تفسير سورة المدّثر

التفسير المظهري
تفسير سورة سورة المدثر من كتاب التفسير المظهري .
لمؤلفه المظهري . المتوفي سنة 1216 هـ
سورة المدثر
مكية وهي ست وخمسون آية
روى الشيخان في الصحيحين عن يحيى بن كثير قال سألت أبا سلمة بن عبد الرحم عن أول ما نزل من القرآن قال :﴿ يا أيها المدثر ١ ﴾ قلت يقولون :﴿ اقرأ باسم ربك ﴾ قال أبو سلمة سألت جابرا عن ذلك وقلت : له مثل الذي قلت لي، فقال لي : لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( جاورت بحراء شهرا فلما قضيت هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ونظرت عن خلف فلم أر شيئا فرفعت رأسي فرأيت شيئا فأتيت خديجة فقلت : دثروني دثروني وصبوا علي ماء باردا فنزلت :﴿ يا أيها المدثر ١ قم فأنذر ٢ وربك فكبر ٣ وثيابك فطهر ٤ والرجز فاهجر ٥ ﴾ وذلك قبل أن تفرض الصلاة١. قلت : والمرفوع من الحديث لا يدل على نزول هذه السورة قبل اقرأ والصحيح أن نزول اقرأ قبل ذلك كما سنذكر في شأن نزوله في تلك السورة إن شاء الله تعالى، ويدل على هذا ما رواه الشيخان عن جابر أيضا أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي نبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاء في حراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجئت فيه رعبا حتى هويت الأرض فجئت أهلي فقلت زملوني زملوني فأنزل الله تعالى :﴿ يا أيها المدثر ١ قم فأنذر ٢ وربك فكبر ٣ وثيابك فطهر ٤ والرجز فاهجر ٥ ﴾ ثم حمي الوحي وتتابع. فإن هذه الرواية صريحة في أن نزول سورة المدثر بعد فترة الوحي وكان رؤية الملك بحراء قبل ذلك، وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاما فلما أكلوا قالوا : ما تقولون في هذا الرجل ؟ فقال بعضهم ساحر وقال بعضهم ليس بساحر وقال بعضهم كاهن وقال بعضهم ليس بكاهن وقال بعضهم شاعر وقال بعضهم ليس بشاعر وقال بعضهم سحر يوثر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحزن ورفع رأسه وتدثر فأنزل الله تعالى :﴿ يا أيها المدثر ١ ﴾ إلى قوله :﴿ ولربك فاصبر ٧ ﴾.
١ أخرجه البخاري في كتاب: التفسير، باب: تفسير سورة المدثر (٤٩٢٢)، وأخرجه مسلم في كتاب: الإيمان، باب: بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (١٦١)..

﴿ قم ﴾ من مضجعك أو قم قيام عزم وجد ﴿ فأنذر ﴾ حذف المفعول ليدل على التعميم يعني أنذر الناس أجمعين بعذاب العالمين لمن أشرك به
﴿ وربك فكبر ٣ ﴾ الفاء فيه وفيما بعده لإفادة معنى الشرط تقديره أما ربك فكبر يعني مهما يمكن من شيء وكنت على أي حال فكبر ربك، قلت : ويحتمل أن يكون تقديره وكبر ربك فكبره والغرض بالتكرار استمرار نفسه عليه ومعنى كبر عظمه عن الحديث وعن سمات النقص والزوال وعن التشريك في وجوب الوجود والألوهية والتشريك في العبادة والتشبيه بشيء من الممكنات في شيء من الذات والصفات والأفعال وصفه بأوصاف الكمال ما لا يتصف به غيره وهذا أول ما يجب على الإنسان وأهم من جميع الواجبات ولا يختص العفو والسقوط ويحكم به العقل قبل النقل لكن العقل غير كاف في دركه كما ينبغي.
مسألة :
احتج الفقهاء لهذه الآية على فرضية التكبير لتحريمة الصلاة لكن قال أبو حنيفة ومحمد إنها تنعقد بكل لفظ يوجب التعظيم نحو الله أجل والله أعظم ولا إله إلا الله والرحمان أكبر وغير ذلك لا بلفظة الله أكبر وحدها لأن المأمور به التكبير وهو التعظيم، وقال أبو يوسف إن كان يحسن أن يقول الله أكبر فلا يجزئه إلا ذاك أو الله أكبر أو الله الكبير لأن الألف واللام أبلغ في الثناء وأفعل وفعيل في أوصافه سواء، وقال الشافعي لا يجوز إلا الله أكبر والله أكبر وقال مالك وأحمد لا يجوز إلا الله أكبر فقط، والصحيح أن هذه الآية ليست في تكبير التحريم كما في الصحيحين أن أول القرآن نزولا وذلك قبل أن تفرض الصلاة والقول بأن التكبير لم يجب خارج الصلاة وأصل الأمر للوجوب بالثابت بهذه الآية وجوبها في الصلاة ممنوع بل التحقيق أن التكبير هو التوحيد أول ما يجب على الإنسان ولا يحتمل السقوط والتحقيق في باب التحريمة أن الصلاة مجمل الحق بها فعل النبي صلى الله عليه وسلم بيانا وقد تواتر صيغة الله أكبر للتحريم ولم ينقل عنه صلى اله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة شروع الصلاة بغير ذلك ولو كان الشروع بغير ذلك جائزا لفعل ذلك للجواز فظهر أنه بعينه هو الفريضة لا غير وقد ورد في بعض طرق حديث رفاعة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( لا يقبل الله صلاة امرئ حتى يسبغ الوضوء ثم يستقبل ويقول الله أكبر ).
﴿ وثيابك فطهر ٤ ﴾ قال قتادة ومجاهد نفسك فطهرها من الذنب كنى عن النفس بالثوب وهو قول إبراهيم والضحاك والشعبي والزهري وقال عكرمة سأل عن ابن عباس عن قوله :﴿ وثيابك فطهر ٤ ﴾ قال : لا تلبسها على معصية وعلى عذرة ثم قال : سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفي وإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من عذرة أتقنع وكذا قال أبي بن كعب، وروي عن الضحاك معناه عملك فأصلح، وقال السدي يقال للرجل إذا كان صالحا إنه طاهر الثياب وإذا كان فاجرا إنه لخبيث الثياب، وقال سعيد بن جبير وقلبك وبيتك فطهر، وقال الحسن وخلقك فحسن، وقال ابن سيرين وابن زيد أمر بتطهير الثياب من النجاسات التي لا يجوز الصلاة معها وذلك أن المشركين لا يتطهرون ثيابهم، وقال طاووس وثيابك فقصر لأن تقصير الثوب طهارة لها، قلت : والظاهر عندي أنه أمر بتطير الثياب فالواجب بالمنطوق وعبارة النص إنما هو تطهير الثوب وبدلالة النص يجب تطهير البدن بالطريق الأولى فإن الله سبحانه القدوس المطهر الطاهر لما لم يرض بنجاسة الثوب فكيف يرضى بنجاسة البدن وهو فوق ذلك وأقرب منه وبنجاسة النفس أو القلب فإنه أقرب من البدن إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.
مسألة :
احتج الفقهاء بهذه الآية لاشتراط طهارة الثوب والمكان والبدن عن النجاسة الحقيقية للصلاة والصحيح عندي أنه لا دلالة على اشتراطها للصلاة بل على وجوب الطهارة الثلاث في جميع الأحوال لكن انعقد الإجماع على اشتراطها للصلاة، والسند للإجماع أنه ثبت بحكم التنزيل الطهارة من الأحداث فيجب الطهارة عن الأخباث بالطريق الأولى قال الله تعالى في آية الوضوء ﴿ ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم ﴾١ وقال الله تعالى :﴿ طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ﴾١ والله تعالى أعلم، عن ابن عباس قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال :( إنما يعذبان وما يعذبان في كبيرة أما أحدهما فكان لا يستتر من البول ) وفي رواية لمسلم ( لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة )٢ الحديث متفق عليه.
١ سورة البقرة، الآية: ١٢٥..
٢ أخرجه البخاري في كتاب: الوضوء، باب: ما جاء في غسل البول (٢١٥)، وأخرجه مسلم في كتاب: الطهارة، باب: الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه (٢٩٢)..
﴿ والرجز فاهجر ٥ ﴾ قرأ أبو جعفر وحفص عن عاصم ويعقوب الرجز بضم الراء والباقون بكسرها وهما لغتان ومعناهما واحد، قال مجاهد وعكرمة وقتادة والزهري وابن زيد وأبو سلمة المراد بالرجز الأوثان قال فاهجرها ولا تقربها، وروي عن ابن عباس أن معناه اترك الإثم، وقال أبو العالية والربيع الرجز بضم الراء الصنم وبالكسر النجاسة والمعصية، وقال الضحاك يعني الشرك، وقال الكلبي يعني العذاب يعني اهجر ما يوجب العذاب من العقائد والأعمال.
﴿ ولا تمنن تستكثر ٦ ﴾ أي لا تعط مالك لتعطي أكثر منه هذا قول أكثر المفسرين قال قتادة لا تعط شيئا طمعا لمجازاة الدنيا بل لوجه الله خالصا وجملة تستكثر حال من فاعل لا تمنن قيل هذا نهي تنزيهي، وقال الضحاك ومجاهد كان هذا الحكم في حق النبي صلى الله عليه وسلم عليه خاصة قال الضحاك بهما ربوان حلال وحرام أما الحلال فالهدايا أما الحرام فالربا، وقال الحسن معناه لا تمنن على الله بعملك فتستكثريني مستكثرا عملك وقال لا تستكثرون عملك في عينك فإنه فيما أنعم الله عليك قليل، وروى خصيف عن مجاهد ولا تضعف أن تستكثر من الخير عن قولهم جهل منين أي ضعيف، وقال ابن زيد معناه لا تمنن بالنبوة على الناس فتأخذ عليها عوضا وأجرا من الدنيا وقيل : معناه لا تمنن على الفقير إذا أعطيته مستكثرا إعطائك.
﴿ ولربك فاصبر ٧ ﴾ تقديره وأما لربك فاصبر على طاعته وأوامره ونواهيه والمصائب لأجل ثواب الله تعالى وابتغاء مرضاته والتقدير واصبر لربك فاصبر كرر للتأكيد أو لتنوع أنواع الصبر، وقال مجاهد فاصبر إليه على ما أوذيت، وقال ابن زيد معناه حملت أمرا عظيما محاربة العرب والعجم فاصبر عليه لله عز وجل وقيل فاصبر تحت موارد القضاء لأجل الله.
﴿ فإذا نقر ﴾ أي نفخ ﴿ في الناقور ﴾ في الصور فاعول من النقر بمعنى التصويت وأصله قرع الشيء المفضي إلى النقب ومنه المنقار للطائر كذا في الصحاح، قال أبو الشيخ بن حيان في كتاب العظيمة عن وهب بن منبه قال : خلق الله الصور من اللؤلؤ البيضاء في صفاء الزجاجة ثم قال للعرش خذ الصور فتعلق به ثم قال : كن فكان إسرافيل فأمره أن يأخذ الصور فأخذه وبه نقب بعد وكل روح مخلوقة ونفس منفوسة لا يخرج روحان من نقب واحد وفي وسط الصور كوة كاستدارة السماء والأرض وإسرافيل واضع فيه على تلك الكوة ثم قال له الرب تبارك وتعالى قد وكلتك فأنت بالنفخة والصيحة فدخل في مقدم العرش أدخل رجله اليمنى تحت العرش وقدم اليسرى ولم يطرف قد خلقه الله ينتظر متى يوم يؤمر أخرج أحمد والترمذي والطبراني بسند جيد عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وأصغى بالسمع متى يؤمر فشق ذلك على الصحابة فقال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل )١ وأخرج أحمد والحاكم عن ابن عباس نحوه بزيادة على الله توكلنا، والفاء في فإذا نقر لسببية كأنه قال اصبر على أذاهم فبين أيديهم زمان صعب تلقى فيه عاقبة صبرك وإذا ظرف لما دل عليه قوله ﴿ فذلك يومئذ يوم عسير ٩ على الكافرين ﴾.
١ أخرجه الترمذي في كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة الزمر (٣٢٤٣)..
﴿ فذلك يومئذ يوم عسير ٩ ﴾ معناه يعسر الأمر على الكافرين يومئذ لتضمن إذا معنى الشرط دخل الفاء في قوله فذلك وذلك إشارة إلى وقت النقر مبتدأ وخبره يوم عسير ويومئذ بدله فهو في محل الرفع مبني الإضافة إلى غير متمكن
﴿ غير يسير ﴾ تأكيد بمنع أن يكون عسيرا من وجه ويسيرا من وجه وفيه إشارة إلى كونه يسيرا على المؤمنين
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ ذرني ومن خلقت ﴾ وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق آخر نحوه والواو بمعنى مع كما مر في قوله :﴿ وذرني والمكذبين ﴾١ أي ذرني معه ﴿ وحيدا ﴾ حال من مفعول ذرني يعني لا تهتم به وذرني وحدي معه فإني أكفيكم أو من فاعل خلقت أي خلقته وحيدا لم يشاركني في خلقه غيره رد من ضمير مفعول العائد المحذوف أي من خلقته وحيدا فريدا لا مال ولا ولدا والمعنى خلقته وحيدا في الشرارة ووحيدا غير منسوب إلى أب لأنه كان زنيما، قال البغوي إنه كان يسمى في قومه وحيدا فسماه الله به تهكما واستهزاء وما على تسمية نفسه وحيدا.
١ سورة المزمل، الآية: ١١..
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ ﴾ مبسوطا كثيرا أي ممدودا بالنماء كالزرع والضرع والتجارة، قال مجاهد وسعيد بن جبير ألف دينار، وقال قتادة أربعة آلاف دينار، وقال سفيان ألف ألف، وقال ابن عباس تسعة آلاف مثقال فضة، وقال مقاتل كان له بستان بالطائف لا ينقطع ثماره شتاء وصيفا، وقال عطاء عن ابن عباس كان له بين مكة والطائف إبل وخيل وغنم وكان له عين كثيرة وعبيد وجواري.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ وبنين شهودا ١٣ ﴾ حضورا بمكة بلقائهم لا يحتاجون إلى السفر بطلب المعاش وكانوا عشرة، وقال مقاتل كانوا سبعة وهم الوليد بن الوليد وخالد وعمارة وهشام والعاص وقيس وعبد الشمس أسلم منهم خالد وهشام وعمارة.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ ومهدت له ﴾ أي بسطت له الرياسة والجاه العريض حتى يقال ريحانة قريش والتوحد باستحقاق الرياسة والتقدم أو مهدت له في طوال العمر ﴿ تمهيدا ﴾ بسطا.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ ثم يطمع ﴾ يرجو ﴿ أن أزيد ﴾ له مالا وولدا وتمهيدا.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ كلا ﴾ ردع أي لا أفعل ذلك لكفرانه قال البغوي قالوا فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان ماله وولده حتى هلك ﴿ إنه كان لآياتنا عنيدا ﴾ معاندا حيث أنكر وقال سحر يؤثر تعليل للردع فإن الكفران ومعاندة آيات النعم زوال النعمة ويمنع الزيادة.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ سأرهقه ﴾ سأغشيه ﴿ صعودا ﴾ عذابا شاقا يغلبه ويعلو كل عذاب عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى :﴿ سأرهقه صعودا ١٧ ﴾ قال :( هو جبل في النار من نار يكلف أن يصعده فإذا وضع يده ذابت فإذا رفعها عادت فإذا وضع رجليه ذابت فإذا رفعها عادت ) رواه البغوي عنه، وعن عمر بن الخطاب ورواه أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم :( إنه جبل في النار يتصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي وهو كذلك فيه أبدا )١ وقال الكلبي الصعود صخرة ملساء في النار يكلف أن يصعدها لا يترك نفس في صعوده بجذب سلاسل الحديد ويضرب من خلفه بمقامع من حديد فيصعدها في أربعين عاما فإذا بلغ ذروتها أحد إلى أسفلها ثم يكلف أن يصعدها يجذب من أمامه ويضرب من خلفه فذلك دأبه أبدا.
١ أخرجه الترمذي في كتاب: صفة جهنم، باب: ما جاء في صفة قعر جهنم (٢٥٧٦)..
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ إنه فكر ﴾ فيما تخيل طعنا في القرآن ﴿ وقدر ﴾ في تفسير ما يقول هذه الجملة بيان لعناده وتعليل لما يستحقه من العذاب.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ فقتل ﴾ لعن وقال الزهري عذب ﴿ كيف قدر ﴾ تعجيب من تقدير استهزاء به وفيه إنكار وتوبيخ وكيف حال من فاعل قدر والجملة تعليل لقوله قتل وجملة فقتل معترضة دعائية والفاء فيه للاعتراض.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ﴾ كرر للتأكيد وكلمة ثم للدلالة على أن الثانية أبلغ من الأولى.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ ثم نظر٢١ ﴾ عطف فكر وقدر أي فكر وقدر ثم نظر في أم القرآن متراخيا مرة بعد أخرى.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ ثم عبس ﴾ وجهه لما لم يجد فيه طعنا ولم يدر ما يقول أو نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبس وجهه عداوة ﴿ وبسر ﴾ بمعنى عبس وقهر تأكيد له.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ ثم أدبر ﴾ عن الحق والإيمان به أو الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿ واستكبر ﴾ عن اتباعه.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ فقال ﴾ الفاء للدلالة على أنه لما خطرت هذه الكلمة بباله تقولها من غير تلبث وتفكر ﴿ إن هذا ﴾ أي القرآن ﴿ إلا سحر يؤثر ﴾ يروي عن غيره.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ ﴾ تأكيد للجملة الأولى ولذا لم يعطف.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ سأصليه صقر ٢٦ ﴾ بدل اشتمال من سأرهقه صعودا وسقر اسم من أسماء جهنم.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ وما أدراك ما سقر ٢٧ ﴾ تفخيم لشأنها وجملة ما سقر بتأويل المفرد مفعول لأدراك.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ لا تبقي ﴾ شيئا يلقى فيها ﴿ ولا تذر ﴾ أي لا تدع حتى تهلكه، قال مجاهد معناه لا تبقي حيا ولا تذر من فيها ميتا كلما احترقوا جددوا، قال الضحاك لكل شيء ملال وفترة إلا سقر، هذه الجملة والجملتين بعدها مستأنفات لبيان تفخيم شأن سقر وأحوال من سقر.
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ لواحة ﴾ أي هي لواحة ﴿ للبشر ﴾ جمع بشرة مغيرة للجلد من البياض إلى السواد فقال ابن عباس وزيد بن أسلم محترقة للجلد وقيل : معناه لائحة للناس قال الحسن وابن كيسان يلوح لهم حتى يردها عيانا نظيره ﴿ وبرزت الجحيم للغاوين ٩١ ﴾١.
١ سورة الشعراء، الآية: ٩١..
ذكر البغوي أن الله تعالى أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ حم ١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير ﴾ قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه قراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا هو من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد والله ليصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال : مالي أراك حزينا يا ابن أخي ؟ فقال : ما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعينونك على كبر سنك يزعمون أنك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا ؟ وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه ينطق قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ قالوا : اللهم لا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر من رأيتموه تفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يؤثر، وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال : فحينئذ نزلت :
﴿ ذرني ومن خلقت وحيدا ١١ وجعلت له مالا ممدودا ١٢ وبنين شهودا ١٣ ومهدت له تمهيدا ١٤ ثم يطمع أن أزيد ١٥ كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ١٦ سأرهقه صعودا ١٧ إنه فكر وقدر ١٨ فقتل كيف قدر ١٩ ثم قتل كيف قدر ٢٠ ثم نظر ٢١ ثم عبس وبسر ٢٢ ثم أدبر واستكبر ٢٣ فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ٢٤ إن هذا إلا قول البشر ٢٥ سأصليه سقر ٢٦ وما أدراك ما سقر ٢٧ لا تبقي ولا تذر ٢٨ لواحة للبشر ٢٩ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾
﴿ عليها ﴾ أي على النار ﴿ تسعة عشر ﴾ من الملائكة وهم خزنتها مالك مع ثمانية عشر، أخرج ابن المبارك والبيهقي أحدهم عن أبي العوام قال : هم تسعة عشر ملكا بين منكبي كل منهم مسيرة كذا وكذا وأخرج ابن وهب عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة نزعت عنهم الرحمة يرفع أحد منهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنم )
قال البغوي قال ابن عباس وقتادة والضحاك وكذا أخرج البيهقي عن ابن إسحاق أنه لما نزلت هذه الآية قال أبو جهل لقريش ثكلتكم أمهاتكم أسمع ابن أبي كبشة يخبر أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم الشجعان أفيعجز كل عشر منكم أن تبطشوا الواحد من خزنة جهنم ؟ قال أبو الأسد بن كلده الجهني أنا أكفيكم منهم سبعة عشر عشرة على ظهري وسبعة على بطني واكفوني أنتم اثنين وأخرج البيهقي عن السدي لما نزلت :﴿ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾ قال رجل من قريش يدعى أبا الأسدين يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن عشرة وبمنكبي الأيسر التسعة فأنزل الله تعالى :
﴿ وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر ٣١ ﴾
﴿ وما جعلنا أصحاب النار ﴾ يعني خزنتها ﴿ إلا ملائكة ﴾ لا رجالا آدميين حتى يمكن من الكفار تدافعهم ﴿ وما جعلنا عدتهم ﴾ أي عددهم في القلة ﴿ إلا فتنة ﴾ عدد الذي اقتضى فتنتهم أي ضلالتهم وكفرهم لاستقلالهم والاستهزاء بهم واستبعادهم أن يتولى هذا العدد القليل تعذيب جميع الكفار ﴿ للذين كفروا ﴾ حتى قالوا ما قالوا ﴿ ليستيقن ﴾ متعلق بفعل محذوف دل عليه السياق أي نبأناك بعددهم ليستيقن ﴿ الذين أتوا الكتاب ﴾ نبوتك وصدق القرآن حين يوافق ذلك في التوراة والإنجيل ﴿ ويزداد الذين آمنوا ﴾ بالإيمان أو بتصديق أهل الكتاب له ﴿ إيمانا ﴾ مصدرا وتميز من النسبة ﴿ ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون ﴾ في عددهم تأكيد للاستيقان وزيادة الإيمان فعطف لا يرتاب عطف تفسير، أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب أن رهطا من اليهود سألوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم فجاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه ساعتئذ ﴿ عليها تسعة عشر ٣٠ ﴾ فصار هذا سببا لاستيقان الذين أوتوا الكتاب وازدياد المؤمنين إيمانا ﴿ وليقول الذين في قلوبهم مرض ﴾ شك أو نفاق عطف على ليستيقن وهذا إخبار بمكة بما سيكون في المدينة بعد الهجرة من المنافقين ولم يكن بمكة منافق ﴿ والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ﴾ المستغرب استغراب المثل وقيل لما استبعدوه حسوا أنه مثل مضورب فكلمة مثلا إما حال من هذا وعامل فيه معنى الإشارة أو تنبيه أو تميز وهذا اسم تام بتنوين مقدر ﴿ كذلك ﴾ متعلق بما بعده أي كما أضل الله تعالى إضلاله ﴿ ويهدي من يشاء ﴾ الله هدايته ﴿ وما يعلم جنود ربك ﴾ يعني كنههم وكيفية قوتهم وأما عددهم فقد ذكر أنهم تسعة عشر لا يحتمل الزيادة والنقصان ﴿ إلا هو ﴾ قال مقاتل هذا جواب أبي جهل حين قال ما لمحمد أعوان إلا تسعة عشر، قال عطاء وما يعلم جنود ربك إلا هو يعني الملائكة الذين خلقهم لتعذيب أهل النار لا يعلم عدتهم إلا الله يعني أن تسعة عشر خزنة النار ولهم من الأعوان والجنود ما لا يعلم إلا الله، أخرج هناد عن كعب قال يؤمر بالرجل إلى النار فيبتدر مائة ألف ملك قال القرطبي المراد بقوله تسعة عشر رؤسائهم أما جملة خزنة فلا يعلم عددهم إلا الله ﴿ وما هي ﴾ وما سقرأ وعدة الخزية أو السورة ﴿ إلا ذكرى ﴾ أي تذكرة ﴿ للبشر ﴾.
﴿ كلا ﴾ ردع لمن أنكرها أو إنكار لأن يتذكر بها وإن كان في نفسه ذكرى ﴿ والقمر ﴾.
﴿ والليل إذ أدبر ﴾ قرأ نافع وحفص وحمزة ويعقوب بإسكان الذال وأدبر على وزن أفعل والباقون إذ بالألف بعد الذال دبر على وزن فعل ومعنى دبر وأدبر واحد كقبل بمعنى أقبل يقال دبر الليل وأدبر إذا ولى ذاهبا، وقال أبو عمر وبلغة قريش وقال قطرب دبر بمعنى أقبل تقول العرب دبرني فلان أي جاء خلفي والليل يأتي خلف النهار.
﴿ والصبح إذا أسفر ٣٤ ﴾ أي أضاء.
﴿ إنها ﴾ أي سقر ﴿ لإحدى الكبر ﴾ أي أحد البلايا الكبرى فإنها كثيرة والسقر واحد منها أو المعنى أنها أي إحدى البلايا الكبر جهنم وجهنم ولظى والحطمة والسعير والجحيم والهاوية وإنما جمع كبرى على كبر إلحاقا لها بفعله تنزيلا للألف منزلة التاء كما ألحقت قاصعا بقاصعة فجمعت على قواصع والجملة جواب القسم أو تعليل لكلا والقسم معترض للتأكيد.
﴿ نذيرا للبشر ٣٦ ﴾ تميز عن إحدى الكبر إنذارا أو حال عما دلت عليها الجملة أي كبرت منذرة، قال الحسن والله ما أنذر بشيء أدهى منها، وقال الخليل النذير مصدر كالنكير والمذكر وصف به المؤنث يعني جعل حالا للمؤنث، وقيل : نذيرا حال من فاعل وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة منذرا للبشر وقيل : معناه يا أيها المدثر قم نذير البشر فأنذر.
﴿ لمن شاء منكم ﴾ بدل من قوله للبشرى أي نذيرا للفريقين وحينئذ قوله ﴿ أن يتقدم أو يتأخر ﴾ مفعول لشاء أي من شاء أن يتقدم في الخير والطاعة ومن شاء أن يتأخر في الشعر والمعصية ويحتمل أن يتقدم أو يتأخر مبتدأ ومن شاء منكم خبرا مقدما عليه والمعنى لأن يتقدم من شاء منكم ويتأخر من شاء نظيره قوله تعالى :﴿ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ﴾١ فهو توبيخ وإنذار.
١ سورة الكهف، الآية: ٢٩..
﴿ كل نفس بما كسبت ﴾ من السيئات ﴿ رهينة ﴾ مصدر كالشتيمة بمعنى رهن لا بمعنى المفعول أي مرهون ولو كان صفة لقيل رهين لأن الفعيل بمعنى المفعول يستوي فيه المؤنث والمذكور والمعنى كل نفس بما كسبت من السيئات بكفرها محبوسة في النار أبدا.
﴿ إلا أصحاب اليمين ٣٩ ﴾ أي الذين يعطون كتبهم بأيمانهم كذا روي عن ابن عباس، أخرج ابن المبارك عن رجل من بني أسد قال : قال عمر لكعب قل من حديث الآخرة قال : نعم يا أمير المؤمنين إذا كان يوم القيامة وضع اللوح المخطوط فلم يبق أحد من الخلائق إلا هو ينظر إلى عمله ثم يؤتى بالصحف التي فيها أعمال العباد فتنشر من حول العرش ثم يدعى المؤمن فيعطى كتابه بيمينه فينظر فيه، وقال مقاتل هم أهل الجنة الذين كانوا على يمين آدم يوم الميثاق قال لهم الله هؤلاء للجنة ولا أبالي، وعن ابن عباس أنهم الذين كانوا ميامين على أنفسهم ومآل هؤلاء الأقوال واحد يعني إلا المؤمنين فإنهم غير محبوسين في النار أبدا بل ينجون إما بالمغفرة بعد العذاب بقدر ذنوبهم أو بلا تعذيب بالشفاعة أو بمحض الفضل، وقال الحسن هم المسلمون المخلصون، وقال القاسم كل نفس مأخوذة بكسبها من خير أو شر إلا من اعتمد على الفضل فإن كل من اعتمد على الكسب رهين ومن اعتمد على الفضل فهو غير مأخوذ وعلى هذين القولين معنى الآية كل نفس مرهونة أي مأخوذة بأعمالها وأوفي الجملة إلا المسلمين الكاملين فإنهم غير مأخوذين أصلا لكن إطلاق أصحاب اليمين على هؤلاء المخلصين لا دليل عليه، وكذا روى سعد بن منصور وابن أبي حاتم والحكيم في نوادر الأصول عن علي أنهم أطفال المسلمين وزاد الحكيم لم يكسبوا فيرتهنوا بكسبهم وما روى أبو ظبيان عن ابن عباس أنهم الملائكة فما لم يصح الأثر به لا يمكن حمل أصحاب اليمين عليه.
﴿ في جنات ﴾ خبر مبتدأ محذوف أي هم في جنات والجملة في مقام التعليل للاستثناء ويحتمل أن يكون حالا من أصحاب اليمين أو من ضميرهم في قوله ﴿ يتساءلون ﴾ أي يسأل بعضهم بعضا أي يسأل غيرهم والتفاعل لأجل تشاركهم في السؤال ﴿ عن المجرمين ٤١ ﴾.
﴿ عن المجرمين ٤١ ﴾ أي عن حال المجرمين الكفار.
﴿ ما سلككم في سقر ٤٢ ﴾ هذا الاستفهام مع جوابه حكاية لما جرى بين المسؤولين والمجرمين وما أجاب المجرمون به السائلين المسؤولين، وأيضا إن في الكلام حذف للاختصار تقديره يتساءلون عن المجرمين فيقولون المسؤولون ما سلككم في سقر الخ، وقيل كلمة عن زائدة تقديره يتساءلون المجرمين بقولهم ما سلككم في سقر.
﴿ قالوا ﴾ أي المجرمين في جوابهم ﴿ لم نك ﴾ سقطت النون بالجزم لمشابهته بحرف العلة في امتداد الصوت فإن النون غنة في الخيشوم كما أن حرف العلة مدة في الحلق ﴿ من المصلين ﴾ الصلاة الواجبة.
﴿ ولم نك نطعم المسكين ٤٤ ﴾ ما يجب إعطائهم فيه دليل على أن الكفار مخاطبون بفروع الأعمال لأجل المؤاخذة في الآخرة وإنما سقط عنهم الخطاب في الدنيا لفقد شرط أدائه وهو الإيمان ولا وجه بسقوط التكليف فإن الكفر موجب للتشديد دون التخفيف لكن حقوق الله تعالى من العبادات والعقوبات تسقط بالإسلام فلا يؤخذ من أسلم على ما فات عنه في حالته الكفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الإسلام يهدم ما كان قبله )١ وقد مر هذا الحديث فيما قبل.
١ أخرجه مسلم في كتاب: الإيمان، باب: كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج (١٢١)..
﴿ وكنا نخوض ﴾ في اللهو والباطل ما نهى الله تعالى عنه ﴿ مع الخائضين ﴾ فيه.
﴿ وكنا نكذب بيوم الدين ٤٦ ﴾ آخرة لتعظيمه أي وكنا بعد ذلك كله مكذبين يوم الجزاء.
﴿ حتى أتانا اليقين ٤٧ ﴾ يعني الموت.
﴿ فما تنفعهم شفاعة الشافعين ٤٨ ﴾ ولو شفعوا جميعا، هذه الجملة إما متصلة بقوله كل نفس رهينة أو بقوله قالوا لم نك من المصلين، ومفهوم هذه الآية تقتضي أن المؤمنين وإن كانوا فساقا تنفعهم شفاعة الشافعين. أخرج إسحاق بن راهويه في مسنده عن أم حبيبة أو أم سلمة قالت كنا في بيت عائشة فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد أطفال لم يبلغوا الحلم إلا جيء بهم حتى يوقفوا على باب الجنة فيقال لهم ادخلوا الجنة فيقولون إن دخل أبونا فيقال في الثانية والثالثة ادخلوا الجنة وآباءكم فذلك قوله تعالى :﴿ فما تنفعهم شفاعة الشافعين ٤٨ ﴾ وقال ابن مسعود ويشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون وجميع المؤمنين فلا يبقى في النار إلا أربعة ثم تلى ﴿ قالوا لم نك من المصلين ٤٣ ﴾ إلى قوله :﴿ بيوم الدين ﴾ وقال عمر أن بن حصين الشفاعة نافعة دون هؤلاء الذين تسمعون فقول ابن مسعود وعمران هذا مشعر بأن الشفاعة لا تنال لتاركي الصلاة وما نعي الزكاة والخائضين في اللهو والباطل وإن كانوا مؤمنين ومبنى قولهما هذه الآية فإن تعقبها بالفاء للسببية وترتبها على الأربعة المذكورة يدل على كونها سببا لعدم نيل الشفاعة والصحيح أنها معقب على مجموع الأمور الأربعة فيها التكذيب بيوم الدين لا على كل واحد منها فلا تمنع الشفاعة إلا المجموع دون كل واحد منها وقد انعقد الإجماع على جواز الشفاعة لكل مؤمن فبعض من يستحق النار من المؤمنين لا يدخلها بالشفاعة وبعض من يدخلها يخرج منها بالشفاعة، وأنكر الشفاعة أهل الهواء من المعتزلة والخوارج وغيرهم قبحهم الله تعالى وقد تواترت في ذلك الأحاديث تواترا معنويا ولو ذكرنا الأحاديث كلها لطال الكلام ولنذكر منها طائفة عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أشفع لأمتي حتى ينادي ربي أرضيت يا محمد ؟ فأقول : أي ربي رضيت ) رواه البزار والطبراني وأبو نعيم، وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي )١ رواه الترمذي وابن حبان والحاكم وأحمد وأبو داود وعن جابر نحوه رواه الترمذي وابن حبان والحاكم وابن ماجه وعن ابن عباس نحوه رواه الطبراني، وعن ابن عمر وكعب بن عجرة نحوه رواه الخطيب. عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم :( يجاء بالعالم والعائد فيقال للعائد أدخل الجنة ويقال للعالم قف حتى تشفع ) رواه الأصبهاني، وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :( نعم الرجل الأشرار أمتي قيل : كيف يا رسول الله ؟ قال : أما أشرار أمتي فيدخلهم الله الجنة بشفاعتي وأما خيارهم فيدخلهم الله الجنة بأعمالهم ) رواه الطبراني وأبو النعيم وعن ابن عمر موقوفا يقال للعالم اشفع في تلامذتك ولو بلغت عدد النجوم السماء رواه الديلمي وعن أبي الدرداء مرفوعا ( الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته )٢ رواه أبو داود، وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( يصف الناس يوم القيامة صفوفا ثم يمر الرجل من أهل الجنة على الرجل من أهل النار فيقول : يا فلان أما تذكر يوم استسقيتني فأسقيتك شربة فيشفع له فيمر الرجل على الرجل فيقول : أما تذكر يوم ناولتك طهورا فيشفع له ويمر الرجل على الرجل فيقول يا فلان أما تذكر يوم يمشي لحاجة كذا وكذا فذهبت لك فيشفع له )٣.
مسألة : لا تنال الشفاعة لحديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من كذب بالشفاعة فلا نصيب له ومن كذب بالحوض فليس له فيه نصيب ) رواه سعيد بن منصور وعن زيد بن أرقم وبضعة عشر من الصحابة قوله صلى الله عليه وسلم :( شفاعتي يوم القيامة حق فمن لم يؤمن بها لم يكن من أهلها ) رواه ابن منيع وعن عبد الرحمان قوله صلى الله عليه وسلم :( شفاعتي مباحة إلا لمن سب أصحاب ) رواه أبو نعيم في الحلية، وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة المرجئة والقدرية ) رواه أبو نعيم.
مسألة : وقد ورد في بعض المعاصي أنها مانعة للشفاعة عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من غش العرب لم ينله شفاعتي ) رواه البيهقي بسند جيد، وعن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( رجلان لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة إما ظلوم غشوم عسوف وآخر غال في الدنيا مارق منه رواه البيهقي والطبراني بسند جيد، وعن الدرداء وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ) رواه الطبراني.
١ أخرجه الترمذي في كتاب: صفة القيامة والرقائق والورع (٢٤٣٥)، وأخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب: ذكر الشفاعة (٤٧٢٨)، وأخرجه ابن ماجه في كتاب: الزهد، باب: ذكر الشفاعة (٤٣٠٠)..
٢ أخرجه أبو داود في كتاب: الجهاد، باب: الشهيد يشفع (٢٥٢٠)..
٣ أخرجه ابن ماجه في كتاب: الأدب، باب: فضل صدقة الماء (٣٦٨٥)..
﴿ فما لهم عن التذكرة ﴾ يعني عن القرآن أو ما يعمه من المذكرات ﴿ معرضين ﴾ الفاء للسببية وما استفهامية مبتدأ ولهم خبره وعن التذكرة استفهام للإنكار عن شفاعة حالهم في الدنيا المفضي إلى العذاب في الآخرة فإن عذاب الآخرة سبب للإنكار.
﴿ كأنهم حمر مستنفرة ٥٠ ﴾ قرأ نافع وابن عامر بفتح الفاء والباقون بكسرها فمن قرأ بالكسر فمعناها نفرة يقال نفروا استنفر كما يقال عجب واستعجب ومن قرأ بالفتح فمعناها منفرة مذعورة.
﴿ فرت من قسورة ٥١ ﴾ الجملة صفة لحمر وجملة كأنهم بعد حال وضمير لهم في مالهم وكلمة كأنهم أغنى عن واو الحال شبههم في إعراضهم ونفورهم عن استماع الذكر بحمر نافرة من قسورة فعولة من القمر بمعنى القهر، قال أبو هريرة هي الأسود وهو قول العطاء والكلبي، وقال مجاهد وقتادة والضحاك القسورة الرماة ولا واحد لها من لفظها وهي رواية عن عطاء عن ابن عباس، وقال زيد بن أسلم عن رجال أقوياء وكل ضخم شديد عند العرب قسورة وعن أبي المتوكل لغط القوم وأصواتهم، وروى عكرمة عن ابن عباس قال : هي حبال الصيادين قال سعيد بن جبير هي القناص يعني الصياد.
أخرج ابن المنذر عن السدي قال : قالوا : لئن كان محمد صادقا فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءة وأمنة من النار فنزلت ﴿ بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ٥٢ ﴾ بل ابتدائية وليست للإعراض عن التوبيخ بل هو انتقال من شيء أي أمر أهم منه، وقال المفسرون إن كفار قريش قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليصبح عند رأس كل رجل منا كتاب منشور من أنك لرسوله تؤمر فيه باتباعك والمنتشرة جمع منشورة.
﴿ كلا ﴾ ردع عن اقتراح الآيات بعد وضوح الأمر ﴿ بل لا يخافون الآخرة ﴾ فلذلك أعرضوا عن التذكرة واقترحوا الآيات قيل ابتدائية كما سبق وليس إضرابا عن الردع ويحتمل أن يكون إضرابا دل عليه السياق وتقديره أنه لو أوتوا صحفا منشرة لا يؤمنون فإن طلبهم ذلك ليس لأن يتضح الأمر عندهم بل الأمر عندهم واضح وليس إلا ذلك الاقتراح إلا لأنهم لا يخافون الآخرة ووضوح الأمر لا يستلزم الخوف والخشية بل هو أمر وهبي.
﴿ كلا ﴾ ردع وإنكار على عدم الخوف وتأكيد للردع السابق أو هو بمعنى حقا ﴿ إنه ﴾ أي القرآن ﴿ تذكرة ﴾ يذكر الله سبحانه وتعالى بصفاته الجمالية والجلالية والرحمة والعذاب.
﴿ فمن شاء ﴾ التذكر ﴿ ذكره ﴾ الفاء للسببية وتعليق الذكر بالمشيئة تخيير لفظا وتوبيخ معنى.
﴿ وما يذكرون ﴾ قرأ نافع بالتاء على الخطاب والباقون بالياء على الغيبة في وقت من الأوقات ﴿ إلا ﴾ وقت ﴿ أن يشاء الله ﴾ مشيئتهم وذكرهم فيه تصريح بأن أفعال العباد بمشيئة الله وإرادته ﴿ هو أهل التقوى ﴾ حقيق بأن يتقي عقابه بالتقوى عما نهى عنه ﴿ وأهل المغفرة ﴾ حقيق بأن يغفر عباده المؤمنين عن أنس أن رسول الله قال في هذه الآية :﴿ هو أهل التقوى ﴾ قال ربكم عز وجل أنا أهل أن أتقى الشرك ولا يشرك بي غيري وأنا أهل لمن اتقى ولا يشرك بي أن أغفر له( ١ رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم نحوه. والله تعالى أعلم تمت سورة المدثر.
١ أخرجه الترمذي في كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة المدثر (٣٣٢٨)، وأخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد، باب: ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة (٤٢٩٩)..
Icon