تفسير سورة المدّثر

غريب القرآن لابن قتيبة
تفسير سورة سورة المدثر من كتاب غريب القرآن المعروف بـغريب القرآن لابن قتيبة .
لمؤلفه ابن قتيبة الدِّينَوري . المتوفي سنة 276 هـ

سورة المدثر «١»
١- الْمُدَّثِّرُ: المتدثر ثيابه إذا نام. فأدغم التاء في الدال.
٤- وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ أي طهّر نفسك من الذنوب. فكنّي عنه بثيابه: [لأنها تشتمل عليه].
قال ابن عيينة: «لا تلبس ثيابك على كذب، ولا فجور، ولا غدر، ولا إثم. البسها: وبدنك طاهر. (قال) : وقال الحسن: يطّيب أحدهم ثوبه، وقد أصلّ ريحه! وقال ابن عباس: اما سمعت قول الشاعر:
إني- بحمد الله- لا ثوب غادر لبست، ولا من خزية أتقنّع».
وقال بعضهم: «ثيابك فقصّر، فإن تقصير الثياب طهر لها.
٥- وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ يعني: الأوثان وأصل «الرجز»
العذاب.
فسمّيت الأوثان رجزا: لأنها تؤدّي إلى العذاب.
٦- وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ يقول: لا تعط في الدنيا شيئا، لتصيب اكثر منه.
(١) هي مكية.
٨- فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ أي نفخ في الصور «١» أول نفخة.
١١- و ١٢- و ١٣- ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً أي فردا: لا مال له ولا بنين، ثم جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً: دائما، وَبَنِينَ شُهُوداً.
وهو الوليد بن المغيرة: كان له عشرة بنين لا يغيبون عنه في تجارة ولا عمل.
١٦- إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً أي معاندا.
١٧- سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً أي سأغشية مشقة من العذاب.
و «الصّعود» : العقبة الشاقة. وكذلك «الكؤود».
١٨- إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ في كيد محمد- صلّى الله عليه وسلم- وما جاء به، فقال:
«شاعر» مرة، و «ساحر» مرة، و «كاهن» مرة، وأشباه ذلك.
١٩- و ٢٠- وقوله: قُتِلَ أي لعن. كذلك قيل في التفسير.
٢١- عَبَسَ وَبَسَرَ أي قطّب وكرّة.
٢٩- لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ أي مغيرة لهم «٢» يقال: لاحته الشمس، إذا غيّرته.
٣٠- و ٣١- عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً.
روي: أن رجلا من المشركين- قال: أنا أكفيكم سبعة عشر، واكفوني اثنين: فأنزل الله: وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً فمن يطيقهم؟.
وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ في هذه القلّة إِلَّا فِتْنَةً، لأنهم قالوا: «وما قدر تسعة عشر؟ فيطيقوا هذا الخلق كله!».
(١) وهو قول الطبري.
(٢) قال مجاهد وابن عباس وقتادة والضحاك: مغيرة لبشر أهلها.
لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حين وافقت عدّة خزنة اهل النار ما في كتابهم. هذا قول قتادة.
وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ أي جاء بعد النهار، كما تقول: خلفه. يقال:
دبرني فلان وخلفني، إذا جاء بعدي.
٣٤- وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ أي أضاء «١».
٣٥- إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ: جمع «كبرى». مثل الأولى ولأول، والصّغرى والصّغر. وهذا كما تقول: إنها لإحدى العظائم والعظم.
٤٢- ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟ أي ما أدخلكم النار؟
٥٠- كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ: مذعورة، استنفرت فنفرت.
ومن قرأ: مُسْتَنْفِرَةٌ بكسر الفاء، أراد: نافرة. قال الشاعر:
اربط حمارك، إنه مستنفر في إثر أحمرة عمدن لغرب
٥١- فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال ابو عبيدة: هو الأسد «٢» وكأنه من «القسر» وهو: القهر. والأسد يقهر السّباع.
وفي بعض التفسير: «انهم الرّماة».
وروي ابن عيينة ان ابن عباس قال: «هو ركز الناس»، يعني: حسّهم وأصواتهم.
٥٢- بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ، أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً.
قالت كفار قريش: «إن كان الرجل يذنب، فيكتب ذنبه في رقعه: - فما بالنار لا نرى ذلك؟!».
٥٤- كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ يعني: القرآن «٣».
(١) هو الحارث بن كلدة.
(٢) قال أبو هريرة: الأسد، وكل شديد قسورة. [.....]
(٣) وهو قول الطبري.
Icon