سورة الشعراء
مكية، إلا قوله :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾ [ الشعراء : ٢٢٤ ] فإنها مدنية وهي مائتان وسبع وعشرون آية. وفي الحديث :" أعطيت طه والطواسين والحواميم من ألواح موسى " عليه السلام، أي : بدلها، كما في حديث آخر. ومناسبتها لما قبلها : أنه لما ذكر تكذيب قريش وأوعدهم بلزوم العذاب، ذكر تلهف رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم، حيث لم يؤمنوا حتى استوجبوا ذلك بقوله :﴿ لعلك باخع نفسك. . . ﴾ [ الشعراء : ٣ ] الآية، ثم سلاه بما ذكر من قصص الأنبياء وتكذيب قومهم وإهلاكهم بأنواع العذاب.
ﰡ
ثم افتتح السورة برموز بينه وبين حبيبه، كما هو شأنه حين يريد أن يقص عليه قصص من قبله، فقال : بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ طسم ﴾ * ﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ * ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ السَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾ * ﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَانِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴾ * ﴿ فَقَدْ كَذَّبُواْ فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ طسم ﴾ أي : يا طاهر، يا سيد، يا محمد، أو : أيها الطاهر السيد المجيد. وقال الواحدي : أقسم تعالى بطَوله وسنائه وملكه، والمقسم عليه :﴿ إن نشأ نُنزل. . . ﴾ إلخ.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : طسم، الطاء تشير إلى طهارة سره - عليه الصلاة والسلام -، والسين تُشير إلى سيادة قدره، والميم إلى مَجَادة أمره، وهذا بداية الشرف ونهايته. أو : الطاء تشير إلى التنزيه للقلب، من حيث هو، والتطهير. والسين تشير إلى تحليته بالسر الكبير، والميم تشير إلى تصرفه في الملك والملكوت بإذن العلي الكبير. وهذه بداية السير ونهايته، فيكون حينئذٍ عارفاً بالله، خليفة رسول الله في العودة إلى الله، فإنْ حرص على هداية الخلق فيقال له :﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ﴾، فلو شاء ربك لهدى الناس جميعاً، ولا يزالون مختلفين، ﴿ ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين ﴾. وبالله التوفيق.
﴿ تلك آيات الكتاب المبين ﴾ أي : ما نسرده عليك في هذه السورة وغيرها من الآيات، هي آيات الكتاب، أي : القرآن المبين، أي : الظاهر إعجازه، وأنه من عند الله، على أنه من أبان، بمعنى بان، أو : المبين للأحكام الشرعية والحِكَم الربانية، أو : الفاصل بين الحق والباطل. وما في الإشارة من معنى البُعد ؛ للتنبيه على بُعد منزلة المشار إليه في الفخامة ورفعة القدر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : طسم، الطاء تشير إلى طهارة سره - عليه الصلاة والسلام -، والسين تُشير إلى سيادة قدره، والميم إلى مَجَادة أمره، وهذا بداية الشرف ونهايته. أو : الطاء تشير إلى التنزيه للقلب، من حيث هو، والتطهير. والسين تشير إلى تحليته بالسر الكبير، والميم تشير إلى تصرفه في الملك والملكوت بإذن العلي الكبير. وهذه بداية السير ونهايته، فيكون حينئذٍ عارفاً بالله، خليفة رسول الله في العودة إلى الله، فإنْ حرص على هداية الخلق فيقال له :﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ﴾، فلو شاء ربك لهدى الناس جميعاً، ولا يزالون مختلفين، ﴿ ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين ﴾. وبالله التوفيق.
ثم شرع في تسليته بقوله :﴿ لعلك باخعٌ نفسَكَ ﴾ أي : قاتل نفسك. قال سَهْلٌ : تهلك نفسك باتباع المراد في هدايتهم وإيمانهم، وقد سَبق مني الحُكم بإيمان المؤمنين وكفر الكافرين، فلا تبديل ولا تغيير. و " لعل " : للإشفاق، أي : أشفق على نفسك أن تقتلها ؛ حسرة على ما فاتك من إسلام قومك ﴿ أَلاَّ يكونوا مؤمنين ﴾ أي : لعدم إيمانهم بذلك الكتاب المبين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : طسم، الطاء تشير إلى طهارة سره - عليه الصلاة والسلام -، والسين تُشير إلى سيادة قدره، والميم إلى مَجَادة أمره، وهذا بداية الشرف ونهايته. أو : الطاء تشير إلى التنزيه للقلب، من حيث هو، والتطهير. والسين تشير إلى تحليته بالسر الكبير، والميم تشير إلى تصرفه في الملك والملكوت بإذن العلي الكبير. وهذه بداية السير ونهايته، فيكون حينئذٍ عارفاً بالله، خليفة رسول الله في العودة إلى الله، فإنْ حرص على هداية الخلق فيقال له :﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ﴾، فلو شاء ربك لهدى الناس جميعاً، ولا يزالون مختلفين، ﴿ ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين ﴾. وبالله التوفيق.
﴿ إن نشأ نُنزِّل عليهم من السماء آيةً ﴾، هو تعليل لما قبله من النهي عن التحسر ؛ ببيان أن إيمانهم ليس مما تعلقت به المشيئة، فلا وجه للطمع فيه والتألم من فواته، والمفعول محذوف، أي : إن نشأ إيمانهم ننزل عليهم من السماء آية ملجئة لهم إلى الإيمان، قاهرة لهم عليه، ﴿ فظلَّتْ أعناقُهم لها خاضعين ﴾ ؛ منقادين. والأصل : فظلوا لها خاضعين، فأقمحت الأعناق ؛ لزيادة التقرير ببيان موضع الخضوع، وترك الخبر على حاله من جمع العقلاء. وقيل : لمَّا وصفت الأعناق بصفة العقلاء أجريت مجراهم، كقوله تعالى :﴿ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾ [ يوسف : ٤ ]. وقيل المراد بالأعناق : الرؤساء ومقدمو الجماعة، وقيل : الجماعة، من قولهم : جاءنا عنق من الناس، أي : فوج. وقرئ : خاضعة، على الأصل.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : طسم، الطاء تشير إلى طهارة سره - عليه الصلاة والسلام -، والسين تُشير إلى سيادة قدره، والميم إلى مَجَادة أمره، وهذا بداية الشرف ونهايته. أو : الطاء تشير إلى التنزيه للقلب، من حيث هو، والتطهير. والسين تشير إلى تحليته بالسر الكبير، والميم تشير إلى تصرفه في الملك والملكوت بإذن العلي الكبير. وهذه بداية السير ونهايته، فيكون حينئذٍ عارفاً بالله، خليفة رسول الله في العودة إلى الله، فإنْ حرص على هداية الخلق فيقال له :﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ﴾، فلو شاء ربك لهدى الناس جميعاً، ولا يزالون مختلفين، ﴿ ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين ﴾. وبالله التوفيق.
﴿ وما يأتيهم من ذِكْرٍ من الرحمانِ مُحْدَثٍ إلا كانوا عنه معرضين ﴾، هذا بيان لشدة شكيمتهم وعدم ارعوائهم عما كانوا عليه من الكفر والتكذيب ؛ لصرف رسوله صلى الله عليه وسلم عن الحرص على إسلامهم، وقطع رجائه فيهم على الجملة، قال القشيري : أي : ما نُجَدِّد لهم شَرْعاً، أو نرسل رسولاً إلا أعرضوا عما دلّ برهانه عليه، وقابلوه بالتكذيب، فلو أنهم أنعموا النظرَ في آياتهم، لا تضح لهم صدقهم، ولكن المقسوم من الخذلان في سابق الحُكْمِ يمنعهم من الإيمان والتصديق. ه.
والتعرض لعنوان الرحمة ؛ لتغليظ شناعتهم، وتهويل جنايتهم ؛ فإن الإعراض عما يأتيهم من جنابه عز وجل على الإطلاق شنيع قبيح، وعما يأتيهم بموجب الرحمة، لمحض منفعتهم، أشنع وأقبح، أي : ما يأتيهم من موعظة من المواعظ القرآنية، أو من طائفة نازلة من القرآن تُذكّرهم أكمل تذكير، وتنبهُهم من الغفلة أتم تنبيه، بمقتضى رحمته الواسعة، إلا جددوا إعراضاً عنه ؛ على وجه التكذيب والاستهزاء ؛ إصراراً على ما كانوا عليه من الكفر والضلال.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : طسم، الطاء تشير إلى طهارة سره - عليه الصلاة والسلام -، والسين تُشير إلى سيادة قدره، والميم إلى مَجَادة أمره، وهذا بداية الشرف ونهايته. أو : الطاء تشير إلى التنزيه للقلب، من حيث هو، والتطهير. والسين تشير إلى تحليته بالسر الكبير، والميم تشير إلى تصرفه في الملك والملكوت بإذن العلي الكبير. وهذه بداية السير ونهايته، فيكون حينئذٍ عارفاً بالله، خليفة رسول الله في العودة إلى الله، فإنْ حرص على هداية الخلق فيقال له :﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ﴾، فلو شاء ربك لهدى الناس جميعاً، ولا يزالون مختلفين، ﴿ ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين ﴾. وبالله التوفيق.
﴿ فقد كذَّبوا ﴾ بالذكر الذي يأتيهم تكذيباً مقارناً للاستهزاء، ﴿ فسيأتيهم ﴾ أي : فسيعلمون ﴿ أنباءُ ﴾ أي : أخبار ﴿ وما كانوا به يستهزئون ﴾، وأنباؤه : ما يحيق بهم من العقوبات العاجلة والآجلة، عبّر عنها بالأنباء ؛ إما لكونها مما أنبأ بها القرآن الكريم، وإما لأنهم، بمشاهدتها، يقفون على حقيقة القرآن الكريم، كما يقفون على الأحوال الخافية عنهم، باستماع الأنباء. وفيه تهويل ؛ لأن الأنباء لا تُطلق إلا على خبر خطير له وقع كبير، أي : فسيأتيهم لا محالة مِصداق ما كانوا يستهزئون به، إما في الدنيا، كيوم بدر وغيره من مواطن الحتُوف، أو يوم القيامة. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : طسم، الطاء تشير إلى طهارة سره - عليه الصلاة والسلام -، والسين تُشير إلى سيادة قدره، والميم إلى مَجَادة أمره، وهذا بداية الشرف ونهايته. أو : الطاء تشير إلى التنزيه للقلب، من حيث هو، والتطهير. والسين تشير إلى تحليته بالسر الكبير، والميم تشير إلى تصرفه في الملك والملكوت بإذن العلي الكبير. وهذه بداية السير ونهايته، فيكون حينئذٍ عارفاً بالله، خليفة رسول الله في العودة إلى الله، فإنْ حرص على هداية الخلق فيقال له :﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ﴾، فلو شاء ربك لهدى الناس جميعاً، ولا يزالون مختلفين، ﴿ ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين ﴾. وبالله التوفيق.
ثم ذكر دلائل قدرته على ما ذكر، فقال :
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
قلت : الهمزة : للإنكار التوبيخي، والواو : للعطف على مقدر يقتضيه المقام، أي : أَفعلوا ما فعلوا من الإعراض والتكذيب، ولم ينظروا إلى عجائب الأرض. . إلخ. و( كم ) : خبرية منصوبة بما بعدها على المفعولية.
يقول الحق جل جلاله :﴿ أوَ لَم يروا ﴾ أي : ينظروا ﴿ إلى ﴾ عجائب ﴿ الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم ﴾ ؛ أي : من كل صنف محمود كثير المنفعة، يأكل منه الناس والأنعام. وتخصيص النبات بالذكر، دون ما عداه من الأصناف ؛ لاختصاصه بالدلالة على القدرة والنعمة معاً. ويحتمل أن يراد به جميع أصناف النبات ؛ نافعها وضارها، ويكون وصف الكل بالكرم ؛ للتنبيه على أنه تعالى ما أنبت شيئاً إلا وفيه فائدة، إما وحده، أو بانضمامه إلى غيره، كما نطق به قوله تعالى :﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ﴾ [ البقرة : ٢٩ ] فإن الحكيم لا يكاد يفعل فعلاً إلا وفيه حكمة بالغة، وإن غفل عنه الغافلون، ولم يتوصل إلى معرفة كنهه العاقلون. وفائدة الجمع بين كلمتي الكثرة والإحاطة، وهما " كم " و " كلّ " ؛ أنّ كلمة " كلّ " تدل على الإحاطة بأزواج النبات ؛ على سبيل التفصيل، و " كم " تدل على أنَّ هذا المحاط متكاثر، مفرط الكثرة، وبه نبّه على كمال قدرته.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أوَ لم يروا إلى أرض النفوس الطيبة، كم أنبتنا فيها من كل صنف من أصناف العلوم الغريبة، والحِكَم العجيبة، بعد أن كانت ميتة بالجهل والغفلة، إنَّ في ذلك لآية ظاهرة على وجود الخصوصية فيها، وعلى كمال من عالجها حتى ظهرت عليها. أو : أوَ لم يروا إلى أرض العبودية، كم أنبتنا فيها من أصناف الآداب المرضية، والمقامات اليقينية، والمكاشفات الوهبية، إن في ذلك لآية، وما كان أكثرهم مؤمنين بهذه الخصوصية عند أربابها، وإن ربك لهو العزيز الرحيم، يُعز من يشاء، ويرحم بها من يشاء. وبالله التوفيق.
﴿ إنَّ في ذلك ﴾ الإنبات، أو : كل صنف من تلك الأصناف ﴿ لآيةً ﴾ عظيمة دالة على كمال قدرته، وسعة علمه وحكمته، ونهاية رحمته الموجبة للإيمان، الوازعة عن الكفر والطغيان. ﴿ وما كان أكثرُهُم ﴾ أي : أكثر قومه - عليه الصلاة والسلام - ﴿ مؤمنين ﴾ في علم الله تعالى وقضائه، حيث عَلِمَ أنهم سيصرفون عنه، ولا يتدبرون في هذه الآيات العظام. وقال سيبويه :" كان " : صلة، والمعنى : وما أكثرهم مؤمنين، وهو الأنسب بمقام عتوهم وغلوهم في المكابرة والعناد، مع تعاضد موجبات الإيمان من جهته تعالى. وأما نسبة كفرهم إلى علمه تعالى وقضائه فربما يتوهم أنهم معذورون فيه بحسب الظاهر ؛ لأن التفريق بين القدرة والحكمة، اللتين هما محل التحقيق والتشريع، قد خفي على مهرة العلماء، فضلاً عن غيرهم. فالحكم بزيادة " كان " أقرب ؛ كأنه قيل : إن في ذلك لآية باهرة موجبة للإيمان، وما أكثرهم مؤمنين مع ذلك ؛ لغاية عتوهم وعنادهم. ونسبة عدم الإيمان إلى أكثرهم ؛ لأن منهم من سبق له أنه يؤمن.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أوَ لم يروا إلى أرض النفوس الطيبة، كم أنبتنا فيها من كل صنف من أصناف العلوم الغريبة، والحِكَم العجيبة، بعد أن كانت ميتة بالجهل والغفلة، إنَّ في ذلك لآية ظاهرة على وجود الخصوصية فيها، وعلى كمال من عالجها حتى ظهرت عليها. أو : أوَ لم يروا إلى أرض العبودية، كم أنبتنا فيها من أصناف الآداب المرضية، والمقامات اليقينية، والمكاشفات الوهبية، إن في ذلك لآية، وما كان أكثرهم مؤمنين بهذه الخصوصية عند أربابها، وإن ربك لهو العزيز الرحيم، يُعز من يشاء، ويرحم بها من يشاء. وبالله التوفيق.
﴿ وإِنَّ ربك لهو العزيزُ ﴾ ؛ الغالب على كل ما يريد من الأمور، التي من جملتها : الانتقام من هؤلاء، ﴿ الرحيمُ ﴾ ؛ المبالغ في الرحمة، ولذلك يمهلهم، ولا يؤاخذهم بغتة بما اجترأوا عليه من العظائم الموجبة لفنون العقوبات. وفي التعرض لوصف الربوبية، مع الإضافة إلى ضميره - عليه الصلاة والسلام -، من تشريفه والعِدَة الحقيّة بالانتقام من الكفرة مالا يخفى. قاله أبو السعود.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أوَ لم يروا إلى أرض النفوس الطيبة، كم أنبتنا فيها من كل صنف من أصناف العلوم الغريبة، والحِكَم العجيبة، بعد أن كانت ميتة بالجهل والغفلة، إنَّ في ذلك لآية ظاهرة على وجود الخصوصية فيها، وعلى كمال من عالجها حتى ظهرت عليها. أو : أوَ لم يروا إلى أرض العبودية، كم أنبتنا فيها من أصناف الآداب المرضية، والمقامات اليقينية، والمكاشفات الوهبية، إن في ذلك لآية، وما كان أكثرهم مؤمنين بهذه الخصوصية عند أربابها، وإن ربك لهو العزيز الرحيم، يُعز من يشاء، ويرحم بها من يشاء. وبالله التوفيق.
ثم شرع في قصص الأنبياء ؛ تسلية لرسوله صلى الله عليه وسلم، وبدأ بموسى عليه السلام ؛ لشدة معالجته لقومه، فقال :
﴿ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ * ﴿ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ﴾ * ﴿ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ ﴾ * ﴿ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ﴾ * ﴿ قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ ﴾ * ﴿ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ و ﴾ اذكر يا محمد ﴿ إذ نادى ربُّك موسى ﴾ أي : وقت ندائه إياه، وذَكِّر قومك بما جرى على قوم فرعون بسبب تكذيبهم ؛ زجراً لهم، وتحذيراً من أن يحيق بهم مثل ما حاق بإخوانهم المكذبين. أو : واذكر حاله لتتسلى به وبما عالج مع قومه، حيث أرسله وقال له :﴿ أن ائْتِ القوم الظالمين ﴾، أو : بأن ائْتِ القومَ الظالمين بالكفر والمعاصي، أو : باستعباد بني إسرائيل وذبح أبنائهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من كان أهلاً للوعظ والتذكير لا ينبغي أن يتأخر عنه خوف التكذيب ولا خوف الإذاية، فإن الله معه بالحفظ والرعاية. نعم ؛ إن طلب المُعِينَ فلا بأس، فإن أُبهة الجماعة، في حال الإقبال على من يُعظمهم، أقوى في إدخال الهيبة والروع في قلوبهم، ونور الجماعة أقوى من نور الواحد. والله تعالى أعلم.
﴿ قومَ فرعون ﴾ : عطف بيان، تسجل عليهم بالظلم، ثم فسرهم، وقل لهم :﴿ ألاَ يتقون ﴾ الله، ويتركون ما هم عليه من العتو والطغيان. وقرئ بتاء الخطاب ؛ على طريقة الالتفات، المنبئ عن زيادة الغضب عليهم، كأنَّ ظلمهم أدى إلى مشافهتهم بذلك. وليس هذا نفس ما ناداه به، بل ما في سورة طه من قوله :﴿ إِنّي أَنَاْ رَبُّكَ. . . ﴾ [ طه : ١٢ ] إلخ، واختصره هنا لمقتضى المقام.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من كان أهلاً للوعظ والتذكير لا ينبغي أن يتأخر عنه خوف التكذيب ولا خوف الإذاية، فإن الله معه بالحفظ والرعاية. نعم ؛ إن طلب المُعِينَ فلا بأس، فإن أُبهة الجماعة، في حال الإقبال على من يُعظمهم، أقوى في إدخال الهيبة والروع في قلوبهم، ونور الجماعة أقوى من نور الواحد. والله تعالى أعلم.
﴿ قال ﴾ موسى عليه السلام ؛ متضرعاً إلى الله عز وجل :﴿ ربِّ إني أخافُ أن يكذِّبون ﴾ من أول الأمر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من كان أهلاً للوعظ والتذكير لا ينبغي أن يتأخر عنه خوف التكذيب ولا خوف الإذاية، فإن الله معه بالحفظ والرعاية. نعم ؛ إن طلب المُعِينَ فلا بأس، فإن أُبهة الجماعة، في حال الإقبال على من يُعظمهم، أقوى في إدخال الهيبة والروع في قلوبهم، ونور الجماعة أقوى من نور الواحد. والله تعالى أعلم.
﴿ ويضيق صدري ﴾ بتكذيبهم إياي، ﴿ ولا ينطلقُ لساني ﴾ ؛ بأن تغلبني الحمية على ما أرى من المحال، وأسمع من الجدال، أو : تغلبني عقدة لساني، ﴿ فأرسلْ إلى هارون ﴾ أخي، أي : أرسل جبريلَ إليه، ليكون نبياً معي، أَتَقَوَّى به على تبليغ الرسالة. وكان هارون بمصر حين بُعث موسى بجبل الطور. وليس هذا من التعلل والتوقف في الأمر، وإنما هو استدعاء لما يُعينه على الامتثال، وتمهيد عذره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من كان أهلاً للوعظ والتذكير لا ينبغي أن يتأخر عنه خوف التكذيب ولا خوف الإذاية، فإن الله معه بالحفظ والرعاية. نعم ؛ إن طلب المُعِينَ فلا بأس، فإن أُبهة الجماعة، في حال الإقبال على من يُعظمهم، أقوى في إدخال الهيبة والروع في قلوبهم، ونور الجماعة أقوى من نور الواحد. والله تعالى أعلم.
ثم قال :﴿ ولهم عليّ ذنبٌ ﴾ أي : تبعة ذنب بقتل القبطيّ، فحذف المضاف، أو : سمّي تبعة الذنب ذنباً، كما يُسَمَّى جزاء السيئة سيئة. وتسميته ذنباً بحسب زعمهم. ﴿ فأخافُ أن يقتلونِ ﴾ به ؛ قصاصاً. وليس هذا تعللا أيضاً، بل استدفاع للبلية المتوقعة، وخوف من أن يقتل قبل أداء الرسالة، ولذلك وعده بالكلاءة، والدفع عنه بكلمة الردع، وجمع له الاستجابتين معاً بقوله :﴿ قال كلا فاذهبا ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من كان أهلاً للوعظ والتذكير لا ينبغي أن يتأخر عنه خوف التكذيب ولا خوف الإذاية، فإن الله معه بالحفظ والرعاية. نعم ؛ إن طلب المُعِينَ فلا بأس، فإن أُبهة الجماعة، في حال الإقبال على من يُعظمهم، أقوى في إدخال الهيبة والروع في قلوبهم، ونور الجماعة أقوى من نور الواحد. والله تعالى أعلم.
﴿ قال كلا فاذهبا ﴾ ؛ لأنه استدفعه بلاءهم، فوعده بالدفع بردعه عن الخوف، والتمس منه رسالة أخيه، فأجابه بقوله :﴿ اذهبا ﴾، أي : جعلتُه رسولاً معك ﴿ فاذهبا بآياتنا ﴾ أي : مع آياتنا، وهو اليد والعصا وغير ذلك، فقوله :﴿ فاذهبا ﴾ : عطف على مضمر، يُنبئ عنه الردع، كأنه قيل : ارتدع يا موسى عما تظن، فاذهب أنت ومن استدعيته مصحوباً بآياتنا، فإنها تدفع ما تخافه.
﴿ إنّما معكم مستمعون ﴾ أي : سامعون ما يقال لك، وما يجري بينكما وبينه، فنظهركما عليه. شبَّه حاله تعالى بحال ذي شوكة قد حضر مجادلة، فسمع ما يجري بينهم، فيمد أولياءه وينصرهم على أعدائهم ؛ مبالغة في الوعد بالإعانة، فاستعير الاستماع، الذي هو الإصغاء للسمع، الذي هو العلم بالحروف والأصوات، وهو تعليل ؛ للردع عن الخوف، ومزيد تسلية لهما، بضمان كمال الحفظ والنصر، كقوله تعالى :﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [ طه : ٤٦ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من كان أهلاً للوعظ والتذكير لا ينبغي أن يتأخر عنه خوف التكذيب ولا خوف الإذاية، فإن الله معه بالحفظ والرعاية. نعم ؛ إن طلب المُعِينَ فلا بأس، فإن أُبهة الجماعة، في حال الإقبال على من يُعظمهم، أقوى في إدخال الهيبة والروع في قلوبهم، ونور الجماعة أقوى من نور الواحد. والله تعالى أعلم.
﴿ فَأْتِيَا فرعونَ فقولا إِنا رسولُ ربِّ العالمين ﴾، ليس هذا مجرد تأكيد للأمر بالذهاب ؛ لأن معنى هذا : الوصولُ إلى المرسل إليه، والذهاب : مطلق التوجه، ولم يُثَنَّ الرسول هنا كما ثناه في سورة طه ؛ لأن الرسول يكون بمعنى المرسل وبمعنى الرسالة، فيكون مصدراً، فَجُعِلَ ثَمَّةَ بمعنى المُرْسَل فثنى، وجعل هنا بمعنى الرسالة، فسوّى في الوصف به الواحد والتثنية والجمع، كما تقول : رجل عدل، ورجلان عدل، ورجال عدل ؛ لاتحادهما في شريعة واحدة، كأنهما رسول واحد. قلت : والنكتة في إفراد هذا وتثنية الآخر ؛ أن الخطاب في سورة طه توجه أول القصة إليهما معاً بقوله ﴿ اذهب أنت وأخوك ﴾ فجرى في آخر القصة على ما افتتحت به، وهنا توجه الخطاب في أولها إلى موسى وحده، بقوله :﴿ وإِذا نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين ﴾، فجرى على ما افتتح به القصة من الإفراد. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من كان أهلاً للوعظ والتذكير لا ينبغي أن يتأخر عنه خوف التكذيب ولا خوف الإذاية، فإن الله معه بالحفظ والرعاية. نعم ؛ إن طلب المُعِينَ فلا بأس، فإن أُبهة الجماعة، في حال الإقبال على من يُعظمهم، أقوى في إدخال الهيبة والروع في قلوبهم، ونور الجماعة أقوى من نور الواحد. والله تعالى أعلم.
﴿ أنْ أرسل معنا بني إسرائيل ﴾، " أن " : مفسرة ؛ لتضمن الإرسال المفهوم من الرسول معنى القول، أي : خَلِّ بني إسرائيل تذهب معنا إلى الشام، وكان مسكنهم بفلسطين منه، قبل انتقالهم مع يعقوب عليه السلام إلى مصر، في زمن يوسف عليه السلام. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من كان أهلاً للوعظ والتذكير لا ينبغي أن يتأخر عنه خوف التكذيب ولا خوف الإذاية، فإن الله معه بالحفظ والرعاية. نعم ؛ إن طلب المُعِينَ فلا بأس، فإن أُبهة الجماعة، في حال الإقبال على من يُعظمهم، أقوى في إدخال الهيبة والروع في قلوبهم، ونور الجماعة أقوى من نور الواحد. والله تعالى أعلم.
ثم ذكر جواب فرعون ومجادلته، فقال :
﴿ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴾ * ﴿ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ الضَّالِّينَ ﴾ * ﴿ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ * ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ ﴾ * ﴿ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ الأَوَّلِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴾ * ﴿ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ * ﴿ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴾
يقول الحق جل جلاله : لما أتى موسى وهارونُ فرعونَ وبلَّغا الرسالة، ﴿ قال ﴾ له :﴿ ألم نُربِّك. . . ﴾ إلخ، رُوي أنهما أتيا بابه فلم يُؤذن لهما سنة، حتى قال البواب : إن هنا إنساناً يزعم أنه رسول رب العالمين، فقال : ائذن له، لعلنا نضحك منه، فأَذِن، فدخل، فأدى الرسالة، فعرفه فرعونُ، فقال له :﴿ ألم نُربِّك فينا ﴾ ؛ في حِجْرنا ومنازلنا، ﴿ وليداً ﴾ أي طفلاً. عبّر عنه بذلك ؛ لقُرب عهده بالولادة. وهذه من فرعون معارضة لقول موسى عليه السلام :﴿ إنا رسول رب العالمين ﴾، بنسبته تربيته إليه وليداً. ولذلك تجاهل بقوله :﴿ وما ربُّ العالمين ﴾، وصرح بالجهل بعد ذلك بقوله :﴿ لئن اتخذت إلهاً غيري. . . ﴾ إلخ، ﴿ ولبثتَ فينا من عُمُرِكَ سنين ﴾ قيل : لبث فيهم ثلاثين سنة، ثم خرج إلى مدين، وأقام به عشر سنين، ثم عاد يدعوهم إلى الله - عز وجل - ثلاثين سنة، ثم بقي بعد الغرق خمسين، وقيل : قتل القبطي وهو ابن ثنتي عشرة سنة، وفرّ منهم على إثر ذلك. والله أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
ثم قال له :﴿ وفعلتَ فَعْلَتك التي فعلتَ ﴾ يعني : قتل القبطي، بعدما عدد عليه نعمته ؛ من تربيته، وتبليغه مبلغ الرجال، وبّخه بما جرى عليه مع خبازه، أي : قتلت صاحبي، ﴿ وأنت من الكافرين ﴾ بنعمتي، حيث عمدت إلى قتل رجل من خواصي، أو : أنت حينئذٍ ممن تكفر بهم الآن، أي : كنت على ديننا الذي تسميه كفراً، وهذا افتراء منه عليه ؛ لأنه معصوم، وكان يعاشرهم بالتقية، وإلا فأين هو عليه السلام من مشاركتهم في الدين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
﴿ قال فعلتُها إذاً ﴾ أي : إذ ذاك ﴿ وأنا من الضالين ﴾ أي : من المخطئين ؛ لأنه لم يتعمد قتله، بل أراد تأديبه، أو : الذاهلين عما يؤدي إليه الوكز. أو : من الضالين عن النبوة، ولم يأت عن الله في ذلك شيء، فليس عليَّ توبيخ في تلك الحالة. والفرض أن المقتول كافر، فالقتل للكافر لم يكن فيه شرع، وهذا كله لا ينافي النبوة. وكذلك التربية لا تنافي النبوة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
﴿ ففررتُ منكم ﴾ إلى ربي، متوجهاً إلى مدين ﴿ لمّا خِفْتُكم ﴾ أن تصيبني بمضرة، أو تؤاخذني بما لا أستحقه. ﴿ فوهب لي ربي حُكماً ﴾ أي : حكمة، أو : نبوة وعلماً، فزال عني الجهل والضلالة، ﴿ وجعلني من المرسلين ﴾ ؛ من جملة رسله.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
﴿ وتلك نعمة تمُنُّها عليَّ أن عَبدتَّ بني إسرائيل ﴾ أي : تلك التربية نعمة تمُن بها عليّ ظاهراً، وهي في الحقيقة تعبيدك بني إسرائيل، وقهرك إياهم، بذبح أبنائهم، فإنه السبب في وقوعي عندك وحصولي في تربيتك، ولو تركتهم لرباني أبواي. فكأن فرعون في الحقيقة امتن على موسى بتعبيد قومه وإخراجه من حجر أبويه. فقال له موسى عليه السلام : أَوَ تلك نعمةٌ تَمُنٌُّها عَلَيَّ ؛ استعبادك لهم، ليس ذلك بنعمة، ولا لك فيها عليَّ منة، وتعبيده : تذليلهم واستخدامهم على الدوام.
ووحد الضمير في " تمنّها " و " وعبّدتَّ "، وجمعها في " منكم " و " خفتكم " ؛ لأن الفرار والخوف كان منه ومن ملئه المؤتمرين به، وأما الامتنان فمنه وحده.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
وحين انقطعت حجة فرعون وروغانه عن ذكر رب العالمين، أخذ يستفهم موسى عن الذي ذكر أنه رسول من عنده ؛ مكابرة وتجاهلاً وتعامياً، طلباً للرئاسة، كما قال تعالى :﴿ قال فرعونُ وما ربُّ العالمين ﴾، أي : أيُّ شيء رب العالمين، الذي ادعيت أنك رسوله منكراً لأن يكون للعالمين رب غيره، حسبما يعْربُ عنه قوله :﴿ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعْلَى ﴾ [ النازعات : ٢٤ ]، وقوله :﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾ [ القصص : ٣٨ ]. أو : فما صفته، أو حقيقته ؟ ﴿ قال ﴾ موسى : هو ﴿ ربُّ السماواتِ والأرضِ وما بينهما ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
﴿ قال ﴾ موسى : هو ﴿ ربُّ السماواتِ والأرضِ وما بينهما ﴾ أي : ما بين الجنسين، ﴿ إن كنتم موقنين ﴾ أي : إن كنتم موقنين بالأشياء، محققين لها، علمتم ذلك، أو : إن كنتم موقنين شيئاً من الأشياء، فهذا أولى بالإيقان ؛ لظهور دليله وإنارة برهانه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
﴿ قال ﴾ فرعونُ، عند سماع جوابه عليه السلام، خوفاً من تأثيره في قلوبهم، ﴿ لِمن حولَه ﴾ من أشراف قومه، وكانوا خمسمائة مسورة بالأسورة :﴿ أَلا تستمعون ﴾، أنا أسأله عن الماهية، وهو يجيبني بالخاصية. ولما كانت ما هي الربوبية لا تُدرك ولا تنال حقيقتها، أجابه بما يمكن إدراكه من خواص الماهية.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
ثم ﴿ قال ﴾ عليه السلام :﴿ ربُّكم وربُّ آبائكم الأولين ﴾ أي : هو خالقكم وخالق آبائكم الأولين، أي : وفرعون من جملة المخلوقين فلا يصلح للربوبية، وإنما قال :﴿ ورب آبائكم ﴾ ؛ لأن فرعون كان يدعي الربوبية على أهل عصره دون من تقدمهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
﴿ قال ﴾ فرعونُ :﴿ إنّ رَسُولَكُمْ الذي أُرْسِلَ إِليكُمْ لمجنون ﴾ ؛ حيث يزعم أن في الوجود إلهاً غيري، أو : حيث لا يطابق جوابه سؤالي ؛ لأني أسأله عن الحقيقة وهو يجيبني بالخاصية.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
﴿ قال ﴾ موسى عليه السلام :﴿ ربُّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ﴾ فتستدلون بما أقول حتى تعرفوا ربكم. وهذا غاية الإرشاد، حيث عمم أولاً بخلق السماوات والأرض وما بينهما، ثم خصص من العام أنفسهم وآباءهم ؛ لأنّ أقرب المنظور فيه من العاقل نفسه، ومن ولد منه، وما شاهد من أحواله، من وقت ميلاده إلى وفاته، ثم خصّص المشرق والمغرب ؛ لأن طلوع الشمس من أحد الخافقين وغروبهما في الآخر، على تقدير مستقيم وحساب مستوٍ، من أقوى الدلائل على وحدانية الربوبية، ووجوب وجودها. أو : تقول : لما سأله عن ماهية الربوبية ؛ جهلاً ؛ فأجابه، بالخاصية، ﴿ قال ألا تستمعون ﴾ ؟ فعاد موسى إلى مثل قوله، فجنّنه فرعون، زاعماً أنه حائد عن الجواب، فعاد ثالثاً مبيناً أن الواجب الوجود، الفردَ الصمد، لا يدرك بالكُنْهِ، إنما يعرف بالصفات، وما عرفه بالذات إلا خواص الخواص، فالسؤال عن الذات من أمثاله جهل وحمق. ولذلك قال :﴿ إن كنتم تعقلون ﴾، أي : إن كان لكم عقل علمتم أنه لا يمكن أن تعرفوه إلا بهذا الطريق.
قال ابن جزيّ : إن قيل : كيف قال أولاُ :﴿ إن كنتم موقنين ﴾، ثم قال آخراً :﴿ إن كنتم تعقلون ﴾ ؟ فالجواب : أنه لاَيَنَ أولاً ؛ طمعاً في إيمانهم، فلما رأى منهم العناد والمغالطة وبخهم بقوله :" إن كنتم تعقلون "، وجعل ذلك في مقابلة قول فرعون :﴿ إن رسولكم الذي أُرسل إليكم لمجنون ﴾. ه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
ولما تجبر فرعون وبهت ﴿ قال لَئِنِ اتَّخَذْتَ إلهاً غيري لأَجعلنَك من المسجونين ﴾، أي : لأجعلنك واحداً ممن عرفت حالهم في سجوني، وكان من عادته أن يأخذ من يرى سجنه، فيطرحه في هوّة ذاهبة في الأرض، بعيدة العمق، فرداً، لا ينظر فيها ولا يسمع، وكان ذلك أشدّ من القتل. ولو قال : لأسجننك، لم يؤد هذا المعنى، وإن كان أخصر. قاله النسفي.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : التربية لها حق يراعي ويجب شكرها، ولا فرق بين تربية البشرية والروحانية. قال القشيري : لم يجحد موسى حقَّ التربية والإحسانَ إليه في الظاهر، ولكن بَيَّنَ أنه إذا أمر الله بشيءٍ وَجَبَ اتباعُ أمره، وإذا كانت تربية المخلوقين تُوجب حقاً، فتربية الله أولى بأن يعَظِّمَ العبدُ قَدْرَها. هـ. فكل من أحسن إلى بشريتك بشيء وجب عليه شكره ؛ بالإحسان إليه، ولو بالدعاء، وكل من أحسن إلى روحانيتك بالعلم أو بالمعرفة، وجب عليك خدمته وتعظيمه، وإنكار ذلك بسبب المقت والطرد، والعياذ بالله.
وقول فرعون :﴿ وما رب العالمين ﴾ : سؤال عن حقيقة الذات، ومعرفة الكنه متعذرة ؛ إذ ليس كمثله شيء، وأقرب ما يجاب به قوله تعالى :﴿ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [ الحديد : ٣ ] فهذه الأسماء الأربعة أحاطت بالذات في الجملة، ولم تترك منها شيئاً، والإحاطة بالكنه متعذرة، ولو وقعت الإحاطة لم يبق للعارفين تَرَق، مع أن ترقيهم في كشوفات الذات لا ينقطع أبداً، في هذه الدار الفانية، وفي تلك الدار الباقية. وبالله التوفيق.
ثم ذكر معجزة العصا وما يتبعها، فقال :
﴿ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مُّبِينٍ ﴾ * ﴿ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ * ﴿ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴾ * ﴿ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴾
قلت :( لو ) : هنا، ليست امتناعية، بل إغيائية، فلا جواب لها، أي : تفعل بي هذا على كل حال ولو جئتك بشيءٍ مبين.
يقول الحق جل جلاله :﴿ قال ﴾ موسى عليه السلام لفرعون، لَمَّا هدده بالسجن :﴿ أوَلَوْ ﴾ ؛ أتفعل ما ذكرت من سجني ولو ﴿ جِئتُك بِشَيءٍ مُبين ﴾ ؛ واضح الدلالة على صدقي، وتوحيد رب العالمين. يريد به المعجزة ؛ فإنها جامعة بين الدلالة على وجود الصانع وحكمته، وبين الدلالة على صدق دعوى من ظهرت على يده. والتعبير عنه بالشيء ؛ للتهويل.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : النفوس الفرعونية هي التي تتوقف في الصدق والإيمان على ظهور المعجزة أو الكرامة، وأما النفوس الزكية فلا تحتاج إلى معجزة ولا كرامة، بل يخلق الله فيها الهداية والتصديق بطريقة الخصوصية، من غير توقف على شيء. وبالله التوفيق.
﴿ قال ﴾ فرعون :﴿ فَأتِ به إن كُنتَ من الصادقين ﴾ فيما قلتَ من الإتيان بالشيء الواضح على صدق دعواك، أو : من الصادقين في دعوى الرسالة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : النفوس الفرعونية هي التي تتوقف في الصدق والإيمان على ظهور المعجزة أو الكرامة، وأما النفوس الزكية فلا تحتاج إلى معجزة ولا كرامة، بل يخلق الله فيها الهداية والتصديق بطريقة الخصوصية، من غير توقف على شيء. وبالله التوفيق.
﴿ فألقى عصاهُ فإذا هي ثعبان مبين ﴾ أي : ظاهر ثعبانيته، لا أنه تخيل بما يشبهه كشأن الشعوذة والسحر. رُوي أنها ارتفعت في السماء قدر ميل، ثم انحطت مقبلة على فرعون، تقول : يا موسى ؛ مرني بما شئت، فيقول فرعون : أسألك بالذي أرسلك إلا أخذتها، فأخذها، فعادت عصا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : النفوس الفرعونية هي التي تتوقف في الصدق والإيمان على ظهور المعجزة أو الكرامة، وأما النفوس الزكية فلا تحتاج إلى معجزة ولا كرامة، بل يخلق الله فيها الهداية والتصديق بطريقة الخصوصية، من غير توقف على شيء. وبالله التوفيق.
﴿ ونزع يده ﴾ أي : أخرجها من تحت إبطه، ﴿ فإذا هي بيضاءُ للناظرين ﴾ أي : بياضاً خارجاً عن العادة، بحيث يجتمع النظارة على النظر إليه ؛ لخروجه عن العادة.
رُوي أن فرعون لما أبصر الآية الأولى قال : هل لك غيرها ؟ فأخرج يده، وقال لفرعون : ما هذا ؟ قال : يدك، فأدخلها تحت إبطه، ثم نزعها، ولها شعاعٌ يكاد يُغشي الأبصار ويسدّ الأفق. فسبحان القادر على كل شيء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : النفوس الفرعونية هي التي تتوقف في الصدق والإيمان على ظهور المعجزة أو الكرامة، وأما النفوس الزكية فلا تحتاج إلى معجزة ولا كرامة، بل يخلق الله فيها الهداية والتصديق بطريقة الخصوصية، من غير توقف على شيء. وبالله التوفيق.
﴿ قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴾ * ﴿ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ ﴾ * ﴿ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴾
قلت :( حوله ) : ظرف وقع موقع الحال، أي : مستقرين حوله.
يقول الحق جل جلاله :﴿ قال ﴾ فرعونُ، لَمَّا رأى ما بهته وحيّره، ﴿ للملإِ حولَه ﴾، وهم أشراف قومه :﴿ إنَّ هذا لساحِرٌ عليم ﴾ ؛ فائق في فن السحر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : المشاورة في الأمور المهمة من شأن أهل السياسة والرأي، وفي الحديث :" ما خَابَ مَن اسْتَخَار، ولا نَدِمَ من اسْتَشَار "، فالمشاورة من الأمر القديم، وما زالت الأكابر من الأولياء والأمراء يتشاورون في أمورهم ؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالله التوفيق.
ثم أعدى قومه على موسى بقوله :﴿ يريد أن يُخرجكم ﴾ بما صنع ﴿ من أرضكم بسحره فماذا تأمرون ﴾ ؛ تُشيرون في أمره ؛ من حبس أو قتل، وهو من المؤامرة، أي : المشاورة، أو : ماذا تأمرون به، من الأمر، لما بهره سلطان المعجزة وحيّره، حط نفسه عن ذروة ادعاء الربوبية إلى حضيض الخضوع لعبيده - في زعمه - والامتثال لأمرهم، وجعل نفسه مأمورة، أو : إلى مقام مؤامرتهم ومشاورتهم، بعد ما كان مستقلاً في الرأي والتدبير.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : المشاورة في الأمور المهمة من شأن أهل السياسة والرأي، وفي الحديث :" ما خَابَ مَن اسْتَخَار، ولا نَدِمَ من اسْتَشَار "، فالمشاورة من الأمر القديم، وما زالت الأكابر من الأولياء والأمراء يتشاورون في أمورهم ؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالله التوفيق.
﴿ قالوا ﴾ له :﴿ أرْجِهْ وأخاه ﴾ أي : أَخِّرْ أمرهما، ولا تعجل بقتلهما ؛ خوفاً من الفتنة أو : احبسهما، ﴿ وابعث في المدائن حاشرين ﴾ أي : شُرَطاً يحشرون السحرة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : المشاورة في الأمور المهمة من شأن أهل السياسة والرأي، وفي الحديث :" ما خَابَ مَن اسْتَخَار، ولا نَدِمَ من اسْتَشَار "، فالمشاورة من الأمر القديم، وما زالت الأكابر من الأولياء والأمراء يتشاورون في أمورهم ؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالله التوفيق.
﴿ يأتوك ﴾ أي : الحاشرون ﴿ بكل سحَّارٍ عليم ﴾ ؛ فائق في فن السحر. وأتوا بصيغة المبالغة ؛ ليُسَكِّنُوا بعض رَوعته. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : المشاورة في الأمور المهمة من شأن أهل السياسة والرأي، وفي الحديث :" ما خَابَ مَن اسْتَخَار، ولا نَدِمَ من اسْتَشَار "، فالمشاورة من الأمر القديم، وما زالت الأكابر من الأولياء والأمراء يتشاورون في أمورهم ؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالله التوفيق.
ثم ذكر جمع السحرة، فقال :
﴿ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾ * ﴿ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ ﴾ * ﴿ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ الْغَالِبِينَ ﴾ * ﴿ فَلَمَّا جَآءَ السَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ لَهُمْ مُّوسَى أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ ﴾ * ﴿ فَأَلْقَوْاْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ فجُمِعَ السحرةُ لميقات يوم معلومٍ ﴾، وهو ما عيّنه موسى عليه السلام بقوله :﴿ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ﴾ [ طه : ٥٩ ]. والميقات : ما وُقت به، أي : حُدّ من زمان ومكان. ومنه : مواقيت الحج.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : السحر على قسمين : سحر القلوب إلى حضرة الحق، وسحر النفوس إلى عالم الخلق، أو : إلى عالم الخيال. فالأول : من شأن العارفين بالله، الداعين إلى الله، فهم يسحرون قلوب من أتى إليهم إلى حضرة القدس، ومحل الأنس، فيقال في شأنهم : فجمع السحرة بقلوبهم، إلى ميقات يوم معلوم، وهو يوم الفتح والتمكين، أو يوم النفحات، عند اتفاق جمعهم في مكان معلوم. وقيل للناس، وهم عوام الناس : هل أنتم مجتمعون لتفيقوا من سكرتكم، وتتيقظوا من نوم غفلتكم، لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين، ولا شك في غلبتهم ونصرهم ؛ لقوله تعالى :﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ﴾ [ الحج : ٤٠ ].
﴿ وقيلَ للناسِ هل أنتم مُجْتَمِعُون ﴾ أي : اجتمعوا. وعبّر بالاستفهام ؛ حثّاً على الاجتماع. واستبطاء لهم، والمراد : استعجالهم إليه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : السحر على قسمين : سحر القلوب إلى حضرة الحق، وسحر النفوس إلى عالم الخلق، أو : إلى عالم الخيال. فالأول : من شأن العارفين بالله، الداعين إلى الله، فهم يسحرون قلوب من أتى إليهم إلى حضرة القدس، ومحل الأنس، فيقال في شأنهم : فجمع السحرة بقلوبهم، إلى ميقات يوم معلوم، وهو يوم الفتح والتمكين، أو يوم النفحات، عند اتفاق جمعهم في مكان معلوم. وقيل للناس، وهم عوام الناس : هل أنتم مجتمعون لتفيقوا من سكرتكم، وتتيقظوا من نوم غفلتكم، لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين، ولا شك في غلبتهم ونصرهم ؛ لقوله تعالى :﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ﴾ [ الحج : ٤٠ ].
﴿ لعلنا نتبعُ السحرةَ ﴾ في دينهم ﴿ إن كانوا هم الغالبين ﴾ أي : إن غلبوا موسى، ولا نتبعُ موسى في دينه، وليس غرضهم اتباع السحرة، وإنما الغرض الكلي ألا يتبعوا موسى، فساقوا كلامهم مساق الكناية ؛ حملاً لهم على الاهتمام والجد في المغالبة ؛ لأنهم إذا اتبعوا السحرة لم يكونوا متبعين لموسى، وهو مرادهم، ولأن السحرة إذا سمعوا ذلك حملهم التروس على الجد في المغالبة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : السحر على قسمين : سحر القلوب إلى حضرة الحق، وسحر النفوس إلى عالم الخلق، أو : إلى عالم الخيال. فالأول : من شأن العارفين بالله، الداعين إلى الله، فهم يسحرون قلوب من أتى إليهم إلى حضرة القدس، ومحل الأنس، فيقال في شأنهم : فجمع السحرة بقلوبهم، إلى ميقات يوم معلوم، وهو يوم الفتح والتمكين، أو يوم النفحات، عند اتفاق جمعهم في مكان معلوم. وقيل للناس، وهم عوام الناس : هل أنتم مجتمعون لتفيقوا من سكرتكم، وتتيقظوا من نوم غفلتكم، لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين، ولا شك في غلبتهم ونصرهم ؛ لقوله تعالى :﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ﴾ [ الحج : ٤٠ ].
﴿ فلمَّا جاءَ السَّحَرةُ قالوا لفرعون أئِنَّ لنا لأجراً ﴾ أي : جزاء وافراً ﴿ إِن كُنَّا نَحْنُ الغَالِبِينَ ﴾ لموسى ؟
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : السحر على قسمين : سحر القلوب إلى حضرة الحق، وسحر النفوس إلى عالم الخلق، أو : إلى عالم الخيال. فالأول : من شأن العارفين بالله، الداعين إلى الله، فهم يسحرون قلوب من أتى إليهم إلى حضرة القدس، ومحل الأنس، فيقال في شأنهم : فجمع السحرة بقلوبهم، إلى ميقات يوم معلوم، وهو يوم الفتح والتمكين، أو يوم النفحات، عند اتفاق جمعهم في مكان معلوم. وقيل للناس، وهم عوام الناس : هل أنتم مجتمعون لتفيقوا من سكرتكم، وتتيقظوا من نوم غفلتكم، لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين، ولا شك في غلبتهم ونصرهم ؛ لقوله تعالى :﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ﴾ [ الحج : ٤٠ ].
﴿ قال نعم ﴾ لكم ذلك، ﴿ وإنكم ﴾ مع ذلك، ﴿ إذاً لمن المقربين ﴾ عندي في المرتبة والحال، فتكونون أول من يدخل عليّ، وآخر من يخرج عني. ولما كان قوله :﴿ أئِنَّ لنا لأجراً ﴾، في معنى جزاء الشرط ؛ لدلالته عليه، وكان قوله :﴿ وإنكم إذاً ﴾ : معطوفاً عليه، دخلت " إذاً " ؛ قارة في مكانها، الذي تقتضيه من الجواب والجزاء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : السحر على قسمين : سحر القلوب إلى حضرة الحق، وسحر النفوس إلى عالم الخلق، أو : إلى عالم الخيال. فالأول : من شأن العارفين بالله، الداعين إلى الله، فهم يسحرون قلوب من أتى إليهم إلى حضرة القدس، ومحل الأنس، فيقال في شأنهم : فجمع السحرة بقلوبهم، إلى ميقات يوم معلوم، وهو يوم الفتح والتمكين، أو يوم النفحات، عند اتفاق جمعهم في مكان معلوم. وقيل للناس، وهم عوام الناس : هل أنتم مجتمعون لتفيقوا من سكرتكم، وتتيقظوا من نوم غفلتكم، لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين، ولا شك في غلبتهم ونصرهم ؛ لقوله تعالى :﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ﴾ [ الحج : ٤٠ ].
﴿ قال لهم موسى ﴾ بعد أن قالوا له :﴿ إِمَّآ أَن تُلْقِىَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ﴾ [ طه : ٦٥ ] :﴿ أَلْقُوا ما أنتم مُلْقُونَ ﴾ من السحر، فسوف ترون عاقبته. لم يُرد به الأمر بالسحر والتمويه، بل الإذن في تقديم ما هم فاعلوه البتة ؛ توسلاً به إلى إظهار الحق وإبطال الباطل.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : السحر على قسمين : سحر القلوب إلى حضرة الحق، وسحر النفوس إلى عالم الخلق، أو : إلى عالم الخيال. فالأول : من شأن العارفين بالله، الداعين إلى الله، فهم يسحرون قلوب من أتى إليهم إلى حضرة القدس، ومحل الأنس، فيقال في شأنهم : فجمع السحرة بقلوبهم، إلى ميقات يوم معلوم، وهو يوم الفتح والتمكين، أو يوم النفحات، عند اتفاق جمعهم في مكان معلوم. وقيل للناس، وهم عوام الناس : هل أنتم مجتمعون لتفيقوا من سكرتكم، وتتيقظوا من نوم غفلتكم، لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين، ولا شك في غلبتهم ونصرهم ؛ لقوله تعالى :﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ﴾ [ الحج : ٤٠ ].
﴿ فَأَلْقَواْ حِبَالَهم وعِصِيَّهُم ﴾، وكانوا سبعين ألف حبل وسبعين ألف عصاً. وقيل : كانت الحبال اثنين وسبعين، وكذا العصِيِّ. ﴿ وقالوا ﴾ بعد الإلقاء، لما رأوها تتحرك وتقبل وتُدبر :﴿ بعزَّةِ فرعونَ إنا لنحن الغالبون ﴾، قالوا ذلك ؛ لفرط اعتقادهم في أنفسهم، وإتيانهم بأقصى ما يمكن أن يؤتى به من السحر، أقسموا بعزته وقوته، وهو من أيمان الجاهلية. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : السحر على قسمين : سحر القلوب إلى حضرة الحق، وسحر النفوس إلى عالم الخلق، أو : إلى عالم الخيال. فالأول : من شأن العارفين بالله، الداعين إلى الله، فهم يسحرون قلوب من أتى إليهم إلى حضرة القدس، ومحل الأنس، فيقال في شأنهم : فجمع السحرة بقلوبهم، إلى ميقات يوم معلوم، وهو يوم الفتح والتمكين، أو يوم النفحات، عند اتفاق جمعهم في مكان معلوم. وقيل للناس، وهم عوام الناس : هل أنتم مجتمعون لتفيقوا من سكرتكم، وتتيقظوا من نوم غفلتكم، لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين، ولا شك في غلبتهم ونصرهم ؛ لقوله تعالى :﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ﴾ [ الحج : ٤٠ ].
ثم ذكر إبطال سحرهم، وإسلامهم، فقال :
﴿ فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴾ * ﴿ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾ * ﴿ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ لاَ ضَيْرَ إِنَّآ إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ ﴾ * ﴿ إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَآ أَن كُنَّآ أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ فألقى موسى عصاه ﴾ من يده، ﴿ فإِذا هي تلقفُ ﴾ أي : تبتلع بسرعة ﴿ ما يأفكون ﴾ : ما يقلبونه عن وجهه وحقيقته بسحرهم، ويزورونه، فيُخيِّلون في حبالهم وعصيّهم أنها حيات تسعى.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شأن خواص الملك ألا يفعلوا شيئاً إلا بإذنٍ من ملكهم، ولذلك أنكر فرعونُ على السحرة المبادرة إلى الإيمان قبل إذنه، وبه أخذت الصوفية الكبار والفقراء مع أشياخهم، فلا يفعلون فعلاً حتى يستأذنوا فيه الحق تعالى والمشايخ، وللإذن سر كبير، لا يفهمه إلا من ذاق سره. وتقدم بقية الإشارة في سورة الأعراف. والله تعالى أعلم.
﴿ فأُلقي السحرةُ ساجدين ﴾ لما شاهدوا ذلك من غير تلعْثم ولا تردد، غير متمالكين لأنفسهم ؛ لعلمهم بأن ذلك خارج عن حدود السحر، وأنه أمر إلهي، يدل على تصديق موسى عليه السلام. وعَبَّر عن الخرور بالإلقاء بطريق المشاكلة ؛ لقوله :﴿ ألقوا ما أنتم ملقون ﴾، فألقى، فلما خروا سجوداً.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شأن خواص الملك ألا يفعلوا شيئاً إلا بإذنٍ من ملكهم، ولذلك أنكر فرعونُ على السحرة المبادرة إلى الإيمان قبل إذنه، وبه أخذت الصوفية الكبار والفقراء مع أشياخهم، فلا يفعلون فعلاً حتى يستأذنوا فيه الحق تعالى والمشايخ، وللإذن سر كبير، لا يفهمه إلا من ذاق سره. وتقدم بقية الإشارة في سورة الأعراف. والله تعالى أعلم.
﴿ قالوا آمنا بربِّ العالمين ﴾، قال عكرمة : أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء. ه. ﴿ ربِّ موسى وهارون ﴾ : عطف بيان، أو : بدل من ﴿ رب العالمين ﴾. فدفع توهم إرادة فرعون ؛ لأنه كان يدعي الربوبية، فأرادوا أن يعزلوه منها. وقيل : إن فرعون لما سمع منهم :﴿ آمنا برب العالمين ﴾، قال : إياي عنيتم ؟ قالوا :﴿ ربِّ موسى وهارون ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شأن خواص الملك ألا يفعلوا شيئاً إلا بإذنٍ من ملكهم، ولذلك أنكر فرعونُ على السحرة المبادرة إلى الإيمان قبل إذنه، وبه أخذت الصوفية الكبار والفقراء مع أشياخهم، فلا يفعلون فعلاً حتى يستأذنوا فيه الحق تعالى والمشايخ، وللإذن سر كبير، لا يفهمه إلا من ذاق سره. وتقدم بقية الإشارة في سورة الأعراف. والله تعالى أعلم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٧:﴿ قالوا آمنا بربِّ العالمين ﴾، قال عكرمة : أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء. ه. ﴿ ربِّ موسى وهارون ﴾ : عطف بيان، أو : بدل من ﴿ رب العالمين ﴾. فدفع توهم إرادة فرعون ؛ لأنه كان يدعي الربوبية، فأرادوا أن يعزلوه منها. وقيل : إن فرعون لما سمع منهم :﴿ آمنا برب العالمين ﴾، قال : إياي عنيتم ؟ قالوا :﴿ ربِّ موسى وهارون ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شأن خواص الملك ألا يفعلوا شيئاً إلا بإذنٍ من ملكهم، ولذلك أنكر فرعونُ على السحرة المبادرة إلى الإيمان قبل إذنه، وبه أخذت الصوفية الكبار والفقراء مع أشياخهم، فلا يفعلون فعلاً حتى يستأذنوا فيه الحق تعالى والمشايخ، وللإذن سر كبير، لا يفهمه إلا من ذاق سره. وتقدم بقية الإشارة في سورة الأعراف. والله تعالى أعلم.
﴿ قال آمنتم له قبل أنْ آذنَ لكم ﴾ أي : بغير إذن لكم، كما في قوله تعالى :﴿ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ﴾ [ الكهف : ١٠٩ ]، لا أن الإذن منه ممكن أو متوقع، ﴿ إنه لكبيرُكم الذي علّمكم السحرَ ﴾ فتواطأتم على ما فعلتم ؛ مكراً وحيلة. أراد بذلك التلبيس على قومه ؛ لئلا يعتقدوا أنهم آمنوا على بصيرة وظهور حق. ثم هَدَّدَهُم بقوله :﴿ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ ﴾، يداً من جهة ورجلاً من أخرى، أو : من أجل خلافٍ ظهر منكم، ﴿ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ قيل : إنه فعل ذلك، ورُوي عن ابن عباس وغيره، وقيل : إنه لم يقدر على ذلك، لقوله تعالى :﴿ أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ﴾ [ القصص : ٣٥ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شأن خواص الملك ألا يفعلوا شيئاً إلا بإذنٍ من ملكهم، ولذلك أنكر فرعونُ على السحرة المبادرة إلى الإيمان قبل إذنه، وبه أخذت الصوفية الكبار والفقراء مع أشياخهم، فلا يفعلون فعلاً حتى يستأذنوا فيه الحق تعالى والمشايخ، وللإذن سر كبير، لا يفهمه إلا من ذاق سره. وتقدم بقية الإشارة في سورة الأعراف. والله تعالى أعلم.
﴿ قالوا ﴾ أي : السحرة :﴿ لا ضَيْرَ ﴾ أي : لا ضرر علينا في ذلك، فحذف خبر " لا "، ﴿ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا ﴾ الذي عرفناه وواليناه ﴿ منقلبون ﴾ لا إليك، فيُكرم مثوانا ويُكفر خطايانا، أو : لا ضرر علينا توعدتنا به ؛ إذ لا بد لنا من الانقلاب إلى ربنا بالموت، فلأن يكون في ذاته وسبب دينه أولى، قال الورتجبي : لَمَّا عاينوا مشاهدة الحق سَهُلَ عليهم البلاء، لاسيما أنهم يطمعون أن يصلوا إليه، بنعت الرضا والغفران. ه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شأن خواص الملك ألا يفعلوا شيئاً إلا بإذنٍ من ملكهم، ولذلك أنكر فرعونُ على السحرة المبادرة إلى الإيمان قبل إذنه، وبه أخذت الصوفية الكبار والفقراء مع أشياخهم، فلا يفعلون فعلاً حتى يستأذنوا فيه الحق تعالى والمشايخ، وللإذن سر كبير، لا يفهمه إلا من ذاق سره. وتقدم بقية الإشارة في سورة الأعراف. والله تعالى أعلم.
ولذلك قالوا :﴿ إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا ﴾ أي : لأن كنا ﴿ أَوَّلَ المؤمنين ﴾ من أهل المشهد، أو : من أَتْبَاعِ فرعون.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شأن خواص الملك ألا يفعلوا شيئاً إلا بإذنٍ من ملكهم، ولذلك أنكر فرعونُ على السحرة المبادرة إلى الإيمان قبل إذنه، وبه أخذت الصوفية الكبار والفقراء مع أشياخهم، فلا يفعلون فعلاً حتى يستأذنوا فيه الحق تعالى والمشايخ، وللإذن سر كبير، لا يفهمه إلا من ذاق سره. وتقدم بقية الإشارة في سورة الأعراف. والله تعالى أعلم.
ثم ذكر خروج موسى عليه السلام من مصر وتوجهه إلى البحر، فقال :
﴿ وَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مّتَّبِعُونَ ﴾ * ﴿ فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ ﴾ * ﴿ إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴾ * ﴿ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ * ﴿ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴾ * ﴿ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾
قلت : أسرى وسرى : لغتان، وقرئ بهما.
يقول الحق جل جلاله :﴿ وأَوْحَيْنَا إلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ ﴾ بقطع الهمزة ووصلها، أي : سر ﴿ بعبادي ﴾ ليلاً. وسماهم عباده ؛ لإيمانهم بنبيهم، وذلك بعد إيمان السحرة بسنين، أقام بين أظهرهم، يدعوهم إلى الحق ويُظهر لهم الآيات، ثم أمره بالخروج، وقال :﴿ إِنَّكُم مُّتَّبعُونَ ﴾ أي : يتبعكم فرعونُ وجنوده مصبحين، فأسر بمن معك حتى لا يدركوكم قبل الوصول إلى البحر، فيدخلوا مداخلكم، فأُطبقه عليهم فأُغرقهم. رُوي أنه مات في تلك الليلة في كل بيت من بيوت القبط ولد، فاشتغلوا بموتاهم حتى خرج موسى بقومه. ورُوي أن الله أوحى إلى موسى : أن أجمع بين إسرائيل، كلّ أربعة أبيات في بيت، ثم اذبحوا أولاد الضأن، فاضربوا بدمائها على أبوابكم، فإني سآمر الملائكة فلا تدخل بيتاً فيه دم، وسآمرها فتقتل أبكار القبط، واخبزوا فطيراً ؛ فإنه أسرع لكم، ثم أَسْرِ بعبادي حتى تنتهي إلى البحر فيأتيك أمري. ه. وحكمة لطخ الدم ليتميز بيوت بني إسرائيل، فلا تقتل الملائكة فيها أحداً. عاملهم على قدر عقولهم، وإلا فالملك لا يخفى عليه ما أُمر به.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : لا ينتصر نبيّ ولا وليّ إلا بعد أن يهاجر من وطنه ؛ سُنّة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسُنَّة الله تبديلاً، والنصرة مقرونة مع الذلة والقلة ؛ ﴿ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ﴾. وبالله التوفيق.
﴿ فأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ ﴾ حين أخبر بمسيرهم ﴿ في المدائن حاشرين ﴾ ؛ جامعين للعساكر ليتبعهم، فلما اجتمعوا قال :﴿ إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : لا ينتصر نبيّ ولا وليّ إلا بعد أن يهاجر من وطنه ؛ سُنّة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسُنَّة الله تبديلاً، والنصرة مقرونة مع الذلة والقلة ؛ ﴿ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ﴾. وبالله التوفيق.
﴿ إنّ هؤلاء ﴾، يريد بني إسرائيل ﴿ لَشِرْذِمَةٌ ﴾ ؛ طائفة قليلة ﴿ قليلون ﴾، ذكرهم بالاسم الدالّ على القلة، ثم جعلهم قليلاً بالوصف، ثم جمع القليل، فيدل على أن كل حزب منهم قليل. أو : أراد بالقلة : الذلة، لا قلة العدد، أي : إنهم ؛ لذلتهم، لا يُبالي بهم، ولا يتوقع غلبتهم. قال ابن عرفة : شرذمة : تقليل لهم باعتبار الكيفية، وقليلون : باعتبار الكمية، وإنما استقلّ قوم موسى - وكانوا ستمائة ألف وسبعين ألفاً - ؛ لكثرة مَن معه، فعن الضحاك : كانوا سبعة آلاف ألف، ورُوي أنه أرسل في أثرهم ألفَ ألف وخمسمائة ألف ملِك مُسوّر، مع كل ملِك ألفٌ، وخرج فرعون في جمع عظيم، وكانت مقدمته سبعمائة ألف رجل على حصان، وعلى رأسه بيضة. وعن ابن عباس رضي الله عنه : أنه خرج فرعون في ألف ألف حصان، من سوى الإناث. ه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : لا ينتصر نبيّ ولا وليّ إلا بعد أن يهاجر من وطنه ؛ سُنّة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسُنَّة الله تبديلاً، والنصرة مقرونة مع الذلة والقلة ؛ ﴿ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ﴾. وبالله التوفيق.
﴿ وإنهم لنا لغائظون ﴾ أي : فاعلون ما يغيظنا، وتضيق به صدورنا، وهو خروجهم من مصر، وحملهم حُلينا، وقتلهم أبكارنا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : لا ينتصر نبيّ ولا وليّ إلا بعد أن يهاجر من وطنه ؛ سُنّة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسُنَّة الله تبديلاً، والنصرة مقرونة مع الذلة والقلة ؛ ﴿ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ﴾. وبالله التوفيق.
﴿ وإنا لجميع حاذِرُون ﴾ أي : ونحن قوم عادتنا التيقظ والحذر واستعمال الحزم في الأمور، فإذا خرج علينا خارج سارعنا إلى إطفاء ثائرته وحسم فساده، وهذه معاذير اعتذر بها إلى أهل المدائن ؛ لئلا يظن العجز. وقرئ ( حذرون ) ؛ بالمد والقصر، فالأول دال على تجدد الحذر، والثاني على ثبوته.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : لا ينتصر نبيّ ولا وليّ إلا بعد أن يهاجر من وطنه ؛ سُنّة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسُنَّة الله تبديلاً، والنصرة مقرونة مع الذلة والقلة ؛ ﴿ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ﴾. وبالله التوفيق.
قال تعالى :﴿ فأخرجناهم ﴾ أي : خلقنا فيهم داعية الخروج وحملناهم عليه، ﴿ من جناتٍ ﴾ ؛ بساتين ﴿ وعيونٍ ﴾، وأنهار جارية.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : لا ينتصر نبيّ ولا وليّ إلا بعد أن يهاجر من وطنه ؛ سُنّة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسُنَّة الله تبديلاً، والنصرة مقرونة مع الذلة والقلة ؛ ﴿ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ﴾. وبالله التوفيق.
﴿ وكنوز ﴾ ؛ أموال وافرة من ذهب وفضة، وسماها كنوزاً ؛ لأنهم لم يُنفقوا منها في طاعة الله تعالى شيئاً. ﴿ ومَقَامٍ كريم ﴾ أي : منزل رفيع بَهيّ، وعن ابن عباس : المنابر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : لا ينتصر نبيّ ولا وليّ إلا بعد أن يهاجر من وطنه ؛ سُنّة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسُنَّة الله تبديلاً، والنصرة مقرونة مع الذلة والقلة ؛ ﴿ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ﴾. وبالله التوفيق.
﴿ كذلك ﴾ أي : الأمر كذلك، أو : أخرجناهم مثل ذلك الإخراج العجيب، فهو خبر، أو : مصدر تشبيهي لأخرجنا. ﴿ وأورثنا بني إسرائيل ﴾ أي : ملكناها إياهم، على طريقة تمليك مال الموروث للوارث ؛ لأنهم ملكوها من حين خروج أربابها عنها قبل أن يقبضوها. وعن الحسن : لما عبروا النهر رجعوا، وأخذوا ديارهم وأموالهم. ه. قال ابن جزي : لم يذكر في التواريخ مُلك بني إسرائيل لمصر، وإنما المعروف أنهم ملكوا الشام، فتأويله على هذا : أورثناهم مثل ذلك بالشام. ه. قلت : بل التحقيق أنهم ملكوا التصرف في مصر، ووصلت حكومتهم إليها، ولم يرجعوا إليها. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : لا ينتصر نبيّ ولا وليّ إلا بعد أن يهاجر من وطنه ؛ سُنّة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسُنَّة الله تبديلاً، والنصرة مقرونة مع الذلة والقلة ؛ ﴿ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ﴾. وبالله التوفيق.
ثم ذكر معجزة فلق البحر وغرق فرعون، فقال :
﴿ فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ ﴾ * ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ * ﴿ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ * ﴿ فَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ * ﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ ﴾ * ﴿ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ﴾ * ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ فأَتْبَعُوهم ﴾ أي : فأتبع فرعونُ وقومُه بني إسرائيل، أي : لحقوا بهم، وقرئ بشد التاء، على الأصل، ﴿ مُشْرِقين ﴾ ؛ داخلين في وقت شروق الشمس، أي : طلوعها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله تعالى :﴿ إن معي ربي سيهدين ﴾ : اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والاقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة. فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام، ولذلك فضَّل ما حكاه الحق تعالى عن حبيبه بقوله :
﴿ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ [ التوبة : ٤٠ ]، على ما حكى عن كليمه بزيادة قوله :﴿ سيهدين ﴾ فتأمل. والله تعالى أعلم.
﴿ فلما تراءى الجمعان ﴾ أي : تقابلا، بحيث يرى كلُّ فريقٍ صاحبَه، أي : بنو إسرائيل والقبط، ﴿ قال أصحابُ موسى إنا لمدْرَكون ﴾ أي : قرب أن يلحقنا عدونا، وأمامنا البحر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله تعالى :﴿ إن معي ربي سيهدين ﴾ : اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والاقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة. فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام، ولذلك فضَّل ما حكاه الحق تعالى عن حبيبه بقوله :
﴿ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ [ التوبة : ٤٠ ]، على ما حكى عن كليمه بزيادة قوله :﴿ سيهدين ﴾ فتأمل. والله تعالى أعلم.
﴿ قال ﴾ موسى عليه السلام ؛ ثقة بوعد ربه :﴿ كلاَّ ﴾ ارتدعوا عن سوء الظن بالله، فلن يُدرككم أبداً، ﴿ إنَّ معي ربي سيهدين ﴾ أي : سيهديني طريق النجاة منهم.
رُوي أن موسى عليه السلام لما انتهى إلى البحر هاجت الريح، والبحر يرمي بموج مثل الجبال، فقال يُوشع عليه السلام : يا كليم الله، أين أُمرتَ، فقد غَشِيَنَا فرعونُ، والبحرُ أمامنا ؟ قال عليه السلام : ها هنا، فخاض يُوشع الماء، وضرب موسى بعصاه البحر، فكان ما كان، وقال الذي كان يكتم إيمانه ؛ يا مكلم الله أين أُمرتَ ؟ قال : ها هنا. فكبح فرسَه بلجامه، ثم أقحمه البحر، فرسب في الماء، وذهب القومُ يصنعون مثل ذلك، فلم يقدروا، فجعل موسى لا يدري كيف يصنع ؟ فأوحى الله إليه :﴿ أن اضرب بعصاك البحر ﴾، فضربه، فانفلق، فإذا الرجل واقف على فرسه، لم يبتلَّ لِبْدُه ولا سَرْجه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله تعالى :﴿ إن معي ربي سيهدين ﴾ : اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والاقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة. فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام، ولذلك فضَّل ما حكاه الحق تعالى عن حبيبه بقوله :
﴿ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ [ التوبة : ٤٠ ]، على ما حكى عن كليمه بزيادة قوله :﴿ سيهدين ﴾ فتأمل. والله تعالى أعلم.
وقال محمد بن حمزة : لما انتهى موسى إلى البحر، دعا، فقال : يا من كان قبل كل شيء، والمكوّن لكلّ شيء، والكائن بعد كلِّ شيء، اجعل لنا مخرجاً، فأوحى الله إليه : أن اضرب بعصاك البحر، وذلك قوله تعالى :﴿ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحرَ ﴾ أي : القلزم، أو النيل، ﴿ فانفلق ﴾ أي : فضرب فانفلق وانشقَّ، فصار اثني عشر فرقاً، على عدد الأسباط. ﴿ فكان كلُّ فِرْقٍ ﴾ أي : جزء من الماء ﴿ كالطَّوْدِ ﴾ : كالجبل المنطاد في السماء ﴿ العظيم ﴾، وبين تلك الجبال من الماء مسالك، بأن صار الماء مكفوفاً كالجامد، وما بينها يَبَس، فدخل كل سبط في شعْبٍ منها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله تعالى :﴿ إن معي ربي سيهدين ﴾ : اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والاقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة. فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام، ولذلك فضَّل ما حكاه الحق تعالى عن حبيبه بقوله :
﴿ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ [ التوبة : ٤٠ ]، على ما حكى عن كليمه بزيادة قوله :﴿ سيهدين ﴾ فتأمل. والله تعالى أعلم.
﴿ وأَزْلَفْنَا ﴾ أي : قَرَّبْنَا ﴿ ثَمَّ الآخرين ﴾ أي : فرعون وقومه، حتى دخلوا على أثرهم مداخلهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله تعالى :﴿ إن معي ربي سيهدين ﴾ : اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والاقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة. فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام، ولذلك فضَّل ما حكاه الحق تعالى عن حبيبه بقوله :
﴿ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ [ التوبة : ٤٠ ]، على ما حكى عن كليمه بزيادة قوله :﴿ سيهدين ﴾ فتأمل. والله تعالى أعلم.
﴿ وأنجينا موسى ومَن معه أجمعين ﴾ من الغرق ؛ بحفظ البحر على تلك الهيئة، حتى عبروه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله تعالى :﴿ إن معي ربي سيهدين ﴾ : اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والاقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة. فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام، ولذلك فضَّل ما حكاه الحق تعالى عن حبيبه بقوله :
﴿ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ [ التوبة : ٤٠ ]، على ما حكى عن كليمه بزيادة قوله :﴿ سيهدين ﴾ فتأمل. والله تعالى أعلم.
﴿ ثُمَّ أغرقنا الآخرين ﴾ ؛ بإطباقه عليهم. قال النسفي : وفيه إبطالُ القول بتأثير الكواكب في الآجال وغيرها من الحوادث، فإنهم اجتمعوا في الهلاك، على اختلاف طوالعهم. رُوي أن جبريل عليه السلام كان بين بني إسرائيل وبين آل فرعون، فكان يقول لبني إسرائيل : ليلحق آخركم بأولكم، ويستقبل القبط فيقول : رويدكم، ليلحَق آخركم. ه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله تعالى :﴿ إن معي ربي سيهدين ﴾ : اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والاقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة. فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام، ولذلك فضَّل ما حكاه الحق تعالى عن حبيبه بقوله :
﴿ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ [ التوبة : ٤٠ ]، على ما حكى عن كليمه بزيادة قوله :﴿ سيهدين ﴾ فتأمل. والله تعالى أعلم.
﴿ إنَّ في ذلك لآيةً ﴾ أي : في جميع ما فصّل ؛ مما صدر عن موسى عليه السلام، وما ظهر على يديه من المعجزات القاهرة، وفيما فعل فرعونُ وقومه ؛ من الأفعال والأقوال، وما فُعل بهم من العذاب والنكال، لعبرة عظيمة، لا تكاد تُوصف، موجبة لأن يعتبر المعتبرون، ويقيسوا شأن النبي صلى الله عليه وسلم بشأن موسى عليه السلام، وحال أنفسهم بحال أولئك المهلكين، ويجتنبوا تعاطي ما كانوا يتعاطونه من الكفر والمعاصي ومخالفة الرسول، فيؤمنوا بالله تعالى ويطيعوا رسوله، كي لا يحل بهم ما حلّ بأولئك، أو : إن فيما فُصل من القصة ؛ من حيث حكايته عليه السلام إياها على ما هي عليه، من غير أن يسمعها من أحد، لآية عظيمة دالة على أن ذلك بطريق الوحي الصادق، موجبة للإيمان بالله تعالى، وتصديق من جاء بها وطاعته.
﴿ وما كان أكثرُهُم مؤمنين ﴾ أي : وما كان أكثر هؤلاء المكذبين الذين سمعوا قِصَصهم منه - عليه الصلاة والسلام - مؤمنين، فلم يقيسوا حاله صلى الله عليه وسلم بحال موسى، وحال أنفسهم بحال أولئك المهلَكين، ولم يتدبروا في حكايته صلى الله عليه وسلم لقصتهم من غير أن يسمعها من أحد، مع كونه أمياً لا يقرأ، وكل من الطريقين مما يؤدي إلى الإيمان، قطعاً لانهماكهم في الغفلة، فكان ؛ على هذا، زائدة، كما هو رأي سيبوبه، فيكون قوله تعالى :﴿ وَمَآ أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [ يوسف : ١٠٣ ] وهو إخبار منه تعالى بعدم إيمانهم في المستقبل، أو : وما كان أكثر أهل مصر مؤمنين بموسى عليه السلام، قال مقاتل : لم يؤمن من أهل مصر غير رجل وامرأتين ؛ حزقيل المؤمن من آل فرعون، وآسية امرأة فرعون، ومريم بنت ياموشى، التي دَلَّتْ على عظام يوسف. ه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله تعالى :﴿ إن معي ربي سيهدين ﴾ : اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والاقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة. فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام، ولذلك فضَّل ما حكاه الحق تعالى عن حبيبه بقوله :
﴿ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ [ التوبة : ٤٠ ]، على ما حكى عن كليمه بزيادة قوله :﴿ سيهدين ﴾ فتأمل. والله تعالى أعلم.
﴿ وإن ربك لهو العزيز ﴾ ؛ الغالب على كل ما يريد من الأمور، التي من جملتها : الانتقام من المكذبين، ﴿ الرحيم ﴾ ؛ البالغ في الرحمة، ولذلك أمهلهم ولم يعاجل عقوبتهم، أو : العزيز بالانتقام من أعدائه، الرحيم بالانتصار لأوليائه. جعلنا الله من خاصتهم بمنِّه وكرمه، آمين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله تعالى :﴿ إن معي ربي سيهدين ﴾ : اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والاقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة. فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام، ولذلك فضَّل ما حكاه الحق تعالى عن حبيبه بقوله :
﴿ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ [ التوبة : ٤٠ ]، على ما حكى عن كليمه بزيادة قوله :﴿ سيهدين ﴾ فتأمل. والله تعالى أعلم.
ثم ذكر قصة إبراهيم عليه السلام ؛ لما فيها من الرد على أهل الشرك ؛ تقبيحا لما عليه قريش والعرب، مع كونهم من ذريته، فقال :
﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ﴾ *
﴿ إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ *
﴿ قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ﴾ *
﴿ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ﴾ *
﴿ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾ *
﴿ قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ *
﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ﴾ *
﴿ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ ﴾ *
﴿ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ *
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ﴾ *
﴿ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴾ *
﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ *
﴿ وَالَّذِي يُمِيتُني ثُمَّ يُحْيِينِ ﴾ *
﴿ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾
يقول الحق جل جلاله :
﴿ واتلُ عليهم ﴾ أي : على المشركين
﴿ نبأَ إبراهيمَ ﴾ أي : خبره العظيم الشأن، ولم يأمر في قصص هذه السورة بتلاوة قِصَّةٍ إلا في هذه ؛ تفخيماً لشأنه، وتعظيماً لأمر التوحيد، الذي دلت عليه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ إذْ قال ﴾ أي : وقت قوله
﴿ لأبيه وقومه ما تعبدون ﴾ أي : أيُّ شيء تعبدون ؟ وإبراهيم عليه السلام يعلم أنهم عَبَدة الأصنام، لكنه سألهم ؛ ليُعلمهم أن ما يعبدونه لا يستحق العبادة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ قالوا نعبد أصناماً ﴾، وجواب
﴿ ما تعبدون ﴾ : هو قولهم :
﴿ أصناماً ﴾ ؛ لأن السؤال وقع عن المعبود لا عن العبادة، فكان حق الجواب أن يقولوا : أصناماً، كقوله تعالى :
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ﴾ [ البقرة : ٢١٩ ]، وكقوله تعالى :
﴿ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ الْحَقَّ ﴾ [ سبأ : ٢٣ ]. لكنهم أطنبوا فيه بإظهار العامل ؛ قصداً إلى إبراز ما في نفوسهم الخبيثة من الابتهاج والافتخار بعبادتها،
﴿ فنظلُّ لها عاكفين ﴾ أي : فنقيم على عبادتها طول النهار. وإنما قالوا :
﴿ فنظل ﴾ ؛ لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل : أو : يراد به الدوام.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ قال ﴾ إبراهيمُ عليه السلام :
﴿ هل يسمعونكم إذ تَدْعون ﴾ أي : هل يسمعون دعاءكم حين تدعونهم، على حذف مضاف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ أو ينفعونكم ﴾ إن عبدتموها،
﴿ أو يَضُرُّونَ ﴾ ؛ أو يضرونكم إن تركتم عبادتها ؛ إذ لا بد للعبادة من جلب نفع أو دفع ضر ؟
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾ فاقتدينا بهم. اعترفوا بأن أصنامهم بمعزل عما ذكر ؛ من السمع، والمنفعة، والمضرة بالمرة. واضطروا إلى إظهار أنهم لا سند لهم سوى التقليد الرديء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ قال ﴾ إبراهيم :
﴿ أفرأيتم ما كنتم تعبدون ﴾ أي : أنظرتم وأبصرتم وتأملتم فعلمتم ما كنتم تعبدون.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ أنتم وآباؤكم الأقدمون ﴾ حق الإبصار، أو حق العلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ فإنهم عدو لي ﴾ أي : فاعلموا أنهم أعداء لي، لا أحبهم ولا يحبونني، أو : لو عبدتموهم لكانوا أعداء لي يوم القيامة، كقوله :
﴿ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً ﴾ [ مريم : ٨٢ ]، وقال الفراء : هو من المقلوب، أي : فإني عدو لهم، والعدو يجيء بمعنى الواحد والجماعة ؛ لأنه فَعُولٌ، كصبور. وفي قوله :
﴿ عدو لي ﴾، دون " لكم " ؛ زيادةُ نصحٍ، لكونه أدعى لهم إلى القبول، ولو قال : فإنهم عدو لكم، لم يكن بتلك المثابة، ولم يقبلوه،
﴿ إلا ربِّ العالمين ﴾ : استثناء منقطع، أي : لكن رب العالمين ليس كذلك، بل هو حبيب لي. وأجاز الزَّجَّاجُ أن يكون متصلاً، على أن الضمير لكل معبود، وكان من آبائهم من عَبَد الله تعالى، وهم أيضاً كانوا يعبدون الله مع أصنامهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
ثم وصف الربّ تعالى قوله :
﴿ الذي خلقني ﴾ بالتكوين في القرار المكين،
﴿ فهو يَهدين ﴾ وحده إلى كل ما يُهمني ويُصلحني من أمور الدين والدنيا، هداية متصلة بحين الخلق ونفخ الروح، متجددة على الاستمرار، كما ينبئ عنه صيغة المضارع. وعبَّر بالاستقبال، مع سبق الهداية في الأزل ؛ لأن المراد ما ينشأ عنها، وهو الاهتداء لما هو الأهم والأفضل والأتم والأكمل، أو : والذي خلقني لأسباب خدمته فهو يهدين إلى آداب خُلَّتِهِ.
ولما كان الخلق لا يمكن أن يدعيه أحد لم يؤكد فيه بهو، بخلاف الهداية والإطعام والسقي، فإنه يكون على سبيل المجاز من المخلوقين، ولذلك أكده بهو ؛ ليخصه به تعالى.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ والذي هو يُطعمني ﴾ لا غيره، أضاف الإطعام إلى مُولي الإنعام ؛ لأن الركون إلى الأسباب عادة الأَنْعام.
﴿ و ﴾ هو أيضاً الذي
﴿ يسقين ﴾ أي : يرويني بمائه. وتكرير الموصول في المواضع الثلاثة ؛ للإيذان بأن كل واحدة من تلك الصلات نعت جليل له تعالى، مستقل في استيجاب الحكم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ وإِذا مرضت فهو يَشْفين ﴾ : عطف على
﴿ يُطعمني ويسقين ﴾، ونظم معهما في سلك الصلة بموصول واحد ؛ لأن الصحة والمرض من متبوعات الأكل والشرب في العادة، غالباً.
وقال في الحاشية : ثم ذكر بعد نعمة الخلق والهداية ما تدوم به الحياة وتستمر، وهو الغذاء والشراب، ولمَّا كان ذلك مبنياُ على غلبة إحدى الكيفيات على الأخر، بزيادة الغذاء أو نقصانه، فيحدث بعد ذلك مرض، ذكر نعمته بإزالة ما حدث من السقم. ه. ونسبة المرض إلى نفسه والشفاء إلى الله تعالى، مع أنهما منه تعالى ؛ لمراعاة حسن الأدب، كما قال الخضر عليه السلام :
﴿ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا ﴾ [ الكهف : ٧٩ ]،
﴿ فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا ﴾ [ الكهف : ٨٢ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ والذي يُميتني ثم يُحيينِ ﴾، ولم يقل : وإذا مت ؛ لأن الإماتة والإحياء من خصائصه تعالى. وأيضاً : الموت والإحياء من كمال الكمال ؛ لأنه الخروج من سجن الدنيا إلى السرور والهناء، أو : الخروج من دار البلاء والفناء إلى دار الهناء والبقاء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
﴿ والذي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفَر لي ﴾ أي : في مغفرته لي
﴿ خطيئتي يومَ الدين ﴾، ذكره عليه السلام ؛ هضماً لنفسه، وتعليماً للأمة أن يجتنبوا المعاصي، ويكونوا على حذر منها، وطلب مغفرته لما يفرط منهم. وقال أبو عثمان : أخرج سؤاله على حد الأدب، لم يحكم على ربه بالمغفرة، ولكنه طَمِعَ طَمَعَ العبيد في مواليهم، وإن لم يكونوا يستحقون عليهم شيئاً ؛ إذ العبد لا يستحق على مولاه شيئاً، وما يأتيه يأتيه من فضل مولاه. ه.
وقيل : أشار إلى قوله :
﴿ إِنّيِ سَقِيم ﴾ [ الصافات : ٨٩ ]
﴿ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ﴾ [ الأنبياء : ٦٣ ] وقوله في سارّة :" هي أختي " ؛ حذراً من الجبار. وفيه نظر ؛ لأنها مع كونها معاريض، لا من قبيل الخطايا المفتقرة إلى الاستغفار، إنما صدرت عنه عليه السلام بعد هذه المقالة الجارية بينه وبين قومه في أول أمره. وتعليق مغفرة الخطيئة بيوم الدين، مع كونها إنما تُغفر في الدنيا ؛ لأن أثرها إنما يظهر يومئذٍ، ولأن في ذلك تهويلاً له، وإشارة إلى وقوع الجزاء فيه، إن لم يغفر. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لك أيها العبد أن تكون إبراهيمياً حنيفياً، فتنبذ جميعَ الأرباب، وتعادي كل من يشغلك عن محبة الحبيب، من العشائر والأصحاب، وتقول لمن عكف على متابعة هواه، ولزم الحرص على جمع دنياه، هو ومن تقدمه : أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، الذي خلقني لعبوديته، فهو يهدين إلى معرفته، والذي هو يطعمني طعم الإيمان واليقين والإحسان، ويسقيني من شراب خمرة العيان، وإذا مرضتُ بالذنوب فهو يشفين بالتوبة، أو : وإذا مرضت بشيء من العيوب فهو يشفين بالتطهير منها. أو : إذا مرضت برؤية السِّوى، فهو يشفين بالغيبة عنه، والذي أطمع أن يطهرني من البقايا، ويجعلني من المقربين يوم الدين. وقال ذو النون رضي الله عنه : يطعمني طعام المعرفة، ويسقيني شراب المحبة، ثم قال :شَرَابُ المَحَبَّةِ خَيْرُ الشَّرابْ | وكُلُّ شرابٍ سواه سَرَابْ |
وقال الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه : إن لله شراباً، يقال له : شراب المحبة، ادخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هـ. قلت : شراب المحبة هو خمرة الفناء والغيبة في الله، بدليل قول ابن الفارض رضي الله عنه. فَلَمْ تهْوَني ما لم تكنْ فِيَّ فانِياً | ولمَ تَفْنَ ما لم تجتل فيكَ صورتي |
وقال الجنيد رضي الله عنه : يُحشر الناس يوم القيامة عراة، إلا من لبس ثياب التقوى، وجياعاً إلا من أكل طعام المعرفة، وعطاشاً إلا من شرب شراب المحبة. هـ. وقد يستغني صاحب طعام المعرفة وشراب المحبة عن الطعام والشراب الحسيين، كما قال صلى الله عليه وسلم، حين كان يواصل :" إني أبَيتُ عند ربي يُطعمني ويسقين ".
قال أبو بكر الوراق في قوله تعالى :﴿ الذي هو يُطعمني ويسقين ﴾ أي : يُطعمني بلا طعام، ويسقيني بلا شراب. قال : ويدل عليه حديث السَّقَّاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ثلاثة أيام :﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ﴾، فرمى بِقِرْبَتِهِ، فأتاه آتٍ في منامه بقدح من شراب الجنة، فسقاه، قال أنس : فعاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة، ولم يأكل ولم يشرب على شهوة. هـ.
وكان عبد الرحمان بن أبي نعيم لا يأكل في الشهر إلا مرة، فأدخله الحجاج بيتاً، وأغلق عليه بابه، ثم فتحه بعد خمسة عشر يوماً، ولم يشك أنه مات، فوجده قائماً يُصلي، فقال : يا فاسق، تصلي بغير وضوء ؟ فقال : إنما يحتاج الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها. هـ. ومكث سفيان الثوري بمكة دهراً، وكان يَسفُّ من السبت إلى السبت كفاً من الرمل. هـ. وهذا من باب الكرامة، فلا يجب طردها، وقد تكون بالرياضة، وطريق المعرفة لا تتوقف على هذا. والله تعالى أعلم.
ثم ذكر دعاء إبراهيم عليه السلام، فقال :
﴿ رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ﴾*﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ﴾* ﴿ واجعلني من ورثة جنة النعيم ﴾*﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾*﴿ ولا تخزني يوم يبعثون ﴾*﴿ يوم لا ينفع مال ولا بنون ﴾*﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾.
يقول الحق جل جلاله : حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام :﴿ رب هب لي حكما ﴾ أي : حكمة، أو حكما بين الناس، أو نبوة ؛ لأن النبي ذو حكم بين عباد الله. ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾ أي : الأنبياء، الذين صلحوا لحمل أعباء النبوة والرسالة، وصلحت سرائرهم للحضرة، ولقد أجابه بقوله :﴿ وإنه في الآخرة لمن الصالحين ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قد استعمل إبراهيم عليه السلام الأدب، الذي هو عمدة الصوفية، حيث قدّم الثناء قبل الطلب، وهو مأخوذ من ترتيب فاتحة الكتاب. وقوله تعالى :﴿ ربِّ هبْ لي حُكماً ﴾ : قال القشيري : أي : على نفسي أولاً، فإن من لا حُكْم له على نَفْسِه لا حُكْمَ له على غيره، ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾ ؛ بالقيام بحقك، دون الرجوع إلى طلب الاستقلال لنفسي دون حقك. هـ.
ومما اصطلحت عليه الصوفية أن الصالحين : من صلحت ظواهرهم، وتطهرت قلوبهم من الأمراض. وفوقهم الأولياء، وهم من كُشف عنهم الحجاب، وأفضوا إلى الشهود والعيان، وفوقهم درجة النبوة والرسالة، فقول الخليل ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾، وكذلك قال الصدِّيق، هو تنزل وتواضع ؛ ليعرف جلالة قدر الصالحين، فما بالك بمن فوقهم ! فهو كقول نبينا صلى الله عليه وسلم :" اللهُمَّ أحينِي مِسْكيناً، وأمِتْنِي مِسْكيناً، واحْشُرني في زُمْرة المسَاكين ". أي : اجعل المساكين هم قرابتي، المحدقون بي في المحشر، فقد عَرَّف صلى الله عليه وسلم بفضيلة المساكين، وعظَّم جاههم، بطلبه أن يكونوا في كفالته، لا أنه في كفالتهم، وكذلك الخليل والصدِّيق، عَرَّفا بفضيلة الصالحين من أهل الإسلام، أو أنهما طلبا اللحوق بهم.
وقوله تعالى :﴿ واجعل لي لسانَ صدْقٍ في الآخرين ﴾ ؛ كل من أخلص وجهه لله، وتخلصت سريرته مما سوى الله، وكان إبراهيمياً حنيفياً، جعل الله له لسان صدق فيمن يأتي بعده، وحسن الثناء عليه في حياته وبعد مماته، لقوله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يُحب فلاناً فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماوات : إن الله يحب فلاناً فأحِبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يُوضَع له القَبُول في الأرض ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى :﴿ واغفر لأبي... ﴾ إلخ. قال القشيري : هذا عند العلماء : إنما قاله قبل يأسه من إيمانه، وعن أهل الإشارة : ذكره في وقت غَلَبَةِ البَسْط، وتجاوز ذلك عنه، وليس إجابةُ العبد واجبةً عليه في كل شيء، وأكثر ما فيه : أنه لا يجيبه في ذلك، ثم لهم أسوة في ذكر أمثال هذا الخطاب، وهذا لا يهتدي إليه كلُّ أحدٍ. هـ.
قال المحشي : وينظر لما قاله العلماء، وبه الفتوى، قوله :﴿ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ﴾ [ التوبة : ١١٤ ]، وينظر للسان الإشارة شفاعته له يوم القيامة، وتكلمه فيه بقوله :( وأيُّ خِزْيٍ أعظم من كون أبي في النار... ) الحديث، وكذا قوله :﴿ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ إبراهيم : ٣٦ ]، وجاء ذلك من استغراقه في بحر الرحمة، على سعة العلم، ومثله استغفار نبينا صلى الله عليه وسلم لابن أُبَيّ، وصلاته عليه، وانظر الطيبي في آية :﴿ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً ﴾ [ غافر : ٧ ]. هـ.
وقوله تعالى :﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾، أظهر ما قيل في القلب السليم : أنه السالم من الشكوك والأوهام، والخواطر الردية، ومن الأمراض القلبية، ولا يتحقق له هذا إلا بصحبة شيخ كامل، يُخرجه من الأوصاف البشرية، إلى الأوصاف الروحانية، ويحققه بالحضرة القدسية، وإلا بقي مريضاً، حتى يلقى الله بقلب سقيم. وفي الإحياء : السعادة منوطة بسلامة القلب من عوارض الدنيا، والجودُ بالمال من عوارض الدنيا، فشرط القلب أن يكون سليماً بينهما، أي : لا يكون ملتفتاً إلى المال، ولا يكون حريصاً على إمساكه، ولا حريصاً على إنفاقه ؛ فإن الحريصَ على الإنفاق مصروفُ القلب إلى الإنفاق، كما أن الحريص على الإمساك مصروف القلب إلى الإمساك. وكان كمال القلب أن يصفو من الوصفين جميعاً. وقال الداراني : القلب السليم هو الذي ليس فيه غير الله تعالى. هـ. وقال الجنيد رضي الله عنه : السليم في اللغة : اللديغ، فمعناه : كاللديغ من خوف الله تعالى. هـ. وبالله التوفيق.
﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ﴾ أي : ثناء حسنا، وذكرا جميلا في الأمم التي تجيء بعدي، فأعطي ذلك، فكل أهل دين يتولونه ويثنون عليه، ووضع اللسان موضع القول ؛ لأن القول يكون به. أو : واجعلني على طريق قويم، وحال مرضي، يقتدى بي فيهما، ويحمد أثري بعد موتي، كما قيل :
موت التقي حياة لا فناء لها | قد مات قوم وهم في الناس أحياء |
وقد تحقق له جميع ذلك، وخصوصاً في هذه الأمة، حتى أنه مذكور ومقرون في كل صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم : سأل أن يجعله صالحاً، بحيث إذا أثنى عليه من بعده لم يكن كاذباً. وقيل : سأل الإمامة في التوحيد والدين، وقد أجيب بقوله :
﴿ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ﴾ [ البقرة : ١٢٤ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قد استعمل إبراهيم عليه السلام الأدب، الذي هو عمدة الصوفية، حيث قدّم الثناء قبل الطلب، وهو مأخوذ من ترتيب فاتحة الكتاب. وقوله تعالى :﴿ ربِّ هبْ لي حُكماً ﴾ : قال القشيري : أي : على نفسي أولاً، فإن من لا حُكْم له على نَفْسِه لا حُكْمَ له على غيره، ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾ ؛ بالقيام بحقك، دون الرجوع إلى طلب الاستقلال لنفسي دون حقك. هـ.
ومما اصطلحت عليه الصوفية أن الصالحين : من صلحت ظواهرهم، وتطهرت قلوبهم من الأمراض. وفوقهم الأولياء، وهم من كُشف عنهم الحجاب، وأفضوا إلى الشهود والعيان، وفوقهم درجة النبوة والرسالة، فقول الخليل ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾، وكذلك قال الصدِّيق، هو تنزل وتواضع ؛ ليعرف جلالة قدر الصالحين، فما بالك بمن فوقهم ! فهو كقول نبينا صلى الله عليه وسلم :" اللهُمَّ أحينِي مِسْكيناً، وأمِتْنِي مِسْكيناً، واحْشُرني في زُمْرة المسَاكين ". أي : اجعل المساكين هم قرابتي، المحدقون بي في المحشر، فقد عَرَّف صلى الله عليه وسلم بفضيلة المساكين، وعظَّم جاههم، بطلبه أن يكونوا في كفالته، لا أنه في كفالتهم، وكذلك الخليل والصدِّيق، عَرَّفا بفضيلة الصالحين من أهل الإسلام، أو أنهما طلبا اللحوق بهم.
وقوله تعالى :﴿ واجعل لي لسانَ صدْقٍ في الآخرين ﴾ ؛ كل من أخلص وجهه لله، وتخلصت سريرته مما سوى الله، وكان إبراهيمياً حنيفياً، جعل الله له لسان صدق فيمن يأتي بعده، وحسن الثناء عليه في حياته وبعد مماته، لقوله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يُحب فلاناً فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماوات : إن الله يحب فلاناً فأحِبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يُوضَع له القَبُول في الأرض ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى :﴿ واغفر لأبي... ﴾ إلخ. قال القشيري : هذا عند العلماء : إنما قاله قبل يأسه من إيمانه، وعن أهل الإشارة : ذكره في وقت غَلَبَةِ البَسْط، وتجاوز ذلك عنه، وليس إجابةُ العبد واجبةً عليه في كل شيء، وأكثر ما فيه : أنه لا يجيبه في ذلك، ثم لهم أسوة في ذكر أمثال هذا الخطاب، وهذا لا يهتدي إليه كلُّ أحدٍ. هـ.
قال المحشي : وينظر لما قاله العلماء، وبه الفتوى، قوله :﴿ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ﴾ [ التوبة : ١١٤ ]، وينظر للسان الإشارة شفاعته له يوم القيامة، وتكلمه فيه بقوله :( وأيُّ خِزْيٍ أعظم من كون أبي في النار... ) الحديث، وكذا قوله :﴿ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ إبراهيم : ٣٦ ]، وجاء ذلك من استغراقه في بحر الرحمة، على سعة العلم، ومثله استغفار نبينا صلى الله عليه وسلم لابن أُبَيّ، وصلاته عليه، وانظر الطيبي في آية :﴿ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً ﴾ [ غافر : ٧ ]. هـ.
وقوله تعالى :﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾، أظهر ما قيل في القلب السليم : أنه السالم من الشكوك والأوهام، والخواطر الردية، ومن الأمراض القلبية، ولا يتحقق له هذا إلا بصحبة شيخ كامل، يُخرجه من الأوصاف البشرية، إلى الأوصاف الروحانية، ويحققه بالحضرة القدسية، وإلا بقي مريضاً، حتى يلقى الله بقلب سقيم. وفي الإحياء : السعادة منوطة بسلامة القلب من عوارض الدنيا، والجودُ بالمال من عوارض الدنيا، فشرط القلب أن يكون سليماً بينهما، أي : لا يكون ملتفتاً إلى المال، ولا يكون حريصاً على إمساكه، ولا حريصاً على إنفاقه ؛ فإن الحريصَ على الإنفاق مصروفُ القلب إلى الإنفاق، كما أن الحريص على الإمساك مصروف القلب إلى الإمساك. وكان كمال القلب أن يصفو من الوصفين جميعاً. وقال الداراني : القلب السليم هو الذي ليس فيه غير الله تعالى. هـ. وقال الجنيد رضي الله عنه : السليم في اللغة : اللديغ، فمعناه : كاللديغ من خوف الله تعالى. هـ. وبالله التوفيق.
﴿ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ﴾ أي : اجعلني وارثاً من ورثة جنة النعيم، أي : الباقين فيها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قد استعمل إبراهيم عليه السلام الأدب، الذي هو عمدة الصوفية، حيث قدّم الثناء قبل الطلب، وهو مأخوذ من ترتيب فاتحة الكتاب. وقوله تعالى :﴿ ربِّ هبْ لي حُكماً ﴾ : قال القشيري : أي : على نفسي أولاً، فإن من لا حُكْم له على نَفْسِه لا حُكْمَ له على غيره، ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾ ؛ بالقيام بحقك، دون الرجوع إلى طلب الاستقلال لنفسي دون حقك. هـ.
ومما اصطلحت عليه الصوفية أن الصالحين : من صلحت ظواهرهم، وتطهرت قلوبهم من الأمراض. وفوقهم الأولياء، وهم من كُشف عنهم الحجاب، وأفضوا إلى الشهود والعيان، وفوقهم درجة النبوة والرسالة، فقول الخليل ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾، وكذلك قال الصدِّيق، هو تنزل وتواضع ؛ ليعرف جلالة قدر الصالحين، فما بالك بمن فوقهم ! فهو كقول نبينا صلى الله عليه وسلم :" اللهُمَّ أحينِي مِسْكيناً، وأمِتْنِي مِسْكيناً، واحْشُرني في زُمْرة المسَاكين ". أي : اجعل المساكين هم قرابتي، المحدقون بي في المحشر، فقد عَرَّف صلى الله عليه وسلم بفضيلة المساكين، وعظَّم جاههم، بطلبه أن يكونوا في كفالته، لا أنه في كفالتهم، وكذلك الخليل والصدِّيق، عَرَّفا بفضيلة الصالحين من أهل الإسلام، أو أنهما طلبا اللحوق بهم.
وقوله تعالى :﴿ واجعل لي لسانَ صدْقٍ في الآخرين ﴾ ؛ كل من أخلص وجهه لله، وتخلصت سريرته مما سوى الله، وكان إبراهيمياً حنيفياً، جعل الله له لسان صدق فيمن يأتي بعده، وحسن الثناء عليه في حياته وبعد مماته، لقوله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يُحب فلاناً فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماوات : إن الله يحب فلاناً فأحِبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يُوضَع له القَبُول في الأرض ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى :﴿ واغفر لأبي... ﴾ إلخ. قال القشيري : هذا عند العلماء : إنما قاله قبل يأسه من إيمانه، وعن أهل الإشارة : ذكره في وقت غَلَبَةِ البَسْط، وتجاوز ذلك عنه، وليس إجابةُ العبد واجبةً عليه في كل شيء، وأكثر ما فيه : أنه لا يجيبه في ذلك، ثم لهم أسوة في ذكر أمثال هذا الخطاب، وهذا لا يهتدي إليه كلُّ أحدٍ. هـ.
قال المحشي : وينظر لما قاله العلماء، وبه الفتوى، قوله :﴿ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ﴾ [ التوبة : ١١٤ ]، وينظر للسان الإشارة شفاعته له يوم القيامة، وتكلمه فيه بقوله :( وأيُّ خِزْيٍ أعظم من كون أبي في النار... ) الحديث، وكذا قوله :﴿ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ إبراهيم : ٣٦ ]، وجاء ذلك من استغراقه في بحر الرحمة، على سعة العلم، ومثله استغفار نبينا صلى الله عليه وسلم لابن أُبَيّ، وصلاته عليه، وانظر الطيبي في آية :﴿ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً ﴾ [ غافر : ٧ ]. هـ.
وقوله تعالى :﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾، أظهر ما قيل في القلب السليم : أنه السالم من الشكوك والأوهام، والخواطر الردية، ومن الأمراض القلبية، ولا يتحقق له هذا إلا بصحبة شيخ كامل، يُخرجه من الأوصاف البشرية، إلى الأوصاف الروحانية، ويحققه بالحضرة القدسية، وإلا بقي مريضاً، حتى يلقى الله بقلب سقيم. وفي الإحياء : السعادة منوطة بسلامة القلب من عوارض الدنيا، والجودُ بالمال من عوارض الدنيا، فشرط القلب أن يكون سليماً بينهما، أي : لا يكون ملتفتاً إلى المال، ولا يكون حريصاً على إمساكه، ولا حريصاً على إنفاقه ؛ فإن الحريصَ على الإنفاق مصروفُ القلب إلى الإنفاق، كما أن الحريص على الإمساك مصروف القلب إلى الإمساك. وكان كمال القلب أن يصفو من الوصفين جميعاً. وقال الداراني : القلب السليم هو الذي ليس فيه غير الله تعالى. هـ. وقال الجنيد رضي الله عنه : السليم في اللغة : اللديغ، فمعناه : كاللديغ من خوف الله تعالى. هـ. وبالله التوفيق.
﴿ واغفرْ لأبي ﴾، أي : اجعله أهلاً للمغفرة، بإعطاء الإسلام ؛ ﴿ إنه كان من الضالين ﴾ : الكافرين، أو : اغفر له على حاله. وكان قبل النهي.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قد استعمل إبراهيم عليه السلام الأدب، الذي هو عمدة الصوفية، حيث قدّم الثناء قبل الطلب، وهو مأخوذ من ترتيب فاتحة الكتاب. وقوله تعالى :﴿ ربِّ هبْ لي حُكماً ﴾ : قال القشيري : أي : على نفسي أولاً، فإن من لا حُكْم له على نَفْسِه لا حُكْمَ له على غيره، ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾ ؛ بالقيام بحقك، دون الرجوع إلى طلب الاستقلال لنفسي دون حقك. هـ.
ومما اصطلحت عليه الصوفية أن الصالحين : من صلحت ظواهرهم، وتطهرت قلوبهم من الأمراض. وفوقهم الأولياء، وهم من كُشف عنهم الحجاب، وأفضوا إلى الشهود والعيان، وفوقهم درجة النبوة والرسالة، فقول الخليل ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾، وكذلك قال الصدِّيق، هو تنزل وتواضع ؛ ليعرف جلالة قدر الصالحين، فما بالك بمن فوقهم ! فهو كقول نبينا صلى الله عليه وسلم :" اللهُمَّ أحينِي مِسْكيناً، وأمِتْنِي مِسْكيناً، واحْشُرني في زُمْرة المسَاكين ". أي : اجعل المساكين هم قرابتي، المحدقون بي في المحشر، فقد عَرَّف صلى الله عليه وسلم بفضيلة المساكين، وعظَّم جاههم، بطلبه أن يكونوا في كفالته، لا أنه في كفالتهم، وكذلك الخليل والصدِّيق، عَرَّفا بفضيلة الصالحين من أهل الإسلام، أو أنهما طلبا اللحوق بهم.
وقوله تعالى :﴿ واجعل لي لسانَ صدْقٍ في الآخرين ﴾ ؛ كل من أخلص وجهه لله، وتخلصت سريرته مما سوى الله، وكان إبراهيمياً حنيفياً، جعل الله له لسان صدق فيمن يأتي بعده، وحسن الثناء عليه في حياته وبعد مماته، لقوله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يُحب فلاناً فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماوات : إن الله يحب فلاناً فأحِبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يُوضَع له القَبُول في الأرض ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى :﴿ واغفر لأبي... ﴾ إلخ. قال القشيري : هذا عند العلماء : إنما قاله قبل يأسه من إيمانه، وعن أهل الإشارة : ذكره في وقت غَلَبَةِ البَسْط، وتجاوز ذلك عنه، وليس إجابةُ العبد واجبةً عليه في كل شيء، وأكثر ما فيه : أنه لا يجيبه في ذلك، ثم لهم أسوة في ذكر أمثال هذا الخطاب، وهذا لا يهتدي إليه كلُّ أحدٍ. هـ.
قال المحشي : وينظر لما قاله العلماء، وبه الفتوى، قوله :﴿ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ﴾ [ التوبة : ١١٤ ]، وينظر للسان الإشارة شفاعته له يوم القيامة، وتكلمه فيه بقوله :( وأيُّ خِزْيٍ أعظم من كون أبي في النار... ) الحديث، وكذا قوله :﴿ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ إبراهيم : ٣٦ ]، وجاء ذلك من استغراقه في بحر الرحمة، على سعة العلم، ومثله استغفار نبينا صلى الله عليه وسلم لابن أُبَيّ، وصلاته عليه، وانظر الطيبي في آية :﴿ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً ﴾ [ غافر : ٧ ]. هـ.
وقوله تعالى :﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾، أظهر ما قيل في القلب السليم : أنه السالم من الشكوك والأوهام، والخواطر الردية، ومن الأمراض القلبية، ولا يتحقق له هذا إلا بصحبة شيخ كامل، يُخرجه من الأوصاف البشرية، إلى الأوصاف الروحانية، ويحققه بالحضرة القدسية، وإلا بقي مريضاً، حتى يلقى الله بقلب سقيم. وفي الإحياء : السعادة منوطة بسلامة القلب من عوارض الدنيا، والجودُ بالمال من عوارض الدنيا، فشرط القلب أن يكون سليماً بينهما، أي : لا يكون ملتفتاً إلى المال، ولا يكون حريصاً على إمساكه، ولا حريصاً على إنفاقه ؛ فإن الحريصَ على الإنفاق مصروفُ القلب إلى الإنفاق، كما أن الحريص على الإمساك مصروف القلب إلى الإمساك. وكان كمال القلب أن يصفو من الوصفين جميعاً. وقال الداراني : القلب السليم هو الذي ليس فيه غير الله تعالى. هـ. وقال الجنيد رضي الله عنه : السليم في اللغة : اللديغ، فمعناه : كاللديغ من خوف الله تعالى. هـ. وبالله التوفيق.
﴿ ولا تُخزني يوم يُبعثون ﴾ أي : لا تُهنِّي يوم يبعثون. الضمير للعباد ؛ لأنه معلوم، أو : للضالين، أي : لا تخزني في أبي يوم البعث، وهذا من جملة الاستغفار لأبيه، وكان قبل النهي عنه، أي : لا تُهِنِّي.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قد استعمل إبراهيم عليه السلام الأدب، الذي هو عمدة الصوفية، حيث قدّم الثناء قبل الطلب، وهو مأخوذ من ترتيب فاتحة الكتاب. وقوله تعالى :﴿ ربِّ هبْ لي حُكماً ﴾ : قال القشيري : أي : على نفسي أولاً، فإن من لا حُكْم له على نَفْسِه لا حُكْمَ له على غيره، ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾ ؛ بالقيام بحقك، دون الرجوع إلى طلب الاستقلال لنفسي دون حقك. هـ.
ومما اصطلحت عليه الصوفية أن الصالحين : من صلحت ظواهرهم، وتطهرت قلوبهم من الأمراض. وفوقهم الأولياء، وهم من كُشف عنهم الحجاب، وأفضوا إلى الشهود والعيان، وفوقهم درجة النبوة والرسالة، فقول الخليل ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾، وكذلك قال الصدِّيق، هو تنزل وتواضع ؛ ليعرف جلالة قدر الصالحين، فما بالك بمن فوقهم ! فهو كقول نبينا صلى الله عليه وسلم :" اللهُمَّ أحينِي مِسْكيناً، وأمِتْنِي مِسْكيناً، واحْشُرني في زُمْرة المسَاكين ". أي : اجعل المساكين هم قرابتي، المحدقون بي في المحشر، فقد عَرَّف صلى الله عليه وسلم بفضيلة المساكين، وعظَّم جاههم، بطلبه أن يكونوا في كفالته، لا أنه في كفالتهم، وكذلك الخليل والصدِّيق، عَرَّفا بفضيلة الصالحين من أهل الإسلام، أو أنهما طلبا اللحوق بهم.
وقوله تعالى :﴿ واجعل لي لسانَ صدْقٍ في الآخرين ﴾ ؛ كل من أخلص وجهه لله، وتخلصت سريرته مما سوى الله، وكان إبراهيمياً حنيفياً، جعل الله له لسان صدق فيمن يأتي بعده، وحسن الثناء عليه في حياته وبعد مماته، لقوله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يُحب فلاناً فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماوات : إن الله يحب فلاناً فأحِبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يُوضَع له القَبُول في الأرض ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى :﴿ واغفر لأبي... ﴾ إلخ. قال القشيري : هذا عند العلماء : إنما قاله قبل يأسه من إيمانه، وعن أهل الإشارة : ذكره في وقت غَلَبَةِ البَسْط، وتجاوز ذلك عنه، وليس إجابةُ العبد واجبةً عليه في كل شيء، وأكثر ما فيه : أنه لا يجيبه في ذلك، ثم لهم أسوة في ذكر أمثال هذا الخطاب، وهذا لا يهتدي إليه كلُّ أحدٍ. هـ.
قال المحشي : وينظر لما قاله العلماء، وبه الفتوى، قوله :﴿ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ﴾ [ التوبة : ١١٤ ]، وينظر للسان الإشارة شفاعته له يوم القيامة، وتكلمه فيه بقوله :( وأيُّ خِزْيٍ أعظم من كون أبي في النار... ) الحديث، وكذا قوله :﴿ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ إبراهيم : ٣٦ ]، وجاء ذلك من استغراقه في بحر الرحمة، على سعة العلم، ومثله استغفار نبينا صلى الله عليه وسلم لابن أُبَيّ، وصلاته عليه، وانظر الطيبي في آية :﴿ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً ﴾ [ غافر : ٧ ]. هـ.
وقوله تعالى :﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾، أظهر ما قيل في القلب السليم : أنه السالم من الشكوك والأوهام، والخواطر الردية، ومن الأمراض القلبية، ولا يتحقق له هذا إلا بصحبة شيخ كامل، يُخرجه من الأوصاف البشرية، إلى الأوصاف الروحانية، ويحققه بالحضرة القدسية، وإلا بقي مريضاً، حتى يلقى الله بقلب سقيم. وفي الإحياء : السعادة منوطة بسلامة القلب من عوارض الدنيا، والجودُ بالمال من عوارض الدنيا، فشرط القلب أن يكون سليماً بينهما، أي : لا يكون ملتفتاً إلى المال، ولا يكون حريصاً على إمساكه، ولا حريصاً على إنفاقه ؛ فإن الحريصَ على الإنفاق مصروفُ القلب إلى الإنفاق، كما أن الحريص على الإمساك مصروف القلب إلى الإمساك. وكان كمال القلب أن يصفو من الوصفين جميعاً. وقال الداراني : القلب السليم هو الذي ليس فيه غير الله تعالى. هـ. وقال الجنيد رضي الله عنه : السليم في اللغة : اللديغ، فمعناه : كاللديغ من خوف الله تعالى. هـ. وبالله التوفيق.
﴿ يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ ﴾، أي : لا ينفع فيه مال، وإن كان مصروفاً في وجوه البر، ولا بنون، وإن كانوا صُلحاء متأهلين للشفاعة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قد استعمل إبراهيم عليه السلام الأدب، الذي هو عمدة الصوفية، حيث قدّم الثناء قبل الطلب، وهو مأخوذ من ترتيب فاتحة الكتاب. وقوله تعالى :﴿ ربِّ هبْ لي حُكماً ﴾ : قال القشيري : أي : على نفسي أولاً، فإن من لا حُكْم له على نَفْسِه لا حُكْمَ له على غيره، ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾ ؛ بالقيام بحقك، دون الرجوع إلى طلب الاستقلال لنفسي دون حقك. هـ.
ومما اصطلحت عليه الصوفية أن الصالحين : من صلحت ظواهرهم، وتطهرت قلوبهم من الأمراض. وفوقهم الأولياء، وهم من كُشف عنهم الحجاب، وأفضوا إلى الشهود والعيان، وفوقهم درجة النبوة والرسالة، فقول الخليل ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾، وكذلك قال الصدِّيق، هو تنزل وتواضع ؛ ليعرف جلالة قدر الصالحين، فما بالك بمن فوقهم ! فهو كقول نبينا صلى الله عليه وسلم :" اللهُمَّ أحينِي مِسْكيناً، وأمِتْنِي مِسْكيناً، واحْشُرني في زُمْرة المسَاكين ". أي : اجعل المساكين هم قرابتي، المحدقون بي في المحشر، فقد عَرَّف صلى الله عليه وسلم بفضيلة المساكين، وعظَّم جاههم، بطلبه أن يكونوا في كفالته، لا أنه في كفالتهم، وكذلك الخليل والصدِّيق، عَرَّفا بفضيلة الصالحين من أهل الإسلام، أو أنهما طلبا اللحوق بهم.
وقوله تعالى :﴿ واجعل لي لسانَ صدْقٍ في الآخرين ﴾ ؛ كل من أخلص وجهه لله، وتخلصت سريرته مما سوى الله، وكان إبراهيمياً حنيفياً، جعل الله له لسان صدق فيمن يأتي بعده، وحسن الثناء عليه في حياته وبعد مماته، لقوله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يُحب فلاناً فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماوات : إن الله يحب فلاناً فأحِبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يُوضَع له القَبُول في الأرض ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى :﴿ واغفر لأبي... ﴾ إلخ. قال القشيري : هذا عند العلماء : إنما قاله قبل يأسه من إيمانه، وعن أهل الإشارة : ذكره في وقت غَلَبَةِ البَسْط، وتجاوز ذلك عنه، وليس إجابةُ العبد واجبةً عليه في كل شيء، وأكثر ما فيه : أنه لا يجيبه في ذلك، ثم لهم أسوة في ذكر أمثال هذا الخطاب، وهذا لا يهتدي إليه كلُّ أحدٍ. هـ.
قال المحشي : وينظر لما قاله العلماء، وبه الفتوى، قوله :﴿ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ﴾ [ التوبة : ١١٤ ]، وينظر للسان الإشارة شفاعته له يوم القيامة، وتكلمه فيه بقوله :( وأيُّ خِزْيٍ أعظم من كون أبي في النار... ) الحديث، وكذا قوله :﴿ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ إبراهيم : ٣٦ ]، وجاء ذلك من استغراقه في بحر الرحمة، على سعة العلم، ومثله استغفار نبينا صلى الله عليه وسلم لابن أُبَيّ، وصلاته عليه، وانظر الطيبي في آية :﴿ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً ﴾ [ غافر : ٧ ]. هـ.
وقوله تعالى :﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾، أظهر ما قيل في القلب السليم : أنه السالم من الشكوك والأوهام، والخواطر الردية، ومن الأمراض القلبية، ولا يتحقق له هذا إلا بصحبة شيخ كامل، يُخرجه من الأوصاف البشرية، إلى الأوصاف الروحانية، ويحققه بالحضرة القدسية، وإلا بقي مريضاً، حتى يلقى الله بقلب سقيم. وفي الإحياء : السعادة منوطة بسلامة القلب من عوارض الدنيا، والجودُ بالمال من عوارض الدنيا، فشرط القلب أن يكون سليماً بينهما، أي : لا يكون ملتفتاً إلى المال، ولا يكون حريصاً على إمساكه، ولا حريصاً على إنفاقه ؛ فإن الحريصَ على الإنفاق مصروفُ القلب إلى الإنفاق، كما أن الحريص على الإمساك مصروف القلب إلى الإمساك. وكان كمال القلب أن يصفو من الوصفين جميعاً. وقال الداراني : القلب السليم هو الذي ليس فيه غير الله تعالى. هـ. وقال الجنيد رضي الله عنه : السليم في اللغة : اللديغ، فمعناه : كاللديغ من خوف الله تعالى. هـ. وبالله التوفيق.
﴿ إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ ﴾ من الكفر والنفاق ؛ فإنه ينفعه ماله المصروف في طاعة الله، ويشفع فيه بنوه، إن تأهلوا للشفاعة، بأن أَدَّبَهُمْ ودرَّجهم إلى اكتساب الكمالات والفضائل.
وقال ابنُ المسيَبِ : القلب السليم هو قلب المؤمن ؛ فإن قلب الكافر والمنافق مريض ؛ قال الله تعالى :﴿ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾ [ البقرة : ١٠ ]. وقال أبو عثمان : هو القلب الخالي من البدعة، المطمئن على السنة. وقال الحسن بن الفضل : سليم من آفات المال، والبنين والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قد استعمل إبراهيم عليه السلام الأدب، الذي هو عمدة الصوفية، حيث قدّم الثناء قبل الطلب، وهو مأخوذ من ترتيب فاتحة الكتاب. وقوله تعالى :﴿ ربِّ هبْ لي حُكماً ﴾ : قال القشيري : أي : على نفسي أولاً، فإن من لا حُكْم له على نَفْسِه لا حُكْمَ له على غيره، ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾ ؛ بالقيام بحقك، دون الرجوع إلى طلب الاستقلال لنفسي دون حقك. هـ.
ومما اصطلحت عليه الصوفية أن الصالحين : من صلحت ظواهرهم، وتطهرت قلوبهم من الأمراض. وفوقهم الأولياء، وهم من كُشف عنهم الحجاب، وأفضوا إلى الشهود والعيان، وفوقهم درجة النبوة والرسالة، فقول الخليل ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾، وكذلك قال الصدِّيق، هو تنزل وتواضع ؛ ليعرف جلالة قدر الصالحين، فما بالك بمن فوقهم ! فهو كقول نبينا صلى الله عليه وسلم :" اللهُمَّ أحينِي مِسْكيناً، وأمِتْنِي مِسْكيناً، واحْشُرني في زُمْرة المسَاكين ". أي : اجعل المساكين هم قرابتي، المحدقون بي في المحشر، فقد عَرَّف صلى الله عليه وسلم بفضيلة المساكين، وعظَّم جاههم، بطلبه أن يكونوا في كفالته، لا أنه في كفالتهم، وكذلك الخليل والصدِّيق، عَرَّفا بفضيلة الصالحين من أهل الإسلام، أو أنهما طلبا اللحوق بهم.
وقوله تعالى :﴿ واجعل لي لسانَ صدْقٍ في الآخرين ﴾ ؛ كل من أخلص وجهه لله، وتخلصت سريرته مما سوى الله، وكان إبراهيمياً حنيفياً، جعل الله له لسان صدق فيمن يأتي بعده، وحسن الثناء عليه في حياته وبعد مماته، لقوله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يُحب فلاناً فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماوات : إن الله يحب فلاناً فأحِبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يُوضَع له القَبُول في الأرض ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى :﴿ واغفر لأبي... ﴾ إلخ. قال القشيري : هذا عند العلماء : إنما قاله قبل يأسه من إيمانه، وعن أهل الإشارة : ذكره في وقت غَلَبَةِ البَسْط، وتجاوز ذلك عنه، وليس إجابةُ العبد واجبةً عليه في كل شيء، وأكثر ما فيه : أنه لا يجيبه في ذلك، ثم لهم أسوة في ذكر أمثال هذا الخطاب، وهذا لا يهتدي إليه كلُّ أحدٍ. هـ.
قال المحشي : وينظر لما قاله العلماء، وبه الفتوى، قوله :﴿ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ﴾ [ التوبة : ١١٤ ]، وينظر للسان الإشارة شفاعته له يوم القيامة، وتكلمه فيه بقوله :( وأيُّ خِزْيٍ أعظم من كون أبي في النار... ) الحديث، وكذا قوله :﴿ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ إبراهيم : ٣٦ ]، وجاء ذلك من استغراقه في بحر الرحمة، على سعة العلم، ومثله استغفار نبينا صلى الله عليه وسلم لابن أُبَيّ، وصلاته عليه، وانظر الطيبي في آية :﴿ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً ﴾ [ غافر : ٧ ]. هـ.
وقوله تعالى :﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾، أظهر ما قيل في القلب السليم : أنه السالم من الشكوك والأوهام، والخواطر الردية، ومن الأمراض القلبية، ولا يتحقق له هذا إلا بصحبة شيخ كامل، يُخرجه من الأوصاف البشرية، إلى الأوصاف الروحانية، ويحققه بالحضرة القدسية، وإلا بقي مريضاً، حتى يلقى الله بقلب سقيم. وفي الإحياء : السعادة منوطة بسلامة القلب من عوارض الدنيا، والجودُ بالمال من عوارض الدنيا، فشرط القلب أن يكون سليماً بينهما، أي : لا يكون ملتفتاً إلى المال، ولا يكون حريصاً على إمساكه، ولا حريصاً على إنفاقه ؛ فإن الحريصَ على الإنفاق مصروفُ القلب إلى الإنفاق، كما أن الحريص على الإمساك مصروف القلب إلى الإمساك. وكان كمال القلب أن يصفو من الوصفين جميعاً. وقال الداراني : القلب السليم هو الذي ليس فيه غير الله تعالى. هـ. وقال الجنيد رضي الله عنه : السليم في اللغة : اللديغ، فمعناه : كاللديغ من خوف الله تعالى. هـ. وبالله التوفيق.
ثم ذكر هول ذلك اليوم، فقال :
﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ * ﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴾ * ﴿ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴾ * ﴿ مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴾ * ﴿ فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴾ * ﴿ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴾ * ﴿ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ * ﴿ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ ﴾ * ﴿ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴾ * ﴿ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴾ * ﴿ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
قلت :( وأُزلفت ) : عطف على ( ينفع )، وصيغة الماضي فيها وفيما بعدها ؛ لتحقق الوقوع.
يقول الحق جل جلاله، في شأن اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون :﴿ وأُزلفتِ ﴾ أي : قُّربت ﴿ الجنةُ للمتقين ﴾، أي : تزلف من موقف السعداء، فينظرون إليها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
﴿ وبُرِّزتِ الجحيمُ ﴾ : أُظهرت، حتى يكاد يأخذهم لهبها، ﴿ للغاوين ﴾ : للكافرين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
﴿ وقيلَ لهم أينَ ما كنتم تعبدون من دون الله هل يَنْصُرونكم ﴾ بدفع العذاب عنكم، ﴿ أو ينتصرون ﴾ بدفعه عن أنفسهم، يوبّخون على إشراكهم، فيقال لهم : أين آلهتكم التي عبدتموها، هل ينفعونكم اليوم بنصرتهم لكم ؟ أو : هل ينفعون أنفسهم بانتصارهم لها ؟ كلا، بل هم وآلهتهم وَقُودُ النار، كما قوله تعالى :﴿ فكُبْكِبُوا فيها ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٢:﴿ وقيلَ لهم أينَ ما كنتم تعبدون من دون الله هل يَنْصُرونكم ﴾ بدفع العذاب عنكم، ﴿ أو ينتصرون ﴾ بدفعه عن أنفسهم، يوبّخون على إشراكهم، فيقال لهم : أين آلهتكم التي عبدتموها، هل ينفعونكم اليوم بنصرتهم لكم ؟ أو : هل ينفعون أنفسهم بانتصارهم لها ؟ كلا، بل هم وآلهتهم وَقُودُ النار، كما قوله تعالى :﴿ فكُبْكِبُوا فيها ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
﴿ فكُبْكِبُوا فيها ﴾ أي : أُلقوا في الجحيم على وجوههم، مرة بعد أخرى، إلى أن يستقروا في قعرها. وفي القاموس : كبّه : قَلَبَهُ وصرعه، كأكبه وكبكبه. ه. أي : صُرِعُوا ؛ منكبين في الجحيم على وجوههم، ﴿ هم ﴾ أي : آلهتهم ﴿ والغاوون ﴾ أي : الذين كانوا يعبدونهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
وفي تأخير ذكرهم عن ذكر آلهتهم رمز إلى أنهم مُؤَخِّرُونَ عنها في الكبكبة ؛ ليشاهدوا سوء حالها، فيزدادوا غماً على غم، ﴿ وجنودُ إبليسَ ﴾ أي : يكبكبون معهم ﴿ أجمعون ﴾، وهو شياطينه الذين كانوا يقوونهم ويوسوسونهم، ويُسَوِّلُونَ لهم ما هم عليه من عبادة الأصنام، وسائر فنون الكفر والمعاصي، أو : متبعوه من عصاة الجن والإنس ؛ ليجتمعوا في العذاب، حسبما كانوا مجتمعين فيما يوجبه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
﴿ قالوا ﴾ أي : العبدة ﴿ وهم فيها يختصمون ﴾ أي : قالوا معترفين بخطئهم في انهماكهم في الضلالة ؛ متحسرين، والحال : أنهم في الجحيم بصدد الاختصام مع من معهم من المذكورين، فيجوز أن يُنطق الله الأصنامَ، حتى يصح منها التخاصم والتقاول، ويجوز أن يجري ذلك بين العصاة والشياطين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
قالوا :﴿ تالله إنْ كُنَّا لفي ضَلاَل مُبِين ﴾ أي : إن الشأن كنا في ضلال واضح، لا خفاء فيه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
﴿ إذ نسويكم ﴾ ؛ نَعْدِلُكُم ﴿ بربِّ العالمين ﴾ فنعبدُكم معه، أي : تالله لقد كنا في ضلال فاحش وقت تسْويتنا إياكم أيها الأصنام، في استحقاق العبادة، برب العالمين، الذي أنتم أدنى مخلوقاته، وأذلهم وأعجزهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
﴿ وما أضَلَّنا إلا المجرمون ﴾ أي : رؤساؤهم، الذين أضلوهم، وإبليس وجنوده، ومن سنَّ الشرك. وليس المراد قصر الإضلال على المجرمين دون من عداهم، بل قصر ضلالهم على كونه بسبب إضلالهم، من غير أن يستقلوا به، وهذا كقولهم :﴿ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاْ ﴾ [ الأحزاب : ٦٧ ]. وعن السُّدِّي : هم الأولون الذين اقتدوا بهم. وأيّا ما كان ففيه التعريض للذين قالوا :﴿ بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
ثم قالوا :﴿ فما لنا من شافعين ﴾ كما للمؤمنين من الملائكة والأنبياء - عليهم السلام - وغيرهم ممن أُهِّلَ للشفاعة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
﴿ ولا صديقٍ حميم ﴾ كما لهم أصدقاء ؛ إذ لا يتصادق في الآخرة إلا المؤمنون، وأما الكفار فبينهم التعادي كما يأتي في الآية. أو : ما لنا من شافعين، ولا صديق من الذين كنا نعدهم شفعاء وأصدقاء ؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن أصنامهم تشفع لهم عند الله، وكان له أصدقاء من شياطين الإنس، فلم ينفعهم شيء من ذلك. وجمع الشفعاء ووحّد الصديق ؛ لكثرة الشفعاء. وأما الصديق، وهو الصادق في ودادك، الذي يهمه ما أهمك، ويسره ما أسرك، فقليل، وسئل حكيم عن الصديق، فقال :( اسم لا معنى له )، أي : لا وجود له، والبركة لا تنقطع.
قال القشيري : في الخبر : يجيء يوم القيامة عَبْدٌ فيُحاسَبُ، فتستوي حسناتُه وسيئاته، ويحتاج إلى حسنة واحدة يرْضى عنه خصومه، فيقول الله سبحانه له : عبدي بقيت لك حسنةٌ، إن كانت أَدْخَلْتُك الجنةََ، انْظُرْ، وتَطَلَّبْ من الناس لعلَّ أحداً يهبها لَكَ.
فيأتي الصفين، فيطلب من أبيه، ثم من أمه، ثم من أصحابه، فلا يجيبه أحدٌ إلا بقوله : أنا اليومَ فقيرٌ إلى حسنةٍ واحدة، فيرجع إلى مكانه، فيسأله الحقُّ - سبحانه : ما جئتَ به ؟ فيقول : يا ربِّ لم يُعْطِني أحد حسنةً، فيقول الله تعالى : عبدي. . . ألم يكن لك صديق ؟ فيتذكر العبدُ، ويقول فلان كان صديقاً لي فيك، فيأتيه ويدل الحق عليه، فيكلِّمه، فيقول : بل لي عباداتٌ كثيرة، فإن قَبِلَها الله مني فقد وهبتُها لك، فيُسَرُّ ويجيء إلى موضعه، فيخبر بذلك ربَّه تعالى، فيقول قد قَبِلتُها منه، ولم أنقص من حقِّه شيئاً، وقد غفرت لك وله - فهذا معناه. ه. ونقل القرطبي عن الحسن قال : ما اجتمع ملأ على ذكر الله، فيهم عبد من أهل الجنة، إلا شفَّعه الله فيهم، وإن أهل الإيمان ليشفع بعضهم في بعض، وهم عند الله شافعون مشفعون. ه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
ثم قالوا :﴿ فلو أن لنا كرةً ﴾ أي : رجعة إلى الدنيا ﴿ فنكون من المؤمنين ﴾، وجواب ﴿ لو ﴾ التَّمْنِيَةِ : محذوف، أي : لفعلنا كيت وكيت ؛ إذ " لو "، في مثل هذا، للتمني، أي : فليت لنا كرة فنكون من المؤمنين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
﴿ إن في ذلك ﴾ أي : فيما ذكر من الأنباء العجيبة ؛ كقصة إبراهيم مع قومه، وما ترتب على ذلك من الوعد والوعيد، ﴿ لآيةً ﴾ عظيمة، موجبة للزجر عن عبادة الأصنام، لاسيما لأهل مكة، الذين يدَّعون أنهم على ملة إبراهيم عليه السلام، أو : إن في ذكر نبأه، وتلاوته عليهم، على ما هو عليه، من غير أن تسمعه من أحد، لآية عظيمة دالة على أن ما نتلوه عليهم وحْيٌ صادق، نازل من جهته تعالى، موجبة للإيمان به، ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرهُمُ مُّؤْمِنِينَ ﴾ أي : وما أكثر هؤلاء، الذين تتلو عليهم هذه الأنباء، مؤمنين، بل هم مُصِرُّون على ما كانوا عليه من الكفر والضلال. ولا يحسن رجوعه لقوم إبراهيم، على أن ﴿ كان ﴾ أصلية ؛ لأنه لم يؤمن من قومه إلا لوط فقط.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
﴿ وإِن ربك لهو العزيزُ الرحيمُ ﴾ أي : هو القادر على تعجيل العقوبة لقومك، ولكنه يمهلهم بحلمه ورحمته ؛ ليؤمن بعض منهم أو من ذريتهم. وبالله التوفيق.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وأُزلفت جنة المعارف للمتقين السِّوى، وبرزت جحيم القطيعة للغاوين، المتبعين الهوى. وفي الحِكَم :" لا يُخَافُ أن تلتبس الطرقُ عليك، إنما يُخَافُ من غلبة الهوى عليك " وقيل لأهل الهوى : أين ما كنتم تعبدون من دون الله، من الحاملين لكم على البقاء مع الحظوظ والشهوات، هل ينصروكم أو ينتصرون ؟ فكُبكبوا في الحضيض الأسفل، هم والغاوون لهم، الذين منعوهم من الدخول في حضرة الأولياء، وجنود إبليس أجمعون. قالوا - وهم في غم الحجاب ونار القطيعة يختصمون - : تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين في المحبة والميل، وما أضلنا إلا المجرمون، الذين حكموا بقطع التربية على الدوام، وسدوا الباب في وجوه الرجال، فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، يشفع لنا حتى نلتحق بالمقربين. هيهات لا يكون اللحوق بهم إلا بالدخول معهم، في مقام المجاهدة في دار الدنيا، ثم يتمنون الرجوع ؛ ليُصدِّقوا بهم، وينخرطوا في سلكهم، فلا يجدون له سبيلاً. وبالله التوفيق.
ثم ذكر قصة نوح عليه السلام، فقال :
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ ﴾ * ﴿ قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ * ﴿ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ * ﴿ قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ﴾ * ﴿ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾ * ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
قلت : اسم الجمع واسم الجنس يُذكر ويُؤنث، كقوم، ورهط، وشجر.
يقول الحق جل جلاله :﴿ كذبَتْ قومُ نوحٍ ﴾، وهو نوح بن لامَك. قيل : وُلد في زمن آدم عليه السلام، قاله النسفي، وإنما قال :﴿ المرسلين ﴾، والمراد : نوح فقط ؛ لأن من كذَّب واحداً من الرسل فقد كذب الجميع، لاتفاقهم في الدعوة إلى الإيمان، لأن كل رسول يدعو الناس إلى الإيمان بجميع الرسل. وقد يُراد بالجمع : الواحد ؛ كقولك : فلان يركب الخيل، ويلبس البرود، وماله إلا فرس واحد وبُرد واحد.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ إذ قال لهم ﴾ : ظرف للتكذيب، أي : كذبوه وقت قوله لهم ﴿ أخوهم نوحٌ ﴾ ؛ نسباً، لا ديناً، وقيل : أخوة المجانسة، كما في آية :﴿ بِلِسَانِ قَوْمِهِ ﴾ [ إبراهيم : ٤ ] :﴿ ألاَ تتقون ﴾ خالق الأنام، فتتركوا عبادة الأصنام.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ إني لكم رسول أمين ﴾، كان مشهوراً بالأمانة عندهم، كحال نبينا صلى الله عليه وسلم في قريش، ما كانوا يُسمونه إلا محمداً الأمين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ فاتقوا الله وأطيعونِ ﴾ فيما آمركم به وأدعوكم إليه من الإيمان.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ وما أسألكم عليه ﴾ أي : على ما أنا مُتصدٍ له من الدعاء والنصح، ﴿ من أجرٍ ﴾ أصلاً ﴿ إنْ أجريَ ﴾ فيما أتولاه ﴿ إلا على ربِّ العالمين ﴾ ؛ لا أطمع في غيره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾، الفاء ؛ لترتيب ما بعدها على ما قبلها ؛ من تنزيهه عليه السلام عن الطمع، كما أن نظيرتها السابقة ؛ لترتيب ما بعدها على أمانته. والتكرير ؛ للتأكيد، والتنبيه على أن كلا منهما مستقل في إيجاب التقوى والطاعة، فكيف إذا اجتمعا ؟ كأنه قال : إذا عرفتم رسالتي وأمانتي فاتقوا الله وأطيعون.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ قالوا أَنُؤْمِنُ لك واتبعك ﴾ والحالة أنه قد تبعك ﴿ الأرْذَلونَ ﴾ أي : الأرذلون جاهاً ومالاً، والرذالة : الدناءة والخسة، وإنما استرذلوهم لاتضاع نسبهم، وقلة نصيبهم من الدنيا، وقيل : كانوا من أهل الصناعة الدنيئة، قيل : كانوا حاكة وأساكفة - جمع إسكاف - وهو الخَفَّافُ - أي : الخراز، وقيل : النجار. والصناعة لا تزري بالديانة، فالغنى غنى القلوب، والنسب نسب التقوى، والعز عز العلم بالله لا غير، ومرادهم بذلك : أنه لا مزية لك في اتباعهم ؛ إذ ليس لهم رزانة عقل، ولا إصابة رأي، وقد كان ذلك منهم في بادي الرأي. وهذا من كمال سخافة عقولهم، وقصر نظرهم على حطام الدنيا حتى اعتقدوا أن الأشرف مَنْ جَمَعَهَا، والأرذل مَنْ حُرمَها. وقد جهلوا بأنها لا تزن عند الله جناح بعوضة، وأن النعيم هو نعيم الآخرة، والأشرف مَنْ فازَ بِه، وسكن في جوار الله، والأرذل من حُرم ذلك.
قال القشيري : ذكر ما لَقِيَ من قومه، وقوله :﴿ واتبعك الأرذلون ﴾، وكذلك أتباع الرسل، إنما هم الأضعفون، لكنهم - في حُكم الله - هم المقدّمون الأكرمون، قال صلى الله عليه وسلم :" نُصِرْتُ بضعفائكم "، إلخ كلامه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ قال وما عِلْمِي ﴾ أي : وأيّ شيء علمي ﴿ بما كانوا يعملون ﴾ من الصناعات، إنما أطلب منهم الإيمان. وقيل : إنهم طعنوا في إيمانهم، وقالوا : لم يؤمنوا عن نظر وبصيرة، وإنما اتبعوك طمعاً في العدة والمال، أي : وما وظيفتي إلا اعتبار الظواهر، دون التنقير على بواطنهم، والشق عن قلوبهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ إنْ حسابهم إلا على ربي ﴾ أي : ما محاسبة أعمالهم والتنقير عن كيفياتها إلا على ربي ؛ فإنه المطلع على السرائر، ﴿ لو تشعرون ﴾ بشيء من الأشياء، أو : لو كنتم من أهل الشعور لعلمتم ذلك، ولكنكم كالبهائم أو أضل.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ وما أنا بِطَاردِ المؤمنين ﴾ أي : ليس من شأني أن أتبع شهواتكم، فأطرد المؤمنين ؛ طمعاً في إيمانكم، وهو جواب عما أوهمه كلامهم من استدعاء طردهم وتعليق إيمانهم بذلك، حيث جعلوا اتباعهم له مانعاً عنه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ إنْ أنا إلا نذير مبين ﴾ وما علي إلا أن أُنذركم إنذاراً بيّناً ؛ بالبرهان القاطع، وأنتم أعلم بشأنكم، أي : وما أنا إلا رسول مبعوث لإنذار المكلفين، سواء كانوا أعزاء أو أراذل، فكيف يمكنني طرد الفقراء لاستتباع الأغنياء ؟.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ قالوا لئن لم تَنْته يا نوحُ ﴾ عما تقول ﴿ لتكوننَّ من المرجومين ﴾ ؛ من المقتولين بالحجارة. قالوه في آخر أمره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ قال ربِّ إنَّ قومي كذَّبونِ ﴾ ؛ تمادوا على تكذيبي، وأصروا عليه، بعد ما دعوتهم هذه الأزمنة المتطاولة، فلم يزدهم دعائي إلا فِراراً، وليس هذا من قبيل الإخبار ؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء، وإنما هو تضرع وابتهال، بدليل قوله :﴿ فافتحْ بيني وبينهم فتحاً ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ فافتحْ بيني وبينهم فتحاً ﴾ أي : احكم بيني وبينهم بما يستحقه كل واحد منا، وهذه حكاية إجمالية، قد فصلت في سورة نوح ﴿ وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِين ﴾ من شرهم، أو من شؤم عملهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ فأنجيناه ومن معه ﴾ حسب دعائه ﴿ في الفلك المشحون ﴾ ؛ المملوء بهم وبما لا بد لهم منه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ ثم أغرقنا بَعْدُ ﴾ أي : بعد إنجائهم ﴿ الباقين ﴾ من قومه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
﴿ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ الممتنع القاهر بإهانة من جحد وأصر. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢١:﴿ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ الممتنع القاهر بإهانة من جحد وأصر. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قال القشيري : أخبر عن كل واحد من الأنبياء بقوله :﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ؛ ليَعْلَمَ الكافةُ أنه من عَمِلَ له فلا ينبغي أن يطلب الأجر من غيره، ففي هذا تنبيهٌ للعلماء - الذين هم ورثة الأنبياء - أن يتأدبوا بآدابهم، وألاّ يطلبوا من الناس شيئاً في بَثِّ علومهم، ولا يرتفقون منهم بتعليمهم، والتذكير لهم، ومن ارتفق من المستمعين في بث فائدة يذكرها من الدين، يَعِظُ بها المسلمين، فلا بارك الله للمسلمين فيما يَسْمعون منه، ولا للعلماءِ أيضاً بركةٌ فيما منهم يأخذون، فيبيعون دينَهم بَعَرَضٍ يسيرٍ، ثم لا بَركةَ لهم فيه، إذ لا يتقربون به إلى الله، ولا ينتفعون به، ويَحْصُلون على سخط من الله. هـ.
قلت : أما ما يأخذه العالم من الأحباس فلا يدخل في هذا ؛ إذ ليس فيه تكلف من أحد، وكذلك ما يأخذه الواعظ على وجه الزيارة والهدية، من غير استشراف نفسٍ ولا طمعٍ ولا تكلفٍ. والله تعالى أعلم.
ثم ذكر قصة هود عليه السلام، فقال :
﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ﴾ * ﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾ * ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَاتَّقُواْ الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ﴾ * ﴿ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ﴾ * ﴿ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ * ﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ * ﴿ قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِّنَ الْوَاعِظِينَ ﴾ * ﴿ إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ ﴾ * ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ * ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ كذبتْ عادٌ المرسلين ﴾، وهي قبيلة، ولذلك أنَّث الفعل، وفي الأصل : اسم رجل، هو أبو القبيلة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ إذ قال لهم أخوهم ﴾ ؛ نسباً، ﴿ هودٌ أَلاَ تتقون إني لكم رسول أمين ﴾، وقد مر تفسيره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٤:﴿ إذ قال لهم أخوهم ﴾ ؛ نسباً، ﴿ هودٌ أَلاَ تتقون إني لكم رسول أمين ﴾، وقد مر تفسيره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ فاتقوا الله ﴾ في تكذيب الرسول الأمين، ﴿ وأطيعونِ ﴾ فيما آمركم به وأنهاكم عنه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أَجْرِيَ إلا على رَبِّ العاَمينَ ﴾، وتصدير القصص بتكذيب الرسل والأمر بالطاعة، للدلالة على أن مبنى البعثة هو الدعاء إلى معرفة الحق، والطاعة فيما يقرب المدعو إلى الثواب، ويُبعده من العقاب، وأنَّ الأنبياء - عليهم السلام - مُجْمِعون على ذلك، وإن اختلفوا في فروع الشرائع، المختلفة باختلاف الأزمنة والأعصار، وأنهم منزهون عن المطامع الدنيئة، والأغراض الدنيوية بالكلية.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
ثم وبَّخهم بقوله :﴿ أتَبْنونَ بكل رِيعٍ ﴾ : مكان مرتفع، ومنه : ريع الأرض ؛ لارتفاعها، وفيه لغتان : كسر الراء وفتحها. ﴿ آيةً ﴾ ؛ علَماً للمارة، كانوا يصعدونه ويسخرون بمن يمر بهم. وقيل : كانوا يسافرون ولا يهتدون إلا بالنجوم، فبنوا على الطريق أعلاماً ليهتدوا بها ؛ عبثاً، وقيل : برج حمام، دليله :﴿ تَعْبَثُون ﴾ أي : تلعبون ببنائها، أو : بمن يمر بهم على الأول.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ ﴾، مآخذ الماء، أو قصوراً مشيدة، أو حصوناً، وهو جمع مصنع، والمصنع : كل ما صنع وأتقن في بنيانه، ﴿ لعلكم تَخْلُدُونَ ﴾ أي : راجين الخلود في الدنيا، عاملين عمل من يرجو ذلك، أو كأنكم تخلدون.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ وإذا بطشتم ﴾ بسوط أو سيف، أو أخذتم أحداً لعقوبة ﴿ بطشتم جبارين ﴾ ؛ مسلطين، قاسية قلوبكم، بلا رأفة ولا رقة، ولا قصد تأديب، ولا نظراً للعواقب. والجبار الذي يضرب أو يقتل على الغضب.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ فاتقوا الله ﴾ في البطش، ﴿ وأطيعونِ ﴾ فيما أدعوكم إليه ؛ فإنه أنفع لكم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ ﴾ من ألوان النعماء وأصناف الآلاء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
ثم فصّلها بقوله :﴿ أمدَّكم بأنعامٍ وبنين ﴾ ؛ فإن التفصيل بعد الإجمال أدخل في القلب. وقرن البنين بالأنعام ؛ لأنهم يعينونهم على حفظها والقيام بها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ وجناتٍ ﴾ ؛ بساتين ﴿ وعيونٍ ﴾ : أنهار خلال الجنات.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ إنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ إن عصيتموني، أو : إن لم تقوموا بشكرها ؛ فإن كفران النعم مستتبع للعذاب، كما أن شكرها مستلزم لزيادتها، قال تعالى :﴿ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [ إبراهيم : ٧ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ ﴾ ؛ فإنّا لن نرعوي عما نحن عليه، ولا نقبل كلامك ودعوتك، وعظت أو سكت. ولم يقل : أم لم تعظ ؛ لرؤوس الآي.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ إنْ هَذَا إِلا خُلق الأولين ﴾ بضم اللام، أي : ما هذا الذي نحن عليه ؛ من ألاَّ بعث ولا حساب، إلا عادة الأولين وطبيعتهم واعتقادهم، أو : ما هذا الذي نحن عليه ؛ من الموت والحياة إلا عادة قديمة، لم يزل الناس عليها، ولا شيء بعدها، أو : ما هذا الذي أنكرت علينا، من البنيان والبطش، إلا عادة مَنْ قَبْلَنَا، فنحن نقتدي بهم، وما نُعَذَّبُ على ذلك. وبسكون اللام، أي : ما هذا الذي خوفتنا به ﴿ إلا خَلْق الأولين ﴾ أي : اختلاقهم وكذبهم، أو : ما خَلْقُنا هذا إلا كخلْقهم، نحيا كما حيوا، ونموت كما ماتوا، ولا بعث ولا حساب، ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ على ما نحن عليه من الأعمال.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣٧:﴿ إنْ هَذَا إِلا خُلق الأولين ﴾ بضم اللام، أي : ما هذا الذي نحن عليه ؛ من ألاَّ بعث ولا حساب، إلا عادة الأولين وطبيعتهم واعتقادهم، أو : ما هذا الذي نحن عليه ؛ من الموت والحياة إلا عادة قديمة، لم يزل الناس عليها، ولا شيء بعدها، أو : ما هذا الذي أنكرت علينا، من البنيان والبطش، إلا عادة مَنْ قَبْلَنَا، فنحن نقتدي بهم، وما نُعَذَّبُ على ذلك. وبسكون اللام، أي : ما هذا الذي خوفتنا به ﴿ إلا خَلْق الأولين ﴾ أي : اختلاقهم وكذبهم، أو : ما خَلْقُنا هذا إلا كخلْقهم، نحيا كما حيوا، ونموت كما ماتوا، ولا بعث ولا حساب، ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ على ما نحن عليه من الأعمال.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾ أي : أصروا على تكذيبه، ﴿ فأهلكناهم ﴾ بسبب ذلك بريح صَرْصَرٍ، تقدم في الأعراف كيفيته، ﴿ إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكْثَرُهُمْ ﴾ أي : قوم هود ﴿ مؤمنين ﴾ ؛ ما أسلم معه ثلاثمائة ألف. . . وأهلك باقيهم. قاله المحشي الفاسي. وقيل : وما أَكْثَرُ قَوْمِكَ بمؤمنين بهذا، على أن ﴿ كان ﴾ : صلة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
﴿ وإن ربك لهو العزيزُ الرَّحِيمُ ﴾ ؛ العزيز بالانتقام من أعدائه، الرحيم بالانتصار لأوليائه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : أنكر هود عليه السلام على قومه أمرين مذمومين، وهما من صفة أهل البُعد عن الله :
الأول : التطاول في البنيان، والزيادة على الحاجة، وهي ما يُكن من البرد، ويقي من الحر، من غير تمويه ولا تزويق، والزيادةُ على الحاجة في البنيان من علامة الرغبة في الدنيا، وهو من شأن الجهال رعاء الشاه، كما في الحديث، وفي خبر آخر :" إذا علا العبد البناء فوق ستة أذْرُعٍ ناداه ملك : إلى أين يا أفْسَقَ الفاسِقينَ ؟ ".
والثاني : التجبر على عباد الله، والعنف معهم، من غير رحمة ولا رقة، وهو من قساوة القلب، والقلب القاسي بعيد من الله، وفي الخبر عن عيسى عليه السلام :( لا تُكثِرُوا الكلام بغير ذكر الله، فتقسو قلوبكم ؛ فإن القلبَ القاسِيَ بعيدٌ من الله، ولكن لا تشعرون ). وفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" لا تنظُرُوا إلى عيوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا إلى عيوبكم كأنكم عَبِيدٌ، فإنما الناس مُبْتَلى ومُعَافىً، فارحموا أهل البلاء وسلوا الله العافية ". وبالله التوفيق.
ثم ذكر قصة صالح عليه السلام، فقال :
﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ ﴾ * ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ * ﴿ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾ * ﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَلاَ تُطِيعُواْ أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ * ﴿ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ * ﴿ مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾ * ﴿ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُواءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ * ﴿ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ ﴾ * ﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ كَذَّبَتْ ثمودُ المرسَلين إذ قال لهم أخوهم ﴾ ؛ نسباً، ﴿ صالحٌ ألا تتقون ﴾ الله تعالى، فتوحدونه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤١:ثم ذكر قصة صالح عليه السلام، فقال :
﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ ﴾ * ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ * ﴿ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾ * ﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَلاَ تُطِيعُواْ أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ * ﴿ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ * ﴿ مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾ * ﴿ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُواءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ * ﴿ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ ﴾ * ﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ كَذَّبَتْ ثمودُ المرسَلين إذ قال لهم أخوهم ﴾ ؛ نسباً، ﴿ صالحٌ ألا تتقون ﴾ الله تعالى، فتوحدونه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ إني لكم رسولٌ أمين ﴾ : مشهور فيكم بالأمانة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على ربِّ العالمين أَتُتْركون فيما ها هنا آمنين ﴾ أي : أتطمعون أن تتركوا فيما ها هنا من النعمة والتَّرَفُّهِ، آمنين من عقاب الله وعذابه، وأنتم على كفركم وشرككم، كلا، والله لنختبرنكم ببعث الرسول، فإن كفرتم عاجلتكم بالعقوبة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٤:﴿ فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على ربِّ العالمين أَتُتْركون فيما ها هنا آمنين ﴾ أي : أتطمعون أن تتركوا فيما ها هنا من النعمة والتَّرَفُّهِ، آمنين من عقاب الله وعذابه، وأنتم على كفركم وشرككم، كلا، والله لنختبرنكم ببعث الرسول، فإن كفرتم عاجلتكم بالعقوبة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٤:﴿ فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على ربِّ العالمين أَتُتْركون فيما ها هنا آمنين ﴾ أي : أتطمعون أن تتركوا فيما ها هنا من النعمة والتَّرَفُّهِ، آمنين من عقاب الله وعذابه، وأنتم على كفركم وشرككم، كلا، والله لنختبرنكم ببعث الرسول، فإن كفرتم عاجلتكم بالعقوبة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
ثم فسّر ما هم فيه من النعمة بقوله :﴿ في جناتٍ وعيونٍ وزروعٍ ونخلٍ ﴾ هو داخل فيما قبله، وخصه بالذكر ؛ شرفاً له. أو : في جنات بلا نخل، ﴿ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
ثم فسّر ما هم فيه من النعمة بقوله :﴿ في جناتٍ وعيونٍ وزروعٍ ونخلٍ ﴾ هو داخل فيما قبله، وخصه بالذكر ؛ شرفاً له. أو : في جنات بلا نخل، ﴿ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾، والطلع : عنقود التمر في أول نباته، باقياً في غلافه. والهضيم : اللطيف اللين ؛ للطف الثمر، أو : لأن النخل أنثى وطلع الأنثى ألطف، أو : لنضجه، كأنه : قيل : ونخل قد أرطب ثمره. قال ابن عباس : إذا أينع فهو هضيم. وقال أيضاً : هضيم : طيب، وقال الزجاج : هو الذي رطبه بغير نوى، أو : دَانٍ من الأرض، قريب التناول.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ وتَنْحِتُون ﴾ أي : تنقبون ﴿ من الجبال بيوتاً فارِهين ﴾ ؛ حال من الواو، أي : حاذقين، أو : ناشطين، أو : أقوياء، وقيل : أَشِرينَ بَطِرِينَ. قيل : كانوا في زمن الشتاء يسكنون الجبال، وفي زمن الربيع والصيف ينزلون بمواشيهم إلى الريف ومكان الخصب.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ فاتقوا الله وأطيعون ولا تُطيعوا أمرَ المسرفين ﴾ ؛ الكافرين المجاوزين الحد في الكفر والطغيان، أي : لا تنقادوا لأمرهم، ولا تتبعوا رأيهم، وهم ﴿ الذين يُفسدون في الأرض ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ فاتقوا الله وأطيعون ولا تُطيعوا أمرَ المسرفين ﴾ ؛ الكافرين المجاوزين الحد في الكفر والطغيان، أي : لا تنقادوا لأمرهم، ولا تتبعوا رأيهم، وهم ﴿ الذين يُفسدون في الأرض ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ الذين يُفسدون في الأرض ﴾ بالإسراف بالكفر والمعاصي، ﴿ ولا يُصلحُونَ ﴾ بالإيمان والطاعة. والمعنى : أن فسادهم خالص، لا يشوبه شيء من الصلاح، كما تكون حال بعض المفسدين مخلوطة ببعض الصلاح.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ قََاُلوا إِنَّما أَنتَ مِنَ الْمُسَحِّرِينَ ﴾ ؛ الذين سُحِرُوا، حتى غَلَبَ على عقلهم السحرُ.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ ما أنت إلا بشرٌ مثلنا فأتِ بآيةٍ إن كنت من الصادقين ﴾ في دعوى الرسالة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ قال هذه ناقةٌ ﴾، قالها بعدما أخرجها الله تعالى من الصخرة بدعائه عليه السلام، ﴿ لها شِرْبٌ ﴾ ؛ نصيب من الماء، فلا تُزاحموها فيه، ﴿ ولكم شِرْبُ يومٍ مَعْلومٍ ﴾ لا تزاحمكم فيه. رُوي أنهم قالوا : نُريد ناقة عُشَرَاءَ، تخرج من هذه الصخرة، فتلد سَقْباً - والسقب : ولد الناقة - فقعد صالح يتفكر، فقال له جبريل عليه السلام : صَلِّ ركعتين، وسَلْ رَبَّك الناقة، ففعل، فخرجت الناقة، ونتجت سقباً مثلها في العِظم، وصدرها ستون ذراعاً - أي : طولها - وإذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله، وإذا كان يوم شربهم لا تشرب فيه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ ولا تَمَسُّوها بِسُوءٍ ﴾ ؛ بضرب، أو عقر، أو غير ذلك، ﴿ فيأخذَكم عذابُ يومٍ عظيم ﴾، وصف اليوم بالعظم ؛ لعظم ما يحل فيه، وهو أبلغ من تعظيم العذاب.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ فعقروها ﴾ عَقَرَها " قَدَّار "، وأسند العقر إلى جميعهم ؛ لأنهم راضون به. رُوي أن عاقرها قال : لا أعقرها حتى ترضوا أجمعين. وكانوا يدخلون على المرأة في خدرها، فيقولون : أترضين بعقر الناقة ؟ فتقول : نعم، وكذلك صبيانهم، ﴿ فأصبحوا نادمين ﴾ على عقرها ؛ خوفاً من نزول العذاب بهم، لا ندم توبة ؛ لأنهم طلبوا صالحاً ليقتلوه لَمَّا أيقنوا بالعذاب، وندموا حين لا ينفع الندم، وذلك حين مُعَايَنَةِ العذاب.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
﴿ فأخذهم العذابُ ﴾ أي : صيحة جبريل، فتقطعت قلوبهم، ﴿ فأصبحوا في ديارهم جاثمين ﴾ : ميتين، صغيرهم وكبيرهم، ﴿ إنّ في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾. رُوي أنه أسلم منهم ألفان وثلاثمائة رجل وامرأة. وقيل : كانوا أربعة آلاف، وقال كعب : كان قوم صالح اثني عشر ألفاً، من سوى النساء والذرية. ولقد كان قوم عاد مثلهم ست مرات. قاله القرطبي : قيل : في نفي الإيمان عن أكثرهم إيماءٌ إلى أنه لو آمن أكثرهم أو : شطرهم لما أُخذوا بالعذاب، وأن قريشاً إنما عُصموا من تعجيل العذاب ببركة من آمن منهم. وعلى أن ( كان ) زائدةٌ يكون الضمير لقريش، كما تقدم. ﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥٨:﴿ فأخذهم العذابُ ﴾ أي : صيحة جبريل، فتقطعت قلوبهم، ﴿ فأصبحوا في ديارهم جاثمين ﴾ : ميتين، صغيرهم وكبيرهم، ﴿ إنّ في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾. رُوي أنه أسلم منهم ألفان وثلاثمائة رجل وامرأة. وقيل : كانوا أربعة آلاف، وقال كعب : كان قوم صالح اثني عشر ألفاً، من سوى النساء والذرية. ولقد كان قوم عاد مثلهم ست مرات. قاله القرطبي : قيل : في نفي الإيمان عن أكثرهم إيماءٌ إلى أنه لو آمن أكثرهم أو : شطرهم لما أُخذوا بالعذاب، وأن قريشاً إنما عُصموا من تعجيل العذاب ببركة من آمن منهم. وعلى أن ( كان ) زائدةٌ يكون الضمير لقريش، كما تقدم. ﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : قوله :﴿ أَتُتركون فيما ها هنا آمنين ﴾ ؛ أنكر عليهم ركونهم إلى الدنيا وزخارفها الغرارة، واطمئنانهم إليها، وهو غرور وحمق ؛ إذ الدنيا كسحابة الصيف، تظل ساعة ثم ترتحل، فالدنيا عرض حائل، وظل آفل، فالكيِّس من أعرض عنها، وتوجه بكليته إلى مولاه، صبر قليلاً وربح كثيراً، والأحمق من وقع في شبكتها، حتى اختطفته منيته، وفي الحديث :" الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لا دَارَ لَهُ، ومالُ من لا مَالَ له، لَهَا يجمعُ من لا عقل له، وعليها يُعادي من لا علم عنده ".
ثم ذكر قصة لوط عليه السلام فقال :
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِينَ ﴾ * ﴿ رَبِّ نَّجِنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ * ﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴾ * ﴿ إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ ﴾ * ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ ﴾ * ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ. . . ﴾ إلخ، وهو ظاهر، ثم قال ﴿ أتأتون الذُّكْرَان من العالمين ﴾، أراد بالعالمين : الناس، أي : أتطؤون الناس مع كثرة الإناث، أو : أتطؤون أنتم من بين سائر العالمين الذكران، وتختصون بهذه الفاحشة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٠:ثم ذكر قصة لوط عليه السلام فقال :
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِينَ ﴾ * ﴿ رَبِّ نَّجِنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ * ﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴾ * ﴿ إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ ﴾ * ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ ﴾ * ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ... ﴾ إلخ، وهو ظاهر، ثم قال ﴿ أتأتون الذُّكْرَان من العالمين ﴾، أراد بالعالمين : الناس، أي : أتطؤون الناس مع كثرة الإناث، أو : أتطؤون أنتم من بين سائر العالمين الذكران، وتختصون بهذه الفاحشة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٠:ثم ذكر قصة لوط عليه السلام فقال :
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِينَ ﴾ * ﴿ رَبِّ نَّجِنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ * ﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴾ * ﴿ إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ ﴾ * ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ ﴾ * ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ... ﴾ إلخ، وهو ظاهر، ثم قال ﴿ أتأتون الذُّكْرَان من العالمين ﴾، أراد بالعالمين : الناس، أي : أتطؤون الناس مع كثرة الإناث، أو : أتطؤون أنتم من بين سائر العالمين الذكران، وتختصون بهذه الفاحشة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٠:ثم ذكر قصة لوط عليه السلام فقال :
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِينَ ﴾ * ﴿ رَبِّ نَّجِنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ * ﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴾ * ﴿ إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ ﴾ * ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ ﴾ * ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ... ﴾ إلخ، وهو ظاهر، ثم قال ﴿ أتأتون الذُّكْرَان من العالمين ﴾، أراد بالعالمين : الناس، أي : أتطؤون الناس مع كثرة الإناث، أو : أتطؤون أنتم من بين سائر العالمين الذكران، وتختصون بهذه الفاحشة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٠:ثم ذكر قصة لوط عليه السلام فقال :
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِينَ ﴾ * ﴿ رَبِّ نَّجِنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ * ﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴾ * ﴿ إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ ﴾ * ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ ﴾ * ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ... ﴾ إلخ، وهو ظاهر، ثم قال ﴿ أتأتون الذُّكْرَان من العالمين ﴾، أراد بالعالمين : الناس، أي : أتطؤون الناس مع كثرة الإناث، أو : أتطؤون أنتم من بين سائر العالمين الذكران، وتختصون بهذه الفاحشة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٠:ثم ذكر قصة لوط عليه السلام فقال :
﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ الْقَالِينَ ﴾ * ﴿ رَبِّ نَّجِنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ * ﴿ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴾ * ﴿ إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ ﴾ * ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ ﴾ * ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ... ﴾ إلخ، وهو ظاهر، ثم قال ﴿ أتأتون الذُّكْرَان من العالمين ﴾، أراد بالعالمين : الناس، أي : أتطؤون الناس مع كثرة الإناث، أو : أتطؤون أنتم من بين سائر العالمين الذكران، وتختصون بهذه الفاحشة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
﴿ وتذرُون ما خلقَ لكم ربكم ﴾ من الإناث : أو : ما خلق لكم ؛ لأجل استمتاعكم من الفروج، ﴿ مِن أزواجكم ﴾، فَمِنْ للبيان، إن أريد ب " ما " : جنس الإناث، وهو الظاهر، وللتبعيض، إن أريد بها العضو المباح منهن، تعريضاً بأنهم يفعلون ذلك بنسائهم أيضاً، وفيه دليل تحريم أدبار الزوجات والمملوكات، ومن أجاز ذلك قد أخطأ خطأ عظيماً. ﴿ بل أنتم قومٌ عَادُون ﴾ أي : متعدون. والعادي : المتعدي في ظُلْمِهِ، المتجاوز فيه الحد، أي : أنتم قوم أحقَّاء بأن توصفوا بالعدوان ؛ حيث ارتكبتم مثل هذه العظيمة، التي لم يرتكبها أحد قبلكم، ولو من الحيوانات البهيمية.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
﴿ قالوا لئن لم تنتهِ يا لوطُ ﴾ عن إنكارك علينا وتقبيح أمرنا ﴿ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴾ من بلدنا، أي : من جملة من أخرجناه من بين أظهرنا، وطردناه من بلدنا. ولعلهم كانوا يُخرجون من أخرجوه على أسوأ حال.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
﴿ قال إني لِعَمَلِكُم من القَالين ﴾ ؛ من المبغضين غاية البغض، كأنه يقلي الفؤاد والكبد من شدته. والقِلَى : أَشَدُّ البغض، وهو أبلغ من أن يقول : لعملكم قالٍ، فقولك : فلان من العلماء، أبلغ من قولك : فلان عالم ؛ لأنك تشهد بأنه مساهم لهم في العلم. وفي الآية دليل على قبح معصية اللواط ؛ ولذلك أفتى مالك بقتل فاعلها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
ثم قال :﴿ رَبِّ نَجّنِي وأهلي مما يعملون ﴾ ؛ من عقوبة عملهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
﴿ فنجَّيناه وأهله أجمعين ﴾ يعني : بناته، ومن آمن معه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
﴿ إلا عجوزاً ﴾ هي امرأته، وكانت راضية بذلك، والراضي بالمعصية في حكم العاصي، ولو لم يحضر. واستثناؤها من الأهل ؛ لأنها داخلة فيه - ولو لم تكن مؤمنة - ؛ لاشتراكها في الأهلية بحق الزواج. بقيت ﴿ في الغابرين ﴾ ؛ في الباقين في العذاب، وهي صفة لها. والغابر في اللغة : الباقي، كأنه قيل : إلا عجوزاً غابرة، أي : مُقَدَّراً غبورها ؛ إذ الغبور لم يكن صفتها وقت نجاتهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
﴿ ثم دمَّرنا الآخَرِين ﴾ أي : أهلكناهم أشد إهلاك وأفظعه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
﴿ وأمطرنا عليهم مطراً ﴾ أي : مطراً غير معهود. وعن قتادة : أمطر الله على شُذّاذ القوم، أي : الخارجين عن البلد - حجارة من السماء فأهلكهم، وقلب المدينة بمن فيها. وقيل : لم يرض بالقلب فقط حتى أتبعهم مطراً من حجارة، ﴿ فساءَ مطرُ المنذَرين ﴾ أي : قَبُحَ مَطَرُ المنذرين مطرهم، فالمخصوص محذوف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
﴿ إن في ذلك لآيةً وما كان أكثرُهم مؤمنين ﴾، بل لم يؤمن به إلا بناته وناس قليلون. أو : ما كان أكثر قريش بمؤمنين بهذا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
﴿ وإِن ربَّك لهو العزيز ﴾ الغالب، ﴿ الرحيم ﴾ ؛ حيث لم يُعاجل بالعقوبة لمن استحقها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : من شناعة هذه المعصية حذر الصوفية من مخالطة الشبان، وكذلك النساء.
وما أُولِعَ فقيرٌ بمخالطتهما فأفلح أبداً، إن سلم من الفاحشة اتُّهِمَ بها، ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر أن يقف مواقف التهم. والنظر إلى محاسن النساء والشبان فتنة، وهي كالعقارب، الصغيرة تلدغ، والكبيرة تلدغ، فالسلامة البُعد عن ساحتهن، إلا على وجهٍ أباحته الشريعة، كالتعليم أو التذكير، مع غَضِّ البصر، أو حجابٍ بينه وبينهن، وبالله التوفيق.
ثم ذكر قصة شعيب – عليه السلام – فقال :
﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَوْفُواْ الْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ الْمُخْسِرِينَ ﴾ * ﴿ وَزِنُواْ بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ﴾ * ﴿ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ * ﴿ وَاتَّقُواْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ * ﴿ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَآءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ * ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ وهي : الغيضة التي تنبت الشجر، والمراد بها : غيضة بقرب مدين، يسكنها طائفة منهم، وكانوا ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام، وكان أجنبياً منهم، ولذلك قيل :﴿ إذ قال لهم شُعيبٌ ﴾ ولم يقل : أخوهم، بخلاف مدين، فإنه منهم، ولذلك قال :﴿ أَخَاهُمْ شُعَيْباً ﴾ [ الأعراف : ٨٥ وهود : ٨٤ والعنكبوت : ٣٦ ] وقيل : الأيكة : الشجر الملتف، وكان شجرهم المقل، وهو الدوم. قال قتادة : بعث الله شعيباً إلى أمتين ؛ أصحاب الأيكة وأصحاب مدين. فأهلك الله أصحابَ الأيكة بالظُلة، وأما أهل مدين فصاح بهم جبريل صيحة فهلكوا. وقرئ :" لَيْكَةِ " ؛ بحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على اللام، وإنما كتبت هنا وفي " ص " باللام ؛ اتباعاً للفظ.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٦:ثم ذكر قصة شعيب – عليه السلام – فقال :
﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ * ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ * ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ * ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ أَوْفُواْ الْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ الْمُخْسِرِينَ ﴾ * ﴿ وَزِنُواْ بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ﴾ * ﴿ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ * ﴿ وَاتَّقُواْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ ﴾ * ﴿ قَالُواْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ * ﴿ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَآءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ * ﴿ قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ * ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ * ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ وهي : الغيضة التي تنبت الشجر، والمراد بها : غيضة بقرب مدين، يسكنها طائفة منهم، وكانوا ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام، وكان أجنبياً منهم، ولذلك قيل :﴿ إذ قال لهم شُعيبٌ ﴾ ولم يقل : أخوهم، بخلاف مدين، فإنه منهم، ولذلك قال :﴿ أَخَاهُمْ شُعَيْباً ﴾ [ الأعراف : ٨٥ وهود : ٨٤ والعنكبوت : ٣٦ ] وقيل : الأيكة : الشجر الملتف، وكان شجرهم المقل، وهو الدوم. قال قتادة : بعث الله شعيباً إلى أمتين ؛ أصحاب الأيكة وأصحاب مدين. فأهلك الله أصحابَ الأيكة بالظُلة، وأما أهل مدين فصاح بهم جبريل صيحة فهلكوا. وقرئ :" لَيْكَةِ " ؛ بحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على اللام، وإنما كتبت هنا وفي " ص " باللام ؛ اتباعاً للفظ.
﴿ إِذْ قَالَ لهم شُعيبٌ أَلا تَتَّقُون ﴾ الله، فتوحدوه ولا تُطففوا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
﴿ إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه ﴾ أي : التبليغ ؛ ﴿ من أجرٍ إنْ أجريَ إلا على رب العالمين، أوْفُوا الكَيْلَ ﴾ أي : أتموه ﴿ ولا تكونوا من المخْسِرين ﴾ أي : حقوق الناس بالتطفيف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٨:﴿ إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه ﴾ أي : التبليغ ؛ ﴿ من أجرٍ إنْ أجريَ إلا على رب العالمين، أوْفُوا الكَيْلَ ﴾ أي : أتموه ﴿ ولا تكونوا من المخْسِرين ﴾ أي : حقوق الناس بالتطفيف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٨:﴿ إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه ﴾ أي : التبليغ ؛ ﴿ من أجرٍ إنْ أجريَ إلا على رب العالمين، أوْفُوا الكَيْلَ ﴾ أي : أتموه ﴿ ولا تكونوا من المخْسِرين ﴾ أي : حقوق الناس بالتطفيف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٨:﴿ إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه ﴾ أي : التبليغ ؛ ﴿ من أجرٍ إنْ أجريَ إلا على رب العالمين، أوْفُوا الكَيْلَ ﴾ أي : أتموه ﴿ ولا تكونوا من المخْسِرين ﴾ أي : حقوق الناس بالتطفيف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
﴿ وزِنُوا ﴾ أشياءكم التي تبيعونها ﴿ بالقِسْطَاسِ المستقيم ﴾ السوي. والقسطاس - بضم القاف وكسرها : الميزان، فإن كان من القسط - وهو العدل، وجعلت العين مكررة - فوزنه : فُعْلاَس، وإلا فهو رباعي، ووزنه : فُعْلاَلٌ. وقيل : عجمي.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
﴿ ولا تبخسوا الناس أشياءَهم ﴾ أي : لا تنقصوا شيئاً من حقوقهم، أيّ حق كان، يقال : بخسه حقه : إذا انتقصه. وقيل : نهاهم عن نقص الدراهم والدنانير بقطع أطرافها. فالكيل على ثلاثة أقسام : واف، وزائد وناقص. فأمر الحق تعالى بالوافي، ونهى عن الناقص، وسكت عن الزائد، فَتَرْكُهُ دَليلٌ على أنه إن فعله كان أحسن، وإن تركه فلا عليه. ﴿ ولا تَعْثَوا في الأرض مفسدين ﴾ ؛ ولا تبالغوا فيها بالإفساد، وذلك نحو قطع الطريق، والغارة، وإهلاك الزروع. وكانوا يفعلون ذلك فنهُوا عنه، يقال : عَثِيَ كفرح، وعثا يعثو، كنصر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
﴿ واتقوا الذي خلقكم و ﴾ خلق ﴿ الجِبلّة الأولين ﴾ أي : الخلق الماضين، وهم من تقدمهم من الأمم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
﴿ قالوا إنما أنتَ من المسحَّرِين وما أنت إلا بشرٌ مثلنا ﴾، أدخل الواو بين الجملتين هنا ؛ لدلالةٍ على أن كلا من التسحير والبشرية مناف للرسالة ؛ مبالغة في التكذيب، فتكذيبهم أقبح من ثمود، حيث تركه فدل على معنى واحد، وهو كونه مسحوراً، وقرره بكونه بشراً. ثم قالوا :﴿ وإنْ نظنك ﴾ " إن " : مخففة، أي : وإنه، أي : الأمر والشأن لنظنك ﴿ لمن الكاذبين ﴾ فيما تدعيه من النبوة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
﴿ قالوا إنما أنتَ من المسحَّرِين وما أنت إلا بشرٌ مثلنا ﴾، أدخل الواو بين الجملتين هنا ؛ لدلالةٍ على أن كلا من التسحير والبشرية مناف للرسالة ؛ مبالغة في التكذيب، فتكذيبهم أقبح من ثمود، حيث تركه فدل على معنى واحد، وهو كونه مسحوراً، وقرره بكونه بشراً. ثم قالوا :﴿ وإنْ نظنك ﴾ " إن " : مخففة، أي : وإنه، أي : الأمر والشأن لنظنك ﴿ لمن الكاذبين ﴾ فيما تدعيه من النبوة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
ثم استعجلوا العذاب بقولهم :﴿ فَأَسْقِطْ علينا كِسفاً من السماء ﴾ أي : قطعاً، جمع كِسْفة، وقرئ بالسكون. أي : جُزءاً منه، والمراد بالسماء : إما السحاب، أو : السماء المظلة، ﴿ إن كنت من الصادقين ﴾ في دعواك الرسالة، ولم يكن طلبهم ذلك إلا لتصميمهم على الجحود والتكذيب، وإلا لما أخطروه ببالهم فضلاً عن أن يطلبوه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
﴿ قال ﴾ شعيب عليه السلام :﴿ ربي أعلمُ بما تعملون ﴾ من الكفر والمعاصي، وبما تستحقونه من العذاب، فينزله عليكم في وقته المقدر له لا محالة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
﴿ فكذّبوه ﴾ أي : فتمادوا على تكذيبه، وأَصروا عليه ﴿ فأخذهم عذابُ يومِ الظُّلَّة ﴾ حسبما اقترحوه. وذلك بأن سلط عليهم الحر سبعة أيام بلياليها، فأخذ بأنفاسهم، فلم ينفعهم ظل ولا ماء ولا شرب، فاضطروا إلى أن خرجوا إلى البرية، فأظلتهم سحابة، وجدوا فيها برداً ونسيماً، فاجتمعوا تحتها، فأمطرت عليهم ناراً فاحترقوا جميعاً. وقيل : رفع لهم جبل، فاجتمعوا تحته، فوقع عليهم، وهو الظلة. وقيل : لما ساروا إلى السحابة صيح بهم فهلكوا. ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يومٍ عظيمٍ ﴾ أي : في الشدة والهول، وفظاعة ما وقع فيه من الطامة والداهية التامة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
﴿ إن في ذلك لآيةً وما كان أَكْثرُهُمْ مؤمنين ﴾ قيل : آمن بشعيب من القِسْمَيْنِ - مدين والأيكة - تسعمائة إنسان، أو : وما أكثر قريش بمؤمنين بهذا، ﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
هذا آخر القصص السبع التي أُوحيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لصرفه - عليه الصلاة والسلام - عن الحرص على إسلام قومه ودفع تحسر فواته، تحقيقاً لمضمون ما مر في مطلع السورة الكريمة من قوله :﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ. . . ﴾ [ الشعراء : ٣ ]. إلخ، ﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَانِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ ( ٥ ) فَقَدْ كَذَّبُواْ ﴾ [ الشعراء : ٥، ٦ ] الآية، فإن كل واحدة من هذه القصص ذكر متجدد النزول، قد أتاهم من جهته تعالى، بموجب رحمته الواسعة.
﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ بعد ما سمعوها على التفصيل، قِصَّةً بعد قصةٍ، ليتدبروا فيها، ويعتبروا بما في كل واحدة من الدواعي إلى الإيمان، والزجر عن الكفر والطغيان، وبأن يتأملوا في شأن الآيات الكريمة، الناطقة بتلك القصص، على ما هي عليه، مع علمهم بأنه - عليه الصلاة والسلام - لم يسمع شيئاً من ذلك من أحدٍ أصلاً، فلم يفعلوا شيئاً من ذلك واستمروا على ما كانوا عليه من الكفر والضلال. وبالله التوفيق.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩٠:﴿ إن في ذلك لآيةً وما كان أَكْثرُهُمْ مؤمنين ﴾ قيل : آمن بشعيب من القِسْمَيْنِ - مدين والأيكة - تسعمائة إنسان، أو : وما أكثر قريش بمؤمنين بهذا، ﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
هذا آخر القصص السبع التي أُوحيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لصرفه - عليه الصلاة والسلام - عن الحرص على إسلام قومه ودفع تحسر فواته، تحقيقاً لمضمون ما مر في مطلع السورة الكريمة من قوله :﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ... ﴾ [ الشعراء : ٣ ]. إلخ، ﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَانِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ ( ٥ ) فَقَدْ كَذَّبُواْ ﴾ [ الشعراء : ٥، ٦ ] الآية، فإن كل واحدة من هذه القصص ذكر متجدد النزول، قد أتاهم من جهته تعالى، بموجب رحمته الواسعة.
﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ بعد ما سمعوها على التفصيل، قِصَّةً بعد قصةٍ، ليتدبروا فيها، ويعتبروا بما في كل واحدة من الدواعي إلى الإيمان، والزجر عن الكفر والطغيان، وبأن يتأملوا في شأن الآيات الكريمة، الناطقة بتلك القصص، على ما هي عليه، مع علمهم بأنه - عليه الصلاة والسلام - لم يسمع شيئاً من ذلك من أحدٍ أصلاً، فلم يفعلوا شيئاً من ذلك واستمروا على ما كانوا عليه من الكفر والضلال. وبالله التوفيق.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : كما أمر الله تعالى بوفاء المكيال، أمر بالوفاء في الأعمال، ووفاؤها : إتقانها وإخلاصها، وتخليصها من شوائب النقص، في الظاهر والباطن. وكما أمر بالعدل في الميزان الحسي بقوله :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، أمر بالعدل في الميزان المعنوي، وهو وزن الخواطر بالقسطاس الشرعي، فكل خاطر يخطر بالقلب يريد أن يفعله أو يتكلم به، لا يُخرجه، حتى يزنه بميزان الشرع، فإن كان فيه نفع أخرجه كما كان، أو غيَّره، وإن كان فيه ضررٌ بادَرَ إلى محوه من قلبه، قبل أن يصير هماً أو عزماً، فيعسر رده. وبالله التوفيق.
ثم ذكر شواهد حقية القرآن، فقال :
﴿ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ * ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ﴾ * ﴿ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ * ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾ * ﴿ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ ﴾ * ﴿ أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيا إِسْرَائِيلَ ﴾ * ﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ ﴾ * ﴿ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ * ﴿ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ﴾ * ﴿ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ * ﴿ فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ وإنه ﴾ أي : القرآن المشتمل على القصص المتقدمة، وكأنه تعالى عاد إلى ما افتتح به السورة من إعراض المشركين عما يأتيهم من الذكر، ليتناسب المفتتح والمختتم، أي : وإن القرآن الكريم ﴿ لتنزيلُ ربِّ العالمين ﴾ أي : منزل من جهته. ووصفه تعالى بربوبية العالمين ؛ للإيذان بأن تنزيله من أحكام ربوبيته للعالمين ورأفته للكل.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
﴿ نَزَلَ به ﴾ أي : أنزله ﴿ الروحُ الأمين ﴾ أي : جبريل عليه السلام، لأنه أمين على الوحي الذي فيه روح القلوب، ومن قرأ بالتشديد : فالفاعل هو الله، والروح : مفعول به، أي : جعل الله تعالى الروح الأمين نازلاً به. والباء للتعدية.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
نزل به ﴿ على قلبك ﴾، أي : حفظك وفهمك إياه، وأثبته في قلبك إثبات ما لا يُنْسَى، كقوله :﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى ﴾ [ الأعلى : ٦ ].
﴿ لتكونَ من المُنْذرِين ﴾ بما فيه من العقوبات الهائلة والمواعظ الزاجرة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
﴿ بلسان عربي ﴾ ؛ بلغة قريش وجُرْهُم، فصيح بليغ، والباء : إما متعلق بمنذرين، أي : لتكون من الذين أَنْذَرُوا بهذا اللسان ؛ وهم هود وصالح وشعيب وإسماعيل عليهم السلام أو : بنزل، أي : نزله بلسان عربي ؛ لتُنذر به، لأنه لو نزل بلسان أعجمي لتجافوا عنه، ولقالوا : ما نصنع بما لا نفهمه ؟ فيتعذر الإنذار به. وهذا أحسن لعمومه ؛ أي : لتكون من جملة من أنذر قبلك، كنوح وإبراهيم وموسى، وغيرهم من الرسل، عربيين أو عجمين، وأشد الزواجر تأثيراً في قلوب المشركين : ما أنذره إبراهيم ؛ لانتمائهم إليه، وادعائهم أنهم على ملته.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
﴿ وإنه ﴾ أي : القرآن ﴿ لفي زُبُرِ الأَوَّلِينَ ﴾ يعني : أنه مذكور في سائر الكتب السماوية. وقيل : ثبت فيها معناه، فإن أحكامه التي لا تحتمل النسخ والتبديل، بحسب تبدل الأعصار، من التوحيد وسائر ما يتعلق بالذات والصفات مسطورة فيها، وكذا ما في تضاعيفه من المواعظ والقصص. قال النسفي : وفيه دليل على أن القرآن إذا ترجم عنه بغير العربية بقي قرآناً، ففيه دليل على جواز قراءة القرآن بالفارسية في الصلاة. ه. وهو حنفي المذهب، وأما مذهب مالك : فلا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
قلت :" آية " خبر " كان "، و " أَنْ يعلمه " : اسمها، ومن قرأ " آية " ؛ بالرفع ؛ فآية اسمها، و﴿ أن. . . ﴾ إلخ : خبر أو " كان " : تامة، و " آية " : فاعل، و " أن يعلمه " : بدل منه.
﴿ أوَ لمْ يكن لهم آيةً ﴾ أي : أغفلوا ولم يكن لهم آية دالة على أنه تنزيل رب العالمين حقاً، ﴿ أن يعلمه علماءُ بني إسرائيل ﴾، كعبد الله بن سلام، وغيره، لوجود ذكره في التوراة. قال تعالى :﴿ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُواْ آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴾ [ القصص : ٥٣ ]. والمعنى : أَوَ لَمْ يكفهم دليلاً على كون القرآن من عند الله علم أَحْبَارِ بني إسرائيل به، ومعرفتهم له، كما يعرفون أبناءهم ؛ لموافقته لما عندهم في كثير من القصص والأخبار، حتى إن سورة يوسف مذكورة في التوراة بمعنى واحد، وترتيب واحد، وما اختلف مع القرآن فيها إلا في كلمة واحدة :" وجاؤوا على قميصه بدم كذب "، عندهم في التوراة : وجاؤوا على قميصه بدم جدي. وكذا سورة طه : جُلهَا في التوراة. وقد تقدم الحديث :" أوتيت طه والطواسين والحواميم من ألواح موسى ". وقد فسر بعض علماء هذه الأمة القرآن العظيم كله بالكتب المتقدمة، ينقل في كل آية ما يوافقها من الكتب السماوية.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
ثم قال تعالى :﴿ ولو نزَّلناه على بعض الأَعْجَمِينَ ﴾ أي : ولو نزلناه كما هو بنظمه الرائق على بعض من لا يفهم العربية، ولا يقدر على التكلم بها.
والأعجمين : جمع الأعجمي، فإن أفعل، إذا كان للتفضيل، يجمع جمع سلامة إذا لم يكن معناه للتفضيل كأحمر، وأصل الأعجمين : الأعجمين، فحذفت ياؤه، وقيل : جمع أعجم، فلا حذف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
﴿ فقرأه عليهم ﴾ قراءة صحيحة، خارقة للعادة، ﴿ ما كانوا به مؤمنين ﴾ مع انضمام إعجاز القراءة إلى إعجاز المقروء ؛ لفرط عنادهم، وشدة شكيمتهم، قال النسفي : والمعنى : إنّا أنزلنا هذا القرآن على رجل عربيٍّ مبين، ففهموه، وعرفوا فصاحته وأنّه معجز، وانضم إلى ذلك اتفاق علماء أهل الكتاب قبله على البشارة بإنزاله، وصفته في كتبهم، وقد تضمّنت معانيه وقصصه، وصح بذلك أنها من عند الله، وليست بأساطير كما زعموا، فلم يؤمنوا به، وسمّوه شعراً تارة، وسحراً أخرى. ولو نزلناه على بعض الأعاجم، الذي لا يحسن العربية، فضلاً أن يقدر على نظم مثله، ﴿ فقرأه عليهم ﴾ هكذا معجزاً، لكفروا به، ولتمحلوا لجحودهم عذراً، ولسموه : سحراً. ه.
والأعجمين : جمع الأعجمي، فإن أفعل، إذا كان للتفضيل، يجمع جمع سلامة إذا لم يكن معناه للتفضيل كأحمر، وأصل الأعجمين : الأعجمين، فحذفت ياؤه، وقيل : جمع أعجم، فلا حذف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
﴿ كذلك سَلَكْنَاه ﴾ أي : أدخلنا التكذيب والكفر، وهو مدلول قوله :﴿ ما كانوا به مؤمنين ﴾، ﴿ في قلوب المجرمين ﴾ : الكافرين الذين علمنا منهم اختيار الكفر والإصرار عليه. يعني : مثل هذا السَّلْكِ الغريب سلكناه في قلوبهم وقررناه فيها، فلا سبيل إلى أن يتغيروا عما هم عليه، من التكذيب والإصرار عليه، وهو حجتنا على المعتزلة في خلق أفعال العباد ؛ خيرها وشرها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
وقوله :﴿ لا يؤمنون ﴾ توضيح وتقرير لما قبله. ويجوز أن يكون حالاً، أي : سلكناه فيها غير مؤمنين به، أو : مثل ذلك السلك البديع سلكناه، أي : أدخلنا القرآن في قلوب المجرمين، ففهموا معانيه، وعرفوا فصاحته وبلاغته، وأنه خارج عن القوة البشرية، من حَيْثُ النَّظْم المعجز والأخبار الغيبية. وقد انضم إليه اتفاق علماء أهل الكتاب على اتفاقه لما في أيديهم من الكتب السماوية. ومع ذلك ﴿ لا يؤمنون به ﴾، ولا يتأثرون بأمثال تلك الأمور الداعية إلى الإيمان، بل يستمرون على ما هم عليه، ﴿ حتى يَرَوُا العذابَ الأليم ﴾ الملجئ إلى الإيمان، حين لا ينفعهم الإيمان.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
﴿ فيأتيهم بَغْتَةً ﴾ ؛ فجأة في الدنيا والآخرة ﴿ وهم لا يشعرون ﴾ بإتيانه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
﴿ فيقولون هل نحن مُنْظَرُون ﴾ ؛ مُؤَخَّرُون ساعة. قالوه تَحَسُّراً على ما فات من الإيمان، وتمنياً للإمهال ؛ لتلافي ما فرضوه. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : إذا تطهر القلب من الأكدار والأغيار، وملئ بالمعارف والأسرار، كان مَهْبِطاً لوحي الإلهام ووحي الإعلام، ومحلاً لتنزل الملائكة الكرام، إذ كل ما أعطى للرسول كان لوارثه الحقيق منه شِرْبٌ ونصيب ؛ ليكون من الواعظين بلسان عربي مبين، يُفصح عن جواهر الحقائق، ويواقيت العلوم، وما ينطق به من العلوم يكون موافقاً لما في زُبُر الأولين، وإن كان أمياً ؛ لأن علوم الأذواق لا تختلف. أو لم يكن لهم آية على ولايته أن يعلمه علماء أهل فنه من المحققين.
وقال الورتجبي على هذه الآية : أخبر الله سبحانه أن قلب محمد صلى الله عليه وسلم محل نزول كلامه الأزلي ؛ لأنه مصفى من جميع الحدثان، بتجلي مشاهدة الرحمان، فكان قلبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ صَدَف لآلِئَ خطابِ الحق، يسْبَح في بحار الكرم، فيتلقف كلام الحق من الحق بلا واسطة، وذلك سر عجيب وعلم غريب ؛ لأنه يجمع كلام الحق وما اتصل به، وكلامه لم ينفصل عنه، وكيف تفارق الصفات الذات، لكن أبقى في قلبه ظاهره وعلمه وسره، فجبريل ـ عليه السلام ـ في البين : واسطة لجهة الحرمة، وذكر ذلك بقوله :﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك... ﴾ ؛ لأن القلب معدن الإلهام والوحي والكلام والرؤية والعرفان، به يحفظ الكلام. وفائدة ذلك : الإعلام بسر وجود الإنسان، وأنه ليس شيء يليق بالخطاب ونزول الأنباء إلا قلبه، وكل قلب مسدود بعوارض البشرية لا يسمع خطاب الحق، ولا يرى جمال الحق. قال أبو بكر بن طاهر : ما أنزله على جبريل جعله محلاً للإنذار، لا التحقيق، والحقيقة هو ما تلقفه من الحق، فلم يخبر عنه، ولم يشرف عليه خلق من الجن والإنس والملائكة ؛ لأنه ما أطاق ذلك أحد سواه. وما أنزل جبريل جعله للخلق، فقال :﴿ لتكون من المنذرين ﴾ بما نزل به جبريل على قلبك المتحقق، فإنك متحقق بما كافحناك به، وخاطبناك على مقامٍ لو شاهدك فيه جبريل لاحترق. هـ. على تصحيف في النسخة. وبالله التوفيق.
ثم هددهم بنزول العذاب، فقال :
﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ﴾ * ﴿ أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ﴾ * ﴿ ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ ﴾ * ﴿ مَآ أَغْنَى عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ ﴾ * ﴿ وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ ﴾ * ﴿ ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾
يقول الحق جل جلاله : توبيخاً لمن اقترح نزول العذاب، كقولهم :﴿ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [ الأنفال : ٣٢ ] ﴿ أفبعذابنا يستعجلون ﴾ مع كونهم لا يطيقونه إذا نزل بهم ؟ وتقديم الجار ؛ للإيذان بأن مصب الإنكار والتوبيخ هو كون المُسْتَعْجَلِ به عذابَه، مع ما فيه من رعاية الفواصل.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : يقول الحق جل جلاله، في جانب أهل البطالة والغفلة : أفرأيت إن متعناهم سنين بالأموال والنساء والبنين، فاشتغلوا بجمع الأموال والدثور، وبناء الغرف وتشييد القصور، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون من الموت، والرحيل من الأوطان، ومفارقة الأحباب والعشائر والإخوان، أيُّ شيء أغنى عنهم ما كانوا يتمتعون به، من لذيذ المآكل والمشارب، ومفاخر الملابس والمراكب، هيهات هيهات، قد انقطعت اللذات، وفنيت الشهوات، وما بقي إلا الحسرات، فتأمل أيها العبد فيما مضى من عمرك، فما بقي في يدك منه إلا ما كان في طاعة مولاك، من ذكرٍ، أو تلاوةٍ، أو صلاةٍ، أو صيام، أو علم نافع، أو تعليم، أو فكرة، أو شهود، وما سوى ذلك بطالة وخسران، فالوقت الذي تصرفه في طاعة مولاك ذخائره موجودة، وكنوزه مَذْخُورة، والوقت الذي تصرفه في هوى نفسك ضائع، تجد حسرته يوم القيامة، ففي الحديث :
" ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مضت لهم، لم يذكروا الله تعالى فيها " قال يحيى بن معاذ : أشد الناس عذاباً يوم القيامة من اغتر بحياته والْتَذَّ بمراداته، وسكن إلى مألوفاته، والله تعالى يقول :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين... ﴾ الآية. وعن ميمون بن مهران : أنه لقي الحسن في الطواف، وكان يتمنى لقاءه، فقال له : عِظني، فلم يزده على تلاوة هذه الآية، فقال : لقد وَعظت فأبلغت. وعن عمر بن العزيز رضي الله عنه : أنه كان يقرؤها عند جلوسه ليحكم بين الناس. هـ. وبالله التوفيق.
﴿ أفرأيتَ ﴾ أي : أخبرني. ولما كانت الرؤية من أقوى أسباب الإخبار بالشيء وأشهرها شاع استعمال " أرأيت " في معنى أخبرني. والخطاب لكل من يسمع، أي : أخبرني أيها السامع :﴿ إن متعناهم ﴾ ؛ إن متعنا هؤلاء الكفرة ﴿ سنينَ ﴾ متطاولة بطول الأعمار وطيب المعاش.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : يقول الحق جل جلاله، في جانب أهل البطالة والغفلة : أفرأيت إن متعناهم سنين بالأموال والنساء والبنين، فاشتغلوا بجمع الأموال والدثور، وبناء الغرف وتشييد القصور، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون من الموت، والرحيل من الأوطان، ومفارقة الأحباب والعشائر والإخوان، أيُّ شيء أغنى عنهم ما كانوا يتمتعون به، من لذيذ المآكل والمشارب، ومفاخر الملابس والمراكب، هيهات هيهات، قد انقطعت اللذات، وفنيت الشهوات، وما بقي إلا الحسرات، فتأمل أيها العبد فيما مضى من عمرك، فما بقي في يدك منه إلا ما كان في طاعة مولاك، من ذكرٍ، أو تلاوةٍ، أو صلاةٍ، أو صيام، أو علم نافع، أو تعليم، أو فكرة، أو شهود، وما سوى ذلك بطالة وخسران، فالوقت الذي تصرفه في طاعة مولاك ذخائره موجودة، وكنوزه مَذْخُورة، والوقت الذي تصرفه في هوى نفسك ضائع، تجد حسرته يوم القيامة، ففي الحديث :
" ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مضت لهم، لم يذكروا الله تعالى فيها " قال يحيى بن معاذ : أشد الناس عذاباً يوم القيامة من اغتر بحياته والْتَذَّ بمراداته، وسكن إلى مألوفاته، والله تعالى يقول :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين... ﴾ الآية. وعن ميمون بن مهران : أنه لقي الحسن في الطواف، وكان يتمنى لقاءه، فقال له : عِظني، فلم يزده على تلاوة هذه الآية، فقال : لقد وَعظت فأبلغت. وعن عمر بن العزيز رضي الله عنه : أنه كان يقرؤها عند جلوسه ليحكم بين الناس. هـ. وبالله التوفيق.
﴿ ثم جاءهم ما كانوا يُوعدون ﴾ من العذاب.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : يقول الحق جل جلاله، في جانب أهل البطالة والغفلة : أفرأيت إن متعناهم سنين بالأموال والنساء والبنين، فاشتغلوا بجمع الأموال والدثور، وبناء الغرف وتشييد القصور، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون من الموت، والرحيل من الأوطان، ومفارقة الأحباب والعشائر والإخوان، أيُّ شيء أغنى عنهم ما كانوا يتمتعون به، من لذيذ المآكل والمشارب، ومفاخر الملابس والمراكب، هيهات هيهات، قد انقطعت اللذات، وفنيت الشهوات، وما بقي إلا الحسرات، فتأمل أيها العبد فيما مضى من عمرك، فما بقي في يدك منه إلا ما كان في طاعة مولاك، من ذكرٍ، أو تلاوةٍ، أو صلاةٍ، أو صيام، أو علم نافع، أو تعليم، أو فكرة، أو شهود، وما سوى ذلك بطالة وخسران، فالوقت الذي تصرفه في طاعة مولاك ذخائره موجودة، وكنوزه مَذْخُورة، والوقت الذي تصرفه في هوى نفسك ضائع، تجد حسرته يوم القيامة، ففي الحديث :
" ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مضت لهم، لم يذكروا الله تعالى فيها " قال يحيى بن معاذ : أشد الناس عذاباً يوم القيامة من اغتر بحياته والْتَذَّ بمراداته، وسكن إلى مألوفاته، والله تعالى يقول :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين... ﴾ الآية. وعن ميمون بن مهران : أنه لقي الحسن في الطواف، وكان يتمنى لقاءه، فقال له : عِظني، فلم يزده على تلاوة هذه الآية، فقال : لقد وَعظت فأبلغت. وعن عمر بن العزيز رضي الله عنه : أنه كان يقرؤها عند جلوسه ليحكم بين الناس. هـ. وبالله التوفيق.
﴿ ما أغنى عنهم ﴾ أي : أيُّ شيء، أو أيُّ إغناء أغنى عنهم ﴿ ما كانوا يُمَتَّعُونَ ﴾ أي : كونهم متمتعين ذلك التمتع المديد، أيُّ شيء أغنى في دفع العذاب، و( ما ) : مصدرية، أو : ما كانوا يتمتعون به من متاع الحياة الدنيا، على أنها موصولة، حذف عائدها، وأيا ما كان فالاستفهام للإنكار والنفي. وقيل :( ما ) : نافية، أي : لم يغن عنهم تمتعهم المتطاول في دفع العذاب. والأول أرجح.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : يقول الحق جل جلاله، في جانب أهل البطالة والغفلة : أفرأيت إن متعناهم سنين بالأموال والنساء والبنين، فاشتغلوا بجمع الأموال والدثور، وبناء الغرف وتشييد القصور، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون من الموت، والرحيل من الأوطان، ومفارقة الأحباب والعشائر والإخوان، أيُّ شيء أغنى عنهم ما كانوا يتمتعون به، من لذيذ المآكل والمشارب، ومفاخر الملابس والمراكب، هيهات هيهات، قد انقطعت اللذات، وفنيت الشهوات، وما بقي إلا الحسرات، فتأمل أيها العبد فيما مضى من عمرك، فما بقي في يدك منه إلا ما كان في طاعة مولاك، من ذكرٍ، أو تلاوةٍ، أو صلاةٍ، أو صيام، أو علم نافع، أو تعليم، أو فكرة، أو شهود، وما سوى ذلك بطالة وخسران، فالوقت الذي تصرفه في طاعة مولاك ذخائره موجودة، وكنوزه مَذْخُورة، والوقت الذي تصرفه في هوى نفسك ضائع، تجد حسرته يوم القيامة، ففي الحديث :
" ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مضت لهم، لم يذكروا الله تعالى فيها " قال يحيى بن معاذ : أشد الناس عذاباً يوم القيامة من اغتر بحياته والْتَذَّ بمراداته، وسكن إلى مألوفاته، والله تعالى يقول :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين... ﴾ الآية. وعن ميمون بن مهران : أنه لقي الحسن في الطواف، وكان يتمنى لقاءه، فقال له : عِظني، فلم يزده على تلاوة هذه الآية، فقال : لقد وَعظت فأبلغت. وعن عمر بن العزيز رضي الله عنه : أنه كان يقرؤها عند جلوسه ليحكم بين الناس. هـ. وبالله التوفيق.
﴿ وما أهلكنا من قريةٍ ﴾ من القرى المهلكةَ، ﴿ إلا لها مُنْذِرُون ﴾ ؛ قد أنذروا أهلها لتقوم الحجة عليهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : يقول الحق جل جلاله، في جانب أهل البطالة والغفلة : أفرأيت إن متعناهم سنين بالأموال والنساء والبنين، فاشتغلوا بجمع الأموال والدثور، وبناء الغرف وتشييد القصور، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون من الموت، والرحيل من الأوطان، ومفارقة الأحباب والعشائر والإخوان، أيُّ شيء أغنى عنهم ما كانوا يتمتعون به، من لذيذ المآكل والمشارب، ومفاخر الملابس والمراكب، هيهات هيهات، قد انقطعت اللذات، وفنيت الشهوات، وما بقي إلا الحسرات، فتأمل أيها العبد فيما مضى من عمرك، فما بقي في يدك منه إلا ما كان في طاعة مولاك، من ذكرٍ، أو تلاوةٍ، أو صلاةٍ، أو صيام، أو علم نافع، أو تعليم، أو فكرة، أو شهود، وما سوى ذلك بطالة وخسران، فالوقت الذي تصرفه في طاعة مولاك ذخائره موجودة، وكنوزه مَذْخُورة، والوقت الذي تصرفه في هوى نفسك ضائع، تجد حسرته يوم القيامة، ففي الحديث :
" ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مضت لهم، لم يذكروا الله تعالى فيها " قال يحيى بن معاذ : أشد الناس عذاباً يوم القيامة من اغتر بحياته والْتَذَّ بمراداته، وسكن إلى مألوفاته، والله تعالى يقول :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين... ﴾ الآية. وعن ميمون بن مهران : أنه لقي الحسن في الطواف، وكان يتمنى لقاءه، فقال له : عِظني، فلم يزده على تلاوة هذه الآية، فقال : لقد وَعظت فأبلغت. وعن عمر بن العزيز رضي الله عنه : أنه كان يقرؤها عند جلوسه ليحكم بين الناس. هـ. وبالله التوفيق.
﴿ ذِكْرَى ﴾ أي : تذكرة، وهو مصدر منذرون ؛ لأن أنذر وذكر متقاربان، كأنه قيل : لها مُذكرون تذكرة. أو مفعول له، أي : ينذرونهم لأجل التذكرة والموعظة، أو خبر، أي : هذه ذكرى، أو يكون ذكرى متعلقة بأهلكنا ؛ مفعولاً له، والمعنى : وما أهلكنا من أهل قرية ظالمين إلا بعد ما ألزمناهم الحجة، بإرسال المنذرين إليهم ؛ ليكون إهلاكهم تذكرة وعبرة لغيرهم، فلا يعصون مثل عصيانهم، ﴿ وما كنا ظالمين ﴾ فنهلك قوماً غير ظالمين، أو قبل إنذارهم. والتعبير عن ذلك بنفي الظالمية مع أن إهلاكهم قبل الإنذار ليس بظلم ؛ إذ لا يجب عليه تعالى شيء - كما تقرر من قاعدة أهل السنة - ؛ لبيان كمال نزاهته تعالى عن ذلك، وتحقيقاً لكمال عدله. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : يقول الحق جل جلاله، في جانب أهل البطالة والغفلة : أفرأيت إن متعناهم سنين بالأموال والنساء والبنين، فاشتغلوا بجمع الأموال والدثور، وبناء الغرف وتشييد القصور، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون من الموت، والرحيل من الأوطان، ومفارقة الأحباب والعشائر والإخوان، أيُّ شيء أغنى عنهم ما كانوا يتمتعون به، من لذيذ المآكل والمشارب، ومفاخر الملابس والمراكب، هيهات هيهات، قد انقطعت اللذات، وفنيت الشهوات، وما بقي إلا الحسرات، فتأمل أيها العبد فيما مضى من عمرك، فما بقي في يدك منه إلا ما كان في طاعة مولاك، من ذكرٍ، أو تلاوةٍ، أو صلاةٍ، أو صيام، أو علم نافع، أو تعليم، أو فكرة، أو شهود، وما سوى ذلك بطالة وخسران، فالوقت الذي تصرفه في طاعة مولاك ذخائره موجودة، وكنوزه مَذْخُورة، والوقت الذي تصرفه في هوى نفسك ضائع، تجد حسرته يوم القيامة، ففي الحديث :
" ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مضت لهم، لم يذكروا الله تعالى فيها " قال يحيى بن معاذ : أشد الناس عذاباً يوم القيامة من اغتر بحياته والْتَذَّ بمراداته، وسكن إلى مألوفاته، والله تعالى يقول :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين... ﴾ الآية. وعن ميمون بن مهران : أنه لقي الحسن في الطواف، وكان يتمنى لقاءه، فقال له : عِظني، فلم يزده على تلاوة هذه الآية، فقال : لقد وَعظت فأبلغت. وعن عمر بن العزيز رضي الله عنه : أنه كان يقرؤها عند جلوسه ليحكم بين الناس. هـ. وبالله التوفيق.
ثم تمم قوله :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين ﴾، بقوله :
﴿ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴾ * ﴿ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾ * ﴿ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴾ * ﴿ فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ وما تنزلت به ﴾ ؛ بالقرآن، ﴿ الشياطينُ ﴾، رداً لما يزعمه الكفرة من أنه من قبيل ما تلقيه الشياطين على الكهنة، بعد تحقيق الحق فيه، ببيان أنه نزل به الروح الأمين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وحي الإلهام الذي يتنزل على القلوب الصافية من الأغيار، كوحي الأحكام، ما تتنزل به الشياطين، وما ينبغي لهم وما يستطيعون ؛ لأنهم ممنوعون من قلوب العارفين ؛ لِمَا احتفت به من الأنوار، وما صانها من الأسرار، أعني أنوار التوحيد وأسرار التفريد. وقال في لطائف المنن : إذا كان الحق تعالى حرس السماء من الشياطين بالشُهب، فقلوب أوليائه أولى بأن يحرسها من الأغيار. هـ. بالمعنى : فلا تدع مع الله إلهاً آخر، وهو ما سوى الله، فتكون من المعذبين بوساوس الشياطين والخواطر والشكوك ؛ لأن القلب إذا مال إلى غير الله سلط الله عليه الشيطان، فيكون ذلك القلب جراباً للشيطان، يحشو فيه ما يشاء. والعياذ بالله.
﴿ ما ينبغي لهم ﴾ أي : وما يصح وما يستقيم لهم ذلك، ﴿ وما يستطيعون ﴾ إنزاله أصلاً.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وحي الإلهام الذي يتنزل على القلوب الصافية من الأغيار، كوحي الأحكام، ما تتنزل به الشياطين، وما ينبغي لهم وما يستطيعون ؛ لأنهم ممنوعون من قلوب العارفين ؛ لِمَا احتفت به من الأنوار، وما صانها من الأسرار، أعني أنوار التوحيد وأسرار التفريد. وقال في لطائف المنن : إذا كان الحق تعالى حرس السماء من الشياطين بالشُهب، فقلوب أوليائه أولى بأن يحرسها من الأغيار. هـ. بالمعنى : فلا تدع مع الله إلهاً آخر، وهو ما سوى الله، فتكون من المعذبين بوساوس الشياطين والخواطر والشكوك ؛ لأن القلب إذا مال إلى غير الله سلط الله عليه الشيطان، فيكون ذلك القلب جراباً للشيطان، يحشو فيه ما يشاء. والعياذ بالله.
﴿ إنهم عن السمع ﴾ أي : عن استراقة السمع من الملائكة ﴿ لمعْزولُونَ ﴾ ؛ لممنوعون بالشهب، أو : لانتفاء المشاركة بينهم وبين الملائكة في قبول الاستعداد ؛ لفيضان أنوار الحق، والانتعاش بأنوار العلوم الربانية والمعارف القدسية ؛ لأن نفوس الشياطين خبيثة ظلمانية شريرة، ليست مستعدة إلا لقبول ما لا خير فيه، من فنون الشرور، فمن أين لهم أن يحوموا حول القرآن الكريم، المنطوي على الحقائق الرائقة الغيبية، التي لا يمكن تلقيها إلا من الملائكة الكرام - عليهم السلام ؟.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وحي الإلهام الذي يتنزل على القلوب الصافية من الأغيار، كوحي الأحكام، ما تتنزل به الشياطين، وما ينبغي لهم وما يستطيعون ؛ لأنهم ممنوعون من قلوب العارفين ؛ لِمَا احتفت به من الأنوار، وما صانها من الأسرار، أعني أنوار التوحيد وأسرار التفريد. وقال في لطائف المنن : إذا كان الحق تعالى حرس السماء من الشياطين بالشُهب، فقلوب أوليائه أولى بأن يحرسها من الأغيار. هـ. بالمعنى : فلا تدع مع الله إلهاً آخر، وهو ما سوى الله، فتكون من المعذبين بوساوس الشياطين والخواطر والشكوك ؛ لأن القلب إذا مال إلى غير الله سلط الله عليه الشيطان، فيكون ذلك القلب جراباً للشيطان، يحشو فيه ما يشاء. والعياذ بالله.
﴿ فلا تدعُ مع الله إلهاً آخر ﴾ ؛ كما هو شأن الأنفس الخبيثة الشيطانية، ﴿ فتكونَ من المعذِّبين ﴾، تهديد لغيره على سبيل التعريض، وتحريك له على زيادة الإخلاص، وتنبيه لسائر المكلفين على أن الإشراك بلغ من القبح والسوء، بحيث ينهى عنه من لا يمكن صدوره منه، فكيف بمن عداه. والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : وحي الإلهام الذي يتنزل على القلوب الصافية من الأغيار، كوحي الأحكام، ما تتنزل به الشياطين، وما ينبغي لهم وما يستطيعون ؛ لأنهم ممنوعون من قلوب العارفين ؛ لِمَا احتفت به من الأنوار، وما صانها من الأسرار، أعني أنوار التوحيد وأسرار التفريد. وقال في لطائف المنن : إذا كان الحق تعالى حرس السماء من الشياطين بالشُهب، فقلوب أوليائه أولى بأن يحرسها من الأغيار. هـ. بالمعنى : فلا تدع مع الله إلهاً آخر، وهو ما سوى الله، فتكون من المعذبين بوساوس الشياطين والخواطر والشكوك ؛ لأن القلب إذا مال إلى غير الله سلط الله عليه الشيطان، فيكون ذلك القلب جراباً للشيطان، يحشو فيه ما يشاء. والعياذ بالله.
ثم أمر نبيه بالإنذار والتذكير، فقال :
﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ﴾ * ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ * ﴿ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِياءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ * ﴿ وَتَوكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴾ * ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ * ﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ * ﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾
يقول الحق جل جلاله :﴿ وأنَذِرْ ﴾ يا محمد ﴿ عشيرتَك الأقربين ﴾، إنما خصهم بالذكر ؛ لئلا يتكلوا على النسب، فَيَدَعُوا ما يجب عليهم، لأن من الواجبات ما لا يشفع فيها، بقوله في تارك الزكاة وقد استغاث به :" لا أملك لكم من الله شيئاً ". وفي الغالِّ كذلك. وقيل : إنما خصهم لنفي التهمة ؛ إذ الإنسان يساهل قرابته، وليعلموا أنه لا يغني عنهم من الله شيئاً ؛ إذ النجاة في اتباعه، لا في قربه منهم.
ولما نزلت صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصَّفا، ونادى الأقربَ فالأقرب، وقال :" يا بَني عبد المطلب، يا بني هاشم، يا بني عبد مناف، يا عباسُ – عم النبي صلى الله عليه وسلم – يا صفيَّةُ – عمَّة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لا أمْلِكُ لكم من الله شيئاً ". وقال ابن عباس رضي الله عنه : صَعدَ النبي صلى الله عليه وسلم الصَّفا، ونادى :" يا صباحَاه " ؛ فاجتمع الناس، فقال صلى الله عليه وسلم :" يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، إنْ أخبرتُكم أن خَيْلاً بسَفْح هذا الجَبَل، تريد أن تُغير عليكم، صدقتُموني ؟ قالوا : نَعَمْ. قال : فإني نذير لكم بين يَدَيْ عَذَاب شديدٍ. فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم، ما جمعتنا إلا لهذا " ؟ فنزلت :﴿ تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ [ المسد : ١ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لمن أُهِّلَ للوعظ والتذكير أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، ولو علم أنه لا ينتفع به إلا النزر القليل. فمن تبعه على مذهبه فَلْيُلِنْ له جانبه وليتواضع له، ومن أعرض عنه واشتغل بهواه فليتبرأ من فعله، ولا ينساه من نصحه، ولذلك قال تعالى :﴿ فإن عصوك فقل إني بريءٌ مما تعملون ﴾، ولم يقل :" منكم "، وهذا مذهب الجمهور وأن الأخ إذا زلّ إنما يُبغض عمله فقط. وعن بعض الصحابة - وقد قيل له في أخيه، فقال : إنما أبغض عمله، وإلا فهو أخي، وذُكر مثل ذلك عن أبي الدرداء. وأن الأخ في الله لا يُبغض لزلته، ولا يترك لشيء من الأشياء، وإنما يبغض عمله، ووافقه على ذلك سلمان، وتابعهما عمر، وخالف في ذلك أبو ذر، فقال : إذا وقعت المخالفة، وانقلب عما كان عليه، فَأَبْغِضْهُ مِنْ حَيْثُ أحببتَهُ.
قال صاحب القوت : وأبو ذر صاحب شدائد، وعزائم، وهذا من عزائمه وشدائده. هـ. وهذا في المؤمن بدليل قول أبي الدرداء : الأخ في الله لا يبغض لزلة. وأما الكافر فصريح آياته :﴿ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ [ الممتحنة : ٤ ]، ونحوها. وحديث ابن عمر وتبرئه من نفاة القدر - كما في مسلم - موجب للبراءة، وليس لكون حكم الأصول أشد من الفروع. وذكر في الإحياء تأكيد الإعراض عمن يتعدى أذاه لغيره ؛ بظلم، أو غصب، أو غيبة، أو نميمة، أو شهادة زور ؛ لأن المعصية شديدة فيما يرجع لأذى الخلق. هـ. من الحاشية.
قوله تعالى :﴿ فتوكل على العزيز الرحيم ﴾، قيل : التوكل : تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره، ويقدر على نفعه وضره، وهو الله وحده، والمتوكل من إذا دهمه أمرٌ لم يحاولْ دفعه عن نفسه بما هو معصية. وقال الجنيد رضي الله عنه : التوكل أن تقبل بالكلية على ربك، وتُعرض بالكلية عمن دونه ؛ فإنَّ حاجتك إنما هي إليه في الدارين. هـ.
قال القشيري :﴿ وتقلبك في الساجدين ﴾ من أصحابك، ويقال : تقلبك في أصلاب آبائك من المسلمين، الذين عرفوا الله، فسجدوا له، دون من لم يعرفه. هـ. وفي القوت : قيل : وتقلبك في أصلاب الأنبياء - عليهم السلام، يقلبك في صلب نبي بعد نبي، حتى أخرجك من ذرية إسماعيل، وروينا معنى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحاصل : أنه من ذرية الأنبياء والمؤمنين الساجدين في الجملة، ولا يقتضي كل فرد من الأفراد. هـ.
ثم قال :﴿ واخفضْ جناحك ﴾ أي : وألن جانبك وتواضعْ، وأصله : أن الطائر إذا أراد أن ينحط للوقوع كسر جناحه وخفضه، وإذا أراد أن ينهض للطيران رفع جناحه، فجعل خفض الجناح مثلاً في التواضع ولين الجانب. ويكن ذلك التواضع ﴿ لِمَنِ اتبعك من المؤمنين ﴾ من قرابتك وغيرهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لمن أُهِّلَ للوعظ والتذكير أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، ولو علم أنه لا ينتفع به إلا النزر القليل. فمن تبعه على مذهبه فَلْيُلِنْ له جانبه وليتواضع له، ومن أعرض عنه واشتغل بهواه فليتبرأ من فعله، ولا ينساه من نصحه، ولذلك قال تعالى :﴿ فإن عصوك فقل إني بريءٌ مما تعملون ﴾، ولم يقل :" منكم "، وهذا مذهب الجمهور وأن الأخ إذا زلّ إنما يُبغض عمله فقط. وعن بعض الصحابة - وقد قيل له في أخيه، فقال : إنما أبغض عمله، وإلا فهو أخي، وذُكر مثل ذلك عن أبي الدرداء. وأن الأخ في الله لا يُبغض لزلته، ولا يترك لشيء من الأشياء، وإنما يبغض عمله، ووافقه على ذلك سلمان، وتابعهما عمر، وخالف في ذلك أبو ذر، فقال : إذا وقعت المخالفة، وانقلب عما كان عليه، فَأَبْغِضْهُ مِنْ حَيْثُ أحببتَهُ.
قال صاحب القوت : وأبو ذر صاحب شدائد، وعزائم، وهذا من عزائمه وشدائده. هـ. وهذا في المؤمن بدليل قول أبي الدرداء : الأخ في الله لا يبغض لزلة. وأما الكافر فصريح آياته :﴿ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ [ الممتحنة : ٤ ]، ونحوها. وحديث ابن عمر وتبرئه من نفاة القدر - كما في مسلم - موجب للبراءة، وليس لكون حكم الأصول أشد من الفروع. وذكر في الإحياء تأكيد الإعراض عمن يتعدى أذاه لغيره ؛ بظلم، أو غصب، أو غيبة، أو نميمة، أو شهادة زور ؛ لأن المعصية شديدة فيما يرجع لأذى الخلق. هـ. من الحاشية.
قوله تعالى :﴿ فتوكل على العزيز الرحيم ﴾، قيل : التوكل : تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره، ويقدر على نفعه وضره، وهو الله وحده، والمتوكل من إذا دهمه أمرٌ لم يحاولْ دفعه عن نفسه بما هو معصية. وقال الجنيد رضي الله عنه : التوكل أن تقبل بالكلية على ربك، وتُعرض بالكلية عمن دونه ؛ فإنَّ حاجتك إنما هي إليه في الدارين. هـ.
قال القشيري :﴿ وتقلبك في الساجدين ﴾ من أصحابك، ويقال : تقلبك في أصلاب آبائك من المسلمين، الذين عرفوا الله، فسجدوا له، دون من لم يعرفه. هـ. وفي القوت : قيل : وتقلبك في أصلاب الأنبياء - عليهم السلام، يقلبك في صلب نبي بعد نبي، حتى أخرجك من ذرية إسماعيل، وروينا معنى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحاصل : أنه من ذرية الأنبياء والمؤمنين الساجدين في الجملة، ولا يقتضي كل فرد من الأفراد. هـ.
﴿ فإن عَصَوْكَ فقل إني بريءٌ مما تعملون ﴾ أي : أنذر قومك ؛ فإن اتبعوك وأطاعوك فاخفض لهم جناحك، وإن عصوك ولم يتبعوك فتبرأ منهم ومن أعمالهم ؛ من الشرك وغيره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لمن أُهِّلَ للوعظ والتذكير أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، ولو علم أنه لا ينتفع به إلا النزر القليل. فمن تبعه على مذهبه فَلْيُلِنْ له جانبه وليتواضع له، ومن أعرض عنه واشتغل بهواه فليتبرأ من فعله، ولا ينساه من نصحه، ولذلك قال تعالى :﴿ فإن عصوك فقل إني بريءٌ مما تعملون ﴾، ولم يقل :" منكم "، وهذا مذهب الجمهور وأن الأخ إذا زلّ إنما يُبغض عمله فقط. وعن بعض الصحابة - وقد قيل له في أخيه، فقال : إنما أبغض عمله، وإلا فهو أخي، وذُكر مثل ذلك عن أبي الدرداء. وأن الأخ في الله لا يُبغض لزلته، ولا يترك لشيء من الأشياء، وإنما يبغض عمله، ووافقه على ذلك سلمان، وتابعهما عمر، وخالف في ذلك أبو ذر، فقال : إذا وقعت المخالفة، وانقلب عما كان عليه، فَأَبْغِضْهُ مِنْ حَيْثُ أحببتَهُ.
قال صاحب القوت : وأبو ذر صاحب شدائد، وعزائم، وهذا من عزائمه وشدائده. هـ. وهذا في المؤمن بدليل قول أبي الدرداء : الأخ في الله لا يبغض لزلة. وأما الكافر فصريح آياته :﴿ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ [ الممتحنة : ٤ ]، ونحوها. وحديث ابن عمر وتبرئه من نفاة القدر - كما في مسلم - موجب للبراءة، وليس لكون حكم الأصول أشد من الفروع. وذكر في الإحياء تأكيد الإعراض عمن يتعدى أذاه لغيره ؛ بظلم، أو غصب، أو غيبة، أو نميمة، أو شهادة زور ؛ لأن المعصية شديدة فيما يرجع لأذى الخلق. هـ. من الحاشية.
قوله تعالى :﴿ فتوكل على العزيز الرحيم ﴾، قيل : التوكل : تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره، ويقدر على نفعه وضره، وهو الله وحده، والمتوكل من إذا دهمه أمرٌ لم يحاولْ دفعه عن نفسه بما هو معصية. وقال الجنيد رضي الله عنه : التوكل أن تقبل بالكلية على ربك، وتُعرض بالكلية عمن دونه ؛ فإنَّ حاجتك إنما هي إليه في الدارين. هـ.
قال القشيري :﴿ وتقلبك في الساجدين ﴾ من أصحابك، ويقال : تقلبك في أصلاب آبائك من المسلمين، الذين عرفوا الله، فسجدوا له، دون من لم يعرفه. هـ. وفي القوت : قيل : وتقلبك في أصلاب الأنبياء - عليهم السلام، يقلبك في صلب نبي بعد نبي، حتى أخرجك من ذرية إسماعيل، وروينا معنى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحاصل : أنه من ذرية الأنبياء والمؤمنين الساجدين في الجملة، ولا يقتضي كل فرد من الأفراد. هـ.
﴿ وتوكل على العزيز الرحيم ﴾ أي : على الذي يقهر أعداءك بعزته، وينصرك عليهم برحمته، فإنه يكفيك شر من يعاديك.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لمن أُهِّلَ للوعظ والتذكير أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، ولو علم أنه لا ينتفع به إلا النزر القليل. فمن تبعه على مذهبه فَلْيُلِنْ له جانبه وليتواضع له، ومن أعرض عنه واشتغل بهواه فليتبرأ من فعله، ولا ينساه من نصحه، ولذلك قال تعالى :﴿ فإن عصوك فقل إني بريءٌ مما تعملون ﴾، ولم يقل :" منكم "، وهذا مذهب الجمهور وأن الأخ إذا زلّ إنما يُبغض عمله فقط. وعن بعض الصحابة - وقد قيل له في أخيه، فقال : إنما أبغض عمله، وإلا فهو أخي، وذُكر مثل ذلك عن أبي الدرداء. وأن الأخ في الله لا يُبغض لزلته، ولا يترك لشيء من الأشياء، وإنما يبغض عمله، ووافقه على ذلك سلمان، وتابعهما عمر، وخالف في ذلك أبو ذر، فقال : إذا وقعت المخالفة، وانقلب عما كان عليه، فَأَبْغِضْهُ مِنْ حَيْثُ أحببتَهُ.
قال صاحب القوت : وأبو ذر صاحب شدائد، وعزائم، وهذا من عزائمه وشدائده. هـ. وهذا في المؤمن بدليل قول أبي الدرداء : الأخ في الله لا يبغض لزلة. وأما الكافر فصريح آياته :﴿ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ [ الممتحنة : ٤ ]، ونحوها. وحديث ابن عمر وتبرئه من نفاة القدر - كما في مسلم - موجب للبراءة، وليس لكون حكم الأصول أشد من الفروع. وذكر في الإحياء تأكيد الإعراض عمن يتعدى أذاه لغيره ؛ بظلم، أو غصب، أو غيبة، أو نميمة، أو شهادة زور ؛ لأن المعصية شديدة فيما يرجع لأذى الخلق. هـ. من الحاشية.
قوله تعالى :﴿ فتوكل على العزيز الرحيم ﴾، قيل : التوكل : تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره، ويقدر على نفعه وضره، وهو الله وحده، والمتوكل من إذا دهمه أمرٌ لم يحاولْ دفعه عن نفسه بما هو معصية. وقال الجنيد رضي الله عنه : التوكل أن تقبل بالكلية على ربك، وتُعرض بالكلية عمن دونه ؛ فإنَّ حاجتك إنما هي إليه في الدارين. هـ.
قال القشيري :﴿ وتقلبك في الساجدين ﴾ من أصحابك، ويقال : تقلبك في أصلاب آبائك من المسلمين، الذين عرفوا الله، فسجدوا له، دون من لم يعرفه. هـ. وفي القوت : قيل : وتقلبك في أصلاب الأنبياء - عليهم السلام، يقلبك في صلب نبي بعد نبي، حتى أخرجك من ذرية إسماعيل، وروينا معنى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحاصل : أنه من ذرية الأنبياء والمؤمنين الساجدين في الجملة، ولا يقتضي كل فرد من الأفراد. هـ.
﴿ الذي يراك حين تقومُ ﴾ للتهجد.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لمن أُهِّلَ للوعظ والتذكير أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، ولو علم أنه لا ينتفع به إلا النزر القليل. فمن تبعه على مذهبه فَلْيُلِنْ له جانبه وليتواضع له، ومن أعرض عنه واشتغل بهواه فليتبرأ من فعله، ولا ينساه من نصحه، ولذلك قال تعالى :﴿ فإن عصوك فقل إني بريءٌ مما تعملون ﴾، ولم يقل :" منكم "، وهذا مذهب الجمهور وأن الأخ إذا زلّ إنما يُبغض عمله فقط. وعن بعض الصحابة - وقد قيل له في أخيه، فقال : إنما أبغض عمله، وإلا فهو أخي، وذُكر مثل ذلك عن أبي الدرداء. وأن الأخ في الله لا يُبغض لزلته، ولا يترك لشيء من الأشياء، وإنما يبغض عمله، ووافقه على ذلك سلمان، وتابعهما عمر، وخالف في ذلك أبو ذر، فقال : إذا وقعت المخالفة، وانقلب عما كان عليه، فَأَبْغِضْهُ مِنْ حَيْثُ أحببتَهُ.
قال صاحب القوت : وأبو ذر صاحب شدائد، وعزائم، وهذا من عزائمه وشدائده. هـ. وهذا في المؤمن بدليل قول أبي الدرداء : الأخ في الله لا يبغض لزلة. وأما الكافر فصريح آياته :﴿ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ [ الممتحنة : ٤ ]، ونحوها. وحديث ابن عمر وتبرئه من نفاة القدر - كما في مسلم - موجب للبراءة، وليس لكون حكم الأصول أشد من الفروع. وذكر في الإحياء تأكيد الإعراض عمن يتعدى أذاه لغيره ؛ بظلم، أو غصب، أو غيبة، أو نميمة، أو شهادة زور ؛ لأن المعصية شديدة فيما يرجع لأذى الخلق. هـ. من الحاشية.
قوله تعالى :﴿ فتوكل على العزيز الرحيم ﴾، قيل : التوكل : تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره، ويقدر على نفعه وضره، وهو الله وحده، والمتوكل من إذا دهمه أمرٌ لم يحاولْ دفعه عن نفسه بما هو معصية. وقال الجنيد رضي الله عنه : التوكل أن تقبل بالكلية على ربك، وتُعرض بالكلية عمن دونه ؛ فإنَّ حاجتك إنما هي إليه في الدارين. هـ.
قال القشيري :﴿ وتقلبك في الساجدين ﴾ من أصحابك، ويقال : تقلبك في أصلاب آبائك من المسلمين، الذين عرفوا الله، فسجدوا له، دون من لم يعرفه. هـ. وفي القوت : قيل : وتقلبك في أصلاب الأنبياء - عليهم السلام، يقلبك في صلب نبي بعد نبي، حتى أخرجك من ذرية إسماعيل، وروينا معنى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحاصل : أنه من ذرية الأنبياء والمؤمنين الساجدين في الجملة، ولا يقتضي كل فرد من الأفراد. هـ.
﴿ و ﴾ يرى ﴿ تقلُّبَكَ في الساجدين ﴾ ؛ في المصلين. أتبع كونه رحيماً برسوله ما هو من أسباب الرحمة، وهو ذكر ما كان يفعله في جوف الليل، من قيامه للتهجد، وتقلبه في تصفح أحوال المُتَهَجِّدِينَ، ليطلع عليهم من حيث لا يشعرون. وقيل : معناه : ويراك حين تقوم للصلاة بالناس جماعة، وتقلبك في الساجدين : تصرفه فيما بينهم، بقيامه وركوعه وسجوده وقعوده إذا أمهم. وعن مقاتل : أنه سأل أبا حنيفة : هل تجد الصلاة بالجماعة في القرآن ؟ فقال : لا يحضرني، فتلا له هذه الآية. وقيل : تقلبه في أصلاب الرجال. ورُوي عنه صلى الله عليه وسلم في الآية أنه قال :" من نبي إلى نبي حتى أخرجتك نبياً ".
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لمن أُهِّلَ للوعظ والتذكير أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، ولو علم أنه لا ينتفع به إلا النزر القليل. فمن تبعه على مذهبه فَلْيُلِنْ له جانبه وليتواضع له، ومن أعرض عنه واشتغل بهواه فليتبرأ من فعله، ولا ينساه من نصحه، ولذلك قال تعالى :﴿ فإن عصوك فقل إني بريءٌ مما تعملون ﴾، ولم يقل :" منكم "، وهذا مذهب الجمهور وأن الأخ إذا زلّ إنما يُبغض عمله فقط. وعن بعض الصحابة - وقد قيل له في أخيه، فقال : إنما أبغض عمله، وإلا فهو أخي، وذُكر مثل ذلك عن أبي الدرداء. وأن الأخ في الله لا يُبغض لزلته، ولا يترك لشيء من الأشياء، وإنما يبغض عمله، ووافقه على ذلك سلمان، وتابعهما عمر، وخالف في ذلك أبو ذر، فقال : إذا وقعت المخالفة، وانقلب عما كان عليه، فَأَبْغِضْهُ مِنْ حَيْثُ أحببتَهُ.
قال صاحب القوت : وأبو ذر صاحب شدائد، وعزائم، وهذا من عزائمه وشدائده. هـ. وهذا في المؤمن بدليل قول أبي الدرداء : الأخ في الله لا يبغض لزلة. وأما الكافر فصريح آياته :﴿ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ [ الممتحنة : ٤ ]، ونحوها. وحديث ابن عمر وتبرئه من نفاة القدر - كما في مسلم - موجب للبراءة، وليس لكون حكم الأصول أشد من الفروع. وذكر في الإحياء تأكيد الإعراض عمن يتعدى أذاه لغيره ؛ بظلم، أو غصب، أو غيبة، أو نميمة، أو شهادة زور ؛ لأن المعصية شديدة فيما يرجع لأذى الخلق. هـ. من الحاشية.
قوله تعالى :﴿ فتوكل على العزيز الرحيم ﴾، قيل : التوكل : تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره، ويقدر على نفعه وضره، وهو الله وحده، والمتوكل من إذا دهمه أمرٌ لم يحاولْ دفعه عن نفسه بما هو معصية. وقال الجنيد رضي الله عنه : التوكل أن تقبل بالكلية على ربك، وتُعرض بالكلية عمن دونه ؛ فإنَّ حاجتك إنما هي إليه في الدارين. هـ.
قال القشيري :﴿ وتقلبك في الساجدين ﴾ من أصحابك، ويقال : تقلبك في أصلاب آبائك من المسلمين، الذين عرفوا الله، فسجدوا له، دون من لم يعرفه. هـ. وفي القوت : قيل : وتقلبك في أصلاب الأنبياء - عليهم السلام، يقلبك في صلب نبي بعد نبي، حتى أخرجك من ذرية إسماعيل، وروينا معنى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحاصل : أنه من ذرية الأنبياء والمؤمنين الساجدين في الجملة، ولا يقتضي كل فرد من الأفراد. هـ.
﴿ إنه هو السميعُ ﴾ لما تقول، ﴿ العليمُ ﴾ بما تنويه وتعمله. هَوَّنَ عليه مشاقّ العبادة، حيث أخبره برؤيته له، إذ لا مشقّة على من يعْلَم أنه يعمل بمرأى من مولاه، وهو كقوله في الحديث القدسي :" بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي ". والله تعالى أعلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ينبغي لمن أُهِّلَ للوعظ والتذكير أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، ولو علم أنه لا ينتفع به إلا النزر القليل. فمن تبعه على مذهبه فَلْيُلِنْ له جانبه وليتواضع له، ومن أعرض عنه واشتغل بهواه فليتبرأ من فعله، ولا ينساه من نصحه، ولذلك قال تعالى :﴿ فإن عصوك فقل إني بريءٌ مما تعملون ﴾، ولم يقل :" منكم "، وهذا مذهب الجمهور وأن الأخ إذا زلّ إنما يُبغض عمله فقط. وعن بعض الصحابة - وقد قيل له في أخيه، فقال : إنما أبغض عمله، وإلا فهو أخي، وذُكر مثل ذلك عن أبي الدرداء. وأن الأخ في الله لا يُبغض لزلته، ولا يترك لشيء من الأشياء، وإنما يبغض عمله، ووافقه على ذلك سلمان، وتابعهما عمر، وخالف في ذلك أبو ذر، فقال : إذا وقعت المخالفة، وانقلب عما كان عليه، فَأَبْغِضْهُ مِنْ حَيْثُ أحببتَهُ.
قال صاحب القوت : وأبو ذر صاحب شدائد، وعزائم، وهذا من عزائمه وشدائده. هـ. وهذا في المؤمن بدليل قول أبي الدرداء : الأخ في الله لا يبغض لزلة. وأما الكافر فصريح آياته :﴿ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ [ الممتحنة : ٤ ]، ونحوها. وحديث ابن عمر وتبرئه من نفاة القدر - كما في مسلم - موجب للبراءة، وليس لكون حكم الأصول أشد من الفروع. وذكر في الإحياء تأكيد الإعراض عمن يتعدى أذاه لغيره ؛ بظلم، أو غصب، أو غيبة، أو نميمة، أو شهادة زور ؛ لأن المعصية شديدة فيما يرجع لأذى الخلق. هـ. من الحاشية.
قوله تعالى :﴿ فتوكل على العزيز الرحيم ﴾، قيل : التوكل : تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره، ويقدر على نفعه وضره، وهو الله وحده، والمتوكل من إذا دهمه أمرٌ لم يحاولْ دفعه عن نفسه بما هو معصية. وقال الجنيد رضي الله عنه : التوكل أن تقبل بالكلية على ربك، وتُعرض بالكلية عمن دونه ؛ فإنَّ حاجتك إنما هي إليه في الدارين. هـ.
قال القشيري :﴿ وتقلبك في الساجدين ﴾ من أصحابك، ويقال : تقلبك في أصلاب آبائك من المسلمين، الذين عرفوا الله، فسجدوا له، دون من لم يعرفه. هـ. وفي القوت : قيل : وتقلبك في أصلاب الأنبياء - عليهم السلام، يقلبك في صلب نبي بعد نبي، حتى أخرجك من ذرية إسماعيل، وروينا معنى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحاصل : أنه من ذرية الأنبياء والمؤمنين الساجدين في الجملة، ولا يقتضي كل فرد من الأفراد. هـ.
ثم كمل قوله :﴿ وما تنزلت به الشياطين ﴾، فقال :
﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴾ * ﴿ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴾ * ﴿ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾ * ﴿ وَالشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ﴾ * ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴾ * ﴿ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ ﴾ * ﴿ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾.
يقول الحق جل جلاله :﴿ هل أُنَبِّئُكم ﴾ أي : أخبركم أيها المشركون ﴿ على من تَنزَّلُ الشياطينُ ﴾، ودخل حرف الجار على " من " الاستفهامية ؛ لأنها ليست للاستفهام بالأصالة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : هل أنبئكم على قَلْبِ مَنْ تَنَزَّلَتْ الشياطينُ، وسكنت فيه، تنزل على قلب كل أفاك أثيم، خارب من النور، محشو بالوسواس والخواطر، يلقون السمع إلى هرج الدنيا وأخبارها، وهو سبب فتنتها ؛ فإن القلب إذا غاب عن أخبار الدنيا وأهلها، سكن فيه النور وتأنس بالله، وإذا سكن إلى أخبار الدنيا وأهلها سكنت فيه الظلمة، وتأنس بالخلق، وغاب عن الحق. ولذلك قيل : ينبغي للمؤمن أن يكون كالفكرون ؛ إذا كان وحده انبسط، وإذا رأى أحداً أدخل رأسه معه. وأكثر ما يسمع من هرج الدنيا كذب وإليه الإشارة بقوله :﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾، ومن جملة ما يفسد القلب : تولهه بالشعر، وفي الحديث :" لأنْ يمتلئ جوفُ أحدِكُم قَيْحَاً خيرٌ له من أن يَمْتَلِئ شِعْراً ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إلا من كان شعره في توحيد الله، أو في الطريق، كالزهد في الدنيا، والترهيب من الركون إليها، والزجر عن الاغترار بزخارفها الغرارة، والافتتان بملاذها الفانية، وغير ذلك، أو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، والمشايخ الموصلين إليه تعالى، بشرط أن يكون الغالب عليه ذكر الله.
وقوله تعالى :﴿ وانتصروا من بعدما ظلموا ﴾، أي : جاروا على نفوسهم بعدما جارت عليهم، وقهروها بعد ما قَهَرَتْهُمْ. ﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾ قال ابن عطاء : سيعلم المعرض عنا ما فاته منا. هـ. وفي الحكم :" ماذا فقد مَنْ وَجَدَكَ، وما الذي وجد مَنْ فَقَدَكَ ؟ لقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغى عنك مُتَحَولاً، كيف يُرْجَى سِوَاك وأنت ما قَطَعْتَ الإحسانَ، أم كيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان ؟ " وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى سواء الطريق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
ثم أخبرهم، فقال :﴿ تنزّل على كل أفاكٍ ﴾ : كثير الإفك، وهو الكذب، ﴿ أثيم ﴾ ؛ كثير الإثم، وهم الكهنة والمتنبئة، كشق وسطيح ومسيلمة. وحيث كانت حالة رسول الله صلى الله عليه وسلم منزهة أن يحوم حولها شيء من ذلك، اتضح استحالة تنزلهم عليه صلى الله عليه وسلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : هل أنبئكم على قَلْبِ مَنْ تَنَزَّلَتْ الشياطينُ، وسكنت فيه، تنزل على قلب كل أفاك أثيم، خارب من النور، محشو بالوسواس والخواطر، يلقون السمع إلى هرج الدنيا وأخبارها، وهو سبب فتنتها ؛ فإن القلب إذا غاب عن أخبار الدنيا وأهلها، سكن فيه النور وتأنس بالله، وإذا سكن إلى أخبار الدنيا وأهلها سكنت فيه الظلمة، وتأنس بالخلق، وغاب عن الحق. ولذلك قيل : ينبغي للمؤمن أن يكون كالفكرون ؛ إذا كان وحده انبسط، وإذا رأى أحداً أدخل رأسه معه. وأكثر ما يسمع من هرج الدنيا كذب وإليه الإشارة بقوله :﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾، ومن جملة ما يفسد القلب : تولهه بالشعر، وفي الحديث :" لأنْ يمتلئ جوفُ أحدِكُم قَيْحَاً خيرٌ له من أن يَمْتَلِئ شِعْراً ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إلا من كان شعره في توحيد الله، أو في الطريق، كالزهد في الدنيا، والترهيب من الركون إليها، والزجر عن الاغترار بزخارفها الغرارة، والافتتان بملاذها الفانية، وغير ذلك، أو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، والمشايخ الموصلين إليه تعالى، بشرط أن يكون الغالب عليه ذكر الله.
وقوله تعالى :﴿ وانتصروا من بعدما ظلموا ﴾، أي : جاروا على نفوسهم بعدما جارت عليهم، وقهروها بعد ما قَهَرَتْهُمْ. ﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾ قال ابن عطاء : سيعلم المعرض عنا ما فاته منا. هـ. وفي الحكم :" ماذا فقد مَنْ وَجَدَكَ، وما الذي وجد مَنْ فَقَدَكَ ؟ لقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغى عنك مُتَحَولاً، كيف يُرْجَى سِوَاك وأنت ما قَطَعْتَ الإحسانَ، أم كيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان ؟ " وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى سواء الطريق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
﴿ يُلْقُون السمعَ ﴾ وهم الشياطين، كانوا، قبل أن يُحجبوا بالرجم، يلقون أسْماعهم إلى الملأ الأعلى، فيختطفون بعض ما يتكلمون به، مما اطلعوا عليه من الغيوب، ثم يُوحون به إلى أوليائهم. ﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾ فيما يوحون به إليهم ؛ لأنهم يسمعونهم ما لم يسمعوا. وفي الحديث :" إنهم يخلطون مع ما سمعوا مائة كذبةٍ "، فلذلك يُخطئون ويصيبون، وقيل : يلقون إلى أوليائهم السمع، أي : المسموع من الملائكة. وقيل : الأفاكون يلقون السمع إلى الشياطين، ثم يبلغون ما يسمعون منهم إلى الناس، ﴿ وأكثرهُم ﴾ أي : الأفاكون ﴿ كاذبون ﴾ : مفترون على الشياطين ما لم يوحوا إليهم. والأفَّاك : الذي يذكر يكثر الإفك، ولا يدلّ على أنهم لا ينطقون إلا بالإفك، فأراد أن هؤلاء الأفاكين قلَّ من يصْدُق منهم فيما يحكيه عن الجِنَّةِ.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : هل أنبئكم على قَلْبِ مَنْ تَنَزَّلَتْ الشياطينُ، وسكنت فيه، تنزل على قلب كل أفاك أثيم، خارب من النور، محشو بالوسواس والخواطر، يلقون السمع إلى هرج الدنيا وأخبارها، وهو سبب فتنتها ؛ فإن القلب إذا غاب عن أخبار الدنيا وأهلها، سكن فيه النور وتأنس بالله، وإذا سكن إلى أخبار الدنيا وأهلها سكنت فيه الظلمة، وتأنس بالخلق، وغاب عن الحق. ولذلك قيل : ينبغي للمؤمن أن يكون كالفكرون ؛ إذا كان وحده انبسط، وإذا رأى أحداً أدخل رأسه معه. وأكثر ما يسمع من هرج الدنيا كذب وإليه الإشارة بقوله :﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾، ومن جملة ما يفسد القلب : تولهه بالشعر، وفي الحديث :" لأنْ يمتلئ جوفُ أحدِكُم قَيْحَاً خيرٌ له من أن يَمْتَلِئ شِعْراً ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إلا من كان شعره في توحيد الله، أو في الطريق، كالزهد في الدنيا، والترهيب من الركون إليها، والزجر عن الاغترار بزخارفها الغرارة، والافتتان بملاذها الفانية، وغير ذلك، أو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، والمشايخ الموصلين إليه تعالى، بشرط أن يكون الغالب عليه ذكر الله.
وقوله تعالى :﴿ وانتصروا من بعدما ظلموا ﴾، أي : جاروا على نفوسهم بعدما جارت عليهم، وقهروها بعد ما قَهَرَتْهُمْ. ﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾ قال ابن عطاء : سيعلم المعرض عنا ما فاته منا. هـ. وفي الحكم :" ماذا فقد مَنْ وَجَدَكَ، وما الذي وجد مَنْ فَقَدَكَ ؟ لقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغى عنك مُتَحَولاً، كيف يُرْجَى سِوَاك وأنت ما قَطَعْتَ الإحسانَ، أم كيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان ؟ " وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى سواء الطريق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
ولما ذكر الكهنة ذكر الشعراء وحالهم ؛ لينبه على بُعد كلامهم من كلام القرآن، فينتفي كونه كهانة وشعراً، كما قيل فيه، فقال :﴿ والشعراءُ يتَّبِعُهم الغاوون ﴾ : مبتدأ وخبر، أي : لا يتبعهم على باطلهم إلا الغاوون، فإنهم يصغون إلى باطلهم وكذبهم، وتمزيق الأعراض والقدح في الأنساب، ومدح من لا يستحق المدح، وهجاء من لا يستحق الهجو، ولا يستحسن ذلك منهم ﴿ إلا الغاوون ﴾، أي : السفهاء، أو الضالون عن طريق الرشد، الحائرون فيما يفعلون ويذرون، لا يستمرون على وتيرة واحدة فيما يقولون ويفعلون، بخلاف غيرهم من أهل الرشد، المهتدون إلى طريق الحق، الثابتين عليه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : هل أنبئكم على قَلْبِ مَنْ تَنَزَّلَتْ الشياطينُ، وسكنت فيه، تنزل على قلب كل أفاك أثيم، خارب من النور، محشو بالوسواس والخواطر، يلقون السمع إلى هرج الدنيا وأخبارها، وهو سبب فتنتها ؛ فإن القلب إذا غاب عن أخبار الدنيا وأهلها، سكن فيه النور وتأنس بالله، وإذا سكن إلى أخبار الدنيا وأهلها سكنت فيه الظلمة، وتأنس بالخلق، وغاب عن الحق. ولذلك قيل : ينبغي للمؤمن أن يكون كالفكرون ؛ إذا كان وحده انبسط، وإذا رأى أحداً أدخل رأسه معه. وأكثر ما يسمع من هرج الدنيا كذب وإليه الإشارة بقوله :﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾، ومن جملة ما يفسد القلب : تولهه بالشعر، وفي الحديث :" لأنْ يمتلئ جوفُ أحدِكُم قَيْحَاً خيرٌ له من أن يَمْتَلِئ شِعْراً ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إلا من كان شعره في توحيد الله، أو في الطريق، كالزهد في الدنيا، والترهيب من الركون إليها، والزجر عن الاغترار بزخارفها الغرارة، والافتتان بملاذها الفانية، وغير ذلك، أو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، والمشايخ الموصلين إليه تعالى، بشرط أن يكون الغالب عليه ذكر الله.
وقوله تعالى :﴿ وانتصروا من بعدما ظلموا ﴾، أي : جاروا على نفوسهم بعدما جارت عليهم، وقهروها بعد ما قَهَرَتْهُمْ. ﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾ قال ابن عطاء : سيعلم المعرض عنا ما فاته منا. هـ. وفي الحكم :" ماذا فقد مَنْ وَجَدَكَ، وما الذي وجد مَنْ فَقَدَكَ ؟ لقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغى عنك مُتَحَولاً، كيف يُرْجَى سِوَاك وأنت ما قَطَعْتَ الإحسانَ، أم كيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان ؟ " وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى سواء الطريق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
﴿ ألم تَرَ أنهم ﴾ أي الشعراء ﴿ في كل وادٍ ﴾ من الكلام ﴿ يَهِيمُون ﴾، أو في كل فن من الإفك يتحدثون، أو : في كل لغو وباطل يخوضون. والهائم : الذاهب على وجهه لا مقصد له، وهو تمثيل لذهابهم في كل شِعْبٍ من القول، وهو استشهاد على أن الشعراء إنما يتبعهم الغاوون وتقرير له، والخطاب لكل من تتأتى منه الرؤية، للقصد إلى أن حالهم من الجلاء والظهور بحيث لا تختص به رؤية راء دون الآخر، أي : ألم تر أن الشعراء في كل وادٍ من أودية القيل والقال، وفي كل شِعْبٍ من الوهم والخيال ؛ وفي كل مسلك من مسالك الغي والضلال، يهيمون.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : هل أنبئكم على قَلْبِ مَنْ تَنَزَّلَتْ الشياطينُ، وسكنت فيه، تنزل على قلب كل أفاك أثيم، خارب من النور، محشو بالوسواس والخواطر، يلقون السمع إلى هرج الدنيا وأخبارها، وهو سبب فتنتها ؛ فإن القلب إذا غاب عن أخبار الدنيا وأهلها، سكن فيه النور وتأنس بالله، وإذا سكن إلى أخبار الدنيا وأهلها سكنت فيه الظلمة، وتأنس بالخلق، وغاب عن الحق. ولذلك قيل : ينبغي للمؤمن أن يكون كالفكرون ؛ إذا كان وحده انبسط، وإذا رأى أحداً أدخل رأسه معه. وأكثر ما يسمع من هرج الدنيا كذب وإليه الإشارة بقوله :﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾، ومن جملة ما يفسد القلب : تولهه بالشعر، وفي الحديث :" لأنْ يمتلئ جوفُ أحدِكُم قَيْحَاً خيرٌ له من أن يَمْتَلِئ شِعْراً ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إلا من كان شعره في توحيد الله، أو في الطريق، كالزهد في الدنيا، والترهيب من الركون إليها، والزجر عن الاغترار بزخارفها الغرارة، والافتتان بملاذها الفانية، وغير ذلك، أو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، والمشايخ الموصلين إليه تعالى، بشرط أن يكون الغالب عليه ذكر الله.
وقوله تعالى :﴿ وانتصروا من بعدما ظلموا ﴾، أي : جاروا على نفوسهم بعدما جارت عليهم، وقهروها بعد ما قَهَرَتْهُمْ. ﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾ قال ابن عطاء : سيعلم المعرض عنا ما فاته منا. هـ. وفي الحكم :" ماذا فقد مَنْ وَجَدَكَ، وما الذي وجد مَنْ فَقَدَكَ ؟ لقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغى عنك مُتَحَولاً، كيف يُرْجَى سِوَاك وأنت ما قَطَعْتَ الإحسانَ، أم كيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان ؟ " وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى سواء الطريق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
﴿ وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾ من الأفاعيل، غير مبالين بما يستتبعه من اللوم، فكيف يتوهم أن ينتظم في سلكهم من تنزهت ساحته عن أن تحوم حوله شائبةُ الاتصافِ بشيء من الأمور المذكورة، واتصف بمحاسن الصفات الجليلة، والأخلاق الحميدة، مستقراً على المنهاج القويم، مستمراً على الصراط المستقيم، ناطقاً بكل أمر رشيد، داعياً إلى صراط العزيز الحميد، مؤيداً بمعجزة قاهرة، وآيات ظاهرة، مشحونة بفنون من الحِكَم الباهرة، وصنوف المعارف الزاخرة، مستقل بنظم رائق، أعجز كل مِنْطِيقٍ ماهر، وبكت كل مُفْلِقٍ ساحر.
هذا وقد قيل في تنزيهه صلى الله عليه وسلم عن أن يكون من الشعراء : أن أتباع الشعراء الغاوون، وأتباع محمد صلى الله عليه وسلم ليسوا كذلك، ولا ريب في أن تعليل عدم كونه صلى الله عليه وسلم منهم بكون أتباعه صلى الله عليه وسلم غير غاوين مما لا يليق بشأنه العلي. ه. قاله أبو السعود.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : هل أنبئكم على قَلْبِ مَنْ تَنَزَّلَتْ الشياطينُ، وسكنت فيه، تنزل على قلب كل أفاك أثيم، خارب من النور، محشو بالوسواس والخواطر، يلقون السمع إلى هرج الدنيا وأخبارها، وهو سبب فتنتها ؛ فإن القلب إذا غاب عن أخبار الدنيا وأهلها، سكن فيه النور وتأنس بالله، وإذا سكن إلى أخبار الدنيا وأهلها سكنت فيه الظلمة، وتأنس بالخلق، وغاب عن الحق. ولذلك قيل : ينبغي للمؤمن أن يكون كالفكرون ؛ إذا كان وحده انبسط، وإذا رأى أحداً أدخل رأسه معه. وأكثر ما يسمع من هرج الدنيا كذب وإليه الإشارة بقوله :﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾، ومن جملة ما يفسد القلب : تولهه بالشعر، وفي الحديث :" لأنْ يمتلئ جوفُ أحدِكُم قَيْحَاً خيرٌ له من أن يَمْتَلِئ شِعْراً ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إلا من كان شعره في توحيد الله، أو في الطريق، كالزهد في الدنيا، والترهيب من الركون إليها، والزجر عن الاغترار بزخارفها الغرارة، والافتتان بملاذها الفانية، وغير ذلك، أو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، والمشايخ الموصلين إليه تعالى، بشرط أن يكون الغالب عليه ذكر الله.
وقوله تعالى :﴿ وانتصروا من بعدما ظلموا ﴾، أي : جاروا على نفوسهم بعدما جارت عليهم، وقهروها بعد ما قَهَرَتْهُمْ. ﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾ قال ابن عطاء : سيعلم المعرض عنا ما فاته منا. هـ. وفي الحكم :" ماذا فقد مَنْ وَجَدَكَ، وما الذي وجد مَنْ فَقَدَكَ ؟ لقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغى عنك مُتَحَولاً، كيف يُرْجَى سِوَاك وأنت ما قَطَعْتَ الإحسانَ، أم كيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان ؟ " وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى سواء الطريق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
قلت :" أيَّ منقلب " : مفعول مطلق لينقلبون، والأصل : ينقلبون أيّ انقلاب، وليست " أيا " : مفعول " يعلم " لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. وجملة :" ينقلبون " : مُعَلَّقٌ عنها العامِلُ، فهي محل نصب ؛ على قاعدة التعليق، فإنه في اللفظ دون المحل.
ثم استثنى الشعراء المؤمنين، فقال :﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ ﴾ ؛ كعبد الله بن رواحة، وحسّان، وكعب بن زهير، وكعب بن مالك. ﴿ وذكروا الله كثيراً ﴾ أي : كان ذكر الله وتلاوة القرآن أغلب عليهم من الشعر، وإذا قالوا الشعر قالوا في توحيد الله والثناء عليه، والحكمة والموعظة، والزهد والأدب، ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم والأولياء.
وأحق الخلق بالهجاء من كَذَّبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهجاه. وعن كعب بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" أهْجُهُمْ، فَوَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُو أشدُّ عَلَيْهِمْ مِن رَشْقِ النَّبْلِ "، وكان يقول لحسّان :" قل، وروح القدس معك ".
﴿ وانتصروا من بعد ما ظُلِمُوا ﴾ أي : ردوا على المشركين، الذين هجوا النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. وروي أنه لما نزلت الآية : جاء حسان، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، يبكون، فقالوا يا رسول الله : أنزل الله تعالى هذه الآية، وهو يعلم أنا شعراء ؟ فقال :" اقرؤوا ما بعدها :﴿ إلا الذين آمنوا. . . ﴾ هم أنتم وانتصروا، هم أنتم ".
ومرَّ عمر رضي الله عنه وحسان رضي الله عنه ينشد الشعر في المسجد، فَلَحَظَ إليه، فقال : كنتُ أُنْشِدُ فيه، وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال : أَنْشُدُكَ بالله، أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" أجبْ عني، اللهم أيِّدْه بروح القدس " قال : اللهم نعم.
﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِين ظَلَمُوا أيَّ مُنَقلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾ ؛ أيَّ مرجع يرجعون إليه، وهو تهديد شديد، ووعيد أكيد ؛ لما في ﴿ سيعلم ﴾ من تهويل متعلقة، وفي ﴿ الذين ظلموا ﴾ من الإطلاق والتعميم. وفي ﴿ أي منقلب ينقلبون ﴾ من الإبهام والتهويل. وتلاها أبو بكر لعمر رضي الله عنه حين عهد إليه، وكان السلف يتواعظون بها. و المعنى : سيعلم أهل الظلم ما تكون عاقبتهم، حين يقدمون عليَّ، وأيَّ منقلب ينقلبون، حين يفدون إليّ. اللهم ثبت أقدامنا على المنهاج القويم، حين نلقاك يا أرحم الراحمين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : هل أنبئكم على قَلْبِ مَنْ تَنَزَّلَتْ الشياطينُ، وسكنت فيه، تنزل على قلب كل أفاك أثيم، خارب من النور، محشو بالوسواس والخواطر، يلقون السمع إلى هرج الدنيا وأخبارها، وهو سبب فتنتها ؛ فإن القلب إذا غاب عن أخبار الدنيا وأهلها، سكن فيه النور وتأنس بالله، وإذا سكن إلى أخبار الدنيا وأهلها سكنت فيه الظلمة، وتأنس بالخلق، وغاب عن الحق. ولذلك قيل : ينبغي للمؤمن أن يكون كالفكرون ؛ إذا كان وحده انبسط، وإذا رأى أحداً أدخل رأسه معه. وأكثر ما يسمع من هرج الدنيا كذب وإليه الإشارة بقوله :﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾، ومن جملة ما يفسد القلب : تولهه بالشعر، وفي الحديث :" لأنْ يمتلئ جوفُ أحدِكُم قَيْحَاً خيرٌ له من أن يَمْتَلِئ شِعْراً ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إلا من كان شعره في توحيد الله، أو في الطريق، كالزهد في الدنيا، والترهيب من الركون إليها، والزجر عن الاغترار بزخارفها الغرارة، والافتتان بملاذها الفانية، وغير ذلك، أو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، والمشايخ الموصلين إليه تعالى، بشرط أن يكون الغالب عليه ذكر الله.
وقوله تعالى :﴿ وانتصروا من بعدما ظلموا ﴾، أي : جاروا على نفوسهم بعدما جارت عليهم، وقهروها بعد ما قَهَرَتْهُمْ. ﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾ قال ابن عطاء : سيعلم المعرض عنا ما فاته منا. هـ. وفي الحكم :" ماذا فقد مَنْ وَجَدَكَ، وما الذي وجد مَنْ فَقَدَكَ ؟ لقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغى عنك مُتَحَولاً، كيف يُرْجَى سِوَاك وأنت ما قَطَعْتَ الإحسانَ، أم كيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان ؟ " وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى سواء الطريق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.