تفسير سورة القلم

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة القلم من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة ن» (٦٨)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«ن وَالْقَلَمِ» (١) كسائر فواتح السور..
«وَما يَسْطُرُونَ» (١) وما يكتبون، قال رؤبة:
إنى وأسطار سطرن سطرا
«١» [٨٧٢].
«بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ» (٦) مجازها: أيّكم المفتون كما قال الأوّل «٢» :
نحن بنو جعدة أصحاب الفلج نضرب بالسيف ونرجو بالفرج
(٥٠٥).
«لَوْ تُدْهِنُ» (٩) من المداهنة..
«عُتُلٍّ» (١٣) العتلّ الفظّ الكافر فى هذا الموضع وهو الشديد فى كل شىء «٣» قال ذو الإصبع العدوانىّ:
والدهر يغدو معتلّا جذعا
«٤» [٩٠٥] أي شديدا.
(١). - ٨٧٢: وهو مضى وانظر أيضا فى الطبري ٢٩/ ١١. [.....]
(٢). - ٦ «الأول» : أي القائل الأول الذي مضى ذكره وهو راجز من بنى جعدة بن قيس.
(٣). - ٩ «العتل... شىء» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٥٠٨.
(٤). - ٩٠٥: لعله من قصيدته المفضلية رقم ٢٩ تمامها فى شعراء الجاهلية ص ٦٢٩ وهو فى الطبري ٢٩/ ١٤.
«بَعْدَ ذلِكَ» (١٣) مع ذلك..
«زَنِيمٍ» (١٣) الزنيم المعلّق فى القوم ليس منهم قال حسّان بن ثابت:
وأنت زنيم نيط فى آل هاشم... كما نيط خلف الراكب القدح الفرد
«١» [٩٠٦] ويقال للتيس: زنيم له زنمتان «٢» «٣»..
«فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ «٤» » (٢٠) انصرم فى الليل وهو الليل وكل رملة انصرمت من معظم الرمل فهى الصريمة..
«وَهُمْ يَتَخافَتُونَ» (٢٣) أي يتسارّون..
«وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ» (٢٥) مجازها: على منع «٥»، بمعنى «حاردت الناقة» فلا لبن لها وعلى حرد أيضا على قصد، قال الأول:
(١). - ٩٠٦: ديوانه ص ١٦٠ والطبري ٢٩/ ١٥ واللسان (زنم) والقرطبي ١٨/ ٢٣٤.
(٢). - ٢- ٤ «زنيم... زنمتان» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٥٠٧)
(٣). - ٩٠٧: الطبري ٢٩/ ١٥ والقرطبي ١٨/ ٢٣٤ وفتح الباري ٨/ ٥٠٨.
(٤). - ٤ «أنها... قطعه» الذي ورد فى الفروق: رواه ابن حجر عن أبى عبيدة ليدل على أن البخاري أخذ تفسيره لهذه الآية عنه (فتح الباري ٨/ ٥٠٧).
(٥). - ٨ «على منع... لها» : قال الطبري (٢٩/ ١٩: وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يتأول ذلك «وغدوا على متع» ويوجهه إلى أنه من قولهم حاردت...
لبن وهذا قول لا نعلم له قائلا من متقدمى أهل العلم قال وإن كان له وجه فإذا كان ذلك كذلك وكان غير جائز عندنا ان يتعدى ما أجمعت عليه الحجة فما صح من الأقوال فى ذلك إلا أحد الأقوال ذكرناها عن أهل العلم وإذ كان ذلك كذلك وكان المعروف من معنى الحرد فى كلام العرب القصد من قولهم قد حرد فلان إذا قصد قصده (٢٩/ ١٩). وقال ابن حجر: وحكى أبو عبيدة فيه أقوالا اخرى: القصد والمنع والغضب والحقد (فتح الباري ٨/ ٥٠٦).
قد جاء سيل كان من أمر الله يحرد حرد الجنة المغلّه
«١» [٩٠٨] وقال آخر: على حرد: على غضب. قال الأشهب بن رميلة الذي كان يهاجى الفرزدق:
أسود شرى لاقت أسود خفيّة تساقوا على حرد دماء الأساود
«٢» [٩٠٩].
«يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ» (٤٢) إذا اشتد الحرب والأمر قيل: قد كشف الأمر عن ساقه. قال قيس بن زهير «٣» بن جذيمة العبسىّ:
فإذ شمّرت لك عن ساقها فويها ربيع ولا تسأم
«٤» [٩١٠].
«تَرْهَقُهُمْ» (٤٣) تغشاهم..
«مَكْظُومٌ «٥» » (٤٨) من الغم مثل كظيم..
«لَنُبِذَ بِالْعَراءِ» (٤٩) لألقى بوجه الأرض قال رجل من خزاعة يقال له قيس ابن جعدة أحد الفزارين:
دفعت رجالا لا أخاف عثارها ونبذت بالبلد العراء ثيابى
«٦» [٩١١].
«لَيُزْلِقُونَكَ» (٥١) ولينقذونك وكل ذاك إزلاق.
(١). - ٩٠٨: الرجز لقرب بن المستفيد حسب قول ابن السيد فى شرح الكامل كما فى الخزانة ٤/ ٣٤٣ وهو فى الكامل ص ٣٣ والطبري ٢٩/ ١٩ والقرطبي ١٨/ ٢٤٢ وشواهد الكشاف ٢٥٤.
(٢). - ٩٠٩: فى الكامل ص ٣٣، ٤٣٨، والطبري ٢٩/ ١٩ والقرطين ٢/ ١٧٧، والسمط ص ٣٥، ومعجم ما استعجم ٣/ ٧٨٥، والعيني ١/ ٤٨٢ والخزانة ٢/ ٥٠٨.
(٣). - ٦ قيس بن زهير: انظر ترجمته فى السمط ص ٥٨٢.
(٤). - ٩١٠: فى اللسان (ويه).
(٥). - ٩ «مكظوم» رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٦/ ٣٢٤، ٨/ ٥٠٨).
(٦). - ٩١١: فى الطبري ٢٩/ ٢٥ وهو يشبه بيتا لأبى خراش الهذلي وهو:
ورفّعت ساقا لا يخاف عثارها وطرّحت عنى بالعراء ثيابى
(ديوان الهذليين ٢/ ١٦٨). وفى اللسان (نشا) قال ابن برى قال أبو عبيدة فى المجاز فى آخر سورة «ن والقلم» إن البيت لقيس بن جعدة الخزاعي. [.....]
Icon