تفسير سورة الحجر

تفسير القرآن
تفسير سورة سورة الحجر من كتاب تفسير القرآن .
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة الحجر

بسم الله الرحمان الرحيم
عبد الرزاق عن معمر عن حماد عن إبراهيم في قوله تعالى :﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾ قال : إن أهل النار يقولون كنا أهل شرك وكفر، فما شأن هؤلاء الموحدين، ما أغنى عنهم عبادتهم إياه ؟ قال : فيخرج من النار من كان فيها من المسلمين، قال : فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين.
عبد الرزاق عن الثوري عن حماد عن إبراهيم وعن١ خصيف عن مجاهد قالا : يقول : أهل النار للموحدين ما أغنى عنكم إيمانكم، قال : فإذا قالوا :٢ قال الله : أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة، فعند ذلك ﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾ قال : يوم القيامة.
١ الواو من (م)..
٢ في (م) قال: وإذا قيل أخرجوا....
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وثابت في قوله تعالى :﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾ قال : حفظه الله من أن يزيد فيه الشيطان باطلا، أو يبطل منه حقا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به ﴾ قال : إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم ألا يؤمنوا به.
عبد الرزاق عن الثوري عن حميد عن الحسن في قوله تعالى :﴿ كذلك نسلكه في قلوب المجرمين ﴾ قال : الشرك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ﴾ قال : لو فتح الله عليهم من السماء بابا فظلت الملائكة تعرج فيه، فيقول : يختلفون فيه ذاهبين وجائين لقالوا : سحرت أبصارنا، يقول : أخذت أبصارنا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولقد جعلنا في السماء بروجا ﴾ قال : الكواكب.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ من كل شيء موزون ﴾ قال : معلوم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ الرياح لواقح ﴾ قال : تلقيح الماء في السحاب.
معمر : وقاله الكلبي أيضا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن حيان بن عمير عن ابن عباس قال :[ ما راحت جنوب قط إلا سال في واد ماء، رأيتموه أو لم تروه.
عبد الرزاق عن معمر عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال :]١ الجنوب سيدة الأرواح، واسمها عند الله الأزيب ومن دونها سبعة أبواب، وإنما تأتيكم من خللها٢، ولو فتح منها باب واحد لأذرت ما بين السماء والأرض وهي ريح الجنة.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة٣ تغير وجهه، ودخل وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سري عنه، فذكرت ذلك له، فقال : " ما أمنت أن تكون كما قال الله :﴿ فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم ﴾ إلى قوله :﴿ ريح فيها عذاب أليم ﴾٤.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن القاسم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الغيث قال : " اللهم صبا هنيا أو صيبا " ٥.
عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن إبراهيم قال : كان يقال : إذا هاجت ريح أو ظلمة قال : اللهم اجعلها رياحا لواقح لا ريحا عقيما٦.
عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان أنه بلغه عن حذيفة أنه كان إذا سمع الرعد قال : " اللهم لا تسقط علينا سخطك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك ".
عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن طاوس، قال : ثار سحاب في واد كان إذا ثار في ذلك الوادي سحاب٧ كان عام خصب، فلما ثار قال لهم هود : قد جاءكم العذاب، فقالوا : أتعدنا العذاب وهذا واد إذا ثار فيه سحاب كان عاما متعالما فيه الخصب ؟ قال : فلم يرعهم الريح قد جاءت بالغنم٨ وبرعاتها قال : وجعلت تدخل البيت فتلف ما فيه، ثم تحلق به في السماء.
١ ما بين المعكوفتين سقط من (م)..
٢ في (م) ومن دونها سبعة أنزلت وإنما يابسكم من خلفها، ولو فتح منها باب واحد... وهو تصحيف..
٣ إذ رأى مخيلة: أي سحابة. وقد ضبطها صاحب لسان العرب بفتح الميم وكسر الخاء، انظر لسان العرب ج ١١ ص ٢٢٧..
٤ رواه البخاري في ج ٤ ص ٧٦ في كتاب الخلق.
ورواه مسلم في الاستسقاء ج ٣ ص والترمذي في التفسير ج ٥ ص ٥٨..

٥ رواه الإمام أحمد ج ٦ ص ١٦٦ ورواه البخاري في الاستسقاء ج ٢ ص ٢١..
٦ في (ق) اللهم اجعلها ريح لواقح لا ريح عقيم. وما أثبتناه من (م) أوفق للأحاديث الواردة مثل قوله: "اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا".
رواه أحمد ج ٦ ص ٦٦..

٧ كلمة (سحاب) من (ق)..
٨ في (م) بالغين ونزعاتها. وهو تصحيف..
عبد الرزاق عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين ﴾ قال : المستقدمين آدم، ومن بعده حتى نزلت هذه الآية، والمستأخرين من كان من ذريته لم يخلق بعد وهو مخلوق، كل أولئك قد علمهم.
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان قال : أخبرني عمرو بن مالك العنبري قال : سمعت أبا الجوزاء يقول في قول الله عز وجل :﴿ ولقد علمنا المستقدمين منكم ﴾ في الصفوف في الصلاة و﴿ المستأخرين ﴾.
عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن عكرمة قال : إن الله خلق الخلق ففرغ منه، فالمستقدمين ما خرج من الخلق، والمستأخرين ما بقي في أصلاب الرجال لم يخرج بعد.
عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان عن مجاهد قال : المستقدمين ما مضى من الأمم، والمستأخرين أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ من صلصال من حمإ مسنون ﴾ قال : الصلصال الطين اليابس يسمع له صلصلة، ثم يكون حمأ مسنونا، قد أسن، قال : منتنة.
عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش، قال : أسماء أبواب جهنم، الحطمة، والهاوية، ولظى، وسقر، والجحيم، والسعير، وجهنم، والنار هي جماع.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إنها لمن الغابرين ﴾١ قال : ممن غبر فهلك.
١ جاء في النسختين (كانت من ) وهو نص الآية في سورة الأعراف والعنكبوت..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ واتبع أدبرهم ﴾ قال : أمر أن يكون خلف أهله يتبع أدبارهم، في آخرهم إذا مشوا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لفي سكرتهم ﴾ قال : في ضلالتهم ﴿ يعمهون ﴾ قال : يتلاعبون١، وقال مجاهد : يترددون.
١ في (م) يتلاعنون..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ للمتوسمين ﴾ قال : للمعتبرين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وإنهما لبإمام ﴾ قال : طريق واضح.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أصحاب الحجر ﴾ قال : أصحاب الوادي.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ سبعا من المثاني ﴾ قال : فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة مكتوبة أو تطوع.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه، وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : القرآن كله يثنى.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن خيثم عن ابن ؟ ١ عن أبي هريرة، قال : فاتحة الكتاب هي سبع من المثاني ليس فيها ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾.
عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني أبي سعيد بن جبير أخبره أن ابن عباس قال :﴿ ولقد آتيناك سبعا من المثاني ﴾ أم القرآن، وقرأها على سعيد بن جبير : بسم الله الرحمن الرحيم، حتى ختمها، ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم، الآية السابعة [ قال سعيد بن جبير : وقرأها علي ابن عباس كما قرأتها عليك ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة ]٢ قال ابن عباس : فقد أخرجها الله لكم، فما أخرجها لأحد قبلكم.
عبد الرزاق عن ابن جريج٣ عن عطاء قال : هي أم القرآن، والآية السابعة ( بسم الله الرحمن الرحيم ).
١ الكلمة غير واضحة في النسختين ولم أجد الرواية في الطبري..
٢ ما بين المعكوفتين سقط من (م)..
٣ في (م) عبد الرزاق عن معمر عن ابن جريج، والظاهر أن اسم معمر زائد لأن عبد الرزاق يروي عن ابن جريج مباشرة كما تقدم في روايات..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كما أنزلنا المقتسمين ﴾ قال : فرقوه، فقال بعضهم : سحر، وقال بعضهم : شعر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ جعلوا القرآن عضين ﴾ قال : عضهوه، قال : بهتوه، قال : معمر وكان عكرمة يقول : العضه١ السحر بلسان قريش، يقولون للساحرة٢ العاضهة.
١ في (ق) العاضهة السحر. وما أثبتناه من (م) ورواية الطبري تؤيده..
٢ في (م) يقولون للعاضهة الساحرة. وتقديم الساحرة هو الصحيح. كما أثبتناه..
عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ﴾ قال : عن لا إله إلا الله.
عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ فاصدع بما تؤمر ﴾ قال : بالقرآن.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس في قوله تعالى :﴿ إنا كفيناك المستهزءين ﴾ قال : المستهزئون الوليد بن المغيرة، والعاصي بن وائل، وعدي بن قيس، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، مروا رجلا رجلا على النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه جبريل، فإذا مر رجل منهم قال له جبريل : كيف تجد هذا ؟ فيقول : بئس عبد الله، فيقول جبريل : كفيناكه١، فأما الوليد بن المغيرة فتردى، فتعلق سهم بردائه، فذهب يجلس فقطع أكحله فنزف فمات، وأما الأسود بن عبد يغوث فأتى بغصن فيه شوك فضرب به وجهه فسالت حدقتاه على وجهه، فكان يقول : دعوت على محمد دعوة، ودعا علي دعوة، فاستجيب لي واستجيب له، دعا علي أن أعمى فعميت، ودعوت عليه أن يكون وحيدا طريدا في أهل يثرب فكان كذلك، وأما العاصي بن وائل فوطئ على شوكة، فتساقط لحمه عن عظامه حتى هلك، وأما الأسود بن المطلب وعدي ابن قيس فإن أحدهما قام من الليل وهو ظمآن ليشرب من جرة، فلم يزل يشرب حتى انفتق بطنه فمات٢، وأما آخر فلدغته حية فمات.
عبد الرزاق عن ابن عيينة٣ عن عمرو بن دينار عن عكرمة ﴿ إنا كفيناك المستهزءين ﴾ قال : هم خمسة كلهم هلك قبل يوم بدر، العاصي بن وائل والوليد بن المغيرة وأبو زمعة بن عبد الأسد والحارث بن قيس أبن العيطلة٤ والأسود بن عبد يغوث.
١ ذكر هذه الرواية أصحاب السير. انظر البداية والنهاية ج ٣ ص ١٠٥ وغيرها..
٢ كلمة (فمات) من (ق)..
٣ في (م) نا عبد الرزاق عن شعبة عن عمرو بن دينار. ورواية الطبري كالتي أثبتناها. وجاء في النسختين اسم العاصي بن وائل بالياء، بينما في سائر الروايات العاص بدون ياء..
٤ في (م) والحرث بن قيس بن الطلاطلة، وهو تصحيف، ورواية الطبري تؤيد ما أثبتناه..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ حتى يأتيك اليقين ﴾ قال : اليقين : الموت.
Icon