تفسير سورة القصص

تفسير ابن أبي حاتم
تفسير سورة سورة القصص من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم .
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سورة القصص
٢٨
قوله تعالى: طسم
[الوجه الأول]
١٦٦٦١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابن عباس، قوله طسم قَالَ: إِنَّهُ قَسَمٌ أَقْسَمَهُ اللَّهُ وَهِيَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ.
١٦٦٦٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَأَلْتُ السُّدِّيَّ، عَنْ قوله: الم وحم وطسم فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٦٦٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: طسم قَالَ: اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ أَقْسَمَ بِهِ رَبُّكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ
قد تقدم تفسيره
قَوْلُهُ تَعَالَى: نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ
١٦٦٦٤ - بِهِ عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ قَالَ: فِي الْقُرْآنِ نَبأُهُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ فِرْعوَنَ عَلا فِي الأَرْضَ
١٦٦٦٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ:
كَانَ مِنْ شَأْنِ فِرْعَوْنَ أَنَّهُ رَأَى رُؤْيَا فِي مَنَامِهِ أَنَّ نَارًا أَقْبَلَتْ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى اشْتَمَلَتْ عَلَى بُيُوتِ مِصْرَ فَأَحْرَقَتْهَا وَتَرَكَتْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَحْرَقَتْ بُيُوتَ مِصْرَ، فَدَعَى السَّحَرَةَ وَالْكَهَنَةَ وَالْقَافَةَ وَالْحَازَةَ فَأَمَّا الْقَافَةُ فَهُمُ الْعَافَةُ. وَأَمَّا الْعَافَةُ فَهُمُ الَّذِينَ يَزْجُرُونَ الطَّيْرَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ رُؤْيَاهُ فَقَالُوا: يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَلَدِ الَّذِي جَاءَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْهُ يَعْنُونَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ رَجُلٌ يَكُونُ عَلَى وَجْهِهِ هَلاكُ مِصْرَ فَأَمَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ لَا يُولَدَ لَهُمْ
2938
غُلامٌ إِلا ذَبَحُوهُ، وَلا تُولَدَ لَهُمْ جَارِيَةٌ إِلا تُرِكَتْ وَقَالَ لِلْقِبْطِ: انْظُرُوا مَمْلُوكِيكُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ خَارِجًا فَأَدْخِلُوهُمْ، وَاجْعَلُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَلُونَ تِلْكَ الأعْمَالَ الْقَذِرَةَ، فَجَعَلَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَعْمَالِ غِلْمَانِهِمْ، وَأَدْخَلُوا غِلْمَانَهُمْ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ اللَّهُ: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ يَقُولُ: تَجَبَّرَ فِي الأَرْضِ.
وَرُوِيَ، عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٦٦٦٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ أَيْ بَغَى فِي الأَرْضِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا
١٦٦٦٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ:
وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَعْنِي بَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ جَعَلَهُمْ فِي الأَعْمَالِ الْقَذِرَةِ.
١٦٦٦٨ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا فَرَّقَ بَيْنَهُمْ.
١٦٦٦٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الويد، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ يَعْنِي فِي قَوْلِهِ: وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا قَالَ: فَرَّقَ بَيْنَ الْقِبْطِ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. وَرُوِيَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ نَحْوُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ
١٦٦٧٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يَقُولُ: جَعَلَهُمْ فِي الأَعْمَالِ الْقَذِرَةِ.
١٦٦٧١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ فِرْعوَنُ أَشَدُّ غِلْظَةً، وَلا أقسى قَلْبًا وَلا أَسْوَأُ مِلْكَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْهُ تعَبَّدَهُمْ فَجَعَلَهُمْ خَوَلا وَخَدَمًا، وَصَنَّفَهُمْ فِي أَعْمَالِهِ فَصِنْفٌ يَبْنُونَ، وَصِنْفٌ يَحْرُثُونَ وَصِنْفٌ يَرْعُونَ لَهُ، قَالَ: فَهُمْ فِي أَعْمَالِهِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ فِي ضَيْعَةٍ لَهُ مِنْ عَمَلِهِ فَعَلَيْهِ الْجَزَاءُ، فَسَامَهُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
2939
قَوْلُهُ تَعَالَى: يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ
١٦٦٧٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَجَعَلَ لَا يُولَدُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مَوْلُودٌ إِلا ذُبِحَ فَلا يَكْبُرُ الصَّغِيرُ، وَقَذْفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْمَوْتَ فَأَسْرَعَ فِيهِمْ، فَدَخَلَ رُءُوسُ الْقِبْطِ عَلَى فِرْعَوْنَ، فَكَلَّمُوهُ فَقَالُوا: إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ قَدْ وَقَعَ فِيهِمُ الْمَوْتُ، فَيُوشِكُ أَنْ يَقَعَ الْعَمَلُ عَلَى غِلْمَانِنَا، نَذْبَحُ أَبْنَاءَهُمْ، فَلا يَبْلُغُ الصِّغَارُ، فَيُعِينُونَ الْكِبَارَ فَلَوْ أَنَّكَ تُبْقِي مِنْ أولادهم لأمر أَنْ يَذْبَحُوا سَنَةً، وَيَتْرُكُوا سَنَةً، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّنَةِ الَّتِي يَذْبَحُونَ فِيهَا حَمَلَتْ مُوسَى فَلَمَّا أَرَادَتْ وَضْعَهُ حَزِنَتْ مِنْ شَأْنِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ
١٦٦٧٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ حَازِيًا حَزَى لِفِرْعَوْنَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحَازِي: الْمُنَجِّمُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ يُولَدُ فِي هَذَا الْعَامِ غُلَامٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَسْلُبُكَ مُلْكَكَ فَتَتَبَّعَ أَبْنَاءَهُمْ ذَلِكَ الْعَامَ، فَيُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ، وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ حَذَرًا مِمَّا قَالَ لَهُ الْحَازِي.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
١٦٦٧٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّهُ كَانَ لَيَأْمُرُ بِالْقَصَبِ فَيَشُقُّ حَتَّى يُجْعَلَ أَمْثَالَ الشِّفَارِ، ثُمَّ يُصَفُّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ يُؤْتِي بِحَبَالَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَيُوقَفْنَ عَلَيْهِ، فَيَجِزُّ أَقْدَامَهُنَّ، حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنْهُنَّ لَتَمْصَعُ بِوَلَدِهَا فَيَقَعُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، فَتَظَلُّ تَطَؤُهُ وَتَتَّقِي بِهِ حَدَّ الْقَصَبِ، عَنْ رِجْلَيْهَا لِمَا بَلَغَ مِنْ جَهْدِهَا، حَتَّى أَسْرَفَ فِي ذَلِكَ وَكَادَ يُفْنِيهِمْ، فَقِيلَ لَهُ: أَفْنَيْتَ النَّاسَ وَقَطَعْتَ النَّسْلَ، وَإِنَّمَا هُوَ خَوَلُكَ وَعُمَّالُكَ فَتَأْمُرُ بِأَنْ يُقْتَلَ الْغِلْمَانُ عَامًا، وَيُسْتَحْيُوا عَامًا فَوُلِدَ هَارُونُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي السَّنَةِ الَّتِي يستحي فِيهَا الْغِلْمَانُ، وَوُلِدَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ فِي السَّنَةِ الَّتِي فِيهَا يُذْبَحُونَ وَكَانَ هَارُونُ أَكْبَرَ منه بسنة.
2940
قوله تعالى :﴿ تلك آيات الكتاب المبين ﴾ آية ٢
قد تقدم تفسيره.
قوله تعالى :﴿ نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق ﴾ الآية ٣
به عن قتادة، قوله :﴿ نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون ﴾ قال : في القرآن نبأهم.
قوله تعالى :﴿ إن فرعون علا في الأرض ﴾ آية ٤
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي، قال : كان من شأن فرعون أنه رأى رؤيا في منامه أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقتها وتركت بني إسرائيل، وأحرقت بيوت مصر، فدعى السحرة والكهنة والقافة والحازة فأما القافة فهم العافة. وأما العافة فهم الذين يزجرون الطير فسألهم عن رؤياه فقالوا : يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل منه يعنون بيت المقدس رجل يكون على وجهه هلاك مصر فأمر بني إسرائيل أن لا يولد لهم غلام إلا ذبحوه، ولا تولد لهم جارية إلا تركت وقال للقبط : انظروا مملوكيكم الذين يعملون خارجا فأدخلوهم، واجعلوا بني إسرائيل يلون تلك الأعمال القذرة، فجعل بني إسرائيل في أعمال غلمانهم، وأدخلوا غلمانهم، فذلك حين يقول الله :{ إن فرعون علا في الأرض يقول : تجبر في الأرض.
وروي عن عكرمة مثل ذلك.
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ إن فرعون علا في الأرض ﴾ أي بغى في الأرض.
قوله تعالى :﴿ وجعل أهلها شيعا ﴾
حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط، عن السدي في قوله :﴿ وجعل أهلها شيعا ﴾ يعني بني إسرائيل حين جعلهم في الأعمال القذرة.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله :﴿ وجعل أهلها شيعا ﴾ فرق بينهم.
حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيد، عن قتادة يعني في قوله :﴿ وجعل أهلها شيعا ﴾ قال : فرق بين القبط وبني إسرائيل. وروي، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحو ذلك.
قوله تعالى :﴿ يستضعف طائفة منهم ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ يستضعف طائفة منهم ﴾ يقول : جعلهم في الأعمال القذرة.
حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن بن سلمة ثنا سلمة، ثنا محمد بن إسحاق قال : لم يكن من الفراعنة فرعون أشد غلظة، ولا أقسى قلبا ولا أسوا ملكة لبني إسرائيل منه ؛ تعبدهم فجعلهم خوَلا وخدما، وصنفهم في أعماله ؛ فصنف يبنون، وصنف يحرثون وصنف يرعون له، قال : فهم في أعماله ومن لم يكن منهم في ضيعة له من عمله فعليه الجزاء، فسامهم كما قال الله عز وجل.
قوله تعالى :﴿ يذبح أبناءهم ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة، ثنا أسباط، عن السدي قوله :﴿ يذبح أبناءهم ﴾ وجعل لا يولد لبني إسرائيل مولود إلا ذبح فلا يكبر الصغير، وقذف الله عز وجل في مشيخة بني إسرائيل الموت فأسرع فيهم، فدخل رءوس القبط على فرعون، فكلموه فقالوا : إن هؤلاء القوم قد وقع فيهم الموت، فيوشك أن يقع العمل على غلماننا، نذبح أبناءهم، فلا يبلغ الصغار، فيعينون الكبار فلو أنك تبقى من أولادهم لأمر أن يذبحوا سنة، ويتركوا سنة، فلما كان في السنة التي يذبحون فيها حملت موسى فلما أرادت وضعه حزنت من شأنه.
قوله تعالى :﴿ ويستحي نساءهم ﴾
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم ﴾ ذكر لنا أن حازيا حزى لفرعون قال ابن عباس : الحازي : المنجم، فقال له : إنه يولد في هذا العام غلام من بني إسرائيل يسلبك ملكك فتتبع أبناءهم ذلك العام، فيقتل أبناءهم، ويستحيي نساءهم حذرا مما قال له الحازي.
قوله تعالى :﴿ إنه كان من المفسدين ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد قال : لقد ذكر لي أنه كان ليأمر بالقصب فيشق حتى يجعل أمثال الشفار، ثم يصف بعضه إلى بعض، ثم يؤتي بحبالى من بني إسرائيل، فيوقفن عليه، فيجز أقدامهن، حتى أن المرأة منهن لتمصع بولدها فيقع بين رجليها، فتظل تطؤه وتتقي به حد القصب، عن رجليها لما بلغ من جهدها، حتى أسرف في ذلك وكاد يفنيهم، فقيل له : أفنيت الناس وقطعت النسل، وإنما هو خولك وعمالك فتأمر بأن يقتل الغلمان عاما، ويستحيوا عاما فولد هارون عليه السلام في السنة التي يستحي فيها الغلمان، وولد موسى عليه السلام في السنة التي فيها يذبحون وكان هارون أكبر منه بسنة.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ
١٦٦٧٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا أَبُو هِلالٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ إِنِّي اسْتَعْمَلْتُ عَمَّارًا لِقَوْلِ اللَّهِ: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ.
١٦٦٧٦ - ذُكِرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيًّا فِي قَوْلِهِ: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ قَالَ: يُوسُفُ وَوَلَدُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَجْعَلُهُمْ أَئِمَّةً
١٦٦٧٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ ثنا يَزِيدُ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً أَيْ وُلاةَ الأَمْرِ.
١٦٦٧٨ - وَبِهِ فِي قَوْلِهِ: وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ أَيْ يَرِثُونَ الأَرْضَ بَعْدَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ
١٦٦٧٩ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عن أصبغ ابن زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ قَالَ: مَا كَانَ الْقَوْمُ حَذِرُوهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى
١٦٦٨٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ أَنْبَأَ بِشْرٌ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى يَقُولُ: أَلْهَمْنَاهَا الَّذِي صَنَعَتْ بِمُوسَى. وَرُوِيَ، عَنِ الْحَسَنِ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٦٦٨١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى وَحْيًا جَاءَهَا مِنَ اللَّهِ قُذِفَ فِي قَلْبِهَا، وَلَيْسَ بِوَحْيِ نُبُوَّةٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَنْ أَرْضِعِيهِ
١٦٦٨٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وَأَبُو الطَّاهِرِ قَالا: ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا حَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ أَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى أُمِّ مُوسَى حِينَ وَضَعَتْ أَنْ تُرْضِعَهُ.
2941
١٦٦٨٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ بِمُوسَى مَا أَرَادَ، وَاسْتِنْقَاذَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الْبَلاءِ، أَوْحَى اللَّهُ إِلَى أُمِّ مُوسَى حِينَ تَقَارَبَ وِلادُهَا أَنْ أَرْضِعِيهِ.
١٦٦٨٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي قَوْلِهِ: أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ قَالَ: أَنْ يَسْمَعَ جِيرَانُكِ صَوْتَهُ.
قَوْلُهُ تعالى: فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ
١٦٦٨٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي حَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى أُمِّ مُوسَى حِينَ وَضَعَتْهُ: أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ فَلَمَّا خَافَتْ عَلَيْهِ جَعَلَتْهُ فِي التَّابُوتِ، وَجَعَلَتِ الْمِفْتَاحَ مَعَ التَّابُوتِ، وَطَرَحَتْهُ فِي الْبَحْر.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
١٦٦٨٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَهُوَ الْبَحْرُ، وَهُوَ النِّيلُ.
١٦٦٨٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بن هارون، ثنا أصبغ ابن زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
حَمَلَتْ أُمُّ مُوسَى، بموسى فَوَقَعَ فِي قَلْبِهَا. الْهَمُّ وَالْحُزْنُ مِمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ مِمَّا يُرَادُ بِهِ وَأَمَرَهَا إِذَا وَلَدَتْهُ أَنْ تَجْعَلَهُ فِي تَابُوتٍ ثُمَّ تُلْقِيهِ فِي الْيَمِّ فَلَمَّا وَلَدَتْ فَعَلَتْ ذَلِكَ بِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي
١٦٦٨٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَلا تَخَافِي قَالَ: لَا تَخَافِي عَلَيْهِ الْبَحْرَ وَلا تَحْزَنِي يَقُولُ: لَا تَحْزَنِي لِفِرَاقِهِ.
2942
قوله تعالى :﴿ ونمكن لهم في الأرض ﴾
حدثنا عمار بن خالد، ثنا محمد بن الحسن ويزيد بن هارون، عن أصبغ ابن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب ﴿ ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ﴾ قال : ما كان القوم حذروه.
قوله تعالى :﴿ وأوحينا إلى أم موسى ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس قوله :﴿ وأوحينا إلى أم موسى ﴾ يقول : ألهمناها الذي صنعت بموسى. وروي عن الحسن نحو ذلك.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس، ثنا يزيد ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ وأوحينا إلى أم موسى ﴾ وحيا جاءها من الله قذف في قلبها، وليس بوحي نبوة.
قوله تعالى :﴿ أن أرضعيه ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا أحمد بن صالح وأبو الطاهر قالا : ، ثنا ابن وهب، ثنا حي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي أن الله أوحى إلى أم موسى حين وضعت أن ترضعه.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد قال : فلما أراد الله بموسى ما أراد، واستنقاذ بني إسرائيل مما هم فيه من البلاء، أوحى الله إلى أم موسى حين تقارب ولادها أن أرضعيه.
حدثنا أبو زرعة، ثنا إبراهيم بن موسى أنبأ ابن أبي زائدة قال : سمعت الأعمش يقول : قال ابن عباس : في قوله :﴿ أن أرضعيه فإذا خفت عليه ﴾ قال : أن يسمع جيرانك صوته.
قوله :﴿ فإذا خفت عليه ﴾
حدثنا أبي، ثنا أصبغ بن الفرج أخبرني ابن وهب، حدثني حي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال : إن الله أوحى إلى أم موسى حين وضعته :﴿ أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ﴾ فلما خافت عليه جعلته في التابوت، وجعلت المفتاح مع التابوت، وطرحته في البحر.
قوله تعالى :﴿ فألقيه في اليم ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ فألقيه في اليم ﴾ وهو البحر، وهو النيل.
حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، ثنا يزيد بن هارون، ثنا أصبغ ابن زيد الوراق، ثنا القاسم بن أبي أيوب، حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس : حملت أم موسى، بموسى فوقع في قلبها الهم والحزن مما دخل عليه في بطن أمه مما يراد به وأمرها إذا ولدته أن تجعله في تابوت ثم تلقيه في اليم فلما ولدت فعلت ذلك به.
قوله تعالى :﴿ ولا تخافي ولا تحزني ﴾
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي، أنبأ اصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرحمن بن زيد في قول الله :﴿ ولا تخافي ﴾ قال : لا تخافي عليه البحر ﴿ ولا تحزني ﴾ يقول : لا تحزني لفراقه.
قوله تعالى :﴿ إنا رادوه إليك ﴾
حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، ثنا يزيد بن هارون، ثنا أصبغ ابن زيد الوراق، ثنا القاسم بن أبي أيوب، ثنا سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله : فأوحى الله إليها أن لا تخافي ولا تحزني :﴿ إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ﴾ فلما ولدت فعلت ذلك به فلما توارى، عنها ابنها أتاها الشيطان فقالت في نفسها ما فعلت بابني ؟ لو ذبح، عندي فواريته وكفنته لكان أحب إلي من أن ألقيه بيدي إلى دواب البحر وحيتانه. وانتهى الماء به حتى أرقأ به، عند فرضة مستقى جواري امرأة فرعون، فلما رأينه أخذنه فهرعن أن يفتحن التأبوت فقال بعضهم : إن في هذا مالا، وإنا إن فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه. فحملنه كهيئة لم يحركن منه شيئا حتى رفعنه إليها فلما فتحته رأت فيه غلاما، فألقى عليه منها محبة لم تلق منها على أحد من البشر قط.
قوله تعالى :﴿ وجاعلوه من المرسلين ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ﴿ إنا رادوه إليك ﴾ وباعثوه رسولا إلى هذه الطاغية، وجاعلوا هلاكه ونجاة بني إسرائيل مما هم فيه من البلاء على يديه.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ
١٦٦٨٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ:
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهَا أَنْ لَا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي: إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَلَمَّا وَلَدَتْ فَعَلَتْ ذَلِكَ بِهِ فَلَمَّا تَوَارِي، عَنْهَا ابْنُهَا أَتَاهَا الشَّيْطَانُ فَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا مَا فَعَلْتُ بِابْنِي؟ لَوْ ذُبِح، عِنْدِي فَوَارَيْتُهُ وَكَفَّنْتُهُ لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُلْقِيَهُ بِيَدَيَّ إِلَى دَوَابِّ الْبَحْرِ وَحِيتَانِهِ. وَانْتَهَى الْمَاءُ بِهِ حَتَّى أَرْقَأَ بِهِ، عِنْدَ فَرْضَةِ مُسْتَقَى جَوَارِي امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَخَذْنَهُ فَهُرِعْنَ أَنْ يَفْتَحْنَ التَّابُوتَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ فِي هَذَا مَالا، وَإِنَّا إِنْ فَتَحْنَاهُ لَمْ تَصَدَّقْنَا امْرَأَةُ الْمَلِكِ بِمَا وَجَدْنَا فِيهِ. فَحَمَلْنَهُ كَهَيْئَتِهِ لَمْ يُحَرِّكْنَ مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى رَفَعْنَهُ إِلَيْهَا فَلَمَّا فَتَحَتْهُ رَأَتْ فِيهِ غُلامًا، فَأُلْقِي عَلَيْهِ مِنْهَا مَحَبَّةٌ لَمْ تُلْقَ مِنْهَا عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ قَطُّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
١٦٦٩٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَبَاعِثُوهُ رَسُولا إِلَى هذه الطاغية، وجاعلوا هَلَاكِهِ وَنَجَاةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الْبَلاءِ عَلَى يَدَيْهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَالتَّقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ
١٦٦٩١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ: خَرَجَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ إِلَى الْبَحْرِ وَابْنَةٌ لِفِرْعَوْنَ بَرْصَاءُ، فرأوا سوادا في البحر فاخرة التَّابُوتَ إِلَيْهِمْ، فَبَدَرَتِ ابْنَةُ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَهِيَ بَرْصَاءُ إِلَى التَّابُوتِ، فَفَتَحَتْهُ فَوَجَدَتْ مُوسَى فِي التَّابُوتِ وَهُوَ مَوْلُودٌ فَأَخَذَتْهُ، فَبَرَأَتْ مِنْ بَرَصِهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا
١٦٦٩٢ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ الْبُرْسَانِيُّ، ثنا سُلَيْمُ بْنُ نُفَيْعٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ خَلَفٍ أَبِي الْفَضْلِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ كِتَابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى النَّفْرِ الَّذِينَ كَتَبُوا إِلَيَّ بِمَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ بِحَقٍّ مِنْ رَدِّ كِتَابِ اللَّهِ، وتكذيبهم
بأقدار الله النافذة فِي عِلْمِهِ السَّابِقِ، وَقَالَ لِمُوسَى وَهَارُونَ: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى، فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى وَمُوسَى فِي سَابِقِ عِلْمِهِ كَانَ لِفِرْعَوْنَ عَدُوًّا وَحَزَنًا قَالَ: وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ وَقُلْتُمْ أَنْتُمْ: لَوْ شَاءَ فِرْعَوْنُ لَكَانَ لِمُوسَى وَلِيًّا نَاصِرًا، وَاللَّهُ يَقُولُ: لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا.
١٦٦٩٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا قَالَ: لِيَكُونَ لَهُمْ فِي عَاقِبَةِ أَمْرِهِ عَدُوًّا.
١٦٦٩٤ - وَبِهِ في قوله: وحزنا لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ وَلَيْسَ لِذَلِكَ أَخَذُوهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ
١٦٦٩٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ فِرْعَوْنُ أَعْتَى عَلَى اللَّهِ، وَلا أَعْظَمُ قَوْلا، وَلا أَطْوَلُ عَمْرًا فِي مُلْكِهِ مِنْهُ، وَكَانَ اسْمُهُ فِيمَا ذُكِرَ لِي: الْوَلِيدُ بْنُ مُصْعَبٍ.
١٦٦٩٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا خُلَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
كَانَ فِرْعَوْنُ عِلْجًا مِنْ هَمَذَانَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ
١٦٦٩٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: كَانَ عَلَى مُقَدِّمَةِ فِرْعَوْنَ هَامَانُ فِي أَلْفِ أَلْفٍ وَسَبْعِمِائَةِ أَلْفِ حِصَانٍ، لَيْسَ فِيهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالَتِ امرأت فرعون قرت عَيْنٍ لِي وَلَكَ
١٦٦٩٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثُّلَّةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَلَمَّا فَتَحَتِ التَّابُوتَ رَأَتْ فِيهِ غُلامًا، فَأُلْقِي عَلَيْهِ مِنْهَا مَحَبَّةٌ لَمْ يُلْقَ مِنْهَا عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ قَطُّ. فَلَمَّا سَمِعَ الذَّبَّاحُونَ بِأَمْرِهِ أَقْبَلُوا بِشِفَارِهِمْ إِلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، لِيَذْبَحُوهُ قَالَتْ:
أَقِرُّوهُ، فَإِنَّ هَذَا الْوَاحِدُ لَا يَزِيدُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، حَتَّى آتِيَ فِرْعَوْنَ فَأَسْتَوْهِبَهُ مِنْهُ فَإِنْ وَهَبَهُ لِي كُنْتُمْ قَدْ أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ وَإِنْ أَمَرَ بِذَبْحِهِ لَمْ أَلُمْكُمْ فَأَتَتْ بِهِ فِرْعَوْنَ فقالت:
قرت عَيْنٍ لِي وَلَكَ قَالَ فِرْعَوْنُ: يَكُونُ لَكِ، وَأَمَّا لِي فَلا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَوْ أَقَرَّ فِرْعَوْنُ بِأَنْ يَكُونَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَهُ كَمَا أَقَرَّتِ امْرَأَتُهُ لَهَدَاهُ اللَّهُ بِهِ كَمَا هَدَاهَا بِهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ حَرَمَهُ ذَلِكَ.
2944
١٦٦٩٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: فَلَمَّا تَحَرَّكَ الْغُلامُ أُرَتْهُ أُمُّهُ آسِيَةُ صَبِيًّا، فَبَيْنَمَا هِيَ تُرْقِصُهُ وتلعب به إذا ناولته فرعون، وقالت:
خذه قرت عَيْنٍ لِي وَلَكَ، قَالَ فِرْعَوْنُ: هُوَ قُرَّةُ عَيْنٍ لَكِ وَلِيَ، لَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ابن عَبَّاسٍ: وَلَوْ أَنَّهُ قَالَ: هُوَ لِي قُرَّةُ عَيْنٍ، إِذَا لآمَنَ بِهِ، وَلَكِنَّهُ أَبَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا
١٦٧٠٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ مُوسَى أُمُّهُ أَرْضَعَتْهُ، حَتَّى إِذَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ بِقَتْلِ الْوِلْدَانِ مِنْ سَنَتِهِ تِلْكَ، عَمَدَتْ إِلَيْهِ فَصَنَعَتْ بِهِ مَا أَمَرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ جَعَلَتْهُ فِي تَابُوتٍ صَغِيرٍ وَمَهَّدَتْ لَهُ فِيهِ ثُمَّ عَمَدَتْ بِهِ إِلَى النِّيلِ فَقَذَفَتْهُ فِيهِ فَأَصْبَحَ فِرْعَوْنُ فِي مَجْلِسٍ لَهُ يَجْلِسُهُ عَلَى شَفِيرِ النِّيلِ كُلَّ غَدَاةٍ فَبَيْنَا هُوَ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ النِّيلُ بِالتَّابُوتِ يُقْذَفُ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَتُهُ جَالِسَةٌ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَتْ: إِنَّ هَذَا لشَيْءٌ فِي الْبَحْرِ فَأْتُونِي بِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَعْوَانُهُ، حَتَّى جَاءُوا بِهِ فَفُتِحَ التَّابُوتُ فَإِذَا فِيهِ صَبِيُّ فِي مَهْدِهِ فَأَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِ مَحَبَّتَهُ وَعَطَّفَ عَلَيْهِ نَفْسَهُ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ آسِيَةُ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا
١٦٧٠١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: قَالَتْ آسِيَةُ: لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا إِنَّمَا هُوَ صَبِيُّ لَا يَعْقِلُ، فَإِنَّمَا صَنَعَ هَذَا مَنْ صَبَّاهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
١٦٧٠٢ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ آلُ فِرْعَوْنَ أَنَّهُ عَدُوٌّ لَهُمْ.
١٦٧٠٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ قَالَ: أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ رَحْمَتُهَا حِينَ أَبْصَرَتْهُ، وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَنَّ هَلَكَتَهُمُ عَلَى يَدِهِ وَفِي زَمَانِهِ.
١٦٧٠٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ يَقُولُ اللَّهُ: وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَيْ بِمَا هُوَ كَائِنٌ مِمَّا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ.
2945
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا
١٦٧٠٥ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَبُو قَطَنٍ ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ:
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا قَالَ: فَرَغَ مِنْ ذِكْرِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى.
١٦٧٠٦ - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ حَسَّانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا قَالَ: خَالِيًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلا ذِكْرَ مُوسَى.
١٦٧٠٧ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حسان، يعني أَبَا الأَشْرَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا قَالَ: فَارِغًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ ذِكْرِ مُوسَى.
وَرُوِيَ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وَالْحَسَنِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالضَّحَّاكِ وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٦٧٠٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هارون أنبأ أصبغ ابن زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ:
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قَالَ: فَأَصْبَحَتْ أُمُّ مُوسَى وَالِهَا.
١٦٧٠٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ بْنِ سِنَانٍ، ثنا نُعَيْمٌ يَعْنِي ابْنَ مَيْسَرَةَ، عَنْ غَرْقَدَةَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ فِي قَوْلِهِ: وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا قَالَ: نَافِرًا.
١٦٧١٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا أَيْ لاهِيًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلا مِنْ ذِكْرِ مُوسَى.
١٦٧١١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَقَدْ كَانَتْ أُمُّ مُوسَى تَرْفَعُ لَهُ، حِينَ قَذَفَتْهُ فِي الْبَحْر: هَلْ تَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ حَتَّى أَتَى الْخَبَرُ بِأَنَّ فِرْعَوْنَ قَدْ أَصَابَ الْغَدَاةَ صَبِيًّا فِي النِّيلِ فِي تَابُوتٍ، فَعَرَفَتْهُ بِالصِّفَةِ، وَرَأَتْ أَنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي يَدِ عَدُوِّهِ الَّذِي فَرَّتْ مِنْهُ، فَأَصْبَحَ فُؤَادُهَا فَارِغًا، مِنْ عَهْدِ اللَّهِ إِلَيْهَا فِيهِ، قَدْ أَنْسَاهَا عَظِيمُ الْبَلاءِ، مَا كَانَ، عِنْدَهَا مِنَ الْعَهْدِ مِنَ اللَّهِ فِيهِ.
2946
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ
١٦٧١٢ - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ حَسَّانَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنْ كَادَتْ لتبدي به كادت أن تقول وانبأه.
١٦٧١٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سفيان، عن الأعمش، عن حسان يعني أبا الأَشْرَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ أَنْ تَقُولَ: يَا ابْنَاهُ.
وَرُوِيَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَعِكْرِمَةَ وَمُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ وَقَتَادَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٦٧١٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَسَّانَ أَبِي الأَشْرَسِ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ أَوْ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ: إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ قَالَ: لَتَقُولُ أَنَا أُمُّهُ.
١٦٧١٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، فَلَمَّا جَاءَتْ أُمُّهُ أَخَذَ مِنْهَا وَكَادَتْ أَنْ تَقُولَ: هُوَ ابْنِي، فَعَصَمَهَا اللَّهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ.
١٦٧١٦ - وَبِهِ فِي قَوْلِهِ: لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا يَقُولُ: فَعَصَمَهَا اللَّهِ.
١٦٧١٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِنَّ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ أَيْ لَتُنْبِئُ أَنَّهُ ابْنُهَا مِنْ شِدَّةْ وَجْدِهَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا أَيْ بِالإِيمَانِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
١٦٧١٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْمُصَدِّقِينَ.
١٦٧١٩ - ذُكِرَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَيْبَةَ، عَنْ، عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ قَاضِي الرِّيِّ، عَنْ سِمَاكٍ أَوِ السُّدِّيّ لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: قَدْ كَانَتْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنْ بِقَوْلِهِ: إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ.
2947
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ
١٦٧٢٠ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن حسان يَعْنِي أَبَا الأَشْرَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ أَيْ اتَّبِعِي أَثَرَهُ.
١٦٧٢١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا عَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ حَسَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ قَالَ: انْظُرِيهِ.
١٦٧٢٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنبأ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا، سَعِيدُ بْنُ جبير، عن ابن عباس وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ قُصِّي أَثَرَهُ، أَوِ اطْلُبِيهِ هَلْ تَسْمَعِينَ لَهُ ذِكْرًا أَحَيُّ ابْنِي أَمْ أَكَلَتْهُ الدَّوَابُّ، وَنَسِيَتْ مَا كَانَ اللَّهُ وَعَدَهَا فِيهِ.
١٦٧٢٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ أَيْ انْظُرِي مَا يَفْعَلُونَ بِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
١٦٧٢٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جبير، عن ابن عباس فبصرت به، عن جنب فَبَصُرَتْ بِه أُخْتُهُ، عَنْ جُنُبٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَنْ جُنُبٍ
١٦٧٢٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ حَسَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فبصرت به، عن جنب قَالَ: ، عَنْ جَانِبٍ.
١٦٧٢٦ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: فَبَصُرَتْ بِهِ، عَنْ جنب يقول: بصرت به وَهِيَ مُجَانَبَةٌ لَمْ تَأْتِهِ.
١٦٧٢٧ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: فَبَصُرَتْ بِهِ، عَنْ جُنُبٍ، عَنْ بَعِيدٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُمْ لا يَشْعُرُون
١٦٧٢٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَنَّهَا أُخْتُهُ.
١٦٧٢٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ أَنَّهَا أُخْتُهُ قَالَ: جَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ وَكَأَنَّهَا لَا تُرِيدُهُ.
١٦٧٣٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ أَيْ لَا يَعْرِفُونَ أَنَّهَا مِنْهُ بِسَبِيلٍ.
١٦٧٣١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنبأ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جبير، عن ابن عباس فبصرت بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ وَالْجُنُبُ أَنْ يَسْمُوَ بَصَرُ الإِنْسَانِ إِلَى الشَّيْءِ الْبَعِيدِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ لَا يَشْعُرُ بِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ
١٦٧٣٢ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَسَّانَ يَعْنِي أَبَا الأَشْرَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ قَالَ: لَا يُؤْتَى بِمُرْضِعٍ فَيَقْبَلُهَا.
١٦٧٣٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَأَرَادُوا لَهُ الْمُرْضِعَاتِ، فَلَمْ يَأْخُذْ مِنْ أَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ، وَجَعَلَ النِّسَاءُ يَطْلُبْنَ ذَلِكَ لَيَنْزِلْنَ، عِنْدَ فِرْعَوْنَ فِي الرَّضَاعِ، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وهم له ناصحون
١٦٧٣٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَجَمَعُوا لَهُ الْمَرَاضِعَ، حِينَ أَلْقَى اللَّهُ مَحَبَّتَهُمْ عَلَيْهِ فَلا يُؤْتَى بِامْرَأَةٍ فَيَقْبَلُ ثَدْيَهَا فَيُرْمِضُهُمْ ذَلِكَ، فَيُؤْتَى بِمُرْضِعٍ بَعْدَ مُرْضَعٍ فَلا يَقْبَلُ شَيْئًا مِنْهُنَّ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ حِينَ رَأَتْ مِنْ وَجْدِهِمْ بِهِ وَحِرْصِهِمْ عَلَيْهِ: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ، وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ
١٦٧٣٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ فَأَخَذُوهَا فَقَالُوا: مَا يُدْرِيكَ مَا نُصْحِهِمْ لَهُ وَشَفَقَتِهِمْ عَلَيْهِ؟ هَلْ يَعْرِفُونَهُ؟ حَتَّى شَكَوْا فِي ذَلِكَ، فَقَالَتْ: نُصْحُهُمْ لَهُ وَشَفَقَتُهُمْ عَلَيْهِ رَغْبَتُهُمْ فِي صِهْرِ الْمَلِكِ، رَجَاءَ مَنْفَعَةٍ فَأَرْسَلُوهَا.
١٦٧٣٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أسباط، عن السُّدِّيِّ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ فَأَخَذُوهَا فَقَالُوا: إِنَّكِ قَدْ عَرَفْتِ هَذَا الْغُلامَ فَدُلِّينَا عَلَى أَهْلِهِ فَقَالَتْ:
مَا أَعْرِفُهُ وَلَكِنْ إِنَّمَا هُمْ لِلْمَلِكِ نَاصِحُونَ، فَلَمَّا جَاءَتْ أُمُّهُ أَخَذَ مِنْهَا.
١٦٧٣٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ أَيْ لِمَنْزِلَتِهِ، عِنْدَكُمْ، وَحِرْصِهَا عَلَى مَسَرَّةِ الْمَلِكِ. فَقَالُوا: نَعَمْ فَهَاتِي.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا ولا تحزن
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي طَهَ.
١٦٧٣٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَأَتَتْ أُمَّهُ فَأَخْبَرَتْهَا فَانْطَلَقَتْ مَعَهَا حَتَّى أَتَتْهُمْ فَنَاوَلُوهَا إِيَّاهُ، فَلَمَّا وَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا أَخَذَ ثَدْيَهَا وَسُرُّوا بِذَلِكَ مِنْهُ وَرَدَّهُ اللَّهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وِلِتَعْلَمَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ فَبَلَغَ لُطْفُ اللَّهِ لَهَا وَلَهُ أَنْ رَدَّ عَلَيْهَا وَلَدَهَا، وَعَطَفَ عَلَيْهَا نَفْعَ فِرْعَوْنَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، مَعَ مَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْقَتْلِ الَّذِي يُتَخَوَّفُ عَلَى غَيْرِهِ، فَكَأَنَّهُ كَانَ مِنْ بَيْتِ آلِ فِرْعَوْنَ، فِي الأَمَانِ وَالسَّعَةِ، فَكَانَ عَلَى فُرُشِ فِرْعَوْنَ وَسُرُرِهِ فِي بَيْتِهِ.
١٦٧٣٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ حَفْصٍ. يَعْنِي الْبَصْرِيَّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ قَالَ: كَانَ فِرْعَوْنُ يُعْطِي أُمَّ مُوسَى عَلَى رَضَاعِ مُوسَى كُلَّ يَوْمٍ دِينَارًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
١٦٧٤٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَوَعَدَهَا أَنَّهُ رَادُّهُ إِلَيْهَا وَجَاعِلُهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ، فَفَعَلَ اللَّهُ بِهَا ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَكِنَّ أكثرهم لا يعلمون
أَيْ لَا يَعْقِلُونَ تَقَدَّمَ إِسْنَادُهُ
قَوْلُهُ تَعَالَى: ولما بلغ أشده
[الوجه الأول]
١٦٧٤١ - قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَبِيعَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: بَلَغَ أَشُدَّهُ أَشُدُّهُ: الْحُلُمُ.
١٦٧٤٢ - قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَهُ.
قَالَ مَالِكٌ: مِثْلَهُ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٧٤٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ الصُّورِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: بَلَغَ أَشُدَّهُ إِلَى أَرْبَعَةٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ وَالأَقَاوِيلُ فِيهِ قَبْلَهُ.
قَوْلُهُ تعالى: واستوى
[الوجه الأول]
١٦٧٤٤ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ ابْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَاسْتَوَى قَالَ: أَرْبَعُونَ.
وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَالثَّوْرِيِّ مِثْلُ ذَلِكَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٧٤٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا مَعْقِلٌ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ قَبِيصَةَ فِي قَوْلِهِ: بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى يَعْنِي بِالاسْتِوَاءِ: خُرُوجَ لِحْيَتِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: آتَيْنَاهُ حكما وعلما
[الوجه الأول]
١٦٧٤٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عن محمد ابن إِسْحَاقَ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا أَيْ آتَاهُ اللَّهُ حُكْمًا وَعِلْمًا.
١٦٧٤٧ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: الْحُكْمُ اللُّبُّ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٧٤٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَطَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْحُكْمُ: الْعِلْمُ.
١٦٧٤٨ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا قَالَ: الْفِقْهُ وَالْعَقْلُ وَالْعِلْمُ قَبْلَ النُّبُوَّةِ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٧٤٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ:
آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا قَالَ: النُّبُوَّةُ.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ:
١٦٧٥٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ:
الْحُكْمُ قَالَ: هُوَ الْقُرْآنُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَعِلْمًا
١٦٧٥١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا أَيْ آتَاهُ اللَّهُ حُكْمًا وَعِلْمًا، فِقْهًا فِي دِينِهِ وَدِينِ آبَائِهِ وَعِلْمًا بِمَا فِي دِينِهِ مِنْ شَرَائِعِهِ وَحُدُودِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
١٦٧٥٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا آتَاهُ اللَّهُ حُكْمًا وَعِلْمًا يَقُولُ اللَّهُ: وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَدَخَلَ الْمَدِينَةِ
١٦٧٥٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ أَنَّ فِرْعَوْنَ رَكِبَ مَرْكَبًا، وَلَيْسَ، عِنْدَهُ مُوسَى، فَلَمَّا جَاءَ مُوسَى قِيلَ لَهُ: إِنَّ فِرْعَوْنَ قَدْ رَكِبَ،
2952
فَرَكِبَ فِي أَثَرِهِ فَأَدْرَكَهُ الْمَقِيلُ بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: مَنْفٌ، فَدَخَلَهَا نِصْفَ النَّهَارِ، وَقَدْ تَغَلَّقَتْ أَسْوَاقُهَا، وَلَيْسَ فِي طُرُقِهَا أَحَدٌ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ من أهلها
[الوجه الأول]
١٦٧٥٥ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ قَالَ: نِصْفَ النَّهَارِ.
١٦٧٥٦ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا قَالَ: نِصْفَ النَّهَارِ وَالنَّاسُ قَائِلُونَ. وَرُوِيَ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَالسُّدِّيِّ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٦٧٥٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَدَخَلَ المدينة على حين غفلة من أهلها قال: دخلها ظهرا، وذلك أَغْفَلُ مَا يَكُونُ النَّاسُ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٧٥٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ يَعْنِي الْجَوْهَرِيَّ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا قَالَ: بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٧٥٩ - أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا قَالَ: عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ، عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ ذِكْرِ مُوسَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ
١٦٧٦٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جبير، عن ابن عباس لما بلغ أشده
2953
وَكَانَ مِنَ الرِّجَالِ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَخْلُصُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعَهُ بِظُلْمٍ وَلا سُخْرَةٍ حَتَّى امْتَنَعُوا كُلَّ الامْتِنَاعِ، فَبَيْنَا مُوسَى يَمْشِي فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانٍ أَحَدُهُمَا فِرْعَوْنِيٌّ، وَالآخَرُ إِسْرَائِيلَيٌّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ
١٦٧٦١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ إِسْرَائِيلَيُّ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ قِبْطِيُّ.
وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ وَالسُّدِّيِّ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٦٧٦٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ أَيْ مُسْلِمٌ، وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ، أَيْ هَذَا مِنْ أَهْلِ دِينِ فِرْعَوْنَ: كَافِرٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ
١٦٧٦٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ:
فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الإِسْرَائِيلَيُّ عَلَى الْفرعونيِّ.
١٦٧٦٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ قَالَ: كَانَ الَّذِي اسْتَغَاثَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اسْتَغَاثَ مُوسَى عَلَى عَدُوِّهِ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ
١٦٧٦٥ - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الثَّلْجِ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ، ثنا الْقَاسِمُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَغَضِبَ مُوسَى غَضَبًا شَدِيدًا لأَنَّهُ تَنَاوَلَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ مَنْزِلَةَ مُوسَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَحَفِظَهُ لَهُمْ لَا يَعْلَمُ النَّاسُ إِلا إِنَّمَا ذَلِكَ مِنَ الرَّضَاعِ إِلا أُمُّ مُوسَى، إِلا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَطْلَعَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ مَا لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ غَيْرَهُ، فَوَكَزَ مُوسَى الْفرعونيَّ فَقَتَلَهُ وَلَيْسَ يَرَاهُمَا إِلا اللَّهُ ثُمَّ الإِسْرَائِيلَيُّ.
2954
١٦٧٦٦ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فَوَكَزَهُ مُوسَى بِجَمْعِ كَفِّهِ.
١٦٧٦٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَوَكَزَهُ مُوسَى يَقُولُ: فَوَكَزَهُ نَبِيُّ اللَّهِ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَصَاهُ وَلَمْ يَتَعَمَّدْ قَتْلَهُ.
١٦٧٦٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَكَانَ مُوسَى قَدْ أُوتِيَ بَسْطَةً فِي الْخَلْقِ، وَشِدَّةً فِي الْبَطْشِ فَضَبَّ بِعُدُوِّهِمَا فَنَازَعُهُ، فَوَكَزَهُ مُوسَى وَكْزَةً قَتَلَهُ مِنْهَا، وَهُوَ لَا يُرِيدُ قَتْلَهُ.
١٦٧٦٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَّارُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: الَّذِي وَكَزَهُ مُوسَى كَانَ خَبَّازًا لِفِرْعَوْنَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَضَى عَلَيْهِ
١٦٧٧٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فَقَضَى عَلَيْهِ فَمَاتَ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ هَذَا مِنْ عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين
١٦٧٧١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَقَالَ مُوسَى حِينَ قَتَلَ الرَّجُلَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ له
١٦٧٧٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فِي مُوسَى: إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي يَعْنِي ذَنْبًا.
١٦٧٧٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا شَيْبَانُ، ثَنَا أَبُو هِلالٍ، ثنا قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ:
رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي قَالَ: عَرَفَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَيْنَ الْمَخْرَجِ يُرَادُ الْمَخْرَجُ، فَلَمْ يُلْقِ ذَنْبَهُ عَلَى رَبِّهِ. قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: أَيْ من جهة المقدور.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
١٦٧٧٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلُهُ: الْغَفُورُ يعني لما كان منه الرحيم لِمَنْ تَابَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ
١٦٧٧٥ - حَدَّثَنَا أَبُو بُجَيْرٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا أَبُو حَنْظَلَةَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَبُو حَنْظَلَةَ الضَّبِّيُّ، يَعْنِي جَابِرَ بْنَ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَامِرٍ: يَا أَبَا عَمْرٍو إِنِّي رَجُلٌ كَاتُبٌ، أَكْتُبَ مَا يَدْخُلُ وَمَا يَخْرُجُ، آخُذُ رِزْقًا أَسْتَغْنِي بِهِ أَنَا وَعِيَالِي. قَالَ: فَلَعَلَّكَ تَكْتَبُ فِي دَمٍ يُسْفَكُ. قَالَ: لَا. قَالَ: فَلَعَلَّكَ تَكْتُبُ فِي مَالٍ يُؤْخَذُ. قَالَ: لَا. قَالَ: فَلَعَلَّكَ تَكْتُبُ فِي دَارٍ تُهْدَمُ. قَالَ: لَا، أَسَمِعْتَ بِمَا قَالَ مُوسَى؟ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ قَالَ: أَبَلَغْتَ إِلَيَّ يَا أَبَا عَمْرٍو، وَاللَّهِ لَا أَخُطُّ لَهُمْ بِقَلَمٍ أَبَدًا. قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَدَعُكَ اللَّهُ بِغَيْرِ رِزْقٍ أَبَدًا.
١٦٧٧٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الصَّافِي أَنَّهُ سَأَلَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَخٍ لَهُ كَاتِبٍ قُلْتُ لَيْسَ يَلِي مِنْ أُمُورِ السُّلْطَانِ شَيْئًا إِلا أَنَّهُ يَكْتُبُ لَهُمْ بِقَلَمٍ مَا دَخَلَ وَمَا خَرَجَ. فَإِنْ تَرَكَ قَلَمَهُ صَارَ عَلَيْهِ دَيْنٌ وَاحْتَاجَ. وَإِنْ أَخَذَ لَهُ كَانَ لَهُ فِيهِ غِنًى: قَالَ: الرَّأْسُ مَنْ هُوَ؟ قَالَ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ: قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: يَعْنِي مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ فَلا يَهْتَمُّ بشَيْءٍ، وَلْيَرْمِ قَلَمَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَأْتِيهِ بِرِزْقٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ
١٦٧٧٧ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ قَالَ: مُعِينًا لِلْمُجْرِمِينَ.
وَرُوِيَ، عَنْ عَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٦٧٧٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ قَالَ: لَنْ أُعِينَ بَعْدَهَا ظَالِمًا عَلَى فُجْرِهِ
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ
١٦٧٧٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ: خَائِفًا أَنْ يُؤْخَذَ.
١٦٧٨٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَتَرَقَّبُ
١٦٧٨١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ ابن زيد، ثنا القاسم ابن أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ الأَخْبَارَ. فَأُتِيَ فِرْعَوْنُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ بَنِيَ إِسْرَائِيلَ قَتَلُوا رَجُلا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ فَخُذْ لَنَا بِحَقِّنَا وَلا تُرَخِّصْ فَقَالَ: أَبْقُونِي قَاتِلَهُ وَمَنْ يَشْهَدُ عَلَيْهِ فَإِنَّ الْمَلِكَ وَإِنْ كَانَ صَفْوَةً مَعَ قَوْمِهِ لَا يَسْتَقِيمُ لَهُ أَنْ يقد بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ وَلا ثَبْتٍ، فَاطْلُبُوا لِي عِلْمَ ذَلِكَ آخُذُ لَكُمْ بِحَقِّهِ.
١٦٧٨٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: يَتَرَقَّبُ أَنْ يَأْخُذَهُ الطَّلَبُ.
١٦٧٨٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيُّ أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قوله: يترقب قال: يتلفت. وَرُوِيَ، عَنِ الضَّحَّاكِ نَحْوُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ
١٦٧٨٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ أَنْبَأَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ أَنْبَأَ حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيُّ مُبِينٌ قَالَ: هُوَ صَاحِبُ مُوسَى الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالأَمْسِ.
١٦٧٨٥ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ قَالَ: الَّذِي اسْتَصْرَخَهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيُّ مبين
١٦٧٨٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَقَالَ مُوسَى لِلإِسْرَائِيلَيِّ لِمَا فَعَلَهُ أَمْسِ وَالْيَوْمَ إِنَّكَ لَغَوِي مُبِينٌ
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لهما
١٦٧٨٧ - وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَبَيْنَمَا هُمْ يَطُوفُونَ وَلا يَجِدُونَ ثَبْتًا إِذَا مُوسَى قَدْ رَأَى مِنَ الْغَدِ ذَلِكَ الإِسْرَائِيلَيَّ يُقَاتِلُ رَجُلا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ آخَرَ، فَاسْتَغَاثَهُ الإِسْرَائِيلَيُّ عَلَى الْفرعونيِّ، فَصَادَفَ مُوسَى قَدْ نَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَكَرِهَ الَّذِي رَأَى، فَغَضِبَ مِنَ الإِسْرَائِيلَيِّ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْطِشَ الْفرعونيَّ فَقَالَ لِلإِسْرَائِيلَيِّ لِمَا فَعَلَ أَمْسِ وَالْيَوْمَ إِنَّكَ لَغَوِيُّ مُبِينٌ
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِيَ كَمَا قَتَلْتَ نفسا بالأمس
١٦٧٨٨ - وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَنَظَرَ الإِسْرَائِيلَيُّ إِلَى مُوسَى بَعْدَ مَا قَالَ لَهُ مَا قَالَ، فِإِذَا هُوَ غَضْبَانُ كَغَضَبِهِ بِالأَمْسِ الَّذِي قَتَلَ بِهِ الْفِرْعَوْنِيَّ، فَخَافَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مَا قَالَ لَهُ: إِنَّكُ لَغَوِيُّ مُبِينٌ أَنْ يَكُونَ إِيَّاهُ أَرَادَ، وَلَمْ يَكُنْ أَرَادَهُ وَإِنَّمَا أَرَادَ الْفرعونيَّ فَخَافَ الإِسْرَائِيلَيُّ، فَحَاجَزَ الْفِرْعَوْنِيُّ وقَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ، مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ إِيَّاهُ مُوسَى لِيَقْتُلَهُ، فَتَتَارَكَا، وَانْطَلَقَ الْفرعونيُّ إِلَى قَوْمِهِ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا سَمِعَهُ مِنَ الإِسْرَائِيلَيِّ مِنَ الْخَبَرِ حِينَ يَقُولُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ
١٦٧٨٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ قَالَ: فَتَرَكَهُ مُوسَى، وَذَهَبَ الْقُبْطِيُّ فَأَفْشَى عَلَيْهِ أَنَّ مُوسَى هُوَ الَّذِي قَتَلَ الرَّجُلَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ
١٦٧٩٠ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اله الطِّهْرَانِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَوْلُ الرَّجُلِ لِمُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ قَالَ عِكْرِمَةُ: لَا يَكُونُ الرَّجُلُ جَبَّارًا حَتَّى يَقْتُلَ نَفَسَيْنِ.
وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٦٧٩١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا حَاضِرَةُ يَعْنِي ابْنَ فَرْهَدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يَقُولُ: فِي هَذِهِ الآيَةِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ يَقُولُ: وَآيَةُ الْجَبَابِرَةِ الْقَتْلُ بِغَيْرِ الْحَقِّ. وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ
١٦٧٩٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامِغَانِيُّ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ أَيْ مَا هَكَذَا يَكُونُ الإِصْلاحُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى
١٦٧٩٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ: مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ.
١٦٧٩٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ شِيعَةِ مُوسَى مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ
١٦٧٩٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعيد الجوهري، ثنا حجاج ابن مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ وَهْبٍ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شُعَيْبٍ الْجِبَائِيِّ قَالَ: كَانَ اسْمُ الَّذِي قَالَ لِمُوسَى: إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ شَمْعُونَ.
١٦٧٩٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَأَصْبَحَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ، وَفِرْعَوْنُ قَدْ أَجْمَعُوا لَقَتْلِ مُوسَى فِيمَا بَلَغَهُمْ، عَنْهُ، قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى يُقَالُ لَهُ: سَمْعَانُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لك من الناصحين
١٦٧٩٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ الذَّبَّاحِينَ لِيَقْتُلُوا مُوسَى، وَهُمْ لَا يَخَافُونَ أَنْ يَفُوتَهُمْ، وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ
شِيعَةِ مُوسَى مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ، فَاخْتَصَرَ طَرِيقًا قَرِيبًا حَتَّى سَبَقَهُمْ إِلَى مُوسَى، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ.
١٦٧٩٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ:
فَطَلَبَهُ فِرْعَوْنُ، وَقَالَ: خُذُوهُ فَإِنَّهُ قَتَلَ صَاحِبَنَا، وَقَالَ لِلَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ: اطْلُبُوهُ فِي بِنْيَاتِ الطَّرِيقِ فَإِنَّ مُوسَى غُلامٌ، لَا يَهْتَدِي الطَّرِيقَ. وَأَخَذَ مُوسَى فِي بِنْيَاتٍ الطَّرِيقِ وَقَدْ جَاءَهُ الرَّجُلُ فَأَخْبَرَهُ إِنَّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ
١٦٧٩٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَخَرَجَ مِنْهَا مُتَوَجِّهًا نَحْوَ مَدْيَنَ لَمْ يَلْقَ رَجُلا قَبْلَ ذَلِكَ، وَلَيْسَ لَهُ بِالطَّرِيقِ عِلْمٌ إِلا حُسْنُ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
١٦٨٠٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ فَلَمَّا أَخَذَ فِي بِنْيَاتِ الطَّرِيقِ جَاءَهُ مَلَكٌ عَلَى فَرَسٍ بِيَدِهِ، عَنَزَةٌ، فَلَمَّا رَآهُ مُوسَى سَجَدَ لَهُ مِنَ الْفَرَقِ وَقَالَ: لَا تَسْجُدْ لِي، وَلَكِنِ اتْبَعْنِي، فَاتَّبَعَهُ وَهَدَاهُ نَحْوَ مَدْيَنَ.
١٦٨٠١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَذُكِرَ لِي أَنَّهُ خَرَجَ عَلَى وَجْهِهِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ، مَا يَدْرِي أَيَّ وَجْهٍ يَسْلُكُ وَهُوَ يَقُولُ: رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ فَهَيَّأَ اللَّهُ لَهُ الطَّرِيقَ إِلَى مَدْيَنَ فَخَرَجَ بِغَيْرِ زَادٍ وَلا خَدَمٍ. وَلا ظَهْرٍ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَمَّا تَوَجَّهُ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ
١٦٨٠٢ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ: وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ: عَرَضَتْ لِمُوسَى أَرْبَعَةُ طُرُقٍ فَلَمْ يَدْرِ أَيَّتُهَا يَسْلُكُ، فَقَالَ: عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ فَأَخَذَ طَرِيقَ مدين.
قوله تعالى :﴿ ولما توجه تلقاء مدين ﴾
حدثنا أبي ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن أبي سعد، عن عكرمة في قوله عز وجل :﴿ ولما توجه تلقاء مدين ﴾ قال : عرضت لموسى أربعة طرق فلم يدر أيتها يسلك، فقال :﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ فأخذ طريق مدين.
قوله تعالى :﴿ مدين ﴾
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ ولما توجه تلقاء مدين ﴾ ومدين ماء كان عليه قوم شعيب.
قوله تعالى :﴿ قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾
حدثنا أبو هارون الخراز، ثنا عبد الله بن الجهم، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن بشير بن عاصم، عن ابن أبي علي، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ الطريق إلى مدين.
حدثنا أحمد بن سنان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن رجل قد سماه يعني عباد بن راشد قال : سمعت، عن الحسن يقول :﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ قال : الطريق المستقيم، قال : فالتقى والله يومئذ خير أهل الأرض : رجل، عن قوم شعيب وموسى بن عمران.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا إسماعيل بن موسى، ثنا رجل سماه، عن السدي في قوله :﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ قال : وسط الطريق.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس، ثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة قال :﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ أي قصد السبيل.
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي قال موسى وهو متوجه إلى مدين :﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ قال : فانطلق به الملك حتى انتهى إلى مدين.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَدْيَنَ
١٦٨٠٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ وَمَدْيَنُ مَاءٌ كَانَ عَلَيْهِ قَوْمُ شُعَيْبٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ
١٦٨٠٤ - حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ الْخَزَّازُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، ثنا عَمْرٌو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ الطَّرِيقُ إِلَى مَدْيَنَ.
١٦٨٠٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ يَعْنِي عَبَّادَ بْنَ رَاشِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ، عَنِ الْحَسَنِ يَقُولُ: عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ قَالَ: الطَّرِيقُ الْمُسْتَقِيمُ، قَالَ: فَالتَّقَى وَاللَّهِ يَوْمَئِذٍ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ: رَجُلٌ، عَنْ قَوْمِ شُعَيْبٍ وَموسى بْنُ عِمْرَانَ.
١٦٨٠٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثنا رَجُلٌ سَمَّاهُ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ قَالَ: وَسَطَ الطَّرِيقِ.
١٦٨٠٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سعيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ أَيْ قَصْدَ السَّبِيلِ.
١٦٨٠٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ مُوسَى وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى مَدْيَنَ: عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ قَالَ: فَانْطَلَقَ بِهِ الْمَلَكُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَدْيَنَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ
١٦٨٠٩ - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَكَّامٌ، عَنْ، عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ قَالَ: وَرَدَ الْمَاءَ حَتَّى إِنَّهُ ليتراءى خَضِرَةَ الْبَقْلِ مِنَ الْهُزَالِ فِي بَطْنِهِ.
١٦٨١٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْعَلاءِ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ
2961
مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِصْرَ إِلَى مَدْيَنَ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ثَمَانِ لَيَالٍ كَانَ يُقَالُ:
نَحْوٌ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْكُوفَةِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ طَعَامٌ إِلا وَرِقُ الشَّجَرِ وَخَرَجَ حَافِيًا فَمَا وَصَلَ إِلَيْهَا حَتَّى وَقَعَ خُفُّ قَدَمِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ
١٦٨١١ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: أُمَّةً مِنَ النَّاسِ قَالَ: أُنَاسٌ.
١٦٨١٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الله بن بكبير حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَقُولُ: قَوْمًا.
١٦٨١٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَقُولُ: كَثْرَةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَسْقُونَ
١٦٨١٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَخَرَجَ مُوسَى بِغَيْرِ زَادٍ وَلا خَدَمٍ وَلا ظَهْرٍ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ حَتَّى وَقَعَ إِلَى أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ بِمَدْيَنَ أَهْلِ نَعْمٍ وَشَاةٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ
١٦٨١٥ - بِهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ يَعْنِي قَوْلَهُ: وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ أَيْ وَجَدَ امْرَأَتَيْنِ دُونَ الْقَوْمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تَذُودَانِ
١٦٨١٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ يَعْنِي بِذَلِكَ حَابِسَتَيْنِ غَنَمَهُمَا. وَرُوِيَ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالسُّدِّيِّ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٦٨١٧ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ أَنْبَأَ هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ: تَذُودَانِ قَالَ: تَحْبِسَانِ غَنَمَهُمَا حَتَّى يَفْرُغَ النَّاسُ وَيَخْلُوَ لَهُمَا الْبِئْرُ.
2962
١٦٨١٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا غاضرُ بْنُ فَرْهَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ: تَكُفَّانِ أَغْنَامَهُمَا بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ.
١٦٨١٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَوْلُهُ: امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ: تَمْنَعَانِ الْغَنَمَ مِنَ الْمَاءِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ مَا خَطْبُكُمَا
١٦٨٢٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَ: فَقَالَ لَهُمَا: مَا خَطْبُكُمَا مُعْتَزِلَتَيْنِ لَا تَسْقِيَانِ مَعَ النَّاسِ.
١٦٨٢١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَوَجَدَ امْرَأَتَيْنِ مِنْ دُونِ الْقَوْمِ تَذُودَانِ غَنَمَهُمَا، عَنِ الْمَاءِ، وَهُوَ مَاءُ مَدْيَنَ، فَوَجَدَ لَهُمَا رَحْمَةً وَدَخَلَتْهُ حِسْبَةٌ لَمَّا رَأَى مَوْضِعَهُمَا وَغَلَبَةَ النَّاسِ عَلَى الْمَاءِ دُونَهُمَا، فَقَالَ: مَا خَطْبُكُمَا؟ أَيْ مَا شَأْنُكُمَا لَا تَسْقِيَانِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَتَا لا نَسْقِي
١٦٨٢٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ أَنْبَأَ أَصْبَغُ، ثنا الْقَاسِمُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: قَالَتَا لا نَسْقِي قَالَتَا: لَيْسَ لَنَا قُوَّةٌ نُزَاحِمُ الْقَوْمَ.
١٦٨٢٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي أَيْ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَسْقِيَ حَتَّى يَسْقِيَ النَّاسُ ثُمَّ نَتَتَبَّعَ فَضَالَتَهُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ
١٦٨٢٤ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ الْمِتُونِيُّ، ثنا عَلِيُّ يَعْنِي ابْنَ بَحْرٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ فَقَالَتَا لَهُ: مَاءٌ، فَقَالَ: أَمَا هَاهُنَا بِئْرٌ؟ قَالَتَا: بِئْرٌ يُغَطَّى الشِّتَاءَ وَيُكْشَفُ فِي الصَّيْفِ، فَأَتَى الْبِئْرَ فَرَفَعَ صَخْرَةً عَظِيمَةً لَا يُطِيقُهَا مِائَةُ رَجُلٍ، فَلَمَّا رَفَعَ الصَّخْرَةَ عَجِبَتَا الْمَرْأَتَانِ، فَسَقَى لَهُمَا.
2963
١٦٨٢٥ - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ أَنْبَأَ أَصْبَغُ، ثنا الْقَاسِمُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَهُمَا: مَا خَطْبُكُمَا مُعْتَزِلَتَيْنِ لَا تَسْقِيَانِ مَعَ النَّاسِ، فَقَالَتَا: لَيْسَ لَنَا قُوَّةٌ نُزَاحِمُ الْقَوْمَ وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ فُضُولَ حِيَاضِهِمْ.
١٦٨٢٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَرَحِمَهُمَا مُوسَى فَأَتَى إِلَى الْبِئْرِ فَاقْتَلَعَ صَخْرَةً عَلَى الْبِئْرِ كَانَ النَّفْرُ مِنْ أَهْلِ مَدْيَنَ يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهَا حَتَّى يَرْفَعُوهَا.
١٦٨٢٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ قَالَ: فَلَمَّا فَرَغُوا أَعَادُوا الصَّخْرَةَ عَلَى الْبِئْرِ، ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال، فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ: مَا خَطْبُكُمَا فَحَدَّثَتَاهُ فَأَتَى الْحَجَرَ فَرَفَعَهُ، ثُمَّ لَمْ يَسْتَقِ إِلا ذَنُوبًا وَاحِدًا.
حَتَّى رَوِيَتِ الْغَنَمُ.
١٦٨٢٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عن محمد ابن إِسْحَاقَ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ امْرَأَتَانِ لَا نَسْتَطِيعُ نَغْلِبُ الرِّجَالَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
١٦٨٢٩ - بِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُغْنِيَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ وَلا يَسْقِيَ مَاشِيَتَهَ، فَنَحْنُ نَنْتَظِرُ النَّاسَ حَتَّى إِذَا فَرَغُوا اسْقِينَا ثُمَّ انْصَرَفْنَا فَأَخَذَ دَلْوًا ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَى السَّاقَاةِ بِفَضْلِ قُوَّتِهِ فَزَاحَمَ الْقَوْمَ عَلَى الْمَاءِ حَتَّى أَخَّرَهُمْ، عَنْهُ، ثُمَّ سَقَى لَهُمَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَسَقَى لَهُمَا
١٦٨٣٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَسَقَى لَهُمَا مُوسَى دَلْوًا، فَارْتَوَتْ غَنَمُهُمَا فَرَجَعَتَا سَرِيعًا وَكَانَتَا إِنَّمَا يَسْقِيَانِ مِنْ فُضُولِ الْحِيَاضِ.
قَوْلُهُ: تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ
١٦٨٣١ - الْهُذَيْلُ «١»، عَنْ عُمَرَ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَ:
جَاءَتْ مُسْتَتِرَةً بِكُمُّ دِرْعِهَا، أَوْ بِكُمِّ قميصها.
(١). سقط بالأصل.
2964
١٦٨٣٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: جَاءَتْ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَائِلَةً بِثَوْبِهَا عَلَى وَجْهِهَا لَيْسَتْ بِسَلْفَعِ خَرَاجَةٍ وَلاجَةٍ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ
. [١٦٨٣٣]
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: يَعْنِي قَوْلَهُ: فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ، يَقُولُونَ: شُعَيْبٌ وَلَيْسَ بِشُعَيْبٍ، وَلَكِنَّهُ سَيِّدُ الْمَاءِ يَوْمَئِذٍ.
قَوْلُهُ: لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا
. [١٦٨٣٤]
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ:
قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَقَامَ مَعَهَا وَقَالَ لَهَا: أَمْضِي، فَمَشَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَضَرَبَتْهَا الرِّيحُ فَنَظَرَ إِلَى عَجِيزَتِهَا فَقَالَ لَهَا: امْشِي خَلْفِي وَدُلِّينِي عَلَى الطَّرِيقِ إِنْ أخطأت.
١٦٨٣٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يحى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا، لِيُطْعِمَكَ.
قَوْلُهُ: فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ
١٦٨٣٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَقَامَ مَعَهَا فَلَمَّا أَتَى الشَّيْخَ، وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ: لا تخف.
قَوْلُهُ: لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
١٦٨٣٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَأَمَرَ إِحْدَاهُمَا أَنْ تَدَعُوَهُ، فَأَتَتْ مُوسَى فَدَعَتْهُ، فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
لَيْسَ لِفِرْعَوْنَ وَلا لِقَوْمِهِ عَلَيْنَا سُلْطَانٌ، وَلَسْنَا في مملكته.
2965
قوله :﴿ تمشي على استحياء ﴾
الهذيل، عن عمر ﴿ فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ﴾ قال : جاءت مستترة بكم درعها، أو بكم قميصها.
حدثنا أبي، ثنا أبو نعيم، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال : قال عمر : جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها ليست بسلفع خراجه ولاجة.
قوله عز وجل :﴿ قالت إن أبي يدعوك ﴾
حدثنا أحمد بن سنان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن قرة بن خالد، قال : سمعت الحسن يقول : يعني قوله :﴿ فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ﴾ يقولون : شعيب وليس بشعيب، ولكنه سيد الماء يومئذ.
قوله :﴿ ليجزيك أجر ما سقيت لنا ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي :﴿ قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ﴾ فقام معها وقال لها : امضي، فمشت بين يديه، فضربتها الريح فنظر إلى عجيزتها فقال لها : امشي خلفي ودليني على الطريق إن أخطأت.
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا ابن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، في قول الله :﴿ قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ﴾ ليطعمك.
قوله :﴿ فلما جاءه وقص عليه القصص ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ﴾ فقام معها فلما أتى الشيخ، وقص عليه القصص قال : لا تخف.
قوله :﴿ لا تخف نجوت من القوم الظالمين ﴾
حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ أصبغ ابن زيد، ثنا القاسم بن أبي أيوب، ثنا سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فأمر إحداهما أن تدعوه، فأتت موسى فدعته، فلما كلمه ﴿ قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ﴾. ليس لفرعون ولا لقومه علينا سلطان، ولسنا في مملكته.
قوله: قالت إحداهما يا أبت استأجره
. [
الوجه الأول]
١٦٨٣٨ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلاثَةٌ: أَبُو بَكْرٍ حِينَ تَفَرَّسَ فِي عَمْرٍ، وَصَاحِبُ يُوسُفَ حِينَ قَالَ: أَكْرِمِي مَثْوَاهُ، وَصَاحِبَةُ مُوسَى حِينَ قَالَتْ: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ.
١٦٨٣٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: كَانَ صَاحِبُ مُوسَى- يَعْنِي الَّذِي اسْتَأْجَرَ مُوسَى- أَثْرُونَ ابْنَ أَخِي شُعَيْبٍ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحِيحُ يَثْرُونُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: كَانَ شُعَيْبًا.
وَالْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٨٤٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ شُعَيْبًا هُوَ الَّذِي قَصَّ عَلَيْهِ مُوسَى الْقَصَصُ قَالَ: لا تَخَفْ.
وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٨٤١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: يَقُولُونَ: شُعَيْبٌ وَلَيْسَ بِشُعَيْبٍ، وَلَكِنَّهُ سَيِّدُ الْمَاءِ يَوْمَئِذٍ.
قَوْلُهُ: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ
١٦٨٤٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ السِّمْنَانِيُّ، ثنا أَبُو همام الوليد بن شجاع بن بَدْرٍ ثنا عويدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: يا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا سُئِلْتَ أَيُّ الْمَرْأَتَيْنِ تَزَوَّجَ مُوسَى؟ - عَلَيْهِ السَّلامُ- فَقُلِ: الصُّغْرَى مِنْهُمَا، وَهِيَ الَّتِي جَاءَتْهُ فَدَعَتْهُ، هِيَ الَّتِي قَالَتْ: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ قَالَ لَهَا أَبُوهَا:
أَخْبِرِينِي بِقُوَّتِهِ، قَالَتْ: أَخَذَ حَجَرًا ثَقِيلا فَأَلْقَاهُ.
١٦٨٤٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: قَوْلُهُ: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ قَالَ: يَا بُنَيَّةِ مَا عِلْمُكِ بِأَمَانَتِهِ وَقُوَّتِهِ؟ قَالَتْ: أَمَّا قُوَّتُهُ فَرَفْعُهُ الْحَجَرَ لَا يَرْفَعُهُ إِلا عَشْرَةٌ.
2966
١٦٨٤٤ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ،: قُوَّتُهُ أَنَّهُ رَفَعَ صَخْرَةً لَا يُطِيقُهَا إِلا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ- يَعْنِي قَوْلَهُ: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ.
١٦٨٤٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ لِمُوسَى: الْقَوِيُّ الأَمِينُ، قَالَ: الْقَوِيُّ فِيمَا وَلِيَ.
١٦٨٤٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يحي، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: إن خير من اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ قَالَ: الْقَوِيُّ فِي الصَّنْعَةِ.
١٦٨٤٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ، بْنِ أَسْلَمَ، فِي قول الله: الْقَوِيُّ الأَمِينُ، قَالَ لَهَا: مَا عِلْمُكِ بِقُوَّتِهِ، قَالَتْ: أَمَّا قُوَّتُه: فَإِنَّهُ كَشَفَ الصَّخْرَةَ الَّتِي عَلَى بِئْرِ آلِ فُلانٍ، وَكَانَ لَا يَكْشِفُهَا دُونَ سَبْعَةِ نَفَرٍ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: رَأَيْتُ الصَّخْرَةَ وَشَبَّرْتُ فَكَانَ بِأُصْبُعِي، شِبْرَانِ وَمِائَةٌ.
١٦٨٤٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا خَالِدٌ، ثنا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، الْقَوِيُّ الأَمِينُ، فَقَالَ لَهَا: مَا قُوَّتُهُ؟ قَالَتْ: أَمَا قُوَّتُهُ: فَكَانَ يَمْلأُ الْحَوْضَ بِدَلْو وَاحِدٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: الأَمِينُ
١٦٨٤٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ:
الأَمِينُ فَاحْتَمَلَتْهُ الْغِيرَةُ عَلَى أَنْ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكِ مَا قُوَّتُهُ وَمَا أَمَانَتُهُ؟ قَالَتْ: أَمَّا أَمَانَتُهُ: فَإِنَّهُ نَظَرَ إِلَيَّ حِينَ بَلَّغْتُهُ رِسَالَتَكَ، ثُمَّ قَالَ لِي: امْشِي خَلْفِي وَانْعَتِي لِيَ الطَّرِيقَ فَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا إِلا وَهُوَ أَمِينٌ فَسُرِّيَ، عَنْ أَبِيهَا وَصَدَّقَهَا وَظَنَّ بِهِ الَّذِي قَالَتْهُ.
١٦٨٥٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ شُرَيْحٍ، إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتِ الْقَوِيُّ الأَمِينُ، قَالَ أَمَّا أَمَانَتُهُ: فَإِنَّهُ أَمَرَهَا أَنْ تَمْشِيَ خَلْفَهُ، وَغَضَّ بَصَرَهُ.
2967
١٦٨٥١ - حَدَّثَنَا أَبِي أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله لموسى: القوي الأمين، قَالَ: أَمِينٌ عَلَى مَا اسْتُودِعَ.
١٦٨٥٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يحي، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ الأَمِينُ فَيمَا وَلِيَ.
١٦٨٥٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمْينُ، وَقَدْ أَخْبَرَتْ أَبَاهَا بِقَوْلِهِ لَهَا: إِنَّا لَا نَنْظُرُ فِي أَدْبَارِ النِّسَاءِ، وَبِقَوْلِهِ: مَا قَالَ لَهَا أَنِ امْشِي خَلْفِي لِئَلا يَرَى مِنْهَا شَيْئًا مِمَّا يَكْرَهُ أَنْ يَرَاهُ فَزَادَ ذَلِكَ فِيهِ رَغْبَةً.
١٦٨٥٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: الْقَوِيُّ الأَمِينُ عَصَمَ طَرْفَهُ، عَنْهُمَا حِينَ سَقَى لَهُما فَصَدَرَتَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إحدى ابنتي هاتين.
١٦٨٥٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ. فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ قَالَ: فَأَيُّهُمَا تُرِيدُ أَنْ تُنْكِحَنِي؟ قَالَ: الَّتِي دَعَتْكَ، قَالَ: لَا. إِلا وَهِيَ بَرِيئَةٌ مِمَّا دَخَلَ نَفْسَكَ عليها، فقال: لا. هي، عند كذلك، فزوجه.
قوله: عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ
. [١٦٨٥٦]
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يحى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الحَارِث بْنِ يَزِيد الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، قال: سمعت، عنية بْنَ النُّدَّرِ السُّلَمِيَّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحدث أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلامُ- أَجَّرَ نَفْسَهُ بِعِفَّةِ فَرْجِهِ وَطُعْمَةِ بَطْنِهِ.
قَوْلُهُ: ثَمَانِيَ حِجَجٍ
. [١٦٨٥٧]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ ابن زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فقال
لَهُ: هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَفَعَلَ ذَلِكَ. فَكَانَتْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ مُوسَى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَمَانِي سِنِينَ وَاجِبَةٌ.
١٦٨٥٨ - وَبِهِ، فِي قَوْلِهِ: فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ، عِنْدِكَ فَكَانَتْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ مُوسَى ثَمَانِي سِنِينَ وَاجِبَةٌ، وَكَانَتْ سَنَتَانِ عِدَةً مِنْهُ، فَقَضَى اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ-، عَنْهُ عِدَتَهُ فَأَتَمَّهَا عَشْرًا، قَالَ سَعِيدٌ: - فَلَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي أَيَّ الأَجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ لَا أَدْرِي فَلَقِيتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ ثَمَانِيًا كَانَتْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاجِبَةً وَلَمْ يَكُنْ نَبِيُّ اللَّهِ لِيُنْقِصَ مِنْهَا شَيْئًا، وَتَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ كَانَ قَاضِيًا، عَنْ مُوسَى عِدَتَهُ الَّتِي وَعَدَ، فَإِنَّهُ قَضَى عَشْرَ سِنِينَ فَلَقِيتُ النَّصْرَانِيَّ فَأَخْبَرْتُهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: الَّذِي سَأَلْتَهُ فَأَخْبَرَكَ أَعْلَمُ مِنْكَ بِذَلِكَ، قُلْتُ: أَجَلُّ وَأَوْفَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ
. [١٦٨٥٩]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ أَيْ فِي حُسْنِ الصُّحْبَةِ وَالْوَفَاءِ بِمَا قُلْتُ، فَزَوَّجَهُ وَأَقَامَ مَعَهُ يَكْفِيهِ وَيَعْمَلُ لَهُ فِي رِعَايَةِ غَنَمِهِ، وَمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْهُ وَزَوَّجَةُ مُوسَى صَفُورَةَ وَأُخْتَهَا شَرَفَا، وَقَالَ: لِيَا وَهُمَا اللَّتَانِ كَانَتَا تَذُودَانِ.
قَوْلُهُ: قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْت.
١٦٨٦٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ:
ذَلِكَ بَيْنِي وبينك أيما الأجلين قضيت إِمَّا ثَمَانٍ وَإِمَّا عَشْرٌ، وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ.
١٦٨٦١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ مُوسَى: ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ.
قَوْلُهُ: فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ
. [١٦٨٦٢]
وَبِهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ مُوسَى: ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ.
١٦٨٦٣ - حدثنا محمد بن يحي، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: وَكِيلٌ أَيْ حَفِيظٌ.
قوله تعالى: فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ.
١٦٨٦٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ السِّمْنَانِيُّ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، ثنا عَوْبَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ- رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ- قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنْ سُئِلَتْ أَيَّ الأَجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى؟ فَقُلْ: خَيْرَهُمَا وَأَوْفَاهُمَا.
١٦٨٦٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بن يحي بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، وَكَانَ مِنْ أَسْنَانِي أَوْ أَصْغَرَ مِنِّي-، عَنِ الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَأَلَ جِبْرِيلَ: أَيُّ الأَجَلَيْنِ قُضِيَ مُوسَى؟ أَتَمَّهُمَا وَأَكْمَلَهُمَا.
١٦٨٦٦ - قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أنبأ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يحي بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَرْجٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ أَيُّ الأَجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جِبْرِيلَ- عَلَيْهِ السَّلامُ- فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي فَسَأَلَ جِبْرِيلُ مَلَكًا فَوْقَهُ، فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي، فَسَأَلَ ذَلِكَ الْمَلَكُ رَبَّهُ عَمَّا سَأَلَهُ، عَنْهُ جِبْرِيلُ، عَمَّا سَأَلَهُ، عَنْهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فَقَالَ الرَّبُّ- عَزَّ وَجَلَّ-: أَبَرَّهُمَا وَأَبْقَاهُمَا أَوْ أَزْكَاهُمَا.
١٦٨٦٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَحَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الحَارِث بْنِ يَزِيد الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ النُّدَّرِ السُّلَمِيَّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ مُوسَى آجَرَ نَفْسَهُ بِعِفَّةِ فَرْجِهِ وَطُعْمَةِ بَطْنِهِ، فَلَمَّا وَفَّى الأَجَلَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الأَجَلَيْنِ؟ قَالَ: أَبَرَّهُمَا وَأَوْفَاهُمَا، فَلَمَّا أَرَادَ فِرَاقَ شُعَيْبٍ أَمَرَ امْرَأَتَهُ أَنْ تَسْأَلَ أَبَاهَا أَنْ يُعْطِيَهَا مِنْ غَنَمِهِ مَا يَعِيشُونَ بِهِ، فَأَعْطَاهَا مَا وُلِدَتْ مِنْ غَنَمِهِ مِنْ قَالِبِ
2970
لَوْنٍ مِنْ وَلَدِ ذَلِكَ الْعَامِ وَكَانَتْ غَنَمُهُ سَوْدَاءَ حَسْنَاءَ، فَانْطَلَقَ مُوسَى إِلَى عَصَاهُ فَتَسَلَّمَهَا مِنْ طَرَفِهَا ثُمَّ وَضَعَهَا فِي أَدْنَى الْحَوْضِ، ثُمَّ أَوْرَدَهَا فَسَقَاهَا وَوَقَفَ مُوسَى بِإِزَاءِ الْحَوْضِ فَلَمْ يَصْدُرْ مِنْهَا شَاةٌ إِلا ضَرَبَ جَنْبَهَا شَاةً شَاةً قَالَ: فَأَنْمَتْ وَأَثْلَثَتْ وَوَضَعَتْ كُلُّهَا قَوَالِبَ أَلْوَانٍ إِلا شَاةً أَوْ شَاتَيْنٍ، لَيْسَ فيها فشوش قال يحي: وَلا ضَنُوبٌ، وَقَالَ صَفْوَانُ: وَلا ضَنُوبٌ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الصَّوَابُ: طَنُوبٌ، وَلا عَزُوزٌ وَلا ثَعُولٌ، وَلا كَمْشَةُ، تَفُوتُ الْكَفَّ، قَالَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم-: ولو اقترحتم الشَّامَ وَجَدْتُمْ تِلْكَ الْغَنَمَ وَهِيَ السَّامِرِيَّةُ «١».
١٦٨٦٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، قَالَ: فَسَمِعْتُ الْوَلِيدَ، قَالَ: فَسَألَتُ ابْنَ لَهِيعَةَ: مَا الْفَشُوشُ؟ قَالَ: الَّتِي تَفُشُّ بِلِبَانِهَا، وَسَعَةُ الشَّخَبِ، قُلْتُ: فَما الطَّنُوبُ؟
قَالَ: الطَّوِيلَةُ الضَّرْعِ، تَجُرُّهُ، قُلْتُ: فَمَا الْعَزُوزُ؟ قَالَ: ضَيِّقَةُ الشَّخَبِ. قُلْتُ: فَمَا الثَّعُولُ؟ قَالَ: الَّتِي لَيْسَ لَهَا ضَرْعٌ إِلا كَهَيْئَةِ حَلَمَتَيْنِ، قُلْتُ: فَمَا الْكَمْشَةُ؟ قَالَ: الَّتِي تَفُوتُ الْكَفَّ كَمْشَةُ الضَّرْعِ صَغِيرٌ لَا يُدْرِكُهُ الْكَفُّ «٢».
١٦٨٦٩ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ عَشْرَ سِنِينَ، ثُمَّ مَكَثَ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرًا أُخْرَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَسَارَ بِأَهْلِهِ
. [١٦٨٧٠]
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ سَارَ بِأَهْلِهِ، فَضَلَّ الطَّرِيقَ وَكَانَ فِي الشِّتَاءِ.
قَوْلُهُ: آنَسَ
. [١٦٨٧١]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا أَيْ أَحَسَّ مِنْ جَانِبِ الطور نارا.
(١). انظر الدر ٦/ ٤٠٨، وابن كثير ٣/ ٣٨٧.
(٢). انظر الدر ٦/ ٤٠٨، وابن كثير ٣/ ٣٨٧.
2971
قَوْلُهُ: مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امكثوا إني آنست نارا
. قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
١٦٨٧٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلِهِ: إِنِّي آنَسْتُ نَارًا أَيْ أَحْسَسْتُ نَارًا- سَارَ نَبِيُّ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ سَارَ وَهُوَ شَاتٍ.
قَوْلُهُ: لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ.
١٦٨٧٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ فَإِنْ لَمْ أَجِدْ خَبَرًا آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ.
١٦٨٧٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانُوا شَاتِينٍ، وَكَانُوا قَدْ ضَلُّوا الطَّرِيقَ فَلَمَّا رَأَى النَّارَ، قَالَ:
لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ، لَعَلِّي أَجِدُ مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى الطَّرِيقِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ جَذْوَةً مِنَ النَّارِ.
١٦٨٧٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: جَذْوَةٌ مِنَ النَّارِ يَقُولُ: بِشِهَابٍ.
١٦٨٧٦ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ جَذْوَةٌ مِنَ النَّارِ أَصْلُ الشَّجَرَةِ فِي طَرَفِهَا النَّارُ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ
١٦٨٧٧ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ، عِنْدَ الطُّورِ، عَنْ يَمِينِ مُوسَى.
١٦٨٧٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ جَانِبِ الْوَادِي الأَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ.
١٦٨٧٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ قَالَ: كَانَ النِّدَاءُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَالنِّدَاءُ مِنَ السَّمَاءِ، وَذَلِكَ فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ.
2972
١٦٨٨٠ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا إِبَّانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ: أَنَّ مُوسَى لَمَّا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ الَّذِي تُنَادِي قَالَ: أَنَا رَبُّكُ الأَعْلَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
١٦٨٨١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى النِّدَاءَ فَزِعَ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
١٦٨٨٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا هَارُونُ الْجَمَّالُ وَالْقَاسِمُ بْنُ عِيسَى قَالا: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى الرَّقَاشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّمَا كَلَّمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ الطُّورِ، كَلَّمَهُ بِكَلامٍ غَيْرَ كَلامِهِ الأَوَّلِ: فَفَزِعَ مُوسَى لِذَلِكَ فَقَالَ: يَا رَبِّ، أَهَذَّا كَلامُكَ الَّذِي كَلَّمْتَنِي بِهِ قَالَ: لَا يَا موسى، أنا كَلَّمْتُكَ بِقُوَّةِ عَشَرَةِ آلافِ لِسَانٍ وَلِي قُوَّةُ الأَلْسِنَةِ كُلِّهَا وَأَنَا أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالُوا لَهُ: يَا مُوسَى، صِفْ لَنَا كَلامَ الرَّحْمَنِ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهُ لَا أَسْتَطِيعُهُ. قَالُوا:
فَشَبِّهْ. قَالَ: أَلَمْ تَرَوْا إِلَى أَصْوَاتِ الصَّوَاعِقِ الَّتِي تُقْبِلُ فِي أحلا حَلاوَةٍ سَمِعْتُمُوهَا:
فَإِنَّهُ قَرِيبٌ مِنْهُ، وَلَيْسَ مِنْهُ وَلَيْسَ بِهِ. زَادَ هَارُونُ: قَالَ: لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى كَلَّمَهُ بِكَلامٍ لَيِّنٍ، فَلَمَّا كَلَّمَهُ يَوْمَ الطُّورِ كَلَّمَهُ بِكَلامٍ غَيْرِ الْكَلامِ، وَالْبَاقِي نَحْوَهُ.
١٦٨٨٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرُّمَّانِ الرِّغَامِيُّ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ ابْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: إِنَّمَا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى بِكَلامٍ يُطِيقُ مُوسَى مِنْ كَلامِهِ، وَلَوْ تَكَلَّمَ بِكَلامِهِ كُلِّهُ لَمْ يُطِقْهُ فَمَكَثَ مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلا مَاتَ مِنْ نُورِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
١٦٨٨٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ قَالَ: الْجِذْوَةُ: عُودٌ مِنَ الْحَطَبِ الَّذِي فِيهِ نَارٌ ذَاكَ الْجَذْوَةُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
١٦٨٨٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ قَالَ: مِنَ الْبَرْدِ.
2973
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ
١٦٨٨٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ قَالَ: كَانَ النِّدَاءُ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا.
١٦٨٨٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِقْسَمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَلَّمَ مُوسَى فِي أَلْفِ مَقَامٍ، وَكَانَ إِذَا كَلَّمَهُ رُؤِيَ النُّورُ عَلَى وَجْهِهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ مُوسَى كَلِمَةً بَعْدَ مَا كَلَّمَهُ رَبُّهُ.
١٦٨٨٨ - أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً أَنْبَأَ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ قَالَ: كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى بِالأَلْسِنَةِ كُلِّهَا، وَكَانَ مِمَّا كَلِمَةُ لِسَانِ الْبَرْبَرِ فَقَالَ كَلِمَتُهُ بِالْبَرْبَرِيَّةِ: أَنَا اللَّهُ الْكَبِيرُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ
١٦٨٨٩ - ذُكِرَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُلْوَانِيِّ، ثنا أَبُو يَحْيَى، ثنا حَبِيبُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ: عَصَا مُوسَى هِيَ الدَّابَّةُ مِنْ دَابَّةِ الأَرْضِ.
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا
١٦٨٩٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثنا عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَظَنَّ مُوسَى أَنَّهُ يَقُولُ: ارْفُضْهَا فَأَلْقَاهَا عَلَى وَجْهِ الرَّفضِ فَحَانَتْ مِنْهُ نَظْرَةٌ، فَإِذَا بِأَعْظَمِ ثُعْبَانٍ نَظَرَ إِلَيْهِ النَّاظِرُونَ يَدُبُّ يَلْتَمِسُ أَكِنَّةً يَبْغِي شَيْئًا يُرِيدُ أَخْذَهُ يَمُرُّ بِالصَّخْرَةِ مِثْلَ الْخِلْفَةِ مِنَ الْإِبِلِ فَيَلْتَقِمُهَا وَيَطْعَنُ بِالنَّابِ مِنْ أَنْيَابِهِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ الْعَظِيمَةِ فيجتثها عينا تُوقَدَانِ نَارًا وَقَدْ عَادَ الْمِحْجَنُ عُرْفًا فِيهِ شَعَرٌ مِثْلُ النَّيَازِكِ وَعَادَ الشُّعْبَتَانِ فما مِثْلَ الْقَلِيبِ الْوَاسِعِ فِيهِ أَضْرَاسٌ وَأَنْيَابٌ لَهَا صَرِيفٌ فَلَمَّا عَايَنَ ذَلِكَ مُوسَى وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يعقب
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَّى مُدْبِرًا
١٦٨٩١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَلَّى مُدْبِرًا أَيْ فَارًّا مِنْهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَمْ يُعَقِّبَ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمنين
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
١٦٨٩٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ: خُذْهَا وَلا تَخَفْ أَدْخِلْ يَدَكَ فِي فَمِهَا، وَعَلَى مُوسَى جُبَّةٌ لَهُ مِنْ صُوفٍ فَلَفَّ يَدَهُ بِكُمِّهُ وَهُوَ لها هائب فَنُودِيَ أَنْ أَلْقِ كُمَّكَ، عَنْ يَدِكَ فَأَلْقَاهُ، عَنْهَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ بَيْنَ لِحْيَيْهَا فَلَمَّا أَدْخَلَهَا قَبَضَ عَلَيْهَا فَإِذَا هِيَ عَصَاهُ فِي يَدِهِ، وَيَدُهُ بَيْنَ شُعْبَتَيْهَا حَيْثُ كَانَ يَضَعُهَا وَمِحْجَنُهَا فِيهَا بِوَضْعِهِ الَّذِي كَانَ لَا يُنْكِرُ مِنْهَا شَيْئًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
١٦٨٩٣ - وَبِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ثم قيل لموسى: أدخل يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَكَانَ مُوسَى رَجُلا آدَمَ أَقْنَى، جَعْدًا طُوَالا، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَيْبِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا بَيْضَاءَ، مِثْلَ الثَّلْجِ، ثُمَّ رَدَّهَا فَخَرَجَتْ كَمَا كَانَتْ عَلَى لَوْنِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهَبِ
١٦٨٩٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ وَجَنَاحُهُ: الذراع، والعضد: هو الجناح، وَالْكَفُّ وَالْيَدُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنَ الرَّهَبِ
١٦٨٩٥ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: مِنَ الرَّهَبِ: مِنَ الْفَرَقِ.
١٦٨٩٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهَبِ أَيْ: مِنَ الرُّعْبِ.
2975
١٦٨٩٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهَبِ قَالَ: مِمَّا دَاخَلَهُ مِنَ الْفَرَقِ مِنَ الْحَيَّةِ وَالْخَوْفِ قَالَ: فَذَلِكَ الرَّهَبُ، فَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ عز وجل: يدعوننا رَغَبًا وَرَهَبًا قال: خَوْفًا وَطَمَعًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبُّكَ
١٦٨٩٨ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ قَالَ: الْعَصَا وَالْيَدُ. - وَرُوِيَ، عَنِ السُّدِّيِّ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٦٨٩٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ أَيْ بَيِّنَتَانِ مِنْ رَبِّكَ.
١٦٩٠٠ - أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ فَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ قُلْ هَاتُوا عَلَى ذَلِكَ آيَةً نَعْرِفُهَا وَقَالَ: بُرْهَانَانِ مِنَ اللَّهُ.
١٦٩٠١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَيْبِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا بَيْضَاءَ مِثْلَ الثَّلْجِ ثُمَّ رَدَّهَا فَخَرَجَتْ كَمَا كَانَتْ عَلَى لَوْنِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ: فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَى فرعون وملائه
١٦٩٠٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ: ثُمَّ قَالَ لَهُ رَبُّهُ: ادْنُ فَلَمْ يَزَلْ يُدْنِيهِ حَتَّى شَدَّ ظَهْرَهُ بِجِذْعِ الشَّجَرَةِ فَاسْتَقَرَّ وَذَهَبَتْ، عَنْهُ الرِّعْدَةُ وَجَمَعَ يَدَيْهِ فِي الْعَصَا وَخَضَعَ بِرَأْسِهِ وَعُنُقِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: إِنِّي قَدْ أَقَمْتُكَ الْيَوْمَ فِي مَقَامٍ لَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ بَعْدَكَ..
الْحَدِيثُ بِطُولِهِ وَقَدْ كُتِبَ فِي سُورَةِ طَهَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ
١٦٩٠٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ يعني: عاصين.
2976
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مني لسانا.
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي سُورَةِ طَهْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي
١٦٩٠٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا قَالَ: وَنُبِّئَ هَارُونُ سَاعَتَئِذٍ حِينَ نُبِّئَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: رِدْءًا
١٦٩٠٥ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا ورقاء، عن ابن نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: رِدْءًا يُصَدِّقُنِي قَالَ: عَوْنًا. وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلُ ذَلِكَ.
١٦٩٠٦ - قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى أَنْبَأَ وَهْبٌ، ثنا نافع ابن أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ:
سَأَلْتُ مُسْلِمَ بْنَ جُنْدُبٍ، عَنْ قَوْلِهِ: رِدْءًا يُصَدِّقُنِي قَالَ: الرِّدَاءُ الزِّيَادَةُ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ.
وأسمر خطيا كأن كعوبه نوى القصب قد أردى ذِرَاعًا عَلَى عَشْرِ.
١٦٩٠٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: رِدْءًا يُصَدِّقُنِي. وَرُوِيَ، عَنِ السُّدِّيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٦٩٠٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي أَيْ يُبَيِّنُ لَهُمْ عَلَى مَا أُكَلِّمُهُمْ فَإِنَّهُ يَفْهَمُ، عَنِّي مَا لَا يَفْهَمُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكِ
١٦٩٠٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَآتَاهُ اللَّهُ سُؤْلَهُ فَحَلَّ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَارُونَ فَانْطَلَقَا جَمِيعًا إِلَى فرعون.
﴿ وأخي هارون هو أفصح مني لسانا ﴾. آية ٣٤
تقدم تفسيره في سورة طه.
قوله تعالى :﴿ فأرسله معي ردءا يصدقني ﴾ آية ٣٤
حدثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن أبي سعد، عن عكرمة، عن ابن عباس ﴿ وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا ﴾ قال : ونبئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى :﴿ ردءا ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن نجيح، عن مجاهد، قوله :﴿ ردءا يصدقني ﴾ قال : عونا. وروي، عن قتادة، مثل ذلك.
قرئ على يونس بن عبد الأعلى أنبأ وهب، ثنا نافع ابن أبي نعيم قال : سألت مسلم بن جندب، عن قوله :﴿ ردءا يصدقني ﴾ قال : الرداء الزيادة، أما سمعت قول الشاعر.
وأسمر خطيا كأن كعوبه نوى القصب قد أردى ذراعا على عشر
حدثنا أبي، ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ ردءا يصدقني ﴾. وروي عن السدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم مثل ذلك.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق ﴿ فأرسله معي ردءا يصدقني ﴾ أي يبين لهم على ما أكلمهم ؛ فإنه يفهم عني ما لا يفهمون.
قوله تعالى :﴿ سنشد عضدك بأخيك ﴾ آية ٣٥
حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، ثنا يزيد بن هارون أنبأ أصبغ بن زيد، ثنا القاسم بن أبي أيوب، ثنا سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : فآتاه الله سؤله فحل عقدة من لسانه، فأوحى الله إلى هارون فانطلقا جميعا إلى فرعون.
قوله تعالى :﴿ ونجعل لكما سلطانا ﴾
أخبرنا عبيد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي فيما كتب إلي، ثنا أبو الجماهر حدثني سعيد، عن قتادة قوله :﴿ ونجعل لكما سلطانا ﴾ بآياتنا عند أهل الإيمان ومعذرة عند الناس.
قوله تعالى :﴿ فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا الربيع بن ثعلب الشيخ الصالح، ثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن عبد الله بن مسلم، عن مجاهد قال : كان موسى صلى الله عليه وسلم قد ملئ قلبه رعبا من فرعون، فكان إذا رآه قال : اللهم أدرأ بك في نحره وأعوذ بك من شره ففرغ الله ما كان في قلب موسى وجعله في قلب فرعون، فكان إذا رآه بال كما يبول الحمار.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا
١٦٩١٠ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا بِآيَاتِنَا، عِنْدَ أَهْلِ الإِيمَانِ وَمَعْذِرَةً، عِنْدَ النَّاسِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ
١٦٩١١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبِ الشَّيْخُ الصَّالِحُ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مُلِئَ قَلْبُهُ رُعْبًا مِنْ فِرْعَوْنَ، فَكَانَ إِذَا رَآهُ قَالَ: اللَّهُمَّ أَدْرَأُ بِكَ فِي نَحْرِهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ فَفَرَّغَ اللَّهُ مَا كَانَ فِي قَلْبِ مُوسَى وَجَعَلَهُ فِي قَلْبِ فِرْعَوْنَ، فَكَانَ إِذَا رَآهُ بَالَ كَمَا يَبُولُ الْحِمَارُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى
١٦٩١٢ - وَبِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْرِ بْنِ عُمْرِيٍّ قَالَ:
كَانَ يُغْلَقُ دُونَ فِرْعَوْنَ ثَمَانُونَ بَابًا فَمَا يَأْتِي مُوسَى بَابًا مِنْهَا إِلا انْفَتَحَ، وَكَانَ لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى إِلَى قَوْلِهِ: عَاقِبَةُ الدار
١٦٩١٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: عَاقِبَةُ الدَّارِ أَيْ الْجَنَّةُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
١٦٩١٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: الظَّالِمُونَ يَقُولُ: الْكَافِرُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي
تقدم تفسير الملأ
2978
١٦٩١٥ - حدثنا أبي، ثنا محمد بن عمران ابن أَبِي لَيْلَى، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ [١٦٩١٦] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا قَالَ فِرْعَوْنُ: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: يَا رَبِّ، طَغَى عَبْدُكَ، فَأَذَنْ لِي فِي هَلاكِهِ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، هُوَ عَبْدِي وَلَنْ يبقني، لَهُ أَجَلٌ قَدْ أَجَّلْتُهُ يَجِيءُ ذَلِكَ الأَجَلُ، فَلَمَّا قَالَ: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى قَالَ: يَا جِبْرِيلُ.. سَبَقَتْ دَعَوْتُكَ فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ
١٦٩١٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ قَالَ: عَلَى الْمُدَرِ، يَكُونُ لَبِنًا مَطْبُوخًا.
١٦٩١٨ - حَدَّثَنَا فِي قَوْلُهُ: فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ مَنْ طَبَّخَ الآجُرَّ فِرْعَوْنُ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا
١٦٩١٩ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ السَّوسِيُّ بِسَامَرَّاءَ، ثنا عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخَفَّافِ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ إِلَى قَوْلِهِ: مِنَ الْكَاذِبِينَ قَالَ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ طَبَّخَ الآجُرَّ وَصُنِعُ لَهُ الصَّرْحُ.
١٦٩٢٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ قَالَ: الطِّينُ الْمَطْبُوخُ الَّذِي يُوقِدُ عَلَيْهِ هُوَ مِنْ طِينٍ يَبْنُونَ بِهِ الْبُنْيَانَ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا قَالَ: الصَّرْحُ الْبُنْيَانُ فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْفَعَهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى
١٦٩٢١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ:
يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا أَذْهَبُ فِي الْسماء فَانْظُرُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى. فَلَمَّا بَنَى لَهُ الصَّرْحَ ارْتقَى فَوْقَهُ فَأَمَرَ بِنِشَابِهِ، فَرَمَى بِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ فَرُدَّتْ إِلَيْهِ وَهِيَ مُتَلَطِّخَةٌ دِمَاءً قَالَ: قَتَلْتُ إِلَهَ مُوسَى.
(١). الدر ٦/ ٤١٦.
2979
قوله تعالى :﴿ وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى ﴾ إلى قوله :﴿ عاقبة الدار ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ عاقبة الدار ﴾ أي الجنة.
قوله تعالى :﴿ إنه لا يفلح الظالمون ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس قوله :﴿ الظالمون ﴾ يقول : الكافرون.
قوله تعالى :﴿ وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ﴾ آية ٣٨
تقدم تفسير ﴿ الملأ ﴾.
حدثنا أبي، ثنا محمد بن عمران ابن أبي ليلى، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال : لما قال فرعون :﴿ ما علمت لكم من إله غيري ﴾
قال جبريل عليه السلام : يا رب : طغى عبدك فأذن لي في هلاكه، قال : يا جبريل، هو عبدي ولن يبقني له أجل قد أجلته يجيء ذلك الأجل، فلما قال :﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾ قال : يا جبريل. . سبقت دعوتك.
﴿ فأوقد لي يا هامان على الطين ﴾.
حدثنا أبو زرعة، ثنا إبراهيم بن موسى، أنبأ ابن أبي زائدة، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله :﴿ فأوقد لي يا هامان على الطين ﴾ قال : على المدر يكون لبنا مطبوخا.
حدثنا في قوله :﴿ أوقد لي يا هامان على الطين ﴾ قال : بلغني أن أول من طبخ الآجر فرعون.
قوله تعالى :﴿ فاجعل لي صرحا ﴾
حدثنا أحمد بن مالك السوسي بسامراء، ثنا عبد الوهاب الخفاف عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ فأوقد لي يا هامان على الطين ﴾ إلى قوله :﴿ من الكاذبين ﴾ قال : وكان أول من طبخ الأجر وصنع له الصرح.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبغ بن الفرج أنبأ عبد الرحمن بن زيد في قول الله ﴿ فأوقد لي يا هامان على الطين ﴾ قال : الطين المطبوخ الذي يوقد عليه هو من طين يبنون به البنيان ﴿ فاجعل لي صرحا ﴾ قال : الصرح البنيان فأمره أن يرفعه.
قوله تعالى :﴿ لعلي أطلع إلى إله موسى ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي قال :﴿ يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا ﴾ أذهب في السماء فأنظر إلى إله موسى. فلما بنى له الصرح ارتقى فوقه، فأمر بنشابه فرمى بها نحو السماء فردت إليه وهي متلطخة دماء، قال : قتلت إله موسى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ
١٦٩٢٢ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَا كَانَ مِنْ ظَنٍّ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ يَقِينٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ
١٦٩٢٢ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ الْيَمُّ:
بَحْرٌ يُقَالُ لَهُ إِسَافُ مِنْ وَرَاءِ مِصْرَ، فَفَرَّقَهُمُ اللَّهُ فِيهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَانْظُرْ كيف كان عاقبة الظالمين
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ وَكَيْفِيَّةُ غَرَقِ فِرْعَوْنَ فِي الْبَحْرِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ويوم القيامة لا ينصرون
١٦٩٢٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي مُبَشِّرٌ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النار قَالَ: جَعَلَهُمُ اللَّهُ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى الْمَعَاصِي.
١٦٩٢٤ - حد، ثنا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلا تَجْعَلْنَا أَئِمَّةَ ضَلالَةٍ، لأَنَّهُ قَالَ لأَهْلِ السَّعادةِ: وَجَعْلَنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَقَالَ لأَهْلِ الشَّقَاوَةِ: وَجَعْلَنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النار
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ
١٦٩٢٥ - قَالَ: لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ: وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ «١».
(١). سورة هود: آية ٩٩.
قوله تعالى :﴿ فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم ﴾
حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم ﴾ اليم : بحر يقال له أساف من وراء مصر، ففرقهم الله فيه.
قوله تعالى :﴿ فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ﴾
تقدم تفسيره وكيفية غرق فرعون في البحر.
قوله تعالى :﴿ وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون ﴾ آية ٤١
حدثنا علي بن الحسين، ثنا هشام بن خالد، ثنا بقية حدثني مبشر حدثني زيد بن أسلم والحجاج بن أرطاه، عن مجاهد في قول الله :﴿ وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ﴾ قال : جعلهم الله أئمة يدعون إلى المعاصي.
حدثنا أبي، ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس : ولا تجعلنا أئمة ضلالة، لأنه قال لأهل السعادة :﴿ وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ﴾ وقال لأهل الشقاوة :﴿ وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ﴾.
قوله تعالى :﴿ وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين ﴾ قال : لعنوا في الدنيا والآخرة، وهو كقوله :﴿ وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ﴾.
قوله تعالى :﴿ ويوم القيامة هم من المقبوحين ﴾ آية ٤٢
حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن علي بن مهران، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباط، عن السدي قوله :﴿ وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ﴾ قال : لم يبعث نبي بعد فرعون إلا لعن على لسانه، ويوم القيامة ترفد لعنة أخرى في النار.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ
١٦٩٢٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً قَالَ: لَمْ يُبْعَثْ نَبِيُّ بَعْدَ فِرْعَوْنَ إِلا لُعِنَ عَلَى لِسَانِهِ، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرْفُدُ لَعْنَةُ أُخْرَى فِي النَّارِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى
تقدم تفسير آتينا أعطينا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْكِتَابَ
١٦٩٢٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُوتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَأُوتِيَ مُوسَى سِتًّا مِنَ الْمَثَانِي.
١٦٩٢٨ - حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبَى نَضْرَةَ، عَنْ أَبَى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: مَا أَهْلَكَ اللَّهُ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ وَلا قَرْنًا مِنَ الْقُرُونِ، وَلا قَرْيَةً مِنَ الْقُرَى لَا مِنَ السَّمَاءِ وَلا مِنَ الأَرْضِ، مُنْذُ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ غَيْرَ الْقَرْيَةِ الَّتِي مَسَخَهُمُ اللَّهُ قِرَدَةً، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى ورحمة
الآية.
قَوْلُهُ تَعَالَى: بَصَائِرَ لِلنَّاسِ
١٦٩٢٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: بَصَائِرَ أَيْ بَيِّنَةً.
١٦٩٣٠ - حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ: بَصَائِرَ لِلنَّاسِ قَالَ: الْبَصَائِرُ: الْهُدَى مَا فِي قُلُوبِهِمْ لِدِينِهِمْ وَلَيْسَتْ بِبَصَائِرِ الرُّؤُوسِ وَقَرَأَ: فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ وَقَالَ: هَذَا الدِّينُ بَصَرُهُ وَسَمْعُهُ فِي هَذَا الْقَلْبِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: هدى ورحمة لعلهم يتذكرون
تقدم تفسيره.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ
١٦٩٣١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: وَمَا كُنْتَ بِجَانِبٍ الْغَرْبِيِّ يَقُولُ: مَا كُنْتَ بِجَانِبِ غَرْبِيِّ الْبَلَدِ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ
١٦٩٣٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ قَالَ: يَعْنِي جَبَلا قَرِيبًا كَانَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا
١٦٩٣٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ أَنْشَأْنَا خَلَقْنَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ
[الوجه الأول]
١٦٩٣٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا سَلامَةُ بْنُ جَوَّاسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّائِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بُسْرٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الْقَرْنُ؟ قَالَ: مِائَةُ سَنَةٍ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٩٣٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَالَ: الْقَرْنُ: عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ.
١٦٩٣٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: الْقَرْنُ سَبْعُونَ سَنَةً.
١٦٩٣٨ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو بِشْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: الْقَرْنُ: سِتُّونَ سَنَةً.
١٦٩٤٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الْقَرْنُ أَرْبَعُونَ سَنَةً.
١٦٩٤١ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بن عقبة الرفاعي، ثنا مالك ابن دِينَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنِ الْقَرْنِ، فَقَالَ: عشرون سنة.
قوله تعالى :﴿ ولكنا أنشانا ﴾ آية ٤٥
حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ أنشانا ﴾ خلقنا.
قوله تعالى :﴿ قرونا فتطاول عليهم العمر ﴾
حدثنا محمد بن عوف الحمصي، ثنا سلامة بن جواس، ثنا محمد بن القاسم الطائي أن عبد الله بسر قال : قلت : يا رسول الله، كم القرن ؟ قال : مائة سنة.
الوجه الثاني :
حدثنا أبي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي محمد، عن زرارة بن أوفى قال : القرن : عشرون ومائة سنة.
حدثنا أبي، ثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة قال : القرن سبعون سنة.
حدثنا أبي ثنا أبو بشر إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، ثنا أبو عبيدة الناجي، عن الحسن، قال : القرن : ستون سنة.
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص، عن الحجاج، عن الحكم، عن إبراهيم قال : القرن أربعون سنة.
حدثنا أبي ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا محمد بن عقبة الرفاعي، ثنا مالك ابن دينار قال : سألت الحسن عن القرن فقال : عشرون سنة.
قوله تعالى :﴿ وما كنت ثاويا في أهل مدين ﴾
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي، أنبأ أصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله :﴿ وما كنت ثاويا ﴾ قال : الثاوي : المقيم. قوله تعالى :﴿ تتلو عليهم آياتنا ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير في قول الله :﴿ آياتنا ﴾ يعني : القرآن.
قوله تعالى :﴿ ولكنا كنا مرسلين ﴾
حدثنا محمد بن عوفي الحمصي، ثنا أبو المغيرة، ثنا معان بن رفاعة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال : قلت : يا رسول الله، كم الأنبياء ؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ
١٦٩٤٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا قَالَ: الثَّاوِي: الْمُقِيمُ.
قوله تعالى: تتلوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا
١٦٩٤٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: آيَاتِنَا يَعْنِي: الْقُرْآنَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ
١٦٩٤٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِيٍّ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الأَنْبِيَاءُ؟
قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا، الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا
١٦٩٤٥ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا قَالَ: مَا كُنْتَ يَا مُحَمَّدُ، بِجَانِبِ الطُّورِ.
قَوْلُهُ تعالى: إذ نادينا
[الوجه الأول]
١٦٩٤٦ - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ النَّضْرِ أَبُو الْفَضْلِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو قَطَنٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِهِ:
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا قَالَ: نُودِيَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، اسْتَجَبْتُ لَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَدْعُونِي، وَأَعْطَيْتُكُمْ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُونِي.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٩٤٧ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا أُمَّتَكَ وَهُمْ فِي أَصْلابِ آبَائِهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا بِكَ إِذَا بُعِثْتَ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٩٤٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا أَيْ إِذْ نَادَيْنَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي قَوْلِهِ: وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكِ أَيْ مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رسولا.
١٦٩٤٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ أَنْبَأَ بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: رَبَّنَا يَعْنِي: يَا رَبَّنَا.
١٦٩٥٠ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
الْهَالِكُ فِي الْفَتْرَةِ يَقُولُ: رَبِّ لَمْ يَأْتِنِي كِتَابٌ وَلا رَسُولٌ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
١٦٩٥١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ أَمَّا آيَاتُ اللَّهِ: فَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
يَعْنِي: الْمُصَدِّقِينَ- تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ، عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى
١٦٩٥٢ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى يَهُودُ تَأْمُرُ قُرَيْشًا أَنْ تَسْأَلَ مُحَمَّدًا مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ.
وَفِي قَوْلِهِ: أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ
١٦٩٥٣ - بِهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ يَقُولُ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ لِقُرَيْشٍ:
يَقُولُونَ: أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ.
2984
١٦٩٥٤ - حدثنا عبيد بن محمد بن يحيي ابن حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ مِنْ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالْإِسْلَامُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالُوا سِحْرَانِ تظاهرا
[الوجه الأول]
١٦٩٥٥ - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: سِحْرَانِ تَظَاهَرَا قَالَ: مُوسَى وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ وَرُوِيَ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ نَحْوُ ذَلِكَ.
وَالْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٩٥٦ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالُوا: سِحْرَانِ تَظَاهَرَا مُوسَى وَهَارُونُ عَلَيْهِمَا السَّلامُ. وَرُوِيَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٦٩٥٧ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا قَوْلُ يَهُودَ لِمُوسَى وَهَارُونَ.
وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٩٥٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: سِحْرَانِ تَظَاهَرَا قَالَ ذَلِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْيَهُودُ لِلإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، وَمَنْ قَالَ: سِاحرَانِ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَعِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ.
[وَمَنْ قَرَأَ سَاحِرَانِ] [١٦٩٥٩]
حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا يَقُولُ: التَّوْرَاةُ وَالْفُرْقَانُ. وَرُوِيَ عَنْ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ، وَالسُّدِّيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ نَحْوُهُ.
2985
قوله تعالى :﴿ فلما جاءهم الحق من، عندنا قالوا لولا أوتي مثلما أوتي موسى ﴾ آية ٤٨
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ مثلما أوتي موسى ﴾ يهود تأمر قريشا أن تسأل محمدا ﴿ مثلما أوتي موسى من قبل ﴾.
وفي قوله :﴿ أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ﴾
به، عن مجاهد يقول الله لمحمد صلى الله عليه وسلم : قل لقريش : يقولون :﴿ أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ﴾.
حدثنا عبيد بن محمد بن يحيى ابن حمزة فيما كتب إلي ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد، عن قتادة، قوله :﴿ أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ﴾ من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم - والإسلام.
قوله تعالى :﴿ قالوا سحران تظاهرا ﴾
حدثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن أبي حمزة، عن مسلم بن يسار قال : سألت ابن عباس، عن قول الله تبارك وتعالى :﴿ سحران تظاهرا ﴾ قال : موسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم. وروي عن الحسن البصري نحو ذلك.
والوجه الثاني :
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جبير قالوا :﴿ سحران تظاهرا ﴾ موسى وهارون عليهما السلام. وروي عن أبي رزين نحو ذلك.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿ قالوا سحران تظاهرا ﴾ قول يهود لموسى وهارون.
والوجه الثالث : حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ سحران تظاهرا ﴾ قال ذلك أعداء الله اليهود للإنجيل والفرقان، ومن قال :﴿ ساحران ﴾ فيقول : محمد وعيسى صلى الله عليهما وسلم.
[ ومن قرأ ساحران ].
حدثنا أبي ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس ﴿ سحران تظاهرا ﴾ يقول : التوراة والفرقان. وروي عن عاصم الجحدري، والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحوه.
الوجه الثاني :
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو سلمة قال : قال إسماعيل يعني ابن أبي خالد سمعت أبا رزين يقرأها ﴿ سحران ﴾ يقول : كتابان، التوراة والإنجيل.
أخبرنا محمد بن سعد بن عطية فيما كتب إلي حدثني أبي حدثني عمي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله :﴿ وقالوا إنا بكل كافرون ﴾ قال هم أهل الكتاب.
قوله تعالى :﴿ إنا بكل كافرون ﴾
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو عبد الرحمن يعني الحارثي، عن جويبر، عن الضحاك ﴿ وقالوا إنا بكل كافرون ﴾ يقول : بالتوراة والقرآن كافرون.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرحمن بن زيد في قول الله :﴿ وقالوا إنا بكل كافرون ﴾ الذي جاء به موسى، والذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ إنا بكل كافرون ﴾ نكفر أيضا بما أوتي محمد صلى الله عليه وسلم.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ:
١٦٩٦٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ سَمِعْتُ أَبَا رَزِينٍ يَقْرَأْهَا سِحْرَانِ يَقُولُ: كِتَابَانٍ، التَّوْرَاةُ وَالإِنِجِيلُ.
١٦٩٦١ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَطِيَّةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَمِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا قَوْلُهُ: وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ قَالَ هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ
١٦٩٦٢ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْحَارِثِيَّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ يَقُولُ: بِالتَّوْرَاةِ وَالْقُرْآنِ كَافِرُونَ.
١٦٩٦٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى، وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ.
١٦٩٦٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ نَكْفُرُ أَيْضًا بِمَا أُوتَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ فأَتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ الْآيَةَ
١٦٩٦٤ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ، ثنا الْمُعَلَّى بْنُ عِيسَى، عَنْ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: سِحْرَانِ يَقُولُ: كِتَابَانِ: التَّوْرَاةُ وَالْفُرْقَانُ، أَلا تَرَاهُ يَقُولُ:
بِكِتَابٍ مِنْ، عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا.
١٦٩٦٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ قَالَ اللَّهُ: فَأَتَوْا بِكِتَابٍ مِنْ، عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.
١٦٩٦٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ اللَّهُ وَأَجَابَهُمْ: قُلْ فَأَتَوْا بِكِتَابٍ مِنْ عند الله هو أهدى منهما أتبعه أي
هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ: الَّذِي بُعِثَ بِهِ مُوسَى، وَالَّذِي بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَقُلْ: فَأَتَوْا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هو أهدى منها أَتَّبِعْهُ
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
١٦٩٦٧ - أَخْبَرَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ ثنا آدَمُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بِمَا تَقُولُونَ إِنَّهُ كَمَا تَقُولُونَ. وَرُوِيَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أهواءهم
١٦٩٦٨ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: الاسْتِجَابَةُ: الطَّاعَةُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهُ
١٦٩٦٩ - قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ابن شَقِيقٍ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَوْلُهُ:
وَمِنْ أَضَلُّ يَقُولُ: أَخْطَأَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
١٦٩٧٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ أَنْبَأَ بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الظَّالِمِينَ يَقُولُ: الْكَافِرِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ وَصَّلْنَا
١٦٩٧١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ قَالَ: بَيَّنَّا لَهُمُ الْقَوْلَ.
١٦٩٧٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَأَبُو بَكْرٍ وعثمان أنبأ أَبِي شَيْبَةَ قَالُوا: ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ قَالَ: فَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَهُمْ
١٦٩٧٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
قوله تعالى :﴿ ولقد وصلنا ﴾ آية ٥١
حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ ولقد وصلنا لهم القول ﴾ قال : بينا لهم القول.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو بكر وعثمان أنبأ أبي شيبة قالوا : ثنا وكيع، عن أبيه، عن ليث عن مجاهد ﴿ ولقد وصلنا لهم القول ﴾ قال : فصلنا لهم القول.
قوله تعالى :﴿ لهم ﴾
حدثنا أحمد بن سنان، ثنا يزيد بن هارون بن حماد، عن عمرو بن
دينار، عن يحيى بن جعدة، عن رفاعة القرظي قال : نزلت. ﴿ ولقد وصلنا لهم القول ﴾ في عشرة أنا أحدهم.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿ ولقد وصلنا لهم القول ﴾ قريش.
قوله تعالى :﴿ لهم القول ﴾
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ ولقد وصلنا لهم القول ﴾ قال : وصل الله لهم القول في هذا القرآن ما يخبرهم كيف صنع بمن مضى، وكيف هو صانع ﴿ لعلهم يتذكرون ﴾.
قوله تعالى :﴿ لعلهم يتذكرون ﴾
تقدم تفسيره.
أخبرنا محمد بن سعد فيما كتب إلي حدثنا أبي حدثني عمي حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس لعلهم يتذكرون يعني محمدا صلى الله عليه وسلم.
دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ قَالَ: نَزَلَتْ. وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ فِي عَشْرَةٍ أنَا أَحَدُهُمْ.
١٦٩٧٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ قُرَيْشٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَهُمُ الْقَوْلَ
١٦٩٧٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ قَالَ: وَصَّلَ اللَّهُ لَهُمُ الْقَوْلَ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مَا يُخْبِرُهُمْ كَيْفَ صَنَعَ بِمَنْ مَضَى، وَكَيْفَ هُوَ صَانِعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
١٦٩٧٦ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنِي عَمِّي حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ
١٦٩٧٧ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ أَنْبَأَ قَيْسٌ، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسُ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ قَالَ: هُمُ النَّجَاشِيُّ الَّذِي أَرْسَلَ بِإِسْلامِهِ وَإِسْلامِ قَوْمِهِ كَانُوا سَبْعِينَ رَجُلا اخْتَارَهُمْ مِنْ قَوْمِهِ الْخَيِّرَ مِنَ الْخَيِّرِ فِي الْفِقْهِ وَالسُّنَنِ، فَلَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ: يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا فَبَكَوْا حِينَ سَمِعُوا الْقُرْآنَ وَعَرَفُوا أَنَّهُ الْحَقُّ فَنَزَلَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ بَأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا إِلَى قَوْلِهِ: تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ وَنَزَلَ فِيهِمْ أَيْضًا الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ إِلَى قَوْلِهِ: أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا إِلَى آخِرِ الآيَاتِ.
١٦٩٧٨ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَطِيَّةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ قَالَ: يَعْنِي: مَنْ آمَنَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ.
١٦٩٧٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ يَعْنِي قَوْلَهُ: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَبْد اللَّهِ بْنِ سَلامٍ لَمَّا أَسْلَمَ أَحَبَّ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَظَمَتِهِ فِي الْيَهُودِ وَمَنْزِلَتِهِ فِيهِمْ، وَقَدْ سَتَرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ سِتْرًا فَكَلَّمَهُمْ وَدَعَاهُمْ فَأَبَوْا فَقَالَ: أَخْبِرُونِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ كَيْفَ هُوَ فِيكُمْ؟ قَالُوا ذَلِكَ سَيِّدُنَا وَأَعْلَمُنَا قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي أَتُؤْمِنُونَ بِي وَتُصَدِّقُونِي؟ قَالُوا: لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ، هُوَ أَفْقَهُ فِينَا مِنْ أَنْ يَدَعَ دِينَهُ وَيَتَّبِعَكَ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ فَعَلَ، قَالُوا: لَا يَفْعَلُ. قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ فَعَلَ قَالُوا: إِذًا انفعل، قَالَ: اخْرُجْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ، فَخَرَجَ فَقَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَبَايَعَهُ، فَوَقَعُوا بِهِ وَشَتَمُوهُ وَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا فِينَا أحدٌ أَقَلُّ عِلْمًا مِنْهُ وَلا أَجْهَلُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْهُ، قَالَ: أَلَمْ تُثْنُوا عَلَيْهِ آنِفًا؟ قالوا:
إنا استحينا أَنْ تَقُولَ: اغْتَبْتُمْ صَاحِبَكُمْ مِنْ خَلْفِهِ فَجَعَلُوا يَشْتُمُونَهُ فَقَامَ إِلَيْهِ أَمِينُ بْنُ يَامِينَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ صَادِقٌ فَابْسُطْ يَدَكَ فَبَايَعَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِلَى قَوْلِهِ: مسلمين
١٦٩٨٠ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَمُوسَى وَتِلْكَ الأُمَمَ يَقُولُ: كَانُوا عَلَى دَيْنُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَوْلُهُ: مُسْلِمِينَ: مُوَحِّدِينَ..
تَقَدَّمَ إِسْنَادُهُ.
١٦٩٨١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: مُسْلِمِينَ مُوَحِّدِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا
١٦٩٨٢ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ قِرَاءَةً أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ وَالْجَارُودُ الْعَبْدِيُّ وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ إِنَّ هَذِهِ الآيَاتُ أُنْزِلَتْ فِيهِمْ فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أُوتُوا أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِإِيمَانِهِمْ
2989
بِالْكِتَابِ الأَوَّلِ وَبِالْكِتَابِ الآخِرِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ: قَدْ أُعْطُوا كَمَا أُعْطِينَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ: لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ حَتَّى خَتَمَ الآيَةَ.
١٦٩٨٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيُّ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةَ أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ فَخَرَجَتِ الْيَهُودُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالَتْ «١» : مَنْ آمَنِ مِنَّا بِكِتَابِكُمْ وَكِتَابِنَا فَلَهُ أَجْرَانِ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكِتَابِكُمْ فَلَهُ أَجْرٌ كَأُجُورِكُمْ، فأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ فَزَادَهُمُ النُّورَ وَالْمَغْفِرَةَ لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
١٦٩٨٤ - قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ شِهَابٍ أَنَّ الآيَةَ الَّتِي فِي طسم... أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ قَالَ: كَانَتْ فِيمَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلُ الْكِتَابِ.
١٦٩٨٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ قَالَ: كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ كَانُوا عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْحَقِّ فَيَأْخُذُونَ بِهَا وَيَنْتَهُونَ إِلَيْهَا حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ فَأَعْطَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِصِبْرِهِمْ عَلَى الْكِتَابِ الأَوَّلِ وَاتِّبَاعِهِمْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَبْرِهِمْ عَلَى، ذَلِكَ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مِنْهُمَ سَلْمَانُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ.
١٦٩٨٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ فِي قَوْلِهِ: أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا قَالَ:
كَانَ قَوْمٌاً كَانُوا فِي زَمَانِ الْفَتْرَةِ مُتَمَسِّكِينَ بِالإِسْلامِ مُقِيمِينَ عَلَيْهِ صَابِرِينَ عَلَى مَا أُوذُوا، حَتَّى أَدْرَكَ رِجَالٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَحِقُوا بِهِ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كما بدأ فطوبى للغرباء، فمن كان
(١). في الأصل: فقال.
2990
على الحق متمسكا به في زَمَانَكَ هَذَا الَّذِي أَنْتَ فِيهِ فَهُوَ غَرِيبٌ مِنَ الْغُرَبَاءِ فِي سُنَّةِ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى الإِسْلامِ فِي زَمَانِ الْفَتْرَةِ فَصَبَرُوا عَلَى مَا أُوذُوا «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: بِمَا صَبَرُوا
١٦٩٨٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: بِمَا صَبَرُوا قَالَ: صَبَرُوا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَصَبَرُوا، عَنْ مَعْصِيَتِهِ وَمَحَارِمِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ويدرؤن
١٦٩٨٨ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثنا أَبُو خَالِدٍ عن جويبر عن الضحاك ويدرؤن بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ قَالَ: يَدْفَعُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ
١٦٩٨٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلُهُ: بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ يَعْنِي: يردون معروفا على من يسئ إِلَيْهِمْ.
١٦٩٩٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ الله: ويدرؤن بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ قَالَ:
يَدْفَعُونَ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ لَا يُكَافِئُونَ الشَّرَّ بِالشَّرِّ، وَلَكِنْ يَدْفَعُونَهُ بِالْخَيْرِ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخر: ويدرؤن بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ لَا يُكَافِئُونَ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ينفقون
[الوجه الأول]
١٦٩٩١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فِيمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٌ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ احْتِسَابًا لَهَا، تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي سورة البقرة والزيادة عليه.
(١). الترمذي كتاب التفسير ٥/ ١٨. [.....]
2991
قوله تعالى :﴿ أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ﴾ آية ٥٤
أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قراءة أخبرني شعيب أخبرني سعيد بن بشير، عن قتادة في قول الله :﴿ أولئك يؤتون أجرهم مرتين ﴾ عبد الله بن سلام وتميم الداري والجارود العبدي وسلمان الفارسي إن هذه الآيات أنزلت فيهم فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أوتوا أجرهم مرتين بإيمانهم بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر، فأنزل الله :﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ﴾ فقال أهل الكتاب : قد أعطوا كما أعطينا فأنزل الله :﴿ لئلا يعلم أهل الكتاب ﴾ حتى ختم الآية.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا يعقوب بن عبد الله الأشعري، ثنا ليث، عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أولئك يؤتون أجرهم مرتين ﴾ فخرجت اليهود على المسلمين فقالت : من آمن منا بكتابكم وكتابنا فله أجران، ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم، فأنزل الله تبارك وتعالى على رسول صلى الله عليه وسلم ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر ﴾ لكم فزادهم النور والمغفرة ﴿ لئلا يعلم أهل الكتاب الا يقدرون ﴾ إلى آخر الآية.
قرئ على يونس بن عبد الأعلى أنبأ ابن وهب أخبرني الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن شهاب أن الآية التي في ﴿ طسم ﴾ ﴿ أولئك يؤتون أجرهم مرتين ﴾ قال : كانت فيمن أسلم من أهل الكتاب.
حدثنا محمد بن يحيى، ثنا العباس، ثنا يزيد، عن سعد، عن قتادة قوله :﴿ الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون ﴾ قال : كنا نحدث أنها نزلت في أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق فيأخذون بها وينتهون إليها حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فآمنوا به وصدقوه فأعطاهم الله أجرهم مرتين بصبرهم على الكتاب الأول واتباعهم محمدا صلى الله عليه وسلم وصبرهم على، ذلك ذكر لنا أن منهم سلمان وعبد الله بن سلام.
حدثنا أبي، ثنا احمد بن عبد الرحمن الدشتكي، ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله :﴿ أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ﴾ قال : كان قوما كانوا في زمان الفترة متمسكين بالإسلام مقيمين عليه صابرين على ما أوذوا، حتى أدرك رجال منهم النبي صلى الله عليه وسلم فحلقوا به، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء، فمن كان على الحق متمسكا به في زمانك هذا الذي أنت فيه فهو غريب من الغرباء في سنة القوم الذين كانوا على الإسلام في زمان الفترة فصبروا على ما أوذوا.
قوله تعالى :﴿ بما صبروا ﴾
حدثنا أبي، ثنا هشام بن خالد الأزرق، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ بما صبروا ﴾ قال : صبروا على طاعة الله وصبروا، عن معصيته ومحارمه.
قوله تعالى :﴿ ويدرأون ﴾
حدثنا أبو سيعد الأشج ثنا أبو خالد عن جويبر عن الضحاك ﴿ ويدرأون بالحسنة السيئة ﴾ قال : يدفعون بالحسنة السيئة.
قوله تعالى :﴿ بالحسنة السيئة ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة حدثنا عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير قوله :﴿ بالحسنة السيئة ﴾ يعني : يردون معروفا على من يسيء إليهم.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي، ثنا أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله الله :﴿ ويدرأون بالحسنة السيئة ﴾ قال : يدفعون الشر بالخير لا يكافئون الشر بالشر، ولكن يدفعونه بالخير، وقال في موضع آخر :﴿ ويدرأون بالحسنة السيئة ﴾ لا يكافئون بالسيئة السيئة، ولكن يدرأون بالحسنة السيئة.
قوله تعالى :﴿ ومما رزقناهم ينفقون ﴾
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ أبو غسان محمد بن عمرو، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال : فيما حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : يقول الله سبحانه وتعالى :﴿ ومما رزقناهم ينفقون ﴾ يؤتون الزكاة احتسابا لها، تقدم تفسيره في سورة البقرة والزيادة عليه.
الوجه الثاني :
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن جعفر، عن سعيد بن جبير قال لما أتى جعفر وأصحابه النجاشي، أنزلهم وأحسن إليهم، فلما أرادوا أن يرجعوا قال من آمن من أهل مملكته : ائذن لنا فلنحذف هؤلاء في البحر ونأتي هذا النبي فنحدث به عهدا، قال : فانطلقوا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا، وحنينا، وخيبر، قال : ولم يصب أحد منهم، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ائذن لنا فلنأت أرضنا، فإن لنا أموالا فنجيء بها فننفقها على المهاجرين فإنا نرى بهم جهدا قال : فأذن لهم فانطلقوا، فجاؤا بأموالهم فأنفقوها على المهاجرين فأنزل الله فيهم الآية ﴿ أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرأون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون ﴾.
الْوَجْهُ الثَّانِي: «١»
١٦٩٩٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ «٢»، عَنْ جَعْفَرٌ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ لَمَّا أَتَى جَعْفَرٌ وَأَصْحَابُهُ النَّجَاشِيَّ، أَنْزَلَهُمْ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْجِعُوا قَالَ مِنْ آمَنَ مِنْ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَحْذِفْ هَؤُلاءِ فِي الْبَحْرِ وَنَأْتِي هَذَا النَّبِيَّ فَنُحْدِثُ بِهِ عَهْدًا، قَالَ: فَانْطَلَقُوا فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدُوا مَعَهُ أُحُدًا، وَحُنَيْنًا، وَخَيْبَرَ، قَالَ: وَلَمْ يُصَبْ أَحَدٌ مِنْهُمْ، فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَأْتِ أَرْضَنَا، فَإِنَّ لَنَا أَمْوَالا فَنَجِيءُ بِهَا فَنُنْفِقُهَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنَّا نَرَى بِهِمْ جَهْدًا قَالَ: فَأَذِنَ لَهُمْ فَانْطَلَقُوا، فجاؤا بِأَمْوَالِهِمْ فَأَنْفَقُوهَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمُ الآيَةَ أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ويدرؤن بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ
١٦٩٩٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا، عَنْهُ إِلَى قَوْلِهِ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ قَالَ: أُنَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ أَسْلَمُوا، وَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ إِذَا مَرُّوا عَلَيْهِمْ سَبُّوهُمْ فأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِمْ هَذِهِ الآيَاتِ.
١٦٩٩٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا، عَنْهُ إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قَالَ: هَؤُلاءِ أَهْلُ الْكِتَابِ إِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ الَّذِي كَتَبَتِ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ فَقَالُوا: هُوَ مِنْ، عِنْدِ اللَّهِ، إِذَا سَمِعُوا الَّذِينَ أَسْلَمُوا وَمَرُّوا بِهِ وَهُمْ يَتْلُونَهُ أَعْرَضُوا، عَنْهُ، وَكَانُوا يَصْنَعُونَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنَّهُمْ كَانُوا مُسْلِمِينَ عَلَى دَيْنِ عِيسَى، أَلا تَرَى أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ وَكَانُوا مُتَمَسِّكِينَ «٣» بِهِ فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَسْلَمُوا وَكَانَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَدَخَلُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِسْلَامِ.
(١). في الأصل الوجه الرابع.
(٢). في الحاشية (يعقوب).
(٣). في الحاشية (ممسكين له).
2992
قَوْلُهُ تَعَالَى: اللَّغْو
١٦٩٩٥ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، عَنِ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا، عَنْهُ قال: الشرك. وَرُوِيَ، عَنْ مَكْحُولٍ مِثْلُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَعْرَضُوا عَنْهُ
١٦٩٩٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ لَا يُجَارُونَ أَهْلَ الْجَهْلِ وَأَهْلَ الْبَاطِلِ فِي بَاطِلِهِمْ، أَتَاهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا وَقَذَهُمْ، عَنْ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ
١٦٩٩٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ أَنْبَأَ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا، عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَسْلَمُوا، فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُؤْذُونَهُمْ، فَكَانُوا يَصْفَحُونَ، عَنْهُمْ يَقُولُونَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ
١٦٩٩٨ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ فِي مُسْلِمَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ.
١٦٩٩٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ ابْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَبْد اللَّهِ بْنِ سَلامٍ لَمَّا أَسْلَمَ أَحَبَّ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَظَمَتِهِ فِي الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْعَثْ إِلَى قَوْمِي فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي فَدَعَاهُمْ فقال: أخبروني عن عبد الله بن سلام، قَالُوا: ذَاكَ سَيِّدُنَا وَأَعْلَمُنَا قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي أَتُؤْمِنُونَ بِي وَتُصَدِّقُونِي؟ قَالُوا: لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ هُوَ أَفْقَهُ فِينَا مِنْ أَنْ يَدَعَ دِينَهُ وَيَتَّبِعَكَ قَالَ: اخْرُجْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ، فَخَرَجَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَبَايَعَهُ فَوَقَعُوا فِيهِ فَجَعَلُوا يَشْتُمُونَهُ وَهُوَ يَقُولُ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نبتغي الجاهلين.
2993
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
١٧٠٠٠ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمِّهِ: قُلْ:
لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَشْهَدُ لَكَ بِهَا، عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: لَوْلا أن تعيروني قُرَيْشٌ لأَقْرَرْتُ عَيْنَكَ بِهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي من يشاء الآيَةَ.
١٧٠٠١ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ قَوْلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي طَالِبٍ: قُلْ: كَلِمَةَ الإِخْلاصِ أُجَادِلُ بِهَا، عَنْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: ابْنَ أَخِي! مِلَّةُ الأَشْيَاخِ.
١٧٠٠٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زَيْرَعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهَا أُنْزِلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ، عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، عِنْدَ مَوْتِهِ: أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَيْمَا تَحِلُّ لَهُ الشَّفَاعَةُ، فَأَبَى عَلَيْهِ.
١٧٠٠٣ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خيثمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ قَيْصَرَ جَارًا لِي، قَالَ: كَتَبَ مَعِي قَيْصَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا، فَأَتَيْتُهُ فَدَفَعْتُ الْكِتَابَ إِلَيْهِ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ قَالَ مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: مِنْ تَنُوخَ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي دِينِ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنَفِيَّةِ؟ قُلْتُ: إِنِّي رَسُولُ قَوْمٍ وَعَلَى دِينِهِمْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
١٧٠٠٤ - ذُكِرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ، ثنا خَلَفٌ، ثنا عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ يَعْنِي: أَبَا طَالِبٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ يَعْنِي: الْعَبَّاسَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
١٧٠٠٥ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ بِمَنْ قُدِّرَ لَهُ الْهُدَى وَالضَّلالَةُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا
١٧٠٠٦ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَوْلَهُ: إِنَّ نَتَّبِعِ الْهُدَى معك نتخطف من أرضنا هَذَا قَوْلُ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ.
١٧٠٠٧ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَطِيَّةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا قَالَ: هُمْ أُنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَالُوا لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ نتَّبِعْكَ يَتَخَطَّفْنَا النَّاسُ، فَقَالَ اللَّهُ: أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمَنّا الأية.
قَوْلُهُ تَعَالَى: نُتُخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا
١٧٠٠٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ: نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا قَالَ: كَانَ يُغِيرُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.
١٧٠٠٩ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَبُو الْجُمَاهِرِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: إِنَّ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا قَالَ:
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالُوا: إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّ الَّذِي تَقُولُ حَقٌّ، وَلَكِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ تَرْكَ أَوْطَانِنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةِ.
١٧٠١٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لهم حرما آمنا يقول: أو لم يكونوا آمنين في حرمهم لا يغزو وَلا يَخَافُون.
١٧٠١١ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي قَوْلِ اللَّهِ: حَرَمًا آمِنَّا قَالَ: أَمَّنَّاكُمْ بِهِ، قَالَ: هِيَ مَكَّةُ وَهُمْ قُرَيْشٌ، فَقَالَ: وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ قَالَ: كَانَ يُغِيرُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.
١٧٠١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: حَرَمًا آمِنَّا قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْحَرَمِ آمِنَيْنِ يَذْهَبُونَ حَيْثُ شَاءُوا، فَإِذَا خَرَجَ أَحَدُهُمْ قَالَ: إِنِّي مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ لَمْ يُعْرَضْ لَهُ، وَكَانَ غَيْرُهُمْ مِنَ النَّاسِ إِذَا خَرَجَ أَحَدُهُمْ قُتِلَ أَوْ سُلِبَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ
١٧٠١٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ قَالَ:
ثَمَرَاتُ الأَرْضِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا
١٧٠١٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد قوله: مِنْ لَدُنَّا يَعْنِي: مِنْ، عِنْدِنَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ
١٧٠١٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عُثْمَانُ الزَّيَّاتُ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَا يَعْلَمُونَ يَقُولُ: لَا يَعْقِلُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا
١٧٠١٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قول اللَّهِ: وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا قَالَ:
الْبَطَرُ الأَشَرُ عَصَوْا وَخَالَفُوا أَمْرَ اللَّهِ وَبَطَرُوا، وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ: ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مثوى المتكبرين وَقَالَ: هَذَا الْبَطَرُ. وَقَرَأَ: وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا الْبَطَرُ الأَشَرُ وَالْغَفْلَةُ وَأَهْلُ الْبَاطِلِ وَالرُّكُوبُ لِمَعَاصِي اللَّهِ، قَالَ: ذَلِكَ هُوَ الْبَطَرُ فِي الْمَعِيشَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَى قَوْلِهِ: الوارثين
١٧٠١٧ - ذُكِرَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ، عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا كَعْبُ الأَحْبَارِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا أُخْبِرُكَ بِأَغْرَبِ شَيْءٍ قَرَأْتُ فِي كُتُبِ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ هَامَّةً جَاءَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاودَ فَقَالَتِ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ، اللَّهِ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: وَعَلَيْكِ السَّلامُ يَا هَامُّ أَخْبِرِينِي كَيْفَ لَا تَأْكُلِينَ الزَّرْعَ؟ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لأَنَّ آدَمَ عَصَى رَبَّهُ فِي سَبَبِهِ، لِذَلِكَ لَا آكُلُهُ. فَقَالَ لَهَا سُلَيْمَانُ: كَيْفَ لَا تَشْرَبِينَ الْمَاءَ؟
قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَغْرَقَ بِالْمَاءِ قَوْمَ نُوحٍ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ تَرَكْتُ شُرْبَهَا. قَالَ لَهَا سُلَيْمَانُ: فَكَيْفَ تَرَكْتِ الْعُمْرَانَ وَسَكَنْتِ الْخَرَابَ؟ قَالَتْ: لأَنَّ الْخَرَابَ مِيرَاثُ اللَّهِ، وَأَنَا أَسْكَنُ فِي مِيرَاثِ اللَّهِ، وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلا قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ الدُّنْيَا كُلُّهَا مِيرَاثُ اللَّهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أمها رسولا
[الوجه الأول]
١٧٠١٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا في أوائلها.
وَالْوَجْهُ الثَّانِي:
١٧٠١٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولا وَأُمُّ الْقُرَى، مَكَّةُ.
١٧٠٢٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ مُجَاهِدٌ وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ الْبَيْتُ: أُمُّ الْقُرَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: رَسُولا
١٧٠٢١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ رَسُولا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يتلوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا
١٧٠٢٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: آيَاتِنَا يَعْنِي: الْقُرْآنَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ
١٧٠٢٣ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَطِيَّةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي عَمِّي حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ قَالَ: اللَّهُ لَمْ يَهْلِكْ قَرْيَةً بِإِيمَانٍ، وَلَكِنَّهُ أَهْلَكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ إِذَا ظَلَمَ أَهْلُهَا، وَلَوْ كَانَتْ مَكَّةُ آمَنَتْ لَمْ يَهْلِكُوا مَعَ مَنْ هَلَكَ، وَلَكِنَّهُمْ كَذَّبُوا وَظَلَمُوا فَبِذَلِكَ هَلَكُوا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا
١٧٠٢٤ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ الْقَطَّانُ الرَّقِّيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الدُّنْيَا، لأَنَّهَا دَنَتْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى
١٧٠٢٥ - حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الأَشْعَثَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَضَعَ كَنْزَهُ حَيْثُ لَا يَأْكُلُهُ السُّوسُ وَلا يَنَالُهُ السَّرَقُ فَلْيَفْعَلْ.
١٧٠٢٦ - ذُكِرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ الْبَلْخِيِّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَطَنٍ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: ابْنَ آدَمَ ضَعْ كَنْزَكَ، عِنْدِي، فَلا غَرَقَ وَلا حَرَقَ أَدْفَعُهُ إِلَيْكَ أَفْقَرَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
١٧٠٢٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يقول: لا تنسى أَنْ تُقَدِّمَ مِنْ دُنْيَاكَ لآخِرَتِكَ فَإِنَّمَا تَجِدُ فِي آخِرَتِكَ مَا قَدَّمْتَ مِنَ الدُّنْيَا مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهُ.
١٧٠٢٨ - وَبِهِ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: أَفَلا تَعْقِلُونَ قَالَ: أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ
١٧٠٢٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ، ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ يَقُولُ: أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ قَالَ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
١٧٠٣٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ قَالَ: هَذَا الْمُؤْمِنُ سَمِعَ كِتَابَ اللَّهِ فَصَدَّقَ بِهِ، وَآمَنَ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ فِيهِ.
قوله تعالى :﴿ أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو قتيبة، ثنا شعبة قال : سمعت السدي يقول :﴿ أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه ﴾ قال : حمزة بن عبد المطلب.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس، ثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه ﴾ قال : هذا المؤمن سمع كتاب الله فصدق به، وآمن بما وعد الله فيه.
حدثنا أبي، ثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي أن مسروقا قرأ :﴿ أفمن وعدناه منا نعمة فهو لاقيها ﴾.
قوله تعالى :﴿ كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو قتيبة، ثنا شعبة قال : سمعت السدي يقول :﴿ كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ﴾ قال : أبو جهل بن هشام.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس، ثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ﴾ فهو هذا الكافر ليس والله كالمؤمن.
قوله تعالى :﴿ ثم هو يوم القيامة من المحضرين ﴾
وبه، عن قتادة قوله :﴿ ثم هو يوم القيامة من المحضرين ﴾ أي في عذاب الله. حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ من المحضرين ﴾ أهل النار أحضروها.
١٧٠٣١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجعفي أن مسروقا قرأ: أفمن وعدناه منا نعمة فهو لاقيها
قَوْلُهُ تَعَالَى: كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
١٧٠٣٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ، ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ يَقُولُ: كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ: أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ.
١٧٠٣٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَهُوَ هَذَا الْكَافِرَ لَيْسَ وَاللَّهِ كَالْمُؤْمِنِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ
١٧٠٣٤ - وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ أَيْ فِي عَذَابُ اللَّهِ.
١٧٠٣٥ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: مِنَ الْمُحْضَرِينَ أهل النار أحضروها.
١٧٠٣٦ - حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ قَالَ: بِئْسَ الْمَتَاعُ مَتَاعٌ انْقَطَعَ بِصَاحِبِهِ إِلَى النَّارِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الذين كنتم تزعمون
١٧٠٣٧ - قُرِئَ عَلَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا محمد بن شعيب ابن شَأبُورَ، ثنا أَبُو رَافِعٍ الْمَدِينِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: يُبَدِّلُ اللَّهُ الأَرْضَ غَيْرَ الأَرْضِ والسموات بَسَطَهَا وَسَطَحَهَا وَمَدَّهَا مَدَّ الأَدِيمِ الْعُكَاظِيِّ قَالَ: ثُمَّ هَتَفَ بِصَوْتِهِ فَقَالَ: أَلا مَنْ كَانَ لِي شَرِيكًا فَلْيَأْتِ، أَلا مَنْ كَانَ لِي شَرِيكًا فَلْيَأْتِ، فَلا يَأْتِيهِ أَحَدٌ، ثُمَّ نَادَى مُنَادٍ أَسْمَعَ الْجَمْعَ كُلَّهُمْ، فَقَالَ: أَلا لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِآلِهَتِهِمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ.
١٧٠٣٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ قَوْلُهُ: أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ قَالَ: ذَلِكَ
حِينَ أَفْنَى خَلْقَهُ وَبَقِيَ وَحْدَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَقَالَ: أَيْنَ الْمُلُوكُ أَيْنَ الْجَبَابِرَةُ؟ أَيْنَ الآلِهَةُ؟ أَنَا الرَّبُّ لَا رَبَّ غَيْرِي، أَنَا الْمَلِكُ لَا مَلِكَ غَيْرِي، أَنَا الْخَالِقُ لَا خَالِقَ غَيْرِي فِي أُمُورٍ أَثْنَاهَا عَلَى نَفْسِهِ، وَقَالَ فِي ذَلِكَ: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا
١٧٠٣٩ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّحْوِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ قَالَ: هَؤُلاء، وَفِي قَوْلِهِ: قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ قَالَ: هُمُ الْجِنُّ.
١٧٠٤٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ:
الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ هُمُ الشَّيَاطِينُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: رَبَّنَا هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا
١٧٠٤١ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ الآية. قَالَ: بَنُي آدَمَ.
قَوْلُهُ: وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعُوهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ
١٧٠٤٢ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَدَعُوهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ بِخَيْرٍ وَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِمْ خَيْرًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ورأوا العذاب الآيَةَ
١٧٠٤٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: يَهْتَدُونَ يَقُولُ: يَعْرِفُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ
١٧٠٤٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: يوم قَالَ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ
١٧٠٤٥ - وَبِهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ الْحُجَجُ، وَفِي قَوْلِهِ: فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ قَالَ: بِالأَنْسَابِ.
قوله :﴿ وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ﴾
أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إلي، ثنا الحسين بن محمد، ثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة قوله :﴿ فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ﴾ بخير ولم يردوا عليهم خيرا.
قوله تعالى :﴿ ورأو العذاب ﴾ الآية
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير في قول الله :﴿ يهتدون ﴾ يقول : يعرفون.
قوله تعالى :﴿ ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ يوم ﴾ قال : يوم القيامة. وروي، عن قتادة مثل ذلك.
قوله تعالى :﴿ فعميت عليهم الأنباء يومئذ ﴾
وبه، عن مجاهد قوله :﴿ فعميت عليهم الأنباء يومئذ ﴾
الحجج، وفي قوله :﴿ فهم لا يتساءلون ﴾ قال : بالأنساب.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَمَّا مَنْ تَابَ
١٧٠٤٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: مَنْ تَابَ أَيْ مِنْ ذَنْبِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَآمَنَ
١٧٠٤٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: وآمن يَعْنِي: وَحَّدَ اللَّهِ.
١٧٠٤٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَآمَنَ يَعْنِي: وَصَدَّقَ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ.
١٧٠٤٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَآمَنَ أَيْ بِرَبِّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ
١٧٠٥٠ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابن عباس قوله: فعسى عَسَى مِنَ اللَّهِ وَاجِبٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ
١٧٠٥١ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الحسين ابن مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: الْمُفْلِحِينَ قَالَ:
قَوْمٌ اسْتَحَقُّوا الْهُدَى وَالْفَلاحَ، فَأَحَقَّهُ اللَّهُ لَهُمْ.
١٧٠٥٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فِيمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْمُفْلِحِينَ أَيِ الَّذِينَ أَدْرَكُوا مَا طَلَبُوا وَنَجَوْا مِنْ شَرِّ مَا مِنْهُ هَرَبُوا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخيرة
١٧٠٥٣ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَطِيَّةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي
قوله تعالى :﴿ وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ﴾
أخبرنا محمد بن سعد بن عطية فيما كتب الي حدثني أبي حدثني عمي، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن عباس قوله :﴿ وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ﴾ قال : كانوا يجعلون خير أموالهم لآلهتهم في الجاهلية.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمود بن عثمان، ثنا بقية، عن أرطاه، قال : ذكرت لأبي عون الحمصي، شيئا من قول أهل القدر فقال : أما يقرأون كتاب الله تبارك وتعالى :﴿ وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون ﴾.
قوله تعالى :﴿ سبحان الله وتعالى عما يشركون ﴾.
قد تقدم تفسيره والقول فيه.
عَمِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ قَالَ: كَانُوا يَجْعَلُونَ خَيْرِ أَمْوَالِهِمْ لآلِهَتِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
١٧٠٥٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَرْطَاةَ، قَالَ: ذَكَرْتُ لأَبِي عَوْنٍ الْحِمْصِيِّ، شَيْئًا مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْقَدَرِ فَقَالَ: أَمَا يَقْرَءُونَ كِتَابَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عما يشركون.
قَوْلُهُ تَعَالَى: سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ وَالْقَوْلُ فِيهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
١٧٠٥٥ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَطِيَّةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي عَمِّي حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ يَقُولُ: يَعْلَمُ مَا عَمِلُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
١٧٠٥٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِلالٍ الرُّومِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ أَنْبَأَ سُلَيْمَانُ «١» الدَّارِيُّ يَقُولُ: يَعْلَمُ مَا فِي الْقُلُوبِ، وَلا يَكُونُ فِي الْقُلُوبِ إِلا مَا أَلْقَى فِيهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ
١٧٠٥٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّلُولِيِّ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، ثَنَاءُ اللَّهِ.
١٧٠٥٨ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِيُّ، ثنا بَزِيعٌ أَبُو حَازِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يعْنِي أَبَا بَسْطامٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: الْحَمْدُ رِدَاءُ الرَّحْمَنِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَهُ الْحُكْمُ
١٧٠٥٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّهُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: قَالَ عُزَيْرٌ: يَتَجَلَّى
(١). في الحاشية (سمعت أبا سليمان).
قوله تعالى :﴿ وهو الله لا اله إلا هو ﴾ تقدم تفسيره
قوله تعالى :﴿ له الحمد في الأولى والآخرة ﴾
حدثنا أبي، ثنا موسى بن اسماعيل، ثنا وهيب، ثنا سهيل، بن أبي صالح، عن أبيه، عن السلولي، عن كعب قال : الحمد لله، ثناء لله.
حدثنا أبي ثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي، ثنا بزيع أبو حازم، عن يحيى بن عبد الرحمن يعني أبا بسطام، عن الضحاك، قال : الحمد رداء الرحمن.
قوله تعالى :﴿ وله الحكم ﴾
أخبرنا أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إلي، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع عمه وهب بن منبه يقول : قال عزيز : يتجلى الله تبارك وتعالى العلي على كرسي الكبرياء والنور، ويحكم بين العباد حكما ليس فيه ظلم، وليس بعده تظالم، فينصف العبد من السيد والذليل من الشريف ويقول لخلقه حين يجمعهم : انظروا بمن كفرتم وحق من جحدتم وقول من كذبتم وانظروا ما أعددت لكم هذا ملك ونعيم ونضرة وسرور، وهذا الزقوم الحميم والويل الطويل والناس قيام لرب العالمين.
قوله تعالى :﴿ وإليه ترجعون ﴾
حدثنا عصام بن رواد العسقلاني، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية ﴿ وإليه ترجعون ﴾ قال : ترجعون إليه بعد الحياة.
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْعَلِيُّ عَلَى كُرْسِيِّ الْكِبْرِيَاءِ وَالنُّورِ، وَيْحَكُمُ بَيْنَ الْعِبَادِ حُكْمًا لَيْسَ فِيهِ ظُلْمٌ، وَلَيْسَ بَعْدَهُ تَظَالُمٌ، فَيُنْصِفُ الْعَبْدَ مِنَ السَّيِّدِ وَالذَّلِيلَ مِنَ الشَّرِيفِ وَيَقُولُ لِخَلْقِهِ حِينَ يَجْمَعُهُمْ: انْظُرُوا بِمَنْ كَفَرْتُمْ وَحَقَّ مَنْ جَحَدْتُمْ وَقَوْلَ مَنْ كَذَّبْتُمْ وَانْظُرُوا مَا أَعْدَدْتُ لَكُمْ هَذَا مُلْكٌ وَنُعَيْمٌ وَنُضْرَةٌ وَسُرُورٌ، وَهَذَا الزَّقُّومُ الْحَمِيمُ وَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ وَالنَّاسُ قِيَامٌ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
١٧٠٦٠ - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ قَالَ: تُرْجَعُونَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْحَيَاةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا
١٧٠٦١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: سَرْمَدًا يَقُولُ: دَائِمًا.
١٧٠٦٢ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ سَرْمَدًا دَائِمًا لَا يَنْقَطِعُ.
١٧٠٦٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَيْ دَائِمًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيَكُمْ بضياء الْآيَةَ.
١٧٠٦٤ - وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيَكُمْ بِضِيَاءٍ أَيْ بِنَهَارٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عليكم النهار الآيَةَ.
١٧٠٦٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ تَسْكُنُونَ تَقَرُّونَ فِيهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْ رَحْمَتِهِ إِلَى قَوْلِهِ: وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ
١٧٠٦٦ - بِهِ، عَنِ السُّدِّيِّ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ يَعْنِي: التِّجَارَةَ.
قوله تعالى :﴿ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار ﴾ الآية.
حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي بن مهران، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ تسكنون ﴾ تقرون فيها.
قوله تعالى :﴿ ومن رحمته ﴾ إلى قوله :﴿ ولتبتغوا من فضله ﴾
به، عن السدي ﴿ ولتبتغوا من فضله ﴾ يعني : التجارة.
قوله تعالى :﴿ ولعلكم تشكرون ﴾
أخبرنا محمد بن حبال من أهل مرو، وكتب إلي، ثنا عمر بن عبد الغفار القهندزي، قال : قال سفيان بن عيينة : على كل مسلم أن يشكر الله، لأن الله قال :﴿ ولعلكم تشكرون ﴾ وقد تقدم قول الحبلي : الصلاة شكر غير مرة.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
١٧٠٦٧ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِبَالٍ مِنْ أَهْلِ مَرْو، وَكَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْقَهَنْدَزِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَشْكُرَ اللَّهَ، لأَنَّ اللَّهَ قَالَ: وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
وَقَدْ تَقَدَّمَ قَوْلُ الْحُبُلِيِّ: الصَّلاةُ شُكْرٌ غَيْرَ مَرَّةٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا
١٧٠٦٨ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: شَهِيدًا: رَسُولا.
١٧٠٦٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا وَشَهِيدُهَا نَبِيُّهَا يَشْهَدُ عَلَيْهَا أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسَالاتِ رَبِّهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ
١٧٠٧٠ - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدم أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَوْلُهُ: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَيْ حُجَّتَكُمْ- وَرُوِيَ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَالسُّدِّيِّ وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ مِثْلُ ذَلِكَ
١٧٠٧١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَيْ بَيِّنَتَكُمْ.
١٧٠٧٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، اسْمَعُوا مِنِّي الْيَوْمَ وَأَنْصِتُوا إِلَيَّ، فَوَعِزَّتِي لَا يَجُوزُ اليوم ظالم بظلم، ولا مُتَقَوِّلٌ عَلَيَّ، وَلا مُبْتَدِعٌ فِي عَظَمَتِي فَهَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَقَوِّلُونَ عَلَيَّ الْمُبْتَدِعُونَ فِي عَظَمَتِي وَالْمُسْتَخِفُّونَ بِحَقِّ جَلالِي مَا الَّذِي غَرَّكُمْ، عَنِّي؟ وَأَنَا الَّذِي لَا شَيْءَ مَثَلِي لَوْ تَجَلَّيْتُ والأرض وَالْجِبَالِ لَزُلْزِلْنَ مِنْ هَيْبَتِي، وَلَوْ لَحَظْتُ الْبِحَارَ لَيَبِسَتْ مِيَاهُهَا وَبَدَتْ قُعُورُهَا مِنْ خَشْيَتِي، وَلَوْ أَنَّ جَمِيعَ الْخَلائِقِ سَمِعُوا كَلِمَةً مِنْ كَلامِي لَصَعِقُوا مِنْ خَوْفِي، فَهَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَيُّهَا الْجَهَلَةُ بأن لهذا الخلق بديعا غيري وبأن لي شَرِيكًا كَمَا زَعَمْتُمْ فِي مُلْكِي، أَوْ ثَانِيًا وَلِيًّا مَعِي وَبِأَيِّ شَيْءٍ عَبَدْتُمُوهَا دُونِي وَلأَيْ شيء نفيتموها،
عَنْ عِبَادَتِي وَمُلْكِي وَرُبُوبِيَّتِي، فَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ يَوْمَئِذٍ لِمَنْ أَبَادَ كَذِبُهُ صِدْقَهُ فِيَّ، وَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ يَوْمَئِذٍ لِمَنْ أَزْهَقَ الضَّلالَةَ حَقِّي، وَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ يَوْمَئِذٍ لِمَنْ دَحِضَتْ حُجَّتُهُ قُدَّامِي.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فعلموا أن الحق لله
يعني: العدل
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَضَلَّ، عَنْهُمْ
١٧٠٧٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، ثنا بِشْرٌ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابن عباس قوله: وَضَلَّ، عَنْهُمْ فِي الْقِيَامَةِ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ مَا كَانُوا يَكْذِبُونَ فِي الدُّنْيَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى
١٧٠٧٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، ثنا مُحَاضِرٌ، ثنا الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى قَالَ: كَانَ ابْنَ عَمِّهِ.
١٧٠٧٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ السَّامِرِيُّ، ثنا عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخَفَّافِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: وَكَانَ قَارُونَ ابْنَ عَمِّ مُوسَى أَخِي أَبِيهِ وَكَانَ قَطَعَ الْبَحْرَ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانَ يُسَمَّى الْمُنَوَّرَ مِنْ حُسْنِ صَوْتِهِ بِالتَّوْرَاةِ، وَلَكِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ نَافَقَ كَمَا نَافَقَ السَّامِرِيُّ فَأَهْلَكَهُ اللَّهُ لِبَغْيِهِ، وَإِنَّمَا بَغَى عَلَيْهِمْ لِكَثْرَةِ مَالِهِ وَوَلَدِهِ، قَالَ اللَّهُ: أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ.
وَرُوِيَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيِّ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّهُمْ قَالُوا كَانَ ابْنَ عَمِّ مُوسَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فبغى
[الوجه الأول]
١٧٠٧٦ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ غَسَّانَ بْنِ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ مُوسَى يَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُكُمْ بِكَذَا وَكَذَا حَتَّى دَخَلَ عَلَيْكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ وَإِنَّ مُوسَى يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ فِيمَنْ زَنَى أَنْ يَرْجُمَهُ فَتَعَالُوا نَجْعَلُ لِبَغِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ شَيْئًا، فَإِذَا قَالَ مُوسَى: إِنَّ رَبَّهُ أَمَرَ فِيمَنْ زَنَى أَنْ يُرْجَمَ
3005
فَنَقُولُ: إِنَّ مُوسَى قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهَا، قَالَ: فَاجْتَمَعُوا وَجَاءُوا بِالْبَغِيِّ فَحَبَسُوهَا وَقَالَ مُوسَى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ بِكَذَا وَكَذَا فِيمَنْ سَرَقَ أَنْ تُقْطَعَ يَدُهُ، قَالُوا: وَإِنْ كُنْتَ أَنْتَ؟
قَالَ: وَإِنْ كُنْتُ أَنَا، قَالُوا مَا عَلَى الزَّانِي إِذَا زَنَى؟ قَالَ: الرَّجْمُ، قَالُوا: وَإِنْ كُنْتَ أَنْتَ؟ قَالَ: وَإِنْ كُنْتُ أَنَا، قَالُوا: فَإِنَّكَ قَدْ زَنَيْتَ قَالَ: أَنَا؟ وَجَزِعَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ:
فَأَرْسَلُوا إِلَى الْمَرْأَةِ فَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ عَظَّمَ عَلَيْهَا مُوسَى بِاللَّهِ وَسَأَلَهَا بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى إِلا صَدَقْتِ، فَقَالَتْ: أَمَا إِذَا حَلَّفْتَنِي فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ بَرِيءٌ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَقَالَتْ: أَرْسَلُوا إِلَيَّ فَأَعْطَوْنِي حُكْمِي عَلَى أَنْ أَرْمِيَكَ بِنَفْسِي، قَالَ: فَخَرَّ مُوسَى لِلَّهِ سَاجِدًا يَبْكِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ مَا يُبْكِيكَ؟ قَدْ أَمَرْتُ الأَرْضَ أَنْ تُطِيعَكَ فَأْمُرْهَا بِمَا شِئْتَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٧٠٧٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ: فَبَغَى عَلَيْهِمْ قَالَ: الْكُفْرُ بِاللَّهِ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٧٠٧٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الأَحْمَرُ قَالا: ، ثنا حَفْصٌ يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ أَنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ قَالَ: زَادَ فِي طُولِ ثِيَابِهِ شِبْرًا.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ:
١٧٠٧٩ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَعْنِي قَوْلَهُ: فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَلَكِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ نَافَقَ كَمَا نَافَقَ السَّامِرِيُّ فَأَهْلَكَهُ اللَّهُ بِبَغْيهِ، وَإِنَّمَا بَغَى عَلَيْهِمْ لِكَثْرَةِ مَالِهِ وَوَلَدِهِ قَالَ اللَّهُ: أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ
الْوَجْهُ الْخَامِسُ:
١٧٠٨٠ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: فَبَغَى عَلَيْهِمْ قَالَ: فَعَلا عَلَيْهِمْ.
3006
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ
١٧٠٨١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْدِسِيُّ وَأَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ قَالا:
ثنا ضَمْرَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِهِ: وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ قَالَ: أَصَابَ كَنْزًا مِنْ كُنُوزِ يُوسُفَ.
١٧٠٨٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنِ الْوَلِيدِ ابن زُرْوَانَ فِي قَوْلِهِ: وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ قَالَ: كَانَ قَارُونُ يَعْمَلُ الْكِيمِيَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ
١٧٠٨٣ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كَانَتْ مَفَاتِيحُ كُنُوزِ قَارُونَ مِنْ جُلُودٍ، كُلُّ مِفْتَاحٍ مِثْلُ الأُصْبَعِ، كُلُّ مِفْتَاحٍ عَلَى خِزَانَةٍ عَلَى حِدَةٍ، فَإِذَا رَكِبَ حُمِلَتِ الْمَفَاتِيحُ عَلَى سِتِّينَ بَغْلا أَغَرَّ مُحَجَّلا.
١٧٠٨٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ يَعْنِي الْحَفَرِيَّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ قَالَ: كَانَتِ الْمَفَاتِيحُ مِنْ جُلُودٍ يَحْمِلُهَا أَرْبَعُونَ بَغْلا غُرًّا مُحَجَّلا.
١٧٠٨٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: إِنَّ مفاتحه لتنوأ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ كَانَتِ الْمَفَاتِيحُ مِنْ جُلُودِ الْإِبِلِ.
١٧٠٨٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا رَزِينٍ، عَنْ قَوْلِهِ: مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ قَالَ:
خَزَائِنُهُ. وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ مِثْلُهُ.
١٧٠٨٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ أنبأ أَبِي شَيْبَةَ قَالُوا: ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي حُجَيْرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ قَالَ:
أَوْعِيَتُهُ.
١٧٠٨٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ فِي قَوْلِهِ: مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ قَالَ: إِنْ كَانَ مِفْتَاحٌ وَاحِدٌ لَكَافِيَ أَهْلَ الكوفة، إنما يعني كنوزه.
3007
قوله تعالى: لتنوأ بالعصبة
[الوجه الأول]
١٧٠٨٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: لتنوأ بِالْعُصْبَةِ يَقُولُ: تَثْقُلُ. - وَرُوِيَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ- وَالسُّدِّيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مِثْلُ ذَلِكَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٧٠٩٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قوله: لتنوأ بِالْعُصْبَةِ قَالَ: لَتَمُرُّ بِالْعُصْبَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: بِالْعُصْبَةِ
[الوجه الأول]
١٧٠٩١ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: ما إن مفاتحه لتنوأ بِالْعُصْبَةِ قَالَ: الْعُصْبَةُ سَبْعُونَ رَجُلا.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٧٠٩٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْزُوقٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أرطأة، عن الحكم لتنوأ بِالْعُصْبَةِ قَالَ: الْعَصَبَةُ أَرْبَعُونَ رَجُلا.
١٧٠٩٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي قوله: لتنوأ بِالْعُصْبَةِ قَالَ: كَانَتْ خِزَانَتُهُ تُحْمَلُ عَلَى أَرْبَعِينَ بَغْلا. وَرُوِي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي صالِحٍ وَقَتَادَةَ وَالضَّحَّاكِ مِثْلُ ذَلِكَ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٧٠٩٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ ابْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ مَا إِنَّ مفاتحه لتنوأ بِالْعُصْبَةِ وَالْعَصَبَةُ مَا بَيْنَ الْعَشْرَةِ إِلَى الأَرْبَعِينَ.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ:
١٧٠٩٥ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: ما إن مفاتحه لتنوأ بِالْعُصْبَةِ مَا بَيْنَ الْعَشْرَةِ إِلَى الْخَمْسَةَ عَشَرَ.
3008
الْوَجْهُ الْخَامِسُ:
١٧٠٩٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن زيد في قوله: لتنوأ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ قَالَ: الْعَصَبَةُ مَا بَيْنَ ثَلَاثَةٍ إِلَى تِسْعَةٍ وَهُمُ النَّفَرُ.
وَالْوَجْهُ السَّادِسُ:
١٧٠٩٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ: كَمِ الْعُصْبَةُ؟ قَالَ: سِتٌّ أَوْ سَبْعٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أُولِي الْقُوَّةِ
١٧٠٩٨ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: أُولِي الْقُوَّةِ قَالَ: خَمْسَةَ عَشَرَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ
١٧٠٩٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ قَالَ: هَؤُلاءِ الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَفْرَحْ
١٧١٠٠ - بِهِ، عَنِ السُّدِّيِّ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ قَالَ: هَؤُلاءِ الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ قَالُوا: يَا قَارُونُ بِمَا أُوتِيتَ فَتَبْطَرُ.
١٧١٠١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ أَيْ: لَا تَمْدَحْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ لا يحب الفرحين
[الوجه الأول]
١٧١٠٢ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ الْمُتَمَدِّحِينَ الأَشِرِينَ الْبَطِرِينَ الَّذِينَ لَا يَشْكُرُونَ اللَّهَ فِيمَا أعطاهم.
[الْوَجْهُ الثَّانِي]
١٧١٠٣ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا الْعَوَّامُ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ قَالَ: الْفَرِحُ هَاهُنَا الْبَغِيُّ.
3009
وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٧١٠٤ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ يَقُولُ:
الْمَرِحِينَ.
وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٧١٠٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحَ بَطَرًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ
١٧١٠٦ - وَبِهِ، عَنِ السُّدِّيِّ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ قَالَ: تَصَدَّقْ، وَقَرِّبْ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَصِلِ الرَّحِمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ من الدنيا
[الوجه الأول]
١٧١٠٧ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ: أَنْ تَعْمَلَ فِيهَا لآخِرَتِكَ.
١٧١٠٨ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا يَقُولُ: لَا تَتْرُكْ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا.
١٧١٠٩ - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ، عَنْبَسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ: أَنْ تَعْمَلَ فِيهَا بِطَاعَتِي.
١٧١١٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ: عُمُرُكَ تَعْمَلُ فِيهِ لآخِرَتِكَ.
3010
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٧١١١ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ: أَعْطِ الْفَضْلَ وَأَمْسِكْ مَا يُبْلِغُكَ.
١٧١١٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ سَلامِ بْنِ مِسْكِينٍ، ثنا أَبِي قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ هَذِهِ الآيَةِ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ: أَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَالِهِ قَدْرَ عَيْشِهِ.
١٧١١٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ: اسْتَغْنِ بِمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ.
١٧١١٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ: لَا تَنْسَ أَنْ تُقَدِّمَ مِنْ دُنْيَاكَ لآخِرَتِكَ، فَإِنَّمَا تَجِدُ فِي آخِرَتِكَ مَا قَدَّمْتَ مِنَ الدُّنْيَا مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهِ.
١٧١١٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ، ثنا أَشْهَبُ قَالَ: سُئِلَ مَالِكٌ، مَا هُوَ؟ قَالَ: أَنْ يَعِيشَ وَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ غَيْرَ مُضَيَّقٍ عَلَيْهِ فِي رَأْيٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ
١٧١١٦ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا الْقَاسِمُ بْنُ سَلامِ بْنِ مِسْكِينٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ هَذِهِ الآيَةِ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ قَالَ: أَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَالِهِ قَدْرَ عِيشَتِهِ، وَأَنْ يُقَدِّمَ مَا سِوَى ذَلِكَ لآخِرَتِهِ.
١٧١١٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا حَمَّادُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا أَبُو عِصَامِ بْنُ رَوَّادٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ قَالَ: احْبِسْ قُوتَ سَنَةٍ، وَتَصَدَّقْ بِمَا بَقِيَ.
١٧١١٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ قَالَ: أَيْ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ مِنْهَا، فَإِنَّ لَكَ فِيهَا غِنًى وَكِفَايَةً.
3011
قوله تعالى :﴿ وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ﴾
وبه، عن السدي ﴿ وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ﴾ قال : تصدق، وقرب إلى الله تبارك وتعالى، وصل الرحم.
قوله تعالى :﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾
حدثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن ابن عباس، ﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ قال : أن تعمل فيها لآخرتك.
حدثنا أبي ثنا أبو صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله :﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ يقول : لا تترك أن تعمل لله في الدنيا.
حدثنا أبو عبيد الله حماد بن الحسن بن، عنبسة، ثنا أبو داود، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿ ولا نمس نصيبك من الدنيا ﴾ قال : أن تعمل فيها بطاعتي.
حدثنا أبي، ثنا علي بن هاشم، ثنا عمار بن محمد، عن منصور، عن مجاهد في قوله :﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ قال : عمرك تعمل فيه لآخرتك.
الوجه الثاني :
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن الحسن ﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ قال : أعط الفضل وامسك ما يبلغك.
حدثنا أبي، ثنا القاسم بن سلام بن مسكين، ثنا أبي قال : سألت الحسن، عن هذه الآية ﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ قال : أمره أن يأخذ من ماله قدر عيشه.
حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيد، عن قتادة في قوله :﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ قال : استغن بما أحل الله لك.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي ثنا أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله :﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ قال : لا تنس أن تقدم من دنياك لآخرتك، فإنما تجد في آخرتك ما قدمت من الدنيا مما رزقك الله.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا أبو الطاهر، ثنا أشهب قال : سئل مالك، ما هو ؟ قال : أن يعيش ويأكل ويشرب غير مضيق عليه في رأي.
قوله تعالى :﴿ وأحسن كما أحسن الله إليك ﴾
حدثنا أبي ثنا القاسم بن سلام بن مسكين حدثني أبي قال : سألت الحسن، عن هذه الآية ﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ﴾ قال : أمره أن يأخذ من ماله قدر عيشته، وأن يقدم ما سوى ذلك لآخرته.
حدثنا أبي، ثنا حماد بن حميد العسقلاني، ثنا أبو عصام بن رواد، عن إسرائيل أبي عبد الله، عن الحسن في قوله :﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ﴾ قال : احبس قوت سنة، وتصدق بما بقي.
حدثنا محمد بن يحيى، ثنا العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن ﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ﴾ قال : أي ما أحل الله لك منها، فإن لك فيها غنى وكفاية.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب، أنبأ أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله :﴿ وأحسن كما أحسن الله إليك ﴾ يقول : أحسن فيما زادك الله.
قوله تعالى :﴿ ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ﴾
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنبأ ابن وهب، حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : قطع الذهب والورق من الفساد في الأرض.
قوله تعالى :﴿ إن الله لا يحب المفسدين ﴾
أخبرنا أبو محمد بن بنت الشافعي فيما كتب إلي عن أبيه أو عمه سفيان ابن عيينه قوله :﴿ إن الله لا يحب المفسدين ﴾ لا يقرب.
قوله تعالى :﴿ المفسدين ﴾
حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم، ثنا محمد بن عمرو زنيج، ثنا سلمة، عن محمد، عن عكرمة، أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿ إن الله لا يحب الفساد ﴾ أي لا يحب عمله ولا يرضاه.
١٧١١٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ: وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ يَقُولُ:
أَحْسِنْ فِيمَا زَادَكَ اللَّهُ
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يحب المفسدين
١٧١٢٠ - أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: قَطْعُ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ مِنَ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
١٧١٢١ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ بِنْتِ الشَّافِعِيِّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ عَنْ أَبِيهِ أَوْ عمه سفيان ابن عُيَيْنَةَ قَوْلُهُ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ لا يُقَرِّبُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْمُفْسِدِينَ
١٧١٢٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ أَيْ لَا يُحِبُّ عَمَلَهُ وَلا يَرْضَاهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي
١٧١٢٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ الْخَفَّافَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي يَقُولُ: عَلَى خَيْرٍ عِنْدِي وَعِلْمٍ عِنْدِي.
١٧١٢٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي قَالَ: لَوْلا رِضَا اللَّهِ عَنِّي وَمَعْرِفَتِهِ بِفَضْلِي مَا أَعْطَانِي هَذَا وَقَرَأَ: أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ولا يسئل عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ
١٧١٢٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي عَلِمَ اللَّهُ أَنِّي أَهْلٌ لِذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ إِلَى قَوْلِهِ: عَنْ ذنوبهم المجرمون
١٧١٢٦ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ، ثنا عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخَفَّافِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَلا يسئل عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونِ يَقُولُ: الْمُشْرِكُونَ لَا يُسْأَلُونَ عَنْ ذُنُوبِهِمْ، يُعَذَّبُونَ وَلا يُحَاسَبُونَ.
١٧١٢٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قَوْلُهُ: وَلا يسئل عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونِ قَالَ: لَا يُسْأَلُونَ عَنْ إِحْصَائِهَا يَقُولُ: هَاتُوا فيبنوها لَنَا، وَلَكِنْ أُعْطُوهَا فِي كُتُبٍ فَلَمْ يَشْكُوا الظُّلْمَ يَوْمَئِذٍ، وَلَكِنْ شَكَوَا الإِحْصَاءَ.
١٧١٢٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ولا يسئل عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُمْ عَمَّا أُهْلِكُوا وَعَنْ مَنْزِلِهِمْ فَيَعْتَبِرُوا، وَلَكِنَّهُمْ يَكُونُونَ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْعِبْرَةِ.
١٧١٢٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قوله: ولا يسئل عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونِ قَالَ: يَدْخُلُونَ النَّارَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.
١٧١٣٠ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: وَلَا يسئل عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونِ قَالَ: كَقَوْلِهِ: يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بسيماهم سُودُ الْوُجُوهِ زُرْقًا، الْمَلَائِكَةُ لَا تَسْأَلُ عَنْهُمْ قَدْ عَرَفَتْهُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ
١٧١٣١ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا يَمَانٌ وَابْنُ إِدْرِيسَ وَأَبُو خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَى الْبَرَاذِينِ الْبِيضِ عَلَيْهَا سُرُوجُ الأُرْجُوَانِ عَلَيْهِمُ الْمُعَصْفَرَاتُ وَالسِّيَاقُ لأَبِي خَالِدٍ.
١٧١٣٢ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَطَاءٍ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ: فِي ثَوْبَيْنِ أَحْمَرَيْنِ.
١٧١٣٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتُهُ قَالَ: فِي صُفْرٍ وَحُمْرٍ.
3013
١٧١٣٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ وَكَانَتْ زِينَتُهُ أَنَّهُ خَرَجَ فِي جِوَارٍ بِيضٍ عَلَى سُرُوجٍ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى قُطُفِ أُرْجُوَانٍ وَهُنَّ عَلَى بِغَالٍ بِيضٍ عَلَيْهِنَّ ثِيَابٌ حُمْرٌ وَحُلِيُّ ذَهَبٍ.
١٧١٣٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ: عَلَى أَلْفِ بَغْلَةٍ شُهْبٍ عَلَيْهَا مَيَاثِرُ الأُرْجُوَانِ.
١٧١٣٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ فِي قَوْلِ اللَّهِ: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْهِمْ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ عَلَى الْبِغَالِ الشُّهْبِ في الرحائل الْبِزْيُونِ.
١٧١٣٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا ابْنُ حُدَيْرٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ خَرَجُوا عَلَى أَرْبَعَةِ آلافِ دَابَّةٍ عَلَيْهِمْ وَعَلَى دَوَابِّهِمُ الأُرْجُوَانُ.
١٧١٣٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ:
خَرَجَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الْمُعَصْفَرَاتُ، وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ يَوْمٍ فِي الأرض رؤيت الْمُعَصْفَرَاتُ فِيمَا كَانَ أَبِي يَذْكُرُ ذَلِكَ لَنَا.
١٧١٣٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ: شَارَتِهِ.
١٧١٤٠ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ: فِي حَشَمِهِ.
١٧١٤١ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، عَلَيْهَا الأُرْجُوَانُ وَمَعَهُ ثَلَاثُمِائَةِ جَارِيَةٍ عَلَى بِغَالٍ شُهْبٍ عَلَيْهِنَّ ثِيَابُ الْحُمْرِ.
3014
١٧١٤٢ - ذُكِرَ عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ وَاضِحٍ، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبُهْرَائِيُّ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ فِي قَوْلِهِ: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ: كَانَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ حُمْرٌ وَخُفَّانِ أَبْيَضَانِ.
١٧١٤٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ صَبَغَ بِالسَّوَادِ قَارُونُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
١٧١٤٤ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ قَالُوا يَا لَيْتَ لنا مثل ما أوتي قارون.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونَ
١٧١٤٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ فَلَمَّا رَآهُ قَوْمُهُ فِي زِينَتِهِ قَالُوا: يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
[الوجه الأول]
١٧١٤٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا رَجُلٌ سَمَّاهُ، ثنا نَصْرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ يَعْنِي: دَرَجَةً عَظِيمَةً.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٧١٤٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ قَالَ: ذُو جَدٍّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمن
١٧١٤٨ - وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ يَعْنِي قَوْلَهُ: وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الآخِرَةَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لمن آمن.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لِمَنْ آمَنَ
١٧١٤٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابن عباس قَوْلُهُ: لِمَنْ آمَنَ يَعْنِي: وَحَّدَ اللَّهَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَعَمِلَ صَالِحًا
فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ. تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ
١٧١٥٠ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ يَعْنِي: الْجَنَّةَ.
قوله تعالي: إلا الصابرون
تقدم تفسير الصبر، قول عمرو سعيد بْنِ جُبَيْرٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهَ الأَرْضَ
١٧١٥١ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ قَالَ: قِيلَ لِلأَرْضِ:
خُذِيهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ إِلَى أَعْقَابِهِمْ، قَالَ: قِيلَ لَهَا: خُذِيهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ إِلَى رُكَبِهِمْ فَقِيلَ لَهَا:
خُذِيهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ إِلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَقِيلَ لَهَا: خُذِيهِمْ فَخُسِفَ بِهِمْ.
١٧١٥٢ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا يَحْيَى بن عيسى الرملي عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى مَا يُبْكِيكَ؟ قَدْ أَمَرْتُ الأَرْضَ أَنْ تُطِيعَكَ فَأْمُرْهَا بِمَا شِئْتَ، قَالَ: فَقَالَ: خُذِيهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ فَنَادُوا: يَا مُوسَى.. يَا مُوسَى.. قَالَ: خُذِيهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ فَخُسِفَ بِهِمُ الأَرْضُ قَالَ: فَأَصَابَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ شِدَّةٌ وَجُوعٌ شَدِيدٌ فَأَتَوْا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا مُوسَى، ادْعُ لَنَا رَبَّكَ، فَدَعَا لَهُمْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى، أَتُكَلِّمُنِي فِي قَوْمٍ قَدْ أَظْلَمَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مِنْ خَطَايَاهُمْ، وَقَدْ دَعَوْكَ فَلَمْ تُجِبْهُمْ، أَمَا لَوْ إِيَّايَ دَعَوْا لأَجَبْتُهُمْ.
١٧١٥٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الدَّشْتَكِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبِي، ثنا إِدْرِيسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ أَنَّ مُوسَى لَمَّا دَعَا عَلَى قَارُونَ فَابْتَلَعَتْهُ الأَرْضُ إِلَى عُنُقِهِ أَخَذَ نَعْلَيْهِ فَخَفَقَ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَقَارُونُ يَقُولُ: يَا مُوسَى، ارْحَمْنِي، فَقَالَ اللَّهُ: يَا مُوسَى، مَا أَشَدَّ قَلْبَكَ دَعَاكَ عَبْدِي وَاسْتَرْحَمَكَ فَلَمْ تَرْحَمْهُ، وَعِزَّتِي لَوْ دَعَانِي لأجبته.
3016
١٧١٥٤ - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، ثنا الْحُسَيْنُ بن علي، ثنا عَامِرُ ابْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ قَالَ: فَبَغَى عَلَى مُوسَى فَانْطَلَقَ إِلَى زَانِيَةٍ يُقَالُ لَهَا: شِيرْتَا فَقَالَ لَهَا: هَلْ لَكِ أَنْ أُعْطِيَكِ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ عَلَى أَنْ تَجِيئِي إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذَا قَعَدَ مُوسَى فَتَقُولِينَ: إِنَّ مُوسَى يُرَاوِدُنِي، عَنْ نَفْسِي قالت: نعم، فأعطاها الألفي وَخَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ، فَلَمَّا أَخَذَتْهَا قَالَتْ: بِئْسَتِ الْمَرْأَةُ أَنَا إِنْ كُنْتُ أَزْنِي وَأَكْذِبُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ وَأَفْتَرِي عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا غَدَا قَارُونُ فَجَلَسَ مَجْلِسَهُ وَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَحَضَرَتْ شِيرْتَا فَقَالَ قَارُونُ: يَا مُوسَى، مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الزَّانِي: قَالَ: الرَّجْمُ، قَالَ: انْظُرْ مَا تَقُولُ قَالَ: الرَّجْمُ قَالَ: تَنْظُرُ مَا تقول؟ قال: الرجم. قال: عومي يَا شِيرْتَا فَأَخْبِرِي بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا أَرَادَ مِنْكِ مُوسَى، فَقَالَتْ: إِنَّ قَارُونَ أَعْطَانِي أَلْفَيْ دِرْهَمٍ أَنْ آتِيَ الْمَلأَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا جَلَسَ مُوسَى فَأَقُولَ: إِنَّ مُوسَى رَاوَدَنِي، عَنْ نَفْسِي، وَمَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ وَهَذَا مَالُهُ بِخَاتَمِهِ فَغَضِبَ مُوسَى فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَدَعَا رَبَّهُ أَنْ يَخْسِفَ وَيُسَلِّطَ عَلَيْهِ الأَرْضَ فَأَمَرَ اللَّهُ الأَرْضَ أَنْ تُطِيعَهُ قَالَ لِلأَرْضِ خُذِيهِ فَغَيَّبَتْ رِجْلَيْهِ وَقَامَ هَارُونُ فَأَخَذَ بِرَأْسِهِ فَقَالَ يَا مُوسَى: أَنْشُدُكَ الرَّحِمَ، فَجَعَلَ قَارُونُ يَقُولُ: يَا مُوسَى أَنْشُدُكَ الرَّحِمَ وَمُوسَى يَقُولُ لِلأَرْضِ: خُذِيهِ حَتَّى غَيَّبَتْهُ فَذَهَبَتْ بِهِ وَخُسِفَ بِدَارِهِ الأَرْضُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى:
اسْتَغَاثَ بِكَ وَأَنْشَدَكَ الرَّحِمَ وَأَبَيْتَ أَنْ تُغِيثَهُ، لَوْ إِيَّايَ دَعَا أَوِ اسْتَغَاثَ لأَغَثْتُهُ.
١٧١٥٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، ثنا الوليد ابن مُسْلِمٍ، ثنا ابْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ كَانَ خُلُقًا مِنْ مُوسَى أَنْ يُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي يَوْمٍ يَعِظُهُمْ فِيهِ فَإِذَا عَلِمَ بِذَلِكَ قَارُونُ، خَرَجَ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الأُرْجُوَانِ عَلَى أَرْبَعَةِ آلافِ بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ حَتَّى يَمُرَّ بِجَنْبَتَيْ مُوسَى فَيَلْفِتَ النَّاسُ وُجُوهَهُمْ إِلَيْهِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا تَصْنَعُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ وَاللَّهِ إِنَّ النَّسَبَ لِوَاحِدٌ وَلَئِنْ كُنْتَ فُضِّلْتَ عَلَيَّ بِالنُّبُوَّةِ لَقَدْ فُضِّلْتُ عَلَيْكَ بِالدُّنْيَا، وَلَئِنْ شِئْتَ لَنَخْرُجَنَّ فتدعو على وأدعوا عَلَيْكَ، فَخَرَجَ مُوسَى وَخَرَجَ قَارُونُ، فِي قَوْمِهِ. فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَتْدُعُو أَمْ أَدْعُو فَقَالَ قَارُونُ: بَلْ أَدْعُو فَدَعَا فَلَمْ يُجَبْ، وَكَانَ لِذَلِكَ أَهْلا قَالَ: فَقَالَ مُوسَى:
أَدْعُو قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ مُرِ الأَرْضَ فَلْتُطِعْنِي، فَأُمِرَتْ بِطَاعَتِهِ قَالَ: فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، خُذِيهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ بِأَقْدَامِهِمْ فَقَالَ: يَا مُوسَى. يَا مُوسَى. قال: خذ بهم
3017
فَأَخَذَتْهُمْ إِلَى رُكَبِهِمْ، ثُمَّ إِلَى حِجْرِهِمْ، ثُمَّ إِلَى مَنَاكِبِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: أَقْبِلِي بِكُنُوزِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ قَالَ: فَأَقْبَلَتْ بِهَا حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهَا، ثُمَّ أَشَارَ مُوسَى بِيَدِهِ، قَالَ: اذْهَبُوا بَنِي لاوِي، فَاسْتَوَتْ بِهِمُ الأَرْضُ.
١٧١٥٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، ثنا مُحَاضِرٌ، ثنا الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى وَكَانَ ابْنَ عَمِّهِ وَكَانَ تَتَبَّعَ الْعِلْمَ حَتَّى جَمَعَ عِلْمًا فَلَمْ يَزَلْ فِي أَمْرِهِ ذَلِكَ حَتَّى بَغَى عَلَى مُوسَى وَحَسَدَهُ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ آخُذَ الزَّكَاةَ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمٌ فَأَبَى، فَقَالَ: مِنْ كُلِّ مِائَةِ دِرْهَمٍ دِرْهَمٌ فَأَبَى، فَقَالَ: لَا يُطِيقُ هَذَا حَتَّى الأَلْفِ، فَقَالَ: فِي كُلِّ أَلْفِ دِينَارٍ أَوْ دِرْهَمٍ، قَالَ: إِنَّ مُوسَى يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ أَمْوَالَكُمْ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالُوا: أَمْرُنَا بِأَمْرِكَ تَبَعٌ، فَأَرْسَلُوا إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا لَهَا:
نُعْطِيكَ حُكْمَكِ عَلَى أَنْ تَشْهَدِي عَلَى مُوسَى أَنَّهُ فَجَرَ بِكِ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَجَاءَ قَارُونُ إِلَى مُوسَى قَالَ: اجْمَعْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَخْبِرْهُمْ بِمَا أَمَرَكَ رَبُّكَ، قَالَ: نَعَمْ، فَجَمَعَهُمْ فَقَالُوا: مَا أَمَرَكَ؟ قَالَ: أَمَرَنِي أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَصِلُوا الرَّحِمَ، وَكَذَا وَكَذَا، وَأَمَرَنِي فِي الزَّانِي إِذَا زَنَى وَقَدْ أُحْصِنَ أَنْ يُرْجَمَ فَقَالُوا: وَإِنْ كُنْتَ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَفِي السَّارِقِ إِذَا سَرَقَ أَنْ يُقْطَعَ، فَقَالُوا: وَإِنْ كُنْتَ أَنْتَ؟
قَالَ: نَعَمْ قَالُوا فَإِنَّكَ قَدْ زَنَيْتَ، قَالَ: إِذًا فَأَرْسِلُوا إِلَى الْمَرْأَةِ، فَجَاءَتْ فَقَالُوا مَا تَشْهَدِينَ عَلَى مُوسَى؟ فَقَالَ لَهَا مُوسَى: أَنْشُدُكِ بِاللَّهِ إِلا مَا صَدَقْتِ فَقَالَتْ: أَمَا إِذَا أَنْشَدْتَنِي بِاللَّهِ فَإِنَّهُمْ دَعُونِي وَجَعَلُوا لِي جُعْلا عَلَى أَنْ أَقْذِفَكَ بِنَفْسِي وَأَنَا أَشْهَدُ أنك برئ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: فَخَرَّ مُوسَى سَاجِدًا يَبْكِي فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ مَا يُبْكِيكَ؟ قَدْ سَلَّطْنَاكَ عَلَى الأَرْضِ فَمُرْهَا فَتُطِيعُكَ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: خُذِيهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ وَأَشَارَ إِلَى وَرِكَيْهِ، فَقَالُوا: يَا مُوسَى، فَقَالَ: خُذِيهِمْ وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ، فَقَالُوا: يَا مُوسَى. فَقَالَ:
خُذِيهِمْ قَالَ: فَغَرِقُوا فِيهَا فَقَالَ اللَّهُ: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَأَصَابَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَلاءٌ وَجُوعٌ شَدِيدٌ فَأَتَوْا مُوسَى فَقَالُوا: ادْعُ لَنَا، فَدَعَى اللَّهُ، فَقَالَ اللَّهُ: أَتَدْعُونِي لِقَوْمٍ قَدْ أَظْلَمَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ قَدْ دَعَوْكَ حِينَ هَلَكُوا وَلَوْ إِيَّايَ دَعَوْا لأَجَبْتُهُمْ.
3018
١٧١٥٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إلي، ثنا عبد الرزاق أنبأ جعفر ابن سُلَيْمَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيَّ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْمَقْصُورَةِ فَذَكَرَ قَارُونَ وَمَا أُوتِيَ الْكُنُوزَ فَقَالَ: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ، عِنْدِي قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ أُوتِيَ الْكُنُوزَ وَالْمَالَ حَتَّى جَعَلَ بَابَ دَارِهِ مِنْ ذَهَبٍ وَجَعَلَ دَارَهُ كُلَّهَا مِنْ صَفَائِحِ الذَّهَبِ وَكَانَ الْمَلأُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَغْدُونَ إِلَيْهِ وَيَرُوحُونَ يُطْعِمُهُمُ الطَّعَامَ وَيَتَحَدَّثُونَ، عِنْدَهُ، وَكَانَ مُؤْذِيًا لمُوسَى فَلَمْ تَدَعْهُ الْقَسْوَةُ وَالْبَلَاءُ حَتَّى أَرْسَلَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَذْكُورَةٍ بِالْجَمَالِ كَانَتْ تُذْكَرُ بَرْنِيَّةً، فَقَالَ لَهَا: هَلْ لَكِ أَنْ أُمَوِّلَكِ وَأَنْ أُعْطِيَكِ وَأَنْ أَخْلِطَكِ بِنِسَائِي؟ عَلَى أَنْ تَأْتِينِيَ وَالْمَلأُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، عِنْدِي، فَتَقُولِينَ: يَا قَارُونُ: أَلا تَنْهَى مُوسَى، عَنِّي، فَقَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ أَصْحَابُهُ وَاجْتَمَعُوا، عِنْدَهُ دَعَا بِهَا، فَقَامَتْ عَلَى رؤوسهم فَقَلَبَ اللَّهُ قَلْبَهَا وَرَزَقَهَا التَّوْبَةَ، فَقَالَتْ: مَا أَجِدُ الْيَوْمَ تَوْبَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ أُكَذِّبَ عَدُوَّ اللَّهِ وَأُبَرِّئَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ إِنَّ قَارُونَ بَعَثَ إِلَيَّ فَقَالَ: هَلْ لَكِ أَنْ أُمَوِّلَكِ وَأُعْطِيَكِ وَأَخْلِطَكِ بنسائي؟ على أن تأتيني والملأ من بني إِسْرَائِيلَ، عِنْدِي، وَتَقُولِينَ: يَا قَارُونُ، أَلا تَنْهَى مُوسَى، عَنِّي؟ فَإِنِّي لَمْ أَجِدِ الْيَوْمَ تَوْبَةً أفضل من أُكَذِّبَ عَدُوَّ اللَّهِ وَأُبَرِّئَ رَسُولَ اللَّهِ.
فَنَكَّسَ قَارُونُ رَأْسَهُ وَعَرَفَ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ، وَفَشَى الْحَدِيثُ فِي النَّاسِ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مُوسَى شَدِيدَ الْغَضَبِ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى وَسَجَدَ يَبْكِي، وَقَالَ: يَا رَبِّ، عَدُوُّكَ قَارُونُ كَانَ لي مؤذيا فذكر أشياء ثم لم يتناهى حَتَّى أَرَادَ فَضِيحَتِي، يَا رَبِّ سَلِّطْنِي عَلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ مُرِ الأَرْضَ بِمَا شِئْتَ تُطْيعُكَ، قَالَ: فَجَاءَ مُوسَى إِلَى قَارُونَ، فَلَمَّا رَآهُ قَارُونُ عَرَفَ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: يَا مُوسَى.. ارْحَمْنِي. فَقَالَ مُوسَى: يَا أرض، خذيهم فاضطرت دَارُهُ وَخُسِفَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ إِلَى رُكَبِهِمْ وَسَاخَتْ دَارُهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ، قَالَ: وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا مُوسَى ارْحَمْنِي، وَيَقُولُ مُوسَى: يَا أَرْضُ خُذِيهِمْ. فَاضْطَرَبَتْ دَارُهُ وَخُسِفَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ الأَرْضُ إِلَى سُرَرِهِمْ وَسَاخَتْ دَارُهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ مُوسَى: يَا أَرْضُ خُذِيهِمْ قَالَ: فَاضْطَرَبَتْ دَارُهُ وَخُسِفَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ إِلَى حُلُوقِهِمْ وَسَاخَتْ دَارُهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَقَالَ: يَا مُوسَى ارْحَمْنِي فَقَالَ: يَا أَرْضُ خُذِيهِمْ فَقَالَ:
فَخُسِفَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ وَبِدَارِهِ فَلَمَّا خُسِفَ بِهِ قِيلَ لَهُ: يَا مُوسَى مَا أَفَظَّكَ أَمَا وَعِزَّتِي لَوْ إِيَّايَ دَعَا لَرَحِمْتُهُ.
3019
١٧١٥٨ - وَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ: فَقِيلَ لِمُوسَى: لَا أعيد الأَرْضَ بَعْدَكَ لأَحَدٍ أَبَدًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: الأَرْضِ
١٧١٥٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ قَالَ: أَرْضُ السُّفْلى السَّابِعَةُ.
١٧١٦٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ قَالَ: ذُكُرِ لَنَا أَنَّهُ يُخْسَفُ بِهِ كُلَّ يَوْمٍ قَامَةً، وَأَنَّهُ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا وَلا يَبْلُغُ قَعْرَهَا إِلَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
١٧١٦١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّهُ قَالَ: يُخْسَفُ بِقَارُونَ وَقَوْمِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ قَدْرَ قَامَةٍ، فَلا يَبْلُغُ الأَرْضَ السُّفْلَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
١٧١٦٢ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الأَرْضَ أَنْ تُطِيعَهُ سَاعَةً.
١٧١٦٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثٌ حَدَّثَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِيُّ عَامِلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى دِيوَانِ فِلَسْطِينَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَرَ الأَرْضَ أَنْ تُطِيعَ مُوسَى فِي قَارُونَ، فَلَمَّا لَقِيَهُ قَالَ لِلأَرْضِ:
اطْبُقِي فَأَخَذَتْهُ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: اطْبُقِي فَأَخَذَتْهُ إِلَى الْحِقْوَيْنِ وَهُوَ يَسْتَغِيثُ يَا مُوسَى، ثُمَّ قَالَ: اطْبُقِي فَوَارَتْهُ فِي جَوْفِهَا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى مَا أَشَدَّ قَلْبَكَ أَوْ مَا أَغْلَظَ قَلْبَكَ أَمَا وَعِزَّتِي وَجَلالِي لَوْ بِيَ اسْتَغَاثَ لأَغَثْتُهُ قَالَ: رَبِّ غَضَبًا لَكَ فَعَلْتُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
١٧١٦٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَيْ جُنْدٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ: وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ
قَالَ: مَا كَانَتْ، عِنْدَهُ مَنَعَةٌ يَمْتَنِعُ بِهَا مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
3020
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ
١٧١٦٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أبي مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ يَقُولُ: أَوَلا يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ.
١٧١٦٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ أولا تَرَى أَنَّ اللَّهَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
١٧١٦٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَرَفَهُ، ثنا مروان بن معاوية، عن حصين ابن أَبِي الْجَمِيلِ قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنِّي أَرَى الدَّارَ فَأَتَمَنَّى أَنْ تَكُونَ لِي، وَالْجَارِيَةَ فَأَتَمَنَّاهَا، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: فَلا تَفْعَلْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ
قَوْلُهُ تعالى: ويقدر
[الوجه الأول]
١٧١٦٨ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: إَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ قَالَ:
يَخِيرُ لَهُ.
١٧١٦٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْجَمِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ، يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ قَالَ: يَنْظُرُ لَهُ فَإِنْ كَانَ الْغِنَى خَيْرًا لَهُ أَغْنَاهُ، وَإِنْ كَانَ الْفَقْرُ خَيْرًا لَهُ أَفْقَرَهُ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٧١٧٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ: فِي قَوْلِهِ: يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ قَالَ: يَقْدِرُ: يُقِلُّ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ يُقْدَرُ كَذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يفلح الكافرون
١٧١٧١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ يَقُولُ: أو لا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ.
١٧١٧٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَيْكَأَنَّهُ أو لا يَرَى أَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ.
١٧١٧٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَيْكَأَنَّهُ قَالَ: أَلَمْ تَرَ أَنَّهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تِلْكَ
١٧١٧٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَوْلَهُ: تِلْكَ يَعْنِي: الْجَنَّةَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ
١٧١٧٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَوْلُهُ: الدَّارُ الآخِرَةُ- يَقُولُ: الْجَنَّةُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا
١٧١٧٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ قَالَ: نَجْعَلُ الدَّارَ الآخِرَةَ لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ، عِنْدَ سَلاطِينِهَا وَمُلُوكِهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: علوا في الأرض
[الوجه الأول]
١٧١٧٧ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ يَعْنِي ابْنَ جُبَيْرٍ لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ قَالَ: بَغْيًا.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٧١٧٨ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ قَالَ: الْعُلُوُّ التَّكَبُّرُ بِغَيْرِ حَقٍّ.
3022
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٧١٧٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ قَالَ: الشُّرَفُ وَالْعِزُّ، عِنْدَ ذَوِي سُلْطَانِهِمْ.
١٧١٨٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ أَسْلَمَ الطَّرَسُوسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا قَالَ: لَمْ يُنَازِعُوا أَهْلَهَا فِي عِزِّهَا التَّجَبُّرَ وَالتَّكَبُّرَ وَلَمْ يَجْزَعُوا مِنْ ذُلِّهَا.
١٧١٨١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ حَدَّثَنِي أَشْعَثُ بْنُ يَزِيدَ الشَّامِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلامٍ الأَعْرَجَ الْحَبَشِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحِبُّ أَنْ يَكُونَ شِسْعُ نَعْلِهِ أَفْضَلَ مِنْ شِسْعِ صَاحِبِهِ فَيَدْخُلَ فِي هَذِهِ الآيَةِ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.
١٧١٨٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ، عَنْبَسَةَ بْنِ الْأَزْهَرِ، عَنْ نُصَيْرٍ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنِ الضَّحَّاكِ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ يَقُولُ: ظَلْمَاءُ.
١٧١٨٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ مَنْصُورٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ قَالَ: الاعْتِدَاءُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ.
١٧١٨٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَلا فَسَادًا قَالَ: الْفَسَادُ الآخِذُ بِغَيْرِ حَقٍّ.
١٧١٨٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَلا فَسَادًا لا يعملون بِمَعَاصِي اللَّهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْعَاقِبَةُ
١٧١٨٦ - بِهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قَالَ: الْعَاقِبَةُ: الْجَنَّةُ- وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لِلْمُتَّقِينَ
١٧١٨٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ قَالَ:
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ لِلْمُتَّقِينَ أَيْ لِمَنْ أَطَاعَنِي وَأَطَاعَ رَسُولِي.
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
3023
قوله تعالى: من جاء بالحسنة
[الوجه الأول]
١٧١٨٨ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ التَّيْمِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ؟ قَالَ: هِيَ مِنْ أَحْسَنِ الْحَسَنَاتِ.
١٧١٨٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ الأَجْلَحِ وَابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. - وَرُوِيَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ وَأَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ وَعِكْرِمَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَالنَّخَعِيِّ، وَالضَّحَّاكِ وَالزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ نَحْوُ ذَلِكَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٧١٩٠ - ذُكِرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عتيبة الْكِنْدِيِّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي دَاودَ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَلا أُحَدِّثُكَ بِالْحَسَنَةِ الَّتِي مَنْ جَاءَ بِهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَفَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ بِهِ، قُلْتُ: بَلَى، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: الْحَسَنَةُ حُبُّنَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فله خير منها
[الوجه الأول]
١٧١٩١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ أَنْبَأَ بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا قَالَ: خَيْرُ ثَوَابٍ.
١٧١٩٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى يَعْنِي: الأُمَوِيَّ حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا لَهُ مِنْهَا خَيْرٌ- وَرُوِيَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَمُجَاهِدٍ، وَقَتَادَةَ، نَحْو ذَلِكَ.
١٧١٩٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نكيرٍ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير قوله: فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا يَقُولُ: ثَوَابُهُ مِنْ تِلْكَ الْحَسَنَةَ.
١٧١٩٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ قَالَ: الشِّرْكُ- وَرُوِيَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلِ وَعَطَاءٍ وَالْحَسَنِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ
وَالنَّخَعِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ وَالزُّهْرِيِّ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَالسُّدِّيِّ وَقَتَادَةَ وَالضَّحَّاكِ مِثْلُ ذَلِكَ.
وَالْوَجْهُ الثَّانِي:
١٧١٩٥ - ذُكَرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُتْبَةَ الْكِنْدِيِّ بِإِسْنَادِهِ أَعْلاهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى علي ابن أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَلا أُحَدِّثُكَ بِالسَّيِّئَةِ الَّتِي مَنْ جَاءَ بِهَا أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ، وَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ مَعَهَا عَمَلٌ قُلْتُ: بَلَى، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: السَّيِّئَةُ بُغْضُنَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
١٧١٩٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَامِرِ بْنِ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَالَ: مَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهَا سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ وَذَلِكَ، عِنْدَ الْحِسَابِ إِذَا حُوسِبَ أُلْقِيَ بَدَلَ كُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، فَإِنْ بَقِيَتْ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ أُضْعِفَتْ لَهُ وَأُدْخِلَ بِهَا الْجَنَّةَ وَإِنْ كَانَتْ سَيِّئَاتُهُ، عِنْدَ الْمَقَاصَّةِ إِذَا أُلْقِيَتْ عَشْرًا بِحَسَنَةٍ أَكْثَرَ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَزَادَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً كَانَ جَزَاؤُهُ النَّارَ، إِلا أَنْ يَعْفُوَ اللَّهُ، عَنْهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
١٧١٩٧ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ أَعْطَاكَهُ.
١٧١٩٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمَقْدِسِيُّ، ثنا رَجُلٌ سَمَّاهُ، ثنا السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَرَادُّكَ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ سَائِلُكَ، عَنِ الْقُرْآنِ. وَقَالَ السُّدِّيُّ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مِثْلَهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَرَادُّكَ إِلَى معاد
[الوجه الأول]
١٧١٩٩ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قَالَ: الْمَوْتُ- وَرُوِيَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَمُجَاهِدٍ مِثْلُ ذَلِكَ.
3025
وَالْوَجْهُ الثَّانِي:
١٧٢٠٠ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ، ثنا حَفْصُ ابن عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قَالَ: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
١٧٢٠١ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ يُحْيِيكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
١٧٢٠٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: إِي وَاللَّهِ إِنَّ لَهُ لَمِيعَادًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٧٢٠٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا النُّفَيْلِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، الْحَرَّانِيَّانِ، قَالَا، ثنا محمد ابن سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قَالَ: إِلَى مَعْدِنُكَ مِنَ الْجَنَّةِ. وَرُوِيَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبَى مَالِكٍ وَمُجَاهِدٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، نَحْوُ ذَلِكَ.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ:
١٧٢٠٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قَالَ: إِلَى مَوْلِدِكَ بِمَكَّةَ- وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَيَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطِيَّةَ، وَالضَّحَّاكِ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٧٢٠٥ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: فَسَمِعْنَاهُ مِنْ مُقَاتِلٍ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ فَبَلَغَ الْجُحْفَةَ اشْتَاقَ إِلَى مَكَّةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ إِلَى مَكَّةَ.
الْوَجْهُ الْخَامِسُ:
١٧٢٠٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَبِي، ثنا حَرِيزٌ، عَنْ نُعَيْمٍ الْقَارِئِ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قَالَ: رَادُّكَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
3026
١٧٢٠٧ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قَالَ: هَذِهِ مِمَّا كَانَ ابْنُ عَبَّاسَ يَكْتُمُهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى
١٧٢٠٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الزَّيَّاتُ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مبين
١٧٢٠٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: المُبِينُ الْبَيِّنُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا كنت ترجوا أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ ربك
١٧٢١٠ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهُذَلِيِّ يَعْنِي أبو بَكْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللَّهِ: الْكِتَابُ قَالَ: الْقُرْآنُ- وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَصُدُّنَّكَ، عَنْ آيَاتُ اللَّهِ
١٧٢١١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: آيَاتِ اللَّهِ يَعْنِي الْقُرْآنَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ ولا تكونن من المشركين
بَيَاضٌ
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ
١٧٢١٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا آدَمُ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا يَزِيدُ الرِّشْكُ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: كُنْتُ، عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ، عَنِ الشِّرْكِ فَقَالَ: أَنْ تَجْعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا إِلَهَ إِلا هُوَ
١٧٢١٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ أَنْبَأَ بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لا إِلَهَ إِلا هُوَ قَالَ: تَوْحِيدٌ
، تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَيْضًا.
3027
قَوْلُهُ تَعَالَى: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ
١٧٢١٤ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ قَالَ: إِلا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُهُ.
١٧٢١٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي قَوْلِ اللَّهِ: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكً إِلا وَجْهَهُ قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ.
١٧٢١٦ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ عِيسَى الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ. سَأَلَ كَعْبَ الأَحْبَارِ، عَنْ قَوْلِهِ: فصعق مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ مَنِ الَّذِينَ اسْتَثْنَى؟ قَالَ: هُمْ ثَلاثَةَ عَشَرَ، جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ، وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ الثَّمَانِيَةُ، وَمَلَكُ الْمَوْتِ، وَرَبُّ الْعِزَّةِ، فَيَأْمُرُ مَلَكَ الْمَوْتِ فَيَقْبِضُ فُلانًا وَفُلانًا وَحَمَلَةَ الْعَرْشِ حَتَّى لَا يَبْقَى غَيْرُهُ، فَيَقُولُ رَبُّ الْعِزَّةِ، مُتْ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ فَيَمُوتُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
١٧٢١٧ - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُقَاتِلٍ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ يَعْنِي الْحَيَوَانَ خَاصَّةً من أهل السموات وَالْمَلائِكَةَ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَجَمِيعَ الْحَيَوَانِ، ثُمَّ تَهْلِكُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بَعْدَ ذَلِكَ لَا تَهْلِكُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ وَمَا فِيهَا وَلا الْعَرْشُ وَلا الْكُرْسِيُّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
١٧١١٨ - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ بْنُ أُبَيٍّ ثنا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ قَالَ: يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْحَيَاةِ.
آخر تفسير سورة القصص
3028
قوله تعالى :﴿ ولا يصدنك، عن آيات الله ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير في قول الله :﴿ آيات الله ﴾ يعني القرآن.
قوله تعالى :﴿ وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين ﴾
بياض.
قوله تعالى :﴿ ولا تدع مع الله إلها آخر ﴾
حدثنا أبي، ثنا ادم العسقلاني، ثنا شعبة، ثنا يزيد الرشك، عن أبي مجلز، قال : كنت عند عبد الله بن عمر فسأله رجل، عن الشرك فقال : أن تجعل مع الله إلها آخر.
قوله تعالى :﴿ لا إله إلا هو ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب، أنبأ بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس ﴿ لا إله إلا هو ﴾ قال : توحيد، تقدم تفسيره، عن ابن إسحاق أيضا.
قوله تعالى :﴿ كل شيء هالك إلا وجهه ﴾
حدثنا الحسن بن عرفة، ثنا عمار بن محمد، عن أبي سعيد، عن خصيف، عن مجاهد في قول الله :﴿ كل شيء هالك إلا وجهه ﴾ قال : إلا ما أريد به وجهه.
حدثنا أبي، ثنا محمود بن خالد، ثنا الوليد، عن عطاء بن مسلم الحلبي، عن سفيان الثوري في قول الله :﴿ كل شيء هالك إلا وجهه ﴾ قال : كل شيء هالك إلا ما ابتغى به وجهه من الأعمال الصالحة.
حدثنا الحسين بن السكن البصري، ثنا أبو زيد النحوي، ثنا قيس، عن عاصم، عن عيسى المديني، قال : سمعت علي بن الحسين. سأل كعب الأحبار، عن قوله :﴿ فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ﴾ من الذين استثنى ؟ قال : هم ثلاثة عشر، جبريل وميكائيل، وإسرافيل، وحملة العرش الثمانية، وملك الموت، ورب العزة، فيأمر ملك الموت فيقبض فلانا وفلانا وحملة العرش حتى لا يبقى غيره، فيقول رب العزة، مت يا ملك الموت فيموت، فذلك قوله : كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وذلك قوله :﴿ كل شيء هالك إلا وجهه ﴾ له الحكم وإليه ترجعون.
حدثنا عباد بن عثمان المروزي، ثنا سلمة بن سليمان أنبأ منصور بن عبد الحميد، عن مقاتل في تفسير هذه الآية من قول الله :﴿ كل شيء هالك إلا وجهه ﴾ يعني الحيوان خاصة من أهل السموات والملائكة ومن في الأرض وجميع الحيوان، ثم تهلك السماء والأرض بعد ذلك لا تهلك الجنة والنار وما فيها ولا العرش ولا الكرسي.
قوله تعالى :﴿ له الحكم واليه ترجعون ﴾
حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم بن أبي ثنا أبو جعفر يعني الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية ﴿ وإليه ترجعون ﴾ قال : يرجعون إليه بعد الحياة.
آخر تفسير سورة القصص.
Icon