تفسير سورة القلم

تفسير مقاتل بن سليمان
تفسير سورة سورة القلم من كتاب تفسير مقاتل بن سليمان .
لمؤلفه مقاتل بن سليمان . المتوفي سنة 150 هـ
سورة القلم :
سورة ن، مكية عددها اثنتان وخمسون آية كوفي.

قوله: ﴿ نۤ وَٱلْقَلَمِ ﴾ يعني بنون الحوت وهوبحر تحت الأرض السفلى والقلم قلم من نور يكتب به كما بين السماء والأرض كتب به اللوح المحفوظ ﴿ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [آية: ١] يقول: وما يكتب الملائكة من أعمال بني آدم، وذلك حين قال كفار مكة، أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة وغيرهم: إن محمداً مجنون، فأقسم الله تعالى بالحوت والقلم وما يسطرون الملائكة من أعمال بني آدم.
فقال: ﴿ مَآ أَنتَ ﴾ يا محمد ﴿ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ ﴾ يعني برحمة ربك ﴿ بِمَجْنُونٍ ﴾ [آية: ٢] ﴿ وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴾ [آية: ٣ ] يقول: غير منقوص لا يمن به عليك ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [آية: ٤] يعني دين الإسلام ﴿ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ ﴾ [آية: ٦] يعني سترى يا محمد ويرى أهل مكة إذا نزل بهم العذاب ببدر بأيكم المفتون يعني المجنون فهذا وعيد، العذاب ببدر، القتل وضرب الملائكة الوجوه والأدبار.
ثم قال: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ﴾ الهدى ﴿ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ ﴾ [آية: ٧] من غيره قوله ﴿ فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ ﴾ [آية: ٨] حين دعى إلى دين آبائه وملتهم، نظيرها في سورة الفرقان [الآية: ٥٢]، نزلت هذه الآية في بني المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم، منهم الوليد بن المغيرة، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة، وعبدلله بن أبي أمية، وعبدالله بن مخزوم، وعثمان، ونوفل ابني عبدالله ابن المغيرة، والعاص، وقيس، وعبد شمس، وبني الوليد سبعة: الوليد، وخالد، وعمارة، وهشام، والعاص، وقيس، وعبد شمس، بنو الوليد بن المغيرة.
﴿ وَدُّواْ ﴾ حين دعى إلى أبائه ﴿ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [آية: ٩] يقول: ودوا لو تكفر يا محمد، فيكفرون فلا يؤمنون ﴿ وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ ﴾ [آية: ١٠] يعني الوليد بن المغيرة المخزومي، يقول: كان تاجراً ضعيف القلب، وذلك أنه كان عرض على النبي صلى الله عليه وسلم المال على أن يرجع عن دينه، وذلك قوله تعالى:﴿ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً ﴾[الإنسان: ٢٤]، يعني الوليد وعتبة ﴿ هَمَّازٍ ﴾ يعني مغتاب ﴿ مَّشَّآءِ بِنَمِيمٍ ﴾ [آية: ١١] كان يشمي بالنميمة ﴿ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ ﴾ يعني الإسلام منع ابن أخيه وأهله الإسلام ﴿ مُعْتَدٍ ﴾ يعني الغشم والظلم ﴿ أَثِيمٍ ﴾ [آية: ١٢] يعني أثيم بربه لغشمه وظلمه. نظيرها في﴿ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ﴾[المطففين: ١].
﴿ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ ﴾ يقول: مع ذلك النعت ﴿ زَنِيمٍ ﴾ [آية: ١٣] يعني بالعتل رحيب الجوف موثق الحلق، أكول شروب غشوم ظلوم، ومعنى ﴿ زَنِيمٍ ﴾ أنه كان في أصل أذنه مثل زنمة الشاة مثل الزنمة التى تكون معلقة في لحى الشاة زيادة في خلقه ﴿ أَن كَانَ ﴾ يعني إذا كان ﴿ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ﴾ [آية: ١٤] ﴿ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ﴾ يعني الوليد ﴿ آيَاتُنَا ﴾ يعني القرآن ﴿ قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ [آية: ١٥] يقول: أحاديث الأولين وكذبهم وهو حديث رستم واسفندباز يقول الله عز وجل: ﴿ سَنَسِمُهُ ﴾ بالسواد ﴿ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ ﴾ [آية: ١٦] يعني على الأنف، وهو الوليد، وذلك أنه يسود وجهه وتزرق عيناه ويصير منكوس الوجه مغلولاً في الحديد قبل دخول النار.
ثم رجع في التقديم، فقال: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ ﴾ يقول: إنا ابتليناهم يعني أهل ممكة بالجوع ﴿ كَمَا بَلَوْنَآ ﴾ يقول: كما ابتلينا ﴿ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ﴾ بالجوع حين هلكت جنتهم، كان فيها نخل وزرع وأعناب، ورثوها عن آبائهم، واسم الجنة الصريم، وهذا مثل ضربه الله تعالى لأهل مكة ليعتبروا عن دينهم، وكانت جنتهم دون صنعاء اليمن بفرسخين، وكانوا مسلمين، وهذا بعد عيسى ابن مريم، عليه السلام، كان آباؤهم صالحين، يجعلون للمساكين من الثمار والزرع والنخل ما أخطأ الرجل، فلم يره حين يصرمه، وماأخطأ المنجل، وما ذرته الريح، وما بقى في الأرض من الطعام حين يرفع، وكان هذا شيئاً كثيراً، فقال القوم: كثرت العيال، وهذا طعام كثير، أغدوا سراً جنتكم فاصرموها، ولا تؤذنوا المساكين، كان آباؤهم يخبرون المساكين فيجتعمون عند صرام جنتهم، وعند الحصاد.﴿ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴾ [آية: ١٧] ليصرمنها إذا أصبحوا ﴿ وَلاَ يَسْتَثْنُونَ ﴾ [آية: ١٨] فيقولون: إن شاء الله، فسمع الله تعالى قولهم فبعث ناراً من السماء في الليل على جنتهم فأحرقتها حتى صارت سوداء، فذلك قوله: ﴿ فَطَافَ عَلَيْهَا ﴾ يعني على الجنة ﴿ طَآئِفٌ ﴾ يعني عذاب ﴿ مِّن رَّبِّكَ ﴾ يا محمد ليلاً ﴿ وَهُمْ نَآئِمُونَ ﴾ [آية: ١٩] ﴿ فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ ﴾ [آية: ٢٠] أصبحت يعني الجنة سوداء مثل الليل ﴿ فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ ﴾ [آية: ٢١] يقول: لما أصبحوا قال بعضهم لبعض: ﴿ أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ ﴾ [آية: ٢٢] الجنة، يقول: الحرث والثمار والزرع، ولا يعلمون أنها احترقت ﴿ فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ﴾ [آية: ٢٣] ﴿ أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ ﴾ [آية: ٢٥] على حدة في أنفسهم قادرين على جنتهم ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهَا ﴾ ليس فيها شىء ظنوا أنهم أخطأوا الطريق ﴿ قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ ﴾ [آية: ٢٦] عنها. ثم أنهم عرفوا الأعلام فعلموا أنها عقوبة. فقالو: ﴿ بَلْ نَحْنُ ﴾ يعني ولكن نحن ﴿ مَحْرُومُونَ ﴾ [آية: ٢٧] يقول: حرمنا خير هذه الجنة.
﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ ﴾ يعني أعدلهم قولاً، نظيرها في سورة البقرة:﴿ أُمَّةً وَسَطاً ﴾يعني عدلاً ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ ﴾ [آية: ٢٨] فتقولون: إن شاء الله تعالى ﴿ قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ ﴾ [آية: ٣٠] يقول: يلوم بعضهم بعضاً في متع حقوق المساكين ﴿ قَالُواْ يٰوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴾ [آية: ٣١] يقول: لقد طغينا في نعمة الله تعالى، قالوا: ﴿ عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ ﴾ يعني خيراً من جنتنا التي هلكت ﴿ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ ﴾ [آية: ٣٢] في الدعاء إليه يقول الله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ ﴾ يعني هكذا ﴿ ٱلْعَذَابُ ﴾ هلاك جنتهم ﴿ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ ﴾ يعني أعظم مما أصابهم إن لم يتوبوا في الدنيا ﴿ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آية: ٣٣].
ولما أنزل الله تعالى، هذه الآية ﴿ إِنَّ لِّلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ ﴾ [آية: ٣٤] قال كفار مكة للمسلمين: إنا نعطي في الآخرة من الخير أفضل مما تعطون يقول الله عز وجل: ﴿ أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ ﴾ في الآخرة ﴿ كَٱلْمُجْرِمِينَ ﴾ [آية: ٣٥] في الخير يقول عز وجل ﴿ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [آية: ٣٦] يعني تقضون إن هذا الحكم لجور أن تعطوا من الخير في الآخرة ما يعطى للمسلمين ﴿ أَمْ لَكُمْ ﴾ يعني يا أهل مكة ﴿ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ﴾ [آية: ٣٧] يعني تقرأون.
﴿ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ ﴾ أن تعطوا هذا الذى قلتم بأن لكم في الآخرة: ﴿ لَمَا تَخَيَّرُونَ ﴾ [آية: ٣٨] قل لهم: يا محمد ﴿ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا ﴾ يعني ألكم عهود علينا ﴿ بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ ﴾ يقول: حلفنا لكم على يمين فهى لكم علينا بالغة لا تنقطع إلى يوم القايمة ﴿ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ﴾ [آية: ٣٩] يعني ما تقضون لأنفسكم في الآخرة من الخير ﴿ سَلْهُمْ ﴾ يا محمد ﴿ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ ﴾ [آية: ٤٠] يقول: أيهم بذلك كفيل بأن لهم في الآخرة ما للمسلمين من الخير ﴿ أَمْ لَهُمْ ﴾ يقول: ألهم ﴿ شُرَكَآءُ ﴾ يعني شهداء من غيرهم بالذي يقولون: ﴿ فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ ﴾ يعني بشهدائهم فيشهدوا لهم بالذى يقولون ﴿ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ ﴾ [آية: ٤١] بأن لهم في الآخرة ما للمسلمين من الخير.
قوله: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ﴾ يعني قوله: ﴿ وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ يعني عن شدة الآخرة ﴿ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ ﴾ [آية: ٤٢] وذلك أنه تجمد أصلاب الكفار فتكون كالصياصى عظماً واحداً مثل صياصى البقر لأنهم لم يسجدوا في الدينا ﴿ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ ﴾ عند معاينة النار ﴿ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ﴾ يعني تشغاهم مذلة ﴿ وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ ﴾ يعني يؤمرون بالصلوات الخمس ﴿ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾ [آية: ٤٣] يقول: كانوا معافون في الدينا فتصير أصلابهم مثل سفافيد الحديد. قال مقاتل: قال ابن مسعود في قوله: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ﴾ يعني فيضىء نور ساقه الأرض، فذلك قوله: ﴿ وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ يعني نور ساقه اليمين هذا قول عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه. قال مقاتل: وقال ابن عباس، رضي الله عنه، في قوله ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ﴾ يعني عند شدة الآخرة، كقوله: قامت الحرب على ساق، قال: يكشف عن غطا الآخرة وأهوالها.
قوله: ﴿ فَذَرْنِي ﴾ هذا تهديد ﴿ وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ ﴾ يقولك خل بيني وبين من يكذب بهذا القرآن، فأنا أنفرد بهلاكهم ﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [آية: ٤٤] سنأخذهم بالعذاب من حيث يجهلون ﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ ﴾ يقول: لا أعجل عليهم بالعذاب ﴿ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ [آية: ٤٥] يقول: إن أخذى بالعذاب شديد نزلت هذه الآية في المستهزئين من قريش قتلهم الله في ليلة واحدة.
قوله: ﴿ أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً ﴾ يعني خراجاً على الإيمان ﴿ فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ ﴾ [آية: ٤٦] يقول: أثقلهم الغرم فلا يستطيعون الإكثار من أجل الغرم ﴿ أَمْ عِندَهُمُ ﴾ يقول: أعندهم علم ﴿ ٱلْغَيْبُ ﴾ بأن الله لا يبعثهم وأن الذى يقول محمد غير كائن، أم عندهم بذلك كتاب ﴿ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [آية: ٤٧] ما شاءوا، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم ﴿ فَٱصْبِرْ ﴾ على الأذى ﴿ لِحُكْمِ رَبِّكَ ﴾ يعني لقضاء ربك الذى هو آت عليك ﴿ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ ﴾ يعني يونس بن متى من أهل نينوى، عليه السلام، يقول لا تضجر كما ضجر يونس بن فإنه لم يصبر، يقول: لا تعجل كما عجل يونس، ولا تغاضب كما غاضب يونس بن متى فتعاقب كما عوقب يونس ﴿ إِذْ نَادَىٰ ﴾ ربه في بطن الحوت وكان نداؤه في سورة الأنبياء:﴿ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ ﴾[الآية: ٨٧].
ثم قال: ﴿ وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴾ [آية: ٤٨] يعني مكروب في بطن الحوت يعني السمكة ﴿ لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ ﴾ [آية: ٤٩] ولكن تداركه نعمة يعني رحمة من ربه فنبذناه بالعراء وهو سقيم والعراء البراز يعني لألقى بالبراز وهو مذموم.
﴿ فَٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ ﴾ [آية: ٥٠] ﴿ وَإِن يَكَادُ ﴾ يقول: قد كاد ﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ يعني المستهزئين من قريش ﴿ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ ﴾ يعني يبعدونك ﴿ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ ﴾ يقول: حين سمعوا القرآن كراهية له ﴿ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ ﴾ إن محمد ﴿ لَمَجْنُونٌ ﴾ [آية: ٥١] ﴿ وَمَا هُوَ ﴾ يعني إن هو ﴿ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [آية: ٥٢] يعني ما القرآن إلا تذكرة للعالمين.
Icon