسى عليه السلام، والمخاطب هناك الصديق رضي الله تعالى عنه، وهو ممن يرى الله تعالى قبل كل شيء، ولاختلاف المقام نظم نبينا صلى الله عليه وسلم صاحبه معه في المعية.. -٤
١ سورة طه. من الآية ٤٦..
٢ سورة القصص. من الآية ٣٥..
٣ سورة التوبة من الآية ٤٠..
٤ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
﴿ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ﴾ هدى الله نبيه وكليمه وأمره أن يضرب البحر بعصاه فانحسر الماء إلى فلقتين، وافترق على فرقتين عاليتين كالجبلين الأشمين، وبينهما فرجة جافة يسيرعليها من يعبر لا يعوقه شيء كأنها درب على اليابسة، هكذا جاء البيان في آيات كريمة :).. فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى( ١وجاوز الله تعالى ببني إسرئيل البحر، ونجوا مع رسولي ربنا موسى وهارون عليهما الصلوات والتسليم، فأتبعهم فرعون بجنوده، فهم موسى – على ما قال المفسدون- أن يضرب البحر مرة أخرى لتلتحم الفرقتان، وينطبق البحر كما كان، فيحول بينهم وبين ملاحقة فرعون وجنوده لهم، فنودي من لدن ربه( واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون( ٢.
وظلت جنود فرعون تتابع زحفها، وما علم ولا علمت الجنود أنها بزحفها ستلقى حتفها، حتى إذا صاروا في البحر جميعا أمر الله البحر أن ينطبق عليهم فانطبق فغرقوا لم يفلت منهم أحد ).. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين( ٣، ولكن هذا المتأله الذي طغى وعتا حين أدركه الموت قال : آمنت، لكن حيث لا ينفع نفسا إيمانها )... لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.. ( ٤ فحسرهم الكبير المتعال بقدسي المقال :)آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.. )٥ وابتلع البحر سائر المجرمين ) فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين( ٦ وجعلهم ربنا سلفا ومثلا للآخرين، لعل في هذا مزدجرا للبغاة المعاندين، والكفرة الفجرة الجاحدين.
١ سورة طه. من الآية ٧٧..
٢ سورة الدخان. الآية ٢٤..
٣ سورة القصص. من الآية ٨..
٤ سورة الأنعام. من الآية ١٥٨..
٥ سورة يونس. الآية ٩١ ومن الآية ٩٢..
٦ سورة الدخان. الآية ٢٩..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٣:﴿ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ﴾ هدى الله نبيه وكليمه وأمره أن يضرب البحر بعصاه فانحسر الماء إلى فلقتين، وافترق على فرقتين عاليتين كالجبلين الأشمين، وبينهما فرجة جافة يسيرعليها من يعبر لا يعوقه شيء كأنها درب على اليابسة، هكذا جاء البيان في آيات كريمة :).. فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى( ١وجاوز الله تعالى ببني إسرئيل البحر، ونجوا مع رسولي ربنا موسى وهارون عليهما الصلوات والتسليم، فأتبعهم فرعون بجنوده، فهم موسى – على ما قال المفسدون- أن يضرب البحر مرة أخرى لتلتحم الفرقتان، وينطبق البحر كما كان، فيحول بينهم وبين ملاحقة فرعون وجنوده لهم، فنودي من لدن ربه( واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون( ٢.
وظلت جنود فرعون تتابع زحفها، وما علم ولا علمت الجنود أنها بزحفها ستلقى حتفها، حتى إذا صاروا في البحر جميعا أمر الله البحر أن ينطبق عليهم فانطبق فغرقوا لم يفلت منهم أحد ).. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين( ٣، ولكن هذا المتأله الذي طغى وعتا حين أدركه الموت قال : آمنت، لكن حيث لا ينفع نفسا إيمانها )... لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.. ( ٤ فحسرهم الكبير المتعال بقدسي المقال :)آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.. )٥ وابتلع البحر سائر المجرمين ) فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين( ٦ وجعلهم ربنا سلفا ومثلا للآخرين، لعل في هذا مزدجرا للبغاة المعاندين، والكفرة الفجرة الجاحدين.
١ سورة طه. من الآية ٧٧..
٢ سورة الدخان. الآية ٢٤..
٣ سورة القصص. من الآية ٨..
٤ سورة الأنعام. من الآية ١٥٨..
٥ سورة يونس. الآية ٩١ ومن الآية ٩٢..
٦ سورة الدخان. الآية ٢٩..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٣:﴿ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ﴾ هدى الله نبيه وكليمه وأمره أن يضرب البحر بعصاه فانحسر الماء إلى فلقتين، وافترق على فرقتين عاليتين كالجبلين الأشمين، وبينهما فرجة جافة يسيرعليها من يعبر لا يعوقه شيء كأنها درب على اليابسة، هكذا جاء البيان في آيات كريمة :).. فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى( ١وجاوز الله تعالى ببني إسرئيل البحر، ونجوا مع رسولي ربنا موسى وهارون عليهما الصلوات والتسليم، فأتبعهم فرعون بجنوده، فهم موسى – على ما قال المفسدون- أن يضرب البحر مرة أخرى لتلتحم الفرقتان، وينطبق البحر كما كان، فيحول بينهم وبين ملاحقة فرعون وجنوده لهم، فنودي من لدن ربه( واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون( ٢.
وظلت جنود فرعون تتابع زحفها، وما علم ولا علمت الجنود أنها بزحفها ستلقى حتفها، حتى إذا صاروا في البحر جميعا أمر الله البحر أن ينطبق عليهم فانطبق فغرقوا لم يفلت منهم أحد ).. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين( ٣، ولكن هذا المتأله الذي طغى وعتا حين أدركه الموت قال : آمنت، لكن حيث لا ينفع نفسا إيمانها )... لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.. ( ٤ فحسرهم الكبير المتعال بقدسي المقال :)آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.. )٥ وابتلع البحر سائر المجرمين ) فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين( ٦ وجعلهم ربنا سلفا ومثلا للآخرين، لعل في هذا مزدجرا للبغاة المعاندين، والكفرة الفجرة الجاحدين.
١ سورة طه. من الآية ٧٧..
٢ سورة الدخان. الآية ٢٤..
٣ سورة القصص. من الآية ٨..
٤ سورة الأنعام. من الآية ١٥٨..
٥ سورة يونس. الآية ٩١ ومن الآية ٩٢..
٦ سورة الدخان. الآية ٢٩..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٣:﴿ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ﴾ هدى الله نبيه وكليمه وأمره أن يضرب البحر بعصاه فانحسر الماء إلى فلقتين، وافترق على فرقتين عاليتين كالجبلين الأشمين، وبينهما فرجة جافة يسيرعليها من يعبر لا يعوقه شيء كأنها درب على اليابسة، هكذا جاء البيان في آيات كريمة :).. فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى( ١وجاوز الله تعالى ببني إسرئيل البحر، ونجوا مع رسولي ربنا موسى وهارون عليهما الصلوات والتسليم، فأتبعهم فرعون بجنوده، فهم موسى – على ما قال المفسدون- أن يضرب البحر مرة أخرى لتلتحم الفرقتان، وينطبق البحر كما كان، فيحول بينهم وبين ملاحقة فرعون وجنوده لهم، فنودي من لدن ربه( واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون( ٢.
وظلت جنود فرعون تتابع زحفها، وما علم ولا علمت الجنود أنها بزحفها ستلقى حتفها، حتى إذا صاروا في البحر جميعا أمر الله البحر أن ينطبق عليهم فانطبق فغرقوا لم يفلت منهم أحد ).. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين( ٣، ولكن هذا المتأله الذي طغى وعتا حين أدركه الموت قال : آمنت، لكن حيث لا ينفع نفسا إيمانها )... لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.. ( ٤ فحسرهم الكبير المتعال بقدسي المقال :)آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.. )٥ وابتلع البحر سائر المجرمين ) فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين( ٦ وجعلهم ربنا سلفا ومثلا للآخرين، لعل في هذا مزدجرا للبغاة المعاندين، والكفرة الفجرة الجاحدين.
١ سورة طه. من الآية ٧٧..
٢ سورة الدخان. الآية ٢٤..
٣ سورة القصص. من الآية ٨..
٤ سورة الأنعام. من الآية ١٥٨..
٥ سورة يونس. الآية ٩١ ومن الآية ٩٢..
٦ سورة الدخان. الآية ٢٩..

﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ إن في الذي يقصه علينا الكتاب المبين، من أنباء المرسلين، لعلامة على اقتدار الملك المتين، وغيرته على حرمات الدين، وبأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين، وإنجائه لرسله والمؤمنين، ومع وضوح الآيات، وسبق المثلات، فقليل من العباد من يشرك، ويتدبر ويستيقن ويذكر، وأكثرهم كفور جحود، بطر عنيد، ﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ فاثبت ومن معك على اليقين الراسخ في أن مولاكم عزيز يغلب ولا يغلب، قهر كل شيء وعز عليه، وهو بكم رءوف رحيم، فمهما كثر عدوكم، وجمع وأعد لكم، فإن الله معكم ولن يتركم أعمالكم، وقلتكم لن تذهب ريحكم، { .. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين( ١، [ فمن عزته قدر على عقوبتهم، ومن رحمته بين لهم الدلائل ليتفكروا ويعتبروا ]٢.
١ سورة البقرة. من الآية ٢٤٩..
٢ ما بين العلامتين[ ] من تفسير غرائب القرآن..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٧:﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ إن في الذي يقصه علينا الكتاب المبين، من أنباء المرسلين، لعلامة على اقتدار الملك المتين، وغيرته على حرمات الدين، وبأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين، وإنجائه لرسله والمؤمنين، ومع وضوح الآيات، وسبق المثلات، فقليل من العباد من يشرك، ويتدبر ويستيقن ويذكر، وأكثرهم كفور جحود، بطر عنيد، ﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ فاثبت ومن معك على اليقين الراسخ في أن مولاكم عزيز يغلب ولا يغلب، قهر كل شيء وعز عليه، وهو بكم رءوف رحيم، فمهما كثر عدوكم، وجمع وأعد لكم، فإن الله معكم ولن يتركم أعمالكم، وقلتكم لن تذهب ريحكم، {.. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين( ١، [ فمن عزته قدر على عقوبتهم، ومن رحمته بين لهم الدلائل ليتفكروا ويعتبروا ]٢.
١ سورة البقرة. من الآية ٢٤٩..
٢ ما بين العلامتين[ ] من تفسير غرائب القرآن..

﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم٦٩إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون٧٠ قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين٧١ قال هل يسمعونكم إذ تدعون٧٢ أو ينفعونكم أو يضرون٧٣ قالوا بل وجدنا آباءنا كذالك يفعلون٧٤ قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون٧٥ أنتم وآباؤكم الأقدمون٧٦ فإنهم عدو لي إلا رب العالمين٧٧ الذي خلقني فهو يهدين٧٨ والذي هو يطعمني ويسقين ٧٩ وإذا مرضت فهو يشفين٨٠ والذي يميتني ثم يحيين٨١ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين٧٢ ﴾
أمر من الله تعالى إلى خاتم النبيين أن يتلو آيات بينت من أنباء وأخبار أبي الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلوات والتسليم ويذكر كيف كان حاله ومقاله، إذ نصح أباه وقومه فسألهم- ربما ليبني على جوابهم بطلان عملهم وفساد رأيهم- :﴿ ماذا تعبدون ﴾
﴿ ماذا تعبدون ﴾ ما معبودكم الذي تعبدونه ؟
﴿ قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ﴾ زين لهم سوء عملهم فرأوه حسنا، )واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا( ١، فأقروا وشهدوا على أنفسهم أنهم إنما يعبدون جمادا لا حس به ولا حركة، وأوثانا وخشبا وحجارة، ثم تمادوا في العته والسفه فأخبروا أنهم يستديمون عبادتها، فظل قد تكون تامة بمعنى بقي واستمر، وقد يراد بها وقت النهار، أما في الليل فيعبدون الكواكب.
١ سورة مريم. الآية ٨١..
قال لهم نبي الله وخليله :﴿ هل يسمعونكم إذ تدعون ﴾ ؟ هل تستجيب الأصنام أو الكواكب دعاءكم، أو إن دعوتموهم وناديتموهم سمعوا نداءكم ؟   !
﴿ أو ينفعونكم أو يضرون ﴾ هل يملكون لكم نفعا أو ضرا أو موتا أو حياة ؟ هل يجلبون لكم رزقا وخيرا ؟ وينصرونكم ويدفعون عنكم شرا ؟
﴿ قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾ فاعترفوا بسفههم وضلالهم، وأنهم ما رجوا خيرا من آلهتهم، ولا ربحوا من تعظيمهم، وإنما هو التقليد لآبائهم، فرد إبراهيم بحجة الله العليم الحكيم، وبقلبه النقي الطاهر السليم معلنا ولاية الله ومن والاه، وعداوة الشرك والوثن والكوكب ومن تولاه :﴿ أفرأيتم ما كنتم تعبدون. أنتم وآباؤكم الأقدمون. فإنهم عدو لي ﴾
﴿ أفرأيتم ما كنتم تعبدون. أنتم وآباؤكم الأقدمون. فإنهم عدو لي ﴾ أنظرتم فأبصرتم أو تأملتم فعلمتم أي شيء استدمتم على عبادته ؟ أو أي شيء تعبدونه ؟   ! ﴿ أنتم وآباؤكم الأقدمين ﴾ والكلام إنكار وتوبيخ يتضمن بطلان آلهتهم وعبادتها، وأن عبادتها، ضلال قديم، لا فائدة في قدمه إلا ظهور بطلانه، كما يؤذن بهذا وصف آبائهم بالأقدمين، وقوله تعالى :﴿ فإنهم عدو لي ﴾ قيل : تعليل لما يفهم من ذلك، من أني لا أعبدهم، أولا تصح عبادتهم... وقال النسفي العدو اسم للمعادي والمعادى جميعا... وضمير﴿ إنهم ﴾ عائد على﴿ ما ﴾، وجمع مراعاة لمعناها، وإفراد العدو مع أنه خبر عن الجمع إلا لأنه مصدر في الأصل فيطلق على الواحد، المذكر وغيره، أو لاتحاد الكل في معنى العداوة-١.
﴿ إلا رب العالمين ﴾لكن رب العالمين وليي، ويسمع من ناداه، ويستجيب لمن دعاه، وهو الضار المدافع، وهو الخلاق العليم، الرزاق ذو القوة المتين، فهو خالقي والخلق كافة، وهو الهادي إلى الحق والطريق المستقيم ).. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون( ٢، وهو الذي قدر الأقوات، وقسم الأرزاق، وأمدنا بالماء والسقيا، ولقد بين القرآن الحجة البالغة في الخلق والرزق في آيات مباركة كثيرة منها قول الله تبارك اسمه :)أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون( ٣ )ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون( ٤ ) أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون. إنا لمغرمون. بل نحن محرومون. أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون( ٥.
١ ما بين العارضتين من روح المعاني..
٢ سورة يونس. من الآية ٣٥..
٣ سورة الواقعة. الآيتان ٥٨-٥٩..
٤ سورة الواقعة. الآية ٦٢..
٥ سورة الواقعة. الآيات من ٦٣ إلى ٧٠..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:﴿ أفرأيتم ما كنتم تعبدون. أنتم وآباؤكم الأقدمون. فإنهم عدو لي ﴾ أنظرتم فأبصرتم أو تأملتم فعلمتم أي شيء استدمتم على عبادته ؟ أو أي شيء تعبدونه ؟   ! ﴿ أنتم وآباؤكم الأقدمين ﴾ والكلام إنكار وتوبيخ يتضمن بطلان آلهتهم وعبادتها، وأن عبادتها، ضلال قديم، لا فائدة في قدمه إلا ظهور بطلانه، كما يؤذن بهذا وصف آبائهم بالأقدمين، وقوله تعالى :﴿ فإنهم عدو لي ﴾ قيل : تعليل لما يفهم من ذلك، من أني لا أعبدهم، أولا تصح عبادتهم... وقال النسفي العدو اسم للمعادي والمعادى جميعا... وضمير﴿ إنهم ﴾ عائد على﴿ ما ﴾، وجمع مراعاة لمعناها، وإفراد العدو مع أنه خبر عن الجمع إلا لأنه مصدر في الأصل فيطلق على الواحد، المذكر وغيره، أو لاتحاد الكل في معنى العداوة-١.
﴿ إلا رب العالمين ﴾لكن رب العالمين وليي، ويسمع من ناداه، ويستجيب لمن دعاه، وهو الضار المدافع، وهو الخلاق العليم، الرزاق ذو القوة المتين، فهو خالقي والخلق كافة، وهو الهادي إلى الحق والطريق المستقيم ).. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون( ٢، وهو الذي قدر الأقوات، وقسم الأرزاق، وأمدنا بالماء والسقيا، ولقد بين القرآن الحجة البالغة في الخلق والرزق في آيات مباركة كثيرة منها قول الله تبارك اسمه :)أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون( ٣ )ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون( ٤ ) أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون. إنا لمغرمون. بل نحن محرومون. أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون( ٥.
١ ما بين العارضتين من روح المعاني..
٢ سورة يونس. من الآية ٣٥..
٣ سورة الواقعة. الآيتان ٥٨-٥٩..
٤ سورة الواقعة. الآية ٦٢..
٥ سورة الواقعة. الآيات من ٦٣ إلى ٧٠..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:﴿ أفرأيتم ما كنتم تعبدون. أنتم وآباؤكم الأقدمون. فإنهم عدو لي ﴾ أنظرتم فأبصرتم أو تأملتم فعلمتم أي شيء استدمتم على عبادته ؟ أو أي شيء تعبدونه ؟   ! ﴿ أنتم وآباؤكم الأقدمين ﴾ والكلام إنكار وتوبيخ يتضمن بطلان آلهتهم وعبادتها، وأن عبادتها، ضلال قديم، لا فائدة في قدمه إلا ظهور بطلانه، كما يؤذن بهذا وصف آبائهم بالأقدمين، وقوله تعالى :﴿ فإنهم عدو لي ﴾ قيل : تعليل لما يفهم من ذلك، من أني لا أعبدهم، أولا تصح عبادتهم... وقال النسفي العدو اسم للمعادي والمعادى جميعا... وضمير﴿ إنهم ﴾ عائد على﴿ ما ﴾، وجمع مراعاة لمعناها، وإفراد العدو مع أنه خبر عن الجمع إلا لأنه مصدر في الأصل فيطلق على الواحد، المذكر وغيره، أو لاتحاد الكل في معنى العداوة-١.
﴿ إلا رب العالمين ﴾لكن رب العالمين وليي، ويسمع من ناداه، ويستجيب لمن دعاه، وهو الضار المدافع، وهو الخلاق العليم، الرزاق ذو القوة المتين، فهو خالقي والخلق كافة، وهو الهادي إلى الحق والطريق المستقيم ).. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون( ٢، وهو الذي قدر الأقوات، وقسم الأرزاق، وأمدنا بالماء والسقيا، ولقد بين القرآن الحجة البالغة في الخلق والرزق في آيات مباركة كثيرة منها قول الله تبارك اسمه :)أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون( ٣ )ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون( ٤ ) أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون. إنا لمغرمون. بل نحن محرومون. أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون( ٥.
١ ما بين العارضتين من روح المعاني..
٢ سورة يونس. من الآية ٣٥..
٣ سورة الواقعة. الآيتان ٥٨-٥٩..
٤ سورة الواقعة. الآية ٦٢..
٥ سورة الواقعة. الآيات من ٦٣ إلى ٧٠..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:﴿ أفرأيتم ما كنتم تعبدون. أنتم وآباؤكم الأقدمون. فإنهم عدو لي ﴾ أنظرتم فأبصرتم أو تأملتم فعلمتم أي شيء استدمتم على عبادته ؟ أو أي شيء تعبدونه ؟   ! ﴿ أنتم وآباؤكم الأقدمين ﴾ والكلام إنكار وتوبيخ يتضمن بطلان آلهتهم وعبادتها، وأن عبادتها، ضلال قديم، لا فائدة في قدمه إلا ظهور بطلانه، كما يؤذن بهذا وصف آبائهم بالأقدمين، وقوله تعالى :﴿ فإنهم عدو لي ﴾ قيل : تعليل لما يفهم من ذلك، من أني لا أعبدهم، أولا تصح عبادتهم... وقال النسفي العدو اسم للمعادي والمعادى جميعا... وضمير﴿ إنهم ﴾ عائد على﴿ ما ﴾، وجمع مراعاة لمعناها، وإفراد العدو مع أنه خبر عن الجمع إلا لأنه مصدر في الأصل فيطلق على الواحد، المذكر وغيره، أو لاتحاد الكل في معنى العداوة-١.
﴿ إلا رب العالمين ﴾لكن رب العالمين وليي، ويسمع من ناداه، ويستجيب لمن دعاه، وهو الضار المدافع، وهو الخلاق العليم، الرزاق ذو القوة المتين، فهو خالقي والخلق كافة، وهو الهادي إلى الحق والطريق المستقيم ).. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون( ٢، وهو الذي قدر الأقوات، وقسم الأرزاق، وأمدنا بالماء والسقيا، ولقد بين القرآن الحجة البالغة في الخلق والرزق في آيات مباركة كثيرة منها قول الله تبارك اسمه :)أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون( ٣ )ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون( ٤ ) أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون. إنا لمغرمون. بل نحن محرومون. أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون( ٥.
١ ما بين العارضتين من روح المعاني..
٢ سورة يونس. من الآية ٣٥..
٣ سورة الواقعة. الآيتان ٥٨-٥٩..
٤ سورة الواقعة. الآية ٦٢..
٥ سورة الواقعة. الآيات من ٦٣ إلى ٧٠..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:﴿ أفرأيتم ما كنتم تعبدون. أنتم وآباؤكم الأقدمون. فإنهم عدو لي ﴾ أنظرتم فأبصرتم أو تأملتم فعلمتم أي شيء استدمتم على عبادته ؟ أو أي شيء تعبدونه ؟   ! ﴿ أنتم وآباؤكم الأقدمين ﴾ والكلام إنكار وتوبيخ يتضمن بطلان آلهتهم وعبادتها، وأن عبادتها، ضلال قديم، لا فائدة في قدمه إلا ظهور بطلانه، كما يؤذن بهذا وصف آبائهم بالأقدمين، وقوله تعالى :﴿ فإنهم عدو لي ﴾ قيل : تعليل لما يفهم من ذلك، من أني لا أعبدهم، أولا تصح عبادتهم... وقال النسفي العدو اسم للمعادي والمعادى جميعا... وضمير﴿ إنهم ﴾ عائد على﴿ ما ﴾، وجمع مراعاة لمعناها، وإفراد العدو مع أنه خبر عن الجمع إلا لأنه مصدر في الأصل فيطلق على الواحد، المذكر وغيره، أو لاتحاد الكل في معنى العداوة-١.
﴿ إلا رب العالمين ﴾لكن رب العالمين وليي، ويسمع من ناداه، ويستجيب لمن دعاه، وهو الضار المدافع، وهو الخلاق العليم، الرزاق ذو القوة المتين، فهو خالقي والخلق كافة، وهو الهادي إلى الحق والطريق المستقيم ).. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون( ٢، وهو الذي قدر الأقوات، وقسم الأرزاق، وأمدنا بالماء والسقيا، ولقد بين القرآن الحجة البالغة في الخلق والرزق في آيات مباركة كثيرة منها قول الله تبارك اسمه :)أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون( ٣ )ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون( ٤ ) أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون. إنا لمغرمون. بل نحن محرومون. أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون( ٥.
١ ما بين العارضتين من روح المعاني..
٢ سورة يونس. من الآية ٣٥..
٣ سورة الواقعة. الآيتان ٥٨-٥٩..
٤ سورة الواقعة. الآية ٦٢..
٥ سورة الواقعة. الآيات من ٦٣ إلى ٧٠..

﴿ وإذا مرضت فهو يشفين. والذي يميتني ثم يحيين ﴾ يثني إبراهيم على ربه ويتابع إظهار حجته على أبيه وقومه، ويسوق البرهان على جلال الملك الديان الرحيم الرحمان، فإنه سبحانه يجيب المضطر ويكشف الضر، ويعافي المبتلى، لاشفاء إلا شفاؤه شفاء لا يغادر سقما، إلى أجل قضاه، - ونسبة المرض الذي هو نقمة إلى نفسه، والشفاء الذي هو نعمة إلى الله جل شأنه لمراعاة حسن الأدب، كما قال الخضر عليه السلام :).. فأردت أن أعيبها.. ( ١وقال :).. فأراد ربك أن يبلغا أشدهما.. ( ٢.. -٣﴿ والذي يميتني ثم يحيين ﴾ربي حي لا يموت، وهو الذي بيده الموت والحياة، و﴿ ثم ﴾ للعطف مع التراخي، إذ ليس إحياء الموتى عقب الوفاة وإنما ذلك يوم البعث والعرض على الله، [ ولا يرد- على ما سبق سوقه علة لإسناد إبراهيم المرض إلى نفسه والشفاء إلى الله تعالى من أن ذلك رعاية لحسن الأدب، لايرد- إسناده الإماتة وهي أشد من المرض إليه عز وجل في قوله :﴿ والذي يميتني ثم يحيين ﴾ لإنكار الفرق بأن الموت قد علم واشتهر أنه قضاء محتوم من الله عز وجل... على أن الموت لكونه ذريعة إلى نيله عليه السلام للحياة الأبدية.... قيل : إن الموت لأهل الكمال وصلة إلى نيل المحاب الأبدية التي يستحقردونها الحياة الدنيوية، وفيه تخليص العاصي من اكتساب المعاصي ]٤
١ سورة الكهف. من الآية ٧٩..
٢ سورة الكهف. من الآية ٨٢..
٣ ما بين العارضتين من روح المعاني..
٤ مما أورد الألوسي..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٠:﴿ وإذا مرضت فهو يشفين. والذي يميتني ثم يحيين ﴾ يثني إبراهيم على ربه ويتابع إظهار حجته على أبيه وقومه، ويسوق البرهان على جلال الملك الديان الرحيم الرحمان، فإنه سبحانه يجيب المضطر ويكشف الضر، ويعافي المبتلى، لاشفاء إلا شفاؤه شفاء لا يغادر سقما، إلى أجل قضاه، - ونسبة المرض الذي هو نقمة إلى نفسه، والشفاء الذي هو نعمة إلى الله جل شأنه لمراعاة حسن الأدب، كما قال الخضر عليه السلام :).. فأردت أن أعيبها.. ( ١وقال :).. فأراد ربك أن يبلغا أشدهما.. ( ٢.. -٣﴿ والذي يميتني ثم يحيين ﴾ربي حي لا يموت، وهو الذي بيده الموت والحياة، و﴿ ثم ﴾ للعطف مع التراخي، إذ ليس إحياء الموتى عقب الوفاة وإنما ذلك يوم البعث والعرض على الله، [ ولا يرد- على ما سبق سوقه علة لإسناد إبراهيم المرض إلى نفسه والشفاء إلى الله تعالى من أن ذلك رعاية لحسن الأدب، لايرد- إسناده الإماتة وهي أشد من المرض إليه عز وجل في قوله :﴿ والذي يميتني ثم يحيين ﴾ لإنكار الفرق بأن الموت قد علم واشتهر أنه قضاء محتوم من الله عز وجل... على أن الموت لكونه ذريعة إلى نيله عليه السلام للحياة الأبدية.... قيل : إن الموت لأهل الكمال وصلة إلى نيل المحاب الأبدية التي يستحقردونها الحياة الدنيوية، وفيه تخليص العاصي من اكتساب المعاصي ]٤
١ سورة الكهف. من الآية ٧٩..
٢ سورة الكهف. من الآية ٨٢..
٣ ما بين العارضتين من روح المعاني..
٤ مما أورد الألوسي..

﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ يرجو رحمة ربنا، فإن إبراهيم عليه السلام أواه منيب كثير التأسف على ضلال الضالين، كثير الرجوع والإنابة إلى التواب الرحيم.
﴿ حكما ﴾علما كاملا يصح به إيماني وتستقيم به شرعتي.
﴿ رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين٨٣ واجعل لي لسان صدق في الآخرين٨٤ واجعلني من ورثة جنة النعيم٨٥ واغفر لأبي إنه كان من الضالين٨٦ ولا تخزني يوم يبعثون٨٧ يوم لا ينفع مال ولا بنون٨٨ إلا من أتى الله بقلب سليم٨٩ ﴾
بعد أن دعا إبراهيم عليه السلام قومه إلى الإله المستحق للعبادة، ونابذهم العداوة وما يدعونه من دون الله، وأثنى على ربنا بما هو أهله، وأنه المولى الخلاق الرزاق الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء عمن ناداه، ويتولى أحبابه فيفرج عنهم الكربات، ويتجاوز لهم عن السيآت، ويعظم لهم الدرجات، ثم تضرع إلى ربه أن يهبه علما به وبما ارتضاه من شرعة ومنهاج، حتى تصلح أعمال قلبه وأعمال جوارحه بهذا الفهم والعلم، وبالنبوة والرسالة إلى الخلق، ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾- أي بالنبيين من قبلي في الدرجة، وقال ابن عباس : بأهل الجنة، وهو تأكيد لقوله :﴿ هب لي حكما ﴾-١.
ونقل عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ﴾
١ ما بين العارضتين أورده القرطبي..
﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ﴾ هو : اجتماع الأمم عليه، وعن مجاهد : الثناء الحسن، وعن ابن عطية : الثناء وخلود المكانة، بإجماع المفسرين، وكذلك أجاب الله دعوته، وكل أمة تتمسك به وتعظمه، وهو على الحنيفية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، وليس أحد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إلا وهو يصلي على إبراهيم وخاصة في الصلوات، روى أشهب عن مالك قال : قال الله عز وجل :﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ﴾ لا بأس أن يحب الرجل أن يثني عليه صالحا ويرى في عمل الصالحين، إذا قصد به وجه الله تعالى، وقد قال الله تعالى :).. وألقيت عليك محبة مني.. ( ١وقال :)إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا( ٢ أي حبا في قلوب عباده وثناء حسنا، فنبه بقوله :﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ﴾ على استحباب اكتساب ما يورث الذكر الجميل. أهـ.
١ سورة طه. من الآية ٣٩..
٢ سورة مريم. الآية ٩٦..
﴿ من ورثة جنة النعيم ﴾ ممن تبوئهم قصور الجنة.
ودعا الله تعالى أن يجعله من أصحاب الجنة وأهل الدرجات فيها، أليس من فضل إبراهيم عليه السلام والذين آمنوا بدعوته أن جعلهم المولى سبحانه قدوة صالحة للصادقين في إيمانهم إلى يوم الدين ؟ يقول ربنا في كتابه المبين :)قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيينا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده.. ( ٣إلى قوله تبارك اسمه :)لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.. ( ٤حتى ليجادل القرآن العظيم عن إبراهيم الخليل عليه الصلوات والتسليم فيما يبدو وكأنه رقة على أبيه الذي لم يستعلن بتوحيد ربنا الرحمان الرحيم فجاءت الآية المباركة تبين حقيقة أمره :)وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم( ٥.
﴿ من الضالين ﴾ من الحائرين عن الحق، لعدم إقراره بالوحدانية.
﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾ طلب الغفران لأبيه لحيرته وبعده عن الاهتداء حين قال له ما حكاه عنه القرآن في قوله :).. واهجرني مليا( ٦، فظن إبراهيم أن هذه عدة أن يعلن إسلامه عما قليل، لهذا استغفر له أول الأمر، فلما علم أن أباه قد أصر على الشرك والوثنية نابذه وقومه العداء إلا أن يؤمنوا بالله الواحد رب الأرض والسماء، وتابع إبراهيم التضرع إلى ربه أن يكرمه يوم يلقاه وأن لا ينقص درجته عن إخوانه النبيين والمرسلين، يوم لا تنفع الأقوال ولا الأرحام، ولا تغني الآباء عن الأبناء ).. ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ( ٧، لكن من جاء ربه سبحانه وقد سلم باطنه من المروق والفسوق والشك والشرك، ومن الأوصاف الذميمة فإن ربه يكرم مآبه ويجزل ثوابه، فاللهم صل وسلم، واجعل رحمتك وبركاتك على رسولك وخليلك أبينا إبراهيم الذي وفى، ودعاك أن تجعلنا مسلمين، وتبعث فينا خاتم النبيين، يتلو علينا الآيات والحكمة ويزكينا بالكتاب المبين، اللهم آمين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٦:﴿ من الضالين ﴾ من الحائرين عن الحق، لعدم إقراره بالوحدانية.
﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾ طلب الغفران لأبيه لحيرته وبعده عن الاهتداء حين قال له ما حكاه عنه القرآن في قوله :).. واهجرني مليا( ٦، فظن إبراهيم أن هذه عدة أن يعلن إسلامه عما قليل، لهذا استغفر له أول الأمر، فلما علم أن أباه قد أصر على الشرك والوثنية نابذه وقومه العداء إلا أن يؤمنوا بالله الواحد رب الأرض والسماء، وتابع إبراهيم التضرع إلى ربه أن يكرمه يوم يلقاه وأن لا ينقص درجته عن إخوانه النبيين والمرسلين، يوم لا تنفع الأقوال ولا الأرحام، ولا تغني الآباء عن الأبناء ).. ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ( ٧، لكن من جاء ربه سبحانه وقد سلم باطنه من المروق والفسوق والشك والشرك، ومن الأوصاف الذميمة فإن ربه يكرم مآبه ويجزل ثوابه، فاللهم صل وسلم، واجعل رحمتك وبركاتك على رسولك وخليلك أبينا إبراهيم الذي وفى، ودعاك أن تجعلنا مسلمين، وتبعث فينا خاتم النبيين، يتلو علينا الآيات والحكمة ويزكينا بالكتاب المبين، اللهم آمين.

﴿ بنون ﴾ أبناء ذكور.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٦:﴿ من الضالين ﴾ من الحائرين عن الحق، لعدم إقراره بالوحدانية.
﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾ طلب الغفران لأبيه لحيرته وبعده عن الاهتداء حين قال له ما حكاه عنه القرآن في قوله :).. واهجرني مليا( ٦، فظن إبراهيم أن هذه عدة أن يعلن إسلامه عما قليل، لهذا استغفر له أول الأمر، فلما علم أن أباه قد أصر على الشرك والوثنية نابذه وقومه العداء إلا أن يؤمنوا بالله الواحد رب الأرض والسماء، وتابع إبراهيم التضرع إلى ربه أن يكرمه يوم يلقاه وأن لا ينقص درجته عن إخوانه النبيين والمرسلين، يوم لا تنفع الأقوال ولا الأرحام، ولا تغني الآباء عن الأبناء ).. ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ( ٧، لكن من جاء ربه سبحانه وقد سلم باطنه من المروق والفسوق والشك والشرك، ومن الأوصاف الذميمة فإن ربه يكرم مآبه ويجزل ثوابه، فاللهم صل وسلم، واجعل رحمتك وبركاتك على رسولك وخليلك أبينا إبراهيم الذي وفى، ودعاك أن تجعلنا مسلمين، وتبعث فينا خاتم النبيين، يتلو علينا الآيات والحكمة ويزكينا بالكتاب المبين، اللهم آمين.

﴿ بقلب سليم ﴾ معافى من الشرك والنفاق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٦:﴿ من الضالين ﴾ من الحائرين عن الحق، لعدم إقراره بالوحدانية.
﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾ طلب الغفران لأبيه لحيرته وبعده عن الاهتداء حين قال له ما حكاه عنه القرآن في قوله :).. واهجرني مليا( ٦، فظن إبراهيم أن هذه عدة أن يعلن إسلامه عما قليل، لهذا استغفر له أول الأمر، فلما علم أن أباه قد أصر على الشرك والوثنية نابذه وقومه العداء إلا أن يؤمنوا بالله الواحد رب الأرض والسماء، وتابع إبراهيم التضرع إلى ربه أن يكرمه يوم يلقاه وأن لا ينقص درجته عن إخوانه النبيين والمرسلين، يوم لا تنفع الأقوال ولا الأرحام، ولا تغني الآباء عن الأبناء ).. ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ( ٧، لكن من جاء ربه سبحانه وقد سلم باطنه من المروق والفسوق والشك والشرك، ومن الأوصاف الذميمة فإن ربه يكرم مآبه ويجزل ثوابه، فاللهم صل وسلم، واجعل رحمتك وبركاتك على رسولك وخليلك أبينا إبراهيم الذي وفى، ودعاك أن تجعلنا مسلمين، وتبعث فينا خاتم النبيين، يتلو علينا الآيات والحكمة ويزكينا بالكتاب المبين، اللهم آمين.

﴿ وأزلفت ﴾ وقربت وأدنيت ليدخلوها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ وأزلفت الجنة للمتقين٩٠ وبرزت الجحيم للغاوين٩١ وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون٩٢ من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون٩٣ فكبكبوا فيها هم والغاوون٩٤ وجنود إبليس أجمعون٩٥ قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤنين١٠٣ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٠٤ ﴾
من بقية أحوال يوم الدين وأهواله يوم لا ينفع مال ولا بنون أن تقرب الجنة وتدنو من أهل التقوى ليدخلوها، أو يقرب دخولهم إياها، حتى ليبشر الواحد منهم بقصره ومنزله الذي يتراءى لأهل الموقف كما تتراءى الكواكب الدرية، بينما تدنو جهنم من الخاطئين وتتلمظ لهم ويخالطهم حسيسها وسعيرها، كما أنبأ مولانا البر الرحيم :)إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا. وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا( ١ )إنها ترمي بشرر كالقصر( ٢.

﴿ وبرزت ﴾ وأظهرت.
﴿ الجحيم ﴾ جهنم.
﴿ للغاوين ﴾ للمقيمين على الغواية والضلالة والعمى.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ وأزلفت الجنة للمتقين٩٠ وبرزت الجحيم للغاوين٩١ وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون٩٢ من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون٩٣ فكبكبوا فيها هم والغاوون٩٤ وجنود إبليس أجمعون٩٥ قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤنين١٠٣ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٠٤ ﴾
من بقية أحوال يوم الدين وأهواله يوم لا ينفع مال ولا بنون أن تقرب الجنة وتدنو من أهل التقوى ليدخلوها، أو يقرب دخولهم إياها، حتى ليبشر الواحد منهم بقصره ومنزله الذي يتراءى لأهل الموقف كما تتراءى الكواكب الدرية، بينما تدنو جهنم من الخاطئين وتتلمظ لهم ويخالطهم حسيسها وسعيرها، كما أنبأ مولانا البر الرحيم :)إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا. وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا( ١ )إنها ترمي بشرر كالقصر( ٢.

﴿ وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون. من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ﴾ زيادة في التحسير يقال للضالين والمضلين : أين ما كنتم عبدتم من دون الله المستحق للعبادة وحده ؟ هل يستطيعون لكم نصرا أو عنكم دفعا، أو يحمونكم ويحولون بينكم وبين ما أنتم فيه فيمنعونكم منه منعا ؟   ! أو هل يملكون حتى أن يمنعوا أنفسهم مما حل بهم من البأس والنقمة ؟   ! وقد حكى القرآن الكريم إجابتهم في آية أخرى فقال :).. قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين( ١.
١ سورة الأعراف. من الآية٣٧..
﴿ هل ينصرونكم ﴾ هل تدفع عنكم أصنامكم وما اتخذتموه من دون الله تعالى من الأنداد ؟   !
﴿ أو ينتصرون ﴾ أو هل يدفع من عبدتموهم من دون المولى سبحانه عن أنفسهم ما أنزل بهم ؟   !.
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
﴿ فكبكبوا ﴾ كبوا على وجوههم وتدهوروا وألقى بعضهم على بعض، أو قلبوا على رؤوسهم.
﴿ الغاوون ﴾ المغوون لغيرهم، أو المتابعون لغيرهم في الغواية والضلال.
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
﴿ فكبكبوا فيها هم والغاوون. وجنود إبليس أجمعون ﴾ فكبوا على وجوههم في النار، وتدهوروا، وألقى بعضهم على بعض، وقلبوا على رؤوسهم فيها حتى يكدسوا في دركاتها هم ومن أغووهم، وأئمة الضلال ودعاة الكفر والخبال، وهل يريد الأبالسة إلا الغواية للخلق أجمعين، إلا من عصم مولانا البر الرحيم، ولقد حذرنا من عدونا الشيطان الرجيم فقال سبحانه وهو أصدق القائلين :)إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير( ١ ).. إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون( ٢ ثم يتلاومون ويتحاورون ويتلاعنون ).. كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون( ٣ )وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين( ٤، )وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل.. ( ٥، فيقول الأتباع الذين استضعفوا للذين استكبروا ).. لولا أنتم لكنا مؤمنين( ٦ ).. بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب.. ( ٧ )قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار( ٨ فيرد المستكبرون :).. إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد( -٩نسأل الله تعالى أن يقينا العذاب- ندموا حيث لا ينفع الندم، واعتذروا ).. ولات حين مناص( ١٠وتنبهوا بعد طول الغفلة :﴿ فما لنا من شافعين. ولا صديق حميم ﴾ وفي آيات أخر يحكي القرآن قيلهم :).. فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون( ١١.
١ سورة فاطر. الآية ٦..
٢ سورة الأعراف. من الآية ٢٧..
٣ سورة ا لأعراف. من الآية ٣٨..
٤ سورة فصلت. الآية ٢٩..
٥ سورة إبراهيم. من الآية ٢٢..
٦ سورة سبأ. من الآية ٣١..
٧ سورة سبأ. من الآية ٣٣..
٨ سورة ص. الآية ٦١..
٩ سورة غافر. من الآية ٣٨..
١٠ سورة ص. من الآية ٣..
١١ سورة الأعراف. من الآية ٥٣..
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
﴿ يختصمون ﴾ يخاصم بعضهم بعضا.
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
﴿ ضلال مبين ﴾ حيرة عن الحق وخسارة واضحة.
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
﴿ شافعين ﴾ يشفعون لنا، وأصل الشفاعة في اللغة أن ينضم رجاء الشافع إلى من يشفع له فيصير رأي الشخص مشفوعا برأي ثان، يصبحان معا شفعا.
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
﴿ حميم ﴾ مشفق، وحامة الرجل : الذين يحرقهم ما أحرقه.
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
﴿ كرة ﴾ رجعة إلى الدنيا.
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
﴿ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾ يتمنون أن يردوا إلى الدنيا ويرجعوا إليها ثانية ليعملوا عملا صالحا ولا ينخدعوا بإضلال المضلين، فيجابون :).. اخسئوا فيها ولا تكلمون. إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون. إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون( ١
١ سورة المؤمنون. من الآية ١٠٧ والآيات ١٠٩، ١١٠، ١١١..
﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ إن في الذي نسوقه إليكم ونخبركم به لعلامة على اقتدارنا، وبرهانا على القضاء الحق بين خلقنا، يوم نبعثهم ونجمعهم للقائنا، وحسابنا وجزائنا، لكن أكثرهم يعمهون عن الحق، ويرتابون فيما هو صدق، بل ويكذبون بيوم واقع لا محالة
﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ وازدد يقينا أيها المكلف أن مولاك عزيز يغلب ولا يغلب، وهو القاهر فوق عباده، ولن يفلت منه مكذب أو جاحد، ، أو مفسد أو معاند، وهو بالمؤمنين رحيم، تحيتهم يوم يلقونه سلام، وبشراهم بالنعيم المقيم.
﴿ كذبت قوم نوح المرسلين١٠٥ إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون١٠٦ إني لكم رسول أمين١٠٧ فاتقوا الله وأطيعون١٠٨ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٠٩ فاتقوا الله وأطيعون١١٠ * قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون١١١ قال وما علمي بما كانوا يعملون١١٢ إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون١١٣ وما أنا بطارد المؤمنين١١٤ إن أنا إلا نذير مبين١١٥ قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين١١٦ قال رب إن قومي كذبون١١٧ فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين١١٨ فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون١١٩ ثم أغرقنا بعد الباقين١٢٠ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤنين١٢١ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٢٢ ﴾
يقص الله تعالى علينا من أنباء ما قد سبق لتكون لنا موعظة وعبرة، فتقتدي بأهل الحق المهتدين، ونحذر الزيغ حتى لا يحل بنا ما حل بالمجرمين، ويعلمنا ربنا من سيرة المرسلين- عليهم صلوات رب العالمين- ليثبت بذلك أفئدتنا ويقوي اليقين.
﴿ كذبت قوم نوح ﴾ أي كذبت جماعة قوم نوح، جاء في المصباح : القوم يذكر ويؤنث وكذلك كل اسم جمع لا واحد له من لفظه نحو : رهط، ونفر. اه ﴿ المرسلين ﴾ لأن من كذب رسولا فقد كذب الرسل باعتبار إجماع الكل على التوحيد وأصول الشرائع التي لا تختلف باختلاف الأزمنة والأعصار.
﴿ إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون ﴾﴿ إذ ﴾ للظرفية، أو للتعليل، قال لهم أخوهم في النسب لا في الدين، أو باعتباره واحدا من القبيلة، كما يقال : يا أخا قريش، ويا أخا العرب، ﴿ ألا تتقون ﴾ الله تعالى وتخافون بأسه وغضبه إذ عبدتم الأصنام وألهتموها ؟   !
﴿ أمين ﴾ يرعى حقوق الأمانات ويصونها، وكانوا يعرفون أمانته وصدقه من قبل.
﴿ إني لكم رسول ﴾ بعثني ربكم وأرسلني إليكم بما فيه الخير لكم، ﴿ أمين ﴾ أرعى الأمانات وأصونها، وأنتم تعرفون أمانتي وصدقي، وإني لأمين على أداء ما بعثت به وتبليغه.
﴿ وأطيعون ﴾ واتبعوني فيما آمركم به عن ربي سبحانه.
﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾ فاحذروا عقاب الله وعذابه، واجتنبوا ما يوقعكم في سخطه، وما يوردكم ناره، واستجيبوا لما أدعوكم إليه من الإيمان والصلاح
﴿ إن أجري ﴾ ما جزائي
﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ولا أطالبكم بمال على دعوتي وبلاغي ونصحي، ولا أطمع في أجر كائنا ما كان- مالا أو جاها أو غيرهما- ﴿ إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ ما جزائي على أداء رسالتي إلا تفضلا من الله الذي له الخلق والأمر، وبيده الفضل، وإليه يرجع الأمر كله، فهو ولي العوالم كلها ومليكها
﴿ وأطيعون ﴾ واتبعوني فيما آمركم به عن ربي سبحانه.
﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾ توكيد وتقرير لأن الدعوة المتجردة من المطامع، الخالصة من الشوائب، أحق أن تتبع، وإنما هي دعوة إلى تقوى الله، وهكذا جاءت الوصية في كتاب الله :)اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون( ١
١ سورة يس. الآية ٢١..
﴿ واتبعك الأرذلون ﴾ والحال قد اتبعك كل أرذل، أي خسيس دنيء.
﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾، فرد قومه يمارون في الحق وقد تبين : أتريد أن نتابعك يا نوح على ما أنت عليه من الدين وقد آمن بك الضعفاء الذين لا رأي لهم ولا حسب، كما حكى القرآن عنهم في آية كريمة أخرى :(.. وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي.. )١، أي إن اتبعناك فسنسوى بهؤلاء الأخساء الأدنياء، فلا يجمعنا وإياهم مجلس، وكأنهم طالبوا بطرد هؤلاء المؤمنين المتواضعين، لكنه عليه الصلوات والتسليم أيأسهم من تنحية هؤلاء المصدقين :(.. ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني لمن الظالمين )٢.
حتى ليتراءى للمتدبر أن إفك المشركين ومراء المستكبرين يكاد لا يختلف :
( أتواصوا به بل هم قوم طاغون )٣، لقد قال كبراء مكة لخاتم النبيين في ضعاف المؤمنين قريبا مما قال هؤلاء لنوح عليه الصلوات والتسليم، فثبت الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على الحق المبين، وناداه :( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا. وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا.. )٤.
١ سورة هود. من الآية٥٣..
٢ سورة هود. من الآية٣١..
٣ سورة الذاريات. الآية ٥٣..
٤ سورة الكهف. الآية ٢٨ ومن الآية ٢٩..
﴿ قال وما علمي بما كانوا يعملون ﴾ فرد عليهم نوح بأن العليم الخبير بأفعال العباد واحد، والمجازي عليها هو الذي لا تخفى عليه خافية، ولا يظلم مثقال ذرة(.. وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما )١ وأنا لست إلا بشرا لا أملك السيطرة على أحد، ولا أتصرف في عاقبة أحد، قال أهل اللغة :﴿ ما ﴾ نافية، أو استفهامية
١ سورة النساء. من الآية ٤٠..
﴿ إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون ﴾ لو كنتم من أهل الشعور لعلمتم أن الله تعالى لا يحاسب على الأموال ولا على الأشكال، ولكن يحاسب على الأحوال والقلوب والأعمال، ).. وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون. ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون( ١
١ سورة هود. من الآية ٢٩ والآية ٣٠..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٣:﴿ إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون ﴾ لو كنتم من أهل الشعور لعلمتم أن الله تعالى لا يحاسب على الأموال ولا على الأشكال، ولكن يحاسب على الأحوال والقلوب والأعمال، ).. وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون. ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون( ١
١ سورة هود. من الآية ٢٩ والآية ٣٠..

﴿ نذير مبين ﴾ أزجر المكلفين عما لا يرضى المولى سبحانه بالبرهان الواضح المظهر للحق.
﴿ إن أنا إلا نذير مبين ﴾ ما أنا إلا مخوف من عاقبة الشرك، موضح، - ما أرسلني أخص ذوي الغنى دون الفقراء، إنما أنا رسول أبلغكم ما أرسلت به، فمن أطاعني فذلك السعيد وإن كان فقيرا-١
١ ما بين العارضتين من الجامع لأحكام القرآن..
﴿ تنته ﴾ تسكت وترجع وتكف عن عيب ديننا وسب آلهتنا.
﴿ المرجومين ﴾المرميين بالحجارة.
﴿ قالوا لئن لم تنته يا نوح ﴾ لئن لم تسكت وتكف وترجع عن عيب ديننا وسب آلهتنا﴿ لتكونن من المرجومين ﴾ لتكونن من المرميين بالحجارة- هددوه بالقتل رجما إذا هو لم ينته عن الطعن في الأصنام وعابديها-
﴿ كذبون ﴾ استمروا على تكذيبي وأصروا عليه.
﴿ قال رب إن قومي كذبون ﴾ لما يئس من إيمانهم بعد تواصيهم مع ذرياتهم بالصبر على تقديس أصنامهم :( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )١ تضرع إلى ربه-وهو العليم الخبير- وأظهر في ضراعته ما يدعو عليهم لأجله، كما شهدت بذلك آية كريمة :( إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )٢ فسأل الله تعالى النصرة، وأن ينفذ فيهم أمره
١ سورة نوح. الآية ٢٣..
٢ سورة نوح. الآية ٢٧..
﴿ فافتح ﴾ فاحكم.
﴿ فافتح بيني وبينهم فتحا ﴾ فاحكم بيني وبينهم حكما تهلك به الكافرين، وتشفي به صدور قوم مؤمنين، وتنقذ الناس من فتنة هؤلاء الباغين العادين، ﴿ ونجني ومن معي من المؤمنين ﴾ واكتب لنا السلامة والنجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
﴿ الفلك المشحون ﴾ السفينة المملوءة.
﴿ فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ﴾ ففتح الله تعالى السماء بماء منهمر، وفجر الأرض عيونا حتى التقى الماءان، وعلا الموج كأنه الجبال، وحمل الله تعالى نوحا وسط هذا الطوفان على فلك ذات ألواح ومسامير، حشد فيها مع الرسول والمؤمنين به من كل زوجين اثنين، لكنها كانت في رعاية الفعال لما يريد، فلم ينلها- على ثقل حملها، وبساطة صنعها- ما يضر، وكيف لا  ! وهي تجري بأمر الله( تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر. ولقد تركناها آية فهل من مدكر )١
١ سورة القمر. الآيات ١٤-١٧..
﴿ ثم أغرقنا بعد الباقين ﴾[ أي بعد إنجائهم، و﴿ ثم ﴾ للتفاوت الرتبي ]
﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ إن في إهلاك الطاغين الذين هو أظلم وأطغى، وإغراقهم بطوفان ما غادر شيئا ولا أبقى، وإنجاء الله تعالى المؤمنين وما كانوا إلا فئة قليلة، إن في تدبيرنا هذا لعلامة على حكمتنا واقتدارنا مهما كثر أعداء الدين وقل أهل اليقين الصادقين
﴿ وإن ربك ﴾ أيها النبي أو كل من هو أهل للخطاب﴿ لهو العزيز ﴾ القوي الذي يقهر ولا يقهر ولا يغلب على فعل شيء أراده أبدا ﴿ الرحيم ﴾ الذي وسعت رحمته المؤمنين فهو ينعمهم في الآخرة بعدما أعزهم ونصرهم على عدوه وعدوهم في الدنيا :(.. نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )١.
١ سورة الصف. من الآية ١٣..
﴿ عاد ﴾ قبيلة عاشت بعد الطوفان، وكانت تسكن في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية بين حضر موت وعمان.
﴿ كذبت عاد المرسلين١٢٣ إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون١٢٤ إني لكم رسول أمين١٢٥ فاتقوا الله وأطيعون ١٢٦ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٢٧ أتبنون بكل ريع آية تعبثون١٢٨ وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون١٢٩ وإذا بطشتم بطشتم جبارين١٣٠ فاتقوا الله وأطيعون١٣١ واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون١٣٢ أمدكم بأنعام وبنين١٣٣ وجنات وعيون١٣٤ إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم١٣٥ قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين١٣٦ إن هذا إلا خلق الأولين١٣٧ وما نحن بمعذبين١٣٨ فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين١٣٩ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٤٠ ﴾.
﴿ يوم عظيم ﴾ اليوم الآخر.
﴿ عاد ﴾ جماعة وقوم وقبيلة كذبوا رسول الله إليهم- إلا قليلا منهم- وقد عاشوا بعد الطوفان الذي أغرق الدنيا إبان رسالة نوح عليه السلام، وكانت تسكن في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، بين حضرموت وعمان- على مشارف اليمن- و﴿ عاد ﴾ تصرف وتنون باعتبارها اسما للحي الذي كان يسكنه القوم، ومع أنهم لم يكذبوا إلا هودا- عليه سلام الله- وصفهم القرآن الكريم بأنهم كذبوا المرسلين، كأن تكذيب رسول واحد تكذيب لكل الرسل
﴿ ألا تتقون ﴾ ألا تخافون الله تعالى، وتتقون سخطه وبأسه أن ينزل بكم لعصيانكم واستكباركم وإفسادكم ؟   !
﴿ إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون ﴾ نبيهم هود عليه السلام كان من القوم، بعثه الله تعالى إليهم ينبههم من غفلتهم، ويردهم عن غوايتهم، قائلا ما علمنا كتاب الله : ألا تحذرون غضب الله وبأسه أن يحل بكم لعصيانكم واستكباركم وإفسادكم ؟   !، ألا تخافون جلال ربنا العظيم وتهابونه ؟
﴿ أمين ﴾ يرعى الأمانات ويصونها- وكانوا يعرفون أمانته وصدقه- وإني لأمين على أداء ما بعثت إليكم به، وتبليغكم إياه.
﴿ وأطيعون ﴾ واتبعوني فيما آمركم به عن ربي سبحانه.
﴿ إني لكم رسول أمين ﴾ إني أمين على وحي الله الذي حملته إليكم، فلا أقول على ربي إلا الحق، ولا أزيد على ما جاءني من عنده ولا أنقص منه، فاخشوا جلال باريكم وهيبته ونقمته، وأطيعوني فيما آمركم به وأنهاكم عنه، وإنما تمحض النصيحة وتستوجب القبول إذا تجرد الناصح ولم يطلب من المنصوحين مثوبة على نصحه، وهكذا دعا هود إلى الهدى محتسبا أجره، ومدخرا مثوبة ذلك وجزاءه عند الله رب العالمين، الشكور الوهاب الكريم
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٥:﴿ أمين ﴾ يرعى الأمانات ويصونها- وكانوا يعرفون أمانته وصدقه- وإني لأمين على أداء ما بعثت إليكم به، وتبليغكم إياه.
﴿ وأطيعون ﴾ واتبعوني فيما آمركم به عن ربي سبحانه.
﴿ إني لكم رسول أمين ﴾ إني أمين على وحي الله الذي حملته إليكم، فلا أقول على ربي إلا الحق، ولا أزيد على ما جاءني من عنده ولا أنقص منه، فاخشوا جلال باريكم وهيبته ونقمته، وأطيعوني فيما آمركم به وأنهاكم عنه، وإنما تمحض النصيحة وتستوجب القبول إذا تجرد الناصح ولم يطلب من المنصوحين مثوبة على نصحه، وهكذا دعا هود إلى الهدى محتسبا أجره، ومدخرا مثوبة ذلك وجزاءه عند الله رب العالمين، الشكور الوهاب الكريم

﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ولا أطالبكم على دعوتي وبلاغي ونصحي بعوض ولا مقابل.
﴿ إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ ما جزائي على أداء رسالتي إلا تفضلا من الله الذي له الخلق والأمر وبيده الفضل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٥:﴿ أمين ﴾ يرعى الأمانات ويصونها- وكانوا يعرفون أمانته وصدقه- وإني لأمين على أداء ما بعثت إليكم به، وتبليغكم إياه.
﴿ وأطيعون ﴾ واتبعوني فيما آمركم به عن ربي سبحانه.
﴿ إني لكم رسول أمين ﴾ إني أمين على وحي الله الذي حملته إليكم، فلا أقول على ربي إلا الحق، ولا أزيد على ما جاءني من عنده ولا أنقص منه، فاخشوا جلال باريكم وهيبته ونقمته، وأطيعوني فيما آمركم به وأنهاكم عنه، وإنما تمحض النصيحة وتستوجب القبول إذا تجرد الناصح ولم يطلب من المنصوحين مثوبة على نصحه، وهكذا دعا هود إلى الهدى محتسبا أجره، ومدخرا مثوبة ذلك وجزاءه عند الله رب العالمين، الشكور الوهاب الكريم

﴿ ريع ﴾ فج بين جبلين، ومنظرة، وتل عال.
﴿ آية ﴾ قصرا، وعلما، وبرجا.
﴿ تعبثون ﴾ تلعبون، وتفسدون.
﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾ استكثرتم من الأبنية العالية الشاهقة كالجبال، وأقمتموها على كل طريق وواد، للعب والعبث والسطو والفساد ؟   ! وجاء الكلام على صورة الاستفهام، والمراد به الإنكار، بنوا في الوديان والفجاج، وعلى المناظر والتلال والجبال قصورا وأبراجا وعلامات، روي أنهم يبنون البروج في كل ريع ليلعبوا بالحمام ويلهوا به[ وقيل بيت العشار يبنونه بكل رأس طريق فيجلسون فيه ليعشّروا مال من يمر بهم١- وله نظير في بلادنا اليوم- ولا مستعان إلا بالله العلي العظيم، والجملة، في موضع الحال ]٢
١ أورد القرطبي عن الكلبى والماوردي..
٢ ما بين العلامتين[ ] مما أورده الألوسي..
﴿ وتتخذون ﴾ وتعملون.
﴿ مصانع ﴾ بنايات، ومستودعات.
﴿ تخلدون ﴾ تبقون في الدنيا لا تفارقونها.
﴿ وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ﴾ وتشيدون المصانع ومآخذ الماء والحصون، كأنكم١مخلدون لا تموتون، أو لعلكم تحيون أبدا حين تبنون هذه الأشياء، وعن قتادة : مآجل الماء تحت الأرض، وعن الزجاج : مصانع الماء.
١ نقل عن الواقدي والبغوي أن لعل في هذه الآية للتشبيه، ووقع في صحيح البخاري أن لعل في الآية للتشبيه، ونقل الألوسي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: المعنى: كأنهم خالدون..
﴿ بطشتم ﴾ سطوتم، وعسفتم، وظلمتم.
﴿ جبارين ﴾ قتالين بغير حق، غاشمين بلا رأفة.
﴿ وإذا بطشتم بطشتم جبارين ﴾ وإذا غضبتهم قتلتم وأسرفتم في إزهاق الأرواح، وإسالة الدماء، واستكبرتم عن الحق، واستعليتم على الخلق، وإذا أردتم السطوة عسفتم وظلمتم، قتالين بغير حق، غاشمين بلا رأفة، نقل عن الحسن : أنه القتل من غير تثبت- والبطش يكون باليد وأقله الوكز والدفع، ويليه السوط والعصا، ويليه الحديد، والكل مذموم إلا بحق، والآية نزلت خبرا عمن تقدم من الأمم، ووعظا من الله عز وجل لنا في مجانبة ذلك الفعل الذي ذمهم به وأنكره عليهم، قلت : وهذه الأوصاف المذمومة قد صارت في كثير من هذه الأمة، لا سيما بالديار المصرية منذ وليها البحرية، فيبطشون بالناس بالسوط والعصا في غير حق، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن ذلك يكون، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا " -١.
١ ما بين العارضتين مما جاء في الجامع لأحكام القرآن..
﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾ توقوا عقاب الله وسخطه، وانتهوا عن مناهيه، وذروا اللهو واللعب، واحذروا قسوة القلب وطول الأمل وظلم الناس وقهرهم بالغلبة والفساد في الأرض، واستجيبوا لي فيما أمرتكم به عن ربي وربكم
﴿ أمدكم ﴾ ملككم وأعطاكم، ورزقكم وسخر لكم.
﴿ بما تعلمون ﴾من خيرات تتقلبون فيها.
﴿ واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون ﴾ الذي ملككم وأعطاكم، ورزقكم وسخر لكم ما تقرنون١، ووهبكم من الخيرات ما فيه تتقلبون، حقه أن يشكر فلا يكفر، وأن يطاع فلا يعصى، فهو الذي أعطى وأجزل، وأنعم وتفضل !
١ تطيقونه وتقوون عليه..
﴿ بأنعام ﴾ ببهائم، وهي ما يعبر عنه بالثروة الحيوانية- ويراد بها الإبل والبقر والغنم غالبا- ويلحق بها الخيل.
﴿ وبنين ﴾ وأبناء ذكور.
﴿ وجنات ﴾ وبساتين وحدائق كثير شجرها، وافر خضرها.
﴿ وعيون ﴾ ومياه متفجرة تتدفق بالماء العذب.
﴿ أمدكم بأنعام وبنين. وجنات وعيون ﴾ آتاكم الله إبلا وبقرا وغنما عليها تدور معايشكم، وبها تقر نواظركم وتبتهج خواطركم، وهكذا جعل الله تعالى في الأنعام متاعا حسيا، ومتاعا نفسيا، وبها امتن عز وجل في الآيات الكريمة :( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون. ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون. وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم )١ : كما وهبكم الأبناء منعة وعزا، ورزقكم ربكم البساتين والحدائق والزروع تطالعون بهاءها، وتقطفون ثمارها، وتغنمون خيرها، وأجرى لكم ماء الأنهار والعيون، و﴿ أمدكم ﴾ الثانية بدل من الأولى، وتفسير لها
١ سورة النحل. الآيات: ٥، ٦، ٧..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣٣:﴿ بأنعام ﴾ ببهائم، وهي ما يعبر عنه بالثروة الحيوانية- ويراد بها الإبل والبقر والغنم غالبا- ويلحق بها الخيل.
﴿ وبنين ﴾ وأبناء ذكور.
﴿ وجنات ﴾ وبساتين وحدائق كثير شجرها، وافر خضرها.
﴿ وعيون ﴾ ومياه متفجرة تتدفق بالماء العذب.
﴿ أمدكم بأنعام وبنين. وجنات وعيون ﴾ آتاكم الله إبلا وبقرا وغنما عليها تدور معايشكم، وبها تقر نواظركم وتبتهج خواطركم، وهكذا جعل الله تعالى في الأنعام متاعا حسيا، ومتاعا نفسيا، وبها امتن عز وجل في الآيات الكريمة :( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون. ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون. وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم )١ : كما وهبكم الأبناء منعة وعزا، ورزقكم ربكم البساتين والحدائق والزروع تطالعون بهاءها، وتقطفون ثمارها، وتغنمون خيرها، وأجرى لكم ماء الأنهار والعيون، و﴿ أمدكم ﴾ الثانية بدل من الأولى، وتفسير لها
١ سورة النحل. الآيات: ٥، ٦، ٧..

﴿ يوم عظيم ﴾ اليوم الآخر.
إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم } إن العذاب الذي ينتظر من كفر واستكبر، عذاب لا يكتنه كنهه فأنا أخاف عليكم أن يوردكم العناد والإفساد موارد لا تقوون عليها، إنكم إن كذبتم الدعوة وخالفتم الرسالة، وبدلتم النعمة جبروتا واستكبرتم فإني أخاف عليكم حلول نقمة العزيز وبطشه، فإن بأسه لا يرد عن القوم المجرمين، وسنته في كل عات تمضي كما مضت في الأولين- وما قوم نوح منكم ببعيد- :{ وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما( ١.
١ سورة الفرقان. الآية ٣٧..
﴿ قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ﴾ قال القوم المكذبون- مصرين على كبريائهم وضلالهم : إنذارك وعدم إنذارك سواء، لن نستجيب لما دعوت إليه :(.. وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين. إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء.. )١- وعدلوا عن : أم لم تعظ، الذي يقتضيه الظاهر، للمبالغة في بيان قلة اعتدادهم بوعظه عليه السلام لما في كلامهم على ما في النظم الجليل من استواء وعظه ولعدم الصرف البليغ، وهو عدم كونه من عداد الواعظين و جنسهم-٢.
١ سورة هود. من الآية ٥٣، ومن الآية ٥٤..
٢ ما بين العارضتين من روح المعاني..
﴿ خلق الأولين ﴾ اختلاقهم وافتراؤهم، أو عادتهم وديدنهم.
﴿ إن هذا إلا خلق الأولين ﴾ ما هذا الذي تنكر منا إلا إلف وعادة من سبقونا فهم على أثارهم مقتدون، أو : ما هذا الذي تدعونا إليه إلا اختلاق وخرافات وأساطير الأولين وديدنهم، ونفوا أن ينالهم عذاب عاجل أو آجل، وكأنهم أمنوا مكر الله، وجحدوا لقاءه، أو ظنوا أن ما أوتوا يحول بينهم وبين الدمار والنكال.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣٧:﴿ خلق الأولين ﴾ اختلاقهم وافتراؤهم، أو عادتهم وديدنهم.
﴿ إن هذا إلا خلق الأولين ﴾ ما هذا الذي تنكر منا إلا إلف وعادة من سبقونا فهم على أثارهم مقتدون، أو : ما هذا الذي تدعونا إليه إلا اختلاق وخرافات وأساطير الأولين وديدنهم، ونفوا أن ينالهم عذاب عاجل أو آجل، وكأنهم أمنوا مكر الله، وجحدوا لقاءه، أو ظنوا أن ما أوتوا يحول بينهم وبين الدمار والنكال.

﴿ فأهلكناهم ﴾ دمرناهم وقتلناهم.
﴿ فكذبوه ﴾ أصروا على التكذيب بالحق، والتطاول على الخلق، كما شهد عليهم الذكر الحكيم :( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون )١، لقد كانوا يعرفون الرشد وأنعم الله ثم ينكرونها، كما وصفهم الله تعالى وقرناءهم بقوله الكريم :(.. وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين )٢.
﴿ فأهلكناهم ﴾فمحوناهم ودمرناهم، ( ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ )٣ وأنزلنا البأس والعاصفة العقيم، ( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم )٤، وفي ذلك البطش الشديد يقول ربنا الفعال لما يريد :( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية )٥.
إن في انتقامنا من كل باغ عات لعلامة على اقتدارنا، وعبرة لخلقنا، ولم يصدق بدعوة التوحيد من قوم هود إلا قلة تداركهم الله تعالى فأنقذهم من البلاء الذي حل بقومهم، يقول ربنا سبحانه :( فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين }٦.
١ سورة فصلت. الآية ١٥..
٢ سورة العنكبوت. من الآية ٣٨..
٣ سورة هود. الآية ٥٨..
٤ سورة الذاريات. الآية ٤٢..
٥ سورة الحاقة. الآيات: ٦، ٧، ٨..
٦ سورة الأعراف. الآية ٧٢..
﴿ وإن ربك ﴾ الخطاب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والمراد أمته، أو كل من هو أهل للخطاب. ﴿ لهو العزيز ﴾ الغالب على أمره. ﴿ الرحيم ﴾ بمن آمن به يوم لقائه، وهكذا يشير القرآن الكريم إلى أنه في الآخرة يختص برحمته أهل الإيمان، ).. وكان بالمؤمنين رحيما. تحيتهم يوم يلقونه سلام.. ( ١، وقال تبارك اسمه- :(.. ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون )٢، وهو جل علاه رحمان الدنيا، فنعمه ورزقه، وجوده وعطاؤه ينال من آمن ومن كفر :( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون. ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون. وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين )٣.
١ سورة الأحزاب. من الآيتين ٤٣، ٤٤..
٢ سورة الأعراف. من الآية ١٥٦..
٣ سورة الزخرف. الآيات: ٣٣و ٣٤و ٣٥..
﴿ ثمود ﴾ قبيلة، كانوا يسكنون الحجر، والمدائن المسماة بمدائن صالح في الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية معروفة.
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
﴿ كذبت ثمود المرسلين١٤١إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون١٤٢ إني لكم رسول أمين١٤٣ فاتقوا الله وأطيعون١٤٤ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٤٥ أتتركون فيما ها هنا آمنين١٤٦ في جنات وعيون١٤٧ وزروع ونخل طلعها هضيم١٤٨ وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين١٤٩ فاتقوا الله وأطيعون١٥٠ ولا تطيعوا أمر المسرفين١٥١ الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون١٥٢ قالوا إنما أنت من المسحرين ١٥٣ ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين١٥٤ قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم١٥٥ ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم١٥٦ فعقروها فأصبحوا نادمين١٥٧ فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين١٥٨ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٥٩ ﴾
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
﴿ ثمود ﴾ قبيلة، كانوا يسكنون الحجر، والمدائن المسماة بمدائن صالح في الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية معروفة.
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
﴿ ثمود ﴾ قبيلة، كانوا يسكنون الحجر، والمدائن المسماة بمدائن صالح في الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية معروفة.
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
﴿ ثمود ﴾ قبيلة، كانوا يسكنون الحجر، والمدائن المسماة بمدائن صالح في الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية معروفة.
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
﴿ ثمود ﴾ قبيلة، كانوا يسكنون الحجر، والمدائن المسماة بمدائن صالح في الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية معروفة.
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
﴿ أتتركون فيما ها هنا آمين ﴾- إنكار لأن يتركوا فيما هم فيه من النعمة آمنين من عذاب يوم عظيم، فالاستفهام مثله في قوله تعالى السابق :﴿ أتبنون ﴾ وقوله تعالى اللاحق :﴿ أتأتون ﴾ وكأن القوم اعتقدوا ذلك فأنكره- عليه السلام- عليهم، وجوز أن يكون الاستفهام للتقرير تذكيرا للنعمة في تخليته تعالى إياها وأسباب نفعهم آمنين من العدو ونحوه، واستدعاء لشكر ذلك بالإيمان-١.
و﴿ ما ﴾ موصولة، و﴿ هاهنا ﴾ إشارة إلى المكان الحاضر القريب
١ ما بين العارضتين من روح المعاني..
﴿ طلعها هضيم ﴾ رطبها لين، يانع نضيج، هاضم للطعام، وأصلها : الطلعة التي تطلع من النخلة كنصل السيف، في جوفه شماريخ القنو، فهو لطيف دقيق.
﴿ في جنات وعيون. وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾ قرعهم نبيهم صالح عليه السلام، وقصد إلى إيقاظهم من غفلتهم، فكأنه قال : أتظنون أنكم باقون في الدنيا، مخلدون في هذا الأمن وهذه السعة، والعيش الهنيء لن يفارقكم ولن تفارقوه ؟   ! هيهات  ! أورد الزمخشري سؤالا : فإن قلت لم قال :﴿ ونخل ﴾ بعد قوله. ﴿ وجنات ﴾ والجنات تتناول النخل أول شيء، كما يتناول النعم الإبل كذلك من بين الأزواج، حتى إنهم ليذكرون الجنة- الحديقة- ولا يقصدون إلا النخل كما يذكرون النعم ولا يريدون إلا الإبل ؟ وأجاب... : فيه وجهان، أحدهما –أن يخص النخل بإفراده بعد دخوله في جملة سائر الشجر تنبيها على انفراده عنها بفضله عنها، والثاني- أن يريد بالجنات غيرها من الشجر، لأن اللفظ يصلح لذلك ثم يعطف عليها النخل، والنخل اسم جنس جمعي، يذكر كما في قوله تعالى :(.. كأنهم أعجاز نخل منقعر )١، ويؤنث كما في قوله تعالى :(.... كأنهم أعجاز نخل خاوية )٢ وكما ها هنا :﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ أي رطبها لين، يانع نضيج، هاضم للطعام، وأصل ثمرة النخل طلعة تطلع من رأس النخلة- كنصل السيف، في جوفه شماريخ القنو، ينشق عنها لطيفة دقيقة، فإذا لقح، وذر عليه من لقاح النخل انعقد فصار بسرا ثم بلحا ثم تمرا.
١ سورة القمر. من الآية ٢٠..
٢ سورة الحاقة. من الآية ٧..
﴿ طلعها هضيم ﴾ رطبها لين، يانع نضيج، هاضم للطعام، وأصلها : الطلعة التي تطلع من النخلة كنصل السيف، في جوفه شماريخ القنو، فهو لطيف دقيق.
﴿ في جنات وعيون. وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾ قرعهم نبيهم صالح عليه السلام، وقصد إلى إيقاظهم من غفلتهم، فكأنه قال : أتظنون أنكم باقون في الدنيا، مخلدون في هذا الأمن وهذه السعة، والعيش الهنيء لن يفارقكم ولن تفارقوه ؟   ! هيهات  ! أورد الزمخشري سؤالا : فإن قلت لم قال :﴿ ونخل ﴾ بعد قوله. ﴿ وجنات ﴾ والجنات تتناول النخل أول شيء، كما يتناول النعم الإبل كذلك من بين الأزواج، حتى إنهم ليذكرون الجنة- الحديقة- ولا يقصدون إلا النخل كما يذكرون النعم ولا يريدون إلا الإبل ؟ وأجاب... : فيه وجهان، أحدهما –أن يخص النخل بإفراده بعد دخوله في جملة سائر الشجر تنبيها على انفراده عنها بفضله عنها، والثاني- أن يريد بالجنات غيرها من الشجر، لأن اللفظ يصلح لذلك ثم يعطف عليها النخل، والنخل اسم جنس جمعي، يذكر كما في قوله تعالى :(.. كأنهم أعجاز نخل منقعر )١، ويؤنث كما في قوله تعالى :(.... كأنهم أعجاز نخل خاوية )٢ وكما ها هنا :﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ أي رطبها لين، يانع نضيج، هاضم للطعام، وأصل ثمرة النخل طلعة تطلع من رأس النخلة- كنصل السيف، في جوفه شماريخ القنو، ينشق عنها لطيفة دقيقة، فإذا لقح، وذر عليه من لقاح النخل انعقد فصار بسرا ثم بلحا ثم تمرا.
﴿ تنحتون ﴾ تبرون وتنجرون.
﴿ فارهين ﴾ حاذقين بنحتها، نشطين، أو متجبرين أشرين بطرين.
﴿ وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ﴾ وتبرون وتنجرون من صخور الجبال مساكن ودورا، حاذقين بنحتها نشطين، أو متجبرين أشرين بطرين
﴿ المسرفين ﴾ المتجاوزين الحد.
﴿ فاتقوا الله وأطيعون. ولا تطيعوا أمر المسرفين. الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾ دعاهم نبيهم إلى الرشد وتوحيد الله الصمد الفرد، مناديا :(.. يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.. )١، (.. واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين )٢، (.. هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب )٣( قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون. قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون )٤(.. فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر. أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر. سيعلمون غدا من الكذاب الأشر )٥، هكذا وعظهم نبيهم عليه السلام بما يرقق القلوب، ويدل العقول والأفئدة على مولانا الحق علام الغيوب، وصرف الحجة والبرهان على جلال الملك الديان٦، لكنهم أعرضوا عن نداء الحق، واستجابوا لدعاة الضلال والزيغ، وهم يعرفون في نبيهم الأمانة والصدق، لكن غلبت عليهم الشقوة، فاستبصروا الرشد وكتموه، وأدركوا طريق الفلاح والنجاة وجحدوه، (.. فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم.. }، وبهذا شهد الكتاب المبين :( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى.. )٧.
١ سورة الأعراف. من الآية ٥٩..
٢ سورة الأعراف. من الآية ٧٤..
٣ سورة هود. من الآية ٦١..
٤ سورة النمل. الآيتان : ٤٦و٤٧..
٥ سورة القمر. الآيات : ٢٤و٢٥و٢٦..
٦ سورة الصف. من الآية ٥..
٧ سورة العنكبوت. من الآية ١٧..
﴿ المسرفين ﴾ المتجاوزين الحد.
﴿ فاتقوا الله وأطيعون. ولا تطيعوا أمر المسرفين. الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾ دعاهم نبيهم إلى الرشد وتوحيد الله الصمد الفرد، مناديا :(.. يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.. )١، (.. واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين )٢، (.. هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب )٣( قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون. قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون )٤(.. فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر. أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر. سيعلمون غدا من الكذاب الأشر )٥، هكذا وعظهم نبيهم عليه السلام بما يرقق القلوب، ويدل العقول والأفئدة على مولانا الحق علام الغيوب، وصرف الحجة والبرهان على جلال الملك الديان٦، لكنهم أعرضوا عن نداء الحق، واستجابوا لدعاة الضلال والزيغ، وهم يعرفون في نبيهم الأمانة والصدق، لكن غلبت عليهم الشقوة، فاستبصروا الرشد وكتموه، وأدركوا طريق الفلاح والنجاة وجحدوه، (.. فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم.. }، وبهذا شهد الكتاب المبين :( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى.. )٧.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥١:﴿ المسرفين ﴾ المتجاوزين الحد.
﴿ فاتقوا الله وأطيعون. ولا تطيعوا أمر المسرفين. الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾ دعاهم نبيهم إلى الرشد وتوحيد الله الصمد الفرد، مناديا :(.. يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.. )١، (.. واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين )٢، (.. هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب )٣( قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون. قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون )٤(.. فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر. أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر. سيعلمون غدا من الكذاب الأشر )٥، هكذا وعظهم نبيهم عليه السلام بما يرقق القلوب، ويدل العقول والأفئدة على مولانا الحق علام الغيوب، وصرف الحجة والبرهان على جلال الملك الديان٦، لكنهم أعرضوا عن نداء الحق، واستجابوا لدعاة الضلال والزيغ، وهم يعرفون في نبيهم الأمانة والصدق، لكن غلبت عليهم الشقوة، فاستبصروا الرشد وكتموه، وأدركوا طريق الفلاح والنجاة وجحدوه، (.. فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم.. }، وبهذا شهد الكتاب المبين :( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى.. )٧.

﴿ المسحرين ﴾ المصابين بالسحر، المختلة عقولهم من أثره، أو : المعللين بالطعام والشراب.
﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين ﴾ أي الذين أصيبوا بسحر محبوك فاختلت عقولهم من أثره، هكذا يرمونه- عليه السلام- بالخبل والجنون مرة، ويرمونه بالكذب الملفق الذي يموه به على قومه ليستعلي عليهم، كما حكى الله تعالى قيلهم في آيات سورة القمر :( فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر. أألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر )١
١ من سورة القمر. الآيتان : ٢٤و٢٥..
﴿ ما أنت إلا بشر مثلنا ﴾ لا تليق للنبوة، كما قال أمثالهم فيما جاءت به آيات كريمات :(.. ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون. ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون )١.
﴿ فأت بآية ﴾- بعلامة على صحة دعواك﴿ إن كنت من الصادقين ﴾ في ادعائك الرسالة،
١ سورة المؤمنون. من الآية ٣٣، والآية ٣٤..
﴿ قال هذه ناقة ﴾- أي بعد ما أخرجها الله تعالى بدعائه٢
﴿ شرب ﴾ حظ من الماء ونصيب تشربه.
﴿ لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ﴾ أي لها حظ من الماء ونصيب تشربه في يوم ولكم نصيب شرب يوم[ فكانت إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله أول النهار وتسقيهم اللبن آخر النهار، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم، ليس لهم في يوم ورودها أن يشربوا من شربها شيئا، ولا لها أن تشرب في يومهم من مائهم شيئا ]١.
١ ما بين العلامتين[ ] من الجامع لأحكام القرآن..
﴿ ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ﴾ نهاهم أن يؤذوا الناقة بضرب أو تعد أو ذبح فإن فعلوا فسينزل بهم عذاب يوم هائل يعظم بلاؤه
﴿ فعقروها ﴾ فذبحوها.
﴿ فعقروها ﴾فذبحوا الناقة واستعلنوا بعصيان أمر الله تعالى وعناد نبيه ونقض عهده، في هذه الآية نسب ذبحها إلى القوم الظالمين جميعا، وفي آيات أخر نسب الذبح إلى واحد منهم كما جاء في قول المولى- تبارك اسمه- :( كذبت ثمود بطغواها. إذا انبعث أشقاها. فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها )١، لكن لما رضوا بفعله بل انتدبوه له شاركوه جميعا البغي والفجور، وقاسموه العاقبة العاجلة للعتو والفجور، وسيقاسمونه العذاب البئيس الغليظ المقيم يوم البعث والنشور، فقد شهد القرآن الكريم أنهم استنفروه لذبحها، قال الله سبحانه :( فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين )٢ وقال عز من قائل :( فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر. فكيف كان عذابي ونذر )٣.
﴿ فأصبحوا نادمين ﴾- أي على عقرها لما أيقنوا بالعذاب... وقيل : لم ينفعهم الندم لأنهم لم يتوبوا، بل طلبوا صالحا عليه السلام ليقتلوه.. -٤ أقول : ولعل مما يشير إلى هذا المعنى ما بينته الآيات التي في سورة النمل :( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون. ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين )٥.
١ سورة الشمس. الآيات من ١١ إلى ١٣..
٢ سورة الأعراف. الآية ٧٧..
٣ سورة القمر. الآيتان: ٢٩ و ٣٠..
٤ ما بين العارضتين مما نقل القرطبي.
٥ سورة النمل. الآيات من: ٤٨ إلى ٥١..
﴿ فأخذهم العذاب ﴾ فأحل الله القوي المتين بهم بأسه العاجل الذي لا يرد عن القوم المجرمين، وكتب السلامة والفوز لرسوله صالح ومن معه من المؤمنين، وجعل الخزي والسوء على الكافرين، يقول الحق سبحانه :( فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز. وأخذ الذين ظلموا الصيحة.. )١.
﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ إن في إهلاك العالين المسرفين، الذين كانوا من أكثر الناس أموالا وأولادا، وأترفوا في هذه الحياة الدنيا، واستعمرهم الله تعالى ومكن لهم ما لم يمكن لغيرهم، فما أغنى عنهم جمعهم وما كانوا يستكبرون، وفي تدميرهم، وترك مساكنهم ودورهم لتبقى عبرة لغيرهم، وفي رعايته سبحانه لعباده الذين ينهون عن السوء، ويهدون بالحق وبه يعدلون، إن في ذلك لعظة للمتعظين، وعلامة للمتفكرين، وصدق الله العظيم :( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون )٢، ومهما قل عدد المصدقين، وكثر عدد الفاجرين الهالكين فلن يسوي الله تعالى بين الخبيث والطيب، ولو كثر الخبيث، ولن تغني عن الكافرين فئتهم شيئا ولو كثرت، (.. وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )٣(.. وقليل من عبادي الشكور )٤.
١ سورة هود. الآية ٦٦، ومن الآية ٦٧..
٢ سورة النمل. الآيتان: ٥٢، ٥٣..
٣ سورة يوسف. من الآية١٠٣..
٤ سورة سبأ. من الآية ١٣..
﴿ كذبت قوم لوط المرسلين١٦٠ إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون١٦١ إني لكم رسول أمين١٦٢ فاتقوا الله وأطيعون١٦٣ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٦٣ أتأتون الذكران من العالمين١٦٥ وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون١٦٦ قالوا لئن تنته يا لوط لتكونن من المخرجين١٦٧ قال إني لعملكم من القالين١٦٨ رب نجني وأهلي مما يعملون١٦٩ فنجيناه وأهله أجمعين١٧٠ إلا عجوزا في الغابرين١٧١ ثم دمرنا الآخرين١٧٢ وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين١٧٣ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين١٧٤ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٧٥ ﴾
لوط عليه السلام كان قريبا لرسول الله تعالى وخليله إبراهيم عليه السلام، كان ابن عمه أو ابن أخيه- كما روى المؤرخون والمفسرون- وهو الذي استجاب لدعوة التوحيد والإسلام التي بعث بها إبراهيم عليه السلام، وبعد إلقاء الوثنيين لإبراهيم في النار وتسليمه بأمر الله منها أمر بالهجرة فهاجر ومعه زوجته التي آمنت به، ومعهما لوط عليه السلام، يقول الحق- تبارك اسمه- :( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم )١ ويقول سبحانه :( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )٢، وبعد الهجرة أرسل إلى قوم كانت لهم مدائن- قيل موضعها الآن هو المكان الذي فيه البحر الميت بالأردن- هذا والآيات المباركات الخمس من رقم ١٦٠ إلى رقم١٦٤ الكلام في تفسيرها مثله في تفسير مثيلاتها مما تقدم في هذه السورة الكريمة
﴿ كذبت قوم لوط المرسلين١٦٠ إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون١٦١ إني لكم رسول أمين١٦٢ فاتقوا الله وأطيعون١٦٣ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٦٣ أتأتون الذكران من العالمين١٦٥ وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون١٦٦ قالوا لئن تنته يا لوط لتكونن من المخرجين١٦٧ قال إني لعملكم من القالين١٦٨ رب نجني وأهلي مما يعملون١٦٩ فنجيناه وأهله أجمعين١٧٠ إلا عجوزا في الغابرين١٧١ ثم دمرنا الآخرين١٧٢ وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين١٧٣ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين١٧٤ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٧٥ ﴾
لوط عليه السلام كان قريبا لرسول الله تعالى وخليله إبراهيم عليه السلام، كان ابن عمه أو ابن أخيه- كما روى المؤرخون والمفسرون- وهو الذي استجاب لدعوة التوحيد والإسلام التي بعث بها إبراهيم عليه السلام، وبعد إلقاء الوثنيين لإبراهيم في النار وتسليمه بأمر الله منها أمر بالهجرة فهاجر ومعه زوجته التي آمنت به، ومعهما لوط عليه السلام، يقول الحق- تبارك اسمه- :( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم )١ ويقول سبحانه :( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )٢، وبعد الهجرة أرسل إلى قوم كانت لهم مدائن- قيل موضعها الآن هو المكان الذي فيه البحر الميت بالأردن- هذا والآيات المباركات الخمس من رقم ١٦٠ إلى رقم١٦٤ الكلام في تفسيرها مثله في تفسير مثيلاتها مما تقدم في هذه السورة الكريمة
﴿ كذبت قوم لوط المرسلين١٦٠ إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون١٦١ إني لكم رسول أمين١٦٢ فاتقوا الله وأطيعون١٦٣ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٦٣ أتأتون الذكران من العالمين١٦٥ وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون١٦٦ قالوا لئن تنته يا لوط لتكونن من المخرجين١٦٧ قال إني لعملكم من القالين١٦٨ رب نجني وأهلي مما يعملون١٦٩ فنجيناه وأهله أجمعين١٧٠ إلا عجوزا في الغابرين١٧١ ثم دمرنا الآخرين١٧٢ وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين١٧٣ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين١٧٤ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٧٥ ﴾
لوط عليه السلام كان قريبا لرسول الله تعالى وخليله إبراهيم عليه السلام، كان ابن عمه أو ابن أخيه- كما روى المؤرخون والمفسرون- وهو الذي استجاب لدعوة التوحيد والإسلام التي بعث بها إبراهيم عليه السلام، وبعد إلقاء الوثنيين لإبراهيم في النار وتسليمه بأمر الله منها أمر بالهجرة فهاجر ومعه زوجته التي آمنت به، ومعهما لوط عليه السلام، يقول الحق- تبارك اسمه- :( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم )١ ويقول سبحانه :( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )٢، وبعد الهجرة أرسل إلى قوم كانت لهم مدائن- قيل موضعها الآن هو المكان الذي فيه البحر الميت بالأردن- هذا والآيات المباركات الخمس من رقم ١٦٠ إلى رقم١٦٤ الكلام في تفسيرها مثله في تفسير مثيلاتها مما تقدم في هذه السورة الكريمة
﴿ كذبت قوم لوط المرسلين١٦٠ إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون١٦١ إني لكم رسول أمين١٦٢ فاتقوا الله وأطيعون١٦٣ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٦٣ أتأتون الذكران من العالمين١٦٥ وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون١٦٦ قالوا لئن تنته يا لوط لتكونن من المخرجين١٦٧ قال إني لعملكم من القالين١٦٨ رب نجني وأهلي مما يعملون١٦٩ فنجيناه وأهله أجمعين١٧٠ إلا عجوزا في الغابرين١٧١ ثم دمرنا الآخرين١٧٢ وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين١٧٣ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين١٧٤ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٧٥ ﴾
لوط عليه السلام كان قريبا لرسول الله تعالى وخليله إبراهيم عليه السلام، كان ابن عمه أو ابن أخيه- كما روى المؤرخون والمفسرون- وهو الذي استجاب لدعوة التوحيد والإسلام التي بعث بها إبراهيم عليه السلام، وبعد إلقاء الوثنيين لإبراهيم في النار وتسليمه بأمر الله منها أمر بالهجرة فهاجر ومعه زوجته التي آمنت به، ومعهما لوط عليه السلام، يقول الحق- تبارك اسمه- :( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم )١ ويقول سبحانه :( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )٢، وبعد الهجرة أرسل إلى قوم كانت لهم مدائن- قيل موضعها الآن هو المكان الذي فيه البحر الميت بالأردن- هذا والآيات المباركات الخمس من رقم ١٦٠ إلى رقم١٦٤ الكلام في تفسيرها مثله في تفسير مثيلاتها مما تقدم في هذه السورة الكريمة
﴿ كذبت قوم لوط المرسلين١٦٠ إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون١٦١ إني لكم رسول أمين١٦٢ فاتقوا الله وأطيعون١٦٣ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٦٣ أتأتون الذكران من العالمين١٦٥ وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون١٦٦ قالوا لئن تنته يا لوط لتكونن من المخرجين١٦٧ قال إني لعملكم من القالين١٦٨ رب نجني وأهلي مما يعملون١٦٩ فنجيناه وأهله أجمعين١٧٠ إلا عجوزا في الغابرين١٧١ ثم دمرنا الآخرين١٧٢ وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين١٧٣ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين١٧٤ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٧٥ ﴾
لوط عليه السلام كان قريبا لرسول الله تعالى وخليله إبراهيم عليه السلام، كان ابن عمه أو ابن أخيه- كما روى المؤرخون والمفسرون- وهو الذي استجاب لدعوة التوحيد والإسلام التي بعث بها إبراهيم عليه السلام، وبعد إلقاء الوثنيين لإبراهيم في النار وتسليمه بأمر الله منها أمر بالهجرة فهاجر ومعه زوجته التي آمنت به، ومعهما لوط عليه السلام، يقول الحق- تبارك اسمه- :( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم )١ ويقول سبحانه :( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )٢، وبعد الهجرة أرسل إلى قوم كانت لهم مدائن- قيل موضعها الآن هو المكان الذي فيه البحر الميت بالأردن- هذا والآيات المباركات الخمس من رقم ١٦٠ إلى رقم١٦٤ الكلام في تفسيرها مثله في تفسير مثيلاتها مما تقدم في هذه السورة الكريمة
﴿ أتأتون ﴾ أتنكحون ؟
﴿ الذكران ﴾ جمع ذكر.
﴿ وتذرون ﴾ وتتركون.
﴿ عادون ﴾متعدون متجاوزون الحدود.
﴿ أتأتون الذكران من العالمين ﴾ يقول صاحب تفسير القرآن العظيم : وكان الله تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم عليهما السلام، وكانوا يسكنون سدوم وأعمالها التي أهلكهم الله بها وجعل مكانها بحيرة منتنة خبيثة، وهي مشهورة ببلاد الغور، متاخمة لجبال البيت المقدس بينها وبين بلاد الكرك والشوبك.. اه. حضهم نبيهم على عبادة الله وتوحيده، وطاعته واتباع ملته، والتصديق بما اؤتمن عليه لوط من كلمات الله تعالى ورسالته، فاحذروا أن تشركوا بالله شيئا، أو تخالفوا عن أمره، واستجيبوا لي فيما أبلغكم عن ربي، وأنكر عليهم رسولهم إليهم ما ابتدعوا من فاحشة- فالاستفهام إنكاري- ولم يسبقهم أحد في إتيان الرجال، وغشيان الذكور ونكاحهم، وقضاء الشهوة البهيمية في أدبار الرجال دون أقبال الأزواج وفروجهن، زين لهم سوء عملهم فأتوا الذكور من الأناسي، وقطعوا السبيل، وترصدوا لمن يمر على الطريق، وارتكبوا في نواديهم المنكر والفحش الخبيث، وتجاوزوا ما أحل الله لهم من الفروج إلى ما حرم عليهم منها، فكانوا بذلك باغين عادين متجاوزين حدود الله، مقيمين على هذا التعدي والفجور، مستعلنين بذلك غير مستخفين
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٥:﴿ أتأتون ﴾ أتنكحون ؟
﴿ الذكران ﴾ جمع ذكر.
﴿ وتذرون ﴾ وتتركون.
﴿ عادون ﴾متعدون متجاوزون الحدود.
﴿ أتأتون الذكران من العالمين ﴾ يقول صاحب تفسير القرآن العظيم : وكان الله تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم عليهما السلام، وكانوا يسكنون سدوم وأعمالها التي أهلكهم الله بها وجعل مكانها بحيرة منتنة خبيثة، وهي مشهورة ببلاد الغور، متاخمة لجبال البيت المقدس بينها وبين بلاد الكرك والشوبك.. اه. حضهم نبيهم على عبادة الله وتوحيده، وطاعته واتباع ملته، والتصديق بما اؤتمن عليه لوط من كلمات الله تعالى ورسالته، فاحذروا أن تشركوا بالله شيئا، أو تخالفوا عن أمره، واستجيبوا لي فيما أبلغكم عن ربي، وأنكر عليهم رسولهم إليهم ما ابتدعوا من فاحشة- فالاستفهام إنكاري- ولم يسبقهم أحد في إتيان الرجال، وغشيان الذكور ونكاحهم، وقضاء الشهوة البهيمية في أدبار الرجال دون أقبال الأزواج وفروجهن، زين لهم سوء عملهم فأتوا الذكور من الأناسي، وقطعوا السبيل، وترصدوا لمن يمر على الطريق، وارتكبوا في نواديهم المنكر والفحش الخبيث، وتجاوزوا ما أحل الله لهم من الفروج إلى ما حرم عليهم منها، فكانوا بذلك باغين عادين متجاوزين حدود الله، مقيمين على هذا التعدي والفجور، مستعلنين بذلك غير مستخفين

﴿ المخرجين ﴾ المنفيين.
﴿ قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين ﴾ ضاقوا بنهي نبيهم عن الفاحشة والمنكر، وأنذروه بالطرد من أرضهم ما لم يكف عن زجرهم، وتقبيح صنيعهم في الاستمتاع بأدبار ذكرانهم، وفي آية أخرى كريمة لم يكتفوا بإنذاره عليه السلام بل عزموا على إقصائه وأهله عن مدنهم، وكان ذلك ردهم على هدايته وموعظته لهم، يقول المولى تبارك اسمه :( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )١، وفي آية مباركة ثالثة :( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )٢
١ سورة النمل. الآية ٥٦..
٢ سورة الأعراف. الآية ٨٢..
﴿ القالين ﴾ الكارهين المبغضين.
﴿ قال إني لعملكم من القالين ﴾ مع أنه – صلى الله عليه وسلم- كان حديث عهد بهجرة، وقد ترك ملة قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام من دون الله، ومع أنه لم تكن له عصبة يؤازرونه، وما آمن معه إلا قليل، كل هذا لم يرد نبي الله عن البراءة من جرمهم، وإعلان السخط على ذميم فعلهم، وواجههم بأنه من الكارهين لإثمهم، والقالي : المبغض- كما قدمنا-.
﴿ رب نجني وأهلي مما يعملون ﴾ دعا ربه العصمة من السوء والفحشاء، وسأله ضارعا أن يحميه وأهله من أوزارهم، وينجيه من عاقبة فجورهم
﴿ فنجيناه وأهله أجمعين ﴾ استجاب الله تعالى دعوته، وحماه وعشيرته المتقين من خزي الفسوق، وبطشه الكبير المتعال بأهل العقوق والمروق.
وقد حكى القرآن الكريم ما حملته الملائكة وأنفذته من أمر الله في لوط وفي أتباعه، وفي العاصين لربهم ونبيهم :( قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين. لنرسل عليهم حجارة من طين. مسومة عند ربك للمسرفين. فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين. فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين. وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم )١
١ سورة الذاريات. الآيات من ٣٢ إلى ٣٧..
﴿ عجوزا ﴾ طاعنة متقدمة كبيرة في السن.
﴿ الغابرين ﴾ الباقين بعد مضي من معهم.
﴿ إلا عجوزا في الغابرين ﴾ إلا امرأته شاء الله أن يجعلها في الهالكين، بما رضيت من طغيان المفسدين، فبقيت لتنال جزاء الظالمين، قال النحاس : يقال للذاهب : غابر، والباقي : غابر. اه.
﴿ دمرنا ﴾ أهلكنا.
وحين جاء أمر الله إلى لوط ليبدأ رحلة النجاة، علم أن امرأته لن تسعد برفقة الفائزين :(.. فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم.. )١، ﴿ ثم دمرنا الآخرين ﴾ ما إن ابتعد لوط ومن معه عن القرى التي كانت تعمل الخبائث، حتى فاجأت المجرمين صيحة من ملائكة الله المكرمين، صبيحة نجاة المؤمنين، وأعقبتها نقمة بئيسة، فاقتلعت تلك المدائن ثم رفعت وقلبت منكسة، كما بينت الآية هذا العذاب الوبيل :( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها.. )٢.
١ سورة هود. من الآية ٨١..
٢ سورة هود. من الآية ٨٢..
﴿ دمرنا ﴾ أهلكنا.
﴿ فساء ﴾ فبئس.
﴿ وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ﴾ صب الله تعالى على مكذبي لوط مطرا سيئا ببغيهم، وما كان ماء منهمرا، وإنما كان صخرا ونارا، وفي ذلك يقول الله الحق :(.. وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود. مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد )١
١ سورة هود. من الآية ٨٢، والآية ٨٣..
﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ إن في إنجائنا للمتقين، وإهلاك الباغين الفاجرين، لعلامات على نصرتنا للمؤمنين، وقدرتنا على محق الطاغين، وإن قل عدد المصدقين، وكثرت جموع المبطلين
﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ وإن مولانا وخالقنا ومصلح شأننا لقوي لا يغالب، رحيم بالقائمين على الحق، والحافظين لحدود الله.
﴿ الأيكة ﴾ الغيضة التي تنتج الشجر الناعم، أو واحدة الأيك، الشجر الملتف.
﴿ كذب أصحاب الأيكة المرسلين١٧٦ إذ قال لهم شعيب ألا تتقون١٧٧ إني لكم رسول أمين١٧٨ فاتقوا الله وأطيعون١٧٩ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٨٠ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين١٨١ وزنوا بالقسطاس المستقيم١٨٢ ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين١٨٣ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين١٨٤ قالوا إنما أنت من المسحّرين١٨٥ وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين١٨٦ فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين١٨٧ قال ربي أعلم بما تعملون١٨٨ فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم١٨٩ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين١٩٠ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٩١ ﴾
كذب القوم الذين رزقوا الواحة الخصبة المخضرة، والتي كثر شجرها والتف، وتشابكت أغصانه، قيل : كان شجرا ناعما ينبت في غيضة ممتدة من ساحل البحر إلى مدين يسكنها طائفة، وكانوا ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام- وكان أجنبيا منهم، ولذلك قيل :﴿ إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ﴾ولم يقل : أخوهم، وقيل﴿ الأيكة ﴾ الشجر الملتف، وكان شجرهم الدوم، وهو المقل، وعلى القولين﴿ أصحاب الأيكة ﴾ غير أهل مدين.. -١، ومع أنهم لم يكذبوا إلا شعيبا، لكن جعل تكذيبهم لرسول من رسل الله كأنه تكذيب لكافة المرسلين.
نقل القرطبي عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال : أرسل شعيب عليه السلام إلى أمتين : إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة، .. ثم قال : وقال الخليل :﴿ الأيكة ﴾ غيضة : تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر...
وكانوا ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام- وكان أجنبيا منهم، ولذلك قيل :﴿ إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ﴾ ولم يقل : أخوهم، وقيل﴿ الأيكة ﴾ الشجر الملتف، وكان شجرهم الدوم، وهو المقل، وعلى القولين﴿ أصحاب الأيكة ﴾ غير أهل مدين.. -١، ومع أنهم لم يكذبوا إلا شعيبا، لكن جعل تكذيبهم لرسول من رسل الله كأنه تكذيب لكافة المرسلين.
نقل القرطبي عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال : أرسل شعيب عليه السلام إلى أمتين : إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة، .. ثم قال : وقال الخليل :﴿ الأيكة ﴾ غيضة : تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر... ثم قال : ولم يقل : أخوهم شعيب، لأنه لم يكن أخا لأصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال :).. أخاهم شعيبا.. )لأنه كان منهم.. قال ابن زيد : أرسل الله شعيبا رسولا إلى قومه أهل مدين، وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة، وقاله قتادة :.. وإنما كان جواب هؤلاء الرسل واحدا على صيغة واحدة، لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى، والطاعة والإخلاص في العبادة، والامتناع من أخذ الأجر على تبليغ الرسالة. اه.
١ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٧:وكانوا ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام- وكان أجنبيا منهم، ولذلك قيل :﴿ إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ﴾ ولم يقل : أخوهم، وقيل﴿ الأيكة ﴾ الشجر الملتف، وكان شجرهم الدوم، وهو المقل، وعلى القولين﴿ أصحاب الأيكة ﴾ غير أهل مدين.. -١، ومع أنهم لم يكذبوا إلا شعيبا، لكن جعل تكذيبهم لرسول من رسل الله كأنه تكذيب لكافة المرسلين.
نقل القرطبي عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال : أرسل شعيب عليه السلام إلى أمتين : إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة،.. ثم قال : وقال الخليل :﴿ الأيكة ﴾ غيضة : تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر... ثم قال : ولم يقل : أخوهم شعيب، لأنه لم يكن أخا لأصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال :).. أخاهم شعيبا.. )لأنه كان منهم.. قال ابن زيد : أرسل الله شعيبا رسولا إلى قومه أهل مدين، وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة، وقاله قتادة :.. وإنما كان جواب هؤلاء الرسل واحدا على صيغة واحدة، لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى، والطاعة والإخلاص في العبادة، والامتناع من أخذ الأجر على تبليغ الرسالة. اه.
١ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٧:وكانوا ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام- وكان أجنبيا منهم، ولذلك قيل :﴿ إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ﴾ ولم يقل : أخوهم، وقيل﴿ الأيكة ﴾ الشجر الملتف، وكان شجرهم الدوم، وهو المقل، وعلى القولين﴿ أصحاب الأيكة ﴾ غير أهل مدين.. -١، ومع أنهم لم يكذبوا إلا شعيبا، لكن جعل تكذيبهم لرسول من رسل الله كأنه تكذيب لكافة المرسلين.
نقل القرطبي عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال : أرسل شعيب عليه السلام إلى أمتين : إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة،.. ثم قال : وقال الخليل :﴿ الأيكة ﴾ غيضة : تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر... ثم قال : ولم يقل : أخوهم شعيب، لأنه لم يكن أخا لأصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال :).. أخاهم شعيبا.. )لأنه كان منهم.. قال ابن زيد : أرسل الله شعيبا رسولا إلى قومه أهل مدين، وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة، وقاله قتادة :.. وإنما كان جواب هؤلاء الرسل واحدا على صيغة واحدة، لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى، والطاعة والإخلاص في العبادة، والامتناع من أخذ الأجر على تبليغ الرسالة. اه.
١ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٧:وكانوا ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام- وكان أجنبيا منهم، ولذلك قيل :﴿ إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ﴾ ولم يقل : أخوهم، وقيل﴿ الأيكة ﴾ الشجر الملتف، وكان شجرهم الدوم، وهو المقل، وعلى القولين﴿ أصحاب الأيكة ﴾ غير أهل مدين.. -١، ومع أنهم لم يكذبوا إلا شعيبا، لكن جعل تكذيبهم لرسول من رسل الله كأنه تكذيب لكافة المرسلين.
نقل القرطبي عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال : أرسل شعيب عليه السلام إلى أمتين : إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة،.. ثم قال : وقال الخليل :﴿ الأيكة ﴾ غيضة : تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر... ثم قال : ولم يقل : أخوهم شعيب، لأنه لم يكن أخا لأصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال :).. أخاهم شعيبا.. )لأنه كان منهم.. قال ابن زيد : أرسل الله شعيبا رسولا إلى قومه أهل مدين، وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة، وقاله قتادة :.. وإنما كان جواب هؤلاء الرسل واحدا على صيغة واحدة، لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى، والطاعة والإخلاص في العبادة، والامتناع من أخذ الأجر على تبليغ الرسالة. اه.
١ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..

﴿ المخسرين ﴾ الناقصين للكيل والوزن، والعادين على حقوق الناس بالتطفيف.
﴿ بالقسطاس المستقيم ﴾ بالميزان السوي، والنصفة في الحقوق.
﴿ ولا تبخسوا ﴾ ولا تنقصوا.
﴿ تعثوا ﴾ تهبوا للفساد الشديد.
﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين. وزنوا بالقسطاس المستقيم. ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ أتموا الكيل ولا تنقصوا منه شيئا، وزنوا بالميزان السوي، وأنصفوا، ولا تغمطوا حقوق الناس ولا تطففوا، وهكذا وصت الآيات المباركات بإعطاء كل ذي حق حقه، مكيلا كان الحق أو موزونا، أو محمدة أو فضلا، أو مكرمة أو بلاء، أو منحة أو عطاء، فكل منها يصح أن يسمى شيئا، وويل للذين يلبسون ثوب الزور، ويدعون ما ليس لهم، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فويل لهم، وختمت الآيات الكريمة بعد النهي عن التطفيف والتخسير، والسطو على ما أفاء الله به على الغير، ختمت بالتحذير من السعي بالإفساد المهلك المدمر، ليتذكر أولو الألباب أن ركوب هذه الموبقات والأوزار والسيآت يختل به عمران الكون، ويضطرب سنن الحياة السوية على الأرض، فيسوء عاجل الناس، ثم لهم في آجلهم أخرى مما هم ملاقوه في الأولى، وصدق الله العظيم :( ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين )١.
١ سورة المطففين. الآيات: من ١ إلى ٦..
﴿ المخسرين ﴾ الناقصين للكيل والوزن، والعادين على حقوق الناس بالتطفيف.
﴿ بالقسطاس المستقيم ﴾ بالميزان السوي، والنصفة في الحقوق.
﴿ ولا تبخسوا ﴾ ولا تنقصوا.
﴿ تعثوا ﴾ تهبوا للفساد الشديد.
﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين. وزنوا بالقسطاس المستقيم. ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ أتموا الكيل ولا تنقصوا منه شيئا، وزنوا بالميزان السوي، وأنصفوا، ولا تغمطوا حقوق الناس ولا تطففوا، وهكذا وصت الآيات المباركات بإعطاء كل ذي حق حقه، مكيلا كان الحق أو موزونا، أو محمدة أو فضلا، أو مكرمة أو بلاء، أو منحة أو عطاء، فكل منها يصح أن يسمى شيئا، وويل للذين يلبسون ثوب الزور، ويدعون ما ليس لهم، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فويل لهم، وختمت الآيات الكريمة بعد النهي عن التطفيف والتخسير، والسطو على ما أفاء الله به على الغير، ختمت بالتحذير من السعي بالإفساد المهلك المدمر، ليتذكر أولو الألباب أن ركوب هذه الموبقات والأوزار والسيآت يختل به عمران الكون، ويضطرب سنن الحياة السوية على الأرض، فيسوء عاجل الناس، ثم لهم في آجلهم أخرى مما هم ملاقوه في الأولى، وصدق الله العظيم :( ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين )١.
﴿ المخسرين ﴾ الناقصين للكيل والوزن، والعادين على حقوق الناس بالتطفيف.
﴿ بالقسطاس المستقيم ﴾ بالميزان السوي، والنصفة في الحقوق.
﴿ ولا تبخسوا ﴾ ولا تنقصوا.
﴿ تعثوا ﴾ تهبوا للفساد الشديد.
﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين. وزنوا بالقسطاس المستقيم. ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ أتموا الكيل ولا تنقصوا منه شيئا، وزنوا بالميزان السوي، وأنصفوا، ولا تغمطوا حقوق الناس ولا تطففوا، وهكذا وصت الآيات المباركات بإعطاء كل ذي حق حقه، مكيلا كان الحق أو موزونا، أو محمدة أو فضلا، أو مكرمة أو بلاء، أو منحة أو عطاء، فكل منها يصح أن يسمى شيئا، وويل للذين يلبسون ثوب الزور، ويدعون ما ليس لهم، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فويل لهم، وختمت الآيات الكريمة بعد النهي عن التطفيف والتخسير، والسطو على ما أفاء الله به على الغير، ختمت بالتحذير من السعي بالإفساد المهلك المدمر، ليتذكر أولو الألباب أن ركوب هذه الموبقات والأوزار والسيآت يختل به عمران الكون، ويضطرب سنن الحياة السوية على الأرض، فيسوء عاجل الناس، ثم لهم في آجلهم أخرى مما هم ملاقوه في الأولى، وصدق الله العظيم :( ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين )١.
﴿ الجبلة ﴾ الخليقة.
﴿ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ﴾ وخافوا الذي أنشأكم، وأوجد الخلائق الذين عاشوا قبلكم، فإنه جامع الناس ليوم يجدون فيه ما كانوا قد عملوه، وتجدون عملكم، ثم توفون وإياهم جزاءكم
﴿ المسحرين ﴾ الذين خبلهم السحر، أو من الخلق ذوي السحر أي الرئة، أي : تأكل الطعام، وتحتاج إلى الشراب.
﴿ كسفا ﴾ قطعا، وجوانب.
﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين. وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين. فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ﴾ فردوا على دعوة الهدى، والتحذير من الخسران والردى، بتكذيب نبيهم، وإنكار أن يكون مرسلا، وآذوه واتهموه- بهتانا- بأنه من الذين خبلهم السحر، وأذهب عقلهم مس الشيطان، أو من الخلق ذوي السحر الذي هو الرئة، يعنون أنه صاحب جوف وأحشاء، يحتاج إلى الشراب والطعام والغذاء، وذلك- في زعمهم- مما لا يتفق ودعوى الرسالة، فكأنهم قالوا ما حكاه القرآن عن المكذبين :(.. ولو شاء الله لأنزل ملائكة.. )١( لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين )٢، ثم استعجلوا العذاب، إذ غلبت عليهم الشقوة، كالذي أملاه البطر والعتو والغرور على من كذبوا النبي الخاتم محمدا صلى الله عليه وسلم :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٣. وكما قال قوم نوح لنوح :(.. قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٤.
١ سورة المؤمنون. من الآية ٢٤..
٢ سورة الحجر. الآية ٧..
٣ سورة الأنفال. الآية ٣٢..
٤ سورة هود. من الآية ٣٢..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨٥:﴿ المسحرين ﴾ الذين خبلهم السحر، أو من الخلق ذوي السحر أي الرئة، أي : تأكل الطعام، وتحتاج إلى الشراب.
﴿ كسفا ﴾ قطعا، وجوانب.
﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين. وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين. فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ﴾ فردوا على دعوة الهدى، والتحذير من الخسران والردى، بتكذيب نبيهم، وإنكار أن يكون مرسلا، وآذوه واتهموه- بهتانا- بأنه من الذين خبلهم السحر، وأذهب عقلهم مس الشيطان، أو من الخلق ذوي السحر الذي هو الرئة، يعنون أنه صاحب جوف وأحشاء، يحتاج إلى الشراب والطعام والغذاء، وذلك- في زعمهم- مما لا يتفق ودعوى الرسالة، فكأنهم قالوا ما حكاه القرآن عن المكذبين :(.. ولو شاء الله لأنزل ملائكة.. )١( لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين )٢، ثم استعجلوا العذاب، إذ غلبت عليهم الشقوة، كالذي أملاه البطر والعتو والغرور على من كذبوا النبي الخاتم محمدا صلى الله عليه وسلم :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٣. وكما قال قوم نوح لنوح :(.. قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٤.
١ سورة المؤمنون. من الآية ٢٤..
٢ سورة الحجر. الآية ٧..
٣ سورة الأنفال. الآية ٣٢..
٤ سورة هود. من الآية ٣٢..

﴿ كسفا ﴾ قطعا، وجوانب.
﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين. وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين. فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ﴾ فردوا على دعوة الهدى، والتحذير من الخسران والردى، بتكذيب نبيهم، وإنكار أن يكون مرسلا، وآذوه واتهموه- بهتانا- بأنه من الذين خبلهم السحر، وأذهب عقلهم مس الشيطان، أو من الخلق ذوي السحر الذي هو الرئة، يعنون أنه صاحب جوف وأحشاء، يحتاج إلى الشراب والطعام والغذاء، وذلك- في زعمهم- مما لا يتفق ودعوى الرسالة، فكأنهم قالوا ما حكاه القرآن عن المكذبين :(.. ولو شاء الله لأنزل ملائكة.. )١( لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين )٢، ثم استعجلوا العذاب، إذ غلبت عليهم الشقوة، كالذي أملاه البطر والعتو والغرور على من كذبوا النبي الخاتم محمدا صلى الله عليه وسلم :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٣. وكما قال قوم نوح لنوح :(.. قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٤.
﴿ قال ربي أعلم بما تعملون ﴾ فوض شعيب الأمر إلى من بيده الأمر- جل ثناؤه، وتباركت أسماؤه- وذكرهم بأن المولى المعبود، والمنعم المحمود، أحاط بكل شيء علما، ومنه ما تعملون من كفر وتطفيف، وسفاهة وتكذيب، واستعجال بالهلاك والتتبيب، وإليه جزاؤكم العاجل منه والآجل، يأتيكم به إن شاء متى يشاء، وليس ذلك إلي، إنما أنا مبلغ ما يوحى إلي
﴿ يوم الظلة ﴾ يوم اشتد بهم الحر فالتمسوا ما يستظلون به، فأحرقوا.
﴿ فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ﴾ فأمعنوا في تكذيب نبيهم، وحل موعد إهلاكهم، فسلط الله عليهم حرا شديدا لم يطفئه عنهم شيء، حتى إذا رأوا غمامة آووا إليها، فلما اجتمعوا تحتها يستظلون بها أسقطها الله تعالى عليهم، فدكتهم وأحرقتهم(.. ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون )١.
قال قتادة : بعث الله شعيبا إلى أمتين : أصحاب مدين، وأصحاب الأيكة، فأهلك الله أصحاب الأيكة بالظلة، وأما أصحاب مدين فصاح بهم جبريل صيحة فهلكوا أجمعين. اه
١ سورة الأنعام. من الآية ١٤٦..
﴿ إن في ذلك لآية ﴾ إن في الذي فعلنا بالمكذبين لعلامة على إمهالنا المجرمين، وبطشنا بالمفسدين، وإن متعناهم إلى حين، ﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ قليل من العباد من يصدق بالحق ولا تجد أكثرهم مستيقنين، ولا لأنعم الكريم الوهاب شاكرين
﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ ويقينا مؤكدا أن وليك ومعبودك ومصلحك لهو الذي يغلب ولا يغلب، وإنه لهو الرحيم بأحبابه وأنصار دينه، يؤيدهم في العاجلة على من عاداهم، وينعمهم في الآخرة ويكرم مثواهم، - يقول تعالى ذكره : إن في تعذيبنا قوم شعيب عذاب يوم الظلة بتكذيبهم نبيهم شعيب لآية لقومك يا محمد، وعبرة لمن اعتبر أن اعتبروا أن سنتنا فيهم بتكذيبهم إياك سنتنا في أصحاب الأيكة﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ في سابق علمنا فيهم، ﴿ وإن ربك ﴾ يا محمد﴿ لهو العزيز ﴾ في نقمته ممن انتقم منه من أعدائه، ﴿ الرحيم ﴾ بمن تاب من خلقه وأناب إلى طاعته-١.
وهكذا قص الله تعالى علينا من أنباء الرسل في هذه السورة المباركة سبع قصص : قصة موسى وهارون عليهما السلام مع فرعون وملئه، حتى الآية الكريمة الثامنة والستين، وقصة إبراهيم عليه السلام وما تبعها حتى الآية المباركة الرابعة بعد المائة، ثم قصة نوح عليه السلام حتى الثانية والعشرين بعد المائة، ثم قصة هود عليه السلام مع قومه حتى الآية الأربعين بعد المائة، ثم قصة صالح عليه السلام مع قومه حتى الآية التاسعة والخمسين بعد المائة، ثم قصة لوط عليه السلام مع قومه حتى الآية الخامسة والسبعين بعد المائة، ثم ختمت بقصة شعيب عليه السلام مع أصحاب الأيكة حتى الآية الحادية والتسعين بعد المائة، [ ولعل الاقتصار على هذا العدد- على ما قيل- لأنه عدد تام، وأنا أفوض العلم بسر ذلك، وكذا العلم بسر ترتيب القصص على هذا الوجه لحضرة علام الغيوب جل شأنه ]٢.
مما نقل صاحب تفسير غرائب القرآن.. : واعلم أنه سبحانه كرر بعض الآيات في هذه السورة لأجل التأكيد والتقرير، فمن ذلك أنه كرر قوله :﴿ إن في ذلك لآية ﴾ إلى قوله :﴿ الرحيم ﴾ في ثمانية مواضع : أولها- في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، والثانية- في قصة موسى، ثم إبراهيم، ثم نوح، ثم هود، ثم صالح، ثم لوط، ثم شعيب، ومن ذلك قوله :﴿ ألا تتقون. إني لكم رسول أمين. فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهو مذكور في خمسة مواضع : في قصة نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، ومن ذلك أنه كرر﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾ في قصة نوح وهود وصالح، ليس في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين، لذكرها في مواضع من غير هذه السورة، وليس في قصة موسى لأنه رباه فرعون حيث قال :﴿ ألم نربك فينا وليدا ﴾ ولا في قصة إبراهيم، لأن أباه في المخاطبين حيث يقول :﴿ إذ قال لأبيه وقومه ﴾ وهو قد رباه فاستحيا موسى وإبراهيم أن يقولا : وما أسألكم عليه من أجر، وإن كانا منزهين من طلب الأجر، ثم إنه تعالى أعاد في هذه السورة قصص الأنبياء المشهورين مع أممهم اعتبارا لهذه الأمة، وبدأ بقصة موسى لما فيها من غرائب الأحوال، وعجائب الأمور، والنداء المسموع عند الأشعري : هو الكلام القديم الذي لا يشبه الحروف والأصوات، وعند المعتزلة –وإليه ميل أبي منصور الماتريدي- أنه من جنس الحروف والأصوات، وأنه وقع على وجه علم به موسى أنه من قبل الله تعالى، وقد عرفه أنه سيظهر عليه المعجزات إذا طولب بذلك.. أه.
١ ما بين العارضتين مما أورد الطبري..
٢ ما بين العلامتين[ ] مما كتب الألوسي..
﴿ رب العالمين ﴾ ولي العوالم كلها، ومصلحها، ومالكها، ومطاعها.
﴿ الروح الأمين ﴾ روح القدس، جبريل عليه السلام، أمين الوحي.
﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين١٩٢ نزل به الروح الأمين١٩٣ على قلبك لتكون من المنذرين١٩٤ بلسان عربي مبين١٩٥ وإنه لفي زبر الأولين١٩٦ أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل١٩٧ ولو نزلناه على بعض الأعجمين١٩٨ فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين١٩٩ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين٢٠٠ لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم١٠١ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون٢٠٢ فيقولوا هل نحن منظرون٢٠٣ أفبعذابنا يستعجلون٢٠٤ ﴾
يشهد ربنا الحق أن القرآن المجيد تنزيل من مصلح ومالك وولي الكون كله، ومن هذا شأنه لا يصدر عنه إلا كل حكيم وحق، وحامل هذا الوحي من الله إليك هو جبريل-عليه السلام- وإنه المفضل على سائر الملائكة، وبحسبه شرفا بين الملأ الأعلى- ورفعتهم وعلو منزلتهم بالغة- أن كرمه الله تعالى فجعله الأمين على تبليغ رسالات الملك الكبير المتعال ذي الجلال- سبحانه- إلى رسله، وإلى ذلك يشير قول الله- تبارك اسمه- :(.. فإنه نزله على قلبك بإذن الله.. )١وقوله عز شأنه :( قل نزله روح القدس من ربك بالحق.. )٢، وتأتي آيات متتابعات في سورة التكوير يثني الله تعالى فيها على الروح الأمين، المنزل من الله بالقرآن العظيم :( إنه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم أمين )٣، له مكان عند الله ومنزلة رفيعة، مسموع القول مطاع هناك في السماوات، مزكى من الله تعالى بالأمانة :﴿ على قلبك لتكون من المنذرين ﴾
١ سورة البقرة. من الآية ٩٧..
٢ سورة النحل. من الآية ١٠٢..
٣ سورة التكوير. الآيات: ١٩، ٢٠، ٢١..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩٢:﴿ رب العالمين ﴾ ولي العوالم كلها، ومصلحها، ومالكها، ومطاعها.
﴿ الروح الأمين ﴾ روح القدس، جبريل عليه السلام، أمين الوحي.
﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين١٩٢ نزل به الروح الأمين١٩٣ على قلبك لتكون من المنذرين١٩٤ بلسان عربي مبين١٩٥ وإنه لفي زبر الأولين١٩٦ أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل١٩٧ ولو نزلناه على بعض الأعجمين١٩٨ فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين١٩٩ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين٢٠٠ لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم١٠١ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون٢٠٢ فيقولوا هل نحن منظرون٢٠٣ أفبعذابنا يستعجلون٢٠٤ ﴾
يشهد ربنا الحق أن القرآن المجيد تنزيل من مصلح ومالك وولي الكون كله، ومن هذا شأنه لا يصدر عنه إلا كل حكيم وحق، وحامل هذا الوحي من الله إليك هو جبريل-عليه السلام- وإنه المفضل على سائر الملائكة، وبحسبه شرفا بين الملأ الأعلى- ورفعتهم وعلو منزلتهم بالغة- أن كرمه الله تعالى فجعله الأمين على تبليغ رسالات الملك الكبير المتعال ذي الجلال- سبحانه- إلى رسله، وإلى ذلك يشير قول الله- تبارك اسمه- :(.. فإنه نزله على قلبك بإذن الله.. )١وقوله عز شأنه :( قل نزله روح القدس من ربك بالحق.. )٢، وتأتي آيات متتابعات في سورة التكوير يثني الله تعالى فيها على الروح الأمين، المنزل من الله بالقرآن العظيم :( إنه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم أمين )٣، له مكان عند الله ومنزلة رفيعة، مسموع القول مطاع هناك في السماوات، مزكى من الله تعالى بالأمانة :﴿ على قلبك لتكون من المنذرين ﴾
١ سورة البقرة. من الآية ٩٧..
٢ سورة النحل. من الآية ١٠٢..
٣ سورة التكوير. الآيات: ١٩، ٢٠، ٢١..

﴿ المنذرين ﴾ المخوفين الناس، المحذرين العباد من عصيان المعبود سبحانه.
﴿ على قلبك لتكون من المنذرين ﴾يتلوه جبريل فينتقش على قلبك، وليس أثر تلاوته مقتصرا على مجرد إسماعك إياه، وإلى ذلك يشير قول الله سبحانه( سنقرئك فلا تنسى )١، أو ينزل به برد اليقين على قلبك فتزداد في الحق مضاء، وبه صرح القرآن :(.. كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )٢، ﴿ لتكون من المنذرين ﴾ لتنذر بالقرآن، وتحذر من خالفه، وتخوف الناس عاقبة الكفر والطغيان والعصيان
١ سورة الأعلى. الآية ٦..
٢ سورة الفرقان. من الآية ٣٢..
﴿ مبين ﴾ واضح موضح، ظاهر مظهر للحق.
﴿ بلسان عربي مبين ﴾ مثلما أرسلنا كل رسول ممن سبق بلسان قومه ليبين لهم، أرسلناك بهذا القرآن العربي الفصيح المعجز المتسامي في بلاغته إلى حد لا يستطيع الإنس والجن- ولو اجتمعوا- أن يبلغوه أو يضاهوه، أو يأتوا بكلام يماثله أو يقاربه
﴿ زبر الأولين ﴾ كتب السابقين من الأنبياء.
﴿ وإنه لفي زبر الأولين ﴾ وإن ذكر القرآن وخبره لمثبت في الكتب السماوية التي أنزلها الله على رسل سابقين، يقول أبو الفدا إسماعيل بن كثير : أخذ الله عليهم الميثاق بذلك حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه بالبشارة بأحمد- خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم- :( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد.. )١ والزبر هاهنا : هي الكتب، وهي جمع زبور، وكذلك الزبور : وهو كتاب داود، قال الله تعالى :( وكل شيء فعلوه في الزبر )٢ أي مكتوب عليهم في صحف الملائكة. اه.
١ سورة الصف. من الآية ٦..
٢ سورة القمر. الآية ٥٢..
﴿ آية ﴾علامة على صدقه.
﴿ بني إسرائيل ﴾ أبناء إسرائيل، وهو يعقوب عليه السلام.
﴿ أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ﴾ ؟ ! أو لم يكن لهم علامة على صدق القرآن ومن أنزل عليه أن شهد العلماء بالتوراة والإنجيل- وهم من ذرية إسرائيل يعقوب عليه السلام- شهدوا للقرآن بالصدق، ولمن أوحي إليه بالرسالة، ومن هؤلاء العلماء : عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي وأمثاله يلحقون به.
[ قال ابن عباس : بعث أهل مكة إلى اليهود- وهم بالمدينة- يسألونهم عن محمد عليه السلام، فقالوا : إن هذا لزمانه، وإنا لنجد في التوراة نعته وصفته، فيرجع لفظ العلماء إلى كل من كان له علم بكتبهم، أسلم أو لم يسلم- على هذا القول- وإنما صارت شهادة أهل الكتاب حجة على المشركين، لأنهم كانوا يرجعون في أشياء من أمور الدين إلى أهل الكتاب، لأنهم مظنون بهم علم
﴿ الأعجمين ﴾ العاجزين عن التكلم باللسان العربي.
﴿ ولو نزلناه على بعض الأعجمين ﴾ ولو نزل الوحي بالقرآن على بعض من لا يقدرون على التكلم بالعربية، وعلى رجل ليس بعربي اللسان
﴿ فقرأه عليهم ﴾ بلسانهم أو بغيره﴿ ما كانوا به مؤمنين ﴾ ما كانوا ولا صاروا بقراءة الأعجمي عليهم بمصدقين، إما لعدم فهمهم لما يتلوه، كما قال المولى الحكيم العليم :( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي.. )١، أو تأنفوا واستكبروا لأنه قد بعث إليهم من ليس من العرب
١ سورة فصلت. من الآية ٤٤..
﴿ سلكناه ﴾ أدخلناه.
﴿ المجرمين ﴾ المقترفين للجرائم، المرتكبين الذنوب والخطايا والسيآت.
﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾ لذلك أدخلنا القرآن وأوصلناه إلى عقول المجرمين، فعرفوا فصاحته، وفهموا معانيه، وأذعنوا لبلاغته، وخضعت أعناقهم لقدسيته وأنه خارج عن القوى البشرية، - وقد انضم إليه علم أهل الكتابين بشأنه وبشارة الكتب المنزلة بإنزاله، فقوله تعالى :﴿ لا يؤمنون به ﴾
فقوله تعالى﴿ لا يؤمنون به ﴾ جملة مستأنفة مسوقة لبيان أنهم لا يتأثرون بامتثال تلك الأمور الداعية إلى الإيمان، بل يستمرون على ما هم عليه﴿ حتى يروا العذاب الأليم ﴾ الملجئ إلى الإيمان به، وحينئذ لا ينفعهم ذلك-١.
١ ما بين العارضتين مما أورد صاحب روح المعاني..
﴿ فيأتيهم ﴾ فيجيئهم.
﴿ بغتة ﴾ فجأة، ومباغتة.
﴿ منظرون ﴾مؤجلون، مؤخرون.
﴿ يستعجلون ﴾ يطلبونه عاجلا سريعا قبل أوانه.
﴿ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون. فيقولوا هل نحن منظرون. أفبعذابنا يستعجلون ﴾ فيجئ العذاب الموجع القوم المشركين المنكرين المكذبين فجأة، ولم تنتبه مشاعرهم إلى مجيئه وإتيانه، من قسوة قلوبهم، وغفلة عقولهم، وحين يحل بهم النكال والوبال يقولون متحسرين على ما فات من الإيمان، وتمنيا للإمهال لتدارك ما فرطوا فيه : هل نؤخر ونؤجل، أو نرجع فنعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ؟ ! وقد كانوا من قبل يطلبون العذاب قبل حلول أوانه، ويستعجلونه- عنادا وجحدا- كما جاء في الآية الكريمة :( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها.. )١، وكما قال قوم نوح لنوح :(.. فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٢ وكما قال المشركون لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم :( أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا.. )٣، بل وقست قلوبهم فسألوا الله العلي الأعلى أن يمطرهم حجارة، واستعجلوا بالسيئة قبل الحسنة :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٤.
١ سورة الشورى. من الآية ١٨..
٢ سورة هود. من الآية ٣٢..
٣ سورة الإسراء. من الآية ٩٢..
٤ سورة الأنفال. الآية ٣٢..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٢:﴿ فيأتيهم ﴾ فيجيئهم.
﴿ بغتة ﴾ فجأة، ومباغتة.
﴿ منظرون ﴾مؤجلون، مؤخرون.
﴿ يستعجلون ﴾ يطلبونه عاجلا سريعا قبل أوانه.
﴿ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون. فيقولوا هل نحن منظرون. أفبعذابنا يستعجلون ﴾ فيجئ العذاب الموجع القوم المشركين المنكرين المكذبين فجأة، ولم تنتبه مشاعرهم إلى مجيئه وإتيانه، من قسوة قلوبهم، وغفلة عقولهم، وحين يحل بهم النكال والوبال يقولون متحسرين على ما فات من الإيمان، وتمنيا للإمهال لتدارك ما فرطوا فيه : هل نؤخر ونؤجل، أو نرجع فنعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ؟ ! وقد كانوا من قبل يطلبون العذاب قبل حلول أوانه، ويستعجلونه- عنادا وجحدا- كما جاء في الآية الكريمة :( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها.. )١، وكما قال قوم نوح لنوح :(.. فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٢ وكما قال المشركون لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم :( أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا.. )٣، بل وقست قلوبهم فسألوا الله العلي الأعلى أن يمطرهم حجارة، واستعجلوا بالسيئة قبل الحسنة :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٤.
١ سورة الشورى. من الآية ١٨..
٢ سورة هود. من الآية ٣٢..
٣ سورة الإسراء. من الآية ٩٢..
٤ سورة الأنفال. الآية ٣٢..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٢:﴿ فيأتيهم ﴾ فيجيئهم.
﴿ بغتة ﴾ فجأة، ومباغتة.
﴿ منظرون ﴾مؤجلون، مؤخرون.
﴿ يستعجلون ﴾ يطلبونه عاجلا سريعا قبل أوانه.
﴿ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون. فيقولوا هل نحن منظرون. أفبعذابنا يستعجلون ﴾ فيجئ العذاب الموجع القوم المشركين المنكرين المكذبين فجأة، ولم تنتبه مشاعرهم إلى مجيئه وإتيانه، من قسوة قلوبهم، وغفلة عقولهم، وحين يحل بهم النكال والوبال يقولون متحسرين على ما فات من الإيمان، وتمنيا للإمهال لتدارك ما فرطوا فيه : هل نؤخر ونؤجل، أو نرجع فنعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ؟ ! وقد كانوا من قبل يطلبون العذاب قبل حلول أوانه، ويستعجلونه- عنادا وجحدا- كما جاء في الآية الكريمة :( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها.. )١، وكما قال قوم نوح لنوح :(.. فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٢ وكما قال المشركون لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم :( أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا.. )٣، بل وقست قلوبهم فسألوا الله العلي الأعلى أن يمطرهم حجارة، واستعجلوا بالسيئة قبل الحسنة :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٤.
١ سورة الشورى. من الآية ١٨..
٢ سورة هود. من الآية ٣٢..
٣ سورة الإسراء. من الآية ٩٢..
٤ سورة الأنفال. الآية ٣٢..

﴿ أفرأيت ﴾ أفعلمت فتخبر ؟ ! استفهام يراد به التقرير أو النفي كأنه : علمت فأخبر.
﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين٢٠٥ ثم جاءهم ما كانوا يوعدون٢٠٦ ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون٢٠٧ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون٢٠٨ ذكرى وما كنا ظالمين٢٠٩ ﴾
الخطاب للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم هو لكل من هو أهل للخطاب، أي قد علمت فأخبر حتى يعجب الناس ويتذكروا ويعتبروا أن المجرمين المكذبين مهما متعوا من سنين، وطال تقلبهم في الشهوات، والزخارف والزينات، ثم حل بهم بأس القوي المتين، وبطش الجبار القهار، فلن يغني عنهم ما متعوا١ وأترفوا فيه، وإنما تكون الحسرات، ويود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه، ولو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم، وتتزايل عنهم الغفلة، ويشهد الواحد منهم على نفسه بالضلال والخبال، وقلة نفع ما كان ممتعا فيه من سطوة ومال :( ما أغنى عني ماليه. هلك عني سلطانيه )٢، ويشهد الله الحق أن هلكة هذا الفاجر لن يردها عنه ما كان لديه من عرض :( وما يغني عنه ماله إذا تردى )٣.
١ عن الزهري: إن عمر بن عبد العزيز كان إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ﴿أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون﴾، ثم يبكي ويقول:
نهارك مغرور وسهو وغفلة *** وليلك نوم والردى لك لازم
فلا أنت في الأيقاظ يقظان حازم *** ولا أنت في النوام ناج فسالم
تسر بما يقنى وتفرح بالمنى *** كما سر باللذات في النوم حالم
وتسعى إلى ما سوف تكره غبه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم.

٢ سورة الحاقة. الآيتان ٢٨، ٢٩..
٣ سورة الليل. الآية١١..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٥:﴿ أفرأيت ﴾ أفعلمت فتخبر ؟ ! استفهام يراد به التقرير أو النفي كأنه : علمت فأخبر.
﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين٢٠٥ ثم جاءهم ما كانوا يوعدون٢٠٦ ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون٢٠٧ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون٢٠٨ ذكرى وما كنا ظالمين٢٠٩ ﴾
الخطاب للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم هو لكل من هو أهل للخطاب، أي قد علمت فأخبر حتى يعجب الناس ويتذكروا ويعتبروا أن المجرمين المكذبين مهما متعوا من سنين، وطال تقلبهم في الشهوات، والزخارف والزينات، ثم حل بهم بأس القوي المتين، وبطش الجبار القهار، فلن يغني عنهم ما متعوا١ وأترفوا فيه، وإنما تكون الحسرات، ويود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه، ولو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم، وتتزايل عنهم الغفلة، ويشهد الواحد منهم على نفسه بالضلال والخبال، وقلة نفع ما كان ممتعا فيه من سطوة ومال :( ما أغنى عني ماليه. هلك عني سلطانيه )٢، ويشهد الله الحق أن هلكة هذا الفاجر لن يردها عنه ما كان لديه من عرض :( وما يغني عنه ماله إذا تردى )٣.
١ عن الزهري: إن عمر بن عبد العزيز كان إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ﴿أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون﴾، ثم يبكي ويقول:
نهارك مغرور وسهو وغفلة *** وليلك نوم والردى لك لازم
فلا أنت في الأيقاظ يقظان حازم *** ولا أنت في النوام ناج فسالم
تسر بما يقنى وتفرح بالمنى *** كما سر باللذات في النوم حالم
وتسعى إلى ما سوف تكره غبه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم.

٢ سورة الحاقة. الآيتان ٢٨، ٢٩..
٣ سورة الليل. الآية١١..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٥:﴿ أفرأيت ﴾ أفعلمت فتخبر ؟ ! استفهام يراد به التقرير أو النفي كأنه : علمت فأخبر.
﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين٢٠٥ ثم جاءهم ما كانوا يوعدون٢٠٦ ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون٢٠٧ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون٢٠٨ ذكرى وما كنا ظالمين٢٠٩ ﴾
الخطاب للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم هو لكل من هو أهل للخطاب، أي قد علمت فأخبر حتى يعجب الناس ويتذكروا ويعتبروا أن المجرمين المكذبين مهما متعوا من سنين، وطال تقلبهم في الشهوات، والزخارف والزينات، ثم حل بهم بأس القوي المتين، وبطش الجبار القهار، فلن يغني عنهم ما متعوا١ وأترفوا فيه، وإنما تكون الحسرات، ويود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه، ولو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم، وتتزايل عنهم الغفلة، ويشهد الواحد منهم على نفسه بالضلال والخبال، وقلة نفع ما كان ممتعا فيه من سطوة ومال :( ما أغنى عني ماليه. هلك عني سلطانيه )٢، ويشهد الله الحق أن هلكة هذا الفاجر لن يردها عنه ما كان لديه من عرض :( وما يغني عنه ماله إذا تردى )٣.
١ عن الزهري: إن عمر بن عبد العزيز كان إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ﴿أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون﴾، ثم يبكي ويقول:
نهارك مغرور وسهو وغفلة *** وليلك نوم والردى لك لازم
فلا أنت في الأيقاظ يقظان حازم *** ولا أنت في النوام ناج فسالم
تسر بما يقنى وتفرح بالمنى *** كما سر باللذات في النوم حالم
وتسعى إلى ما سوف تكره غبه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم.

٢ سورة الحاقة. الآيتان ٢٨، ٢٩..
٣ سورة الليل. الآية١١..

﴿ منذرون ﴾ مبعوثون برسالات تحذر من عاقبة الكفر والفجور.
﴿ وما أهلكنا من قرية ﴾﴿ ما ﴾ نافية، لم نهلك من أهل قرية من القرى، ولا بطشنا بأمة من الأمم﴿ إلا لها منذرون ﴾ ! إلا وقد أرسلنا إليهم رسلا ينذرونهم التمادي في غيهم، ويحذرونهم عاقبة عصيان ربهم، كما قال المولى سبحانه :(.. وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )١
١ سورة الإسراء. من الآية ١٥..
﴿ ذكرى ﴾ ليذكروا بالمصير.
﴿ ذكرى وما كنا ظالمين ﴾ يعني – والله أعلم- : نرسل المنذرين رسلنا مذكرين، فكأنها منصوبة على المصدرية، ولا يظلم ربنا أحدا، ولا تبقى للناس حجة بعد إرسال الرسل، وقد جاء في آية مباركة( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى )١، وفي آيات محكمات أخر :( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين. أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون )٢.
١ سورة طه. الآية ١٣٤..
٢ سورة الأنعام. الآيات ١٥٥، ١٥٦، ١٥٧..
﴿ الشياطين ﴾ الجن.
﴿ وما ينبغي ﴾ وما يصح، وما يستقيم.
﴿ وما تنزلت به الشياطين٢١٠ وما ينبغي لهم وما يستطيعون٢١١ إنهم عن السمع لمعزولون٢١٢ ﴾.
والقرآن الذي نزل به الروح الأمين على قلبك إنما هو كلام رب العالمين، فهو مجيد لأنه قول الحكيم الحميد، حمله إليك رسول كريم، فليس بقول كاهن، كالذي يتلقاه بعضهم من خطف الشياطين، فإنه لا يصح لهم ولا يتسنى أن يسترقوا سماع شيء مما يدور على ألسنة الملائكة، بعد أن قضى الله أن يحال بينهم وبينها، كما شهد بذلك قول الحق جل علاه :( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب. وحفظا من كل شيطان مارد. لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب. دحورا ولهم عذاب واصب. إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب )١.
وبينت آيات كريمات- حكاية عن الجن ماذا دهاهم حين رموا بالشهب، قال مولانا- تبارك اسمه- :( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا )٢.
١ سورة الصافات. الآيات: من ٦ إلى ١٠..
٢ سورة الجن. الآيتان: ٨، ٩..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١٠:﴿ الشياطين ﴾ الجن.
﴿ وما ينبغي ﴾ وما يصح، وما يستقيم.
﴿ وما تنزلت به الشياطين٢١٠ وما ينبغي لهم وما يستطيعون٢١١ إنهم عن السمع لمعزولون٢١٢ ﴾.
والقرآن الذي نزل به الروح الأمين على قلبك إنما هو كلام رب العالمين، فهو مجيد لأنه قول الحكيم الحميد، حمله إليك رسول كريم، فليس بقول كاهن، كالذي يتلقاه بعضهم من خطف الشياطين، فإنه لا يصح لهم ولا يتسنى أن يسترقوا سماع شيء مما يدور على ألسنة الملائكة، بعد أن قضى الله أن يحال بينهم وبينها، كما شهد بذلك قول الحق جل علاه :( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب. وحفظا من كل شيطان مارد. لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب. دحورا ولهم عذاب واصب. إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب )١.
وبينت آيات كريمات- حكاية عن الجن ماذا دهاهم حين رموا بالشهب، قال مولانا- تبارك اسمه- :( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا )٢.
١ سورة الصافات. الآيات: من ٦ إلى ١٠..
٢ سورة الجن. الآيتان: ٨، ٩..

﴿ السمع ﴾ سماع ما تقوله الملائكة في السماء.
﴿ لمعزولون ﴾ لممنوعون.
﴿ إنهم عن السمع لمعزولون ﴾ حجبوا ومنعوا، وطردوا فلم يعد في طاقتهم أن يقتربوا من السماء ليسمعوا منها، فأنى لهم أن يتنزلوا بكلام الملك الكبير المتعال ؟ ! وفي هذا توكيد ثبوت القرآن وصدقه، وأنه حق من الله الحق، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
﴿ فلا تدع مع الله إله آخر فتكون من المعذبين٢١٣ وأنذر عشيرتك الأقربين٢١٤ واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين٢١٥ فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون٢١٦ وتوكل على العزيز الرحيم٢١٧ الذي يراك حين تقوم ٢١٨ وتقلبك في الساجدين٢١٩ إنه هو السميع العليم٢٢٠ ﴾.
-خوطب به النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مع استحالة صدور المنهي عنه عليه الصلاة والسلام تهييجا وحثا لازدياد الإخلاص، فهو كناية عن : أخلص في التوحيد حتى لا ترى معه عز وجل سواه، وفيه لطف لسائر المكلفين ببيان أن الإشراك من القبح والسوء بحيث ينهى عنه من لم يمكن صدوره عنه، فكيف بمن عداه، وكأن الفاء فصيحة، أي : إذا علمت ما ذكر فلا تدع مع الله إله آخر-١[ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فلا تدع يا محمد مع الله إلها آخر، أي تعبد معه معبودا غيره فتكون من المعذبين، فينزل بك من العذاب ما نزل بهؤلاء الذين خالفوا أمرنا وعبدوا غيرنا ]٢.
وأورد صاحب الجامع لأحكام القرآن : قيل : المعنى : قل لمن كفر هذا، وقيل : هو مخاطبة له عليه السلام وإن كان لا يفعل هذا، لأنه معصوم مختار، ولكنه خوطب بهذا والمقصود غيره، ودل على هذا قوله :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾
١ ما بين العارضتين أورده صاحب روح المعاني..
٢ ما بين العلامتين[ ] من جامع البيان..
﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾أي : لا يتكلون على نسبهم وقرابتهم فيدعون ما يجب عليهم. اه.
﴿ وأنذر ﴾ وحذر عاقبة كفر الكافرين، وسوء مصير المشركين والمنافقين والجاحدين، وخوف﴿ عشيرتك الأقربين ﴾ ذوي القرابة الأقربين إليك، يقول الجوهري : هم أهل الرجل الأدنون، وطبقات الأنساب ست : الشعب- النسب الأبعد كعدنان-، الثانية القبيلة، وهي ما انقسم فيه الشعب كربيعة ومضر، الثالثة العمارة وهي ما انقسمت فيها أنساب القبيلة كقريش وكنانة، الرابعة البطن وهو ما انقسم فيه أنساب العمارة كبني عبد مناف وبني مخزوم، الخامسة الفخذ وهو ما انقسم فيه أنساب البطن كبني هاشم وبني أمية، السادسة الفصيلة وهي ما انقسمت فيها أنساب الفخد كبني العباس وبني عبد المطلب، وليس دون الفصيلة إلا الرجل وولده، يقول الألوسي : ووجه تخصيص عشيرته صلى الله عليه وسلم الأقربين بالذكر مع عموم رسالته عليه الصلاة والسلام دفع توهم المحاباة، وأن الاهتمام بشأنهم أهم، وأن البداءة تكون بمن يلي ثم من بعده.. وفي كيفية الإنذار أخبار كثيرة، منها ما أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : لما نزلت :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي :" يا بني فهر يا بني عدي " لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال :" أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي " ؟ قالوا : نعم ما جربنا عليك إلا صدقا، قال :" فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا ؟ ! فنزلت :( تبت يدا أبي لهب وتب. ما أغنى عنه ماله وما كسب )١.. ومن الروايات ما يتمسك به الشيعة فيما يدعونه في أمر الخلافة وهو مؤول أو ضعيف أو موضوع.. اه
وروى مسلم من حديث أبي هريرة قال : لما نزلت هذه الآية :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا، فاجتمعوا فعم وخص فقال :" يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقدوا أنفسكم من النار يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقدوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقدي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها " ٢.
١ سورة المسد. الآيتان ١، ٢..
٢ "سأبلها ببلالها" أي أصلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئا، مما يقول القرطبي: في هذا الحديث... دليل على جواز صلة المؤمن الكافر وإرشاده ونصيحته لقوله:" إن لكم رحما سأبلها ببلالها".. اهـ..
﴿ واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ﴾ أمر الله تعالى نبيه أن يتواضع للمؤمنين- على سبيل الاستعارة التبعية أو التمثيلية أو المجاز المرسل، وعلاقته اللزوم-١يعني : ألن جانبك وكلامك لأتباعك في الدين[.. في آخر )الحجر(، وفي( سبحان )وزاد ههنا :﴿ لمن اتبعك ﴾ كيلا يذهب الوهم إلى أن خفض الجناح وهو التواضع ولين الجانب مختص بالمؤمنين من عشيرته، وإنما لم يقتصر على قوله :﴿ لمن اتبعك ﴾ لأن كثيرا منهم كانوا يتبعونه للقرابة والنسب لا للدين.. ]٢
١ ما بين العارضتين من روح المعاني..
٢ ما بين العلامتين[ ] من تفسير غرائب القرآن..
﴿ فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون ﴾- فإن عصتك يا محمد عشيرتك.. الذين أمرتك بإنذارهم، وأبوا إلا الإقامة على عبادة الأوثان، والإشراك بالرحمن، فقل لهم : إني بريء مما تعملون من عبادة الأصنام ومعصية بارئ الأنام-١، يقول الألوسي : وقيل : هو عائد على من اتبع من المؤمنين أي : فإن عصوك يا محمد في الأحكام وفروع الإسلام بعد تصديقك، والإيمان بك، وتواضعك لهم، فقل : إني بريء مما تعملون من المعاصي، أي أظهر عدم رضاك بذلك وإنكاره عليهم، وذكر على هذا أنه صلى الله عليه وسلم لو أمر بالبراءة منهم ما بقي شفيعا للعصاة يوم القيامة. اه
١ ما بين العارضتين من جامع البيان..
﴿ وتوكل على العزيز الرحيم ﴾ واتخذ الله تعالى وكيلا، فوض أمرك إليه، مع معاطاة الأسباب، فهو سبحانه يغلب ويخذل من يناوئك منهم ومن غيرهم، وهو- دون سواه- ينصرك والمؤمنين برحمته، قالوا في معنى التوكل : المتوكل من إن دهمه أمر لم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية لله تعالى، ولو وقع في محنة واستعان في دفعها ببعض المخلوقين لم يخرج من حد المتوكلين.
﴿ الذي يراك حين تقوم ﴾ حيثما كنت حين تقوم فالله تعالى يراك، قال ابن عباس وغيره : حين تقوم إلى الصلاة
﴿ وتقلبك في الساجدين ﴾ ويراك سبحانه حين تتنقل في الصلاة من حال إلى حال من قراءة إلى ركوع إلى سجود، أو يرى أحوالك هذه عندما تكون بين المصلين إذ أممتهم- وعبر عنهم بالساجدين لأن السجود حالة مزيد قرب العبد من ربه عز وجل، وهو أفضل الأركان... وقيل : المعنى يراك حين تقوم للتهجد، ويرى تقلبك أي ذهابك ومجيئك فيما بين المتهجدين لتتصفح أحوالهم.. وكيف يعملون لآخرتهم... في صحيح البخاري عن أنس قال : أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال :" أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري "... وقيل : المراد بالساجدين : المؤمنون، والمعنى : يراك حين تقوم لأداء الرسالة، ويرى تقلبك وترددك فيما بين المؤمنين أو معهم فيما فيه إعلان أمر الله تعالى، وإعلاء كلمته سبحانه... ما ذكر لا يخلو عن خفاء.. عن ابن عباس رضي الله عنه فسر التقلب فيهم بالتنقل في أصلابهم حتى ولدته أمه عليه الصلاة والسلام.. -١ قال أبو جعفر٢ وأولى الأقوال في ذلك بتأويله قول من قال : تأويله : ويرى تقلبك في الساجدين في صلاتهم معك حين تقوم معهم وتركع وتسجد، لأن ذلك هو الظاهر من معناه... اه
١ ما بين العارضتين من روح المعاني..
٢ محمد بن جرير الطبري صاحب جامع البيان..
﴿ إنه هو السميع العليم ﴾ إن ربك بالغ سمعه كل مسموع، محيط علمه بكل شيء، ومنه قراءتكم وأحوالكم، وعبادتكم وصلاتكم.
﴿ أنبئكم ﴾ أخبركم.
﴿ الشياطين ﴾ جمع شيطان وهو الواحد من الجن.
﴿ أفاك ﴾ كثير الإفك، وهو الكذب.
﴿ أثيم ﴾ مبالغ في الإثم والذنب.
﴿ يلقون السمع ﴾ يصغون أشد الإصغاء إلى الشياطين ليتلقوا منهم.
﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين٢٢١ تنزل على كل أفاك أثيم ٢٢٢ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون٢٢٣ والشعراء يتبعهم الغاوون ٢٢٤ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون٢٢٥ وأنهم يقولون ما لا يفعلون٢٢٦ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون٢٢٧ ﴾
﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ جاهدوا بقولهم وألسنتهم أهل البغي المعتدين.
﴿ منقلب ينقلبون ﴾ مصير يصيرون، أو مرجع يرجعون.
بدأت هذه الآيات الكريمة بتقرير وتوكيد أن القرآن الكريم هو كلام الله العظيم( وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين )١، وإنما تتنزل الشياطين على الكهنة الكذابين، والمجرمين المزورين، يتلقفون من الجن، ويصغون إليهم أشد الإصغاء ليسمعوا منهم الكلمة فضيفون إليها مائة كلمة، يزعمون ويدعون بذلك معرفة الغيب، ويحترفون الكهانة٢.
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال :" إنهم ليسوا بشيء " فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا، قال :" تلك الكلمة من الحق- وفي رواية " من الجن " بدلا من الحق- يحفظها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة ".
١ سورة الحاقة. الآيات: ٤١، ٤٢، ٤٣...
٢ أورد صاحب روح المعاني عند تفسير هذه الآية بحثا طويلا في الكهانة، يزيد على ألفي كلمة في ست صفحات، من ص ١٣٩ إلى ص ١٤٥. جـ ١٩..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢١:﴿ أنبئكم ﴾ أخبركم.
﴿ الشياطين ﴾ جمع شيطان وهو الواحد من الجن.
﴿ أفاك ﴾ كثير الإفك، وهو الكذب.
﴿ أثيم ﴾ مبالغ في الإثم والذنب.
﴿ يلقون السمع ﴾ يصغون أشد الإصغاء إلى الشياطين ليتلقوا منهم.
﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين٢٢١ تنزل على كل أفاك أثيم ٢٢٢ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون٢٢٣ والشعراء يتبعهم الغاوون ٢٢٤ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون٢٢٥ وأنهم يقولون ما لا يفعلون٢٢٦ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون٢٢٧ ﴾
﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ جاهدوا بقولهم وألسنتهم أهل البغي المعتدين.
﴿ منقلب ينقلبون ﴾ مصير يصيرون، أو مرجع يرجعون.
بدأت هذه الآيات الكريمة بتقرير وتوكيد أن القرآن الكريم هو كلام الله العظيم( وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين )١، وإنما تتنزل الشياطين على الكهنة الكذابين، والمجرمين المزورين، يتلقفون من الجن، ويصغون إليهم أشد الإصغاء ليسمعوا منهم الكلمة فضيفون إليها مائة كلمة، يزعمون ويدعون بذلك معرفة الغيب، ويحترفون الكهانة٢.
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال :" إنهم ليسوا بشيء " فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا، قال :" تلك الكلمة من الحق- وفي رواية " من الجن " بدلا من الحق- يحفظها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة ".
١ سورة الحاقة. الآيات: ٤١، ٤٢، ٤٣...
٢ أورد صاحب روح المعاني عند تفسير هذه الآية بحثا طويلا في الكهانة، يزيد على ألفي كلمة في ست صفحات، من ص ١٣٩ إلى ص ١٤٥. جـ ١٩..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢١:﴿ أنبئكم ﴾ أخبركم.
﴿ الشياطين ﴾ جمع شيطان وهو الواحد من الجن.
﴿ أفاك ﴾ كثير الإفك، وهو الكذب.
﴿ أثيم ﴾ مبالغ في الإثم والذنب.
﴿ يلقون السمع ﴾ يصغون أشد الإصغاء إلى الشياطين ليتلقوا منهم.
﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين٢٢١ تنزل على كل أفاك أثيم ٢٢٢ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون٢٢٣ والشعراء يتبعهم الغاوون ٢٢٤ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون٢٢٥ وأنهم يقولون ما لا يفعلون٢٢٦ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون٢٢٧ ﴾
﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ جاهدوا بقولهم وألسنتهم أهل البغي المعتدين.
﴿ منقلب ينقلبون ﴾ مصير يصيرون، أو مرجع يرجعون.
بدأت هذه الآيات الكريمة بتقرير وتوكيد أن القرآن الكريم هو كلام الله العظيم( وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين )١، وإنما تتنزل الشياطين على الكهنة الكذابين، والمجرمين المزورين، يتلقفون من الجن، ويصغون إليهم أشد الإصغاء ليسمعوا منهم الكلمة فضيفون إليها مائة كلمة، يزعمون ويدعون بذلك معرفة الغيب، ويحترفون الكهانة٢.
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال :" إنهم ليسوا بشيء " فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا، قال :" تلك الكلمة من الحق- وفي رواية " من الجن " بدلا من الحق- يحفظها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة ".
١ سورة الحاقة. الآيات: ٤١، ٤٢، ٤٣...
٢ أورد صاحب روح المعاني عند تفسير هذه الآية بحثا طويلا في الكهانة، يزيد على ألفي كلمة في ست صفحات، من ص ١٣٩ إلى ص ١٤٥. جـ ١٩..

﴿ الشعراء ﴾ جمع شاعر، وهو الذي يقول الشعر- الكلام المنظوم المقفى- ﴿ الغاوون ﴾ الضالون عن الحق، الجائرون عن الهدى.
﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾ فكما أن الشياطين لا تتولى إلا الفسقة الفجرة الكذابين، ومحمد هو الذي عرفتموه الصادق الأمين، فيستحيل أن تتولاه المردة الكذبة من الجن، ويستحيل أن تنزل عليه بالقرآن الذي هو حق وصدق( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )١ كذلك ليس الفرقان شعرا، وما محمد الذي جاءكم بالذكر العزيز بشاعر، لأن الشعر- كما تعلمون- أعذبه أكذبه، والله أصدق القائلين يقول الحق ويهدي السبيل :( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين. لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين )٢، أما الذين ينظمون الشعر- الكلام الموزون المقفى- فأتباعهم من أهل الغواية، الذين يتبعون الهوى، ويستحبون الضلالة، ويؤثرون العمى على الهداية، - لتنزيهه عليه الصلاة والسلام أيضا عن أن يكون- وحاشاه- من الشعراء، وإبطال زعم الكفرة أن القرآن من قبيل الشعر-٣.
١ سورة فصلت. الآية ٤٢..
٢ سورة يس. الآيتان: ٦٩، ٧٠..
٣ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
﴿ واد ﴾ طريق وجانب.
﴿ يهيمون ﴾ يتخبطون ويخوضون.
﴿ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾ يمدحون قوما بباطل، ويشتمون قوما آخرين بالكذب والبهتان، وفي كل لغو يخوضون، بل ويمدحون إنسانا بعينه حينا، ثم يعودون لذمه وسبه١.
١ [روى أن النعمان بن عدي بن نضلة كان عاملا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها *** بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غذتني دهاقين قرية *** ورقاصة تجثو على كل منسم
فإن كنت ندمانى فبالأكبر اسقني *** ولا تسقنى بالأصغر المتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوؤه *** تنادمنا بالجوسق المتهدم
فبلغ ذلك عمر فأرسل بالقدوم عليه، وقال: إي والله إنه ليسوءني ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين ما فعلت شيئا مما قلت، وإنما كان من فضلة القول، وقد قال الله تعالى﴿والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون مالا يفعلون﴾ فقال له عمر: أما عذرك فقد درأ عنك الحد، ولكن لا تعمل لي عملا أبدا وقد قلت ما قلت، وذكر... أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة لم يكن له هم إلا عمر بن أبي ربيعة، والأحوص، فكتب إلى عامله على المدينة: إني قد عرفت عمر والأحوص بالشر والخبث، فإذا أتاك كتابي هذا فاشدد عليهما، واحملهما إلي، فلما أتاه الكتاب حملهما إليه، فأقبل على عمر، فقال: هيه!
فلم أر كالتجمير منظر ناظر *** ولا كليالي الحج أفلتن ذا هوى
وكم مالئ عينيه من شيء غيره *** إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمى
أما والله لو اهتممت بحجك لم تنظر إلى شيء غيرك، فإذا لم يفلت الناس منك في هذه الأيام فمتى يفلتون! ثم أمر بنفيه، فقال: يا أمير المؤمنين! أو خير من ذلك؟ فقال: ما هو؟ قال: أعاهد الله أني لا أعود إلى مثل هذا الشعر، ولا أذكر النساء في شعر أبدا، وأجدد توبة، فقال: أو تفعل؟ قال: نعم، فعاهد الله على توبته وخلاه، ثم دعا بالأحوص، فقال: هيه!
الله بينى وبين قيمها *** يفر مني بها وأتبع
[بل الله بين قيمها وبينك! ثم أمر بنفيه، فكلمه فيه رجال من الأنصار فأبى، وقال: والله لا أرده ما كان لي سلطان، فإنه فاسق مجاهر] مما أورد القرطبي بتصرف..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢٥:﴿ واد ﴾ طريق وجانب.
﴿ يهيمون ﴾ يتخبطون ويخوضون.
﴿ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾ يمدحون قوما بباطل، ويشتمون قوما آخرين بالكذب والبهتان، وفي كل لغو يخوضون، بل ويمدحون إنسانا بعينه حينا، ثم يعودون لذمه وسبه١.
١ [روى أن النعمان بن عدي بن نضلة كان عاملا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها *** بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غذتني دهاقين قرية *** ورقاصة تجثو على كل منسم
فإن كنت ندمانى فبالأكبر اسقني *** ولا تسقنى بالأصغر المتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوؤه *** تنادمنا بالجوسق المتهدم
فبلغ ذلك عمر فأرسل بالقدوم عليه، وقال: إي والله إنه ليسوءني ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين ما فعلت شيئا مما قلت، وإنما كان من فضلة القول، وقد قال الله تعالى﴿والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون مالا يفعلون﴾ فقال له عمر: أما عذرك فقد درأ عنك الحد، ولكن لا تعمل لي عملا أبدا وقد قلت ما قلت، وذكر... أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة لم يكن له هم إلا عمر بن أبي ربيعة، والأحوص، فكتب إلى عامله على المدينة: إني قد عرفت عمر والأحوص بالشر والخبث، فإذا أتاك كتابي هذا فاشدد عليهما، واحملهما إلي، فلما أتاه الكتاب حملهما إليه، فأقبل على عمر، فقال: هيه!
فلم أر كالتجمير منظر ناظر *** ولا كليالي الحج أفلتن ذا هوى
وكم مالئ عينيه من شيء غيره *** إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمى
أما والله لو اهتممت بحجك لم تنظر إلى شيء غيرك، فإذا لم يفلت الناس منك في هذه الأيام فمتى يفلتون! ثم أمر بنفيه، فقال: يا أمير المؤمنين! أو خير من ذلك؟ فقال: ما هو؟ قال: أعاهد الله أني لا أعود إلى مثل هذا الشعر، ولا أذكر النساء في شعر أبدا، وأجدد توبة، فقال: أو تفعل؟ قال: نعم، فعاهد الله على توبته وخلاه، ثم دعا بالأحوص، فقال: هيه!
الله بينى وبين قيمها *** يفر مني بها وأتبع
[بل الله بين قيمها وبينك! ثم أمر بنفيه، فكلمه فيه رجال من الأنصار فأبى، وقال: والله لا أرده ما كان لي سلطان، فإنه فاسق مجاهر] مما أورد القرطبي بتصرف..



روى عن الفرزدق أن سليمان بن عبد الملك سمع قوله :
فبتن بجانبي مصرعات *** وبت أفض أغلاق الختام
فقال : قد وجب عليك الحد، فقال يا أمير المؤمنين قد درأ الله عني الحد بقوله :﴿ وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾ ]١.
﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثير وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ استثنت هذه الآية من الشعراء المبطلين، وأتباعهم المقبوحين، وشعرهم المموه المزور الذي قد يبهتون به البريء النقي، ويفسقون به البر التقي- استثنت الشعراء المؤمنين الصالحين، الذاكرين الله تعالى كثيرا، والمنافحين عن الحق والدين، والمجاهدين بألسنتهم وشعرهم أهل الكفر والفاجرين، يقول صاحب الجامع لأحكام القرآن : استثنى شعر المؤمنين : حسان بن ثابت، وعبد الله ابن رواحة، وكعب بن مالك، وكعب بن زهير، ومن كان على طريقهم من القول الحق. اه
روى مسلم من حديث عمرو بن الشريد عن أبيه قال : ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال :" هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء " ! قلت : نعم، قال :" هيه " فأنشدته بيتا، فقال :" هيه " ثم أنشدته بيتا : فقال :" هيه " حتى أنشدته مائة بيت، وفي هذا دليل على حفظ الأشعار والاعتناء بها إذا تضمنت الحكم والمعاني المستحسنة شرعا وطبعا، وإنما استكثر النبي صلى الله عليه وسلم من شعر أمية، لأنه كان حكيما، ... وفي الصحيح أيضا عن أبي سعيد الخدري قال : بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرض شاعر ينشد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" خذوا الشيطان- أو أمسكوا الشيطان- لأن يمتلئ جوف رجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " قال علماؤنا : وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا مع هذا الشاعر لما علم من حاله، فلعل هذا الشاعر كان ممن قد عرف من حاله أنه قد اتخذ الشعر طريقا للتكسب، فيفرط في المدح إذا أعطي، وفي الهجو والذم إذ منع، فيؤذي الناس في أموالهم وأعراضهم، ولا خلاف في أن من كان على مثل هذه الحالة فكل ما يكتسبه بالشعر حرام، وكل ما يقوله من ذلك حرام عليه، ولا يحل الإصغاء إليه، بل يجب الإنكار عليه، فإن لم يمكن ذلك لمن خاف من لسانه-قطعا- تعين عليه أن يداريه بما استطاع، ويدافعه بما أمكن، ولا يحل له أن يعطي شيئا ابتداء، لأن ذلك عون على المعصية، فإن لم يجد من ذلك بدا أعطاه بنية وقاية العرض، فما وقي به المرء عرضه كتب له به صدقة.
قال الشافعي : الشعر نوع من الكلام، حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام... وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الشعر الذي يرد به حسان على المشركين :" إنه لأسرع فيهم من رشق النبل " أخرجه مسلم، وروى الترمذي وصححه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة يمشي بين يديه ويقول :
خلوا بني الكفار عن سبيله *** اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليله
فقال عمر : يابن رواحة ! في حرم الله وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى عليه وسلم :" خل عنه يا عمر فلهو أسرع فيهم من نضح النبل "..
مما قال ابن العربي... وقد أنشد كعب بن زهير النبي صلى الله عليه وسلم :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول *** متيم إثرها لم يفد مكبول
فجاء في هذه القصيدة من الاستعارات والتشبيهات بكل بديع، والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع ولا ينكر في تشبيهه ريقها بالراح، وأنشد أبو بكر رضي الله عنه :
فقدنا الوحي إذ وليت عنا *** وودعنا من الله الكلام
سوى ما قد تركت لنا رهينا *** توارثه القراطيس الكرام
فقد أورثتنا ميراث صدق *** عليك به التحية والسلام
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعه، وأبو بكر ينشده، فهل للتقليد والاقتداء موضع أرفع من هذا، قال أبو عمر : ولا ينكر الحسن من الشعر أحد من أهل العلم ولا من أولي النهي، وليس أحد من كبار الصحابة وأهل العلم وموضع القدوة إلا وقد قال الشعر، أو تمثل به، أو سمعه فرضيه ما كان حكمة أو مباحا، ولم يكن فيه فحش ولا خنا، ولا لمسلم أذى، فإذا كان كذلك فهو والمنثور من القول سواء، لا يحل سماعه ولا قوله، .. وأما الشعر المذموم الذي لا يحل سماعه وصاحبه ملوم، فهو المتكلم بالباطل، حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة، وأشحهم على حاتم... روى عن الفرزدق أن سليمان بن عبد الملك سمع قوله :
فبتن بجانبي مصرعات *** وبت أفض أغلاق الختام
فقال : قد وجب عليك الحد، فقال يا أمير المؤمنين قد درأ الله عني الحد بقوله :﴿ وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾ ]١.
﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾ تحذير من بطش ربنا الشديد، ووعيد لكل جبار عنيد، أن عقبى الكافرين النار، ومصيرهم الخسار والبوار، في هذه الحياة الدنيا، وفي دار القرار، [ والفرق بين المنقلب والمرجع أن المنقلب الانتقال إلى ضد ما هو فيه، والمرجع : العود من حال هو فيها إلى حال كان عليها.. ]٢ فإن كان المفسد يطمع في أنه سيفلت من عذاب الله، فسيعلم أنه ليس له قبل بوجه من وجوه الانفلات ولا النجاة، وآخر دعوانا أن الحمد لله.
١ ما بين العلامتين[ ] مما أورد القرطبي، بتصرف..
٢ ما بين العلامتين[ ] مما أورد القرطبي، بتصرف.
Icon