وآياتها ست وخمسون
كلماتها : ٢٥٥ ؛ حروفها : ١٠١٠
ﰡ
﴿ يا أيها المدثر ( ١ ) ﴾
نداء للنبي صلى الله عليه وسلم وقد تدثر وتغطى بثيابه، واشتق له هذا الاسم من الصفة التي كان عليها ونودي به تلطفا وإيناسا. وقيل : أراد : يأيها المتدثر والمكسو بالنبوة وزينة الكمال النفسي، وحلية الخلق العظيم.
لا ترقد فقد مضى زمن الراحة وحملت من التكاليف وهداية الناس ما لا يترك لك متسعا لطول الرقاد، فخوف أهل مكة، وأنذر عشيرتك الأقربين، وحذرهم أن يقع بهم العذاب إن لم يؤمنوا.
اخصص ربك بالتكبير فهو سيدك ومالكك ومصلح أمرك، فعظمه وصفه بصفات العز والكبرياء.
لعل المعنى كناية عن تطهير النفس عما لا يليق، وتزكيتها لترتفع إلى ما يراد لها من السمو، ومنه قول الشاعر :
ويحيى ما يلام لسوء خلق ويحيى طاهر الأثواب حر
واهجر الأصنام. أو اهجر المعاصي، وهو خطاب للناس. قال بعض المفسرين : هو من باب قولهم : إياك أعني واسمعني يا جارة.
لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها، وسماه الفقهاء استفزازا، وهو من يهب شيئا وهو يطمع أن يتعوض من الموهوب له أكثر من الموهب. أو لا تمنن بحسناتك على الله تعالى مستكثرا لها. أو لا تعط رائيا لما تعطيه كثيرا، فالمبين للوجدان لا للطلب.
فاصبر على ما حلمت فإن ما تلقاه – مهما ثقل- هين في سبيل مرضاة ربك.
إذا نفخ في الصور يوم البعث والنشور- وتلك هي النفخة الثانية، أما الأولى فإنها نفخة الإماتة يموت عندها كل حي إلا الله الدائم- فسوف يلقون جزاء إعراضهم.
فيوم الحشر والفصل يوم شديد الهول ليس بهين على من كفر، لكن المؤمنين- حتى من أذنب منهم- تنكشف كرباتهم حالا بعد حال حتى يدخلوا الجنة برحمة الله وعفوه.
وعيد وإنذار، دعني ومن خلقته وحيدا، خلقته لا مال له ولا ولد ؛ والمفسرون على أنه الوليد بن المغيرة المخزومي، - وكل الناس يخلقون هكذا- لكن خص بالذكر لشقوته وانبعاثه لإيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم. أي ذرني وحدي معه فإني أغنيك في الانتقام عن كل منتقم ؛ خلقته وحدي لم يشركني في خلقه أحد، فأنا أهلكه لا أحتاج إلى ناصر في إهلاكه.
مبسوطا متسعا أعطيته هذا العطاء. يقول ابن عباس : وهو ما كان الوليد بين مكة والطائف من الإبل والحجور- الخيل- والنعم- البقر والمعز والغنم – والجنان والعبيد والجواري.
والأظهر أنه إشارة إلى ما لا ينقطع رزقه بل يتوالى، كالزرع، والضرع، والتجارة.
حضوا لا يغيبون عنه في تصرف. روى أنهم كانوا سبعة رجال- وقيل عشرة أو أكثر- وقد أسلم منهم ثلاثة : الوليد بن الوليد، وخالد، وهشام.
بسطت له في العيش بسطا، ومكنت له في الجاه والثروة.
يطمع بعد كل هذا أن أزيده في المال والولد، ولست أزيده كما يطمع، فإنه كفور جحود كنود، فلم يزل يرى النقصان في ماله وولده حتى هلك.
يطمع بعد كل هذا أن أزيده في المال والولد، ولست أزيده كما يطمع، فإنه كفور جحود كنود، فلم يزل يرى النقصان في ماله وولده حتى هلك.
سأغشيه عقبة يشق عليه أن يصعدها، وفي الكلام استعارة تمثيلية، شبه ما يسوقه الله تعالى له من المصائب وأنواع المشاق بتكليف الصعود في الجبال الوعرة الشاقة وأطلق لفظه عليه. وقيل تصاعد نفسه للنزع وإن لم يتعقبه موت، ليعذب من داخل جسده كما يعذب من خارجه.
فكر في شأن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن، وهيأ الكلام في نفسه.
فلعن، كيف هيأ في نفسه النيل من النبي والقرآن !
تكرار للدعاء عليه بالإبعاد من رحمة الله، جزاء ما دبر ومكر.
ثم نظر : بأي شيء يرد الحق، ثم قطب وجهه لما لم يجد فيه مطعنا، وأظهر العبوس قبل أوانه- إذ البسر الاستعجال بالشيء – ثم أعرض عن النبي وعما أنزل عليه، وتعظم أن يؤمن، فقال ما هذا الذي يقول محمد إلا سحر باطل وخديعة، وزور يظهره في صورة الحق، وما تلقاه عن الله بل أثره عن غيره، وعلمه إياه سحرة الفرس، ما هذا الذي يقول إلا من كلام أهل الأرض وليس من وحي السماء.
ثم نظر : بأي شيء يرد الحق، ثم قطب وجهه لما لم يجد فيه مطعنا، وأظهر العبوس قبل أوانه- إذ البسر الاستعجال بالشيء – ثم أعرض عن النبي وعما أنزل عليه، وتعظم أن يؤمن، فقال ما هذا الذي يقول محمد إلا سحر باطل وخديعة، وزور يظهره في صورة الحق، وما تلقاه عن الله بل أثره عن غيره، وعلمه إياه سحرة الفرس، ما هذا الذي يقول إلا من كلام أهل الأرض وليس من وحي السماء.
ثم نظر : بأي شيء يرد الحق، ثم قطب وجهه لما لم يجد فيه مطعنا، وأظهر العبوس قبل أوانه- إذ البسر الاستعجال بالشيء – ثم أعرض عن النبي وعما أنزل عليه، وتعظم أن يؤمن، فقال ما هذا الذي يقول محمد إلا سحر باطل وخديعة، وزور يظهره في صورة الحق، وما تلقاه عن الله بل أثره عن غيره، وعلمه إياه سحرة الفرس، ما هذا الذي يقول إلا من كلام أهل الأرض وليس من وحي السماء.
ثم نظر : بأي شيء يرد الحق، ثم قطب وجهه لما لم يجد فيه مطعنا، وأظهر العبوس قبل أوانه- إذ البسر الاستعجال بالشيء – ثم أعرض عن النبي وعما أنزل عليه، وتعظم أن يؤمن، فقال ما هذا الذي يقول محمد إلا سحر باطل وخديعة، وزور يظهره في صورة الحق، وما تلقاه عن الله بل أثره عن غيره، وعلمه إياه سحرة الفرس، ما هذا الذي يقول إلا من كلام أهل الأرض وليس من وحي السماء.
ثم نظر : بأي شيء يرد الحق، ثم قطب وجهه لما لم يجد فيه مطعنا، وأظهر العبوس قبل أوانه- إذ البسر الاستعجال بالشيء – ثم أعرض عن النبي وعما أنزل عليه، وتعظم أن يؤمن، فقال ما هذا الذي يقول محمد إلا سحر باطل وخديعة، وزور يظهره في صورة الحق، وما تلقاه عن الله بل أثره عن غيره، وعلمه إياه سحرة الفرس، ما هذا الذي يقول إلا من كلام أهل الأرض وليس من وحي السماء.
سأدخله جهنم ليصلى حرها، وسميت ( سقر ) لأنها تحرق الجلود. وما أعلمك أي شيء هي ؟ !
سأدخله جهنم ليصلى حرها، وسميت ( سقر ) لأنها تحرق الجلود. وما أعلمك أي شيء هي ؟ !
ما تدع من شيء يلقي فيها إلا أهلكته وحمشته
تلفح وجوههم لفحة تدعها أشد سوادا من الليل. وأصلها من لاح : إذا غير.
يقوم على حراسة سقر تسعة عشر ملكا، مالك وثمانية عشر معه، هم خزنة النار، وذهب بعض المفسرين إلى أن هؤلاء التسعة عشر هم الرؤساء والنقباء، وأما جملتهم فالعبارة تعجز عنها، كما قال تعالى :﴿ وما يعلم جنود ربك إلا هو ﴾ وقد ثبت في الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ).
روى علماء القرآن أنه لما نزل قول الله الحق :﴿ علينا تسعة عشر ﴾ قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أي خسرتكم أمهاتكم ! أسمع ابن أبي كبشة- يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنيه بذلك تحقيرا له، لعنة الله على أبي جهل- يخبركم أن خزنة جهنم تسعة عشر، وأنتم الدهم- أي العدد- والشجعان، فيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد منهم ؟ ! فنزل قوله تعالى :﴿ وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ﴾ لم يجعلهم الله رجالا فيطمع أحد في مغالبتهم، بل هم أشد خلق الله بأسا، وأقواهم بطشا.
﴿ وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفرو ﴾ا
وأوحيا وأخبرنا بأن عددهم تسعة عشر لنختبر الكافرين، فقد استقلوا عددهم واستهزءوا، فكانت بلية لهم، زادتهم رجسا إلى رجسهم.
﴿ ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ﴾
ليستيقن أهل الكتاب- المراد الذين أعطوا الكتابين التوراة والإنجيل وهم اليهود والنصارى- فكان الإخبار بعدة الملائكة فتنة للكافرين ويقينا للكتابيين، إذ هذا العدد موافق لما في كتابيهم.
﴿ ويزداد الذين آمنوا إيمانا ﴾
فإنهم كلما صدقوا بآيات من كلمات الله واستيقنوا بما فيها زادهم ذلك إيمانا.
﴿ ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون ﴾
ولا يشك الذين علموا من وحي الله الذي أوحى قبل القرآن، ولا يشك أهل التصديق بالقرآن ؛ والتعبير عن المؤمنين باسم الفاعل للإيذان بثباتهم على الإيمان بعد ازديادهم ورسوخهم فيه.
﴿ وليقول الذي في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ﴾
وليقول من في صدورهم شك وزيغ وجحود، والمصرون على التكذيب : أي شيء أراد الله بهذا العدد، والمثل : الحديث والخبر، كما قال المولى تبارك اسمه :﴿ مثل الجنة التي وعد المتقون.. ﴾١.
﴿ كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ﴾
كضلال أبي جهل وأعوانه يخزي الله ويعمي من يشاء، فمهما رأى من الحق فهو مصر على غوايته، ويرشد الله إلى سبل السلام من انشرح صدره للإسلام.
﴿ وما يعلم جنود ربك إلا هو ﴾
الجنود : جمع جند، والجند واحده جندي، فهو إذا جمع الجمع. ولن يستطيع أحد أن يحصي جنوده إلا هو سبحانه- ولن يصل علم أحد إلى كنه هؤلاء ومبلغ بأسهم إلا الذي خلقهم وتولى أمرهم.
﴿ وما هي إلا ذكرى للبشر ( ٣١ ) ﴾
وما سقر إلا تذكرة للبشر، عظة للخلق، أو : وما الجنود إلا تذكرة ليعلم أصحاب العقول كمال قدرة الله تعالى، وأنه لا يحتاج إلى أعوان وأنصار.
﴿ كلا ﴾ رد الذين زعموا أنهم يقاومون خزنة جهنم ؛ لن يطيق جبار مقاومة ملائكة النار وحرسها. ثم أقسم المولى- عز شأنه- على ذلك بالقمر وما بعده ؛ ﴿ أدبر ﴾ ولى، وما أعظمه من قسم، فمن غير الله يذهب الليل بعد أن تغشى الناس ظلماته ؟ إنه وحده على ذك قدير. ﴿ والصبح إذا أسفر ﴾ قسم ثان بالصبح إذا كشف عن نوره ؛ وفي ذلك برهان على هيمنة الباري وسلطانه :﴿ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء.. ﴾١. ليس إلا الله وحده.
﴿ كلا ﴾ رد الذين زعموا أنهم يقاومون خزنة جهنم ؛ لن يطيق جبار مقاومة ملائكة النار وحرسها. ثم أقسم المولى- عز شأنه- على ذلك بالقمر وما بعده ؛ ﴿ أدبر ﴾ ولى، وما أعظمه من قسم، فمن غير الله يذهب الليل بعد أن تغشى الناس ظلماته ؟ إنه وحده على ذك قدير. ﴿ والصبح إذا أسفر ﴾ قسم ثان بالصبح إذا كشف عن نوره ؛ وفي ذلك برهان على هيمنة الباري وسلطانه :﴿ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء.. ﴾١. ليس إلا الله وحده.
﴿ كلا ﴾ رد الذين زعموا أنهم يقاومون خزنة جهنم ؛ لن يطيق جبار مقاومة ملائكة النار وحرسها. ثم أقسم المولى- عز شأنه- على ذلك بالقمر وما بعده ؛ ﴿ أدبر ﴾ ولى، وما أعظمه من قسم، فمن غير الله يذهب الليل بعد أن تغشى الناس ظلماته ؟ إنه وحده على ذك قدير. ﴿ والصبح إذا أسفر ﴾ قسم ثان بالصبح إذا كشف عن نوره ؛ وفي ذلك برهان على هيمنة الباري وسلطانه :﴿ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء.. ﴾١. ليس إلا الله وحده.
إنها لإحدى العظائم إنذارا للخلق وتحذيرا وتخويفا وإعذارا، وهكذا حكى القرآن تبكيت الملائكة للمعذبين في قوله الكريم :﴿ .. كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير. قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا... ﴾١.
أي الإنذار والإعذاء لمن أراد منكم أن يتقدم إلى الحق والخير والطاعة، أو يتأخر عن الرشد والهدى. أو لمن شاء منكم أن يتقدم إلى النار، أو يتأخر عنها إلى الجنة.
كل مكلف مرتهن بسعيه، مأخوذ بعمله.
فإنهم لا يرتهنون بذنوبهم. قال بعض المفسرين فاكون رقابهم بما أحسنوا من أعمالهم، كما يفك الراهن رهنه بأداء الدين.
هم في جنات لا يدرك وصفها
﴿ يتساءلون ( ٤٠ ) عن المجرمين ( ٤١ ) ﴾
يسألون المجرمون عن أحوالهم، كما جاء في قول الله سبحانه :﴿ ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم... ﴾١ والأصل في يتساءلون أن يكون من جانبين، لكن قد يراد به السؤال من جانب واحد، كما يقال : تراءينا الهلال أي رأيناه.
يسألون المجرمون عن أحوالهم، كما جاء في قول الله سبحانه :﴿ ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم... ﴾١ والأصل في يتساءلون أن يكون من جانبين، لكن قد يراد به السؤال من جانب واحد، كما يقال : تراءينا الهلال أي رأيناه.
ما الذي أدخلكم النار ؟، يسأل أصحاب اليمين وهم في جناتهم يسألون المجرمين عن الجرم الذي بسببه دخلوا جهنم ؟... وهو سؤال تحسير وإلا فهم عالمون ما الذي صار بهم إلى السعير.
أجاب المعذبون : أوردهم سقر ترك الصلاة.
وكذا منعهم للزكاة، وترك رحمة الضعفاء من خلق الله. يقول بعض المفسرين : يستدل بالآية على أن الكفار مخاطبون بفروع العبادات لأنهم جعلوا عذابهم لترك الصلاة ومنع الإنفاق والزكاة، وقال غيرهم : المؤاخذة على ترك الإيمان بها.
نشرع في الباطل مع السائرين فيه، والمتخبطين في ظلماته. ولا نبالي ولا يبالون بالبهتان والإثم المبين.
لم يكونوا يؤمنون ويصدقون بيوم الجزاء، ولا بالبعث والحساب.
حتى خرجنا من الدنيا فاستيقنا بالمصير، وسقطت غشاوة الغفلة، وغرور الجهالة والأماني والضلالة ﴿ لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ﴾١.
لن يشفع فيه أحد، وإن شفع- وهيهات – لا يشفع. من ذا الذي يؤذن له ﴿ يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه.. ﴾١ ؛ فأما الملائكة فلا يشفعون إلا لمن ارتضى الواحد القهار. وأما صاحب الشفاعة العظمى محمد خاتم النبيين صلى الله عليه سلم فإنه يتبرأ من المكذبين بالقرآن المعرضين عن هداه ولو كانوا من قومه، صلوات ربنا عليه وسلامه – ﴿ وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ﴾٢
٢ - سورة الفرقان. الآية ٣٠..
ما أشد شقوتهم ؟ كيف لم يتعظوا بالقرآن مع وضوح بيانه، وضياء برهانه ؟ ! وكيف أعرضوا عن تذكرة وهي تنير العقل والقلب والصدر ؟ !
كانوا سراعا في النفار والفرار من سماع الحق والهدى ﴿ وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولو على أدبارهم نفورا ﴾١ مثل حمر الوحش- وكانوا يعرفون كم هي شديدة النفار والفرار وسرعة العدة كأنها تطلب النفار من نفسها.
فكيف إذا هاجمها وفزعها أسد يريد افتراسها ؟ ! سيكون عدوها وجريها أشد وأسرع.
لم تقنعهم تذكرة القرآن وموعظة وعبره التي تنير العقول وتشفى الصدور بل لا يقبل واحد منهم أن يؤمن حتى يجيئه صحائف وقراطيس منشورة تقرأ – كأية مكاتبة – يريدون أن تأتيهم مكاتبات من رب العالمين تحملها إليهم ملائكة السماء.
﴿ ... ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاب نقرؤه... ﴾١.
إبطال لما اقترحوه، ودفع لما طلبوه، وتكذيب لهم فيما زعموه، فهم مقيمون على كفرهم بسبب ارتيابهم في الآخرة، وليس لقلة الآيات الحسية، والمعجزات المرئية.
زجر لهم عن نفورهم وصدودهم، ثم توكيد الهدى القرآن وشفائه لمن كان له قلب ﴿ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ﴾١.
زجر لهم عن نفورهم وصدودهم، ثم توكيد الهدى القرآن وشفائه لمن كان له قلب ﴿ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ﴾١.
والله يعلم أنهم متمادون في الضلالة لا محالة كما بين سبحانه في كتابه الحكيم :﴿ إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ﴾١، لكن من شاء الله هدايته تذكر، فالاستثناء مفرغ..
﴿ هو أهل التقوى ﴾
هو –تبارك اسمه- أحق أن يتقى ويطاع ويحذر غضبه وجزاء عصيانه
﴿ وأهل المغفرة ( ٥٦ ) ﴾
كتب على نفسه- تفضلا منه وكرما- أن يغفر لمن رجع إليه وأناب، ورجا رحمته وعفوه وستره ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾ ٢.
٢ - سورة طه. الآية ٨٢..