ﰡ
قوله تعالى ﴿ طسم تلك آيات الكتاب المبين ﴾
انظر بداية سورة الشعراء ﴿ طسم ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ طسم تلك آيات الكتاب المبين ﴾ يعني مبين والله بركته ورشده وهداه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون ﴾ يقول في هذا القرآن نبأهم، وقوله ﴿ لقوم يؤمنون ﴾ يقول : لقوم يصدقون بهذا الكتاب.
أخرج ابن أبي حاتم والطبري بسنديهما الحسن عن قتادة ﴿ إن فرعون علا في الأرض ﴾ أي : بغى في الأرض.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وجعل أهلها شيعا ﴾ أي فرقا يذبح طائفة منهم، ويستحيي طائفة ويعذب طائفة، ويستعبد طائفة قال الله عز وجل ﴿ يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ﴾.
وانظر سورة البقرة آية ( ٤٩ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ﴾ قال : بنو إسرائيل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ونجعلهم أئمة ﴾ أي : ولاة الأمر.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله ﴿ ونجعلهم الوارثين ﴾ قال : يرثون الأرض من بعد آل فرعون.
قال الشيخ الشنقيطي : لم يبين هنا السبب الذي جعلهم أئمة جمع إمام أي قادة في الخير، دعاة إليه على أظهر القولين. ولم يبين هنا أيضا الشيء الذي جعلهم وارثيه، ولكنه تعالى بين جميع ذلك في غير هذا الوضع، فبين السبب الذي جعلهم به أئمة في قوله تعالى :﴿ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ﴾ فالصبر واليقين، هما السبب في ذلك، وبين الشيء الذي جعلهم له وارثين بقوله تعالى ﴿ وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها ﴾ الآية وقوله تعالى ﴿ كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين ﴾، وقوله تعالى ﴿ فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل ﴾.
قال ابن كثير : قال تعالى ﴿ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ﴾ وقد فعل تعالى ذلك بهم، كما قال ﴿ وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ﴾ وقال ﴿ كذلك وأورثناها بني إسرائيل ﴾.
وفيهن قصة موسى أول حياته، انظر سورة طه ( ٣٧- ٤١ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وأوحينا إلى أم موسى ﴾ وحيا جاءها من الله، فقذف في قلبها، وليس بوحي نبوة أن أرضعي موسى ﴿ فإذا خفتِ عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني ﴾... الآية.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ فألقيه في اليم ﴾ قال : هو البحر النيل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وهم لا يشعرون ﴾ قال : وهم لا يشعرون أن هلاكهم على يديه، وفي زمانه.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ﴾ قال : فارغا ليس بها همّ غيره.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي، قال : لما جاءت أمه أخذ منها، يعني الرضاع، فكادت أن تقول : هو ابني، فعصمها الله، فذلك قول الله ﴿ إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها ﴾.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة، قال الله ﴿ لولا أن ربطنا على قلبها ﴾ أي : بالإيمان ﴿ لتكون من المؤمنين ﴾.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ عن جنب ﴾ قال : بعد.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون ﴾ أنها أخته، قال : جعلت تنظر إليه كأنها لا تريده.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وحرمنا عليه المراضع من قبل ﴾ قال : جعل لا يؤتى بامرأة إلا لم يأخذ ثديها، قال ﴿ فقالت ﴾ أخته ﴿ هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون ﴾.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله ﴿ ولتعلم أن وعد الله حق ﴾ فوعدها أنه راده إليها و﴿ جاعله ﴾ من المرسلين، ففعل الله بها ذلك.
في هذه الآيات قصة قتلة للقطبي والبحث عن موسى لقتله، وقد ورد ذكر هذه القصة في سورة طه ( ٤٠ ) والشعراء ( ١٤ ).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ ولما بلغ أشده واستوى ﴾ قال : استوى : بلغ أربعين سنة.
أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ آتيناه حكما وعلما ﴾ قال : الفقه والعقل والعمل قبل النبوة.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عباس قوله ﴿ ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته ﴾- إسرائيلي- ﴿ وهذا من عدوه ﴾- قبطي-.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه ﴾ قال : الاستنصار والاستصراخ واحد.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي قال موسى للإسرائيلي ﴿ إنك لغوي مبين ﴾ ثم أقبل لينصره، فلما نظر إلى موسى قد أقبل نحوه ليبطش بالرجل الذي يقاتل الإسرائيلي، ﴿ قال ﴾ الإسرائيلي، وفرق من موسى أن يبطش به من أجل أنه أغلظ له الكلام :﴿ يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفس بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ﴾ فتركه موسى.
وفيها قصة موسى في منطقة مدين وزواجه هناك.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله ﴿ ولما توجه تلقاء مدين ﴾ ومدين ماء كان عليه قوم شعيب.
قال الطبري : حدثنا ابن بشار، قال : ثنا عبد الرحمن، قال : ثنا عباد بن راشد، عن الحسن ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ قال : الطريق المستقيم. وسنده حسن.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ سواء السبيل ﴾ قال : قصد السبيل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله :﴿ تذودان ﴾ يقول : تحبسان.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ حتى يصدر الرعاء ﴾ قال : فتشرب فضالتهم.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان ﴾ قال : أي حابستين شاءهما تذودان الناس عن شائهما.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة : تصدق عليم نبي الله صلى الله عليه وسلم، فسقى لهمان فلم يلبث أن أروى غنمهما.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ من خير فقير ﴾ قال : شيء من طعام.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ إن خير من استأجرت القوي الأمين ﴾ قال : بلغنا أن قوته كانت سرعة ما أروى غنمهما. قال : بلغنا أنه ملأ الحوض بدلو واحدة. قال : وأما أمانته فإنه أمرها أن تمشي خلفه.
أخرج البستي بسنده الحسن عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس : أي الأجلين قضى موسى ؟ قال : أخيرهما وأوفاهما.
وفيها قصة تكليم الله موسى وتمكينه بمعجزة العصا واليد، وقد تقدم ذكرها في سورة الأعراف ( ١٤٣- ١٤٤ ) وسورة طه ( ٩-٢٤ ) والشعراء ( ١٠-١٥ ).
قوله تعالى ﴿ فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ﴾.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ فلما قضى موسى الأجل ﴾ قال : عشر سنين، ثم مكث بعد ذلك عشرا أخرى.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا ﴾ أي : أحسست نارا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ أو جذوة من النار ﴾ يقول : شهاب.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ أو جذوة ﴾ والجذوة أصل شجرة فيها نار.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ أو جذوة من النار ﴾ قال : شعلة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ فلا أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ﴾ قال : نودي من عند الشجرة ﴿ أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ولى مدبرا ﴾ فارا منها ﴿ ولم يعقب ﴾ يقول : ولم يرجع على عقبه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ واضمم إليك جناحك من الرهب ﴾ أي : من الرعب.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ فذانك برهانان من ربك ﴾ العصا واليد آيتان.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿ ردءا يصدقني ﴾ يقول : كي يصدقني.
قال ابن كثير : يخبر تعالى عن كفر فرعون وطغيانه وافترائه في دعوى الإلهية لنفسه القبيحة- لعنه الله- كما قال تعالى ﴿ فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ﴾ وذلك لأنه دعاهم إلى الاعتراف له بالإلهية، فأجابوه إلى ذلك بقلة عقولهم وسخافة أذهانهم، لهذا قال ﴿ يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ﴾ قال تعالى إخبارا عنه ﴿ فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن ذلك لعبرة لمن يخشى ﴾.
وانظر سورة الزخرف آية ( ٥٤ ) وسورة النازعات ( ٢٣-٢٦ ) وسورة غافر ( ٣٦-٣٧ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ﴾ قال لعنوا في الدنيا والآخرة، قال هو كقوله ﴿ وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ وما كنت ﴾ يا محمد ﴿ بجانب الغربي ﴾ يقول : بجانب غربي الجبل ﴿ إذ قضينا إلى موسى الأمر ﴾.
قال النسائي : أنا علي بن حجر، أنا عيسى- وهو : ابن يونس- عن حمزة الزيات، عن الأعمش، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة ﴿ وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ﴾ قال : نودي أن يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني وأجبتكم قبل أن تدعوني.
( التفسير ٢/١٤٣ ح ٤٠٢ ). وأخرجه الطبري ( التفسير٢٠/ ٨١-٨٢ ) من طريق سليمان وحجاج. وابن أبي حاتم ( التفسير- سورة القصص- آية ٤٦، ح ٣٣٥ ) والحاكم ( المستدرك ٢/ ٤٠٨ ) كلاهما من طريق أبي قطن عمرو بن الهيثم، كلهم عن حمزة الزيات به، وعند الطبري عمرو بن الهيثم، كلهم عن حمزة الزيات به، وعند الطبري زيادة، وهي قوله : قال : وهو قوله حين قال موسى ﴿ واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة... ﴾. قال الحاكم : حديث صحيح على شرط مسلم. ولم يخرجاه. وصحح إسناده كل من محقق تفسيري النسائي وابن أبي حاتم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ولكن رحمة من ربك ﴾ ما قصصنا عليك ﴿ لتنذر قوما ﴾... الآية.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن مجاهد في قول الله ﴿ ساحران تظاهرا ﴾ قال : يهود لموسى وهارون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ سحران تظاهرا ﴾ يقول : التوراة والقرآن.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ قالوا سحران تظاهرا ﴾ قالت ذلك أعداء الله اليهود للإنجيل والفرقان، فمن قال ﴿ ساحران ﴾ فيقول : محمد، وعيسى بن مريم.
أخرج ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ إنا بكل كافرون ﴾ قالوا : نكفر أيضا بما أوتي محمد.
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان، ثنا يزيد بن هارون، ثنا حماد، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن رفاعة القرظي، قال : نزلت ﴿ ولقد وصلنا لهم القول ﴾ في عشرة، أنا أحدهم.
( التفسير- سورة القصص/ ٥١ ح ٣٧٠ ). وأخرجه الطبري ( التفسير ٢٠/ ٥٦ ) من طريق عثمان بن مسلم عن حماد بن سلمة به. وأخرجه الطبراني في ( المعجم الكبير ( ٥/٤٧ ) بإسنادين إلى رفاعة، قال الهيثمي عن أحدهما : متصل ورجاله ثقات ( مجمع الزوائد ٧/٨٨ ) وصحح إسناده محقق ابن أبي حاتم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ولقد وصلنا لهم القول ﴾ قال : وصل الله لهم القول في هذا القرآن يخبرهم كيف صنع بمن مضى، وكيف هو صانع ﴿ لعلهم يتذكرون ﴾.
أخرج آدم بن إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ ولقد وصلنا لهم القول ﴾ قال : قريش.
أخرجه الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به ﴾... إلى قوله ﴿ لا نبتغي الجاهلين ﴾ في مسلمة أهل الكتاب.
قوله تعالى ﴿ أولئك يؤتون أجرهم مرتين ﴾.
قال مسلم : حدثنا بن يحيى، أخبرنا هشيم، عن صالح بن صالح الهمداني، عن الشعبي، قال : رأيت رجلا من أهل خراسان سأل الشعبي فقال : يا أبا عمرو ! إن من قبلنا من أهل خراسان يقولون، في الرجل، إذا أعتق أمته ثم تزوجها : فهو كالراكب بدنته. فقال الشعبي : حدثني أبو برده بن أبي موسى، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة يُؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتّبعه وصدّقه، فله أجران. وعبد مملوك أدّى حق الله تعالى وحق سيده، فله أجران. ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها. ثم أدّبها فأحسن أدبها. ثم أعتقها تزوجها، فله أجران ". ثم قال الشعبي للخراساني : خذ هذا الحديث بغير شيء، فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا إلى المدينة.
( صحيح مسلم ١/ ١٣٤- ١٣٥- ك الإيمان، ب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ح ١٥٤ ).
قال أحمد : ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني، ثنا بن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال : إني لتحت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فقال قولا حسنا جميلا، وكان فيما قال :" من أسلم من أهل الكتابين فله أجره مرتين وله مالنا وعليه ما علينا، ومن أسلم من المشركين فله أجره وله مالنا وعليه وما علينا ).
( المسن ٥/ ٢٥٩ ). وأخرجه الطبراني ( المعجم الكبير ٨/ ٢٢٤ ح ٧٧٨٦ ) من طريق : عبد الله بن صالح عن الليث عن سليمان بن عبد الرحمن به، فهذه متابعة من الليث بن سعد لابن لهيعة يتقوى بها حديثه. فيكون حسنا إن شاء الله ).
وقذه الحِلم : إذا سكَّنه، والوقذ في الأصل : الضرب المثخن والكسر ( النهاية لابن الأثير ٥/٢١٢ ).
قال البخاري : حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ؛ فقال : أي عمّ ؛ قل لا إله إلا الله كلمة أحاجّ لك بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : أترغب عن ملة عبد المطلب ! فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويُعيدانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله. قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأستغفرن لك ما لم أنه عنك. فأنزل الله ﴿ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ﴾، وأنزل الله في أبي طالب ؛ فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء ﴾. ( صحيح البخاري ٨/ ٣٦٥- ك التفسير- سورة القصص ح ٤٧٧٢ )، ( صحيح مسلم ١/ ٥٤- ك الإيمان، ب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ح ٢٤ ).
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ وهو أعلم بالمهتدين ﴾ قال : بمن قدر له الهدى والضلالة.
قال الشيخ الشنقيطي : ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن نبيه صلى الله عليه وسلم لا يهدي من أحب هدايته ؛ ولكنه جل وعلا هو الذي يهدي من يشاء هداه، وهو أعلم بالمهتدين. وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية جاء موضحا في آيات كثيرة كقوله ﴿ إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل ﴾ الآية، وقوله ﴿ ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ﴾ قال الله ﴿ أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء ﴾ يقول : أو لم يكونوا آمنين في حرمهم لا يغزون فيه ولا يخافون، يجبى إليه ثمرات كل شيء.
انظر سورة الإسراء آية ( ١٥-١٧ ).
قال ابن كثير : يقول تعالى مخبرا عن حقارة الدنيا، وما فيها من الزينة الدنيئة والزهرة الفانية بالنسبة إلى ما أعده الله لعباده الصالحين في الدار الآخرة من النعيم العظيم المقيم، كما قال ﴿ ما عندكم ينفذ وما عند الله باق ﴾ وقال ﴿ وما عند الله خير للأبرار ﴾ وقال ﴿ وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ﴾ وقال ﴿ بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ﴾ وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " والله ما الدنيا في الآخرة، إلا كما يغمس أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر ماذا يرجع إليه ".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ أفمن عدناه وعدا حسنا فهو لاقية ﴾ قال : هو المؤمن سمع كتاب الله فصدق به وآمن بما وعد الله فيه ﴿ كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ﴾ هو هذا الكافر ليس والله كالمؤمن ﴿ ثم هو يوم القيامة من المحضرين ﴾ : أي في عذاب الله.
وانظر سورة الكهف آية ( ٥٢ ).
انظر سورة البقرة آية ( ١٦٦ ).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى ﴿ هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا ﴾ قال : هم الشياطين.
قال ابن كثير : وقوله ﴿ لو أنهم كانوا يهتدون ﴾ أي : فودوا حين عاينوا العذاب لو أنهم من المهتدين في الدار الدنيا وهذا كقوله تعالى ﴿ ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا ﴾.
وانظر سورة الكهف آية ( ٥٢-٥٣ ).
قال ابن كثير : وقوله ﴿ ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ﴾ النداء الأول عن سؤال التوحيد، وهذا فيه إثبات النبوات : ماذا كان جوابكم للمرسلين إليكم ؟ وكيف كان حالكم معهم ؟ وهذا كما يسأل العبد في قبره : من ربك ؟ ومن نبيك ؟ وما دينك ؟ فأما المؤمن فيشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله وأما الكافر فيقول : هاه.. هاه. لا أدري. ولهذا لا جواب له يوم القيامة غير السكوت، لأن من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا، ولهذا قال تعالى :﴿ فعميَت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون ﴾.
قال ابن كثير : وقوله ﴿ ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ﴾ النداء الأول عن سؤال التوحيد، وهذا فيه إثبات النبوات : ماذا كان جوابكم للمرسلين إليكم ؟ وكيف كان حالكم معهم ؟ وهذا كما يسأل العبد في قبره : من ربك ؟ ومن نبيك ؟ وما دينك ؟ فأما المؤمن فيشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله وأما الكافر فيقول : هاه.. هاه. لا أدري. ولهذا لا جواب له يوم القيامة غير السكوت، لأن من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا، ولهذا قال تعالى :﴿ فعميَت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون ﴾.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ فعميت عليهم الأنباء ﴾ قال : الحجج، يعني الحجة.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ فهم لا يتساءلون ﴾ قال : لا يتساءلون بالأنساب ولا يتماتون بالقربات، إنهم كانوا في الدنيا إذا التقوا تساءلوا وتماتوا.
قال ابن كثير : وقوله ﴿ ما كان لهم الخيرة ﴾ نفي على أصح القولين، كقوله تعالى ﴿ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ﴾.
قال ابن كثير :﴿ وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون ﴾ أي : يعلم ما تكن الضمائر، وما تنطوي عليه السرائر، كما يعلم ما تبديه الظواهر من سائر الخلائق ﴿ سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ﴾.
انظر سورة الإسراء آية ( ١٢ ).
انظر سورة الكهف آية ( ٥٢ ) فيها تفصيل عن الشيخ الشنقيطي، وانظر الآية ( ٦٢ ) من هذه السورة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ ونزعنا من كل أمة شهيدا ﴾ وشهيدها : نبيها، يشهد عليها أنه قد بلغ رسالة ربه.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ فقلنا هاتوا برهانكم ﴾ قال : حجتكم لما كنتم تعبدون وتقولون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قال : إنما بغى عليهم بكثرة ماله.
أخرجه عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ مفاتحه لتنوء بالعصبة ﴾ قال : كانت من جلود الإبل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ لتنوء بالعصبة ﴾ يقول : تثقل. وأما العصبة فإنها الجماعة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ إن الله لا يحب الفرحين ﴾ يقول : المرحين.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ قال الحسن : ما أحل الله لك منها، فإن لك فيها غنى وكفاية.
قال ابن كثير : يقول تعالى مخبرا عن جواب قارون لقومه، حين نصحوه وأرشدوه إلى الخير ﴿ قال إنما أوتيته على علم عندي ﴾ أي : أنا لا أفتقر إلى ما تقولون، فإن الله تعالى إنما أعطاني هذا المال لعلمه بأني أستحقه، ولمحبته لي فتقديره : إنما أعطيته لعلم الله فيّ أني أهل له، وهذا كقوله تعالى ﴿ فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم ﴾ أي : على علم من الله بي.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون ﴾ كقوله ﴿ يعرف المجرمون بسيماهم ﴾ زرقا سود الوجوه والملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى ﴿ ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون ﴾ قال : يدخلون النار بغير حساب.
انظر حديث مسلم عن أبي هريرة المتقدم عند الآية ( ٣٧ ) من سورة الإسراء.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ فما كان له من فئة ينصرونه ﴾ أي : جند ينصرونه، وما عنده منعة، يمتنع بها من الله.
قال ابن كثير : وقوله تعالى ﴿ وأصبح الذين تمنوا مكانة بالأمس ﴾ أي : الذين رأوه في زينته ﴿ وقالوا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ﴾ فلما خسف به أصبحوا يقولون يقولون ﴿ ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ﴾ أي : ليس المال بدال على رضا الله عن صاحبه، فإن الله يعطي ويمنع ويضيق ويوسع ويخفض ويرفع، وله الحكمة التامة والحجة البالغة، وهذا كما في الحديث المرفوع عن ابن مسعود : " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم أرزاقكم، وإن الله يعطي المال من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب ".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ويكأنه ﴾ : أولا ترى أنه.
قال الطبري : حدثنا ابن بشار، قال : ثنا عبد الرحمن، قال : ثنا سفيان، عن منصور، عن مسلم البطين ﴿ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ﴾ قال : العلو : التكبر في الحق، والفساد : الأخذ بغير الحق. ورجاله ثقات وسنده صحيح. ومنصور هو ابن المعتمر، وسفيان هو الثوري، وعبد الرحمن هو ابن مهدي.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ والعاقبة للمتقين ﴾ أي : الجنة للمتقين.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ من جاء بالحسنة فله خير منها ﴾ أي له منها حظ خير، والحسنة : الإخلاص، والسيئة : الشرك.
قوله تعالى ﴿ خير منها ﴾
انظر سورة الأنعام ( ١٦٠ ).
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول لله ﴿ إن الذي فرض عليك القرآن ﴾ قال : الذي أعطاكه.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ لرادك إلى معاد ﴾ قال : يجيء بك يوم القيامة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ لرادك إلى معاد ﴾ قال : الموت.
انظر سورة الرحمن آية ( ٢٦-٢٧ ).