ﰡ
وروي عن أبي موسى الأشعري١ أنه كان يقول : إنا لنشكر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم، يريد الظلمة والفسقة الذين يتقى شرهم ويتبسم في وجوههم ويشكرون بالكلمات الحقة، فإن ما من أحد وفيه صفة تشكر، ولو كان من أخس الناس. فيقال له ذلك استكفاء لشره، فهذا قد يكون مباحا، وقد يكون واجبا إن كان يتوصل به القائل لدفع ظلم محرم أو محرمات لا تندفع إلا بذلك القول، ويكون الحال يقتضي ذلك، وقد يكون مندوبا إن كان وسيلة لمندوب أو مندوبات، وقد يكون مكروها عن كان ضعف لا ضرورة تتقاضاه، بل خور في الطبع. أو يكون وسيلة للوقوع في مكروه. فانقسمت المداهنة على هذه الأحكام الخمسة الشرعية. وظهر حينئذ الفرق بين المداهنة المحرمة وغير المحرمة. وقد شاع بين الناس أن المداهنة كلها محرمة وليس كذلك، بل الأمر تقدم تقريره. ( الفروق : ٤/٢٣٦ )