ﰡ
كرّره في ثمانية مواضع( ١ )، أولها في قصة موسى، ثم إبراهيم، ثم نوح، ثم هود، ثم صالح، ثم لوط، ثم شعيب، ثم في ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإن لم يُذكر صريحا.
إن قلتَ : كيف أفرد " رسول " مع أنه خبر متعدّد، والقياس ( رسولا ) كما في طه( ١ ) ؟
قلتُ : الرسول بمعنى الرسالة، وهي مصدر، يُطلق على المتعدّد وغيره.
أو تقديره : كلّ واحد منا رسول ربّ العالمين.
أو أفرده نظرا إلى موسى لأنه الأصل، وهارون تبع له.
إن قلتَ : كيف قال موسى " وأنا من الضّالين " والنبيّ لا يكون ضالا ؟
قلتُ : أراد به وأنا من الجاهلين، أو من الناسين كقوله تعالى ﴿ أن تضلّ إحداهما فتذكّر إحداهما الأخرى ﴾ [ البقرة : ٢٨٢ ].
أو من المخطئين( ١ ) لا من المتعمدين، كما يقال : ضلّ عن الطريق، إذا عدل عن الصواب إلى الخطأ.
لم يقل فرعون :( ومن رب فرعون ) لأنه كان منكرا لوجود الربّ، فلا يُنكر عليه التعبير ب " ما ".
إن قلتَ : كيف علّق كونه ربّ السموات والأرض، بكون فرعون وقومه كانوا موقنين، مع أن هذا الشرط منتف، والرّبوبية ثابتة ؟ !
قلتُ : معناه إن كنتم موقنين أن السموات والأرض موجودات، وهذا الشرط موجودا، و " إن " نافية لا شرطية( ١ ).
فإن قلتَ : ذكر السموات والأرض مستوعب جميع المخلوقات، فما فائدة قوله :﴿ ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين ﴾ [ الشعراء : ٢٦ ] ؟ وقوله :﴿ ربّ المشرق والمغرب ﴾ [ الشعراء : ٢٨ ] ؟ !
قلتُ : فائدتهما تمييزهما في الاستدلال على وجود الصّانع.
أما الأول : فإن أقرب ما للإنسان نفسُه، وما يشاهده من تغييراته، وانتقاله من ابتداء ولادته.
وأما الثاني : فلما تضمّنه ذكر المشرق والمغرب وما بينهما، من بديع الحكمة في تصريف الليل والنهار، وتغيير الفصول بطلوع الشمس من المشرق، وغروبها في المغرب، على تقدير مستقيم في فصول السنة.
فإن قلتَ : لم قال أوّلا ﴿ إن كنتم موقنين ﴾ [ الشعراء : ٢٤ ] وثانيا ﴿ إن كنتم تعقلون ﴾ [ الشعراء : ٢٨ ] ؟
قلتُ : لاطفهم أولا بقوله :﴿ إن كنتم موقنين ﴾ فلما رأى عنادهم، خاشَنَهم بقوله :﴿ إن كنتم تعقلون ﴾ وعارض به قول فرعون ﴿ إنّ رسولكم الذي أُرسل إليكم لمجنون ﴾ [ الشعراء : ٢٧ ].
إن قلتَ : لم عدل إليه عن " لأسجننّكَ " مع أنه أخصر منه ؟
قلتُ : لإرادة تعريف العهد، أي لأجعلنك ممّن عُرفتْ حالُهم في سجني –وكان إذا سجن إنسانا طرحه( ١ ) في هُوّة عميقة مظلمة- لا يبصر فيها ولا يسمع.
قاله هنا بحذف لام التأكيد، وفي الزخرف( ١ ) بإثباتها، لأن ما هنا كلام السّحرة حين آمنوا، ولا عموم فيه، فناسب عدم التأكيد، وما في الزخرف عامّ لمن ركب سفينة أو دابة، فناسبه التأكيد.
إن قلتَ : قضيّته أن كلّ جمع منهما رأى الآخر، لأن الترائي تفاعل، مع أن كلا منهما لم ير الآخر( ١ )، لأن الله تعالى أرسل غيما أبيض، فحال بينهما، حتى منع الرؤية ؟
قلتُ : الترائي يستعمل بمعنى التقابل، كما في خبر ( المؤمن والكافر لا يتراءيان ) أي لا يُدانيان ولا يتقابلان.
زاد " هو " عقِب الذي في الإطعام والسقي، لأنهما مما يصدران من الإنسان عادة، فيُقال : زيد يطعم ويسقي، فذكر " هو " تأكيدا، إعلاما بأن ذلك منه تعالى، لا من غيره، بخلاف الخلْق، والموت، والحياة، لا تصدر من غير الله.. ويجوز في " الذي خلقني " النصب، نعتا لربّ العالمين، أو بدلا، أو عطف بيان، أو بإضمار أعني.. والرفع خبرا لضمير " الذي " أو مبتدأ خبره الجملة بعده، ودخلت عليه الفاء على مذهب الأخفش، من جواز دخولها على خبر المبتدأ، نحو : زيد فاضربه، وقيل : دخلت عليه لما تضمّنه المبتدأ من معنى الشرط، لكونه موصولا، ورُدّ بأن الموصول هنا معيّن لا عامّ.
وقوله :﴿ وإذا مرضت ﴾ لم يقل : أمرضني، كما قال قبله : " خلقني، ويهدين " لأنه كان في معرض الثناء على الله تعالى، وتعداد نعمه، فأضاف ذَيْنِكَ إليه تعالى، ثم أضاف المرض إلى نفسه، تأدبا مع الله تعالى، كما في قول الخضر ﴿ فأردت أن أعيبها ﴾ [ الكهف : ٧٩ ] وإنما أضاف الموت إلى الله تعالى، في قوله :﴿ والذي يُميتني ﴾ لكونه سببا للقائه، الذي هو من أعظم النّعم.
زاد " هو " عقِب الذي في الإطعام والسقي، لأنهما مما يصدران من الإنسان عادة، فيُقال : زيد يطعم ويسقي، فذكر " هو " تأكيدا، إعلاما بأن ذلك منه تعالى، لا من غيره، بخلاف الخلْق، والموت، والحياة، لا تصدر من غير الله.. ويجوز في " الذي خلقني " النصب، نعتا لربّ العالمين، أو بدلا، أو عطف بيان، أو بإضمار أعني.. والرفع خبرا لضمير " الذي " أو مبتدأ خبره الجملة بعده، ودخلت عليه الفاء على مذهب الأخفش، من جواز دخولها على خبر المبتدأ، نحو : زيد فاضربه، وقيل : دخلت عليه لما تضمّنه المبتدأ من معنى الشرط، لكونه موصولا، ورُدّ بأن الموصول هنا معيّن لا عامّ.
وقوله :﴿ وإذا مرضت ﴾ لم يقل : أمرضني، كما قال قبله :" خلقني، ويهدين " لأنه كان في معرض الثناء على الله تعالى، وتعداد نعمه، فأضاف ذَيْنِكَ إليه تعالى، ثم أضاف المرض إلى نفسه، تأدبا مع الله تعالى، كما في قول الخضر ﴿ فأردت أن أعيبها ﴾ [ الكهف : ٧٩ ] وإنما أضاف الموت إلى الله تعالى، في قوله :﴿ والذي يُميتني ﴾ لكونه سببا للقائه، الذي هو من أعظم النّعم.
زاد " هو " عقِب الذي في الإطعام والسقي، لأنهما مما يصدران من الإنسان عادة، فيُقال : زيد يطعم ويسقي، فذكر " هو " تأكيدا، إعلاما بأن ذلك منه تعالى، لا من غيره، بخلاف الخلْق، والموت، والحياة، لا تصدر من غير الله.. ويجوز في " الذي خلقني " النصب، نعتا لربّ العالمين، أو بدلا، أو عطف بيان، أو بإضمار أعني.. والرفع خبرا لضمير " الذي " أو مبتدأ خبره الجملة بعده، ودخلت عليه الفاء على مذهب الأخفش، من جواز دخولها على خبر المبتدأ، نحو : زيد فاضربه، وقيل : دخلت عليه لما تضمّنه المبتدأ من معنى الشرط، لكونه موصولا، ورُدّ بأن الموصول هنا معيّن لا عامّ.
وقوله :﴿ وإذا مرضت ﴾ لم يقل : أمرضني، كما قال قبله :" خلقني، ويهدين " لأنه كان في معرض الثناء على الله تعالى، وتعداد نعمه، فأضاف ذَيْنِكَ إليه تعالى، ثم أضاف المرض إلى نفسه، تأدبا مع الله تعالى، كما في قول الخضر ﴿ فأردت أن أعيبها ﴾ [ الكهف : ٧٩ ] وإنما أضاف الموت إلى الله تعالى، في قوله :﴿ والذي يُميتني ﴾ لكونه سببا للقائه، الذي هو من أعظم النّعم.
زاد " هو " عقِب الذي في الإطعام والسقي، لأنهما مما يصدران من الإنسان عادة، فيُقال : زيد يطعم ويسقي، فذكر " هو " تأكيدا، إعلاما بأن ذلك منه تعالى، لا من غيره، بخلاف الخلْق، والموت، والحياة، لا تصدر من غير الله.. ويجوز في " الذي خلقني " النصب، نعتا لربّ العالمين، أو بدلا، أو عطف بيان، أو بإضمار أعني.. والرفع خبرا لضمير " الذي " أو مبتدأ خبره الجملة بعده، ودخلت عليه الفاء على مذهب الأخفش، من جواز دخولها على خبر المبتدأ، نحو : زيد فاضربه، وقيل : دخلت عليه لما تضمّنه المبتدأ من معنى الشرط، لكونه موصولا، ورُدّ بأن الموصول هنا معيّن لا عامّ.
وقوله :﴿ وإذا مرضت ﴾ لم يقل : أمرضني، كما قال قبله :" خلقني، ويهدين " لأنه كان في معرض الثناء على الله تعالى، وتعداد نعمه، فأضاف ذَيْنِكَ إليه تعالى، ثم أضاف المرض إلى نفسه، تأدبا مع الله تعالى، كما في قول الخضر ﴿ فأردت أن أعيبها ﴾ [ الكهف : ٧٩ ] وإنما أضاف الموت إلى الله تعالى، في قوله :﴿ والذي يُميتني ﴾ لكونه سببا للقائه، الذي هو من أعظم النّعم.
فإن قلتَ : كيف قُرّبت مع أنها لم تنتقل من مكانها ؟
قلتُ : فيه قلب أي وأُزلف المتقون إلى الجنة، كما يقول الحاج إذا دنو إلى مكة : قَرُبَتْ مكة منّا.
ما في زمانك من نرجو مودَّته ولا صديقٍ إذا جار الزّمانُ وَفَى
فعِشْ فريداً ولا تَرْكَن إلى أحد ها قد نصحتُك فيما قلتُه وكفى
ما في زمانك من نرجو مودَّته ولا صديقٍ إذا جار الزّمانُ وَفَى
فعِشْ فريداً ولا تَرْكَن إلى أحد ها قد نصحتُك فيما قلتُه وكفى
ذُكر في خمسة مواضع : في قصة نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب.
ذُكر في خمسة مواضع : في قصة نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب.
ذُكر في خمسة مواضع : في قصة نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب.
ذُكر في خمسة مواضع : في قصة نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب.
ذُكر مكرّرا في ثلاثة مواضع : في قصة نوح، وهود، وصالح، تأكيدا.
فإن قلتَ : لم خُصّت الثلاثة بالتأكيد، دون قصة لوط، وشعيب ؟ !
قلتُ : اكتفاء عنه في قصة لوط بقوله :﴿ قال إني لعملكم من القالين ﴾ [ الشعراء : ١٢٨ ] وفي قصة شعيب بقوله :﴿ واتقوا الذي خلقكم والجِبِلّة الأولين ﴾ [ الشعراء : ١٨٤ ] لاستلزامهما له.
قاله فيها بلا " واو " وقاله في قصة شعيب( ١ ) بواو.
لأنه هنا بدل مما قبله، وثم معطوف على ما قبله، وخُصّت الأولى بالبدل، لأن صالحا قلّل في الخطاب، فقلّلوا في الجواب.
وأكثر شعيب في الخطاب، فأكثروا في الجواب.
إن قلتَ : كيف أخذهم العذاب، بعدما ندموا على جنايتهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( الندم توبة ) ؟ !
قلتُ : ندمهم كان عند معاينة العذاب، وهي ليست وقت التوبة، كما قال تعالى :﴿ وليست التوبة للذين يعملون السّيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن... ﴾ [ النساء : ١٨ ].
وقيل : كان ندمهم ندم خوف من العقاب العاجل، لا ندم توبة فلم تنفعهم.
إن قلتَ : كيف أخذهم العذاب، بعدما ندموا على جنايتهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( الندم توبة ) ؟ !
قلتُ : ندمهم كان عند معاينة العذاب، وهي ليست وقت التوبة، كما قال تعالى :﴿ وليست التوبة للذين يعملون السّيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن... ﴾ [ النساء : ١٨ ].
وقيل : كان ندمهم ندم خوف من العقاب العاجل، لا ندم توبة فلم تنفعهم.
الضمير للأفّاكين وهم الكذّابون.
فإن قلتَ : كيف قال : " أكثرهم " بعدما حكم بأنّ كل أفّاك أثيم أي فاجر ؟ !
قلتُ : الضمير في " أكثرُهم " للشياطين، لا للأفاكين، ولو سُلِّم فالأفّاكون هم الذين يُكثرون الكذب، لا أنهم الذين لا ينطقون إلا بالكذب.