تفسير سورة الحجر

تفسير النسائي
تفسير سورة سورة الحجر من كتاب تفسير النسائي .
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

٢٩١- أخبرني عثمان بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عباد المَكِّي، نا حاتم بن إسماعيل، نا أبو الحسن الصَّيْرفي - وهو بسام - عن يزيد بن صُهيب الفقير، قال: كنَّا عند جابر، فذكر الخوارج، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنَّ ناساً من أمتي يُعَذَّبون بذنوبهم، فيكونون في النار ما شاء الله أن يكونوا، ثم يُعَيِّرهم أهل الشرك، فيقولون لهم: ما نرى ما كنتم تُخالفونا فيه من تصديقكم وإيمانكم؛ نَفَعكم. لِما يريد الله أن يُريَ أهل الشِّرك من الحسرة، فما يبقى موحِّد إلا أخرجه الله، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ﴿ رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ / ٱلسَّمْعَ ﴾ [١٨]٢٩٢- أخبرني كثير بن عُبيد، عن محمد بن حرب، عن الزُّبيدي، قال: حدثني الزُّهري، عن عليّ بن حسين، أن عبد الله ابن عباس، قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار، قال:" بينما هم جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرُميَ بنجم، فاستنار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رُمِيَ بمثل هذا " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " وُلد الليلة رجل عظيم ومات الليلة رجل عظيم "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإنها لا تُرمى لموت أحد ولا لحياة أحد، ولكن ربنا تبارك وتعالى إذا قضى أمراً، سبَّح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يَلُونهم، حتى يبْلغ التَّسبيح أهل هذه السماء، ثم قال الذين يَلُون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيُخبرونهم، فيَستَخْبِر أهل السماء، بعضهم بعضا، حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا، فيخطف الجنُّ السَّمع، فيقذفونه إلى أوليائهم، فيُرمون، فما جاءوا به على وجهه، فهو حق، ولكنهم يقرِفُون فيه ويزيدون " ".
قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾ [٢٤]٢٩٣- أنا قتيبة بن سعيد، نا نوح - وهو ابن قيس، عن ابن مالك - يعني: عمراً، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، قال: كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسناء من أحسن الناس، قال: وكان بعض القوم يتقدَّم في الصف الأوَّل لأن لا يراها، ويستأخر بعضهم، حتى يكون في الصف المؤخَّر، فإذا ركع - وذكر كلمة معناها: نظر من تحت إبطيه، فأنزل الله عز وجل ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَأْخِرِينَ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾ [٨٠]٢٩٤- أنا علي بن حجر، عن إسماعيل، نا / عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحِجْر:" لا تدخلوا على هؤلاء القوم المُعذَّبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين، فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبكم مثل ما أصابهم ".
قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي ﴾ [٨٧]٢٩٥- أنا محمد بن بشار، نا يحيى، نا شُعبة، حدثني خُبَيب ابن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المُعلَّى، قال:" مرَّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا في المسجد، فدعاني، فلم آته، قال: " ما منعك أن تأتيني " قلت: إني كُنت أصلي، قال: " ألم يقل الله عز وجل: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: ٢٤] قال: " ألا أعلمك أفضل سورة في القرآن قبل أن أخرج؟ " فلما ذهب يخرج، ذكرت ذلك له قال: فقال: " الحمد لله رب العالمين " هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " ". ٢٩٦- أنا علي بن حُجْر، أنا شريك، عن أبي إسحاق. أنا أحمد بن سليمان، نا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، في قوله: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْآنَ ٱلْعَظِيمَ ﴾ قال: البقرة وآل عمران والنساء والأعراف والأنعام والمائدة. قال شريك: السبع الطُوَل. ذيل التفسيرقوله تعالى: [ ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي ﴾ [٨٧] ]١٤/ ٧٤٩- أخبرنا الحسين بن حُريث، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن عبد الحميد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أُبيِّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أَنزَل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أمِّ القرآن، وهي السَّبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل ".
قوله تعالى: ﴿ وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ ﴾ [٩٩]٢٩٧- أنا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب، عن أبي حازم، عن بَعجة بن بدر الجُهني، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" خير ما عاش الناس له، رجل يُمسك بعِنَان فرَسِه في سبيل الله، كلما سمع هَيعَة أو فَزْعة، طار على متن فَرَسه، فالتمس الموت في مَظَانِّه، أو رجل في شعْبَة من هذه الشِّعاب، أو في بطنِ وادٍ من هذه الأودية، في غُنَيمة له، يُقيم / الصلاة، ويُؤتي الزكاة، ويعبد الله، حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلاَّ في خير ".
Icon