ﰡ
هَوَى - مَالَ إِلى الغُُرُوبِ.
الغَاوِي - هُوَ مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ وَيَعْدِلُ عَنْهُ قَصْداً أَوْ هُوَ مَنْ يَعْتَقِدُ صِحَّةَ البَاطِلِ.
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ: لاَ أَقُولُ إِلاَّ حَقّاً.
شَدِيدُ القُوَى - أَمِينُ الوَحْي جِبْرِيلُ، عَلَيهِ السَّلاَم.
اسْتَوى - اسْتَقَامَ عَلَى صُورَتِهِ الخِلْقِيَّةِ.
ذُو مِرَّةٍ - ذُو قُوَّةٍ أَوْ خَلْقٍ حَسَنٍ.
تَدَلَّى - انْحَدَرَ رُوَيداً رُوَيداً إِلى أَسْفَلٍ.
عَبْدِهِ - أَيْ عَبدِ اللهِ وَرَسُولِهِ.
(١٢) - أَفَتُكَذِّبُونَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، وَتُجَادِلُونَه فِيما رَآهُ بِعَينِهِ مِنْ صُورَةِ جِبْرِيلَ، عَلَيهِ السَّلامُ.
أَفَتُمَارُونَهُ - أَتُكَذِّبُونَهُ، وَتُجَادِلُونَهُ.
(١٣) - وَلَقَد رَأَى مُحَمَّدٌ جِبْرِيلَ عَلَيهِما السَّلامُ في صُورَتِهِ التِي خَلَقَه اللهُ عَلَيها مَرَّةً أُخْرى.
نَزْلَةً أُخْرى - مَرَّةً أُخْرى.
(١٨) - وَقَدْ رَأًَى مُحمَّدٌ لَيْلَةَ المِعْرَاجِ الكَثِيرَ مِنْ آياتِ رَبِّه الكَرِيمِ، وَعَجَائِبِ خَلْقِهِ.
(١٩) - يُقَرِّعُ اللهُ تَعَالى المُشْرِكِينَ عَلى عِبَادَتِهِم الأَصْنَامَ والأَوْثَانَ، وَعَلى اتِخَاذِهِمْ إِيَّاهَا أَرْبَاباً، وَعَلَى إِقَامَةِ بُيُوتِ العِبَادَةِ لَها وَيَقُولُ لَهُمْ: لَقَدْ سَمِعْتُمْ مَا قَصَّهُ اللهُ تَعالى عَنْ عَظَمَتِهِ وَجَلاَلِهِ، وَوَاسِعِ قُدْرَتِهِ فِيما خَلَقَ، أفَبعْد ذَلِكَ تَجْعَلُونَ هذهِ الأَصْنَامَ، التِي لاَ تَمْلِكُ لِنَفْسِها وَلا لِغَيرِهَا نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً، شُرَكَاء للهِ في العِبَادَةِ؟
الَّلاَتَ - صَخْرةً بَيْضَاءَ مَنْقُوشَةً كَانَ عَلَيها بَيْتٌ بِالطَّائِفِ لَهُ أَسْتَارٌ وَسَدَنَةٌ يَفْتَخِرُونَ بِهِ عَلَى أَحْيَاءِ العَرَب بَعْدَ قُريشٍ.
العُزَّى - شَجَرَةً عِنْدَهَا بِنَاءٌ وأَسْتَارٌ بِنَخْلَةَ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ، وَكَانَتْ قُرَيشٌ تَعَظِّمُهَا.
(٢٠) - كَانَتْ مَنَاةُ صَنَماً في المَشَلِّلِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، وَكَانَتِ الأَوْسُ وَالخَزْرَجُ يُعَظِّمُونَها فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَيُهِلُّونَ مِنْها إِلى الحَجِّ إِلى الكَعْبَةِ.
ضِيزَى - جَائِرةٌ لاَ عَدْلَ فِيها.
(٢٣) - وهذِهِ الأَصْنَامُ التِي يَعْبُدُها هؤلاءِ المُشْرِكُونَ مَا هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ لا حَقِيقَةَ لَها، سَمَّوْهَا هُمْ وَآبَاؤُهم، وَجَعَلُوها آلِهةً لَهُمْ، عَكَفُوا عَلَى عِبَادَتِها، وَلَيسَ لَهُمْ مِنْ دَليلٍ وَلاَ بُرْهَانٍ عَلَى صِحَّةِ مَا يَعْتَقِدُونَ مِنْ أُلُوهِيَّتِها، وَإِنما هُمْ يَتَّبِعُونَ في ذَلِكَ الظَنَّ والتَّخْمِينَ وَهَوى الأَنْفُسِ، وَتَقْلِيدَ الآبَاءِ، واعتِقَادَهُمْ أَنَّ الآباءَ لاَ يُمْكِنَ أَنْ يَكُونُوا عَلَى ضَلالٍ، وََلَقَد اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم، وَقَلَّدُوا آبَاءَهُمْ وَثَابَرُوا عَلَى عِبَادَةِ هذهِ الأَصْنَامِ، مَعَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ إليهم الرَّسُولَ بالهُدَى والحَقِّ، وَالدَّلِيلِ القَاطِعِ، عَلَى وُجُودِ اللهِ ووحْدَانِيّتِهِ، وأنه لاَ إله إِلا هُوَ، فَكَانَ عَلَيهم أنْ يَتِّعِظُوا بِما جَاءَهُمْ، وأَنْ يُقْلِعُوا عَنِ الشِّرْكِ وَعَنْ عِبَادَةِ الأَصْنَامِ، وَأَنْ يَتَّبِعُوا رَسُولَ اللهِ حَقّاً وَصِدْقاً، وَلكِنَّهُمْ أَعْرَضُوا وَتَوَلَّوا.
(٢٤) - إِنَّهُمْ يَتَمَنَّون شَفَاعَةَ هذِهِ الأَصْنَامِ عِنْدَ اللهِ، وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ مَا يَتَمَنَّاهُ المَرْءُ يَحْصُلُ عَلَيهِ، وَلا كُلُّ مَنْ أرَادَ شَيْئاً وَصَلَ إليهِ.
(٢٦) - وَكَثيرٌ مِنَ المَلاَئِكَةِ لا تُفيدُ شَفَاعَتُهُمْ شَيئاً إِلاَّ إِذا أَذِنَ لَهُمُ اللهُ تَعَالى بالشَّفَاعَةِ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى عَنْهُمْ. وَإِذا كَانَ هذا حَالَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ مِنَ اللهِ تَعَالى، فَكَيفَ يَرْجُو هؤُلاءِ الجَاهِلُونَ شَفَاعَةَ أَصْنَامٍ لَهُمْ عِنْدَ اللهِ، وَهِيَ حِجَارَةٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ.
لاَ تُغْنِي - لا تَدْفَعُ وَلاَ تَنْفَعُ.
(٢٧) - يُنكِرُ اللهُ تَعَالى عَلَى المُشْرِكِينَ جَعْلَ المَلاَئِكَةِ إِناثاً، وَتَسْمِيتَهُمْ بِأسْماءِ الإِنَاثِ، تَعَالى اللهُ عَنْ كُفْرِهِمْ وَشِرْكِهِمْ، وَتَنَزَّهَ تَعَالى عَنِ الصَّاحِبَةِ وَالوَلَدِ.
(وَجَاءَ في الصَّحِيحِ: " إِيَّاكُمْ والظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ ").
(٢٩) - فَأَعْرِضْ عَنْ مِثْلِ هؤُلاءِ الذِينَ أَعْرَضُوا عَنِ القُرآنِ وَمَا فِيهِ مِنَ الحَقِّ والهُدَى، وَجَعَلُوا هَمَّهُمُ الدُّنيا وَمَا فِيها مِنْ مُتَعٍ وَمَلَذَّاتٍ، وَاهْجُرْهُمْ وَلاَ تَهْتَمَّ بِمَصِيرِهِمْ.
(٣١) - يُخْبِرُ اللهُ تَعَالى عِبَادَه بِأَنَّه خَالِقُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَمَا فِيهما، وَأَنَّ جَميعَ مَا فِي الوُجُودِ مُلْكُهُ وَتَحْتَ قَهْرِهِ وَسُلْطَانِهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ بِما في النُّفُوسِ والصًُّدُورِ، وَقَدْ خَلَقَ الخَلْقَ بِالحقِّ وَالعَدْلِ، وَأَمَرَ الخَلقَ بعبادَتِهِ وَالإِخلاصِ فِيها، وَنَهَاهُم عَنِ الكُفْرِ وَالمَعَاصِي، وَهُوَ لَنْ يُهمِلَ أَمْرَ الخَلق، وَسَيُجَازي كُلَّ وَاحِدٍ بِعَمَلِهِ: السَّيِّئ عَلَى إِسَاءَتِهِ وَالمُحْسِنَ عَلَى إِحْسَانِهِ.
(٣٢) - يُبَيِّنُ اللهُ تَعَالى في هذِهِ الآيةِ الكَريمةِ أَوْصَافَ المُحْسِنينَ الذينَ يَجْزِيهِمْ في الآخِرَةِ بالحُسْنى فَيَقُولُ: مِنْ صِفَاتِ هؤُلاءِ المُحْسِنينَ أنَّهم يَبْتَعِدُونَ عَنْ كَبَائِرِ الإِثْمِ، وَعَنِ الفَوَاحِشِ، وَلا يَجْتَرِحُونَ السَّيِّئاتِ، وَلاَ يَرْتَكِبُونَ المُحرَّمَاتِ وَالكَبَائِرَ (كَالقَتْلِ وَالزِّنا وَأكْلِ الرِّبا وَأَكلِ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفِ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاتِ).
وَإِذا وَقَعَتْ مِنْهُمْ بَعْضُ صَغَائِرِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ اللهَ تَعَالى وَاسعُ المَغْفِرَةِ يَغْفِرُها لَهُم لِقَولِهِ تَعَالى ﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ﴾. وَاللهُ تَعَالى بَصِيرٌ بأَحْوالِ العِبَادِ، عَلِيمٌ بِأَقْوالِهِمْ وَأَفْعَالِهم، وَحِينَ ابتَدأ اللهُ تَعَالى خَلْقَهُمْ وَهُمْ أَجِنَّةٌ في بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ علمَ مَا سَيَكُونَ مُسِيئاً.
ثُمَّ أَمَرَ اللهُ العِبَادَ بألاَّ يُزَكُّوا، أَنْفُسَهُم، وَلا يُثْنُوا عَلَيها، وَلاَ يَمْدَحُوها، لأنَّ اللهَ تَعَالى وَحْدَهُ العَالِمُ مَنْ هُوَ البَرُّ التَّقِيُّ الصَّالحُ، وَمَنْ هُوَ الفَاجِرُ الشَّقِيُّ السَّيِّئُ.
" وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ يَمْدَحَ أَحَدٌ صَاحِبَهُ أمَامَ آخَرِينَ، وَأَنْ يَكْتَفِي بِالقَوْلِ: أَحْسَبُ أَنَّ فُلاناً واللهُ حَسِيبُهُ، وَلا أُزكِّي أَحَداً عَلَى اللهِ، أَحْسَبُه كَذا وَكَذَا إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ "
الفَواحِشَ - مَا عَظُمَ قُبْحُهُ مِنَ الكَبَائِرِ.
اللَّمَمَ - صَغَائِرَ الذُّنُوبِ.
فَلا تُزَكُّو أَنْفُسَكُمْ - فَلا تَمْدَحُوها بِحُسْنِ الأَعْمَالِ.
(٣٣) - أَرَأَيْتَ حَالَ هذا الذِي تَوَلَّى عَنْ طَاعَةِ اللهِ تَعَالى، وَأَعْرَضَ عَنِ اتِّبَاعِ الحَقِّ؟
أَكْدَى -تَوَقَّفَ عَنِ السَّيرِ كَلَلاً أَو قَطَعَ عَطِيَّتَهُ بُخْلاً.
(٣٧) - وَبِما فِي صُحُفِ إِبْراهِيمَ الذِي وَفَّى بِمَا عَاهَدَ اللهَ عَلَيهِ، وَقَامَ بِجَمِيعِ مَا أَمَرَهُ رَبُّهُ؟
لاَ تَزرُ - لاَ تَحْمِلُ نَفْسٌ آثِمَةٌ نَفْسٍ أُخْرى.
(٣٩) - وَلا تُحاسَبُ نَفْسٌ إِلاَّ عَلَى مَا عَمِلَتْهُ.
(٤١) - ثُمَّ يُجزَى الإِنْسَانُ بِعَمَلِهِ أَوْفَى الجَزَاء وَأَوْفَرَهُ.
المُنْتَهى - المَصِيرُ وَالنِّهَايَةُ في الآخِرَةِ لِلْجَزاءِ.
تُمْنَى - تَتَدَفَّقُ في الرَّحِمِ.
النَّشْأَةَ الأُخْرى - الإِحْيَاءَ بَعْدَ الإِمَاتَةِ.
أَقْنَى - أَفْقَرَ أَوْ أَرْضَى بِمَا أَعْطَى.
وَقَدْ خَصَّ اللهُ تَعَالى كَوْكَب الشِّعْرى بالذِّكْرِ لأنَّ أُناساً من العَرَبِ كَانُوا يَعْبُدُونَه في الجَاهِلِيَّةِ.
الشِّعْرى - كَوْكَبٌ مَعْرُوفٌ كَانَ بَعْضُ العَرَبِ يَعْبُدُهُ.
عَاداً الأُولى - قَوْمَ هُودٍ.
(٥١) - وَأَهْلَكَ ثَمُودَ، قَوْمَ صَالِحٍ، بَعْدَ أَنْ أَهْلَكَ عَاداً، فَلَمْ يُبْقِ مِنْهُمْ أَحَداً.
ثَمُودُ - قَوْمُ صَالِحٍ.
أَهْوَى - أَسْقَطَهَا إِلى الأَرْضِ بَعْدَ رَفْعِها.
المُؤْتَفِكَةَ - قُرَى قَوْمِ لُوطٍ التِي جَعَلَ عَاليَهَا سَافِلَهَا.
(٥٤) - وَبَعْدَ أَنْ قَلَبَ اللهُ تَعَالى قُرَى لُوطٍ، وَجَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، أَمْطَرَها بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ فَغَشِيَها مِنَ الحِجَارةِ (أَوْ مِنَ العَذَابِ النَّازِلِ بِها) الشَّيءُ الكَثِيرُ الذِي لا يُوصَفُ (مَا غَشَّى).
غَشَّاهَا - أَلْبَسَها وَغَطَّاهَا بِأَنْواعٍ مِنَ العَذَابِ.
(٥٥) - فَبِأَيِّ نِعَمِ رَبِّكَ عَلَيكَ تَرْتَابُ وَتَتَشَكَّكُ يَا أَيُّها الإِنْسَانُ؟
تَتَمارَى - تَرْتَابُ وَتَتَشَكَّكُ.
(وَقِيلَ إِنَّ مَعْنَى الآيةِ هُوَ: أَنَّ هذا القُرآنَ نَذِيرٌ مِنْ جِنْسِ الكُتُبِ التِي جَاءَتْ تُنْذِرُ الأُمَمَ الخَالِيَةَ).
أزِفَتْ - اقْتَرَبَتْ وَدَنَتْ.
الآزِفَةُ - السَّاعَةُ.
كَاشِفَةٌ - نَفْسٌ تَكْشِفُ أهْوَالَها وَشَدائِدَها.
(٦١) - وَكَيفَ تَتَلَقَّوْنَ مَوَاعِظَ القُرآنِ وَعِبَرَهُ وَحُجَجَهُ، وَأَنْتُم لاَهُونَ مُعْرِضُونَ غَافِلُونَ؟
سَامِدُونَ - لاَهُونَ مُعْرِضُونَ غَافِلُونَ.