تفسير سورة سورة القصص من كتاب النكت والعيون
المعروف بـالماوردي
.
لمؤلفه
الماوردي
.
المتوفي سنة 450 هـ
ﰡ
قوله تعالى :﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : ببغيه في استعباد بني إسرائيل وقتل أولادهم، قاله قتادة.
الثاني : بكفره وادعاء الربوبية.
الثالث : بملكه وسلطانه.
وهذه الأرض أرض مصر لأن فرعون ملك مصر، ولم يملك الأرض كلها، ومصر تسمى الأرض ولذلك قيل لبعض نواحيها الصعيد.
وفي علوه وجهان :
أحدهما : هو لظهوره في غلبته.
الثاني : كبره وتجبره.
﴿ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً ﴾ أي فرقاً. قاله قتادة : فَرّق بين بني إسرائيل والقبط
. ﴿ يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ ﴾ وهم بنو إسرائيل بالاستعباد بالأعمال القذرة
. ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ ﴾ قال السدي : إن فرعون رأى في المنام أن ناراً أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل فسأل علماء قومه عن تأويله، فقالوا : يخرج من هذا البلد رجل يكون على يده هلاك مصر، فأمر بذبح أبنائهم واستحياء نسائهم، وأسرع الموت في شيوخ بني إسرائيل فقال القبط لفرعون : إن شيوخ بني إسرائيل قد فنوا بالموت وصغارهم بالقتل فاستبقهم لعملنا وخدمتنا أن يستحيوا في عام ويقتلوا في عام فولد هارون في عام الاستحياء وموسى في عام القتل. وطال بفرعون العمر حتى حكى النقاش أنه عاش أربعمائة سنة وكان دميماً قصيراً. وكان أول من خضب بالسواد. وعاش موسى مائة وعشرين سنة.
قوله :﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضْعِفُواْ فِي الأَرْضِ ﴾ فيهم قولان :
أحدهما : بنو إسرائيل، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : يوسف وولده، قاله علي رضي الله عنه.
﴿ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمََّةً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : ولاة الأمر، قاله قتادة.
الثاني : قادة متبوعين، قاله قتادة.
الثالث : أنبياء لأن الأنبياء فيما بين موسى وعيسى كانوا من بني إسرائيل أولهم موسى وآخرهم عيسى وكان بينهما ألف نبي، قاله الضحاك.
﴿ وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ ﴾ فيه قولان
: أحدهما : أنهم بعد غرق فرعون سبَوا القبط فاستعبدوهم بعد أن كانوا عبيدهم فصاروا وارثين لهم، قاله الضحاك.
الثاني : أنهم المالكون لأرض فرعون التي كانوا فيها مستضعفين. والميراث زوال الملك عمن كان له إلى من صار إليه، ومنه قول عمرو بن كلثوم :
: أحدها : ببغيه في استعباد بني إسرائيل وقتل أولادهم، قاله قتادة.
الثاني : بكفره وادعاء الربوبية.
الثالث : بملكه وسلطانه.
وهذه الأرض أرض مصر لأن فرعون ملك مصر، ولم يملك الأرض كلها، ومصر تسمى الأرض ولذلك قيل لبعض نواحيها الصعيد.
وفي علوه وجهان :
أحدهما : هو لظهوره في غلبته.
الثاني : كبره وتجبره.
﴿ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً ﴾ أي فرقاً. قاله قتادة : فَرّق بين بني إسرائيل والقبط
. ﴿ يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ ﴾ وهم بنو إسرائيل بالاستعباد بالأعمال القذرة
. ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ ﴾ قال السدي : إن فرعون رأى في المنام أن ناراً أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل فسأل علماء قومه عن تأويله، فقالوا : يخرج من هذا البلد رجل يكون على يده هلاك مصر، فأمر بذبح أبنائهم واستحياء نسائهم، وأسرع الموت في شيوخ بني إسرائيل فقال القبط لفرعون : إن شيوخ بني إسرائيل قد فنوا بالموت وصغارهم بالقتل فاستبقهم لعملنا وخدمتنا أن يستحيوا في عام ويقتلوا في عام فولد هارون في عام الاستحياء وموسى في عام القتل. وطال بفرعون العمر حتى حكى النقاش أنه عاش أربعمائة سنة وكان دميماً قصيراً. وكان أول من خضب بالسواد. وعاش موسى مائة وعشرين سنة.
قوله :﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضْعِفُواْ فِي الأَرْضِ ﴾ فيهم قولان :
أحدهما : بنو إسرائيل، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : يوسف وولده، قاله علي رضي الله عنه.
﴿ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمََّةً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : ولاة الأمر، قاله قتادة.
الثاني : قادة متبوعين، قاله قتادة.
الثالث : أنبياء لأن الأنبياء فيما بين موسى وعيسى كانوا من بني إسرائيل أولهم موسى وآخرهم عيسى وكان بينهما ألف نبي، قاله الضحاك.
﴿ وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ ﴾ فيه قولان
: أحدهما : أنهم بعد غرق فرعون سبَوا القبط فاستعبدوهم بعد أن كانوا عبيدهم فصاروا وارثين لهم، قاله الضحاك.
الثاني : أنهم المالكون لأرض فرعون التي كانوا فيها مستضعفين. والميراث زوال الملك عمن كان له إلى من صار إليه، ومنه قول عمرو بن كلثوم :
ورثنا مجد علقمة بن سيف | أباح لنا حصون المجد دينا |
استغفر الله لذنبي كله | قبلت إنساناً بغير حلّه |
مثل الغزال ناعماً في دَله | فانتصف الليل ولم أُصله |
قوله ﴿ فَالتْقَطَهُ ءَآلُ فِرْعَوْنَ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أنه التقطه جواري امرأته حين خرجن لاستسقاء الماء فوجدن تابوته فحملنه إليها، قاله ابن عباس.
الثاني : أن امرأة فرعون خرجت إلى البحر وكانت برصاء فوجدت تابوته فأخذته فبرئت من برصها فقالت : هذا الصبي مبارك، قاله عبد الرحمن بن زيد.
﴿ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدوّاً وََحَزَناً ﴾ أي ليكون لهم عَدُوّاً وحزناً في عاقبة أمره ولم يكن لهم في الحال عدوّاً ولا حزناً لأن امرأة فرعون فرحت به وأحبته حباً شديداً فذكر الحال بالمآل كما قال الشاعر :
وللمنايا تربي كل مرضعةٍ | ودورنا لخراب الدهر نبنيها. |
﴿ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً ﴾ فقال فرعون : قرة عين لك فأما لي فلا، فقال رسول الله ﷺ :« وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَوْ أَقَرَّ فِرْعَونُ بِأَنَّهُ يَكُونُ لَهُ قُرَّةُ عَيْنٍ كَمَا أَقَرَّت امْرَأَتُهُ لَهَدَاهُ اللَّهُ بِهِ كَمَا هَدَاهَا وََلَكِنَّ اللَّهَ حَرَمَهُ ذلِكَ
» وفي قرة العين وجهان
: أحدهما : أنه بردها بالسرور مأخوذ من القر وهو البرد.
الثاني : أنه قر فيها دمعها فلم يخرج بالحزن مأخوذ من قر في المكان إذا أقام فيه.
﴿ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ أنّ هلاكهم على يديه وفي زمانه.
قوله ﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مَوسَى فَارِغاً ﴾ فيه ستة أوجه
: أحدها : فارغاً من كل شيء إلا من ذكر موسى، قاله ابن عباس وقتادة.
الثاني : فارغاً من وحينا بنسيانه، قاله الحسن وابن زيد.
الثالث : فارغاً من الحزن لعلمها أنه لم يغرق، قاله الأخفش.
الرابع : معنى فارغاً أي نافراً، قاله العلاء بن زيد.
الخامس : ناسياً، قاله اليزيدي.
السادس : معناه والهاً، رواه ابن جبير.
وقرأ فضالة بن عبيد الأنصاري وهو صحابي :﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَزِعاً ﴾ من الفزع وفي قوله ﴿ وَأَصْبَحَ ﴾ وجهان :
أحدهما : أنها ألقته ليلاً فأصبح فؤادها فارغاً في النهار.
الثاني : أنها ألقته نهاراً ومعنى أصبح أي صار، قال الشاعر :
﴿ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : أن تصيح عند إلقائه وا إبناه، قاله ابن عباس.
الثاني : أن تقول لما حملت لإرضاعه وحضانته هو ابني، قاله السدي لأنه ضاق صدرها لما قيل هو ابن فرعون.
الثالث : أن تبدي بالوحي، حكاه ابن عيسى.
﴿ لَوْلاَ أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ﴾ فيه قولان
: أحدهما : بالإيمان، قاله قتادة.
الثاني : بالعصمة، قاله السدي.
﴿ لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ قال السدي : قد كانت من المؤمنين ولكن لتكون من المصدقين بأنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين.
قوله تعالى :﴿ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ ﴾ أي استعلمي خبره وتتبّعي أثره.
قال الضحاك، واسم أخته كلثمة.
﴿ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ ﴾ وفيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : عن جانب، قاله ابن عباس.
الثاني : عن بعد، قاله مجاهد ومنه الأجنبي قال علقمة بن عبدة :
الثاني : عن شوق، حكاه أبوعمرو بن العلاء وذكر أنها لغة جذام يقولون جنبت إليك [ أي اشتقت ].
﴿ َوَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ أنها أخته لأنها كانت تمشي على ساحل البحر حتى رأتهم قد أخذوه.
قوله :﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ ﴾ قال ابن عباس : لا يؤتى بمرضعة فيقبلها وهذا تحريم منع لا تحريم شرع كما قال امرؤ القيس :
أي ممتنع
: ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ أي من قبل مجيء أخته وفي قوله :﴿ مِن قَبْلُ ﴾ وجهان
: أحدهما : ما ذكرناه.
الثاني : من قبل ردّه إلى أمه.
﴿ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ ﴾ الآية. وهذا قول أخته لهم حين رأته لا يقبل المراضع فقالوا لها عند قولها لهم :
﴿ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ وما يُدْريك؟ لعلك تعرفين أهله، فقالت : لا ولكنهم يحرصون على مسرة الملك ويرغبون في ظئره.
قوله تعالى :﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمَّهِ ﴾ قال ابن عباس انطلقت أخته إلى أمه فأخبرتها فجاءت فلما وضعته في حجرها نزا إلى ثديها فمصَّه حتى امتلأ جنباه رياً وانطلق بالبشرى إلى امرأة فرعون قد وجدنا لابنك ظئراً، قال أبو عمران الجوني : وكان فرعون يعطي أم موسى في كل يوم ديناراً.
وروي أنه قال لأم موسى حين ارتضع منها : كيف ارتضع منك ولم يرتضع من غيرك؟ فقالت : لأني امرأة طيبة الريح طيبة اللبن لا أكاد أوتى بصبي إلا ارتضع مني. فكان من لطف الله بموسى أن جعل إلقاء موسى في البحر وهو الهلاك سبباً لنجاته وسخر فرعون لتربيته وهو يقتل الخلق من بني إسرائيل لأجله وهو في بيته وتحت كنفه.
﴿ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ في قوله :﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكَ ﴾ الآية
. ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ ﴾ يعني من قوم فرعون
. ﴿ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : لا يعلمون ما يراد بهم، قاله الضحاك.
الثاني : لا يعملون مثل علمها.
: أحدها : فارغاً من كل شيء إلا من ذكر موسى، قاله ابن عباس وقتادة.
الثاني : فارغاً من وحينا بنسيانه، قاله الحسن وابن زيد.
الثالث : فارغاً من الحزن لعلمها أنه لم يغرق، قاله الأخفش.
الرابع : معنى فارغاً أي نافراً، قاله العلاء بن زيد.
الخامس : ناسياً، قاله اليزيدي.
السادس : معناه والهاً، رواه ابن جبير.
وقرأ فضالة بن عبيد الأنصاري وهو صحابي :﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَزِعاً ﴾ من الفزع وفي قوله ﴿ وَأَصْبَحَ ﴾ وجهان :
أحدهما : أنها ألقته ليلاً فأصبح فؤادها فارغاً في النهار.
الثاني : أنها ألقته نهاراً ومعنى أصبح أي صار، قال الشاعر :
مضى الخلفاء بالأمر الرشيد | وأصبحت المدينة للوليد |
: أحدها : أن تصيح عند إلقائه وا إبناه، قاله ابن عباس.
الثاني : أن تقول لما حملت لإرضاعه وحضانته هو ابني، قاله السدي لأنه ضاق صدرها لما قيل هو ابن فرعون.
الثالث : أن تبدي بالوحي، حكاه ابن عيسى.
﴿ لَوْلاَ أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ﴾ فيه قولان
: أحدهما : بالإيمان، قاله قتادة.
الثاني : بالعصمة، قاله السدي.
﴿ لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ قال السدي : قد كانت من المؤمنين ولكن لتكون من المصدقين بأنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين.
قوله تعالى :﴿ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ ﴾ أي استعلمي خبره وتتبّعي أثره.
قال الضحاك، واسم أخته كلثمة.
﴿ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ ﴾ وفيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : عن جانب، قاله ابن عباس.
الثاني : عن بعد، قاله مجاهد ومنه الأجنبي قال علقمة بن عبدة :
فلا تحرمنّي نائلاً عن جنابةٍ | فإني امرؤ وسط القباب غريب |
﴿ َوَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ أنها أخته لأنها كانت تمشي على ساحل البحر حتى رأتهم قد أخذوه.
قوله :﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ ﴾ قال ابن عباس : لا يؤتى بمرضعة فيقبلها وهذا تحريم منع لا تحريم شرع كما قال امرؤ القيس :
جالت لتصرعني فقلت لها اقصِري | إني امرؤ صرعي عليك حرام |
: ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ أي من قبل مجيء أخته وفي قوله :﴿ مِن قَبْلُ ﴾ وجهان
: أحدهما : ما ذكرناه.
الثاني : من قبل ردّه إلى أمه.
﴿ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ ﴾ الآية. وهذا قول أخته لهم حين رأته لا يقبل المراضع فقالوا لها عند قولها لهم :
﴿ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ وما يُدْريك؟ لعلك تعرفين أهله، فقالت : لا ولكنهم يحرصون على مسرة الملك ويرغبون في ظئره.
قوله تعالى :﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمَّهِ ﴾ قال ابن عباس انطلقت أخته إلى أمه فأخبرتها فجاءت فلما وضعته في حجرها نزا إلى ثديها فمصَّه حتى امتلأ جنباه رياً وانطلق بالبشرى إلى امرأة فرعون قد وجدنا لابنك ظئراً، قال أبو عمران الجوني : وكان فرعون يعطي أم موسى في كل يوم ديناراً.
وروي أنه قال لأم موسى حين ارتضع منها : كيف ارتضع منك ولم يرتضع من غيرك؟ فقالت : لأني امرأة طيبة الريح طيبة اللبن لا أكاد أوتى بصبي إلا ارتضع مني. فكان من لطف الله بموسى أن جعل إلقاء موسى في البحر وهو الهلاك سبباً لنجاته وسخر فرعون لتربيته وهو يقتل الخلق من بني إسرائيل لأجله وهو في بيته وتحت كنفه.
﴿ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ في قوله :﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكَ ﴾ الآية
. ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ ﴾ يعني من قوم فرعون
. ﴿ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : لا يعلمون ما يراد بهم، قاله الضحاك.
الثاني : لا يعملون مثل علمها.
قوله تعالى :﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ﴾ فيه تسعة أقاويل
: أحدها : أربعون سنة، قاله الحسن.
الثاني : أربع وثلاثون سنة، قاله سفيان.
الثالث : ثلاث وثلاثون سنة، قاله ابن عباس.
الرابع : ثلاثون سنة، قاله السدي.
الخامس : خمس وعشرون سنة، قاله عكرمة.
السادس : عشرون سنة، حكاه يحيى بن سلام.
السابع : ثماني عشرة سنة، قاله ابن جبير.
الثامن : خمس عشرة سنة، قاله محمد بن قيس.
التاسع : الحلم. قاله ربيعة ومالك.
والأشد جمع واختلف هل له واحد أم لا، على قولين :
أحدهما : لا واحد له، قاله أبو عبيدة.
الثاني : له واحد وفيه وجهان :
أحدهما : شد، قاله سيبويه.
الثاني : شدة، قاله الكسائي.
﴿ وَاسْتَوَى ﴾ فيه أربعة أقاويل
: أحدها : اعتدال القوة، قاله ابن شجرة.
الثاني : خروج اللحية، قاله ابن قتيبة.
الثالث : انتهى شبابه، قاله ابن قتيبة.
الرابع : أربعون سنة، قاله ابن عباس.
﴿ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً ﴾ في الحكم أربعة أقاويل
: أحدها : أنه العقل، قاله عكرمة.
الثاني : النبوة، قاله السدي.
الثالث : القوة، قاله مجاهد.
الرابع : الفقه، قاله ابن اسحاق.
قوله :﴿ وَدَخَل الْمَدِينَةَ ﴾ فيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها مصر، قاله ابن شجرة.
الثاني : منف، قاله السدي.
الثالث : عين الشمس، قاله الضحاك.
﴿ عَلَى حِينٍ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا ﴾ فيه أربعة أقاويل
: أحدها : نصف النهار والناس قائلون، قاله ابن جبير.
الثاني : ما بين المغرب والعشاء، قاله ابن عباس.
الثالث : يوم عيد لهم وهم في لهوهم، قاله الحسن.
الرابع : لأنهم غفلوا عن ذكره لبعد عهدهم به، حكاه ابن عيسى.
﴿ فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ﴾ وفيه قولان
: أحدهما : من شيعته إسرائيلي ومن عدوه قبطي، قاله ابن عباس.
الثاني : من شيعته مسلم ومن عدوه كافر، قاله ابن إسحاق.
﴿ فاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ﴾ حكى ابن سلام أن القبطي سخّر الإسرائيلي ليحمل له حطباً لمطبخ فرعون فأبى عليه فاستغاث بموسى. قال سعيد بن جبير : وكان خبازاً لفرعون ﴿ فَوَكَزَهُ مُوسَى ﴾ قال قتادة : بعصاه وقال مجاهد : بكفه أي دفعه، الوكز واللكز واحد والدفع. قال رؤبة :
. فعل موسى ذلك وهو لا يريد قتله وانما يريد دفعه.
﴿ فَقَضَى عَلَيهِ ﴾ أي فقتله
. و ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ﴾ أي من إغوائه.
﴿ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُّبِينٌ ﴾ قال الحسن : لم يكن يحل قتل الكافر يومئذٍ في تلك الحال لأنها كانت حال كف عن القتال.
قوله :﴿ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : من المغفرة.
الثاني : من الهداية.
﴿ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ ﴾ أي عوناً. قال ابن عباس : قال ذلك فابتلي لأن صاحبه الذي أعانه دل عليه.
: أحدها : أربعون سنة، قاله الحسن.
الثاني : أربع وثلاثون سنة، قاله سفيان.
الثالث : ثلاث وثلاثون سنة، قاله ابن عباس.
الرابع : ثلاثون سنة، قاله السدي.
الخامس : خمس وعشرون سنة، قاله عكرمة.
السادس : عشرون سنة، حكاه يحيى بن سلام.
السابع : ثماني عشرة سنة، قاله ابن جبير.
الثامن : خمس عشرة سنة، قاله محمد بن قيس.
التاسع : الحلم. قاله ربيعة ومالك.
والأشد جمع واختلف هل له واحد أم لا، على قولين :
أحدهما : لا واحد له، قاله أبو عبيدة.
الثاني : له واحد وفيه وجهان :
أحدهما : شد، قاله سيبويه.
الثاني : شدة، قاله الكسائي.
﴿ وَاسْتَوَى ﴾ فيه أربعة أقاويل
: أحدها : اعتدال القوة، قاله ابن شجرة.
الثاني : خروج اللحية، قاله ابن قتيبة.
الثالث : انتهى شبابه، قاله ابن قتيبة.
الرابع : أربعون سنة، قاله ابن عباس.
﴿ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً ﴾ في الحكم أربعة أقاويل
: أحدها : أنه العقل، قاله عكرمة.
الثاني : النبوة، قاله السدي.
الثالث : القوة، قاله مجاهد.
الرابع : الفقه، قاله ابن اسحاق.
قوله :﴿ وَدَخَل الْمَدِينَةَ ﴾ فيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها مصر، قاله ابن شجرة.
الثاني : منف، قاله السدي.
الثالث : عين الشمس، قاله الضحاك.
﴿ عَلَى حِينٍ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا ﴾ فيه أربعة أقاويل
: أحدها : نصف النهار والناس قائلون، قاله ابن جبير.
الثاني : ما بين المغرب والعشاء، قاله ابن عباس.
الثالث : يوم عيد لهم وهم في لهوهم، قاله الحسن.
الرابع : لأنهم غفلوا عن ذكره لبعد عهدهم به، حكاه ابن عيسى.
﴿ فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ﴾ وفيه قولان
: أحدهما : من شيعته إسرائيلي ومن عدوه قبطي، قاله ابن عباس.
الثاني : من شيعته مسلم ومن عدوه كافر، قاله ابن إسحاق.
﴿ فاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ﴾ حكى ابن سلام أن القبطي سخّر الإسرائيلي ليحمل له حطباً لمطبخ فرعون فأبى عليه فاستغاث بموسى. قال سعيد بن جبير : وكان خبازاً لفرعون ﴿ فَوَكَزَهُ مُوسَى ﴾ قال قتادة : بعصاه وقال مجاهد : بكفه أي دفعه، الوكز واللكز واحد والدفع. قال رؤبة :
بعدد ذي عُدَّةٍ ووكز | إلا أن الوكز في الصدر واللكز في الظهر |
﴿ فَقَضَى عَلَيهِ ﴾ أي فقتله
. و ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ﴾ أي من إغوائه.
﴿ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُّبِينٌ ﴾ قال الحسن : لم يكن يحل قتل الكافر يومئذٍ في تلك الحال لأنها كانت حال كف عن القتال.
قوله :﴿ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : من المغفرة.
الثاني : من الهداية.
﴿ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ ﴾ أي عوناً. قال ابن عباس : قال ذلك فابتلي لأن صاحبه الذي أعانه دل عليه.
قوله تعالى :﴿ فَأَصْبَحَ في الْمَدِينَةِ خَائِفَاً يَتَرَقَّبُ ﴾ فيه ثلاثة أوجه
: أحدها : خائفاً من قتل النفس أن يؤخذ بها.
الثاني : خائفاً من قومه.
الثالث : خائفاً من الله.
﴿ يََتَرَقَّبُ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : يتلفت من الخوف، قاله ابن جبير.
الثاني : ينتظر.
وفيما ينتظر فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : ينتظر الطلب إذا قيل إن خوفه كان من قتل النفس.
الثاني : ينتظر أن يسلمه قومه إذا قيل إن خوفه منهم.
الثالث : ينتظر عقوبة الله إذا قيل إن خوفه كان منه.
﴿ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ﴾ يعني الإسرائيلي الذي كان قد خلصه بالأمس ووكز من أجله القبطي فقتله، استصرخه واستغاثه على رجل آخر من القبط خاصمه.
﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ﴾ فيه قولان
: أحدهما : أنه قال ذلك للإسرائيلي لأنه قد أغواه بالأمس حتى قتل من أجله رجلاً ويريد أن يغويه ثانية.
الثاني : أنه قال ذلك للقبطي فظن الإسرائيلي أنه عناه فخافه، قاله ابن عباس.
﴿ فلَمَّآ أَنْ أَرادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا... ﴾ وهو القبطي لأن موسى أخذته الرقة على الإسرائيلي فقال الإسرائيلي :
﴿ قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ ﴾ فيه قولان
: أحدهما : أن الإسرائيلي رأى غضب موسى عليه وقوله إنك لغوي مبين، فخاف أن قتله فقال :﴿ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ ﴾.
الثاني : أن الإسرائيلي خاف أن يكون موسى يقتل القبطي فيقتل به الإسرائيلي فقال ذلك دفعاً لموسى عن قتله، قاله يحيى بن سلام : قال يحيى : وبلغني أن هذا الإسرائيلي هو السامري.
وخلى الإسرائيلي القبطي فانطلق القبطي وشاع أن المقتول بالأمس قتله موسى.
﴿... إلاَّ تَكُونَ جَبَّارا فِي الأَرْضِ ﴾ قال السدي : يعني قتالاً
. قال أبو عمران الجوني : وآية الجبابرة القتل بغير [ حق ].
وقال عكرمة : لا يكون الإنسان جباراً حتى يقتل نفسين [ بغير حق ].
﴿ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المُصْلِحِينَ ﴾ أي وما هكذا يكون الإصلاح.
: أحدها : خائفاً من قتل النفس أن يؤخذ بها.
الثاني : خائفاً من قومه.
الثالث : خائفاً من الله.
﴿ يََتَرَقَّبُ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : يتلفت من الخوف، قاله ابن جبير.
الثاني : ينتظر.
وفيما ينتظر فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : ينتظر الطلب إذا قيل إن خوفه كان من قتل النفس.
الثاني : ينتظر أن يسلمه قومه إذا قيل إن خوفه منهم.
الثالث : ينتظر عقوبة الله إذا قيل إن خوفه كان منه.
﴿ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ﴾ يعني الإسرائيلي الذي كان قد خلصه بالأمس ووكز من أجله القبطي فقتله، استصرخه واستغاثه على رجل آخر من القبط خاصمه.
﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ﴾ فيه قولان
: أحدهما : أنه قال ذلك للإسرائيلي لأنه قد أغواه بالأمس حتى قتل من أجله رجلاً ويريد أن يغويه ثانية.
الثاني : أنه قال ذلك للقبطي فظن الإسرائيلي أنه عناه فخافه، قاله ابن عباس.
﴿ فلَمَّآ أَنْ أَرادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا... ﴾ وهو القبطي لأن موسى أخذته الرقة على الإسرائيلي فقال الإسرائيلي :
﴿ قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ ﴾ فيه قولان
: أحدهما : أن الإسرائيلي رأى غضب موسى عليه وقوله إنك لغوي مبين، فخاف أن قتله فقال :﴿ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ ﴾.
الثاني : أن الإسرائيلي خاف أن يكون موسى يقتل القبطي فيقتل به الإسرائيلي فقال ذلك دفعاً لموسى عن قتله، قاله يحيى بن سلام : قال يحيى : وبلغني أن هذا الإسرائيلي هو السامري.
وخلى الإسرائيلي القبطي فانطلق القبطي وشاع أن المقتول بالأمس قتله موسى.
﴿... إلاَّ تَكُونَ جَبَّارا فِي الأَرْضِ ﴾ قال السدي : يعني قتالاً
. قال أبو عمران الجوني : وآية الجبابرة القتل بغير [ حق ].
وقال عكرمة : لا يكون الإنسان جباراً حتى يقتل نفسين [ بغير حق ].
﴿ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المُصْلِحِينَ ﴾ أي وما هكذا يكون الإصلاح.
قوله :﴿ وََجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعَى ﴾ قال الضحاك : هو مؤمن آل فرعون. وقال شعيب : اسمه شمعون. وقال محمد بن اسحاق : شمعان. وقال الضحاك والكلبي : اسمه حزقيل بن شمعون. قال الكلبي : هوابن عم فرعون أخي أبيه.
﴿ قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقتُلُوكَ ﴾ فيه تأويلان
: أحدهما : يتشاورون في قتلك، قاله الكلبي، ومنه قول النمر بن تولب :
أرى الناس قد أحدثوا شيمة... وفي كل حادثة يؤتمر
الثاني : يأمر بعضهم بعضاً بقتلك ومنه قوله ﴿ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُم بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [ الطلاق : ٦ ] أي ليأمر بعضكم بعضاً وكقول امرىء القيس :
أحارِ بن عمرٍو كأني خَمِرْ... ويعدو على المرء ما يأتمر
﴿ قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقتُلُوكَ ﴾ فيه تأويلان
: أحدهما : يتشاورون في قتلك، قاله الكلبي، ومنه قول النمر بن تولب :
أرى الناس قد أحدثوا شيمة... وفي كل حادثة يؤتمر
الثاني : يأمر بعضهم بعضاً بقتلك ومنه قوله ﴿ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُم بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [ الطلاق : ٦ ] أي ليأمر بعضكم بعضاً وكقول امرىء القيس :
أحارِ بن عمرٍو كأني خَمِرْ... ويعدو على المرء ما يأتمر
قوله تعالى :﴿ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ ﴾ قال عكرمة : عرضت لموسى أربع طرق فلم يدر أيتها يسلك.
﴿ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ السَّبِيلِ ﴾ وفيه وجهان
: أحدهما : أنه قال ذلك عند استواء الطرق فأخذ طريق مدين، قاله عكرمة.
الثاني : أنه قال ذلك بعد أن اتخذ طريق مدين فقال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل أي قصد الطريق إلى مدين، قاله قتادة والسدي. قال قتادة : مدين ماء كان عليه قوم شعيب.
قوله تعالى :﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ ﴾ قال ابن عباس : لما خرج موسى من مصر إلى مدين وبينه وبينهما ثماني ليل ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر وخرج حافياً فما وصل إليها حتى وقع خف قدميه.
﴿ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ ﴾ أي جماعة. قال ابن عباس : الأمة أربعون
. ﴿ يَسْقُونَ ﴾ يعني غنمهم ومواشيهم
. ﴿ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : تحبسان، قاله قطرب، ومنه قول الشاعر :
الثاني : تطردان. قال الشاعر :
وفيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : أنهما تحبسان غنمهما عن الماء لضعفهما عن زحام الناس. قاله أبو مالك والسدي.
الثاني : أنهما تذودان الناس عن غنمهما، قاله قتادة.
الثالث : تمنعان غنمهما أن تختلط بغنم الناس، حكاه يحيى بن سلام.
﴿ قَالَ مَا خَطْبَكُمَا ﴾ أي ما شأنكما، وفي الخطب تضخيم الشيء ومنه الخطبة لأنها من الأمر المعظم.
﴿ قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَآءُ ﴾ والصدور الانصراف، ومنه الصّدر لأن التدبير يصدر عنه، والمصدر لأن الأفعال تصدر عنه. والرعاء جمع راع.
وفي امتناعهما من السقي حتى يصدر الرعاء وجهان :
أحدهما : تصوناً عن الاختلاط بالرجال.
الثاني : لضعفهما عن المزاحمة بماشيتهما.
﴿ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ وفي قولهما ذلك وجهان
: أحدهما : أنهما قالتا ذلك اعتذاراً إلى موسى عن معاناتهما سقي الغنم بأنفسهما.
الثاني : قالتا ذلك ترقيقاً لموسى ليعاونهما.
﴿ فَسَقَى لَهُمَا ﴾ فيه قولان
: أحدهما : أنه زحم القوم عن الماء حتى أخرجهم عنه ثم سقى لهما، قاله ابن إسحاق.
الثاني : أنه أتى بئراً عليه صخرة لا يقلها من أهل مدين إلا عشرة فاقتلعها بنفسه وسقى لهما. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ولم يستق إلا ذنوباً واحداً حتى رويت الغنم.
﴿ ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ ﴾ قال السدي : إلى ظل الشجرة وذكر أنها سَمْرة
. ﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ قال ابن عباس : قال موسى ذلك وقد لصق بطنه بظهره من الجوع وهو فقير إلى شق تمرة ولو شاء إنسان لنظر إلى خضرة أمعائه من شدة الجوع.
قال الضحاك : لأنه مكث سبعة أيام لا يذوق طعاماً إلاّ بقل الأرض؛ فعرض لهما بحاله فقال ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : شبعة من طعام، قاله ابن عباس.
الثاني : شبعة يومين، قاله ابن جبير.
﴿ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ السَّبِيلِ ﴾ وفيه وجهان
: أحدهما : أنه قال ذلك عند استواء الطرق فأخذ طريق مدين، قاله عكرمة.
الثاني : أنه قال ذلك بعد أن اتخذ طريق مدين فقال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل أي قصد الطريق إلى مدين، قاله قتادة والسدي. قال قتادة : مدين ماء كان عليه قوم شعيب.
قوله تعالى :﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ ﴾ قال ابن عباس : لما خرج موسى من مصر إلى مدين وبينه وبينهما ثماني ليل ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر وخرج حافياً فما وصل إليها حتى وقع خف قدميه.
﴿ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ ﴾ أي جماعة. قال ابن عباس : الأمة أربعون
. ﴿ يَسْقُونَ ﴾ يعني غنمهم ومواشيهم
. ﴿ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : تحبسان، قاله قطرب، ومنه قول الشاعر :
أبيتُ على باب القوافي كأنما | أذود بها سِرباً من الوحش نُزَّعا |
لقد سلبت عصاك بنو تميم | فما تدري بأيِّ عصى تذود |
: أحدها : أنهما تحبسان غنمهما عن الماء لضعفهما عن زحام الناس. قاله أبو مالك والسدي.
الثاني : أنهما تذودان الناس عن غنمهما، قاله قتادة.
الثالث : تمنعان غنمهما أن تختلط بغنم الناس، حكاه يحيى بن سلام.
﴿ قَالَ مَا خَطْبَكُمَا ﴾ أي ما شأنكما، وفي الخطب تضخيم الشيء ومنه الخطبة لأنها من الأمر المعظم.
﴿ قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَآءُ ﴾ والصدور الانصراف، ومنه الصّدر لأن التدبير يصدر عنه، والمصدر لأن الأفعال تصدر عنه. والرعاء جمع راع.
وفي امتناعهما من السقي حتى يصدر الرعاء وجهان :
أحدهما : تصوناً عن الاختلاط بالرجال.
الثاني : لضعفهما عن المزاحمة بماشيتهما.
﴿ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ وفي قولهما ذلك وجهان
: أحدهما : أنهما قالتا ذلك اعتذاراً إلى موسى عن معاناتهما سقي الغنم بأنفسهما.
الثاني : قالتا ذلك ترقيقاً لموسى ليعاونهما.
﴿ فَسَقَى لَهُمَا ﴾ فيه قولان
: أحدهما : أنه زحم القوم عن الماء حتى أخرجهم عنه ثم سقى لهما، قاله ابن إسحاق.
الثاني : أنه أتى بئراً عليه صخرة لا يقلها من أهل مدين إلا عشرة فاقتلعها بنفسه وسقى لهما. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ولم يستق إلا ذنوباً واحداً حتى رويت الغنم.
﴿ ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ ﴾ قال السدي : إلى ظل الشجرة وذكر أنها سَمْرة
. ﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ قال ابن عباس : قال موسى ذلك وقد لصق بطنه بظهره من الجوع وهو فقير إلى شق تمرة ولو شاء إنسان لنظر إلى خضرة أمعائه من شدة الجوع.
قال الضحاك : لأنه مكث سبعة أيام لا يذوق طعاماً إلاّ بقل الأرض؛ فعرض لهما بحاله فقال ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : شبعة من طعام، قاله ابن عباس.
الثاني : شبعة يومين، قاله ابن جبير.
ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ
ﰘ
ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ
ﰙ
ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ
ﰚ
ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇ
ﰛ
قوله تعالى :﴿ فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَآءٍ ﴾ قال ابن عباس : فاستبكر أبوهما سرعة صدورهما بغنمهما حُفّلا بطاناً فقال لهما : إن لكما اليوم لشأناً فأخبرتاه بما صنع موسى فأمر إحداهما أن تدعوه فجاءته تمشي على استحياء، وفيه قولان :
أحدهما : أنه استتارها بكم درعها، قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الثاني : أنه بعدها من النداء، قاله الحسن.
وفي سبب استحيائها ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها دعته لتكافئه وكان الأجمل مكافأته من غير عناء.
الثاني : لأنها كانت رسولة أبيها.
الثالث : ما قاله عمر لأنها ليست بسلفع من النساء خَرَّاجة ولاّجة.
﴿ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ ﴾ وفي أبيها قولان
: أحدهما : أنه شعيب النبي عليه السلام.
الثاني : أنه يثرون ابن أخي شعيب، قاله أبو عبيدة والكلبي.
وكان اسم التي دعت موسى وتزوجها : صفوريا. واسم الأخرى فيه قولان :
إحدهما : ليا، قاله ابن اسحاق.
الثاني : شرفا، قاله ابن جرير.
﴿ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ أي ليكافئك على ما سقيت لنا فمشت أمامه فوصف الريح عجيزتها فقال لها : امشي خلفي ودليني على الطريق إن أخطأت.
﴿ فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ ﴾ أي أخبره بخبره مع آل فرعون
. ﴿ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ قال ابن عباس : يعني أنه ليس لفرعون وقومه عليّ سلطان ولسنا في مملكته.
قوله تعالى :﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَآ أَبَتِ أَسْتَأْجِرْهُ ﴾ والقائلة هي التي دعته وهي الصغرى يعني استأجره لرعي الغنم.
﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ﴾ فيه قولان
: أحدهما : القوي فيما ولي، الأمين فيما استودع، قاله ابن عباس.
الثاني : القوي في بدنه، الأمين في عفافه. وروي أن أباها لما قالت له ذلك دخلته الغيرة فقال لها : وما علمك بقوته وأمانته؟ قالت : أما قوته فأنه كشف الصخرة التي على بئر آل فلان ولا يكشفها دون عشرة، وأما أمانته فإنه خلفني خلف ظهره حين مشى.
قوله تعالى :﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ فروى عبد الرحمن بن زيد أن موسى قال : فأيهما تريد أن تنكحني؟ قال : التي دعتك، قال : لا إلا أن تكون تريد ما دخل في نفسك عليها فقال : هي عندي كذلك فزوجه وكانت الصغيرة واسمها صفوريا.
﴿ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حَجَجٍ ﴾ يعني عمل ثماني حجج فأسقط ذكر العمل واقتصر على المدة لأنه مفهوم منها، والعمل رعي الغنم.
واختلف في هذه الثماني حجج على قولين :
أحدهما : أنها صداق المنكوحة.
الثاني : أنها شرط الأب في إنكاحها إياه وليس بصداق.
﴿ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرَاً فَمِنْ عِنْدِكَ ﴾ قال ابن عباس كانت على نبي الله موسى ثماني حجج واجبة وكانت سنتان عِدة منه فقضى الله عنه عِدته فأتمها عشراً.
﴿ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ فيه قولان
: أحدهما : من الصالحين في حسن الصحبة. قاله ابن إسحاق.
الثاني : فيما وعده به.
حكى يحيى بن سلام أنه جعل لموسى كل سخلة توضع على خلاف شبه أمها فأوحى الله إلىموسى أن ألق عصاك في الماء فولدت كلهن خلاف شبههن. وقال غير يحيى : بل جعل له كل بلقاء فولدن كلهن بُلْقاً.
قوله تعالى :﴿ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ ﴾ قال السدي : لا سبيل عليّ.
﴿ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ فيه ثلاثة أوجه
: أحدها : قول السدي : شهيد.
الثاني : حفيظ، قاله قتادة.
الثالث : رقيب، قاله ابن شجرة.
فروي أن النبي ﷺ قال :« إِنَّ مُوسَى أَجَّرَ نَفْسَهُ بِعِفَّةِ فَرْجِهِ وَطُعْمَةِ بَطْنِهِ، فَقِيلَ لَهُ : أَيُّ الأَجَلَيْنِ قَضَى؟ فَقَالَ أَبَرُّهُمَا وَأَوفَاهُمَا
».
أحدهما : أنه استتارها بكم درعها، قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الثاني : أنه بعدها من النداء، قاله الحسن.
وفي سبب استحيائها ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها دعته لتكافئه وكان الأجمل مكافأته من غير عناء.
الثاني : لأنها كانت رسولة أبيها.
الثالث : ما قاله عمر لأنها ليست بسلفع من النساء خَرَّاجة ولاّجة.
﴿ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ ﴾ وفي أبيها قولان
: أحدهما : أنه شعيب النبي عليه السلام.
الثاني : أنه يثرون ابن أخي شعيب، قاله أبو عبيدة والكلبي.
وكان اسم التي دعت موسى وتزوجها : صفوريا. واسم الأخرى فيه قولان :
إحدهما : ليا، قاله ابن اسحاق.
الثاني : شرفا، قاله ابن جرير.
﴿ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ أي ليكافئك على ما سقيت لنا فمشت أمامه فوصف الريح عجيزتها فقال لها : امشي خلفي ودليني على الطريق إن أخطأت.
﴿ فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ ﴾ أي أخبره بخبره مع آل فرعون
. ﴿ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ قال ابن عباس : يعني أنه ليس لفرعون وقومه عليّ سلطان ولسنا في مملكته.
قوله تعالى :﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَآ أَبَتِ أَسْتَأْجِرْهُ ﴾ والقائلة هي التي دعته وهي الصغرى يعني استأجره لرعي الغنم.
﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ﴾ فيه قولان
: أحدهما : القوي فيما ولي، الأمين فيما استودع، قاله ابن عباس.
الثاني : القوي في بدنه، الأمين في عفافه. وروي أن أباها لما قالت له ذلك دخلته الغيرة فقال لها : وما علمك بقوته وأمانته؟ قالت : أما قوته فأنه كشف الصخرة التي على بئر آل فلان ولا يكشفها دون عشرة، وأما أمانته فإنه خلفني خلف ظهره حين مشى.
قوله تعالى :﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ فروى عبد الرحمن بن زيد أن موسى قال : فأيهما تريد أن تنكحني؟ قال : التي دعتك، قال : لا إلا أن تكون تريد ما دخل في نفسك عليها فقال : هي عندي كذلك فزوجه وكانت الصغيرة واسمها صفوريا.
﴿ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حَجَجٍ ﴾ يعني عمل ثماني حجج فأسقط ذكر العمل واقتصر على المدة لأنه مفهوم منها، والعمل رعي الغنم.
واختلف في هذه الثماني حجج على قولين :
أحدهما : أنها صداق المنكوحة.
الثاني : أنها شرط الأب في إنكاحها إياه وليس بصداق.
﴿ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرَاً فَمِنْ عِنْدِكَ ﴾ قال ابن عباس كانت على نبي الله موسى ثماني حجج واجبة وكانت سنتان عِدة منه فقضى الله عنه عِدته فأتمها عشراً.
﴿ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ فيه قولان
: أحدهما : من الصالحين في حسن الصحبة. قاله ابن إسحاق.
الثاني : فيما وعده به.
حكى يحيى بن سلام أنه جعل لموسى كل سخلة توضع على خلاف شبه أمها فأوحى الله إلىموسى أن ألق عصاك في الماء فولدت كلهن خلاف شبههن. وقال غير يحيى : بل جعل له كل بلقاء فولدن كلهن بُلْقاً.
قوله تعالى :﴿ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ ﴾ قال السدي : لا سبيل عليّ.
﴿ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ فيه ثلاثة أوجه
: أحدها : قول السدي : شهيد.
الثاني : حفيظ، قاله قتادة.
الثالث : رقيب، قاله ابن شجرة.
فروي أن النبي ﷺ قال :« إِنَّ مُوسَى أَجَّرَ نَفْسَهُ بِعِفَّةِ فَرْجِهِ وَطُعْمَةِ بَطْنِهِ، فَقِيلَ لَهُ : أَيُّ الأَجَلَيْنِ قَضَى؟ فَقَالَ أَبَرُّهُمَا وَأَوفَاهُمَا
».
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ
ﰜ
ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ
ﰝ
ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ
ﰞ
ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ
ﰟ
قوله :﴿ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ ﴾ يعني العمل الذي شُرِطَ عليه
. ﴿ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ﴾ أي بزوجته
. ﴿ ءَانَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً ﴾ أي رأى، وقد يعبر عن الرؤية بالعلم
. ﴿ قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُواْ إِنِّي ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي ءَاتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : بخبر الطريق الذي أراد قصده هل هو على صوبه أو منحرف عنه.
الثاني : بخبر النار التي رأها هل هي لخير يأنس به أو لشر يحذره.
﴿ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ ﴾ فيها أربعة أوجه
: أحدها : الجذوة أصل الشجرة فيها نار، قاله قتادة.
الثاني : أنها عود في بعضه نار وليس في بعضه نار، قاله الكلبي.
الثالث : أنها عود فيه نار ليس له لهب، قاله زيد بن أسلم.
الرابع : أنها شهاب من نار ذي لهب، قاله ابن عباس. قال الشاعر :
﴿ لَعلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ﴾ أي تستدفئون
. قوله تعالى :﴿ فَلَمَّآ أَتَاهَا ﴾ يعني النار أي قرب منها.
﴿ نُودِيَ مِن شَاطِيءِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارََكَةِ ﴾ وهي البقعة التي قال الله فيها لموسى ﴿ اخلَعْ نَعْلَيكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طَوًى ﴾.
واحتمل وصفها بالبركة وجهين :
أحدهما : لأن الله كلم فيها موسى وخصه فيها بالرسالة.
الثاني : أنها كانت من بقاع الخصب وبلاد الريف.
ثم قال تعالى :﴿ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ فأحل الله كلامه في الشجرة حتى سمعه موسى منها، لأنه لا يستطيع أن يسمعه من الله وهذه أعلى منازل الأنبياء أن يسمعوا كلام الله من غير رسول مبلغ وكان الكلام مقصوراً على تعريفه بأنه الله رب العالمين إثباتاً لوحدانيته ونفياً لربوبية غيره، وصار بهذا الكلام من أصفياء الله من رسله لأنه لا يصير رسولاً إلا بعد أمره بالرسالة، والأمر بها إنما كان بعد هذا الكلام.
فإن قيل : فكيف أضاف البركة إلى البقعة دون الشجرة والشجرة بالبركة أخص لأن الكلام عنها صدر ومنها سُمِعَ؟
قيل : عنه جوابان :
أحدهما : أن الشجرة لما كانت في البقعة أضاف البركة إلى البقعة لدخول الشجرة فيها ولم يخص به الشجرة فتخرج البقعةوصار إضافتها إلى البقعة أعم.
الثاني : أن البركة نفذت من الشجرة إلى البقعة فصارت البقعة بها مباركة فلذلك خصّها الله بذكر البركة، قاله ابن عباس، والشجرة هي العليق وهي العوسج.
قوله تعالى :﴿ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ... ﴾ الآية وإنما أمره بإلقاء عصاه في هذا الحال ليكون برهاناً عنده بأن الكلام الذي سمعه كلام الله ثم ليكون برهاناً له إلى من يرسل إليه من فرعون وملئه.
فإن قيل : فإذا كانت برهاناً إليه وبرهاناً له فلم ولَّى منها هارباً؟
قيل لأمرين :
أحدهما : رأى ما خالف العادة فخاف.
الثاني : أنه يجوز أن يظن الأمر بإلقائها لأجل أذاها فولَّى هارباً حتى نودي فعلم.
﴿... ولَمْ يُعَقِّبْ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : ولم يثبت، اشتقاقاً من العقب الذي يثبت القدم.
. ﴿ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ﴾ أي بزوجته
. ﴿ ءَانَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً ﴾ أي رأى، وقد يعبر عن الرؤية بالعلم
. ﴿ قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُواْ إِنِّي ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي ءَاتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : بخبر الطريق الذي أراد قصده هل هو على صوبه أو منحرف عنه.
الثاني : بخبر النار التي رأها هل هي لخير يأنس به أو لشر يحذره.
﴿ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ ﴾ فيها أربعة أوجه
: أحدها : الجذوة أصل الشجرة فيها نار، قاله قتادة.
الثاني : أنها عود في بعضه نار وليس في بعضه نار، قاله الكلبي.
الثالث : أنها عود فيه نار ليس له لهب، قاله زيد بن أسلم.
الرابع : أنها شهاب من نار ذي لهب، قاله ابن عباس. قال الشاعر :
وألقي على قبس من النار جذوة | شديدٌ عليها حميها والتهابها. |
. قوله تعالى :﴿ فَلَمَّآ أَتَاهَا ﴾ يعني النار أي قرب منها.
﴿ نُودِيَ مِن شَاطِيءِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارََكَةِ ﴾ وهي البقعة التي قال الله فيها لموسى ﴿ اخلَعْ نَعْلَيكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طَوًى ﴾.
واحتمل وصفها بالبركة وجهين :
أحدهما : لأن الله كلم فيها موسى وخصه فيها بالرسالة.
الثاني : أنها كانت من بقاع الخصب وبلاد الريف.
ثم قال تعالى :﴿ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ فأحل الله كلامه في الشجرة حتى سمعه موسى منها، لأنه لا يستطيع أن يسمعه من الله وهذه أعلى منازل الأنبياء أن يسمعوا كلام الله من غير رسول مبلغ وكان الكلام مقصوراً على تعريفه بأنه الله رب العالمين إثباتاً لوحدانيته ونفياً لربوبية غيره، وصار بهذا الكلام من أصفياء الله من رسله لأنه لا يصير رسولاً إلا بعد أمره بالرسالة، والأمر بها إنما كان بعد هذا الكلام.
فإن قيل : فكيف أضاف البركة إلى البقعة دون الشجرة والشجرة بالبركة أخص لأن الكلام عنها صدر ومنها سُمِعَ؟
قيل : عنه جوابان :
أحدهما : أن الشجرة لما كانت في البقعة أضاف البركة إلى البقعة لدخول الشجرة فيها ولم يخص به الشجرة فتخرج البقعةوصار إضافتها إلى البقعة أعم.
الثاني : أن البركة نفذت من الشجرة إلى البقعة فصارت البقعة بها مباركة فلذلك خصّها الله بذكر البركة، قاله ابن عباس، والشجرة هي العليق وهي العوسج.
قوله تعالى :﴿ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ... ﴾ الآية وإنما أمره بإلقاء عصاه في هذا الحال ليكون برهاناً عنده بأن الكلام الذي سمعه كلام الله ثم ليكون برهاناً له إلى من يرسل إليه من فرعون وملئه.
فإن قيل : فإذا كانت برهاناً إليه وبرهاناً له فلم ولَّى منها هارباً؟
قيل لأمرين :
أحدهما : رأى ما خالف العادة فخاف.
الثاني : أنه يجوز أن يظن الأمر بإلقائها لأجل أذاها فولَّى هارباً حتى نودي فعلم.
﴿... ولَمْ يُعَقِّبْ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : ولم يثبت، اشتقاقاً من العقب الذي يثبت القدم.
272
الثاني : ولم يتأخر لسرعة مبادرته.
ويحتمل ثالثاً : أي لم يلتفت إلى عقبه لشدة خوفه وسرعة هربه.
﴿ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مَنَ الآمِنِينَ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : الآمنين من الخوف.
الثاني : من المرسلين لقوله تعالى :﴿ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴾ قال ابن بحر : فصار على هذا التأويل رسولاً بهذا القول. وعلى التأويل الأول يصير رسولاً بقوله :﴿ فَذَانِكَ بُرْهَاناَنِ مِنَ رَبِّكَ إلَى فِرْعَونَ وَمَلإِئْهِ ﴾ والبرهانان اليد والعصا.
وفي قوله تعالى :﴿ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ ﴾ وجهان :
أحدهما : أن الجناح الجيب جيب القميص وكان عليه مدرعة صوف.
الثاني : أن الجيب جنب البدن.
﴿ مِنَ الرَّهْبِ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : أن الرهب الكُمّ، قاله مورق.
الثاني : أنه من الخوف.
ويحتمل ثالثاً : أي لم يلتفت إلى عقبه لشدة خوفه وسرعة هربه.
﴿ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مَنَ الآمِنِينَ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : الآمنين من الخوف.
الثاني : من المرسلين لقوله تعالى :﴿ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴾ قال ابن بحر : فصار على هذا التأويل رسولاً بهذا القول. وعلى التأويل الأول يصير رسولاً بقوله :﴿ فَذَانِكَ بُرْهَاناَنِ مِنَ رَبِّكَ إلَى فِرْعَونَ وَمَلإِئْهِ ﴾ والبرهانان اليد والعصا.
وفي قوله تعالى :﴿ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ ﴾ وجهان :
أحدهما : أن الجناح الجيب جيب القميص وكان عليه مدرعة صوف.
الثاني : أن الجيب جنب البدن.
﴿ مِنَ الرَّهْبِ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : أن الرهب الكُمّ، قاله مورق.
الثاني : أنه من الخوف.
273
قوله تعالى :﴿ رِدْءاً ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : عوناً، قاله مجاهد.
الثاني : زيادة، والردء الزيادة وهو قول مسلم بن جندب وأنشد قول الشاعر :
: أحدهما : عوناً، قاله مجاهد.
الثاني : زيادة، والردء الزيادة وهو قول مسلم بن جندب وأنشد قول الشاعر :