مكية وهي مائتان وعشرون وست آيات
                                                                ﰡ
                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿طسم﴾ أقسم الله بطَوله وسنانه وملكه
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿تلك﴾ هذه ﴿آيات الكتاب المبين﴾ يعني: القرآن
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿لعلَّك باخعٌ نفسك﴾ قاتلٌ نفسك ﴿أن لا يكونوا مؤمنين﴾ لتركهم الإِيمان وذلك أنَّه لما كذَّبه أهل مكًّة شقَّ عليه ذلك فأعلمه الله سبحانه أنَّه لو شاء لاضطرهم إلى الإِيمان فقال:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فظلت أعناقهم لها خاضعين﴾ يذلُّون بها فلا يلوي أحدٌ منهم عنقه إلى معصية الله تعالى
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وما يأتيهم من ذكرٍ﴾ من وعظٍ ﴿من الرحمن محدث﴾ في الوحي والتَّنزيل
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون﴾ فسيعلمون نبأ ذلك وهو وعيدٌ لهم وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ من كلِّ نوع محمودٍ ممَّا يحتاج إليه النَّاس
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إنَّ في ذلك لآية﴾ لدلالةً على توحيد الله سبحانه وقدرته ﴿وما كان أكثرهم مؤمنين﴾ لما سبق في علمي وقضائي
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿و﴾ اذكر يا محمَّدُ ﴿إذ نادى ربك موسى﴾ ليلة رأى الشَّجرة والنَّار ﴿أن ائت القوم الظالمين﴾ لأنفسهم بالكفر
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قوم فرعون ألا يتقون﴾ ألا يخافون الله سبحانه فيؤمنوا به
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي أخاف أن يكذبون﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَيَضِيقُ صدري﴾ من تكذيبهم إيَّاي ﴿ولا ينطلق لساني﴾ بأداء الرِّسالة للعقدة التي في فيه ﴿فأرسل إلى هارون﴾ ليظاهرني على التَّبليغ
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿ولهم عليَّ ذنب﴾ بقتل القبطيِّ
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قال كلا﴾ لا يقتلونك ﴿إنَّا معكم﴾ بالنُّصرة ﴿مستمعون﴾ نسمع ما تقول ويقال لك
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فأتيا فرعون فقولا إنا رسول﴾ ذوا رسالة ﴿ربّ العالمين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أن أرسل معنا بني إسرائيل﴾ مفسَّرٌ في سورة طه فلمَّا أتاه بالرِّسالة عرفه فرعون فقال:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿ألم نُربِّك فينا وليداً﴾ صبيّاً ﴿ولبثت فينا من عمرك سنين﴾ ثلاثين سنةً
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ﴾ يعني: قتل القبطيِّ ﴿وأنت من الكافرين﴾ الجاحدين لنعمتي عليك
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالَ﴾ موسى: ﴿فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ﴾ الجاهلين لم يأتني من الله شيء
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وتلك نعمة تمنُّها عليَّ﴾ أقرَّ بإنعامه عليه فقال: هي نعمةٌ إذ ربَّيتني ولم تستعبدني كاستعبادك بني إسرائيل ﴿عبَّدت﴾ معناه: اتَّخذت عبيداً
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قال فرعون وما ربُّ العالمين﴾ أَيُّ شيءٍ ربُّ العالمين الذي تزعم أنَّك رسوله؟
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قال رب السماوات وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ أنَّه خالقهما
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قال﴾ فرعون ﴿لمن حوله﴾ من أشراف قومه مُعجبِّاً لهم: ﴿ألا تستمعون﴾ إلى ما يقوله: موسى؟ ! فقال موسى
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿ربكم وربُّ آبائكم الأولين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قال﴾ فرعون: ﴿إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون﴾ يتكلَّم بكلام لا تعرف صحَّته
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قال﴾ موسى: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تعقلون﴾ فقال فرعون حين لزمته الحجَّة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾ من المحبوسين في السِّجن
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قال﴾ موسى: ﴿أو لو جِئِتُكَ بشيء مبين﴾ يعني: أو نفعل ذلك وإن أتيتُك على ما أقول بحجَّةٍ بيِّنةٍ؟
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قال فأت به﴾ مفسَّر أكثره إلى قوله تعالى:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تأمرون﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لنحن الغالبون﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يأفكون﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالُوا آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قالوا لا ضير﴾ لا ضرر ﴿إنا إلى ربنا منقلبون﴾ راجعون إلى ثوابٍ
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أنْ كنا﴾ لأن كنَّا ﴿أول المؤمنين﴾ من هذه الأُمَّة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ متبعون﴾ يتَّبعكم فرعون وقومه
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فأرسل فرعون في المدائن حاشرين﴾ يعني: الشُّرَط ليجمعوا له الجيش وقال لهم:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إنَّ هؤلاء﴾ يعني: بني إسرائيل ﴿لشرذمة﴾ عصبةٌ ﴿قليلون﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وإنهم لنا لغائظون﴾ مُغضبون بمخالفتهم إيَّانا
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وإنا لجميع حاذرون﴾ مُستعدّون للحرب بأخذ أداتها و ﴿حذرون﴾ متيقِّظون
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فأخرجناهم من جنات﴾ يعني: حين خرجوا من مصر ليلحقوا موسى وقومه
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿كذلك﴾ كما وصفنا ﴿وأورثناها﴾ بهلاكهم ﴿بني إسرائيل﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فأتبعوهم﴾ لحقوهم ﴿مشرقين﴾ في وقت شروق الشَّمس
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فلما تراء الجمعان﴾ رأى كلُّ واحدٍ الآخر ﴿قال أصحاب موسى إنا لمدركون﴾ أيْ: سيدركنا جمع فرعون
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قال: كلا﴾ لن يدركونا ﴿إنًّ معي ربي﴾ بالنُّصرة ﴿سيهدين﴾ طريق النَّجاة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فكان كلُّ فرق﴾ قطعةٍ من الماء ﴿كالطود العظيم﴾ كالجبل
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وأزلفنا ثمَّ الآخرين﴾ قرَّبنا قوم فرعون إلى الهلاك وقدمناهم إلى البحر
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وما كان أكثرهم مؤمنين﴾ لم يؤمن من أهل مصر إلاَّ رجلٌ وامرأتان وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فإنَّهم عدوٌّ لي﴾ أَيْ: هذه الآلهة التي تعبدونها عدوٌّ لي أعاديهم أنا ولا أعبدهم ﴿إلاَّ ربَّ العالمين﴾ لكن ربّ العالمين أعبده
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿الذي خلقني﴾ ظاهرٌ إلى قوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿لسان صدقٍ في الآخرين﴾ أَيْ: ذكراً جميلاً وثناءً حسناً في الأمم التي تجيء بعدي
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿واجعلني﴾ ممَّن يرث الجنَّة بفضلك ورحمتك وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِلا مَنْ أتى الله بقلب سليم﴾ سلم من الشِّرك
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وأزلفت الجنة﴾ قرِّبت ﴿للمتقين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وبرزت﴾ وأُظهرت ﴿الجحيم للغاوين﴾ للكافرين
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فكبكبوا فيها﴾ طُرح بعضهم على بعض في الجحيم ﴿هم والغاوون﴾ يعني: الشَّياطين
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وجنود إبليس﴾ أتباعه من الجنِّ والإِنس
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قالوا﴾ للشَّياطين والمعبودين:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِذْ نسويكم﴾ نَعْدِلُكُمْ ﴿بربِّ العالمين﴾ في العبادة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وما أضلّنا﴾ وما دعانا إلى الضَّلال ﴿إلاَّ المجرمون﴾ أوَّلونا الذين اقتدينا بهم
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿ولا صديق حميم﴾ قريبٍ يشفع
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فلو أنَّ لنا كرَّة﴾ رجعةً إلى الدُّنيا تمنَّوا أن يرجعوا إلى الدُّنيا فيؤمنوا وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إني لكم رسول أمين﴾ على الوحي والرِّسالة لأنَّكم عرفتموني قبل هذا الأمانة وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿واتبعك الأرذلون﴾ يعني: السلفة والحاكة وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنْ حِسَابُهُمْ إِلا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿من المرجومين﴾ أَيْ: من المشتومين وقيل: من المقتولين
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِي من المؤمنين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    و ﴿الفلك المشحون﴾ المملوء وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مؤمنين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أتبنون بكلِّ ريع﴾ أَيْ: شَرَفٍ ومكانٍ مرتفعٍ ﴿آية﴾ علماً ﴿تعبثون﴾ تلعبون: يعني: أبنية الحمام وبروجها
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون﴾ أَيْ: تتخذون مباني وقصوراً للخلود لا تُفكِّرون في الموت
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جبارين﴾ إذا ضربتم بالسوط وإذا عاقبتم قتلتم فعل الجبَّارين الذين يقتلون على الغضب بغير حق وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ من الواعظين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إن هذا﴾ ما هذا الذي تدعونا إليه ﴿إلا خَلْق الأوَّلين﴾ كذبهم وافتراؤهم ومَنْ قرأ ﴿خُلق الأولين﴾ فمعناه: عادة الأوَّلين أَيْ: الذي نحن فيه عادة الأوَّلين يعيشون ما عاشوا ثمَّ يموتون ولا بعثٌ ولا حساب وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كان أكثرهم مؤمنين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إن رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إلاَّ على رب العالمين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أتتركون في ما هاهنا﴾ أَيْ: في الدُّنيا ﴿آمنين﴾ من الموت والعذاب وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿ونخل طلعها﴾ أَيْ: ثمرها ﴿هضيم﴾ أَيْ: ليِّنٌ نضيجٌ
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ﴾ حاذقين بنحتها و ﴿فارهين﴾ أشرين بطرين وكانوا مُعمَّرين لا يبقى البناء مع عمرهم فنحتوا في الجبال بيوتا وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إنما أنت من المسحرين﴾ أَيْ: من الذين سُحروا مرَّةً بعد أخرى: وقيل ممَّن له سَحر وهو الرِّئة أَيْ: إنَّما أنت بشر مثلنا وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿مَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصادقين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿لها شربٌ﴾ أَيْ: حظٌّ ونصيب من الماء
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿ولا تمسوها بسوء﴾ بعقر وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إلاَّ على رب العالمين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أتأتون الذكران من العالمين﴾ يريد: ما كان من فعل قوم لوطٍ مِنْ إتيان الرِّجال في أدبارهم
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لكم ربكم من أزواجكم﴾ وتدَعون أن تأتوا نسائكم ﴿بل أنتم قوم عادون﴾ ظالمون غاية الظُّلم
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالُوا: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ من المخرجين﴾ عن بلدنا
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قال: إني لعملكم﴾ يعني: اللِّواط ﴿من القالين﴾ من المبغضين وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إلاَّ عجوزاً﴾ يعني: امرأته ﴿في الغابرين﴾ في الباقين في العذاب
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿كذَّب أصحاب الأيكة﴾ وهي الغيضة وهم قوم شعيب
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إلاَّ على رب العالمين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أوفوا الكيل﴾ أتمُّوه ﴿ولا تكونوا من المخسرين﴾ النَّاقصين للكيل والوزن وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرض مفسدين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿والجبلَّة الأولين﴾ أَيْ: الخليقة السابقين
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَمَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لمن الكاذبين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فأسقط علينا كسفاً من السماء﴾ أَيْ: قطعةً
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قال ربي أعلم بما تعملون﴾ فيجازيكم به وما عليَّ إلاَّ الدَّعوة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة﴾ وذلك أنَّ الحرَّ اخذهم فلم ينفعهم ماءٌ ولا كَنٌّ فخرجوا إلى البرِّيَّة وأظلَّتهم سحابةٌ وجدوا لها برداً واجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم ناراً فاحترقوا به وقوله:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مؤمنين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وإنه﴾ يعني: القرآن ﴿لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ﴾ جبريل عليه السَّلام
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وإنه﴾ وإنَّ ذكر محمَّدٍ ﷺ ﴿لفي زبر الأولين﴾ لفي كتب الأوَّلين
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أو لم يكن لهم﴾ للمشركين ﴿آية﴾ دلالةً على صدقه ﴿أن يعلمه علماء بني إسرائيل﴾ يعلمون محمدا ﷺ بالنُّبوَّة والرِّسالة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿ولو نزلناه﴾ يعني: القرآن ﴿على بعض الأعجمين﴾ جمع الأعجم وهو الذي لا يحسن العربيَّة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين﴾ أنفةً من اتَّباعه
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿كذلك سلكناه﴾ أدخلنا التَّكذيب ﴿في قلوب المجرمين﴾ فذلك الذي منعهم عن الإِيمان
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فيقولوا هل نحن منظرون﴾ فلمَّا نزلت هذه الآيات قالوا: إلى متى توعدنا بالعذاب؟ فأنزل الله سبحانه
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أفرأيت إن متعناهم﴾ بالدُّنيا وأبقيناهم فيها ﴿سنين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿ثمَّ جاءهم﴾ العذاب لم ينفعهم إمتاعهم بالدُّنيا فيما قبل
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَمَا أهلكنا من قرية إلاَّ لها منذرون﴾ رسلٌ ينذرهم
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿ذكرى﴾ إنذاراً للموعظة ﴿وما كنا ظالمين﴾ في إهلاكهم بعد قيام الحُجَّة عليهم
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وما تَنَزَّلَتْ به﴾ بالقرآن ﴿الشياطين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وما ينبغي لهم﴾ ذلك ﴿وما يستطيعون﴾ ذلك
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إنهم﴾ عن استراق من السَّماء ﴿لمعزولون﴾ بالشُّهب
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ من المعذبين﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وأنذر﴾ خوِّف ﴿عشيرتك الأقربين﴾ أدنى أهلك وأقاربك
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿واخفض جناحك﴾ ليِّن جانبك وقوله تعالى:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿الذي يراك حين تقوم﴾ أَيْ: إلى صلاتك
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وتقلبك﴾ تصرُّفك في أركان الصَّلاة قائماً وقاعداً وراكعاَ وساجداً ﴿في الساجدين﴾ في المصلين
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿هل أنبئكم﴾ أخبركم ﴿عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿تنزَّل على كلِّ أفاك﴾ كذَّاب ﴿أثيم﴾ فاجرٍ مثل مسيلمة وغيره من الكهنة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿يلقون﴾ إليهم ما سمعوا ويخلطون بذلك كذباً كثيراً وهذا كان قبل أن حجبوا عن السَّماء
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿والشعراء يتبعهم الغاوون﴾ يعني: شعراء الكفَّار كانوا يهجون رسول الله ﷺ فيتَّبعهم الكفَّار
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾ في كلِّ لغوٍ يخوضون يمدحون بباطلٍ ويشتمون بباطلٍ ثمَّ استثنى شعراء المؤمنين فقال:
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا﴾ ردُّوا على مَنْ هجا رسول الله ﷺ والمسلمين ﴿وسيعلم الذين ظلموا أَيَّ منقلب ينقلبون﴾ أَيَّ مرجعٍ يرجعون إليه بعد مماتهم