ﰡ
٢٠ - ثم لعن وعذّب كيف قَدَّر.
٢١ - ثم أعاد النظر والتروِّي فيما يقول.
٢٢ - ثم قَطب وجهه وكَلَح حين لم يجد ما يطعن به في القرآن.
٢٣ - ثم أدبر عن الإيمان، واستكبر عن اتباع النبي - ﷺ -.
٢٤ - فقال: ليس هذا الَّذي جاء به محمد كلام الله، بل هو سحر يرويه عن غيره.
٢٥ - ليس هذا كلام الله، بل هو كلام الإنس.
٢٦ - سأدخل هذا الكافر طبقة من طبقات النار، وهي سَقَر يقاسي حرّها.
٢٧ - وما أعلمك -يا محمد- ما سَقَر؟!
٢٨ - لا تُبْقِي شيئًا من المُعَذَّب فيها إلا أتت عليه، ولا تتركه، ثم يعود كما كان، ثم تأتي عليه، وهكذا دَوَالَيْك.
٢٩ - شديدة الاحراق والتغيير للجلود.
٣٠ - عليها تسعة عشر ملكًا، وهم خَزَنتها.
٣١ - وما جعلنا خَزَنة النار إلا ملائكة، فلا طاقة للبشر بهم، وقد كذب أبو جهل حين ادّعى أنَّه وقومه يقدرون على البطش بهم، ثمّ يخرجون من النار، وما جعلنا عددهم هذا إلا اختبارًا للذين كفروا بالله؛ ليقولوا ما قالوا فيُضاعَف عليهم العذاب، وليتيقّن اليهود الذين أعطوا التوراة، والنصارى الذين أعطوا الإنجيل حين نزل القرآن مصدقًا لما في كتابيهم، وليزداد المؤمنون إيمانًا عندما يوافقهم أهل الكتاب، ولا يرتاب اليهود والنصارى والمؤمنون، وليقول المترددون في الإيمان، والكافرون: أي شيء أراده الله بهذا العدد الغريب؟! مثل إضلال مُنْكِر هذا العدد وهداية المُصَدِّق به، يُضِلُّ الله من شاء أن يضلّه ويهدي من شاء أن يهديه، وما يعلم جنود ربك من كثرتها إلا هو سبحانه، فليعلم بذلك أبو جهل القائل: (أما لمحمد أعوان إلا تسعة عشر؟!) استخفافًا وتكذيبًا، وما النار إلا تذكرة للبشر يعلمون بها عظمة الله سبحانه.
٣٢ - ليس القول كما يزعم بعض المشركين أنَّه يكفي أصحابه خَزَنة جهنم حتَّى يُجْهِضهم عنها، أقسم الله بالقمر.
٣٣ - وأقسم بالليل حين ولى.
٣٤ - وأقسم بالصبح إذا أضاء.
٣٥ - إنّ نار جهنم لإحدى البلايا العظيمة.
٣٦ - ترهيبًا وتخويفًا للناس.
٣٧ - لمن شاء منكم -أيها الناس- أن يتقدم بالإيمان بالله والعمل الصالح، أو يتأخر بالكفر والمعاصي.
٣٨ - كل نفس بما كسبته من الأعمال مأخوذة، فإما أن توبقها أعمالها، وإما أن تخلِّصها وتنقذها من الهلاك.
٣٩ - إلا المؤمنين فإنهم لا يُوخذون بذنوبهم، بل يتجاوز عنها لما لهم من عمل صالح.
٤٠ - وهم يوم القيامة في جنات يسأل بعضهم بعضا.
٤١ - عن الكافرين الذين أهلكوا أنفسهم بما عملوا من المعاصي.
٤٢ - يقولون لهم: ما أدخلكم في جهنم؟
٤٣ - فيجيبهم الكفار قائلين: لم نكن من الذين يؤدون الصلاة الواجبة في الحياة الدنيا.
٤٤ - ولم نكن نطعم الفقير مما أعطانا الله.
٤٥ - وكنا مع أهل الباطل ندور معهم أينما داروا، ونتحدث مع أهل الضلال والغواية.
٤٦ - وكنا نكذب بيوم الجزاء.
٤٧ - وتمادينا في التكذيب به حتَّى جاءنا الموت، فحال بيننا وبين التوبة.
x• خطورة الكبر حيث صرف الوليد بن المغيرة عن الإيمان بعدما تبين له الحق.
• مسؤولية الإنسان عن أعماله في الدنيا والآخرة.
• عدم إطعام المحتاج سبب من أسباب دخول النار.
٤٩ - أي شيء جعل هؤلاء المشركين معرضين عن القرآن؟!
٥٠ - كأنهم في إعراضهم ونفورهم منه حُمُر وَحْش شديدة النفور.
٥١ - نفرت من أسد خوفًا منه.
٥٢ - بل يريد كل واحد من هؤلاء المشركين أن يصبح عند رأسه كتاب منشور يخبره أن محمدًا رسول من الله، وليس سبب ذلك قلة البراهين أو ضعف الحجج، وإنما هو العناد والاستكبار.
٥٣ - ليس الأمر كذلك، بل السبب في تماديهم في ضلالهم أنهم لا يؤمنون بعذاب الآخرة، فبقوا على كفرهم.
٥٤ - ألا إن هذا القرآن موعظة وتذكير.
٥٥ - فمن شاء أن يقرأ القرآن ويتعظ به قرأه واتعظ به.
٥٦ - وما يتعظون إلا أن يشاء الله أن يتعظوا، هو سبحانه أهل لأن يُتَّقى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأهل لأن يغفر ذنوب عباده إذا تابوا إليه.
سورة القيامة
- مكية-
zإظهار قدرة الله على جمع خلق الإنسان وبعثه.
y ١ - أقسم الله بيوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين.
٢ - وأقسم بالنفس الطيبة التي تلوم صاحبها على التقصير في الأعمال الصالحة، على فعل السيئات، أقسم بهذين الأمرين ليبعثنّ الناس للحساب والجزاء.
٣ - أيظنّ الإنسان أن لن نجمع عظامه بعد موته للبعث؟!
٤ - بلى، نقدر مع جمعها على إعادة أطراف أصابعه خلْقًا سويًّا كما كانت.
٥ - بل يريد الإنسان بإنكاره البعث أن يستمرّ على فجوره مستقبلا دون رادع.
٦ - يسأل على وجه الاستبعاد عن يوم القيامة: متى يقع؟
٧ - فإذا تحيّر البصر واندهش حين يرى ما كان يكذّب به.
٨ - وذهب ضوء القمر.
٩ - وجمع جرم الشمس والقمر.
١٠ - يقول الإنسان الفاجر في ذلك اليوم: أين الفرار؟!
١١ - لا فرار في ذلك اليوم، ولا مَلْجأ يلجأ إليه الفاجر، ولا مُعْتَصَم يعتصم به.
١٢ - إلى ربك -أيها الرسول- في ذلك اليوم المرجع والمصير للحساب والجزاء.
١٣ - يخبر الإنسان في ذلك اليوم بما قدّم من أعماله، وربما أخّر منها.
١٤ - بل الإنسان شاهد على نفسه حيث تشهد عليه جوارحه بما اكتسبه من إثم.
١٥ - ولو جاء بأعذار يجادل بها عن نفسه أنَّه ما عمل سوءًا لم تنفعه.
١٦ - لا تحرِّك -أيها الرسول- لسانك بالقرآن مُتَعَجِّلًا أن ينفلت منك.
١٧ - إن علينا أن نجمعه لك في صدرك، وإثبات قراءته على لسانك.
١٨ - فإذا أتمّ جبريل قراءته عليك فأنصت إلى قراءته واستمع.
١٩ - ثم إن علينا تفسيره لك.
x• مشيئة العبد مُقَيَّدة بمشيئة الله.
• حرص رسول الله - ﷺ - على حفظ ما يوحى إليه من القرآن، وتكفّل اللهَ له بجمعه في صدره وحفظه كاملًا فلا ينسى منه شيئًا.