تفسير سورة القلم

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
تفسير سورة سورة القلم من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن .
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ ن والقلم وما يسطرون ﴾ [ القلم : ١ ].
يأتي فيهما ما مرّ في سورة " ص " لكن جواب القسم هنا مذكور، وهو الجملة المنفية( ١ )، وفي جوابه يُعرف مما مرّ ثَمّ.
١ - الجملة المنفية هي قوله تعالى: ﴿ماأنت بنعمة ربك بمجنون﴾..
قوله تعالى :﴿ يوم يُكشف عن ساق ويدعون إلى السجود... ﴾ [ القلم : ٤٢ ].
أي توبيخا وتعنيفا لهم على تركه في الدنيا، لا تكليفا وتعبّدا، إذ لا تكليف في الآخرة.
قوله تعالى :﴿ وقد كانوا يدعون إلى السجود... ﴾ [ القلم : ٤٣ ]. أي إلى الصلاة ﴿ وهم سالمون ﴾ [ القلم : ٤٣ ] أي صحيحون.
فإن قلتَ : الصحّة ليست شرطا في وجوب الصلاة ؟
قلتُ : المراد الخروج إلى الصلاة في جماعة مشروط بالصحة( ١ ).
١ - يُدعى الكفار حقيقة إلى السجود لرب العالمين، ولكنهم لا يستطيعون، لأن الله يسلب عنهم القدرة على السجود، لتزداد حسرتُهم، ويصبح ظهر أحدهم كأنه قطعة واحدة من الحديد لا ينثني، كما روى البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يسجد لله كلّ مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا). فالآية وردت مورد التوبيخ للكفار، حيث لم يعبدوا الله في الدنيا مع سلامة أبدانهم وصحة أجسامهم.
Icon