محل السماح إلى وقوعه في حد الضيم ﴿منه شيئاً﴾.
ولما كان هذا المملي قد يكون لاغي العبارة وكان الإملاء لا يقدر عليه كل أحد قال سبحانه وتعالى: ﴿فإن كان الذي عليه الحق سفيهاً﴾ فلا يعتبر إقراره لضعف رأيه ونظره ونقص حظه من حكمة الدنيا ﴿أو ضعيفاً﴾ عن الإملاء في ذلك الوقت لمرض أو غيره من صبا أو جنون أو هرم من الضعف وهو وهن القوى حساً أو معنى ﴿أو لا يستطيع أن يمل هو﴾ كعيّ أو حياء أو عجمة ونحوه ﴿فليملل وليه﴾ القائم لمصالحه من أب أو وصي أو حاكم أو ترجمان أو وكيل ﴿بالعدل﴾ فلا يحيف عليه ولا على ذي الحق. قال الحرالي: فجعل لسان الولي لسان المولى عليه، فكان فيه مثل لما نزل به الكتاب من إجراء كلام الله سبحانه وتعالى على ألسنة خلقه في نحو ما تقدم من قوله: ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ [الفاتحة: ٥] وما تفصل منها ﴿الله ولي الذين آمنوا﴾ [البقرة: ٢٥٧] أمل ما عليهم من الحقوق له فجعل كلاماً من كلامه يتلونه، فكان الإملال منه لهم لتقاصرهم عن واجب حقه تقاصر السفيه ومن معه عن إملال وليه عنه لرشده وقوته وتمكن


الصفحة التالية